[align=center]القبيلتين اللتين ذكرهما الله جل جلاله في قرآنه الكريم هما:
1-قبيلة قريش
2-قبيلة بني الحارث
ذكر الله جل جلاله في قرآنه الكريم قبيلة بني الحارث في قصة أصحاب الأخدود ووصفهم الرب بالمؤمنين:
صاحب الأخدود هو ذو نواس من ملوك اليمن اليهود، اضطهد بني الحارث بن كعب، وهي قبيلة عربية بطن من مذحج من كهلان من القحطانية، وهم أصحاب (كعبة نجران) وكان يدينون بالنصرانية أمر ذو نواس بحفر أخدودٍ عظيم أوقدت فيه النيران، وكان يحرق فيه من لم يتخل منهم عن النصرانيه، وأهلك فيه سيد نجران الحارث بن كعب ومئات الرجال والنساء والأطفال من أولاده وقومه وكان هذا الحدث عام 523 م وهؤلاء هم الذين وصفهم الله في القرآن الكريم بالمؤمنين ولعن أصحاب الأخدود الذين شهدوا المحرقه.
قال الله تعالى:}قتل أصحاب الأخدود*النار ذات الوقود*إذ هم عليها قعود*وهم على مايفعلون بـ(المؤمنين) شهود{ (سورة البروج).
دعوة الصحابي الجليل خالد بن الوليد الناس إلى الإسلام وإسلامهم
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى، سنة عشر للهجرة (10هـ) إلى بني الحارث بن كعب في نجران وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثاً، فإن استجابوا فأقبل منهم وإن لم يفعلوا فقاتلهم. فخرج خالد بن الوليد رضي الله عنه حتى قدم عليهم فبعث الركبان يضربون في كل وجه ويدعون إلى الإسلام ويقولون أيها الناس أسلموا تسلموا. فأسلم الناس ودخلوا فيما دعوا إليه فأقام فيهم خالد يعلمهم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وبذلك كان أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هم أسلموا ولم يقاتلوا. ثم كتب خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً يقول فيه: (السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد يا رسول الله صلى الله عليك وسلم ، إنك بعثتني إلى بني الحارث بن كعب وأمرتني إذا أتيتهم أن لا أقاتلهم ثلاثة أيام وأن أدعوهم إلى الإسلام فإن أسلموا أقمت فيهم وقبلت منهم وعلمتهم معالم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيه وإن لم يسلموا قاتلتهم. وإني قدمت عليهم فدعوتهم إلى الإسلام ثلاثة أيام كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثت فيهم ركباناً، قالوا: يا بني الحارث أسلموا تسلموا، فأسلموا ولم يقاتلوا، وأنا مقيم بين أظهرهم آمرهم بما أمرهم الله به وأنهاهم عما نهاهم الله عنه وأعلمهم معالم الإسلام وسنة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يكتب إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. والسلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته)
كتاب الرسول إلى خالد بن الوليد يأمره بمجيئه بوفد بني الحارث
فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد النبي رسول الله إلى خالد بن الوليد. سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد فإن كتابك جاءني مع رسولك تخبرني أن بني الحارث بن كعب قد أسلموا قبل أن تقاتلهم وأجابوا إلى ما دعوتهم إليه من الإسلام وشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله وأن قد هداهم الله بهداه فبشرهم وأنذرهم وأقبل وليقبل معك وفدهم والسلام عليك ورحمة الله وبركاته)
قدوم خالد بن الوليد مع وفد بني الحارث على الرسول صلى الله عليه وسلم
فأقبل خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل معه وفد بني الحارث بن كعب منهم قيس بن الحصين ذي الغصّة، ويزيد بن عبد المدان، ويزيد بن المحجل، وعبد الله بن قرد الزيادي, وشداد بن عبد الله القناني، وعمرو بن عبد الله الضبابي.
حديث وفدهم على الرسول صلى الله عليه وسلم
فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآهم قال: من هؤلاء القوم الذين كأنهم رجال من الهند؟ قيل يا رسول الله هؤلاء رجال بني الحارث بن كعب فلما وقفوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلموا عليه وقالوا: نشهد أنك رسول الله وأنه لا إله إلا الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتم الذين إذا زجروا استقدموا؟ فسكتوا، فلم يراجعه منهم أحد، ثم أعادها مرةٍ ثانيه فلم يراجعه منهم أحد، ثم أعادها مرةٍ ثالثه فلم يراجعه منهم أحد، ثم أعادها مرةٍ رابعه فقال يزيد بن عبد المدان: نعم يا رسول الله نحن الذين إذا زجروا استقدموا، قالها أربع مرار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن خالداً لم يكتب إليّ أنكم أسلمتم ولم تقاتلوا، لألقيت رؤوسكم تحت أقدامكم فقال يزيد بن عبد المدان: أما والله ما حمدناك ولا حمدنا خالداً، قال: فمن حمدتم؟ قالوا: حمدنا الله عز وجل الذي هدانا بك يا رسول الله قال صدقتم. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بم كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية يا بني الحارث؟ قالوا: لم نكن نغلب أحداً, قال: بلى ، قد كنتم تغلبون من قاتلكم قالوا: كنا نغلب من قاتلنا يا رسول الله إنّا كنا نجتمع ولا نفترق ولا نبدأ أحداً بظلم قال صدقتم وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني الحارث بن كعب قيس بن الحصين. فرجع وفد بني الحارث إلى قومهم في بقية من شوال أو في صدر ذي القعدة فلم يمكثوا بعد أن رجعوا إلى قومهم إلا أربعة أشهر حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحم وبارك ورضي وأنعم.
بعث الرسول عمرو بن حزم بعهده إليهم
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليهم بعد أن ولى وفدهم عمرو بن حزم ، ليفقههم في الدين ويعلمهم السنة ومعالم الإسلام ويأخذ منهم صدقاتهم وكتب له كتاباً عهد إليه فيه عهده وأمره فيه بأمره. (بسم الله الرحمن الرحيم هذا بيان من الله ورسوله يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود عهد من محمد النبي رسول الله لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن، أمره بتقوى الله في أمره كله فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وأمره أن يأخذ بالحق كما أمره الله وأن يبشر الناس بالخير ويأمرهم به ويعلم الناس القرآن ويفقههم فيه وينهى الناس فلا يمس القرآن إنسان إلا وهو طاهر ويخبر الناس بالذي لهم والذي عليهم ويلين للناس في الحق ويشد عليهم في الظلم فإن الله كره الظلم ونهى عنه فقال: ((ألا لعنة الله على الظالمين)) [هود : 18]، ويبشر الناس بالجنة وبعملها، وينذر الناس النار وعملها، ويستألف الناس حتى يفقهوا في الدين ويعلم الناس معالم الحج وسنته وفريضته وما أمر الله به والحج الأكبر الحج الأكبر والحج الأصغر هو العمرة وينهى الناس أن يصلي أحد في ثوب واحد صغير إلا أن يكون ثوبا يثني طرفيه على عاتقيه وينهى الناس أن يحتبي أحد في ثوب واحد يفضي بفرجه إلى السماء وينهى أن يقص أحد شعر رأسه في قفاه وينهى إذا كان بين الناس هيج عن الدعاء إلى القبائل والعشائر وليكن دعواهم إلى الله عز وجل وحده لا شريك له فمن لم يدع إلى الله ودعا إلى القبائل والعشائر فليقطفوا رأسه بالسيف حتى تكون دعواهم إلى الله وحده لا شريك له ويأمر الناس بإسباغ الوضوء وجوههم وأيديهم إلى المرافق وأرجلهم إلى الكعبين ويمسحون برؤوسهم كما أمرهم الله وأمر بالصلاة لوقتها، وإتمام الركوع والسجود والخشوع ويغسل بالصبح ويهجر بالهاجرة حين تميل الشمس وصلاة العصر والشمس في الأرض مدبرة والمغرب حين يقبل الليل لا يؤخر حتى تبدو النجوم في السماء والعشاء أول الليل وأمر بالسعي إلى الجمعة إذا نودي لها، والغسل عند الرواح إليها، وأمره أن يأخذ من المغانم خمس الله وما كتب على المؤمنين في الصدقه من العقار عشر ما سقت العين وسقت السماء وعلى ما سقى الغرب نصف العشر وفي كل عشر من الإبل شاتان وفي كل عشرين أربع شياه وفي كل أربعين من البقر بقرة وفي كل ثلاثين من البقر تبيع جذع أو جذعة وفي كل أربعين من الغنم سائمة وحدها شاة فإنها فريضة الله التي افترض على المؤمنين في الصدقة فمن زاد خيراً فهو خيراً له وأنه من أسلم من يهودي أو نصراني إسلاماً خالصاً من نفسه ودان بدين الإسلام فإنه من المؤمنين له مثل ما لهم وعليه مثل ما عليهم ومن كان على نصرانيته أو يهوديته فإنه لا يرد عنها، وعلى كل حالم ذكر أو أنثى، حر أو عبد دينار وافٍ أو عوضّه ثياباً فمن أدى ذلك فإن له ذمة الله وذمة رسوله ومن منع ذلك فإنه عدو لله ولرسوله وللمؤمنين جميعاً، صلوات الله على محمد والسلام عليه ورحمة الله وبركاته)
وذكر قدوم وفد كنده، وفي قوله عليه السلام لا نقفو أمناً، ولا ننتفي من أبينا وفي هذا ما يدل على أن الأشعث قد أصاب في بعض قوله نحن وأنت بنو آكل المرار، وذلك أن في جدات النبي صلى الله عليه وسلم من هي من ذلك القبيل منهن دعد بنت سرير بن ثعلبة بن الحارث الكندي المذكور وهي أم كلاب بن مره، وقيل بل هي جدة كلاب أم أمه هند ، وقد ذكر ابن إسحاق هنداً هذه وأنها ولدت كلاب بن مره.
قدوم وفد بني الحارث بن كعب
ذكر فيهم يزيد بن عبد المدان، واسم عبد المدان عمرو بن الديّان والديّان اسمه يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب الحارثي.
وذكر فيهم أيضاً ذا الغصة واسمه الحصين بن يزيد بن شداد الحارثي، وقيل له ذو الغصة لغصة كانت في حلقه لا يكاد يبين منها، وذكره عمر بن الخطاب يوماً، فقال:لا تزاد امرأة في صداقها على كذا وكذا، ولو كانت بنت ذي الغصة
وذكر فيهم عمرو بن عبد الله الضبابي وهو ضِباب بكسر الضاد في بني الحارث بن كعب بن مذلج وضباب أيضاً في قريش وهو ابن حجير بن عبد بن معيص بن عامر أخو حجر بن عبد وفي حجر وحجير يقول الشاعر:[/align]
[poem= font="simplified arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أنبئت أن غواةٍ من بني حجر=ومن حجيرٍ بلا ذنبٍ أراغوني
أغنوا بني حجر عنا غواتكم=ويا حجير إليكم لا تبوروني [/poem]
[align=center]والضباب في بني عامر بن صعصعة وهم ضباب ومضب وحسل وحسيل بنو معاوية بن كلاب وأما الضباب بالفتح ففي نسب النابغة الذبياني ضباب بن يربوع بن غيظ وأما الضباب بالضم فزيد ومنجا أبناء ضباب من بني بكر ذكره الدار قطني .
اختصار ماجرى بين الرسول صلى الله عليه وسلم وقبيلة بني الحارث
(وفد قبيلة بني الحارث على النبي صلى لله علية وسلم)
ومما ورد في الأثر أنه عندما وفدت وفود القبائل على النبي صلى الله عليه وسلم كان من بينهم وفد بني الحارث يرأسهم سويد بن حارثة. فلما كانوا بين يدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، قال: ما القوم؟ قال رئيسهم سويد:مؤمنون. قال عليه الصلاة والسلام: إن لكل قول حقيقة، فما حقيقة إيمانكم؟ قال سويد: خمس عشرة خصلة، عشر منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها يعني (أركان الإيمان وأركان الإسلام)، وخمساً تخلقنا بها في جاهليتنا إلى هذا حدنا، يا أن تقرنا عليها أم تنهانا عنها وننتهي..قال صلى الله عليه وسلم: ما هي الخمس؟
قال سويد:
الثباتة في موطن اللقاء
وترك الشماتة بالأعداء
والصبر على البلاء
والرضا بمر القضاء
والشكر عند الرخاء
قال عليه الصلاة والسلام: يا لها من خمس، وأنا أزيدكم خمساً، فتعودون من عندي بعشرين:
لا تجمعوا مالا تأكلون
ولا تبنوا مالا تسكنون
ولا تتنافسوا في شيءٍ انتم عنه غدا ً راحلون
واتقوا الله الذي إليه ترجعون
وارغبوا فيما عليه تقدمون يوم القيامة.
وعندما ذهبوا، قال النبي عليه الصلاة والسلام:
فقهاء،، حكماء،، كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء.
وروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:(لو لم يبعثني الله رسولاً لبعث واحداً منهم...يقصد بني الحارث)
وفي المصدر نفسه ... كان بني الحارث. امنع العرب وأغناهم وأجملهم مظهراً. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه عندما رأى وفدهم قال (من هؤلاء الذين كأنهم من رجال الهند)
ونستشهد بذلك قول شاعر الرسول الصحابي الجليل حسان بن ثابت رضي الله عنه:[/align]
[poem= font="simplified arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وقد كنا نقول إذا رأينا=لذي جسم يعد وذي بيان
كأنك ايها المعطي جمالاً=وجسماً من بني عبد المدان[/poem]
[align=center]وقد شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالغلبة والقوة حيث قال لهم:(بماذا كنتم تغلبون الناس يا بني الحارث)[/align]