![]() |
يذكرونني بالماضي والمعاصي 000
[size=4]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال: أنا فتاة أرتدي الحجاب والحمد لله ، وأحفظ سوراً من القرآن الكريم وملتزمة بدين الله تعالى ، قبل أن أرتدي الحجاب كنت أرتدي ملابساً ضيقة وأضع على شعري تسريحة وبعض الصبغة ولا أصلي ، وممكن أتكلم مع شاب في الطريق ، ولا أهتم لكلام الناس ، وبعد أن هداني الله سبحانه وتعالى تغير كل شيء ، وندمت علي كل ما كنت أفعله . ما أعاني منه الآن : هو أني حين أتحدث إلى فتاة بخصوص الصلاة أو الحجاب أو أعطيها كتاباً يقولون عني : هذه التي تقول هذا الكلام ! هل نسيت ما كانت تفعلي ؟ ويقذفنني في عرضي ، ويقولن عني أسوأ الأشياء والله سبحانه وتعالى يعلم أني بريئة مما ينسب إليَّ ، ماذا أفعل ؟ الجواب: الحمد لله أولاً : نحب أن نهنئكِ أيتها السائلة على التوبة والرجوع إلى الله عز وجل ، فمن نعمة الله على عبده أن يوفقه للتوبة ، ويدله عليها ، فكم هم الذين باقون على المعاصي والذنوب ، ولم يوفقوا للتوبة ، فأنتِ في نعمة ، فاشكري الله على تلك النعمة ، واسأليه المزيد في ذلك . ثانياً : الواجب على الإنسان أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ؛ وذلك لأنه من أسمى الوظائف الإسلامية ، بل هو أشرفها وأعلاها ، وهو وظيفة الأنبياء والرسل عليهم السلام ، كما قال تعالى : ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) النساء/165 . وقد جعل الله الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس ؛ لقيامها بهذه الوظيفة العظيمة ، كما قال تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) آل عمران/110 . فالواجب عليكِ هو الاستمرار في نصح ودعوة من علمت أنه على خطأ ، ولا تلتفتي إلى كلام المغرضين والمثبطين لكِ ، بل اصبري واحتسبي الأجر عند الله ، واعلمي أن ما أنتِ عليه هو نوع من أنواع الجهاد ، مطلوب فيه تحمل المشاق ، والصبر على الأذى فيه ، كما قال لقمان لابنه : ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) لقمان/17 . ثالثاً : ما ذكرتيه من أن بعض من تقومين بنصحه يذكركِ بماضيكِ ، فهذا منه نوع من الجهل ؛ وذلك لأنه كيف يلام شخص على ذنب قد تاب منه وأقلع عنه ! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ) رواه ابن ماجه (4250) وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه . وإذا كان الله جل وعلا يتوب على من تاب من الشرك ، فكيف بمن تاب مما هو دون الشرك من المعاصي والكبائر . وأيضاً : إذا قيل إنه لا يدعو ولا ينصح من كان له ذنوب ومعاصٍ في السابق ، فإنه لن يدعو أحد ، ولن ينصح أحد ؛ لأنه ليس أحد معصوماً من الذنوب ، إلا من عصمه الله ، فهؤلاء الصحابة منهم من كان في جاهليته شارباً للخمر قاطعاً للرحم ... وأعظم من ذلك الشرك بالله ، ولا يشك عاقل في جلالة قدرهم وعلو مكانتهم ، وأنهم خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ، فهم لم يتركوا الدعوة بحجة أنهم فعلوا كذا وكذا في الماضي ، بل قاموا بالدعوة خير قيام ، رضي الله عنهم ورضاهم . والعبرة بكمال النهاية ، لا بنقصان البداية ، فالعبرة بما انتهى إليه أمر الإنسان ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ) البخاري (6607) . والذي يظهر لنا -والله أعلم- أنهم يقولون ذلك فقط من أجل الجدال ، وهم يخدعون أنفسهم بأن لهم سبباً يردون من أجله الحق الذي تأمرينهم به ، ولو أنصف هؤلاء لتفكروا فيما تأمرينهم به هل هو حق فيقبل ؟ أو باطل فيرد ؟ بقطع النظر عمن أمر به ، فإن الحق يقبل لأجل كونه حقاً ، لا من أجل من تكلم به . وقد يكون ماضيك سبباً لقبول كلامك ، وقوة حجتك ، لأنك إنما تأمرينهم بما تأمرينهم به وقد جَرَّبت الخير والشر ، والحلو والمر ، فأنت تأمرينهم بالحق بعد علم ويقين وتجربة ، وليس من جَرّب كمن سمع فقط . وقديماً قال بعض التائبين : "من جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي" ! فاستمري في أمرهم ونصحهم ، واحتسبي ما تجدينه من مشقة واستهزاء ، نسأل الله تعالى لك مزيداً من التوفيق والحرص على هداية الخلق . والله أعلم الإسلام سؤال وجواب[/size] |
الله يوفقها ..
جزاك الله خير طلال .. |
الله يوقه يارب ويثبتها على طاعت واياها يارب
طلال السليفي مشكور على الموضوع. |
لاهنت يااخ طلال ومشكورعلى هذه المشاركه القيمه
تحياتي لك |
| جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 05:06 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها