بنت الهيلا
03-10-2006, 02:36 PM
في بحث ذكي ونادر قام فريق من الباحثين من جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، باكتشاف أن كميات هائلة تقدر بالملايين من الفطريات تعيش تحت أنوفنا كل ليلة حينما نضع رأسنا على الوسادة ونخلد إلى النوم لابتغاء السلامة والصحة.
ولقد تبين للباحثين أن الوسائد المنزلية مكدسة بالملايين من أحد أهم أنواع الفطريات من نوع أسبرغللس فيمغتسAspergillus fumigatus المسببة للعديد من الأمراض، فحالة أسبرغللوسس المرضية هي سبب رئيس في الالتهابات الفطرية القاتلة لدى مرضى سرطان الدم (لوكيميا) وزراعة نخاع العظم إضافة إلى إثارة حالات الربو لدى البالغين وغيرها من الآثار المرضية.
الدراسة التي تبنتها أمانة أبحاث الفطريات البريطانية ونشرتها هذا الأسبوع في نسختها الإلكترونية مجلة الحساسية، هي في الواقع تعد الأولى بعد فترة طويلة من إهمال هذا الجانب لعشرات السنين بعد أول دراسة نشرت حول التلوث بالفطريات عام 1936، على حد قول بعض المصادر الطبية.
فريق البحث قام بفحص أنواع مختلفة من الوسائد المستخدمة، التي صنعت من المواد الطبيعية، كذلك الصناعية، ووجدوا آلاف الفطريات لكل غرام، مما يعني الملايين في كل وسادة. والأنواع التي تم التعرف عليها تراوحت بين أربعة أنواع من الفطريات للوسادة الواحدة، وبين ستة عشر نوعاً لبعضها الآخر، كما أنهم لاحظوا أن نوع أسبرغللس فيمغتس الفطريات كان أكثر وجوداً في الوسائد المكونة من مواد القطن الصناعي، وأن بعض من أنواعها هو مما يوجد أيضاً على الجدران الرطبة وفي «دش» الاستحمام.
من ناحيته علق البروفسور أشلي وودكوك، الذي رأس فريق البحث، قائلاً: نعلم جميعنا أن الوسائد ممتلئة بسوس أو عث الغبار المنزلي، الذي يلتهم عادة مثل هذه الفطريات، لكن هناك نظرية تقول إن الفطريات بدورها تقتات على بقايا فضلات هذه الأنواع من السوس كمصدر غني للنيتروجين وباقي حاجاتها من المواد الغذائية، إضافة إلى قشور الجلد البشري التي تتراكم في الوسائد، لذا فإن الذي يبدو أن هناك نظاما معقدا غاية في الصغر لدورات الحياة علي حد قوله. وتعتبر أسبرغللس من أكثر أنواع الفطريات انتشاراً، فالهواء يحملها حيثما اتجه وتوجد على النباتات المنزلية وداخل أوعيتها، كذلك تتركز في الأقبية وغيرها من الأماكن المغلقة، وبالطبع على الكثير من قطع الأثاث والأدوات المنزلية، إضافة إلى وجودها في كثير من البهارات التي لم يجر حفظها بشكل سليم. وبدخولها إلى الجسم تتجه بشكل رئيس إلى الجيوب الأنفية والرئتين، ومنها تستطيع الانتشار في أماكن أخرى من الجسم كالدماغ مثلاً، كما قد تنتقل من مريض إلى آخر. هذه الفطريات يصعب جداً علاجها، وبعض الإحصاءات الطبية الحديثة تقول إنها توجد لدى واحد بين كل 25 شخصاً يتوفون في المستشفيات الجامعية بأوروبا.
وخطورة الإصابة بها تتضح بشكل جلي لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات في مناعة الجسم كمن تمت لهم عملية زراعة أحد الأعضاء كالكبد أو الكلى أو نخاع العظم نظراً لتناولهم أدوية تخفض من قوة جهاز المناعة كي لا يحصل رفض للعضو المزروع، كذلك لدى المرضى المصابين بأنواع مختلفة من السرطان، سواء كان في الدم خاصة، أو أجزاء أخرى من الجسم عموماً، كما أن من يتناولون أدوية من مشتقات الكورتيزون أو مصابين بأمراض مزمنة في حال تقدمهم في السن كمرض السكري أو الفشل الكلوي أو فشل الكبد، ولا ننسى أمراض نقص المناعة الفيروسية كالإيدز، هؤلاء كلهم عرضة لخطورة الإصابة بالفطريات التي يصعب بكل معنى الكلمة علاجها في بعض الحالات، التي أحد أقرب مصادرها هي الوسائد المنزلية.
إضافة إلى ما تقدم، فإن فطريات أسبرغللس تعمل على إثارة نوبات الربو وتدهور حالة مرضاه خاصة من البالغين، كذلك حالات الحساسية كالتي في الجيوب الأنفية. الأمر الأسوأ هو اختراقها لأنسجة الرئة في حال وجود كرات مجوفة فيها نتيجة لإصابة سابقة بميكروبات الدرن (السل)، ومن ثم تنمو هذه الفطريات داخلها ويكبر حجم التجويف الكروي شيئاً فشيئاً، مما يهتك أنسجة الرئة ويؤدي إلى تهتك جدران أوعيتها الدموية، وبالتالي تظهر حالات النزيف الرئوي وبصق الدم مع السعال.
ولا يقتصر ضرر الفطريات على الإنسان، بل النباتات والحيوانات عرضة هي كذلك للتأثر بها. ولأهمية هذه الدراسة، فإن تعليق الدكتور غيوفري سكوت، رئيس أمانة أبحاث الفطريات البريطانية، كان قوله: النتائج الجديدة لها أهمية كبيرة خاصة على المرضى المصابين بالحساسية أو مشاكل الرئة أو نقص المناعة، وذلك عند مغادرتهم المستشفيات، حيث الوسائد المغلفة بطبقة من البلاستيك، إلى المنازل حيث الوسائد الملوثة مما قد تنتكس حالتهم الصحية على إثره.
وبما أننا نقضي على أقل تقدير ثلث عمرنا في النوم على الوسائد ونتنفس بعمق ولمدة طويلة قربها، فمن المهم التنبه إلى ضرورة وضع حد لتلوثها إما باستبدالها بين فترة وأخرى، وإما على أقل تقدير استخدام القطن الطبيعي. والأمر لا يقتصر على الوسائد، بل المراتب التي ننام عليها والسجاد الذي يفترش الأرض وغيرها من الأثاث المنزلي.
وهناك أمر آخر مثير للانتباه في الدراسة، وهو الفارق بين الوسائد المحشوة بالقطن أو غيره من المواد الطبيعية، مقارنة بالوسائد المحشوة بالمواد الصناعية. وسبب قلة الفطريات في ما هو طبيعي من القطن وغيره، يحتاج إلى مزيد من البحث، خاصة حول تأثير اختلاف نوع الوسادة على نوبات الحساسية أو الربو أو غيرهما من الأمراض.
الشرق الاوسط
ولقد تبين للباحثين أن الوسائد المنزلية مكدسة بالملايين من أحد أهم أنواع الفطريات من نوع أسبرغللس فيمغتسAspergillus fumigatus المسببة للعديد من الأمراض، فحالة أسبرغللوسس المرضية هي سبب رئيس في الالتهابات الفطرية القاتلة لدى مرضى سرطان الدم (لوكيميا) وزراعة نخاع العظم إضافة إلى إثارة حالات الربو لدى البالغين وغيرها من الآثار المرضية.
الدراسة التي تبنتها أمانة أبحاث الفطريات البريطانية ونشرتها هذا الأسبوع في نسختها الإلكترونية مجلة الحساسية، هي في الواقع تعد الأولى بعد فترة طويلة من إهمال هذا الجانب لعشرات السنين بعد أول دراسة نشرت حول التلوث بالفطريات عام 1936، على حد قول بعض المصادر الطبية.
فريق البحث قام بفحص أنواع مختلفة من الوسائد المستخدمة، التي صنعت من المواد الطبيعية، كذلك الصناعية، ووجدوا آلاف الفطريات لكل غرام، مما يعني الملايين في كل وسادة. والأنواع التي تم التعرف عليها تراوحت بين أربعة أنواع من الفطريات للوسادة الواحدة، وبين ستة عشر نوعاً لبعضها الآخر، كما أنهم لاحظوا أن نوع أسبرغللس فيمغتس الفطريات كان أكثر وجوداً في الوسائد المكونة من مواد القطن الصناعي، وأن بعض من أنواعها هو مما يوجد أيضاً على الجدران الرطبة وفي «دش» الاستحمام.
من ناحيته علق البروفسور أشلي وودكوك، الذي رأس فريق البحث، قائلاً: نعلم جميعنا أن الوسائد ممتلئة بسوس أو عث الغبار المنزلي، الذي يلتهم عادة مثل هذه الفطريات، لكن هناك نظرية تقول إن الفطريات بدورها تقتات على بقايا فضلات هذه الأنواع من السوس كمصدر غني للنيتروجين وباقي حاجاتها من المواد الغذائية، إضافة إلى قشور الجلد البشري التي تتراكم في الوسائد، لذا فإن الذي يبدو أن هناك نظاما معقدا غاية في الصغر لدورات الحياة علي حد قوله. وتعتبر أسبرغللس من أكثر أنواع الفطريات انتشاراً، فالهواء يحملها حيثما اتجه وتوجد على النباتات المنزلية وداخل أوعيتها، كذلك تتركز في الأقبية وغيرها من الأماكن المغلقة، وبالطبع على الكثير من قطع الأثاث والأدوات المنزلية، إضافة إلى وجودها في كثير من البهارات التي لم يجر حفظها بشكل سليم. وبدخولها إلى الجسم تتجه بشكل رئيس إلى الجيوب الأنفية والرئتين، ومنها تستطيع الانتشار في أماكن أخرى من الجسم كالدماغ مثلاً، كما قد تنتقل من مريض إلى آخر. هذه الفطريات يصعب جداً علاجها، وبعض الإحصاءات الطبية الحديثة تقول إنها توجد لدى واحد بين كل 25 شخصاً يتوفون في المستشفيات الجامعية بأوروبا.
وخطورة الإصابة بها تتضح بشكل جلي لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات في مناعة الجسم كمن تمت لهم عملية زراعة أحد الأعضاء كالكبد أو الكلى أو نخاع العظم نظراً لتناولهم أدوية تخفض من قوة جهاز المناعة كي لا يحصل رفض للعضو المزروع، كذلك لدى المرضى المصابين بأنواع مختلفة من السرطان، سواء كان في الدم خاصة، أو أجزاء أخرى من الجسم عموماً، كما أن من يتناولون أدوية من مشتقات الكورتيزون أو مصابين بأمراض مزمنة في حال تقدمهم في السن كمرض السكري أو الفشل الكلوي أو فشل الكبد، ولا ننسى أمراض نقص المناعة الفيروسية كالإيدز، هؤلاء كلهم عرضة لخطورة الإصابة بالفطريات التي يصعب بكل معنى الكلمة علاجها في بعض الحالات، التي أحد أقرب مصادرها هي الوسائد المنزلية.
إضافة إلى ما تقدم، فإن فطريات أسبرغللس تعمل على إثارة نوبات الربو وتدهور حالة مرضاه خاصة من البالغين، كذلك حالات الحساسية كالتي في الجيوب الأنفية. الأمر الأسوأ هو اختراقها لأنسجة الرئة في حال وجود كرات مجوفة فيها نتيجة لإصابة سابقة بميكروبات الدرن (السل)، ومن ثم تنمو هذه الفطريات داخلها ويكبر حجم التجويف الكروي شيئاً فشيئاً، مما يهتك أنسجة الرئة ويؤدي إلى تهتك جدران أوعيتها الدموية، وبالتالي تظهر حالات النزيف الرئوي وبصق الدم مع السعال.
ولا يقتصر ضرر الفطريات على الإنسان، بل النباتات والحيوانات عرضة هي كذلك للتأثر بها. ولأهمية هذه الدراسة، فإن تعليق الدكتور غيوفري سكوت، رئيس أمانة أبحاث الفطريات البريطانية، كان قوله: النتائج الجديدة لها أهمية كبيرة خاصة على المرضى المصابين بالحساسية أو مشاكل الرئة أو نقص المناعة، وذلك عند مغادرتهم المستشفيات، حيث الوسائد المغلفة بطبقة من البلاستيك، إلى المنازل حيث الوسائد الملوثة مما قد تنتكس حالتهم الصحية على إثره.
وبما أننا نقضي على أقل تقدير ثلث عمرنا في النوم على الوسائد ونتنفس بعمق ولمدة طويلة قربها، فمن المهم التنبه إلى ضرورة وضع حد لتلوثها إما باستبدالها بين فترة وأخرى، وإما على أقل تقدير استخدام القطن الطبيعي. والأمر لا يقتصر على الوسائد، بل المراتب التي ننام عليها والسجاد الذي يفترش الأرض وغيرها من الأثاث المنزلي.
وهناك أمر آخر مثير للانتباه في الدراسة، وهو الفارق بين الوسائد المحشوة بالقطن أو غيره من المواد الطبيعية، مقارنة بالوسائد المحشوة بالمواد الصناعية. وسبب قلة الفطريات في ما هو طبيعي من القطن وغيره، يحتاج إلى مزيد من البحث، خاصة حول تأثير اختلاف نوع الوسادة على نوبات الحساسية أو الربو أو غيرهما من الأمراض.
الشرق الاوسط