المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عفاف الرجال


فواز الشيباني
03-09-2006, 10:13 AM
لماذا لم يعد لعفاف الرجل أي قيمة او احترام؟
ولماذا أصبح الرجل العفيف الذي يترفع عن شهوانيته مثيرا للدهشة ومشكوكا في أمره؟؟
لماذا صار الرجل الذي لم يمارس الجنس بطرق غير مشروعة قبل الزواج رجلا أبله في نظر بعضهم؟
لماذا صار الرجل الذي لا يخون زوجته جبان يخاف أن تكتشف زوجته امره او يشك في رجولته؟


مجتمعنا يهتم كثيرا بعذرية المراة لكن لماذا لا أحد يتكلم عن عذرية الرجل ؟
ففي زمن الانفتاح والتطور ,انتشرت كافة الوسائل التي تسهل الوقوع في الحرام ,فقد اصبحت المغريات تحيط بنا من كل جانب ,ولم تعد صعبة
المنال فلا يوجد اسهل من الطرق غير السوية,التي تجر الانسان الى الرذيلة.
لكن هذه ليست حجة لتبرير المعصية ,وان كانت المغريات نفسها يتعرض لها النساء والرجال,فهما متساويان في الجزاء والحساب وفقا للحكم الالهي في قوله تعالى:
(وقل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم وقل للمؤمنات يغضضن
من ابصارهن ويحفظن فروجهن)
ولما كان الأسلم والأعدل في تصرفاتنا ان نقيسها وفقا للحكم والتشريع الالهي ,نرى أن في التنزيل دلالة واضحة على تعميم المفهوم على الرجل والمرأة.
قال تعالى:
{والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا}[الأحزاب:35].
اذن عفة الرجل لا تقل أهمية عن عفة المرأة,و لا تقلل من رجولته
لذلك كما يطلب العفاف من المراة ,يطلب أيضا من الرجل .
ويجب أن نعمم مفهوم العذرية ليشمل الرجل والمرأة معا,حتى تصح المعادلة .

لكن في مجتمعاتنا الشرقية حيث اختلت المفاهيم ,
وأصبحت العفة مطلوبة فقط من المراة ,
فهي رأس مالها وأساس شرف أسرتها ,
اما عفة الرجل فحدث ولا حرج,
فلا شيء يعيبه انطلاقا من مبدأ أن أي معصية تباح ان
كانت لا تفضح أمام الناس.

فهذه دعوة للجميع لطلب العفة والتمنع عن الحرام ,وان نلغي المفهوم الشائع أن عفة الرجل هي شبهة يخجل منها الرجل ويتجنبها حتى لا يتهم بالغباء وقلة الثقافة وفقر التجربة.
عفة الرجل تعني حشمته وهي خلق كريم تزين صاحبها ,بها يحفظ الايمان
ويستقيم المرء ,ويستعصم عن الاثم وسخط رب العالمين ويحفظ صحته من الامراض.
والعفة تبدا من القلب لتصل الى مستوى الجسد,وهي في الرجل دليل واضح على قوة شخصيته وترفعه وامتناعه عن الفواحش من الأعمال,واخماد الاحساسات الشهوية وتهذيب النفس من الان**************** وراء اهواءها ,
فالانسان العفيف هو العاقل القادر على التحكم بكل ميوله وغرائزه ,والذي لا يقبل باشباعها الا بما يرضي الله .
هو انسان صابر نزيه يترفع عن الوقوع في رذائل الامور,ويتسامي على شهوته,وهو يتصف بخلق نادر لا يقدر عليه الا قوي الايمان .

و في التنزيل دعوة لكل عازب
{و ليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً } فسره ثعلب فقال: و ليضبط نفسه بمثل الصوم فإنه وجاء.
والعفة مطلوبة من المتزوج وغير المتزوج,
فكم من الرجال يخونون زوجاتهم ويتفاخرون في مجالسهم بمغامراتهم
حتى لا يظهروا امام الآخرين أنهم أقل منهم منزلة أو أن ينتقص من رجولتهم أو ان يصبحوا موضع سخرية .
أخي العزيز
أسألك أن لا تضعف وأن تحافظ على طهرك وعفافك ,وأن لا تضعف أما المغريات ,وحاول أن تقوي ايمانك بالله, فان ضعفت انتذكر أن الله يراك وستسأل وسنسأل جميعا عن أعمالنا ولن تشفع لك رجولتك في ان يغفر لك ربك فالكلام الالهي واضح,وليست العفة مطلبا من المرأة فقط انما هي واجب على كل انسان .
ولا تجعل من المجتمع محاسبا لأعمالك فان كنت نجيت من حساب الدنيا فلن تفلت من عقاب الآخرة ,وتذكر ان الموت لا يستئذن صاحبه
ومتى حضرك لن يؤخرك حتى تتوب .
?فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ?
فان رضيت باخبث الاعمال فلا تنتظر ولا تطلب الطيب من الرزق وتذكر أن الجزاء من جنس العمل ,فان ابتليت لا تنتظر أن يرزقك الله بزوجة صالحة,
فان الله تعالى يقول في سورة النور
(الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات اولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم )

" اللهم إني أسألك العفة و الغنى "
نسأل الله أن يصرف عن شباب المسلمين كل مكروه وسوء. والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.

اخو من طاع الله
03-09-2006, 01:37 PM
والله حنا في زمن العجائب يا فواز

موضوع رائع ومهم ويحتوي على مشكله من المشاكل المعاصره

الله يجزاك خير ولا حرمك ربي الاجر

فواز الشيباني
03-09-2006, 04:39 PM
اخي عبدالله الحافي

مشكور على ردك الرائع

وجزاك الله كل خير

فهد العايضي
03-09-2006, 10:22 PM
اللهم أغننا بحلالك عن حرامك

وأهدي شباب المسلمين الى سراطك المستقيم


جزاك الله خير الجزاء أخوي فواز

ومشكور على طرح هذا الموضوع المهم

أسأل الله أن لايحرمك الأجر والثواب


سلامي لك

فواز الشيباني
03-11-2006, 10:47 AM
اخي فهد العايضي

مشكور على المرور الكريم

وجزاك الله خير الجزا

طيب الفال
03-11-2006, 11:19 AM
نعم موضوع في غاية الأهمية يا أخ فواز وهو أن العفاف ليس مقصوراً على النساء فقط بل على الجنسين الذكر والأنثى بل يجب عليهما أن يعفوا ويبتعدوا عن كل ما هو مشين في حقهما فليس هناك أعظم من السمعة والشرف .

فأقول لبني جنسي من الرجال عفو تعف نسائكم

هذة قصة أستشهد بها على الموضوع وهي من شريط (حتى لا ينتحر العفاف) للشيخ سعيد بن مسفر

تقول القصة :

يقول أحدهم كان لي صديق أحبه لفضله وأدبه، وكان يروقني منظره، ويؤنسني محضره، قضيت في صحبته عهدا طويلا، ما أنكر من أمره ولا ينكر من أمري شيئا حتى سافرت وتراسلنا حينا ثم انقطعت بيننا العلاقات.

ورجعت وجعلت أكبر همي أن أراه لما بيني وبينه من صلة، وطلبته في جميع المواطن التي كنت ألقاه فيها فلم أجدله أثرا، وذهبت إلى منزله فحدثني جيرانه أنه نقل منذ عهد بعيد.

ووقفت بين اليأس والرجاء بغالب ظني أني لن أراه بعد ذلك اليوم، وأني قد فقدت ذلك الرجل.

وبينما أنا عائد إلى منزلي في ليلة من الليالي دفعني جهلي بالطريق في الظلام إلى سلوك طريق موحش مهجور يخيل للناظر فيه أنه مسكن للجان إذ لا وجود للإنس فيه.

فشعرت كأني أخوض في بحر، وكأن أمواجه تقبل بي وتدبر، فما توسطت الشارع حتى سمعت في منزل من تلك المنازل أنة تتردد في جوف الليل، ثم تلتها أختها.

فأثر في نفسي هذا الأنين وقلت في نفسي يا للعجب كم يكتم هذا الليل من أسرار؟

وكنت قد عاهدت الله أن لا أرى حزينا إلا وساعدته، فتلمست الطريق إلى ذلك المنزل، وطرقت الباب طرقا خفيفا، ثم طرقته طرقا أكثر قوة، وإذا بالباب يفتح من قبل فتاة صغيرة.

فتأملتها وإذا في يدها مصباح، وعليها ثياب ممزقة، وقلت لها هل عندكم مريض ؟

فزفرت زفرة كادت تقطع نياط قلبها، قالت نعم، افزع فإن أبي يحتضر.

والدها، ثم مشت أمامي وتبعتها حتى وصلت إلى غرفت ذات باب قصير، ودخلتها فخيل إلى أني أدخل إلى قبر وليس إلى غرفة، وإلى ميت وليس إلى مريض.

ودنوت منه حتى صرت بجانبه، فإذا قفص من العظام يتردد في نفس من الهواء، ووضعت يدي على جبينه ففتح عينيه وأطال النظر في وجهي، ثم فتح شفتيه وقال بصوت خافض:

أحمد الله لقد وجدتك يا صديقي.

فشعرت كأن قلبي يتمزق وعلمت أنني قد عثرت على ضالتي التي كنت أنشدها وإذا به رفيقي الذي كنت أعرفه، لكنني لم أعرفه من مرضه وشدة هزاله.

وقلت له قص علي قصتك، أخبرني ما خبرك.

فقال لي أسمع مني:

ثم ساق القصة فقال منذ سنين كنت أسكن أنا ووالدتي بيتا، ويسكن بجوارنا رجل من أهل الثراء، وكان قصره يضم بين جنباته فتاة جميلة ألم بنفسي من الوجد والشوق إليها ما لم أستطع معه صبرا.

وما زلت أتابعها وأعالج أمرها حتى أوقعتها في شباكي، وأتى في قلبها ما أتى إلى قلبي، وعثرت عليها في لحظة من الغفلة عن الله بعد أن وعدتها بالزواج فاستجابت لي وأسلمت قيادها وسلبتها شرفها في يوم من الأيام.

وما هي إلا أيام حتى عرفت أن في بطنها جنينا يضطرب، فأسقط في يدي، وطفقت أبتعد عنها، وأقطع حبل ودها، وهجرت ذلك المنزل الذي كنت أزورها فيه، ولم يعد يهمني من أمرها شيء.

ومرت على الحادثة أعوام، وفي ذات يوم حمل إلي البريد رسالة مددتها وقرأت ما بداخلها وإذا بها تكتب إلي (هذه البنت) تقول:

لو كان بي أن أكتب إليك لأجدد عهدا دارسا أو حبا قديما ما كتبت والله سطرا ولا خططت حرفا، لأنني أعتقد أن رجلا مثلك رجل غادر وود مثلك ودا كاذبا يستحق أن لا أحفل به وآسف على أن أطلب تجديده.

إنك عرفت كيف تتركني وبين جنبي نارا تضطرب وجنينا يضطرب.

تلك للأسف على الماضي، وذاك للخوف على المستقبل، فلم تبالي بي وفررت مني حتى لا تحمل نفسك مؤنة النظر إلى شقاء وعذاب أنت سببه، ولا تكلف يدك مسح دموعا أنت الذي أرسلتها.

فهل أستطيع بعد ذلك أن أتصور أنك رجل شريف ؟ لا والله بل لا أستطيع أن أتصور مجرد أنك إنسان، إنك ذئب بشري لأنك ما تركت خلة من الخلال في نفوس العجماوات وأوابد الوحوش إلا وجمعتها في نفسك.

خنتني إذ عاهدتني على الزواج فأخلفت وعهدك.

ونظرت في قلبك فقلت كيف تتزوج من امرأة مجرمة ؟ وما هذه الجريمة إلا صنعت يدك وجريرة نفسك، ولولاك ما كنت مجرمة ولا ساقطة، فقد دافعتك جهدي حتى عييت في أمرك وسقطت بين يديك سقوط الطفل الصغير.

سرقت عفتي فأصبحت ذليلة النفس حزينة القلب، أستثقل الحياة وأستبطئ الأجل وأي لذة لعيش امرأة لا تستطيع أن تكون في مستقبل أيامها زوجة لرجل ولا أما لولد، بل لا أستطيع أن أعيش في مجمع من هذه المجتمعات إلا وأنا خافضة الرأس مسبلة الجفن، واضعة الخد على الكف ترتعد أوصالي وتذوب أحشائي خوفا من عبث العابثين وتهكم المتهكمين.

سلبتني راحتي وقضيت على حياتي، قتلتني وقتلت شرفي وعرضي بل قتلت أمي وأبي فقد مات أبي وأمي وما أظن موتهما إلا حزنا علي لفقدي.

لقد قتلتني لأن ذلك العيش المر الذي شربته من كأسك بلغ من جسمي ونفسي وأصبحت في فراش الموت كالذبابة تحترق وتتلاشى نفسا بعد نفس.

هربت من بيت والدي إذ لم يعد لي قدرة على مواجهة بيتي وأمي وأبي وذهبت إلى منزل مهجور وعشت فيه عيش الهوان، وتبت إلى الله وإني لأرجو أن يكون الله قد قبل توبتي واستجاب دعائي وينقلني من دار الموت والشقاء إلى دار الحياة والهناء.

وهاأنا أموت وأنت كاذب خادع ولص قاتل ولا أظن أن الله تاركك دون أن يأخذ لي بحقي منك.

ما كتبت والله لأجدد بك عهدا أو أخطب لك ودا، فأنت أهون علي من ذلك، إنني قد أصبحت على باب القبر وفي موقف أودع فيه الحياة سعادتها وشقائها فلا أمل لي في ودها، ولا متسع لي في عهدها، وإنما كتبت لك لأني عندي وديعة لك هي أبنتك فإن كان الذي ذهب بالرحمة من قلبك أبقى لك منها رحمة الأبوة فأقبلها وخذها إليك حتى لا يدركها من الشقاء مثل ما أدرك من أمها من قبل.

طبعا هي ماتت وتركت البنت في هذا المكان المهجور وليس لها عائل.

يقول هذا الرجل:

ما أتممت قراءة الكتاب حتى نظرت فرأيت مدامعه تنحدر من جفنيه ثم قال:

إنني والله ما قرأت هذا الكتاب حتى أحسست برعدة تتمشى في جميع أوصالي وخيل إلي أن صدري يحاول أن ينشق عن قلبي فأسرعت إلى منزلها الذي تراني فيه الآن (هذا البيت الخرب).

ورأيتها في هذه الغرفة وهي تنام على هذا السرير جثة هامدة لا حراك بها، ورأيت هذه الطفلة التي تراها وهي في العاشرة من عمرها تبكي حزنا على أمها.

وتمثلت لي جرائمي في غشيتي كأنما هي وحوش ضارية هذا ينشب أظفاره وذاك يحدد أنيابه، فما أفقت حتى عاهدت الله أن لا أبرح هذه الغرفة التي سميتها غرفت الأحزان حتى أعيش عيشة تلك الفتاة وأموت كما ماتت.

وهاأنا ذا أموت راضيا اليوم مسرورا وقد تبت إلى الله وثقتي بربي أن الله عز وجل لا يخلف ما وعدني، ولعل ما قاسيت من العذاب والعناء وكابدت من الألم والشقاء كفارة لخطيئتي.


فيا أقوياء القلوب من الرجال رفقا بضعاف النفوس من النساء.

طيب الفال

فواز الشيباني
03-11-2006, 03:23 PM
اخي طيب الفال

مشكور على المرور والرد الرائع

وجزاك الله كل خير

ولاهنت

أبونايف
03-11-2006, 04:14 PM
فان رضيت باخبث الاعمال فلا تنتظر ولا تطلب الطيب من الرزق وتذكر أن الجزاء من جنس العمل ,فان ابتليت لا تنتظر أن يرزقك الله بزوجة صالحة .

شهادة إعجاب لشخصكم الكريم ولمواضيعكم الهادفة والرااائعة يا فواز ..

تسلم وتدوم يا غالي ..