د. العتيبي
03-04-2006, 02:39 PM
غالباً ماتتسمُ مراحلُ البداياتِ في عالمِ الأفكارِ والتقنية بحصول حالة أشبه ماتكون "بالفوضوية واللوبية الخطيرة" التي يعيشها المتلقي , والتي أصفُها أحياناً بالدوامة التي تأخذُ فيها مايقفُ أمامها لتجريه في دورة قد تطول وقد تقصر حسب قوة الشئ وبنيتِه , وهكذا الأفكار حين تجتاح العقول الجامدة فإنها تهوي بها في مكان سحيق أو ترسل بها نحو اللانهايات ....!!؟
ودعوني أضربُ لكم أحبتي بمثلين يدلان على ماهناك , ويبينان لك ذلك , أحدهما يتعلق بقضية تقنية والأخر بقضية فكرية سياسية....؟
حين خرج على مجتمعنا مايعرف بالبث المباشر وكذلك الإنترنت أصابَ المجتمع حالةٌ من الضياع ومن البحث وراء الأجساد التي لبست العري رداءً والبهيمية إزاراً , وكان المتلقون لهذه التقنية في جملتهم من هذا الفصيل اللاهي اللاعب الذي لايألوا على علم ولايسعى لمعرفة , وإن قال وقال , فالواقع يلعن هذه الكذبة الباردة ...مرت سنين حتى أتت مرحلة أخرى تمر بالأفكار وهي ماقد نسميه " مرحلةَ الترشيد " والتي يخرج الغالبية فيها من هذه الدوامة ليبحث عن نفسه أين موقعها ويبقى في مرحلة بحثٍ عن الخسائر والمكتسباتِ ليصحح من وضعة ومكانه ... لذا أصبحنا اليوم نرى حالةً من الترشيد تعمُّ كثيراً ممن غرق وسط ذلك الإنفتاح على الآخر , فرأينا الناس تبحث عن المفيد من القنواتِ الإسلامية والتعليمية والوثائقية , لتعطي الفوضوية ظهرها....؟
وفي عالم الفكر والسياسية فقد عاشت بلادنا فترة طويلة من الإستبداد السياسي والفكري , وغلبت الرأي الواحد الإجتهادي , ثم يتغير العالمُ وتغيرُ العولمة مجتماعتنا لتمر بحالة من الفوضوية المعاصرة المتجلية في تطبيع مصطلحات " الحوار الوطني , وتقبل الرأي الآخر والآخر, والقبول بالتعددية " ومن ثم تمييع الثوابت وقولبة الخلاف في جملة من الأدواء التي يمرُ بها الفكر الثقافي اليوم , واعتقد أن هذه الحالة من "اللوبية الفكرية" سوف تستمر عهداً من الزمن قبل أن يتقبل الناس الخلاف السائغ دون غيره , وأن يحدد مصطلحاته ويضبط ثوابته ومتغيراته.
هذه لمحة موجزة عن مرحلة البدايات والتي هي من أيسرِ المراحل التي يستطيعُ فيها العقل تبني الرؤى الجديدة والتغيير النمطي السلوكي , والدليل على هذا أن الصفوف الأولية من المراحل هي أيسر على الطالب ليتكيف مع طبيعة الحياة العملية الجديدة , أتوقف هنا مع أهمية تقرير ماسبق لكن لعلّ النقاش يثري شيئاً حول ذلك ....؟
في ظل هذه الإنفتاح التقني أصبحنا نرى كثرة المنتديات والتي تتوالد بشكل هايل ليضرب بالعقول عُرض الحائط , ويخفي معالم العقول لتتحكم العقول القوية في تلك العقول الجامدة ...... إن شركة " نسخ ولصق" والتي تعدّ ظاهرةً مثيرة في عالم المنتديات , فالموضوع الواحد ينشرُ في مئات المنتديات , وتتناقلة العقول دون زيادة على كلمة " جميل , أحسنت , رائع , شكرا لك " الخ من سلسلة التطبيل ....
لست ضد النقل هنا , لكن أن تظل مشاركات العضو جميعها منقوله فنحن هنا نمارس عملية " الضحك الذاتي , والشخصنة الهولامية " والتي لن تدفع بالشخص شبراً واحدا للأمام , حين أتحدث هنا أحبتي أود أن أوكدَّ أن الكتابة في الشبكة العنكبوتية وسيلة ليتمهّر الواحدُ في الكتابة وليختبر موهبته ومهارته ويطورها , وليستفد من نقاشه مع الأعضاء وآرائهم في تطوير ذاته ليصبح يوماً ما كاتباًُ يشار له بالبنان...
علينا الا نسعى وراء الكم من المشاركاتِ متجاهلين حرقنا لأنفسنا في الوقت ذاته , ومتجاهلين مهمتنا تجاه ذواتنا وطاقاتنا .
أحبتي لازال في الجعبة الكثير حول كيفية استفادتنا من هذه التقنية في تطوير ذواتنا وكيف أكون كاتباً راقياً ( اعتقد ماأقول وأعمل بما أكتب ) دون ضحكٍ على ذواتنا , ودون غيابٍ في وسط الكثرة الغالبة من المواضيع التي تلقى هنا وهناك ....
كيف نستفيد من الشبكة العنكبويتة وخصوصاً من المنتديات , سؤال أطرحه بين أيديكم فتقبلوه بقبول حسنٍ وأنبتوه نباتاً حسناً بنتاعلكم ....
ولي عودة بإذن الله لكم
دمتم في حفظ الله
ودعوني أضربُ لكم أحبتي بمثلين يدلان على ماهناك , ويبينان لك ذلك , أحدهما يتعلق بقضية تقنية والأخر بقضية فكرية سياسية....؟
حين خرج على مجتمعنا مايعرف بالبث المباشر وكذلك الإنترنت أصابَ المجتمع حالةٌ من الضياع ومن البحث وراء الأجساد التي لبست العري رداءً والبهيمية إزاراً , وكان المتلقون لهذه التقنية في جملتهم من هذا الفصيل اللاهي اللاعب الذي لايألوا على علم ولايسعى لمعرفة , وإن قال وقال , فالواقع يلعن هذه الكذبة الباردة ...مرت سنين حتى أتت مرحلة أخرى تمر بالأفكار وهي ماقد نسميه " مرحلةَ الترشيد " والتي يخرج الغالبية فيها من هذه الدوامة ليبحث عن نفسه أين موقعها ويبقى في مرحلة بحثٍ عن الخسائر والمكتسباتِ ليصحح من وضعة ومكانه ... لذا أصبحنا اليوم نرى حالةً من الترشيد تعمُّ كثيراً ممن غرق وسط ذلك الإنفتاح على الآخر , فرأينا الناس تبحث عن المفيد من القنواتِ الإسلامية والتعليمية والوثائقية , لتعطي الفوضوية ظهرها....؟
وفي عالم الفكر والسياسية فقد عاشت بلادنا فترة طويلة من الإستبداد السياسي والفكري , وغلبت الرأي الواحد الإجتهادي , ثم يتغير العالمُ وتغيرُ العولمة مجتماعتنا لتمر بحالة من الفوضوية المعاصرة المتجلية في تطبيع مصطلحات " الحوار الوطني , وتقبل الرأي الآخر والآخر, والقبول بالتعددية " ومن ثم تمييع الثوابت وقولبة الخلاف في جملة من الأدواء التي يمرُ بها الفكر الثقافي اليوم , واعتقد أن هذه الحالة من "اللوبية الفكرية" سوف تستمر عهداً من الزمن قبل أن يتقبل الناس الخلاف السائغ دون غيره , وأن يحدد مصطلحاته ويضبط ثوابته ومتغيراته.
هذه لمحة موجزة عن مرحلة البدايات والتي هي من أيسرِ المراحل التي يستطيعُ فيها العقل تبني الرؤى الجديدة والتغيير النمطي السلوكي , والدليل على هذا أن الصفوف الأولية من المراحل هي أيسر على الطالب ليتكيف مع طبيعة الحياة العملية الجديدة , أتوقف هنا مع أهمية تقرير ماسبق لكن لعلّ النقاش يثري شيئاً حول ذلك ....؟
في ظل هذه الإنفتاح التقني أصبحنا نرى كثرة المنتديات والتي تتوالد بشكل هايل ليضرب بالعقول عُرض الحائط , ويخفي معالم العقول لتتحكم العقول القوية في تلك العقول الجامدة ...... إن شركة " نسخ ولصق" والتي تعدّ ظاهرةً مثيرة في عالم المنتديات , فالموضوع الواحد ينشرُ في مئات المنتديات , وتتناقلة العقول دون زيادة على كلمة " جميل , أحسنت , رائع , شكرا لك " الخ من سلسلة التطبيل ....
لست ضد النقل هنا , لكن أن تظل مشاركات العضو جميعها منقوله فنحن هنا نمارس عملية " الضحك الذاتي , والشخصنة الهولامية " والتي لن تدفع بالشخص شبراً واحدا للأمام , حين أتحدث هنا أحبتي أود أن أوكدَّ أن الكتابة في الشبكة العنكبوتية وسيلة ليتمهّر الواحدُ في الكتابة وليختبر موهبته ومهارته ويطورها , وليستفد من نقاشه مع الأعضاء وآرائهم في تطوير ذاته ليصبح يوماً ما كاتباًُ يشار له بالبنان...
علينا الا نسعى وراء الكم من المشاركاتِ متجاهلين حرقنا لأنفسنا في الوقت ذاته , ومتجاهلين مهمتنا تجاه ذواتنا وطاقاتنا .
أحبتي لازال في الجعبة الكثير حول كيفية استفادتنا من هذه التقنية في تطوير ذواتنا وكيف أكون كاتباً راقياً ( اعتقد ماأقول وأعمل بما أكتب ) دون ضحكٍ على ذواتنا , ودون غيابٍ في وسط الكثرة الغالبة من المواضيع التي تلقى هنا وهناك ....
كيف نستفيد من الشبكة العنكبويتة وخصوصاً من المنتديات , سؤال أطرحه بين أيديكم فتقبلوه بقبول حسنٍ وأنبتوه نباتاً حسناً بنتاعلكم ....
ولي عودة بإذن الله لكم
دمتم في حفظ الله