المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الداعية (الدويش) يفتح النار على دعاة قيادة المرأة للسيارة


العود الازرق
01-07-2006, 07:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين ولاعدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى أصحابه الطاهرين وأزواجه أمهات المؤمنين وآله الطيبين ومن سار على منهاجه إلى يوم الدين أمابعد


فلقد كثر الحديث في هذه الأيام وقبلها عن قيادة المرأة للسيارة وهو موضوع أصبح كالسلاح بيد المختل يشير به متى شاء وكيف شاء بحسب تقلبات مزاجه .

إن هذا الموضوع والذي يتصارع فيه أبناء المجتمع موضوع حساس جدا كونه يعتبر بوابة لطرفي النزاع فيه , فالمتنازعون فيه هم أهل الغيرة من طرف والعلمانيون واللبراليون والمتحررون من طرف آخر ويتبع لهؤلاء وأولئك من الغوغاء مايتبعهم بحسب قوة التأثير ودرجة الإقناع.

والغيورون يرون قيادة المرأة للسيارة بوابة لتحررها من قيمها وأخلاقها وأنها الطريق الأول لنزع الحجاب وانفلات المرأة من قوامة الرجل وملاحظة الولي , وهي بداية النهاية وستفتح على البلاد من الكوارث الأخلاقية والاجتماعية مايتمنى الأريب العاقل معه باطن الأرض .

والمتحررون واللبراليون والعلمانيون يرون أنها بوابة تحرر المرأة مما يسمونه القيود كالحجاب والقوامة والقرار في البيت .

ويحتج من يؤيد قيادة المرأة بحجج كثيرة سأتطرق إلى مجملها في هذه العجالة وهي :

1 - ليس هناك دليل شرعي على تحريم قيادة المرأة للسيارة بالنص.

2 - أن المرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقود الجمل وتركبه وهو و سيلة التنقل في ذلك العصر فالقياس هنا ظاهر.

3 - أنه سيخلصنا من عدد لايستهان به من السائقين الأجانب الذين لايخفى مايؤثرونه سلبا على بلادنا من عاداتهم الوافدة وأخلاقهم المستغربة ومايتسببون فيه من سلوكيات مشينة وربما أعمال إجرامية مخلة بالأدب والأمن فضلا عن مايكون منهم من إنهاك لاقتصاد البلاد من خلال تحويل ملايين الريالات لبلدانهم .

4 - أن قيادتها أقرب إلى الشريعة من خلوتها مع السائق لوحدها .

5 - ان القيادة ستساهم في حل كثير من المشاكل العائلية من خلال قضاء اللوازم البيتية والخاصة كون المرأة لاترتبط بالرجل في كل شأنه بل قد تقوم بمساعدته وتأمين مايمكن أن تساهم في تأمينه دون تكليفه بشيء فوق طاقته .

6 - أنها مطلب ملح في ظل غياب رب الأسرة ووجود حالات طارئة تستدعي التدخل السريع. 7 - أننا منفتحون على العالم وليس من المنطق أن يتقدم العالم ولانزال نحن في الوراء وبتلك النظرة المنغلقة . 8 - أن قيادة المرأة تمنحها ثقة بنفسها وتعيد لها حقها وتجدد لها الشعور بأنها محل ثقة المجتمع . 9 - هناك بلاد غيرنا سمحت للمرأة بالقيادة ولم يقع مايُخاف منه فلماذا تُحرم المرأة هنا من حقها وتتهم في عفتها ويصورونها إذا قادت السيارة بأقبح صورة ويصفونها بأقبح الأوصاف وأبشعها. تلك هي مجمل حجج المطالبين بالقيادة وهي حجج في ظاهرها قوية متماسكة تنبع من حس ظاهره حب الخير والغيرة. فمالذي يجعل الغيورين يشنعون على أهل هذه الحجج ويبالغون في التحذير منهم وبيان فسادهم؟

هذا السؤال تجد في جوابه الدحض الكامل لحجج المطالبين وبيان أنها وإن تماسكت في ظاهرها إلا أنها مختلة من الداخل يراد منها شيء غير المعلن .

تُرى ما الداحض لحجج المطالبين حتى نبقى على بصيرة من الأمر ونعرف السبيل ونستبين سبيل أعداء الدين .

إن دحض تللك الشبه التي يسمونها بالحجج الدامغة سهل جدا لا يتطلب كثير عناء ولا مزيد جهد . يكفيك أن تمعن النظر فيمن يطالب بالقيادة وأن تقرأ حاله لتعرف أن استشهاده بالشريعة والدين ليس لأجل الوقوف عندها فهو من أبعد الناس عنها غالبا فمالذي يجعله يحرص على معرفة حكم الشرع في هذا الأمر ؟ مالذي يجعل المتحرروهو الذي يرى أن الدين رجعية وتخلف وأنه لاينبغي أن يكون حاكما على كل أفعالنا وأقوالنا يطالب بالدليل ويبحث عن النص من الشريعة الذي يحرم قيادة المرأة للسيارة؟ وهل لو جاء النص بالتحريم سيرضى به ويتحاكم إليه؟ لقد جاءت مسلمات في شريعتنا لم يرفعوا بها رأسا ولم يستسلموا لها وهاهم يمارسون من الفساد والفجور مالايخفى ومع هذا لم يرجعوا إلى حكم الشريعة ولن يرجعوا. لقد حكمت الشريعة بكفر من سخر بالدين أو بشيء من السنن الثابتة ومع هذا فما أكثر سخريتهم بالدين ولمزهم للمتدينين . لقد حكمت الشريعة بوجوب الولاء للمؤمنين والبراءة من أعداء الدين ومع هذا فليس لهم عدو إلا المتدينين في حين أن صديقهم غيرهم. فأين غيرتهم والتزامهم بمنهج الشرع وهم من يبحث عن نص يحرم قيادة المرأة للسيارة؟.

يقتلون الحسين ويسألون عن دم البعوضة

إن كانوا يريدونها بمثل منطقهم فليأتوني بنص صريح يحرّم قطع الإشارة ويلزمني بالوقوف عندها؟ فإن قالوا : إن ذلك مخالفة لولي الأمر فالإشارو القيادة سيَّان وإن قالوا: قطع الإشارة فيه مفاسد .قلنا وكذلك القيادة. وكل مايمكن تطبيقه على الإشارة فهو ينطبق على القيادة تماما .

والشبه الشرعية التي أوردوها لو كانت من عالم بالشريعة غيور على أهلها لكان في مناقشتها أحوال وأحوال ولكنها حين تصدر ممن ينخرفي الثوابت ويمزق المسلمات ويقلب الحقائق حتى جعل من الكافر الأصلي آخراً يجب احترامه وتقديره والتعايش معه وعدم معاداته , ويجعل من الدين عيبا ونقيصة ويرى أن ديننا سبب تخلفنا وأن ثوابتنا هي سبب تفوق الغرب الكافر علينا ويرى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تدخل في الخصوصيات والحريات . وأن الزنا علاقات شخصية والخلوة حب بريء وان الدين أفيون الشعوب .

حين تصدر هذه الشبه من هؤلاء فلا يمكن أن نصدق أنهم يبحثون عن مخرج شرعي بل لايمكن لنا أن نخدع أنفسنا ونضحك عليها حين نقنعها بغيرة هؤلاء على الشريعة والمحارم.

ومثل هذا زعمهم أن خلوتها مع السائق أبشع من قيادتها فهم بذلك يظهرون أنهم يريدونها أن تتخلص من هذه الخلوة المحرمة وكأنهم بهذا يريدون إيهام القارىء والمطلع أنهم من ذوي النزاهة والعفة والغيرة وهم من أشغل الهيئات بقضايا الاختلاء ومايمارسونه في الخارج من الخلوات والليالي الحمراء والسوداء والصفراء أكبر دليل على غيرتهم تلك ولكأني بهم والله قد غاروا من السائق كونه اختلى بهذه المرأة ولم يغاروا على المرأة من السائق فهم يريدونها لهم وحدهم دون غيرهم .

إذْ كيف نصدِّق شبهة كهذه الشبهة وهم أنفسهم من يطالبون المرأة أن تخرج لتعمل مع الرجل وتختلط به في المدرسة والمطعم والمنتزه والمستشفى وغير ذلك وهم من صفق وبقوة للفتاة التي تعمل مختلطة في المستشفيات واعتبروا ماحققته من اقتحام لحمى الدين واختلاطها بالرجال إنجازا يستحقُّ الإشادة.

كيف نصدقهم وهم من طبل للعهر والفجور وعده من أرقى المنجزات وذلك ظاهر في ثناء القوم على روايات بعض ساقطيهم وسفلتهم كتركي الحمد ورواية بنات الرياض وغيرها مما يحكي طموح القوم وغايتهم من قيادة المرأة .

ولئن كانت خلوة المرأة مع السائق تشكل عندهم هذا الخطر وذلك الإزعاج فلماذا لم يطالبوا بعزلها عن الرجال في المستشفيات؟

أليس هؤلاء هم من وقف أمام الأصوات الحرة النزيهة الغيورة التي طالبت بإنشاء محاضن طبية نسائية مستقلة واعتبروا تلك المطالبات ضربا من الخيال وأن تحقيقها من المحال كونها فكرة ساذجة مكلفة تحتوي على خطورة لايمكن تصور آثارها .

لماذا غاروا على المرأة من السائق الأجنبي بزعمهم ولم يغاروا على الخادمات اللواتي يختلون بهنَّ في بيوتهم وشققهم؟ .

أليست الخادمة امرأة محرمة من أي دولة كانت؟ أم أن الخادمة حمى مباحا؟

عجيب منطقهم وهم من يعلم أنها شبهة أوهن من بيت العنكبوت قالها قبلهم قوم آخرون وكذبوا فلما قادت المرأة لم يتخلوا عن السائق بل استمر الوضع على ماكان عليه وزيادة والعياذ بالله.

ومثله وليس ببعيد قياسهم ركوب المرأة على الجمل بقيادة السيارة ونسيانهم أن الجمل دابة مبصرة تعرف الطريق لايتطلب ركوبها كبير جهد كانت المرأة تركبها في السابق للتنقل في الأسفار وغالبا ماتكون في هودج مصونٍ ولم يعهد بل ولم ينقل أنها كانت تنتقل ببعيرها داخل المدينة لقضاء حاجاتها أو لزيارة أقاربها والسفر لايخفى وضعه من خلو المكان وقلة الأعين والأنظار وماعليه نساء ذلك العصر وماخلفه من الحياء والحشمة والالتزام وليس هذا وحده عند المسلمين فقط بل هو حياء جبلت عليه المرأة ومن قرأ تاريخ الحجاب علم أن السفور والتكشف طارىء وليس هو الأصل .

العود الازرق
01-07-2006, 07:23 PM
تتمه لما قاله الشيخ الدويش :

لقد قال الله تعالى عن بلقيس وهي كافرة ( وكشفت عن ساقيها ) وهو دليل على أنها كانت تستر ذلك ولاتبديه رغم ماهي عليه من الملك والنعمة.

ومثل هذا واقع الأمم الأوربية السابق وماعليه رجالها الأصليون وأن مظاهر الانحلال لم تكن عندهم ولم يكونوا يعرفونها رغم كفرهم إلا أن الحياء فطرة في المرأة.

ولهذا فالمظنون بالمرأة في ذلك العصر والتي اضطرت لركوب الجمل أنها لن تركبه كاشفة بخلاف ما نراه اليوم من حال من تقود السيارة في بلدان ابتليت بهذه العاهة من سفور وتحلل إلا مارحم ربي .

وهذه الشبهة لا يمكن لنا أن نقبل بها كون الفرق بين ركوب الجمل في ذلك العصر وقيادة السيارة في هذا العصر بينهما من التفاوت والاختلاف كما بين الليل والنهار والأبيض والأسود.

وإن تعجب فعجب دعواهم أن الإذن بالقيادة سيخلصنا من مشكلات السائقين الأخلاقية والاقتصادية وهذا والله من المخادعة التي لاتنطلي إلا على أعمى البصيرة والفكر فهم كمن يغسل الماء بالدم الفاسد فهم يريدون أن يتخلصوا بزعمهم من فساد أقوام يعيشون في بلادنا يرقبون النعمة التي بين أيدينا ومصالحهم قد ارتبطت بنا وهم يدارونها ويخشون فواتها وأيديهم على قلوبهم من الخوف أن يخسروها وإنما تجرؤا على الفساد لأنهم رأوا تساهلا منا تجاههم وتقصيرا في دعوتهم للخير والفضيلة في الغالب يقارنونهم بمن هو من أبناء هذه البلاد ويعتبر لنفسه كامل الحرية فيما يقول ويفعل وقدضاقت نفسه بمن يمنعه عن المنكر ويدعوه إلى الخير وسعى جهده للوقوع في عرضه وتشويه سمعته كماهي الحال اليوم في الحملة الشرسة التي تحارب بها هيئات الأمربالمعروف والنهي عن المنكر وكأنها عدو غاشم مغتصب. والسؤال هنا :

هل أقلقهم فساد هؤلاء السائقين حقا؟

فإن كان أقلقهم فلماذا لم يقلقوا من فسادهم مع العاملات والخادمات والممرضات وفي الاستراحات والمنتجعات وغيرها من أماكن التجمعات؟ ولماذا لم يطالبوا بمنع مظاهر التحلل والانفتاح التي أفسدت أخلاق شبابنا وجرأتهم على انتهاك الأعراض والتعدي على الحرمات وتصويرها ونشرها في أجهزة البلوتوث وغيرها.

لماذا لم يطالبوا بمنع قنوات العهر والعري وهم من كان يشن الحملات المسعورة ضد من كان يحذر من أخطار البث المباشر؟ لماذا وهم يعلمون أن المتدينين لايحملون فيروس نقص المناعة ولاغيره من أمراض الجنس المعدية و ليسوا من مدمني المخدرات ولا من ذوي الجرائم المتعلقة بالأخلاق وإنما الذي يحمله غير الملتزمين ممن تأثر بتلك الطروحات والأفكار, فلماذا لم يوجدوا حلولا لمنع تلك الأمراض من الانتشار بين شبابنا ؟ وكيف يصح منهم ذلك وهم من يبارك السفر للخارج ويمجد الحريات الغربية وينقل لشبابنا مظاهر تسلب عقولهم وتغريهم للسفر والتمرد بل وتمادت إلى أن صورت للشاب وكأنه في سجن في بلاده من جراء الكبت والحرمان والمنع . إن من يطالب بالقيادة هو نفسه من يطالب بالاختلاط وهو من يطالب بالانفتاح على الغرب واستيراد ماعنده مما هبَّ ودبَّ وهو من يطالب بإلغاء الهيئات ومنع مناشط الخير وتحجيم دور المدارس الدينية وهو من يبارك للقنوات الإباحية جهودها ويعتبر ماتقدمه نصرا وحضارة ورقيَّا إلا مارحم ربي وقليل ماهم .

ومادام هؤلاء يحملون تلك الأفكار والرؤى فكيف لنا أن نصدقهم بأنهم يخافون على المجتمع من سلوك السائقين المعوج وماعندهم من الاعوجاج أضعاف ماعند أولئك السائقين.

وكيف سنصدقهم في زعمهم المحافظة على الاقتصاد وخوفهم من تصدير أموال البلد للبلدان الأخرى وهم أهل الحسابات الخارجية والاستثمارات التي لم تجنِ منها بلادهم سوى السمعة السيئة النتنة .

كيف نتصور أنهم يخافون على اقتصادنا وإنما وقع الفساد في اقتصادنا منهم بل وكيف نتصور دعواهم تلك وهم يصرفون في سفراتهم الفاسدة أضعاف أضعاف مايصرفه العمال على ذويهم .

ومن يريد مصلحة الاقتصاد ويزعم أنه يرقب تعاليم الشريعة فلماذا لم يطالب بإلغاء الربا الموجود في البنوك وتطهير الاقتصاد منه؟

كيف خاف من أموال الضعفاء التي يستفيد منها فقراء المسلمين في البلدان الأخرى ولم يخفْ من محاربة الله جلت قدرته بالربا وهو الماحق للخيرات والأموال ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات ) وكيف غاب عن هؤلاء وهم يزعمون أنهم الخبراء في الاقتصاد وإدارة الثروات أن فتح الباب للمرأة سيكلف البلاد من الآثار الاقتصادية مايشيب لهوله الوليد فكم من بنت ستقود وكم إلى مركبة سنحتاج وكم من عقلية جديدة لاتفكر إلا في الجديد من الموديلات ستنضم إلى قائمة العقليات الفارغة وكم من الحوادث وكم من الاختناقات والأزمات وكم وكم وكم ؟

وأما دعوى أن القيادة ستقضي على كثير من المشاكل الأسرية فهي دعوى فارغة ينقضها أن القيادة ستخلق أيضا مزيدا من المشكلات الأسرية وقديما قيل السلامة لايعدلها شيء فإنه إن كانت ستساهم في تحمل المرأة بعض الأعباء فإنها ستزيد في تخلي الرجال عن مسؤلياتهم ومن ثمَّ تهاونهم في بيوتهم وعدم إحساسهم بما يربطهم بها . ناهيك عن أن هذا سيعرض المرأة إلى مزيد من الابتذال والمهانة فضلا عن تخليها عن واجباتها البيتية الأخرى من حق الزوج والأبناء فقد تخرج لأتفه الأمور بحجة الاضطرار وهذا ماسيجعلها تهمل في جوانب من حيث تريد المساهمة في جانب آخر.

وكم من زوج في بلاد عاشت تلك المشكلة عض أصابع الندم لإقدامه على الزواج من تلك التي تقود السيارة وأعيته الحيلة أن يصلح مافات . وكم من شاب في بلاد أذنت في القيادة رفض رفضا قاطعا أن يتزوج من بنت ابتليت بالقيادة.

ولكم أن تعرفوا حقيقة هذا القول بقراءة ما يكتب في صحف تلك البلدان من المشكلات والخلافات وأن تستعرضوا ما يكون فيها من الاستبيانات والتصويتات .

إن من جرب الشيء وعرف خطره يتكلم من أمر واقع ملموس وأما من تكلم من شيء يتخيله فإنما يتكلم من فراغ . ولعل قائلا يقول وأنت الآن تتكلم من فراغ وليس من شيء عايشته فالجواب على هذا القول :

نحن لدينا دراسات واستبانات وإحصائيات وكتابات أجريت في بلادٍ قادت فيه المرأة وتكلم فيها أهل الاختصاص ولاننطلق من فراغ كما ولدينا تصور كامل عن حال تلك المجتمعات وحال مجتمعنا ونحن نعلم علما لايخالطه شك أن السعي من بعض الفجار لقيادة المرأة هنا وفي بلادنا ليس هو من باب إعطاء المرأة حقها بل هو والله للنيل منها وجعلها دمية في أيديهم ولتحريرها من حجابها وعفافها لتصبح كالمرأة الغربية التي تقبع في بلادٍ الفاحشة فيها والسفاح أضعاف أضعاف الفضيلة والنكاح. يريدون المرأة أن تصبح كماهي في الغرب متناسين أن كثيرا من نساء الغرب لايعرفن الآباء ولا الأمهات فهنّ من سفاح في سفاح , ومتعامين عن الجرائم المروعة التي تقع في الثانية والدقيقة.

يريدون الاغتصاب والزنا والقتل والسرقات والخطف والسلب والنهب كماهو واقع في بلاد الغرب تماما. وإلا لو أرادوا بالمرأة خيرا فقد قال من هو أعلم منهم بالمرأة ومايصلحها وصدق جلّ في علاه ( وقرن في بيوتكنَّ ) وقالت المرأة عن بنات جنسها وهي أعلم بماهو خير لهن ( خير ماللمرأة أن لاترى الرجال ولا يرونها) و قال الصدق المصدوق صلى الله عليه وسلم ( وبيوتهنَّ خير لهن ) وقال ابن مسعود رضي الله عنه ( والله ما أرادت امرأة وجه الله بمثل أن تجلس في بيتها ) أما هذه الدعوات الحثيثة لإخراجها من خدرها بزعم حقوقها فلا والله ما أرادت بها خيرا ولا إعادة حق والله أعلم من هو الناصح من الغاش الكاذب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

كما إن دعوى الحالات الطارئة دعوى مرفوضة لكوننا لسنا في حالة حرب ولا في وضع صحي خطير ولافي أزمة وكارثة بحيث يمكن معها دراسة هذه الحالات الطارئة الكثيرة التي تحرج وتتطلب حسما سريعا . فنحن ولله الحمد والمنة في خير ونعمة ومايكون من بعض الحالات الطارئة فهذا يتم التعامل معه بمايتطلبه الموقف لابفتح باب فساد على الناس لأجل شبهة وقوعها من النوادر التي لايقاس عليها ولاتشكل ظاهرة تستدعي المعالجة. وأما دعوى الانفتاح على العالم فهي خلاصة مبتغى القوم بعد تحقيق الشهوات لكونهم عاشوا انهزامية وإعجابا بالكافر ولهذا فهم يرون دينهم تخلفا وقيمهم رجعية وأخلاقهم انغلاقا فيريدون أن ينفتحوا عليه بماعنده من مظاهر الفساد وكأننا لايمكن أن نتقدم إلا بمايهدم ثوابتنا.

أما الدعوى الأخيرة التي مفادها أن بلدانا جربت ولم يقع فيها ماخافه الغيورون فنقول في جوابها : من قال لكم ذلك وكيف عرفتم حقيقة الأمر واستوضحتموه؟ هل عندكم سجلات الجرائم ووقوعات الأحداث فأنتم عن علم بها تنطقون؟ أم انها دعوى لتبرير مارمتم الوصول إليه؟!!!!!!!!!!. إن مظاهر الفساد في كل البلاد التي أذنت بالقيادة بلا استثناء أشهر من أن تذكر وما يقع بسبب القيادة لايمكن تصوره بل لقد سعت بعض البلدان للتخفيف من مظاهر الفساد بالإذن لدور البغاء والمومسات في الفنادق رغم ما يقومون به من عقوبات شديدة في بعض الأحايين على من يتحرش بالمرأة بغير رضاها. إن السلامة والأمن من الفتنة واجب ومن رام منع الفتنة ليس كم استشرف لها ونحن حين نمنع القيادة ونرفضها فنحن نحتاط لأمتنا ونجنبها فسادا متحققا ونريد لها أمنا أخلاقيا بينما دعاة القيادة يريدون فتح باب فتنة وفساد ولايأخذون بالأحوط ولا يعتبرون لمجتمعهم مكانة بل كل مرادهم شهواتهم ولو أدى ذلك إلى خراب الدياروهم على استعداد أن يغامروا بمجتمعهم ولو كان للتجربة معرضين عن الفشل الذي منيت به هذه التجربة في بلاد مارستها. إن قيادة المرأة ليست هي مشكلتها الحقيقية التي تحتاج إلى كل هذا الجهد فهناك مشاكل تواجهها المرأة وهي أولى بالبحث والدراسة والنظر والتأمل . فحاجتها إلى حقها في التعليم أولى وأهم

وحاجتها للطب ومنع مظاهر الاختلاط فيه أشد.

وحاجتها لدراسة مشاكلها الأسرية وأسباب الطلاق أكبر .

وحاجتها لرفع الظلم الواقع عليها من كثير من الأولياء والأوصياء ألحُّ وألزم.

تلك هي الدراسات التي يجب أن تتم وبقوة وتلك هي المطالبات التي ينبغي لنا جميعا أن نسعى لتحقيقها أما المطالبة بقيادتها فلن تحل وضعها النفسي ولن تمنحها تعليما ناضجاولن تكفل لها أمانا صحيا ولن تحقق لها عدالة اجتماعية. إلا إن كان القوم يرون من باب الفأل أن مفتاح السيارة مفتاح للمشكلات فهذا سرٌّ لعله غاب عنا فالله أعلم به.

والقصد أن قيادة المرأة للسيارة موضوعٌ الإقدام عليه يعني الدخول في مغامرة كارثية كبيرة وهنا ومن خلال هذا العرض فيحسن بي إيراد هذه الخاطرة.

هل حين يسمح للمرأة بالقيادة ستُلزم بكشف حجابها ؟ أم سيكون الأمر اختياريا؟ فإن قيل إنه اختياري فلنتصور أن رجلا مطلوبا استخفى بزي امرأة متحجبة فمن سيساهم في ضبطه وإيقافه؟ فإن قيل الجندي فمن الناس من لايرضى أن يوقف الجندي أهله كماهو حال كثير منهم في المطارات حين يمتنعون من كشف العسكري عن المرأة . فهل سيتم تعيين جنديات في المرور والشرطة؟ وهل لو تم ذلك فهل سيقتصر أمرتوظيف المجندات على الكاشفات دون المحجبات؟ أم سيكون الأمر اختياريا ؟ فإن كان اختياريا فمن يضمن أن لا يتخفى رجل بزي مجندة متحجبة؟ وهكذا ليصبح الأمر جدلا بيزنطيا لايُعرف فيه أيهما السابق أهي البيضة أم الدجاجة.

وفي الختام أزف لأحبابي القراء بشارة سمعتها أذناي ووعاها قلبي من أحد رجالات الدولة الكبار فقد قال لي بالحرف الواحد ( هذا محال ) يعني الإذن بقيادة المرأة للسيارة ودع الإعلام ورجاله يقولون مايريدون.

هذه الكلمة أعرف أنها لم تصدر من رجل عادي وإنما صدرت من رجل خبير بشؤون الدولة متصدر لموقع حساس فيها وهو يحكيها بلسانه وبلسان حال من بيده أمر هذه البلاد فليشرق بذلك أعداء الفضيلة. هذا ماأسعفني به الوقت حيال هذه القضية وإن كنت لا أرغب الحديث عنها كوني أعرف أنها كما قال لي المسؤول من المحال ولكنها رغبة بعض الأخوة في مجلس ضمني بهم ليلة البارحة ألحوا فيه بإخراج بيان يناقش بعض الأفكار فكرهت أن أرد لهم طلبا فاستعنت بالله والوقت يغاولني كوني على جناح سفر لأداء مناسك الحج الذي أسأل الله تعالى أن يجعله مقبولا مني ومن كل مسلم .

هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وكتبه

سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش الرياض / ظهر يوم السبت 7/12/1426هـ 0505124106

العود الازرق
01-07-2006, 07:30 PM
أرجو من الادارة أو من مشرفي المنتدى العام

تثبيت الموضوع لتعم الفائدة وكي يتمكن الجميع

من قراءته

بارك الله فيكم

اخو من طاع الله
01-07-2006, 07:41 PM
يعطيك العافيه اخوي على الموضوع المهم للغايه

منصور الشيباني
01-07-2006, 07:47 PM
الغالي : العود الازرق

بيض الله وجهك على هالنقل الرائع

وعسى الله ينصر الدويش في كل خطوه

تحياتي وتقديري

نوف
01-07-2006, 08:01 PM
العود الازرق يعطيك العافيه

وتسلم يمينك موضوع رائع

كحيلان
01-07-2006, 08:39 PM
لله دره من شيخ الله يكثر من امثاله ويكفينا شر الليبراليين ومن هم على شاكلتهم ويفظ كرامة المسلمه

العود الازرق
01-08-2006, 07:02 AM
عبد الله الحافي

الله يعافيك

وتسلم طال عمرك

العود الازرق
01-08-2006, 07:03 AM
منصور الشيباني

هلا بحفيد الكرم

ووجهك جعل عمرك طويل

وآمين يا رب العالمين

العود الازرق
01-08-2006, 07:07 AM
هلا بطلتك نوووووف

الله يعافيك

أسعدني مرورك على مشاركتي

وترى فيه واسطة كان بتسوقين قولي لي

ولا أحد يدري;);)

العود الازرق
01-08-2006, 07:09 AM
كحيلان

ايوالله كحيلان

حياك الله

والله يتقبل دعاك