مجرد ناقل
08-08-2016, 07:53 PM
كندة هي أحد أبناء الملك سبأ بن يعرب العشرة الذين جاء ذكرهم في الحديث الصحيح أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : ( فقال ما سبأ ؟ أرض أو امرأة ؟ فقال ليس بأرض ولا امرأة ، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة؟ فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة. وأما الذين تيامنوا فالأزد، والأشعريون، وحمير، وكندة، ومذحج، وأنمار. فقال رجل : يا رسول الله وما أنمار ؟ قال الذين منهم خثعم وبجيلة). رواه الترمذي وغيره.
وفي التاريخ القديم كان أول من ذكر اسم “كندة” من المؤلفين الكلاسيكيين على وجه لا يقبل الشك أو الجدل، هو “نونوسوس”، وقد دعاها باسم “Kindynoi” أي “كنده”، وذكر انها وقبيلة “مادينوى” “Maddynoi” “معد”، هما من أشهر القبائل العربية عددا ومكانة، يحكمها رجل واحد اسمه “Kaisos” أي “ قيس” وظاهر اسمه أنه كندي.
إصطدام ملوك كندة بمملكة سبأ.
ورد في نص “”Jamme 635. المدون في أيام الملك “شعر أوتر” ملك سبأ وذي ريدان. انضمام كندة إلى حلف معاد للملك المذكور، وكان يحكم “كدت” كندة في ذلك الوقت ملك اسمه “ربعت”، أي “ربيعة”، وذكر انه من “ذ ثورم “”ذ الثورم”، أي من”الثور” “آل ثور”، وانه كان ملكا على “كدت” كندة وعلى “قحطن” أي “قحطان”.
وكانت كندة “كدت” مستقلة وعلى رأسها ملك، في أيام “الشرح يحضب”. وكان ملكها إذ ذاك من المناهضين المعادين للملك “الشرح يحضب”، في الحلف الكبير الذي تألف ضد مملكة “سبأ وذي ريدان”، والذي امتد من الجنوب نحو الشمال، وشمل البر والبحر. وقد أصيبت “كندة” بهزيمة في القتال الذي نشب بينها وبين جيش “سبأ”، ووقع ملكها واسمه إذ ذاك “ملكم” أي مالك مع عدد من رؤسائها وكبرائها “مراس واكبرت”، أي مرة وأكبر في الأسر. وسيقوا الى “مأرب”، وأبقوا في الأسر حتى وافقوا على وضع أولادهم رهائن عند ملك “سبأ وذي ريدان” وعلى اعطاء عهد بعدم التحرش مرة أخرى بمملكة “سبأ وذي ريدان” ومساعدة أعدائها. وقد وافق “مالك” على اعطاء عهد بما طلب منه ووضع ابنه رهينة، كما وضع رؤساء وكبراء كندة أولادهم رهائن لديه، فأفرج عنهم ومن ثم صارت مملكتهم خاضعة لدولة “سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت” والذين جعلوهم دروعا لمملكتهم فأوكلوا إليهم صد غزوات أعراب الجزيرة وتأديب كل من يحاول المساس بأمن مملكة سبأ.
ملوك كندة أبان سقوط مملكة سبأ ودورهم في تكوين مملكة حمير(التبابعة).
بعد سقوط مملكة سبأ على يد الهمدانيين بسبب انفراط تحالفاتها، حاول الهمدانيون بناء مملكة لهم والسيطرة على القبائل، لكن عصرهم كان مضطرباً لعدم خضوع بعض القبائل لهم، فكانت كندة من القبائل المعادية لهذه المملكة الجديدة حيث اصطدم الهمدانيون ومن حالفهم من حضرموت والأشعريين مع كندة مرتين كان النصر فيها للهمدانيين وحلفائهم، الذي جعل الكنديين يتحالفون مع الحميريين ومن ثم يكثرون من حملاتهم وغزواتهم على همدان وحضرموت والأشعريين في واحدة من أصعب فترات تاريخ اليمن القديم حيث كانت العلاقة بين كندة وحمير ومذحج قوية ومتينة.
توجه المدعو أبو كرب أحرس وهو من همدان نحو قرية كاهل لقتال ملك كندة ربيعة آل ثور وغنم أموالا وخيولاً كثيرة. لم يذكر النص الأثري ماكان مصير ربيعة آل ثور هذا ولكن أُكتشف نص في مأرب دونه ربيعة هذا وجاء عن شكره لإلهه إل مقه أن أعانه في حروبه ومعاركه وأن يحفظه من ملك سبأ شاعر أوتر. عاد الكنديون وشنوا هجوماً آخر على همدان وهذه المرة ضد إيلي شرح يحضب زعيم بكيل ولم يوفقوا في هجومهم الذي كان بقرب منطقة تدعى "ظلمة" في محافظة إب حالياً وأكتشف نص لإيلي شرح يحضب يشكر إلهه إل مقه المقه وتألب ريام على توفيقه في صد هجوم ملك كندة امرؤ القيس بن عوف وذلك في النصف الثاني من القرن الأول ق.م.
ويرى عدد من الباحثين أن ملوك كندة استمروا في حربهم ضد همدان بدعم من الحميريين بدليل أنهم حسّنوا من سروجهم وأستبدلوا الجمال بالخيول وأكثروا من غزو صنعاء. انتهت الحرب الأهلية بإنتصار حاسم للحميريين وحلفائهم كندة، واستمر ملوك كندة في تأدية دورهم القديم من حماية مملكة حلفائهم الحميريين (التبابعة) من أي عدوان خارجي حتى سقوطها عام 525 ـ 527 م.
هزيمة ملوك كندة لإمراطورية الروم وإستسلام قيصرها.
يقول الدكتور جواد علي في كتابه تاريخ العرب القديم :
روى المؤرخ “ثيوفانس” أن “رومانس” “Romanus” حاكم فلسطين في أيام “أنسطاسيوس” “Anastasius”، هزم في سنة “490″ للميلاد سيدي قبيلتين، هما: “جبلس.” “Gabalas” “Jabalas” و “اوكاروس” “Ogaros” ابن “ارتاس” “Aretas”، أي الحارث من “آ ل ثعلبة” “Thalabanys”،ويظن أن “” Gabalas” هو”جبلة”، والد الحارث بن جبلة الغساني. وأما ” Ogaras”، فيرى بعض المستشرقين أنه “حجر بن الحارث بن عمرو الكندي”. وقد وقع أسيرا في قبضة “رومانوس”. ويرى “أوليندر” أن في تقدير هذا المؤرخ بعض الخطأ وأن التاريخ الصحيح هو سنة “497″ للميلاد. ثم أشار هذا المؤرخ إلى تحرش آخر قام به بعد أربع سنوات سيد قبيلة اسمه ” Madikaripos” Madicaripos”" كان شقيقا ل ” Ogaros” . أوغل في الغزو وأوقع الرعب في جند الروم. وقد قصد “ثيوفانس” ب “Madikaripos” “معد يكرب بن الحارث” شقيق حجر.
وكان من نتائج هذه الغارات كما يقول هذا المؤرخ أن عقد القيصر “أنسطاسيوس” صلحا مع ” Aretas” أي الحارث، والد الأخوين المذكورين، فخيم الأمن بذلك على فلسطين والعربية وفينيقية. وقد أشار إلى هذا الصلح المؤرخ “نونوسوس” “Nonnosus”، حيث ذكر إن القيصر “انسطاسيوس” أرسل جده إلى “Aretas” لمفاوضته في عقد صلح. ويظهر من قول هذا المؤرخ أن هاتين الغزوتين كانتا في حياة ” Aretas”. ولم يشر الاخباريين العرب الى مثل هذه الأحداث في تاريخهم.
إصطدام ملك كندة بإمبراطورية الفرس وأخذه بلاد الحيرة.
ذكر الإمام الطبري في تاريخه رواية أنه :
( لما لقي الحارث ابن عمرو بن حجر بن عدي الكندي النعمان الأكبر، وملك الحارث بن عمرو الكندي ما كان يملك بعث قباذ بن فيروز ملك فارس إلى الحارث بن عمرو الكندي انه قد كان بيننا وبين الملك الذي قد كان قبلك عهد، واني احب أن ألقاك. وكان قباذ زنديقا يظهر الخير ويكره الدماء، ويداري أعداءه فيما يكره من سفك الدماء، وكثرت الأهواء في زمانه واستضعفه الناس. فخرج إليه الحارث ابن عمرو الكندي في عدد وعدة حتى التقوا بقنطرة الغيوم، فأمر قباذ بطبق من تمر فنزع نواه وبطبق آخر على حالته فوضعا بين أيديهما، وجعل المنزوع بين يدي قباذ، والذي هو بنواه بين يدي الحارث، فجعل الحارث يأكل التمر ويلقي النوى وقباذ يأكل التمر ولا يحتاج إلى غلقاء شيء. فقال للحارث : مالك لا تأكل كما آكل؟ فقال الحارث يأكل النوى إبلنا وغنمنا، وعلم أن قباذ يهزأ به. ثم افترقا على الصلح على ألا يجاوز الحارث وأصحابه الفرات، فلما رأى الحارث ما عليه قباذ من الضعف طمع في السواد، فأمر أصحابه مسالحه أن يقطعوا الفرات فيغيروا في السواد، فاتى قباذ الصريخ وهو بالمدائن فقال هذا من تحت كنف ملكهم. ثم أرسل إلى الحارث بن عمرو إن لصوصا من لصوص العرب قد أغاروا وانه يجب لقاءه، فلقيه فقال له قباذ : لقد صنعت صنيعا ما صنعه أحد من قبلك. فقال له الحارث: ما فعلت ولا شعرت ولكنها لصوص من لصوص العرب، ولا أستطيع ضبط العرب الا بالمال والجنود. قال له قباذ : فما الذي تريد؟ قال : أريد أن تطعمني من السواد ما أتخذ به سلاحا. فأمر له بما يلي جانب العرب من أسفل الفرات، وهي ستة طساسيح. فأرسل الحارث بن عمرو الكندي إلى تبع وهو باليمن : إني قد طمعت في ملك الأعاجم، وقد أخذت منه ستة طساسيح، فاجمع الجنود، وأقبل….. فجمع تبع الجنود، وسار حتى نزل الحيرة، وقرب من الفرات، فاذاه البق، فامر الحارث بن عمرو أن يشق له نهر إلى النجف، وهو نهر الحيرة، فنزل عليه، ووجه ابن أخيه شمر ذي الجناح إلى قباذ، فقاتله فهزمه شمر حتى لحق بالري”.
ومن العجيب أن ابن الكلبي ذكر هذه الرواية ولكنه ترك الاشارة إلى الحارث وطفر إلى الحديث عن فتوحات شمر الذي أوصل فتوحاته إلى القسطنطينية.، ثم الى رومة “روميه”، ثم إلى عودة “تبع” وتهوده بتأثر أخبار يثرب، ثم إلى علم “كعب الأحبار” الذي استمده على حد قوله من بقية ما أورثت أحبار يهود. ويرى المؤرخ اليوناني “موسل” إن التقاء “الحارث” ب “قباذ” “488 – 1 53م” عند قنطرة الفيوم، كان سنة “525″ للميلاد. والفيوم موضع لا يبعد كثيرا عن “هيت”.
ومما يشهد لوقوع الحيرة تحت حكم كندة ما روي عن مجاهد رحمه الله في تفسير قوله تعالى ( قبل أن يرتد إليك طرفك ) قال : فمد بصره كما بينك وبين الحيرة وهو يومئذ في كندة.
صراع ملوك كندة وحلفائهم مع الأحباش داخل جزيرة العرب حتى طردهم.
في عام 518 ، دون الملك يوسف أسأر يثأر الحِميّري كتابة يحكي فيها حملاته العسكرية التي شنها على الاحباش الغزاة في ظفار يريم وقد هدم كنيستهم ثم توجه نحو المخا وقضى على الاحباش هناك ثم توجه نحو نجران وقد ناصرته كبرى قبائل اليمن قبائل كندة وهمدان ومذحج ومراد وخلال حملاته العسكرية قتل يوسف اثنا عشر ألف من الأحباش وأسر أحد عشر ألف وتسعين أسير من الغزاة الاحباش وغنم مئتي ألف رأس من الإبل والبقر والضأن وذكر في كتابته انه رابط في تهامة في مكان وصفه بـ"حصن المندب" على البحر من جهة الحبشة ولا شك أنه يقصد باب المندب، وقد ذكر النقش اسماء الأقيال سادة ذي يزن الذين ناصروا الملك يوسف وهم شميفع أشوع وابنه حيعت يرخم واخيه شرحئيل أشوع وابنه مرثد يمجد وشرحبيل يكمل. وذُكرت كندة إلى جانب مذحج وهمدان من ضمن "الأعراب" الذين قاتلوا الاحباش في ظفار والمخا ونجران.
وفي العام 527 تولي شميفع أشوع حكم اليمن واتخذ لقب "ملك سبأ" وهو من سادات "ذو يزان" الذين قاتلوا الى جانب الملك يوسف أسأر يثأر. وفي عام 531 للميلاد، بعد مرور ثلاثة عشر سنة على هزيمة الاحباش الاولى، ارسل كالب ملك الحشبه جيش جديد مكون من ثلاثة آلاف جندي بقيادة قائد عسكري وصفته المصادر البيزنطية بإسم "آبراهموس" (أبرهة) لغزو اليمن مجدداً والانتقام من الحميريين. وقد أُكتشف نص بخط المسند ان كندة وبكيل و"ذي يزن" و"ذي خليل" و"ذي سحر" قاموا بناء التحصينات مقابل البحر لقتال أبرهة وعندما وصلت القوات الحبشية بقيادة أبرهة الى اليمن، انظمت لهم قبائل جنوبية وردت في النص أن أقيال حضرموت والأشاعرة و"ذي معاهر" و"ذي كلاع" و" ذو ذبيان" و"ذو رعين" قاتلوا إلى جانب أبرهة الحبشي واعلن أبرهة الحبشي نفسه ملكاً على اليمن وكانت أطول معارك أبرهة مع يزيد بن كبشة سيد قبيلة كندة واليزنيين الذين قاتلوا إلى جانب يوسف أسأر يثأر.
وفي العام 535، ورد نص يشير إلى رجلان اسمهما "بشر بن حصن" و"أبو الجبر بن عمرو" شنا حملة على مكان اسمه "تربة" قرب الطائف وكان الرجلان من كندة ودونت كتابة بخط المسند تذكر عدد القتلى والغنائم والأسرى والأطفال الذين أخذوا من سكان الطائف مقابل الولاء.
وفي العام 542، خرج يزيد بن كبشة الكندي ومعه أقيال من بكيل وبيت ذي يزن الحميري وبيوت سبئية قديمة مثل "ذو خليل" و"ذو معاهر" وورد نص أن أبرهة ومعه أقيال حضرموت والأشاعرة تصدوا لسيد كندة وتوصلوا لهدنة عقب وصول أخبار عن تصدع هو الثالث وقبل الأخير أصاب سد مأرب معظم هذه النقوش دوّن من حميريين وليس من بني كندة أنفسهم.
وفي التاريخ القديم كان أول من ذكر اسم “كندة” من المؤلفين الكلاسيكيين على وجه لا يقبل الشك أو الجدل، هو “نونوسوس”، وقد دعاها باسم “Kindynoi” أي “كنده”، وذكر انها وقبيلة “مادينوى” “Maddynoi” “معد”، هما من أشهر القبائل العربية عددا ومكانة، يحكمها رجل واحد اسمه “Kaisos” أي “ قيس” وظاهر اسمه أنه كندي.
إصطدام ملوك كندة بمملكة سبأ.
ورد في نص “”Jamme 635. المدون في أيام الملك “شعر أوتر” ملك سبأ وذي ريدان. انضمام كندة إلى حلف معاد للملك المذكور، وكان يحكم “كدت” كندة في ذلك الوقت ملك اسمه “ربعت”، أي “ربيعة”، وذكر انه من “ذ ثورم “”ذ الثورم”، أي من”الثور” “آل ثور”، وانه كان ملكا على “كدت” كندة وعلى “قحطن” أي “قحطان”.
وكانت كندة “كدت” مستقلة وعلى رأسها ملك، في أيام “الشرح يحضب”. وكان ملكها إذ ذاك من المناهضين المعادين للملك “الشرح يحضب”، في الحلف الكبير الذي تألف ضد مملكة “سبأ وذي ريدان”، والذي امتد من الجنوب نحو الشمال، وشمل البر والبحر. وقد أصيبت “كندة” بهزيمة في القتال الذي نشب بينها وبين جيش “سبأ”، ووقع ملكها واسمه إذ ذاك “ملكم” أي مالك مع عدد من رؤسائها وكبرائها “مراس واكبرت”، أي مرة وأكبر في الأسر. وسيقوا الى “مأرب”، وأبقوا في الأسر حتى وافقوا على وضع أولادهم رهائن عند ملك “سبأ وذي ريدان” وعلى اعطاء عهد بعدم التحرش مرة أخرى بمملكة “سبأ وذي ريدان” ومساعدة أعدائها. وقد وافق “مالك” على اعطاء عهد بما طلب منه ووضع ابنه رهينة، كما وضع رؤساء وكبراء كندة أولادهم رهائن لديه، فأفرج عنهم ومن ثم صارت مملكتهم خاضعة لدولة “سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت” والذين جعلوهم دروعا لمملكتهم فأوكلوا إليهم صد غزوات أعراب الجزيرة وتأديب كل من يحاول المساس بأمن مملكة سبأ.
ملوك كندة أبان سقوط مملكة سبأ ودورهم في تكوين مملكة حمير(التبابعة).
بعد سقوط مملكة سبأ على يد الهمدانيين بسبب انفراط تحالفاتها، حاول الهمدانيون بناء مملكة لهم والسيطرة على القبائل، لكن عصرهم كان مضطرباً لعدم خضوع بعض القبائل لهم، فكانت كندة من القبائل المعادية لهذه المملكة الجديدة حيث اصطدم الهمدانيون ومن حالفهم من حضرموت والأشعريين مع كندة مرتين كان النصر فيها للهمدانيين وحلفائهم، الذي جعل الكنديين يتحالفون مع الحميريين ومن ثم يكثرون من حملاتهم وغزواتهم على همدان وحضرموت والأشعريين في واحدة من أصعب فترات تاريخ اليمن القديم حيث كانت العلاقة بين كندة وحمير ومذحج قوية ومتينة.
توجه المدعو أبو كرب أحرس وهو من همدان نحو قرية كاهل لقتال ملك كندة ربيعة آل ثور وغنم أموالا وخيولاً كثيرة. لم يذكر النص الأثري ماكان مصير ربيعة آل ثور هذا ولكن أُكتشف نص في مأرب دونه ربيعة هذا وجاء عن شكره لإلهه إل مقه أن أعانه في حروبه ومعاركه وأن يحفظه من ملك سبأ شاعر أوتر. عاد الكنديون وشنوا هجوماً آخر على همدان وهذه المرة ضد إيلي شرح يحضب زعيم بكيل ولم يوفقوا في هجومهم الذي كان بقرب منطقة تدعى "ظلمة" في محافظة إب حالياً وأكتشف نص لإيلي شرح يحضب يشكر إلهه إل مقه المقه وتألب ريام على توفيقه في صد هجوم ملك كندة امرؤ القيس بن عوف وذلك في النصف الثاني من القرن الأول ق.م.
ويرى عدد من الباحثين أن ملوك كندة استمروا في حربهم ضد همدان بدعم من الحميريين بدليل أنهم حسّنوا من سروجهم وأستبدلوا الجمال بالخيول وأكثروا من غزو صنعاء. انتهت الحرب الأهلية بإنتصار حاسم للحميريين وحلفائهم كندة، واستمر ملوك كندة في تأدية دورهم القديم من حماية مملكة حلفائهم الحميريين (التبابعة) من أي عدوان خارجي حتى سقوطها عام 525 ـ 527 م.
هزيمة ملوك كندة لإمراطورية الروم وإستسلام قيصرها.
يقول الدكتور جواد علي في كتابه تاريخ العرب القديم :
روى المؤرخ “ثيوفانس” أن “رومانس” “Romanus” حاكم فلسطين في أيام “أنسطاسيوس” “Anastasius”، هزم في سنة “490″ للميلاد سيدي قبيلتين، هما: “جبلس.” “Gabalas” “Jabalas” و “اوكاروس” “Ogaros” ابن “ارتاس” “Aretas”، أي الحارث من “آ ل ثعلبة” “Thalabanys”،ويظن أن “” Gabalas” هو”جبلة”، والد الحارث بن جبلة الغساني. وأما ” Ogaras”، فيرى بعض المستشرقين أنه “حجر بن الحارث بن عمرو الكندي”. وقد وقع أسيرا في قبضة “رومانوس”. ويرى “أوليندر” أن في تقدير هذا المؤرخ بعض الخطأ وأن التاريخ الصحيح هو سنة “497″ للميلاد. ثم أشار هذا المؤرخ إلى تحرش آخر قام به بعد أربع سنوات سيد قبيلة اسمه ” Madikaripos” Madicaripos”" كان شقيقا ل ” Ogaros” . أوغل في الغزو وأوقع الرعب في جند الروم. وقد قصد “ثيوفانس” ب “Madikaripos” “معد يكرب بن الحارث” شقيق حجر.
وكان من نتائج هذه الغارات كما يقول هذا المؤرخ أن عقد القيصر “أنسطاسيوس” صلحا مع ” Aretas” أي الحارث، والد الأخوين المذكورين، فخيم الأمن بذلك على فلسطين والعربية وفينيقية. وقد أشار إلى هذا الصلح المؤرخ “نونوسوس” “Nonnosus”، حيث ذكر إن القيصر “انسطاسيوس” أرسل جده إلى “Aretas” لمفاوضته في عقد صلح. ويظهر من قول هذا المؤرخ أن هاتين الغزوتين كانتا في حياة ” Aretas”. ولم يشر الاخباريين العرب الى مثل هذه الأحداث في تاريخهم.
إصطدام ملك كندة بإمبراطورية الفرس وأخذه بلاد الحيرة.
ذكر الإمام الطبري في تاريخه رواية أنه :
( لما لقي الحارث ابن عمرو بن حجر بن عدي الكندي النعمان الأكبر، وملك الحارث بن عمرو الكندي ما كان يملك بعث قباذ بن فيروز ملك فارس إلى الحارث بن عمرو الكندي انه قد كان بيننا وبين الملك الذي قد كان قبلك عهد، واني احب أن ألقاك. وكان قباذ زنديقا يظهر الخير ويكره الدماء، ويداري أعداءه فيما يكره من سفك الدماء، وكثرت الأهواء في زمانه واستضعفه الناس. فخرج إليه الحارث ابن عمرو الكندي في عدد وعدة حتى التقوا بقنطرة الغيوم، فأمر قباذ بطبق من تمر فنزع نواه وبطبق آخر على حالته فوضعا بين أيديهما، وجعل المنزوع بين يدي قباذ، والذي هو بنواه بين يدي الحارث، فجعل الحارث يأكل التمر ويلقي النوى وقباذ يأكل التمر ولا يحتاج إلى غلقاء شيء. فقال للحارث : مالك لا تأكل كما آكل؟ فقال الحارث يأكل النوى إبلنا وغنمنا، وعلم أن قباذ يهزأ به. ثم افترقا على الصلح على ألا يجاوز الحارث وأصحابه الفرات، فلما رأى الحارث ما عليه قباذ من الضعف طمع في السواد، فأمر أصحابه مسالحه أن يقطعوا الفرات فيغيروا في السواد، فاتى قباذ الصريخ وهو بالمدائن فقال هذا من تحت كنف ملكهم. ثم أرسل إلى الحارث بن عمرو إن لصوصا من لصوص العرب قد أغاروا وانه يجب لقاءه، فلقيه فقال له قباذ : لقد صنعت صنيعا ما صنعه أحد من قبلك. فقال له الحارث: ما فعلت ولا شعرت ولكنها لصوص من لصوص العرب، ولا أستطيع ضبط العرب الا بالمال والجنود. قال له قباذ : فما الذي تريد؟ قال : أريد أن تطعمني من السواد ما أتخذ به سلاحا. فأمر له بما يلي جانب العرب من أسفل الفرات، وهي ستة طساسيح. فأرسل الحارث بن عمرو الكندي إلى تبع وهو باليمن : إني قد طمعت في ملك الأعاجم، وقد أخذت منه ستة طساسيح، فاجمع الجنود، وأقبل….. فجمع تبع الجنود، وسار حتى نزل الحيرة، وقرب من الفرات، فاذاه البق، فامر الحارث بن عمرو أن يشق له نهر إلى النجف، وهو نهر الحيرة، فنزل عليه، ووجه ابن أخيه شمر ذي الجناح إلى قباذ، فقاتله فهزمه شمر حتى لحق بالري”.
ومن العجيب أن ابن الكلبي ذكر هذه الرواية ولكنه ترك الاشارة إلى الحارث وطفر إلى الحديث عن فتوحات شمر الذي أوصل فتوحاته إلى القسطنطينية.، ثم الى رومة “روميه”، ثم إلى عودة “تبع” وتهوده بتأثر أخبار يثرب، ثم إلى علم “كعب الأحبار” الذي استمده على حد قوله من بقية ما أورثت أحبار يهود. ويرى المؤرخ اليوناني “موسل” إن التقاء “الحارث” ب “قباذ” “488 – 1 53م” عند قنطرة الفيوم، كان سنة “525″ للميلاد. والفيوم موضع لا يبعد كثيرا عن “هيت”.
ومما يشهد لوقوع الحيرة تحت حكم كندة ما روي عن مجاهد رحمه الله في تفسير قوله تعالى ( قبل أن يرتد إليك طرفك ) قال : فمد بصره كما بينك وبين الحيرة وهو يومئذ في كندة.
صراع ملوك كندة وحلفائهم مع الأحباش داخل جزيرة العرب حتى طردهم.
في عام 518 ، دون الملك يوسف أسأر يثأر الحِميّري كتابة يحكي فيها حملاته العسكرية التي شنها على الاحباش الغزاة في ظفار يريم وقد هدم كنيستهم ثم توجه نحو المخا وقضى على الاحباش هناك ثم توجه نحو نجران وقد ناصرته كبرى قبائل اليمن قبائل كندة وهمدان ومذحج ومراد وخلال حملاته العسكرية قتل يوسف اثنا عشر ألف من الأحباش وأسر أحد عشر ألف وتسعين أسير من الغزاة الاحباش وغنم مئتي ألف رأس من الإبل والبقر والضأن وذكر في كتابته انه رابط في تهامة في مكان وصفه بـ"حصن المندب" على البحر من جهة الحبشة ولا شك أنه يقصد باب المندب، وقد ذكر النقش اسماء الأقيال سادة ذي يزن الذين ناصروا الملك يوسف وهم شميفع أشوع وابنه حيعت يرخم واخيه شرحئيل أشوع وابنه مرثد يمجد وشرحبيل يكمل. وذُكرت كندة إلى جانب مذحج وهمدان من ضمن "الأعراب" الذين قاتلوا الاحباش في ظفار والمخا ونجران.
وفي العام 527 تولي شميفع أشوع حكم اليمن واتخذ لقب "ملك سبأ" وهو من سادات "ذو يزان" الذين قاتلوا الى جانب الملك يوسف أسأر يثأر. وفي عام 531 للميلاد، بعد مرور ثلاثة عشر سنة على هزيمة الاحباش الاولى، ارسل كالب ملك الحشبه جيش جديد مكون من ثلاثة آلاف جندي بقيادة قائد عسكري وصفته المصادر البيزنطية بإسم "آبراهموس" (أبرهة) لغزو اليمن مجدداً والانتقام من الحميريين. وقد أُكتشف نص بخط المسند ان كندة وبكيل و"ذي يزن" و"ذي خليل" و"ذي سحر" قاموا بناء التحصينات مقابل البحر لقتال أبرهة وعندما وصلت القوات الحبشية بقيادة أبرهة الى اليمن، انظمت لهم قبائل جنوبية وردت في النص أن أقيال حضرموت والأشاعرة و"ذي معاهر" و"ذي كلاع" و" ذو ذبيان" و"ذو رعين" قاتلوا إلى جانب أبرهة الحبشي واعلن أبرهة الحبشي نفسه ملكاً على اليمن وكانت أطول معارك أبرهة مع يزيد بن كبشة سيد قبيلة كندة واليزنيين الذين قاتلوا إلى جانب يوسف أسأر يثأر.
وفي العام 535، ورد نص يشير إلى رجلان اسمهما "بشر بن حصن" و"أبو الجبر بن عمرو" شنا حملة على مكان اسمه "تربة" قرب الطائف وكان الرجلان من كندة ودونت كتابة بخط المسند تذكر عدد القتلى والغنائم والأسرى والأطفال الذين أخذوا من سكان الطائف مقابل الولاء.
وفي العام 542، خرج يزيد بن كبشة الكندي ومعه أقيال من بكيل وبيت ذي يزن الحميري وبيوت سبئية قديمة مثل "ذو خليل" و"ذو معاهر" وورد نص أن أبرهة ومعه أقيال حضرموت والأشاعرة تصدوا لسيد كندة وتوصلوا لهدنة عقب وصول أخبار عن تصدع هو الثالث وقبل الأخير أصاب سد مأرب معظم هذه النقوش دوّن من حميريين وليس من بني كندة أنفسهم.