المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثمود


مطرالثبيتي
05-07-2016, 05:43 PM
http://otaibi.info/vb/picture.php?pictureid=2472&albumid=316&dl=1420106315&thumb=1





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثــــمــــود
ورد ذكر ثمود في الكتاب الكريم مرادفاً لعاد في معرض التذكير بما أصابهما من الهلاك والدمار لكفرهـما بالله واشراكهما به .
ويروي في الكتب العربية ان ثمودا كانت تقيم في الجهات الجنوبية من المملكة بين عسير واليمن وحضر موت ، ثم انتقلت بدواع غير معلومة بعد حروبها مع عاد وافنائها اياهم ، من بلادها الاصلية في الجنوب الى شمالي الحجاز في وادي القرى ، وأنشأت في العلا ومدائن صالح والحجر منشئات بقيت لنا آثارها حتى الآن . وقد زار كثير من المستشرقين بلاد ثمود هذه ووصفوا ما شاهدوه فيها من الآثار والمنازل المنقورة في الجبال الصخرية ، ووضع الرحالة , درتي رسماً تقريبياً يعين به المواقع الآثرية في مداين صالح ووصف المغاور المحفورة في الصخور بأنها رموس ، ونقل صور بعضها ونشرها في كتابه منها قصر البنت والبرج ومربط الحصاب وبيت الشيخ ، وعاين المستشرق موزيل أماكن اخرى تنسب إلى ثمود في جهات الغوافة بين تبوك والبحر .
أما ما كان من أمر ثمود فيحدثنا عنه الكتاب العزيز في مواضع عديدة : " وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ "
وقال لهم صالح أيضا : " أتتركون في ما هاهنا آمنين في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال بيوتا فرهين فاتقوا الله وأطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون " .
ولكنهم ظلوا على شركهم وطغيانهم فأصابهم من أمر ربهم ما قصه الكتاب العزيز : " وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ " .
وقال الله تعالى : " فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ " .
وحيثما أتى رسول اله صلى الله عليه وسلم قرى ثمود في غزوة تبوك قال لأصحابه : " لا تدخلن على هؤلاء المعذبين الا أن تكونوا باكين ، فان لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم ما أصابهم " .
وروى عبيد بن شرية الجرهمي للخليفة معاوية بن أبي سفيان أخباراً مطولة عن ثمود وما أصابهم إلا أنها تحوي من المبالغات ما يصعب تصديقها .
وذكر ابن خلدون أن النبي صالحا ظل ينذر قومه عشرين سنة وتوفي ابن ثمان وخمسين سنة ، ويروى أنه بعد هلاك قومه ارتحل مع رهط ممن آمن به إلى فلسطين حيث أدركته المنية ودفن في موضع بقرب الرملة يحمل اسمه للآن ، ويقام فيه في كل عام موسم يحييه أهل تلك الجهات .
ولم يرد ذكر ثمود ولا ذكر عاد في التوراة ، مع أن رسالتي النبيين هود وصالح كانتا قبل إبراهيم .
وورد ذكر ثمود في تاريخ الأشوريين ، فإن الملك سرجون الثاني المشهور ذكر أنه في السنة715 قبل الميلاد المسيحي غلب قبائل ثمود وعبادة ومرسيماني وخيابا وأنه أسكن بقايا هذه القبائل في مقاطعة السامرة في فلسطين .
وورد ذكر ثمود ايضاً في كتابات ديودوروس الصقلي الذي أشار إلى منازلها المعروفة الآن .
وذكر بطليموس في جغرافيته ما يفهم منه معرفته بثمود في مواطنها في الشمالي الغربي من بلاد العرب ، كما أن اورانيوس ذكر كون ثمود مقيمين بقرب الأنباط .
وقد اكتشف المستشرق موزيل على بقايا الهيكل الموجود في الغوافة كتابة نبطية فهم منها أن ثمود كانت في اواسط القرن الميلادي الثاني تملك حرتي العويرض والرحا .
ويستدل من ذلك على ان بلاد ثمود انتقلت بعد فنائهم على النحو الذي ذكر في القرآن الكريم إلى ايدي قبائل أخرى من الانباط ، والآثار الباقية في جهات الحجر والعلا وتبوك والغوافة من مخلفات الفريقين ، ولا يمكن بما لدينا من المعلومات البسيطة تمييز آثار كل فريق على حدة .
وليس من السهل تعيين الزمن الذي قامت فيه حكومة ثمود بالرغم عن ورود ذكرهم ومحاربة سرجون لهم في المئة السابعة قبل الميلاد ، فمن المحتمل أن يكون الذين دعاهم الملك الأشوري بثمود من بقايا ثمود الاولى الذين لم يسمع العبرانيون باخبارهم على ما يظهر .
المرجع
قلب جزيرة العرب
بقلم / فؤاد حمزه
أختار الموضوع وكتبه
الاستاذ / مطر بن خلف الثبيتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبدالعزيز بن حشيان
05-08-2016, 05:10 PM
استاذ / مطر بارك الله فيك ومشكور على الموضوع المميز

مطرالثبيتي
05-09-2016, 07:29 AM
حياك الله أخي ابن حشيان ، وشكرا على الحضور والمشاركة ودعواتنا لك بالتوفيق .

إبن ثعلي
05-09-2016, 11:28 AM
لا هنت يا اخ مطر ومشكور على المواضيع التاريخيه
التي تتحفنا بها بين الحين والاخر

مطرالثبيتي
05-10-2016, 07:07 AM
حفظك الله أخي ابن ثعلي ، وهذا واجبنا ، مع الشكر والتقدير والدعاء بالتوفيق .

أبحرت في عيونك
05-10-2016, 07:59 AM
الله يعطيك العافيه يا استاذ مطر

أبحرت في عيونك
05-10-2016, 08:12 AM
الا ان ياستاذ مطر عندي ملاحضه ع موضوع اخر
شفت مقطعك في اليتيوب عن بعض قصائد حسن الحصان ولي تعليق بسيط
هصيده هيض علي وانا باد الحجا هي لابن حسن مبارك،وليست لاباه حسن مثل ما سمعت والله اعلم

كما اتمنى لو تفيدنا ان كانت عندك هالقصيده
ياطير يالي بنيت العش فالفيه
ماشفت حين نزل في جالت الوادي
اومي بكمي ولاحد التفت ليه
والحس عليه المخافه ولا اقدر انادي
امشي مع الشمس واحسبني مع الفيه
وامشي مع الضلع واحسبني مع الوادي
واطى على الشوك ما تشكيه رجيله

ومنها

عهدي بهم بين مشهد والشهيبيه


طبعاً القصيده ماهي مرتبه وهذه الي اذكره منها

وايضاً يروى ان ابو حسن واعتقد اسمه مطير جا من بني سعد لسيل لجل ثار لخوه او ابوه من احد ثبتة السيل لذا جا ناوي يستد في ثاره وقيل ان قرصه داب ثم انقذه غريمه وصفح عنه؟؟هل عندك معلومات عن هذا الامر؟

مجرد ناقل
05-11-2016, 01:35 PM
كعادتك استاذي مطر تأتي بمواضيع هادفة ونادرة، واسمحلي أخي الكريم بهذه المداخلة.

قال نشوان الحميري في كتابة (عجائب السير) ج1 ص9 :
( قال عبيد بن شرية: إنَّه لمّا أهلك الله عاداً الأولى والآخرة، خلفت ثمود بعدهم فانتشروا في البلاد واثاروها وتكبروا، وساروا في الأرض بغير الحق، وعبدوا الأصنام. وكانت منازلهم بالحجر - وهو وادي القرى إلى رملة فلسطين - ما بين الحجاز والشام وذلك قول الله عز وجل )و لقد كذَّب أصحابُ الحجر المرسلين( وكانوا قوماً عرباً، وأعطاهم الله فضلا في القوة والأبدان وسعة في الرزق، وطولا في الأعمار، فلم يزدهم ذلك إلاّ طغياناً وكفراً، فلما كثر عتوهم، بعث الله إليهم صالحاً عليه السلام، وكان من أوسطهم نسباً وهو صالح بن عمرو بن وهبة بن كاشح بن أحقب بن الود بن ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح، لإارسله إليهم حجة عليهم، فمكث يدعوهم من عصر شبيبته، إلى أنْ صار شيخاً كبيراً وكان من أمرهم أنهم قالوا له: يا صالح قد أكثرت علينا العاء وخوفتنا العذاب، وأنت بشر مثلنا، وذكرت أنَّ الله أرسلك إلينا، ونحب أنْ تأتينا بىية أنْ كنت من الصادقين. فقال لهم صالح: فإذا فعلت ذلك لكم، وفعله لي ربي وربكم، ما الذي تفعلون ؟ قالوا: نعبد إلهك، ونؤمن به، ونتبعك. فأخذ عليهم صالح العهود والمواثيق وتأكد عليهم أشد التأكيد. وكان لثمود عيد في كل سنة يخرجون إليه، يجتمعون، ويأكلون، ويشربون، ويقربن لأصنامهم القربان، فخرجوا وخرج معهم صالح، فلما قضوا ما يحتاجون إليه من عيدهم، وصالح معتزل عنهم قريب من صخرة كانت هنالك، يعبد الله تعالى، فلما كان من الغد، اجتمعوا إلى صالح فتحدثوا ما شاء الله، ثم نظروا إلى صخرة منفردة في قاع أفيق، قالوا: يا صالح، إنا نطلب منك أنْ تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة حمراء عشراء لها ضجيج وعجيج، ورغاء شديد، تفور لبنا سائغا. فإن فعلت لنا ذلك، فعلنا لك فعلنا لك عاهدناك عليه، وإلاّ علمنا أنك كاذب. وإنما سألوا ذلك الجزاء به، وظنوا أنه لا يفعل، ولا يكون منه ذلك، ولا يقدر عليه. ولم يكن الله ليحقر نبيه، وهو القادر على ما يشاء، فقال لهم صالح: زيدوا أعطوني عهودكم ومواثيقكم على ذلك، فأعطوه ما وثق به، ثم قام صالح، وصلى ما شاء الله، ثم رفع رغبته إلى الله، فدعاه، وتضرع إليه، وهم يدعون أصنامهم أنْ تحول بين صالح وبين ذلك. فبينما هم ينظرون اى صالح ما يفعل له إله، وما تفعل لهم أصنامهم، إذ نظروا اى الصخرة تتحرك وترتعد من خشية الله تعالى، ثم اضطربت، فنظروا إليها تتمخض كما تتمخض المرأة للولد، ثم انصدعت وانفلقت عن ناقة عظيمة، على ما سألوا ووصفوا. إلاّ إنَّ الله عظم خلقها على كل دابة في الأرض. وكانت كأنها طود عظيم، رأسها كأعظم بعير فلما رأى ذلك رئيسهم جندع بن عمرو خرو لله ساجدين، وسجد معهم بشر كثير من عظمائهم، وأقر الله عين نبيهم، وصدق ظنه، وكانت العامو من ثمود عند ذلك قد خشو أنْ يموت تلك الساعة، فهل تسمع لهم خبرا، أو تنظر لهم أثرا ؟ ثم أوصيك أنْ تعمل لدنياك بسنة آبائك، فقد انتهى إليك ما ك من وصية آبائك ووصية جدك سبأ بن يشجب، وما افترق عليه أبناؤه يوم الوصية والقسمة، وهما جداك حمير وكهلان، فلا تجرين الأمور إلاّ على ما جرت به الرسوم من عصرهما ذلك إلى هذه الغاية، ووصى بذلك من صلى بذلك الأمر من ولدك أو بني عمك. وأوصيك بالاستقامة على ما وجدتني من العدل والرعية والتجاوز عن المسيء، والكف عن أذى العشيرة، والتحفظ بها، والتحب إليها، فما المرء بقومه ولو عز وعلا، ثم أنشأ يقول:

عريب لا تنسى ما وصى أبوك به ... إنْ الوصية لمّا يعدها الرشد
كل امرى عزه فاعلم عشيرته ... وفي العشيرة العز والعدد
أما رأيت ثمودا أمس كيف لقوا ... سوء النكال وعادا قبلها انجردوا
من بعد ما ملؤوا سهل البلاد فلم ... ينفعهم عدد منهم ولا جلد.....).

مطرالثبيتي
05-13-2016, 08:43 AM
شكرا لك أخي الكريم على المرور وهذه المشاركة والإضافة القيمة حفظك الله .

مطرالثبيتي
06-11-2016, 03:35 PM
أشكرك أخي أبحرت في عيونك على الإضافة ، وللأسف لا يوجد لدي زيادة على ما ذكرته حفظك الله .