المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة داود وأبنه سليمان عليهما السلام


مطرالثبيتي
10-14-2015, 03:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة داود وأبنه سليمان عليهما السلام
1- قصة داود عليه السلام
هو داود بن ايشا من ولد يهوذا بن يعقوب نبأه الله بعد شمويل بن هلقانا وملكه بعد طالوت فاجتمع له الملك والنبوة إلى أن وقع بالخطيئة واختلفوا في سبب خطيئته فالمعروف عند أصحاب الأخبار وأهل الكتاب ورواية الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أشرف فرأى امرأة فوقعت في قلبه فبعث زوجها في من بعث في الحرب حتى استشهد فلما انقضت عدة المرأة تزوجها فولدت له واسم المرأة بتشبع واسم زوجها اوريا واستعظم قوم هذا من فعل الأنبياء ورووا رواية أن داود كان يدارس على بني إسرائيل العلم ويدارسونه فقال بعضهم لا يأتي على بني آدم يوم لا يصيب فيه خطيئة فقال داود لاخلون اليوم واجتهدن في تنحي الخطيئة عني فأوحى الله إليه يا داود خذ حذرك وقال بعض الناس بل كانت خطيئته أن استمع إلى أحد الخصمين وقضى له دون الاستماع من خصمه ونعوذ باللَّه من طلب مخرج لرسول فيه تكذيب للكتاب ولو كان كذلك فما معنى قوله وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ 38: 21 إلى آخر الآيات الأربع كلها تعريض لداود عم في صنيعه وذكر النعجة كناية عن الظعينة لا غير فلمّا عرف خطيئته خَرَّ راكِعاً وَأَنابَ 38: 24 بقول الله عزّ وجلّ فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ 38: 25 وقد احتجّت هذه الطبقة بقوله تعالى يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً في الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ 38: 26 الآية فكان الله عز وجل سخر معه الجبال يسبحن بالعشي والاشراق وسخر له الطير يجاوبه ويطيعه والان له الحديد يعمل السابغات،،،
ذكر اختلافهم في هذه القصة
وصفوا من طول سجوده وشدة جزعه وكثرة بكائه ما يضيق الصدر عن تصديقه قالوا حتى نبت العشب بين دموعه ولصقت جلده حزيمة بمسجده وكان يجمع في كل أسبوع الناس فينوح على خطيئته وزعم وهب أن الله عز وجلّ أنزل له سلسلة بحبال للصخرة ينالها المظلوم ولا ينالها الظالم إلى أن مكر بها ماكر وارتفعت وصار الحكم باليمين والشهود ويقول قوم أن معنى الانة الحديد ما سهل عليه من صنعة الدروع لأن نفس الحديد تغير عن طبعه قالوا ومعنى قوله يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ 34: 10 اوب عند النظر إليها والطير على القلب،،،
2- قصّة سليمان بن داود عليه السلام
قالوا واستخلفه داود وهو ابن اثنتى عشرة سنة وجعله يستشيره في أمره ويدخله في حكمه فأول فتنة أصابته أن امرأة كانت كسيت جمالا وكمالا جاءت إلى قاض لداود في خصومة لها فأعجبته فراودها على القبح فقالت أنا أبعد من [هذا] فتواطأ القاضي وصاحب الشرطة وحاجب داود وصاحب السوق وشهدوا لداود أن لهذه المرأة كلبا ترسلها على نفسها فأمر بها داود فرجمت وبلغ الخبر سليمان وهو يومئذ غير بالغ فخرج مع غلمان يلعبون فجعل أحدهم على القضاء والثاني على الشرطة والثالث على السوق والرابع على الحجبة وجعل واحدا منهم بمنزلة المرأة ثم قعد مقعد داود وجاء القوم وشهدوا على الذي هو بمنزلة المرأة ففرق بينهم سليمان ثم سألهم في خفاء عن لون الكلب فقال أحدهم أحمر والآخر أغبس واختلفوا في صفته وذكورته وأنوثته وصغره وكبره فرد شهادتهم فبلغ الخبر داود فدعا بالذين شهدوا على المرأة وفرق بينهم وسألهم فاختلفوا عليه فأمر بهم فقتلوا بالمرأة قالوا وكانت امرأتان يغتسلان في نهر ومع كل واحدة منهما صبي فجاء الذيب فاختلس أحد الصبيين فتنازعتا الصبي الباقي وادعتاه فحكم داود بالولد لإحداهما قال فمرت المرأتان بسليمان وقصتا عليه القصة فقال سليمان عليكم بالسكين اقطعه بينكما نصفين فقالت أم الصبي هو لها لا تقطعه وقالت الأخرى اقطعه بيننا فدفع إلى من سلمت وكرهت القطع قالوا وجاءه رجل فشكا إليه جيرانا له أخذوا إوزة له فأكلوها فخطب سليمان الناس وقال يعمد أحدكم إلى إوزة جاره فيسرقها ويأكلها ثم يدخل المسجد وريشها في قلنسوته فمد الرجل يده إلى قلنسوته ينظر أبها ريش أم لا فقال سليمان لصاحب الإوزة دونك الرجل فخذه وقد قال الله عز وجل وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ في الْحَرْثِ 21: 78 الآيات قالوا أن غنم رجل نفشت ليلا في كرم رجل فأفسدته فقضى داود بالغنم لصاحب الكرم فقال سليمان غير هذا القضاء قال ارفق بالقوم قال وكيف قال يدفع صاحب الغنم غنمه إلى صاحب الزرع لينتفع من ألبانها وأصوافها بقدر الحاجة في ماله ثم يرد رقابها قال الله عز وجل فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ 21: 79 وكان داود وضع أساس بيت المقدس فبناه سليمان وأتمه قال الله عز وجل وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقال يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ [الطَّيْرِ] وَأُوتِينا من كُلِّ شَيْءٍ 27: 16 وقال وَلِسُلَيْمانَ [الرِّيحَ] غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمن الْجِنِّ من يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ من عَذابِ السَّعِيرِ 34: 12 يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ من مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ 34: 13 وقال الله تعالى حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ 27: 18 الآية هذا كله كما قال الله عز وجل آمنا به وصدقناه وقال تعالى فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ 38: 36 وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ 38: 37 وذكروا أنه كان يأمر الريح فتحمله وعسكره وتسير بهم حيث شاء فتغدو بهم مسيرة شهر في غداة وتروح بهم مسيرة شهر في رواح ووجد بناحية دجلة مكتوب على بعض الأبنية العادية القديمة نحن نزلناه وما بنيناه وهكذا مبنيا وجدناه عدوناه من اصطخر فقلبناه ونحن رائمون منه فاتحون الشام إن شاء الله وقالوا كان ملك داود بالشام في أول ملك منوجهر بابل وملك غمدان باليمن ولا يتيقن ذلك ولا يمكن لطول العهد وضعف الوهم به ولا يصف المسلمون وأهل الكتاب سليمان بشيء من المعجزة والملك في طاعة الجن والإنس والشياطين له ومعرفة منطق الطير والبهائم وحمل الريح إياه واستخراج النورة والجص والجواهر المعدنية وبناء الحمامات وغير ذلك إلا والفرس يصفون به جم شاذ الملك فلا أدري أهو سليمان عندهم أم لا فإن كان ما وصفوه به حقا لم يكن الرجل إلا نبيا لأن مثل المعجزات لا يتأتي لغير الأنبياء قال الله تعالى وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ 2: 102 قال أهل التفسير أن طائفة من اليهود زعموا أن سليمان كان ساحراً آخذاً بالأبصار مموها على الناس وأنه ملك الجن والإنس بسحره ومنهم من أقرّ بالسحر وصححه وجعله علما حقيقيا فنفى الله عنه دعواهم وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ 2: 102 قالوا وكان ظهور السحر في أيام ذهاب ملك سليمان استخرجته الشياطين وثبته في الناس ونسبوه إلى سليمان الملك النبي واختلفوا في السبب الذي عوقب لأجله بذهاب الملك فزعم زاعم أنه سبى جارية شعف بها فاستأذنته في أن تصور تمثال ابنها تتسلى به وتستأنس فأذن لها قالوا فعبدته أربعين يوما وزعم آخر أنه سأله بعض نسائه أن تقرب لأبيها قربانا فأذن لها في تقريب جرادة وقال قوم بل كان ذنبه اشتغاله بالصافنات الجياد حتى توارت الشمس بالحجاب وقيل بل بضربة سوقها وأعناقها قال الله عز وجل وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ من الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ 27: 17 وقد ذكر الله تعالى قصته مع بلقيس في هذه السورة وكيف كان مجيئها وإسلامها ومجيء عرشها في ارتداد الطرف وهداية الهدهد إليها وللعرب أشعار كثيرة في تحقيق أمر سليمان فمنه قول الأعشى بن قيس [طويل]
فلو كان حيّا خالدا ومعمرا ... لكان سليمان البريء من الدهر
براه إلهي واصطفاه عبادة ... وملكه ما بين سرفي إلى مصر
وسخر من جنّ الملائك شيعة ... قياما لديه يعملون بلا أجر

3- قصة بلقيس
يقال هي بلقيس بنت هدّاد بن شراحيل بن عمرو ابن الحارث بن الرياش كانت ملكة باليمن وآباؤها كانوا ملوكا قبلها وكاتبها سليمان عم وراودها على الإسلام فأجابت وأقبلت وتزوج بها سليمان ويقال بل زوّجها رجل من مقاول اليمن وردها إلى ملكها قالوا وكانت زباء هلباء فأمر سليمان فبنوا لها صرحا من قوارير لتخوضه فكشفت عن ساقيها وهي تظن أنه ماء حتى رأى سليمان الشعر عليها فأمر فاستخرجوا لها النورة والزرنيخ،،،
ذكر اختلاف الناس في هذه القصة وقصة سليمان عم
قال قوم تسبيح الجبال مع داود شيء لا يعلمه أحد غيره وكذلك الطير مع سليمان لم يكن يسمعه معه أحد قال وإنما هو كما روى أنّ الحصى سبّح في كفّ النبيّ صلى الله عليه وسلم بقول الله عز وجل وَإِنْ من شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ 17: 44 فمن فقه تسبيحه فقد سبح معه قالوا ومعنى قوله وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ 34: 12 هو ما اهتدى إلى استخراجه من معدنه كسائر الجواهر قالوا ومعنى قوله وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ 27: 20 أنه رجل سريع وهذا معروف في الناس أنهم يسمون الخفيف السير الكثير المشي بأسماء الطيور تشبيهاً بها في سرعة السير قالوا ومعنى قوله حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ 27: 18 أنهم قوم ضعاف خافوا خبطة عسكر سليمان بظلمهم إياهم فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً من قَوْلِها 27: 19 من معرفته لغتهم دون أصحابه قالوا ومعنى الشياطين والجن عتاة الناس وأشداءهم وحذاقهم وعرفاءهم بالأمور الغامضة والصنائع البديهة قالوا وتسخير الريح له غدوها شهر ورواحها شهر مثل لبعد هيبته في الأرض ونصرة دولته وكان يهاب يطاع مسيرة شهر في شهر قالوا وليس في القرآن أنه ملك مشارق الأرض ومغاربها واحتجّوا بقول النبيّ صلى الله عليه وسلم نصرت بالرعب حتى أن عدوي ليخافني على مسيرة شهر وقالوا في ذكر موته ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ 34: 14 أن هذا ممكن فيما بيننا والمنساة السرير أو خشبة أعمد إليها يرون الناس أنه حي بعد وأنكروا ما جاء في الخبر أن بلقيس كانت أمها امرأة من الجنّ قالوا اللَّهمّ إلّا أن يريد صنفا من الناس وأعلم أن لمحمد بن زكريا كتابا زعم أنّه مخاريق الأنبياء لا يستجيز ذكر ما فيه ولا يرخص لذي دين ولا مروءة الإصغاء إليه فإنّه المفسد للقلب المذهب بالدين الهادم للمروءة المورث البغضة للأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين ولأتباعهم ونحن لا نحمل على عقولنا ما ليس في وسعها لأنها عندنا مبدعة متناهية،،،
المرجع
البدء والتاريخ
تأليف : أبي زيد أحمد سهل البلخي
أختار الموضوع وكتبه
الاستاذ / مطر بن خلف الثبيتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إبن ثعلي
10-15-2015, 06:34 AM
شكراً لك يا أخ مطر على ايراد قصة
نبي الله وابنه داؤود عليهما السلام
ولا هنت

عبدالعزيز بن حشيان
10-15-2015, 08:31 AM
استاذ مطر الثبيتي


يعطيك العافيه على اختيار المعلومة لمميزة

مطرالثبيتي
10-15-2015, 02:51 PM
الأخ ابن ثعلي والأخ ابن حشيان ، أشكر لكما الحضور والمشاركة ، وفقكما الله تعالى ، نسأل الله أن يكتب لنا الأجر والثواب .

ولـ الويـلان ـد
02-02-2016, 05:56 AM
مشكـور على هذه المعلومـات ومبدع دايماً ياولـد الهيـلا.

مطرالثبيتي
02-02-2016, 07:22 AM
حياك الله أخي وشكرا لك