المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تاريخ الجبارية (شيوخ بني عبدالله)


متسائل
02-05-2015, 07:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على على ونبيه الأمين وآله وصحبه الطاهرين


مقدمة :

فهذا موضوع تاريخي عن الجبارية شيوخ بني عبدالله من قبيلة مطير، وهي أسرة معروفة من الأسر التي لها مشيخة كبيرة وقديمة في قومهم، برزوا على مسرح الأحداث الحجازية ثم النجدية منذ ما يزيد على القرنين ونصف من الزمان، فقد تواترت أخبارها في الصراعات السياسية والقبلية في أدوار الدول السعودية الثلاث، وسجلت المصادر مختلفة المكان والزمان تاريخ رجالها المتعاقبين على المشيخة وتاريخ حدورهم بقومهم من الحجاز إلى نجد بعد سلسلة من المعارك مع القبائل النجدية التي سبقتها في الحدور، وحفظت المصادر ما قدموه للتاريخ عموماً ولقبيلتهم خصوصاً، وماذا قال الحكام المختلفون في مخاطباتهم عن شيختهم وقدرهم الرفيع وتأثيرهم في الأحداث، وستجد هنا تاريخهم بعد مسح شامل للمصادر التاريخية المعروفة .



تسلسل الامراء من الجبارية المذكورين في الموضوع :


1/ جبرين بن محمد بن قنين

2/ جابر بن جبرين بن محمد بن قنين

3/ مرضي بن جابر بن جبرين بن محمد بن قنين

4/ مبلش بن جابر بن جبرين بن محمد بن قنين

5/ محمد بن مبلش بن جابر بن جبرين بن محمد بن قنين

6/ متعب بن محمد بن مبلش بن جابر بن جبرين بن محمد بن قنين

7/ حجيلان بن ضيف الله بن مبلش بن جابر بن جبرين بن محمد بن قنين

8/ هويل بن متعب بن محمد بن مبلش بن جابر بن جبرين بن محمد بن قنين

9/ عبد المحسن بن صنهات بن مبلش بن جابر بن جبرين بن محمد بن قنين




النسب :


الجبارية من ذوي سويعد من ذوي عون من بني عبدالله أحد الأفرع الثلاثة في قبيلة بمطير – والفرعان الآخران: بريه وعلوى - ، فالجبارية ذرية: جبرين بن محمد بن قنين من سويعد من عون من عبدِ الله بن غَطَفان.



الأمير الاول : جبرين بن محمد بن قنين


أول ذكر له في وثيقة تاريخها عام 1180، وهي وثيقة من أهم وثائق قبيلة مطير، كان جبرين من ضمن كبار مطير الموقعين عليها.

وهو جد الجبارية، ولا نعلم عن تاريخه شيئاً إلا هذه الوثيقة، ولا عن شيخة آبائه وأجداده إلا ما نسمعه أن الجبارية من القنانية الذين عُرف عنهم حفظ النسب وعراقتهم في مطير، فلهذا يكون الأمير الأول جبرين جد الجبارية.



الأمير الثاني : جابر بن جبرين


آلت اليه الشيخة بعد أبيه جبرين.

أهم أحداثه:


1/ مشاركته في فك حصار الحديدة عام 1220:

ذكر ذلك الشيخ عبدالمحسن بن علي بن عبدالمحسن بن صنهات بن مبلش بن جابر بن جبرين في رواية له، وقال: إنه قتل بها ودفن هناك .

ويقول ابن بشر عن حصار الحديدة: وفيها بايع صالح رئيس الحديدة وبيت الفقيه سعود (الإمام سعود بن عبدالعزيز) على دين الله ورسوله والسمع والطاعة وحسنت عقيدته للمسلمين، ثم إن إمام صنعاء سير عساكر عظيمة وحاصروا بندر الحديدة وأخذوه، وأمر ابن صالح المذكور ... فتجهز صالح المذكور إلى زبيد وجنوده وقومه فسار إليه بجيش عديد من قبائل عديدة حاضرة وبادية نحو ثلاثة ألاف مقاتل فنازل أهل زبيد فأخذوه عنوة ... ثم خرجوا عنها وعزل صالح الأخماس وبعثها إلى الدرعية (انظر: تاريخ ابن بشر 138) .

ويقول عن هذه الوقعة المؤلف ماجد بن رزق الله الشلاحي المطيري: سمران الدشي - رئيس فخذ الهويملات من بني عبدالله من مطير - وسعود بن صغير الهجلة - رئيس فخذ الهجال - آنذاك في عهد سعود بن عبدالعزيز آل سعود كانا عقداء على قومهما في فك الحصار عن الحديدة في جيش من جميع القبائل من قبل ابن سعود، مكثوا في جبهات القتال والمرابطة على الثغور أكثر من سنة كاملة، فيقول سمران الدشي في أثناء مسيرهم للعودة وكانت الإبل هزالاً من طوال المسير :

من قصر ابن صبيا إلى قوز أبا العير = تسعين ليلة ما فرقت الشدادِ

صارت ذلولي حانية حنية السير = مسافرة ما عاد فيها مغادي

لا شي دراهم واتبدل بها غير = ولا وصلت الماسطة من بلادي

العام رحنا والمشاهير غثير = واليوم يذكر في ثمرها الجدادي


المشاهير: النخل. (انظر: ديوان الأمراء وتحفة الشعراء، ط2، 1/ 137).

ومن الروايات القبلية عن حصار الحديدة ما ذُكر بأن حمد بن حميد - جد الحمدة الشيوخ المعروفين في عتيبة - قد قتل في الحديدة وقبره هناك. (انظر: تاريخ الحمدة زعماء عتيبة ونسب وأعلام قبيلة المقطة للوذيناني 696).


2/ القلعة المعروفة باسمه في الحجاز:

كتب الباحث المعروف عبدالله الحمياني المطيري موضوعاً مفصلاً في هذه القلعة، نشره على هذا الرابط :


قلعة ابن جبرين و نجفة المحانيه المؤرخ الكبير/عبدالله الحمياني - منتدى قبيلة مطير


ومما قاله: تفيد الروايات أنَّ أوَّلَ من اتَّخَذ هذه القلعة من الجبرين: جابر بن جبرين, ولا نَعلَمُ متى اتخّذها بالضبط، إلاّ أننا نستطيع أنْ نحدد فترة الجيل الذي عاش فيه وبالتالي نخرج بمتوسِّطٍ لعمرها, فقد ورد ذِكْرُ أبيه جبرين عام 1180 وورد ذكر ابنه مرضي بن جابر بن جبرين عام 1229 ففي تلك الدائرة كان تاريخ اتخاذه القلعة, وبيننا وبين ذلك حوالي 200 عام.



الأمير الثالث : مرضي بن جابر بن جبرين


يقول ابن لعبون المتوفى سنة 1261 تقريباً في أخبار الحمله المصرية الاولى على الدولة السعودية: إن الإمام سعود الكبير توفي في 11 جمادى الاولى من سنة 1229 وكان ابنه عبدالله في الغزو، فبلغه الخبر وهو قافل من مغزى أصاب فيه على حروب وعبادلة وعتبان وغيرهم (انظر: تاريخ ابن لعبون 664). وهذه الغزوة هي التي على أثرها دخل بنو عبدالله في طاعة عبدالله بن سعود فأدخلوه في صفينة، وقد نص ابن بشر على أن هذه الغزوة كانت في الحرة قرب صفينة، وأن ابن سعود قد نزل صفينة ثم قفل إلى نجد فبلغه خبر وفاة والده بعد قفوله (انظر: تاريخ ابن بشر 228). وجاء في وثيقة عثمانية تاريخها 13 جمادى الأولى من سنة 1229 أن ابن جبرين شيخ بني عبدالله قد انضم إلى ابن سعود (انظر: من وثائق الدولة السعودية الأولى المجلد الثاني 444).




الأمير الرابع : مبلش بن جابر بن جبرين


هو الأمير الرابع حسب تسلسل شيخة الجبارية في المصادر التاريخية، وهو أول أمير من الجبارية له ذكر في نجد بخلاف الأمراء الثلاثة الذين سبقوه في الإمارة حيث كانوا في الحجاز .


عصره:


تزامن حدوره إلى نجد مع حدور بني عبدالله فقد كان هذا الحدور بشيخته وقيادته لبني عبدالله – من أواسط القرن الثالث عشر الهجري إلى الخمس الأخير منه - يسير بخطى ثابتة، حتى تمكن من وضع قدم له ولقومه العبادل في نجد في عاليتها ووسطها حسب ما يثبته التاريخ .
وكان معاصراً له الشيخ سحلي بن سقيان الذي وقعت عليه وقعتا الفوارة عام 1268 ووقعة المنسف - قرب الزلفي - عام 1277، وثبت أن سحلي بن سقيان مشارك في وقعة ضد عتيبة بقيادة الشيخ مبلش بن جبرين بعد عام 1260 تقريباً. وفي عصره أيضا كان الشيخ هاجد بن ضمنة، وظهرت أيضاً الإمارات الأخرى في بني عبدالله، إذ كان أول ظهور لشرار - جد الشرايرة - في عصره، وظهور الدراويش متقارب مع ظهور الشرايرة أبناء خالتهم كما يروى، وغيرهم من الإمارات العبدلية التي ظهرت آنذاك في الحجاز ونجد.



أبناؤه:


أبناء مبلش بن جبرين أربعة هم : محمد، وصنهات، وضيف الله، ودلاك .


وابنه صنهات من زوجته بنت الشيخ فدغوش المريخي شيخ واصل (انظر: أعلام من الجزيرة العربية والخليج العربي لأحمد بن برجس نقلا عن رواة القطمان). وبعد طلاقها منه تزوجها الشيخ هاجد بن ضمنة فأنجب منها ولده قطيم فكان أخاً لصنهات من الأم. وتزوج محمد بن مبلش بدماثة بنت فدغوش المريخي، فكان عديلاً لأبيه مبلش، وأنجب منها محمد ابنه متعب.


قالوا عن شيخته:


قال جوارماني عام 1280: مبلش بن جبرين شيخ آلاد عباد (انظر: نجد الشمالي رحله من القدس إلى عنيزة في القصيم) .وقال شاهر الأصقه: أن مبلش بن جبرين قد برز في زمانه بكلمة نافذة على أكثر من الأفخاذ التي كانت تحت شيخته، كما هو الحال من أن هاجد بن ضمنه قد برز في فترة معينة وأصبحت له كلمه مرعية على أكثر من الصعبة التي تحت شيخته، كما أن نايف بن هذال بن بصيص قد برز في زمانه وأصبح له أمر مرعي على أكثر من الصعران (انظر: رسائل من صخر 19) .


أهم وقائعه وأحداثه:


كان لمبلش عدد كبير من الوقائع والغزوات، ومن هذه الغزوات غزوات من قبل الحكام، مما يدل على بروز قوة بني عبدالله في نجد في تلك الفترة، وأشهر وقائعه:

1/ معركة جبل بدن :

معركة بين بني عبدالله ومن معهم من مطير بقيادة مبلش بن جبرين، وعتيبة بقيادة هندي بن حميد، وانتصرت مطير، وقتل فيها ناصر بن هندي بن حميد .
ومن روايات مطير عنها رواية عبدالله بن دعيج الرحيمي في شريطه :
نزلت جموع من مطير بقيادة مبلش بن جبرين قريباً من عتيبة، فصمم هندي بن حميد على أخذهم، وكان معه جموع كثيرة، فأرسل الشيخ مبلش بن جبرين عسير الشطيطي وترافقه دلال بنت هندي بن حميد - وهي زوجة الشيخ سلطان السور البريعصي - أرسلهم إلى والدها الشيخ هندي بن حميد لكي لا يغزو مطير .
ويوم وصلوا له ودخلوا بيته لقوه منسدح ومتغطٍ في البشت فرفعت ابنته دلال البشت عن وجهه وقالت: يا يبه هذا ولدي - وكان ولدها معها في المهاد - يبى جده يمنع قبيلته لا ياخذ المطران .
فرد أبوها قال: كان لولدك شيء من البل اعزليها أظنه يفتكها من عتيبة! قامت وقالت: الله يجعله عليك. راحت لمطير وقالت للشيخ مبلش بن جبرين اللي صار، قام مبلش وهو على فرسه يستشير الشيوخ والفرسان وهم على ظهور الخيل وكل ما مر واحد قال: ما راي إلا رايك يا الأمير. إلى أن وصل الشيخ سحلي بن سقيان وقال: وش رايك؟ رد سحلي قال: إن عمست الأريا عليك بالظفر وأنا ولد عون، قال: تبيها غارة، قال: نعم غارة .
فأغاروا على ابن حميد ومن معه، فنصرهم الله عليه وقُتل هندي بن حميد
أما رواة الحمدة فقد ذكروا أن هندي بن حميد ليس المقتول، بل المقتول ولده ناصر بن هندي بن حميد. ويوردون هذه الرواية: يقول الفارس منير الشطيطي بعد قتله لناصر بن هندي بن حميد (انظر: تاريخ الحمدة 992) :

أنا بشير العفرا الطفوح = عفر مغثبرة الغدير

عقيدها فاخت الروح = حطوا عليه من الحفير

ربعه تكوى بالجروح = شاخ ولد شاخ وامير

والبيض من عقبه تنوح = ثم شلحن ثوب الحرير


ثم قاد تركي بن حميد غزوة ثأرية لمقتل ابن عمه ناصر بن حميد فقال قبل المعركة مجيباً الشطيطي:

لا تحسبن الموت إنه يروح = غبر الليالي تا تدير

واليوم تضحك بالفروح = والصبح تا تبكي عسير

وإن عشت لأجيكم سروح = مار الوعد غدر الجرير

وأحرمك لذات الصبوح = وازيك من دم ضريــــــــر

من فوق سرد يطربن الروح = مركاضهن بشر وخير

يقصد بعسير: عسير الشطيطي العوني.


2/ وقعة بين بني عبدالله وعتيبة وابن رشيد عام 1274 :

قال ابن عيسى: وفي رمضان أخذ طلال بن عبدالله بن علي بن رشيد أخلاطاً من عتيبة ومن بني عبدالله (انظر: الخزانة النجدية – تاريخ ابن عيسى).


3/ وقعة شبيرمة عام 1279:

بين مبلش بن جبرين وتركي بن حميد (انظر: تاريخ الحمدة. برواية حامد بن سعود المطيري من أهالي قرية بدايع الضبطان).


4/ وقعة بين بني عبدالله وعبدالله بن فيصل عام 1280:

غزا عبدالله بن فيصل بن تركي بجنود من الحاضرة والبادية وعدا على بني عبدالله من مطير وهم على الرضيمية فصبحهم وأخذهم ثم رجع إلى وطنه (انظر: تحفة المشتاق من أخبار نجد والحجاز والعراق لابن بسام، مخطوط، ورقة 530).

ملاحظة: أخطأ إبراهيم الخالدي في قراءته للاسم فقال: الرخيمية، وعرّفها بأنها موقع بالشمال (انظر تحقيقه للمخطوطة: 344)، ووقع في الخطأ نفسه فايز البدراني (انظر: من أخبار القبائل في نجد 321). والصحيح: الرضيمية – بالضاد وليست بالخاء -، وبنو عبدالله في هذه الفترة لم تصل إلى شمال الجزيرة.


/ غزوة وقصة مع عتيبي عام 1280:

روى ابن بليهد في (صحيح الأخبار) ج2 هذه القصة:

من طرائف متعب بن جبرين ما حدثني به دعيبس الصفياني من عتيبة سنة 1345 للهجرة وعمره في ذلك الوقت قريب ثمانين سنة، قال : كنا قاطنين على ماءة دغيجة المعروفة قريب المويه، وكنت إذ ذاك ابن خمس عشرة سنة ... وكان لنا جمل لا أعلم ناقة ولا جمل يردانه عن طريقه ... فأخذت مزداتي وزادي وركبته لما بزغ الفجر فقصدت أهل تنضبة ... فلما اشتدت القيلولة إذا أنا قد قربت جبيل بسيان المتاخم لماءة المحدثة في ركبة، فقلت في نفسي: أرتاح قليلاً ويرتاح جملي، فأنخته في ظل دوحة ووضعت عنه زادي ومزداتي وقيدته فتركته يرعى في الشجر واضطجعت على جنبي، فما شعرت وأنا في النوم إلا بالأصوات المرتفعة، وإذا جيش يبلغ عدده مئة من المهارى النجب، وإذا السابقون من هؤلاء إلى جملي يجاوزون العشرين وهم مختلفون على هذا الجمل الواحد كل منهم يقول: أنا السابق إليه وهو لي، فما شعرت إلا برجل يقول: يا صاحب الجمل من أنت؟ وما قبيلتك؟ فقلت: من عتيبة، فقال: عليك اللعنة ماخوذ ومجحود! أقبل إلي وخذ أمتعتك معك فجئت بها. وكان هذا الشيخ متعب بن جبرين، فلما أتيته بأمتعتي قال: ضعها على جملك وأركبه وقف! ، ثم التفت إلى هؤلاء فقال لهم: أيها المختلفون إني أريد أن أترك صاحب هذا الجمل حتى يصل إلى تلك الشجرة ونأمره يندفع في السير، ثم أنتم تغيرون على أثره، فمن لحقه فهو له. فرضي الجميع بذلك، فالتفت إلي وقال: اندفع على جملك. فاندفع الجيش على أثري، فما مضى إلا قليلاً ثم التفت فلم أر من القوم إلا ثماني، ثم اندفعت أيضاً والتفت فلم أر إلا أربعاً، ثم اندفعت قليلاً ثم التفت فلم أر إلا أثنين، فأنخت جملي وأخذت حثوات من التراب فرميت بها أمام وجوههم، وركبت جملي فانطلقت إلى ماءة تنضبة، فأنجاني الله منهم ووصلت قومي سالماً.

ونعلق على هذه القصة فنقول:

1/ روى العتيبي هذه القصة في عام 1345، وعمره وقتها 80 عاماً، وجرت عليه وعمره 15 عاماً.

مولد العتيبي: 1345 – 80 = 1265
زمن القصة: 1265 + 15 = 1280

فزمن القصة تقريباً يكون في العام الذي قتل فيه تركي بن حميد، أي في زمن مبلش بن جبرين جد متعب بن محمد بن مبلش بن جبرين.

2/ ولا يمكن الاعتقاد بأن متعب بن جبرين كان فارساً في عام 1280 لأن عمره في تلك السنة قد لا يبلغ 10 سنوات، لأن والده محمد تزوج أمه دماثة بنت فدغوش المريخي في فترة حرب مطير تقريباً التي وقعت ما بين عامي 1267 إلى 1273. والقصة لا تظهر متعب فارساً فقط بل تجعله قائداً لهذا العدد الكبير من الجموع، أي أنه قد تجاوز سن الشباب.

3/ فالأقرب إلى الصواب أن تكون القصة على مبلش بن جبرين أو ولده محمد بن مبلش بن جبرين. وأن الراوي أو ابن بليهد قد خلط في الاسم.



4/ وقعة وادي الجرير بين مبلش بن جبرين وتركي بن حميد عام 1280:

هي وقعة من سلسلة وقعات بين مبلش بن جبرين وتركي بن حميد، استمرت عدة أيام على فترات، وكانت الكفة تميل إلى ابن حميد، يقابله تراجع ابن جبرين وقومه ومطاردة تركي بن حميد لهم. وفي اليوم الأخير هجم مبلش على تركي هجوماً لم يتوقعه فكانت هزيمة عتيبة ومقتل تركي بن حميد بعد أن أصابه صنهات بن حريش الميموني فسقط عن فرسه وأجهز عليه محارب الشريف البريعصي، ولم يدفن تركي بن حميد وإنما ردم عليه في غار في أسفل السناف.

ونسوق – باختصار وتصرف يسير - بعض نصوص المؤرخين والروايات عن هذه الوقعة:

1/ جاء في (قاموس البادية) لشاهر الأصقه ص 358 عنها :جرت الوقعة بين برقا من قبيلة عتيبة بزعامة الشيخ تركي بن حميد وبين بني عبدالله إحدى بطون قبيلة مطير بزعامة مبلش بن جبرين، في مكان يشكّل سلسلة من الارتفاع الحجري، يسمى عرين تركي لوجود قبر تركي فيه. تناظر الطرفان في فصل الربيع وفي مضارب قبيلة عتيبة ولا يربطهما أي اتفاق وفي آخر الربيع طمع تركي بطرد مبلش وكسب حلاله، لكن جماعة تركي عارضوه حتى يخرج مبلش من مضاربهم، ورحل مبلش عند إحساسه بنوايا تركي، وبدأ ابن حميد يتابعه، وفي هذه الاثناء جاءت إحدى النساء لتخبر مبلش عن تألم إحداهن بسبب عارض الولادة وهي على ظهر جمل في حالة رحيل، فاشتد غضب الفارس صنهات بن حريش وصرخ في وجه قومه قائلاً: هل وصل الأمر بنا إلى هذا الحد؟ انزلوا أثقالكم. وفي اليوم التالي قام مبلش بهجوم مباغت لم يتوقعه تركي بن حميد، وبرر تركي خسارته بانصياعه لمشورة قومه بالتأني وعدم الاستعجال بالهجوم، وهو القائل: (إذا حان القدر ضاع البصر) حيث فوجئ بالغارة عليه وركب فرسه وحديدها فيها، وأصيب في تلك المعركة، وتوفي بعد ثلاثة أيام .


2/ جاء في كتاب (تاريخ نجد في عصور العامية) لأبي عبدالرحمن بن عقيل 1/ 121 عن هذه المعركة : توفي تركي بن حميد سنة 1280 مقتولاً في وادي الجرير في حرب بينه وبين مطير، قتله مبلش بن جبرين، وقبر تركي في سناف أشقر يسمى أشقر تركي، وقد أغار تركي على الجبارين من مطير في هذا المكان فأصيب برصاصه في ساقه فسقط كسيراً ثم أجهزوا عليه فقتلوه. (وهذه الرواية شبيهة بما جاء عند محمد أبو حمرا في كتابه ( البادية النجدية) 163).

3/ قال ابن بليهد في (صحيح الأخبار) 2/ 79: قتله الشريف أحد بني عبدالله بن غطفان .

4/ جاء في مخطوطة (النجم اللامع) للعبيد ص 264: توفي عند جبل صغير يسمى سناف الطراد عند بلد ضرية، فقد كانت خيل تركي تطارد خيل مطير وكان يوجد من بينهم رجل مخبول ومشهور بضعف العقل قد وجد فرساً غاب عنها فارسها فركبها، فلما رآه تركي احتقره ولم يعره اهتماماً وصرف عنه وجهه إلى خيل أعدائه، فانتهز ذلك الرجل فرصة غفلته فطعنه في عصبة رجله فكان فيها حتفه، ومات في اليوم الثاني، فردم عليه في غار من غيران تلك الهضاب. (وقال العبيد في موضع آخر في كتابه: إنه مات بعد ثلاثة أيام).

5/ وحسب أكثر روايات مطير: فإن الذي أصاب تركي بن حميد أولاً هو صنهات بن حريش الميموني، وبعد سقوطه عن فرسه أجهز عليه محارب الشريف البريعصي، ذلك لأن السور شيخ البراعصه كان عديلاً لتركي بن حميد - وزوجتاهما ابنتا هندي بن حميد - فقتل السور ابن وران العصيمي، فقام تركي بن حميد فقتل السور وقال هذين البيتين:

يوم ابن وران هفت متونه = السور دق بصابره جامد القاع

بمسلسل مني وساع طعونه = فيه الغلب مثل الغرابين شراع

(انظر البيتين في: تاريخ الحمدة للوذيناني 1141).

6/ ويؤكد بعض رواة عتيبة في كتبهم والكتب التي تنقل عنهم أن تركي بن حميد لم يقتل وإنما أصيب إصابة طفيفة في رجله من الشريف، فشم الجرح عليه بعد نزولهم في وادي يكثر فيه البعيثران فمات بعدها بثلاثة أيام وبعضهم قال خمسة أيام. وهذه الروايات المراد بها - والله أعلم – التهوين من شأن الهزيمة ومن فجيعتهم بقتل شيخهم تركي بن حميد! أما النصوص والواقع فتخالف هذه الروايات، فلو كان تركي بن حميد قد مات بين قومه وبعيداً عن أعدائه فلماذا لم يدفن في التراب؟! ولماذا يدفن في غار مكشوف؟ ولماذا تعقبوا قاتليه؟ فقد قتلوا مبلش بن جبرين وكانوا فرحين بقتله ثأراً لشيخهم إذ يقول الشاعر المقاطي :

موجات أخذناها ومبلش ذبحناه = والملعبي سعر البكار المعاشير

ذباح أخو شرعا بالأيدي وليناه = خلي عشا لمعكفات الدناقير

ويقول المرشدي الروقي بعد قتل محارب الشريف :

يا واصل مني لتركي فقل له = لو هو تحت قبر طويل يهايل

قل له ترى حنا ذبحنا محارب = فديناك يا حامي عقاب الدبايل

أما الفارس صنهات بن حريش الميموني فلم تثأر منه عتيبة ومات معمراً . والبيت السابق (تحت قبر طويل يهايل) لا يستقيم مع الحقيقة، إذ لم يدفن تركي بن حميد تحت قبر طويل يهايل بل ردم عليه في كهف! فيبدو أن البيت موضوع.

فالنصوص تذكر مقتل تركي بن حميد بمرحلة وبعضهم بمرحلتين وهو المشهور، وانفرد العبيد في مخطوطته - ومن نقل عنه - بأن تركي أصيب ومات بعدها بأيام وهذا مخالف للواقع. وكذلك الرواية القائلة: أن ابن غنيمان الملعبي كسر أسنان تركي وهو ميت ... فهي رواية خاطئة القصد منها خلط الأوراق والتقليل من شأن انتصار مطير .


7/ وقعة بين مبلش بن جبرين وعقاب بن شبنان بن حميد :

كانت هذه الوقعة استمراراً للوقعات والصراع بين مبلش بن جبرين والحمدة، وهي غارة قام بها عقاب بن حميد وقومه ضد مبلش بن جبرين ومعه ثلة قليله من قومه ومعه الملعبي – قيل هو: ابن غنيمان وقيل السويقي - فدارت المعركة، والكثرة تغلب الشجاعة، فقتل مبلش بن جبرين والملعبي ومن معهما وسلم دلاك بن مبلش بن جبرين، فقال تني أبو عبية المقاطي :

يا راكب من فوق حمرا معناه = ترعى الزهر لين لشمخن الأباهير

ملفاك أخو شرعا زبون المخلاه = سلم عليه وفسر العلم تفسير

موجات أخذناها ومبلش ذبحناه - والملعبي سعر البكار المعاشير

ذباح أخو شرعا بالأيدي وليناه = خلي عشا لمعكفات الدناقير

ودلاك قفى وأشقر الدم يبراه = أقفى ودم الجوف غاد شخاتير

راحت تنزى به جواد سبلتاه = ما أقوى جهدها من حليب المصاغير

اليوم يا عينا عشيرك خذيناه = يا ويش كيفك عقب ريف الخطاطير

(وفي رواية أخرى للظاهري نقلاً عن الفهيد :

قبل أمس يا عينا عشيرك طردناه = فرسان ربعي عقبوه المغاتير

أقفت تمشت به جواد سبلتاه = زام ظهرها من حليب المصاغير).


فقالت عينا زوجة مبلش وهي حضرية من أهل ضرية:


خمسة عشر رجال تشبعهم الشاه = وأنتم ذهبتوا كبر أبانات والنير

شوفي بعيني يوم سيفه بيمناه = يحدكم حد الجمـــــل للمعاشيـر

(في رواية لمحمد بن دلة الصهيبي: أن عينا زوجة سحلي بن سقيان، والمعروف أن سحلي لم يقتل في هذه المعركة).

الأمير الخامس : محمد بن مبلش بن جابر بن جبرين

له قصيدة في زوجته، قيل أنه قالها بعد أن طلقها ورحلت مع قومها بريه (انظر: عقود الجواهر 257):

ليته يجينا مع طوارف ذوي عون = وإلا أن تجيبه هبوب الرياحـــــــي

شدوا ودنوا له من الزمل مظعون = فوق أشقح يتلي ظعاين مناحي

أقصى منازلهم الحفر يوم يردون = وادنى منازلهم خشوم الضواحي

ونسب منديل الفهيد هذه القصيدة لابنه متعب بن محمد بن جبرين في بنت خاله فدغوش المريخي (انظر: من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية 4/ 156)، وهذا خطأ ففدغوش المريخي جد متعب من الأم ودماثة بنت فدغوش أمه، أما زوجته فمن السقايين. والقصيدة برواية الفهيد هي :

ودي بمن قفى عن الدار راحِـي --- غرو عليه القلب مضرم ومحـــزون

ودي بهم والود عذب مناحــــــي --- والبرق ما يسقي ضمايا يخيلون

ما يسقي العطشان كود القراحي -- ولا يستوي حب المودة بلا لون

شدوا ودنوا لـــــه قعود شناحــي --- يتلي سلف بدو مع القفر ينحون

أدنى منازلهم عريـــق الضواحــي -- وأبعد لهم يم الحفــــر يوم يردون

في ضف ربع يبعدون المناحــــي -- تلقى سوالفهم بطاعن ومطعون

أقفوا بها مروين حـــــد السلاحي -- ربع لهم مفعول في ساعة الكون

ليته تقربها هبوب الرياحـــــــــي--- والا تجينا مع طوارف ذوي عـــــون

(وقد تابع الفهيد في هذا الخطأ: سعد العصامي في كتابه (جهز بن شرار) ص 112).



الأمير السادس : متعب بن محمد بن مبلش بن جابر بن جبرين


والدته دماثة بنت فدغوش المريخي شيخ واصل، وبعد أن طلقها والده محمد تزوجها شري بن مغدن بن بصيص فأنجب منها الفارس المشهور تريحيب بن شري بن بصيص، فمتعب وتريحيب أخوان من الأم.


بداية نبوغه :

جاء في مقال لسليمان الحديثي عن متعب بن جبرين في مجلة (البواسل) :

ولد في حدود عام 1265هـ، وطغت سمعته نظراً لبروزه في سن مبكرة، ولكونه شاعراً قوياً، ولظهوره في وقت ملتهب بالحروب حيث لم يبق من فرسان عمومته أحد حتى قال القائل: انتهوا الجبرين! وظن الأعداء أنه لم يبق لهذه الأسرة قوة بعد موت فرسانها وأن شأنها قد اضمحل، فأكبر أبنائها هو متعب الذي يقال إنه لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره. وأرسلت إحدى القبائل المجاورة إلى قوم ابن جبرين تخبرهم بفك العاني، ومعنى ذلك أن لكل قبيلة أن تغزو الأخرى، فسمع متعب هذا الكلام وعرف أنه استخفاف به فالتفت إلى الرسول والغضب يعلوه وقال له: ارجع لربعك ولك الثلاث المهربات، ثم أننا بعدها غازينكم. فعاد الرسول وأخبر قومه بما سمع فسخروا منه ولم يعلموا صدق ما قاله الفارس متعب إلا بعد أن غزاهم، وكان يعتزي ويقول: خيال الخيل وأنا ابن مبلش.
وحول هذه الواقعة يروي السديري: هذه الأحدية قالها الفارس الشجاع متعب بن جبرين يتهدد إحدى القبائل التي ردت البرا عليهم :

الميسوي جانا وعلمه رده = رد البرا منهم وصل راعيــــه

إلى ركبنا كاملات العـــــده = عود القنا من خيلهم نرويه

الميسوي : رجل أتاهم يخبرهم بقيام الحرب بينهم وبين خصومهم. (انظر: الحداوي 2/ 21).
وكانت هذه أولى المعارك التي خاضها وحالفه النصر فيها، بعدها علا شأنه وذاع صيته وصار الجميع يحسبون له ألف حساب .


أما رواية بندر بن محمد بن جبرين لهذه الواقعة فهي: أنه لما مات الشيوخ من الجبرين ولم يبق منهم إلا ثلاثة متعب بن محمد بن مبلش وكان من أكبرهم وحجيلان بن ضيف الله بن مبلش وعبدالمحسن بن صنهات بن مبلش وكان صغيراً، وكان متعب بن محمد حينها مع أخواله المريخات. فاجتمع بنو عبدالله وأجمعوا أمرهم على أن يأتوا بالشيخ متعب من عند أخواله لأن بني عبدالله بعد موت أبناء مبلش - وكانوا زعمائهم في المغازي - تفرقوا وصار كل يغزو بقبيلته، فلما أتى متعب من عند أخواله كان بين بني عبدالله وبين حرب عاني ومعاهدة مع الشيخ ضيف الله بن مبلش بن جبرين فأرسل شيوخ حرب مرسولهم الميسوي لرد البرا وفك العاني، فقال متعب بن جبرين مقولته المشهورة: يا الميسوي ما يرد النقا إلا نقي. ثم ذكر الأحدية السابقة (انظر: أعلام في الجزيرة العربية والخليج 2/ 237) .


قالوا في متعب بن جبرين:

لقبه العرب بلقب: الجنازة، أي الذي لا يهاب الموت من شجاعته (انظر: ديون نهج الضمير للأصقه 102، وقبيلة مطير للسناح 166 وغيرهما) .

وقال ابن بليهد: متعب بن جبرين هو من رؤساء بني عبدالله بن غطفان، وله ذكر في قيادة الفرسان، وهو من أحلاس الخيل (انظر: صحيح الأخبار 2/ 66) .وقال أيضاً: متعب بن جبرين من أفرس أهل زمانه من مطير من بني عبدالله (انظر: صحيح الأخبار 2/ 118) .

وقال الأمير محمد الأحمد السديري: الفارس الشجاع متعب بن جبرين ... ومتعب بن جبرين كفو، شجاعته مشهورة، وهو وربعه طيبين (انظر: الحداوي 21 – 23، وأشار محقق كتاب الحداوي إلى ورود أخبار كثيرة لمتعب بن جبرين في كتاب مخطوط عنوانه (مرويات السديري) سيرى النور قريباً).

وقال سعد بن جنيدل: متعب بن جبرين شيخ قبيلة مطير بني عبدالله (انظر: معجم عالية نجد 3/ 1205).

وأطال في مدحه الشعراء من قومه ومن أعدائه، فقال نمران بن بطي البريعصي (من رواية العوني أحد مراقبي منتدى مطير):

ملفاك بن جبرين زبن للأجواد 00 وزبن الحصان اليا تذير وذلي

وقال سعد الدويجن المريخي (انظر: أعلام في الجزيرة 2/ 237):

متعب ليا رد البرا عنه ما كـــان = ترعى به الوضحا خشوم كبشاتي

وليا غاب متعب مكانه حجيلان = ضوه تدل التايهيــــن السراتـــــــي


وقال الشيخ جهز بن شرار شيخ ميمون من بني عبدالله من مطير (انظر: جهز بن شرار للعصامي 156) :

مع درب شيخ ما يبوق الصحيبي = يشكون منه القوم كفي المحاليب

(قال الفهيد: إن المقصود هنا الشيخ فازع والد جهز، أما الطويان في كتابه (رجال في الذاكرة) فقال: إن المقصود هو متعب بن جبرين).

وقال الفارس عمهوج بن حباب النفيعي العتيبي بعد أن أصابه متعب بن جبرين (انظر: حداء الخيل عند قبيلة عتيبة للقداح 151) :

يا دم جوفي عند متعب دين = يا رب على لعب الرمك نقضيه

يا سابقي عقب الغلا والزين = تناوشي متعب اليا شفتيــــه

وقال عسكر الغنامي الروقي العتيبي (انظر: شعراء عتيبة للعصيمي 2/ 510) :

ملفاك ابن جبرين زبن الكسيرة = عيد الركاب مدورات المعازيـــب

له عادة يفهق شباة المغيـــــرة = ليا لاذ هوش معجلين التراكيب


أهم وقائعه وأحداثه:


1/ وقعة على عتيبة:

كان متعب بن جبرين في أحد مغازيه على عتيبة، وكان معه سالم بن بادي بن ماثل من فرسان الجبارية، فحين التقى الجمعان قال بادي لمتعب بن جبرين: يا الأمير اليوم ما هي بلنا - وقد اجتمع أربعة فرسان من عتيبة على ابنه سالم - فقال متعب: سالم يا بادي (رحم أبوك)! قالها ثلاث مرات فقال بادي: يا متعب سالم راجت عليه الخيل وليا سلمت لنا أنت تكفينا. فرجع متعب على الجمع فبدأ بالفرسان المحيطين بسالم فقتل منهم ثلاثة وخرج سالم سالماً. وقال متعب في هذه الحادثة:

أرخصتها يا سرور وأرخصت روحي = من دون شقح تيهوها المصاليــح

وأرخصتها من دون راع اللدوحــي = ليا ذل عشاق البني الطماميــــح

وثنيتها يوم الشفايا كلوحـــــــــي = ما نستمع باللي هروجه تصافيح

يا لابتي يا كاسبيــــن المدوحـي = يا زينها بالمعرقــــة واللواليــــــــح

يقصد براعي اللدوحي: سالم بن ماثل .

وقال أيضا :

قلبي كما كور تصارخ بقـــــــــده = على وسوق معرمشات العماريد

من فوق شعل يزعجن الأشــدة = ليا تنصن ديرة العرض من فيـــــد

مع درب شيخ يتعب الهجن رده = تلقا على دربه قطيع المفاريــــد


(انظر: أعلام في الجزيرة العربية 2/ 237).


2/ معركة هضبة ضريح :

أغار مرزوق بن ناصر بن محيا بجمع من الروقة من عتيبة على ذوي عون ومن يواليهم من بني عبدالله، فقتل مرزوق بن ناصر قتله شجاع بن نويمي من الجبارية (انظر: شريط مسجل لمحمد بن دلة الصهيبي المطيري، مع إضافات من روايات أخرى). فقال والده ناصر بن محيا يشجع قومه لأخذ الثأر :

يا أهل النضى دوروا مرزوق * أبوه ينخاكـــــم عـــــــــلاه

المنع ما رفع ربعن فـــــوق * يا كود من رب الملا ناجاه


فرد عليه متعب بن جبرين :

الله يكب شدادكم يا روق * من يوم قومتـــــوا جنـــــــاه

اللي رمى بيدينا مـرزوق * أبوه إن شاء الله يبى يقفاه


فأغار ناصر بن محيا بجمع من الروقة على بني عبدالله، فتطارد هو ومتعب بن جبرين، ابن محيا يقول: يا مرزوق أشتد بيديك، وابن جبرين يرد عليه ويقول: يا مرزوق ناد أبوك. وهما على ظهور الخيل، فصوب الرماة ناصر بن محيا فسقط عن فرسه وقتل، ويقال إن قاتله: صقر بن بتال العيباني الميموني، وانهزم الروقة، وسميت الهضبة التي قتل عندها ناصر بن محيا بهضبة ابن محيا (انظر: حداء الخيل عند قبيلة عتيبة 225) .


وبعد المعركة قال أحد عبيد المحيا يعد خسائر المعركة :


راعيك يا الشقح النوار * طريح في هضبة ضريح

هذا مغار صار عار * .................

وهي لفراج التويجر الدماسي الروقي كما جاء في رواية الشيخ عفاس بن محيا (انظر: حداء الخيل عند قبيلة عتيبة 169) :

راعيك يا شقح النوار *طريح في هضبة ضريح

الشوخ عقبه للدمـار * أظن قلبي يستريــــح



3/ ثأر الفارس تريحيب بن بصيص :

قتل الفارس المقدام تريحيب بن شري بن بصيص في وقعة مع عتيبة بعد أن ذاقوا منه الويلات، قتله فاجر السلات برمية بندق وأجهز عليه ابن تنيبيك المرشدي، وكان تريحيب بن بصيص قد منَّ على ابن تنيبيك فعفا عنه في معركة سابقة!

وحين علم متعب بن جبرين بقتل أخيه من أمه تريحيب بن بصيص صمم على أخذ الثأر، غير أن أحد فرسان مطير وهو عقاب بن دغداش الشطيطي قد سبقه فقتل قاتل تريحيب. ويقول محمد العصيمي نقلاً عن منديل الفهيد (انظر: شعراء عتيبة 2/ 509): كان متعب بن جبرين أخاً لتريحيب من أمه، وهما من قبيلة واحدة، وكانت الهدنة بين عتيبة ومتعب، فقال متعب راثياً تريحيب متمنياً الأخذ بثأره :

يا أهل الرمك زيدوا لهن بالبريــــره = نبي ندور فوقهنــــــــــــــه تريحيب

لابد من يوم منيــــس نذيــــــــــره = عسامه أكبر من خشوم العراقيب

يا ليتني والشر ما فيـه خيــــــــره = حضرتهم والخيــــل غــــاد جناديب

حضرتهم من فوق حمرا ظهيـــــره = والله لأعشي جايع النسر والذيب

ربعي مطير أن شب للحرب نيــره = أيمانهم تورد سهوم المعاطيــــب

لومي على اللي يحتمون الجريرة = ما ريعوا له دايفين المغاليـــــــب


/ استنجاد نورة السيحانية العتيبية به :


سبب هذه القصة أن زوجة متعب بن جبرين وهي من السقايين قد توفيت فدفنت في موضع يدعى مصودعة، وبعد جاء رجل بأخبار المطر فقال لمتعب: إن المكان الذي توفيت فيه زوجتك تغمره السيول! فتأثر متعب وقال:

يا مصودعة علك من الوسم رعــاد = سيل على سيل وبل يهلـــــــي

عساه يزي لبة الجفر من غــــــــاد = حيث أن فيها يا الدويجن هلٍ لي

ليته قعد عنده مــن البــــــــدو رواد = حيثه قعد ديرة مخافـــــه وذلـــي

يا عنك ما بطنه شفوق على الزاد = بطنه نديف مضرب جـــوف زلــي

يا ليت عرفه يا سعد كان ما عــــاد = واهني من رافق عشيره وملي

سعد هو: سعد الدويجن المريخي .


وكانت الشاعرة نورة السيحانية العتيبية معجبة بأفعال رجل من بني عمها لشجاعته لكنها تزوجت رجلاً آخر دون رضاها، وفي يوم نزل قومها بجوار قبر زوجة متعب بن جبرين، فتذكرت قصيدة متعب فأثارت شجونها وأرسلت له تخبره أنها نزلت بجوار قبر زوجته وتحرضه على قتل زوجها وقالت (انظر: شاعرات من البادية لابن رداس 2/ 271، وشعراء عتيبة 2/ 831) :

يا راكب اللي نيها حشـــــو الأبـداد = ملفاك ابن جبرين زبن المتلي

إن كان يبكي صاحبه غض الأنهــاد = قل له ترانا عند قبره نحلــــــي

والشيخ ابن جبرين غدا دمعه أبداد = والشيخ ما يبكي عشير مولي

وإن كان خله حال من دونه ألحـــاد = أنا عشيري حاضر ما حصل لي

جهز على حمرا تحورد تحــــــــوراد = وقعدان يا زبن المخيف المذلي

تراه ما هو للطوابيــــر عمــــــــــــاد = تلقاه بأطراف السبايا يدلـــــي

(جهز: شيخ ميمون جهز بن شرار، وقعدان: شيخ الشطر قعدان بن درويش)


وفعلاً فقد غزا متعب بن جبرين ببني عبدالله عتيبة تلبية لاستنجاد نورة السيحانية، وأسروا شايد الحنتير زوج نورة السيحانية فاشترطوا عليه أن يطلقها فطلقها، وقال متعب بن جبرين :


حنا أسرنا شايد الحنتير = وأمهارنا راجت عليه

لعيون لباس الحريــــــــر = اللي يوصينا عليـــه


(انظر: الحداوي 1/ 76 ونسبها لأحد الجبرين دون تحديد، وسمى زوج الشاعرة بغازي القنير. أما بندر بن محمد بن جبرين فقال إن الأحدية لمتعب بن جبرين (أعلام في الجزيرة العربية 2/ 241) ).



حداوي متعب بن جبرين:

أورد الأمير محمد السديري في كتابه (الحداوي) عدداً من الأحديات لمتعب بن جبرين فقال :
وهذه الاحدية قالها الفارس الشجاع متعب بن جبرين من شيوخ بني عبدالله من مطير يتهدد إحدى القبائل التي ردت البرا عليهم :

الميسوي جانا وعلمه رده = رد البرا منهم وصل راعيـــه

إلى ركبنا كاملات العــــده = عود القنا من خيلهم نرويه


وهذه الأحدية الجميلة قالها متعب يتحدث فيها عن ناقته ويذكر أنه يجعلها ترتع في أفضل المراتع وترعى آمنة في المراعي التي مطرت بالوسم :

نطعن إلى جانا اللـــزوم = ونمشي على الموت جهرا

لعيون وضحا نيها مردوم = ندفع لها الحاشـــــــــي ورا

ما ترتع إلا بالوســـــــوم = ما هي على طنب قصــــرا


ما هي على طنب قصرا : يعني أنه لا يستجير بقوم حتى يحموه، أو يكون جاراً لآخرين حتى يدافعوا عنه، و"متعب بن جبرين كفو، شجاعته مشهورة، وهو وربعه طيبين" (انظر: الحداوي 2/ 21 – 23).


شعره في رثاء زوجته:


قال شاهر الأصقه (انظر: ديوان الأكابر 2/ 381): ليس الشيخ متعب الوحيد الذي تأثر بوفاة زوجته بل سبقه آخرون، وفي أحد الأيام أرسل شخصاً للبحث عن الماء والمراعي فوجد المرسول أن الأرض التي توفيت فيها زوجة متعب تغمرها السيول وتزهو بالمراعي فتجددت أحزان متعب وأنشد يقول :

كريم يا برق سرى بالجنوبــــــــي --- يا صل دار أريش العيــــــــن ثم نــاض

يذكر على داره مراير سحوبـــــي --- والعلم جاني به على الهجن عــواض

وا لجته لجت محال الخبوبــــــــي --- اللي لهن فوق الروانيش معـــــــراض

سواقهن عبد بليل صلوبـــــــــــي --- واليا امتلى حاض يفيض على حاض

القلب عيا يا سعد لا يتوبـــــــــي --- دايم يجي له بين الأضلاع نضنـــــاض

نضناض قوم مرتمين العزوبــــــي --- عجلوا وعلم السبر في صدورهم راض

الله على اللي سوقهن بالعقوبي --- سرع النعام اللي فتيخ يبى البـــاض

وإلا حرار عند جيش الحضوبـــــي --- ومربعات في الشتاء وأول القــــــــاض

(الأبيات الثلاث الأخيرة إضافة من رواية بندر بن محمد بن جبرين. انظر: أعلام في الجزيرة العربية 2/ 240).

وله أيضاً يرثيها (انظر: ديوان الأكابر 2/ 382) :

والح قلبي لح هجنا مســــــرح - مرخى عليهن بالقدم واليميني

ركابهن من قدم الأشواف تبـرح - ولا ريضوهن كودهم مظلمينـي

على عشير كل ما أقبلت يفرح - ولا هي بغم شوفها مبتلينـــي


وسبق أن أوردنا القصيدة المشهورة في زوجته التي أولها:


يا مصودعة علك من الوسم رعاد = سيل على سيل وبل يهلي


وقد جاراه فيها جهز بن فازع بن شرار فقال في رثاء أخيه علي (انظر: ديوان جهز بن شرار للعصامي 114) :

يا راكب اللي فوقها خرج وشـداد = ولا هيب من قطع الخرايم تملــــي

إن كان تطري اللي تقافى برعاد = جعله على الشعبة يموم المصلي

وإن كان يحيي ميت عقب ما باد = جعله على ديرة علي يستهلـــي

لا دونها يقصر ولا مــــــــن ورا زاد = ياخذ أسبوع والثرى مستقلـــــــي

وجاراها أيضاً نمران بن بطي البريعصي المطيري فقال (وهي من رواية العوني، المراقب في منتدى مطير) :

يا راكب اللي نيها بالشحــم زاد 00 متيّهة مع جل ذود ٍ تفلـــــــي

ركابها كنه على الفرش قــــــعاد 00 كنه على زل العجم ما يملـي

ركابها قرم ٍ تذير بمســنـــــــــــاد 00 قرم ٍ لعسرات السبايا يدلـــي

ملفاك ابن جبرين زبن للأجـــواد 00 وزبن الحصان اليا تذير وذلـــي

الموت يأخذ له على أزواج وأفراد 00 ذولا يقيم لهم وذولا يحلـــــي

والموت ما خلا سعود بن مجلاد 00 وجدانك اللي يحتمون المتلي

دور عشيرك بالمها سود الأجعاد 00 أظن تلقى لك عشير ٍ يسلي

وسعود هو: سعود بن رشيد بن مجلاد، من المجلاد شيوخ الدهامشة من عنزة .



الأمير السابع : حجيلان بن ضيف الله بن جبرين

هو حجيلان بن ضيف الله بن مبلش بن جابر بن جبرين، عزوته أخو عمشا فارس وشيخ آلت إليه الإمارة بعد ابن عمه متعب بن محمد بن جبرين.

أهم أحداثه:

1/ مع الشريف الحسين بن علي:

ذكر المستشرق ألويس موسيل أن أحفاد سعود بن فيصل بن تركي آل سعود قد فروا إلى الشريف حسين سنة 1908م (1326ه) فقدم لهم الحماية، فطلب الملك عبدالعزيز من الشريف تسليم أقربائه الخارجين عليه، لكن الشريف قام بتزويدهم بالذهب والسلاح ثم أرسلهم إلى العشائر المناوئة لعبدالعزيز من قبائل حرب ومطير العلويين، وانضموا إلى الشيخ ابن جبرين، فقاموا معه بغاراتٍ داخل مناطق عبدالعزيز (انظر: آل سعود 138).

وفي ترجمة أخرى للنص: أن الشريف حسين زود سعوداً وحاشيته بالمال والسلاح وأرسلهم إلى قبائل حرب ومطير العلوين التابعين له حيث تحالفوا مع شيخ المشايخ ابن جبرين، وراحوا يشنون معه الغزوات المتلاحقة ضد منطقة ابن سعود (انظر: عن التاريخ المعاصر لشبه الجزيرة العربية ترجمة إلى الألمانية محمود كبيبو، تدقيق ومراجعة ماجد شبر ص 126) .

ومطير العلويين: المقصود بهم بني عبدالله ومن معهم من قبائل مطير الأخرى التي تقطن في الديار الغربية للقبيلة، ومطير السفليين: هم علوى وبريه ويقطنون في الديار الشرقيه للقبيلة.


2/ مع الملك عبدالعزيز آل سعود:

شارك حجيلان بن جبرين مع الملك عبدالعزيز في حروبه لضم القصيم، وجاء ذكره في وثيقة تذكر ما يلي: خويا حجيلان بن جبرين ومزيد وفارع وخونان وصقران والصعراني، خويا تريحيب, ومناور, وحويان, وذويب, خويا جاسر بن عسكر, وصالح , ومزيد, خويا سعد بن فلاح, ومزيد الطويل, وشارع ... (انظر: جريدة الجزيرة).

وروى السديري هذه الأحدية لحجيلان بن جبرين في فرسه (انظر: الحداوي 1/ 76):

نشري لها من غالي بالسوق = لبس جديد فوقها تزهــــــاه

باغ إلى اركونا على الخنـتوق = تنزح بي الحمرا عن الاهواه


وقال فيه سعد الدويجن المريخي (انظر: أعلام في الجزيرة العربية 237) :

متعب ليا رد البرا عنه ما كاــن = ترعى به الوضحا خشوم كبشاتي
وليا غاب متعب مكانه حجيلان = ضوه تدل التايهين السراتــــــــــي


الأمير الثامن : هويل بن متعب بن محمد
هو هويل بن متعب بن محمد بن مبلش بن جابر بن جبرين ، فارس شجاع كأبيه، تولى المشيخة بعد مقتل الشيخ حجيلان بن ضيف الله بن جبرين، استوطن العمار وترأس الإخوان فيها، قتل في الطائف أثناء زحف الحجاز، قال فيه الشيخ سلطان بن بجاد بن حميد عندما سألوه عنه فقال: هويل مذبوح من أمس! (كناية عن شجاعته المفرطة).





الأمير التاسع : عبد المحسن بن صنهات بن جبرين



هو عبد المحسن بن صنهات بن مبلش بن جابر بن جبرين.




اشتهر باسم محسن بن جبرين، عزوته أخو مها، وهو شيخ وفارس، مكانته كبيرة وفروسيته مشهودة، تولى المشيخة بعد وفاة ابن ولد عمه الشيخ هويل بن متعب بن محمد بن بن مبلش، وكان عبد المحسن الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من ذرية مبلش بن جبرين:
فمحمد بن مبلش: انقطع نسله بوفاة هويل بن متعب بن محمد.




وضيف الله بن مبلش: انقطع نسله بوفاة حجيلان بن ضيف الله.



وصنهات بن مبلش: أنجب عبدالمحسن المذكور الذي أنجب أربعة أبناء: رشيد - وبه كان يكنى - وعلي ومحمد ومتعب .
نهض عبد المحسن بن جبرين بقومه في المعارك الكبيرة، وكان له تقدير ومهابة عند بني عبدالله ومطير والقبائل الأخرى،


وقال فيه الشاعر مصلح بن زحم النقيز الحلفي :



زبن القحوم اللي بعد دمها راب = محسن ذخاير محتمين الحصـــانِ



بيته كما عد ليا جات الأشحاب = يلفونه الظفران والهم مكـــــــــــانِ



يوم الضيوف يكبهم كل نصـــاب = شاف الدهر قنتى عريض الحسانِ



كان أمير هجرة العمار التي كان يخرج منها 700 مقاتل أبان توحيد المملكة في فترة الاخوان (أنظر الى حركة الاخوان السعوديين في عقدين ص 295).


وقال فيه أيضاً:


يلفن ابن جبرين راع المثـارات = من ماكر ما هو بماكر خمـــــــامِ


أخذ لهن عند أبو رشيد قامات = وسط القهاوي والربوع الحشــامِ


قاماتهم على حديث وكرامـات = وإخوان عن هرج السفاهة صيامِ


سلم على محسن وكل القرابات = بأطرافهم لابد تبنى الخيــــامِ


أهم أحداثه:


ولعبدالمحسن بن جبرين معارك كثيرة قبل حركة الإخوان، ولكن تاريخه اتضح بصورة كبيرة في مرحلة الإخوان وبعد اتصاله بالملك عبدالعزيز موحد الجزيرة رحمه الله .



1/ مع الإخوان في غزوات شمال الجزيرة سنة 1347:




جاء في تقارير بريطانية أنه في 8 يناير 1929 تقريباً (الموافق 1347ه) غادرت الغطغط جماعة غزو كبيرة عددها 2600 رجل بزعامة سلطان بن حميد، وفي 18 فبراير خيمت هذه القوات في أم ماح - جنوب القيصومة - فقسم سلطان بن حميد قواته إلى ثلاثة أقسام: 1100 رجل من عتيبة تحت قيادته، و700 رجل من مطير تحت قيادة محسن بن جبرين، و600 رجل من حرب تحت قيادة محسن الفرم.



توجهت القوة التي يقودها محسن بن جبرين إلى منطقة النواضير حيث أغاروا في 19 فبراير على تجار طلال بن جنديل (من قبيلة زياد العراقية) وكان لديه 20 خيمة وعشرة آلاف رأس من الغنم، فكانت الخسائر: قتل 13 رجلاً من جماعة طلال وجرح واحد، وقتل من الإخوان ثلاثة رجال، وكسب الإخوان كل الممتلكات وقطعان الماشية.



كما أغارت قوة محسن بن جبرين على تجار عقيل، وكان عددهم 80 شخصا تقريباً، فقتلوا جميعاً غير رجلين، وكانت قطعانهم بين 1400 إلى 1700 بعير كسبها الإخوان. وبعد هذه الغارات عادت القوات الثلاث إلى مخيمها جنوب القيصومة (انظر: قبيلة عتيبة في المعجم الجغرافي 150 – 155 بتصرف وتصحيح).


وقد أشار غلوب باشا إلى هذه الوقائع باختصار في مذكراته ثم علق: أثارت مذبحة التجار عاصفة عارمة من التذمر لدى أهل المدن في نجد كما غضبت القبائل البدوية الكبيرة الأخرى على نحو مماثل. (انظر: حرب في الصحراء 266 و 282)، وانتهت هذه الأحداث بعد شهر من وقوعها إلى حرب السبلة.




(توضيح: جاء في بعض التقارير اسم محمد بن جبرين، والصواب أنه محسن بن جبرين).



2/ وقعة مسكة عام 1348 ه:



بعد معركة السبلة غزا الشيخ عمر بن ربيعان بالروقة من عتيبة - بتدبير من الملك عبدالعزيز ومساعدته - على الشيخ نايف بن قطيم بن ضمنة في هجرته وضاخ فأخذها بعد وقعة حربية. وكان ابن ربيعان مصمماً على أخذ ديار أخرى لبني عبدالله، فنهض عبدالمحسن بن جبرين ونايف بن قطيم ومحمد بن جهز بن شرار ومعهم 70 فارساً من ذوي عون والصعبة وميمون ومعهم الشيخ شريم بن عصاي الدلبحي فساروا لمهاجمة ابن ربيعان، وحين كانوا طريقهم جاءهم النذير بأن الشيخ حجاب بن نحيت الحربي بجماعته من بني سالم قد أخذ أهلهم، فعادوا مسرعين وأغاروا عليه في مسكة فهزموه. وكانت خطتهم الهجوم عليهم بلا ثياب حتى يعرفوا بعضهم، وقد حددوا الخناجر عند معتوق الصانع، على أن يهجموا بخنجر في يد وبندق في اليد الأخرى، فاستخدموا الخناجر أولاً وبعد أن اشتد الأمر استعملوا البنادق، فقتلوا من حرب جموعاً كبيرة. فقال مصلح النقيز الحلفي العوني (انظر: أعلام في الجزيرة العربية 196، مع إضافات من روايات أخرى) :


خيل خيال في طرف مسكة يقـــــود = حمله من المروة إلى خشم الصفاه


جينا وحاسين القعود مع الرقــــــــود = مسبلين ولا نبـــــي تال الحيــــــــاه


جينا حماقة لا عمار ولا كبـــــــــــــود = الثار مطلبنــــا وغيـــــره ما نبـــــــــاه


وحسابنا سبعين ما رجل يــــــــــزود = غير القريص وكيتب يقــــرا عــــــــلاه


والجيش خلينا معه ورع وعـــــــــــود = والعود يوم الهوش في وسط خويــاه


وأبو سعد قدامنا فعلـــــــه يـــــــــزود = وأبو رشيـــــد الخيـــــل صابــــور وراه


ونعم بأخو سارة كما حيد الحيـــــود = ابن شرار الموت ما يطــــري عــــلاه


ويا ذيب يا اللي ساكن روس الحيود = عان السوالم دوك هم ويا الجنــــاه


عان السوالم دوك مالين الصمـــــود = وليا شبعت ازبر لحمهم في اللجـاه


وكم واحد صدره على الجيب مهرود = ومورق معتوق لزمتهــــا يــــــــــــداه


وكريم يا برق على مسكه يــــــــزود = مطره مغير نقريز بيديــــن الرمـــــاه


أبو رشيد: عبدالمحسن بن جبرين، وأبو سعد: نايف بن قطيم، وأخو سارة: محمد بن جهز بن شرار.


2/ رسالة من الملك عبد العزيز:
وبعد هذه الأحداث التي حصلت للعبادل أرسل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله رسالة إلى الشيخ عبد المحسن بن جبرين هذا نصها (وأصل الوثيقة محفوظ في دارة الملك عبد العزيز) :



[ من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى جناب الأخ المكرم عبد المحسن بن جبرين سلمه الله تعالى آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام.


الخط منكم وصل وما عرف كان معلوم وخصوص من طرف اللي أجراه الله فالحمد لله رب العالمين والخير بالواقع ولا يتحسف إلا فاعل السو, بقى ما فالحاضر العلوم ما فيها فايدة. أنت تطلب الأمان عليك وعلى بني عبدالله وأنت عندك أنت وبني عبدالله منا ما يحمل الأمن والأمان وكل ما ادعيتوا قلتوا حنا خايفين, الله واحد ليا صار ما هو بمؤمنكم أمس ما هو مؤمنكم اليوم, ثم حنا طبعنا واحد، إن كانا حنا سرقان أمس فحنا سرقان اليوم، وإن كان حنا أنقيا فحنا أنقيا. وقولة يبي يسكن واحد في نجد كل ما يفعل له درب خبيث قال أنا خايف! , أنا ما أخوّف, هذا يوم إنكم بدو وفي جاهليتكم ما قلتوا هالأمر، لكن هذي عقايد فاسدة وذنوب كبار.




بقى بالحاضر إن كانكم على روابعكم الخبلة الأولة وعلومكم فامشوا وش تبون بنا وبأمانا, عودوا في دروبكم، ومثل ما قيل: القنّاص بفاله والصيد بآجاله. وإن كانكم عرب وفيكم حدا أمرين وراجعين لدين الله الصدق ما هي باعتقاداتكم الفاسدة وبعد تدرون مصلحة أنفسكم الدنيوية فلا تحطون مرجوجة, الله واحد، اثـقوا به فإذا ما وثقتوا بالله فما أنتم واثقين منا ولا حنا واثقين منكم, فإذا بغيتوا، حال ما يصلكم الخط كل شيخ قبيلة يركب براسه من جميع بني عبدالله، من ذوي عون والصعبة، ويجي في وجهي وأمان الله، وجميع ما يحاذر عليه من ماله وعن ؟ وغير يجي ظالم ويروح سالم، إلا نقايص المسلمين تدّا، وأداها بعد ما تطلبون من أحد بيّنة وثبت للمدعي إن عنده نقيصة للمسلمين. فإن قبلتوا بهذا فاقبلوا واتركوا المرجعان، وإن ما قبلتوا فالله الله بيني وبينكم، ولا يتحسف إلا فاعل السو، وتعلمون إن بيارق المسلمين ما هي بداخلة وباقي في هالشر أحد، ولا هي بتنتظركم ثم إن تشوفون من ترجح موازينه.



وإن كان لكم نظر أقبلوا على ما ذكر لكم، والله الله بالعجلة، وإن كان لكم نظر فالمالية الغفلة، والله يقسم ما كان الخير فيه. من طرف أماني لكم حين ما تلفي عليكم مكاتيبي تركبون، وإن كان جرى شي قبل ذلك ترى ماني بملزوم فيه، إلا اذا فارقتم أهلكم راكبين فعليكم أمان الله مثل ما ذكرت أعلاه, هذا ما لزم تعريفه. ألف وثلاثميه وثمانيه واربعين 1348ه ].
ومما قيل في رثاء عبد المحسن بن جبرين بعد وفاته رحمه الله عام 1379 هـ قول حمد بن ناحي البديري (انظر: نهج الضمير للأصقه 184):





يا ونتي بينت للناس ما أخفيــــــــــت = ولا أحد درى عن ونتي يوم أونِّ


أبكي على اللي يلتجي لي ليا جيت = قواد سرد الخيل حمايهـــــــــنِّ


ريف الضعيف وريف من دار بالبيــــــت = والمشكلات ليا حضر فكهــــــنِّ


زيزوم نمرا بالعيـــــــــال النعاتيـــــــــت = أحدٍ يمس شداد وأحدٍ يعــــــنِّ








وإن ولعت نار العدو شـــــيّد البيــــــت = وجاته جموع مطير يلعب لهـــنِّ





الإمارة بعده:



تأمر بعد وفاة عبد المحسن بن جبرين ولده الشيخ علي بن عبد المحسن بن جبرين ، كان له دور فاعل في معارك اليمن ((القهر))، اشتهر بالكرم والشجاعة وقوة الحجة وحب قومه وجماعته له علاوة على القبائل الاخرى رجل متواضع يحب الخير والإصلاح له منزلته الرفيعة عند قومه. أحيا بلدة العمار بعد أن كانت شبه مهجورة، فقام بتطويرها ومنح جماعته أراضي سكنية وزراعية شاسعة. كان بابه مفتوحاً لمن يأتيه من جماعته وغيرهم، و له دور بارز في حدود مركزه الإداري في خدمة الأمن منذ أن تولى إمارة العمار ومن أهمها: أحداث عام 1400 هـ على الحرم المكي الشريف. توفي رحمه الله في 10 /4/1414هـ.



وتولى الإمارة من بعدة شقيقه الشيخ محمد بن عبدىالمحسن بن جبرين الموجود الآن، وهناك الشيخ عبدالمحسن بن محمد بن عبدالمحسن بن جبرين رئيس مركز العمار الآن وأخوته، والشيخ عبدىالمحسن بن علي بن عبد المحسن بن جبرين وأخوته، وأبناء الشيخ متعب بن عبدالمحسن بن جبرين رحمه الله


شيخة بني عبدالله في الميزان:
بحسب الروايات والمصادر التاريخية فقد حجز الجبارية المركز الأول بلا منازع في شيخة بني عبدالله، وسنرى ما جاء في المصادر، والحكم بعد ذلك للقارئ اللبيب :
أولاً: مصادر تذكر ابن جبرين شيخاً لبني عبدالله:


1/ وثيقة عثمانية في 13 جمادى الأولى سنة 1229هـ تصف الشيخ مرضي بن جابر بن جبرين بشيخ بني عبدالله. (انظر: من وثائق الدولة السعودية الأولى، المجلد الثاني ص 444).


2/ قال المستشرق الرحالة جوارماني: مبلش بن جبرين شيخ آلاد عباد. (انظر: نجد الشمالي رحلة من القدس إلى عنيزة في القصيم).


3/ قال المستشرق ألويس موسيل : إن الشريف حسين زود سعوداً وحاشيته بالمال والسلاح وأرسلهم إلى قبائل حرب ومطير العلوين التابعين له حيث تحالفوا مع شيخ المشايخ ابن جبرين وراحوا يشنون معه الغزوات المتلاحقة ضد منطقة ابن سعود. (انظر: التاريخ المعاصر لشبه الجزيرة العربية 126، والمقصود هنا الشيخ حجيلان بن جبرين).


4/ وثيقة جوابية من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه إلى الشيخ عبد المحسن بن جبرين، جاء فيها: [ من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى جناب الأخ المكرم عبد المحسن بن جبرين ... الخط منكم وصل ... أنت تطلب الأمان عليك وعلى بني عبدالله، وأنت عندك أنت وبني عبدالله منا ما يحمل الأمن والأمان ... ].


5/ قال سعد بن جنيدل: متعب بن جبرين شيخ قبيلة مطير بني عبدالله. (انظر: معجم عالية نجد 3/1205، وقد ذكر ابن جنيدل شيخة جهز بن شرار على ميمون من بني عبدالله - وجمع كتاباً مخطوطاً عن جهز بن شرار - ومع ذلك فقد صرح بشيخة ابن جبرين على بني عبدالله) .





6/ أكد بندر بن محمد بن جبرين أن الشيخ متعب بن جبرين هو شيخ بني عبد الله، وأورد أدلة على هذا. (انظر: من أعلام الجزيرة العربية والخليج العربي 2/ 233).
ثانياً: مصادر لا تذكر شيخاً بعينه لبني عبدالله :




1/ قال الضابط التركي حسين حسني: عشيرة مطير تتكون من قبيلتي الدويش والبريه ... ثم أضاف في الهامش القسم الثالث من مطير وهم بني عبدالله فقال: يطلق اسم (العلويين) على الموجودين من أفراد عشيرة مطير في الحجاز،

ولها من الفخوذ: ابن سقيان، ابن ضمنة، ابن درويش، المطرقة، الشويب، ابن شرار، ابن جبرين، والشيباني ؟. ويتوقع عدد أفرادهم ثلاثين ألف نسمة. (انظر: مذكرات ضابط عثماني في نجد 38).


2/ قال المستشرق لوريمر عن بني عبدالله: لم يتم حتى الآن التثبت من أقسام هذا الفخذ، ولكن يبدو أن المجموعات التالية أسماؤها تنتمي إليه، ومن المحتمل أنها سميت نسبة إلى أسماء رؤسائها: ابن سقيان، ابن درويش، ابن ضمنة، ابن حريش، ابن جبرين، ابن قرناس، ميمون، ابن شرار. ويبدو من المؤكد أن مجموعة ميمون هي أكثر هذه الأقسام أهمية. (انظر: دليل الخليج – القسم الجغرافي 4/1629)


3/ قال ديكسون: الصعبة: ابن ضمنة، ذوي عون: ابن سقيان – ابن جبرين. (انظر: عرب الصحراء، طبعة دار الفكر، ص 523). وقال في كتابه الآخر (الكويت وجاراتها ص 89): الصهبة أبرز شيوخهم جفران الفغم، ويدخل ضمن هذا الفرع ذوي عون، الذين أعتقد أنهم ينتمون لنفس الأصول التي ينتمي إليها بنو عبدالله، وشيخ ذوي عون ابن جبرين، رغم أن البعض ينازعونه هذه المكانة.


4/ قال حمد الحقيل: أما بنو عبدالله فأمراؤهم آل سقيان وابن جبرين وابن درويش وابن ضمنة وابن شرار وغيرهم. (انظر: كنز الانساب، ط9 ص 84).


5/ يقر شاهر الأصقه البديني في كتبه أن ابن جبرين شيخ ذوي سويعد من ذوي عون فقط، وقد ذكر بني عزيز من ذوي سويعد! ويقر أيضاً أن ابن سقيان شيخ ذوي أوصيمع من ذوي عون، وأن ابن ضمنة شيخ كافة الصعبة، وأن ابن شرار شيخ كافة ميمون، وأن ابن زهيميل شيخ كافة الشلالحة.



غير أنه استثنى مبلش بن جبرين فقال: إن مبلش بن جبرين قد برز في زمانه بكلمة نافذة على أكثر من الأفخاذ التي كانت تحت شيخته، كما هو الحال مع هاجد بن ظمنه فقد برز في فترة معينة وأصبحت له كلمة مرعية على أكثر من الصعبة الذين تحت شيخته، كما أن نايف بن هذال بن بصيص قد برز في زمانه وأصبح له أمر مرعى على أكثر من الصعران. (انظر: رسائل من صخر 19)، وقال أيضاً: جرى بين برقا إحدى بطون قبيلة عتيبة بزعامة الشيخ تركي بن حميد وبين بني عبدالله إحدى بطون قبيلة مطير بزعامة مبلش بن جبرين. (انظر: قاموس البادية 358).



6/ تضاربت كتابات المؤلف عبد العزيز السناح حول شيخة ابن جبرين، فمرة يقول إنها على بني عبدالله، ومرة على ذوي عون، ولكنه لم يذكر شيخاً على بني عبدالله غير ابن جبرين، وكذلك قام منصور الشاطري بمحاولات لإلغاء شيخة ابن جبرين على بني عبدالله، ويهمنا هنا اعترافة الصريح في كتابه بأن: شيخة ابن جبرين على بني عبدالله هي رواية مشهورة عند بني عبدالله.



ثالثاً: مصادر تذكر شيوخاً لبني عبدالله غير ابن جبرين :



1/ قال المستشرق أوبنهايم: بني عبدالله شيوخهم ابن سقيان (بدون تحديد) وقعدان بن درويش.


ثم ذكر الصعبة من بني عبدالله وعليهم عليان بن ضمنة، والشطر من الصعبة من بني عبدالله وعليهم ابن درويش، وذوي عون من بني عبدالله وعليهم محسن بن جبرين. (انظر: البدو 3/ 125)
وهذا النص متناقض، فكيف يكون ابن سقيان شيخ السقايين من ذوي عون تحت شيخة محسن بن جبرين شيخ ذوي عون ثم يكون ابن سقيان شيخاً على بني عبدالله وبالتالي شيخاً على ابن جبرين؟!
وكيف يكون ابن درويش شيخ الشطر من الصعبة ثم يكون عليان بن ضمنة شيخ الصعبة شيخاً على ابن درويش ثم يكون ابن درويش شيخ على ابن ضمنة باعتباره شيخ بني عبدالله؟!




فالنص مضطرب، فلا يحتج به في هذا الموضوع.



2/ نقل المستشرق ج. هيس عن بدوي عتيبي قابله: أن ابن سقيان شيخ بني عبد الله. (انظر: قبيلة عتيبة في كتابات الرحالة الغربيين للقداح ص 185).



وابن سقيان المقصود هنا هو سحلي بن سقيان المعاصر لمبلش بن جبرين، وقد ثبت تاريخياً أن شيوخ بني عبدالله في عصر مبلش بن جبرين كانوا تحت قيادته، ومنهم سحلي بن سقيان نفسه، فقد شارك معه في ثلاث معارك كبرى ضد عتيبة في عصر هندي بن حميد ثم في عصر تركي بن حميد ثم في عصر عقاب بن شبنان بن حميد. هذا مع التأكيد على أن للشيخ سحلي بن سقيان تاريخ كبير كمعركتي الفوارة عام 1268 والمنسف عام 1277 وكلتا المعركتين لم يشهدها مبلش بن جبرين .



3/ قال محمد العلي العبيد في تاريخه المخطوط (النجم اللامع للنوادر جامع) في الورقة 46: وفي سنة 1268 قدم المدينة عساكر كثيرة دفعهم والي مصر ... ولما كان في جمادى الثانية خرج محمد ناصر من المدينة ومعه تجريدة خيل وانضم عليه كثير من بوادي حرب وأغار على سحلي ابن سقيان رئيس مطير بني عبدالله بن غطفان هو وعربانه على الفوارة وأخذهم.
ويقول أيضاً في الورقة 60 في أحداث سنة 1277 إن عبدالله الفيصل بلغه أن سحلي بن سقيان ومن تبعه من مطير نازل على المنسف قريبا من الزلفي فعدا وصبحهم وأخذهم.
وقال أيضاً في الورقة 315: ذوي عون ورؤساؤهم السقايين ... ثم ذكر ذوي شطيط ورئيسهم ابن مزنان، وذوي ميزان ورئيسهم ابن مدلج، ففصلهم عن ذوي عون .
فهذه ثلاثة نصوص متناقضة من العبيد عن شيخة سحلي بن سقيان والسقايين. ونقول: إن الشيخ سحلي بن سقيان قد برز في زمانه وقاد معارك عديدة، والسقايين عموماً اشتهروا وعرفوا بالشيخة والفروسية، ولكن لا يوجد نص ذكر شيخة لابن سقيان على بني عبدالله عموماً، إلا ما ذكر عن سحلي بن سقيان فقط، وسحلي بن سقيان بمبلش بن جبرين أبناء عمومة، وقد ذكرنا مغازي سحلي مع مبلش واتضح أن القيادة كانت لمبلش بن جبرين .



رابعاً: من يدعي شيخة بني عبدالله من شيوخ بني عبدالله :




لو سئل الضمون عن شيختهم لقالوا: نحن مشايخ الصعبة من بني عبدالله.



ولو سئل الشرايرة لقالوا: نحن مشايخ ميمون من بني عبدالله .



ولو سئل أبو قرنين لقال: أنا شيخ الحلف من ذوي عون من بني عبدالله.



ولوا سئل ابن سقيان لقال: أنا شيخ السقايين من ذوي عون من بني عبدالله.




ولوا سئل الدراويش لقالوا: نحن شيوخ الشطر من الصعبة من بني عبدالله.



ولو سئل المدالجة لقالوا: نحن شيوخ الموازين من ذوي عون من بني عبدالله.



ولو سئل المنادهة لقالوا: نحن شيوخ بني عزيز من بني عبدالله.




والأمثلة تطول .





لكن لو سئل الجبارية لقالوا: نحن شيوخ بني عبدالله.



إذن ... ثبت أن لا أحد يدعي مشيخة بني عبدالله من جميع شيوخ بني عبدالله إلا الجبارية.




وبحسب المصادر مختلفة الزمان والمكان، ووفق الروايات وموروث بني عبدالله، وبناء على مخاطبات الحكام والدول، وعلى ضوء التاريخ السياسي والقبلي ... فالنتيجة التي ننتهي إليها هي أمران واضحان:



الأمر الأول: أن مركز الصدارة بلا منازع والمشيخة الأهم والأقوى تأثيراً والأطول زمناً في بني عبدالله هي مشيخة الجبارية.


والأمر الثاني: أن المصادر التاريخية والوثائق الرسمية والروايات قد وصفت الجبارية بأنهم شيوخ بني عبدالله.




فعلى هذا فقد حسم التاريخ مسألة المشيخة الأقوى والأقدم والأهم في بني عبدالله للجبارية، وحتى النصوص التي اختلفت في مشيخة بني عبدالله فقد حسمت الأمر أيضاً للجبارية. فهي مشيخة امتدت لأكثر من 250 عاماً حتى الآن، مع يقيننا أن هناك أحداثاً عديدة حصلت لبني عبدالله في الحجاز ونجد بقيادة الجبارية ولكن لم تصلنا.


للباحث:عايد بن محمد الصعيبي


للأمانة منقول من منتدى بني عبدالله.

عبدالعزيز بن حشيان
02-06-2015, 10:17 AM
متسائل

يعطيك العافيه على المعلومه والنعم بالجبرين ومطير كلهم

اذيتونا في الارض وفي المنتدى:4:

إبن ثعلي
02-06-2015, 12:48 PM
ونعم بالجباريه وبمطير كلهم ومشكور
يامتسائل على هذه المعلومات عن امارة
ابن جبرين