مجرد ناقل
02-04-2015, 06:01 PM
http://www.enjaztech.com/up/i/00014/avbzuhtcsve1.png
يوم ذي قار كان من أعظم أيام العرب في الجاهلية وأبلغها في توهين أمر الأعاجم، و كان لبني شيبان بن بكر بن وائل ومن حالفهم على الفرس ، وهو أول يوم انتصرت فيه العرب على العجم. وكان سببه أن كسرى أبرويز غضب على النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وقد أوغر صدره عليه زيد بن عدي العباديّ لأنه قتل أباه عدي بن زيد، فلجأ النعمان إلى هانئ بن مسعود الشيباني فاستودعه أهله وماله وسلاحه، ثم عاد فاستسلم لكسرى، فسجنه ثم قتله. وأرسل كسرى إلى هانئ بن مسعود يطلب إليه تسليمه وديعة النعمان، فأبى هانئ دفعها إليه دفعاً للمذمة، فغضب كسرى على بني شيبان وعزم على استئصالهم، فجهّز لذلك جيشاً ضخماً من الأساورة الفرس يقودهم الهامرز و جلابزين، ومن قبائل العرب الموالية له من تغلب والنمر بن قاسط وقضاعة وإياد، وولى قيادة هذه القبائل إياس بن قبيصة الطائي. فلما بلغ بني شيبان الخبر استجاروا بقبائل بكر بن وائل، فوافتهم طوائف منهم، واستشاروا في أمرهم حنظلة بن سيّار العجلي، واستقر رأيهم على البروز إلى بطحاء ذي قار وهو ماء لبكر بن وائل قريب من موضع الكوفة. وقد تشرف بنو السكون من كندة بمشاركة أخوانهم بنو شيبان في هذا اليوم ونصرتهم دون غيرهم من العرب حتى أكرمهم الله بالنصر، وهذا جزء من أخبارهم في ذلك اليوم.
ذكر الامام الطبري رحمه الله في تاريخه جزء1 ص352 في معرض كلامه عن يوم ذي قار فقال:
( فقاتلوهم بالجبابات يوماً. ثم عطش الأعاجم فمالوا إلى بطحاء ذي قار، فأرسلت إياد إلى بكر سراً وكانوا أعواناً على بكر مع إياس بن قبيصة: أي الأمرين أعجب إلأيكم ؟ أن نطير تحت ليلتنا فنذهب أو نقيم ونفر حين تلاقوا القوم ؟ قالوا: بل تقيمون، فإذا التقى القوم انهزمتم بهم. قال: فصبحتهم بكر بن وائل، والظعن واقفة يذمرن الرجال على القتال. وقال يزيد بن حمّار السكوني الكندي وكان حليفاً لبني شيبان : يا بني شيبان، أطيعوني وأكمنوني لهم كميناً. ففعلوا، وجعلوا يزيد بن حمّار رأسهم فكمنوا في مكان من ذي قار، يسمى إلى اليوم الجب فاجتلدوا ، وعلى ميمنة إياس بن قبيصة الهامرز، وعلى مسيرته الجلابزين، وعلى ميمنة هانىء بن قبيصة رئيس بكر بن يزيد بن مسهر الشيباني، وعلى مسيرته حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي، وجعل الناس يتحاضون ويرجزون، فقال حنظلة بن ثعلبة:
قد شاع أشياعكم فجدوا ... ما علتي وأنا مؤدٍ جلد
والقوس فيها وترٌ عرد ... مثل ذراع البكر أو أشد
قد جعلت أخبار قومي تبدو ... إن المنايا ليس منها بد
هذا عميرٌ تحته ألد ... يقدمه ليس له مرد
حتى يعود كالكميت الورد ... خلوا بني شيبان واستبدوا
نفسي فداكم وأبى والجد
وقال حنظلة أيضاً:
يا قوم طيبوا بالقتال نفساً ... أجدر يومٍ أن تفلوا الفرسا
وقال يزيد بن المكسر بن حنظلة بن ثعلبة بن سيار:
من فر منكم فر عن حريمه ... وجاره، وفر عن نديمه
أنا ابن سيارٍ على شكيمه ... إن الشراك قد من أديمه
وكلهم يجري على قديمه ... من قارح الهجنة أو صميمه
قال فراس: ثم صيروا الأمر بعد هانىء إلى حنظلة، فمال إلى مارية ابنته وهي أم عشرة نفر، أحدهم جابر بن أبجر فقطع وضينها فوقعت إلى الأرض وقطع وضن النساء، فوقعن إلى الأرض، ونادت ابنة القرين الشيبانية حين وقعت النساء إلى الأرض:
ويهاً بني شيبان صفاً بعد صف ... إن تهزموا يصبغوا فينا القلف
فقطع سبعمائة من بني شيبان أيدي أقبيتهم من قبل مناكبهم؛ لأن تخف أيديهم بضرب السيوف، فجالدوهم. قال: ونادى الهامرز: مرد مرد، فقال برد بن حارثة اليشكري: ما يقول ؟ قالوا: يدعوا إلى البراز رجل ورجل، قال: وأبيكم لقد أنصف. فبرز له فقتله برد، فقال سويد بن أبي كاهل:
ومنا بريدٌ إذ تحدى جموعكم ... فلم تقربوه المرزبان المسورا
أي لم تجعلوه. ونادى حنظلة بن ثعلبة بن سيار: يا قوم لا تقفوا لهم فيستغرقكم النشاب، فحملت ميسرة بكر وعليها حنظلة على ميمنة الجيش، وقد قتل برد منهم رئيسهم الهامرز، وحملت ميمنة بكر وعليها يزيد بن مسهر عبلى ميسرة الجيش، وعليهم جلابزين، وخرج الكمين من جب ذي قار من ورائهم، وعليهم يزيد بن حمّار، فشدوا على قلب الجيش، وفيهم إياس ابن قبيصة، وولت إياد منهزمة كما وعدتهم، وانهزمت الفرس).انتهى
وذكر روايةّ أخرى في جزء1 ص 480 فقال :
( فقاتلوهم بالجبايات يوما ثم عطش الأعاجم فمالوا إلى بطحاء ذي قار فأرسلت إياد إلى بكر سرا وكانوا أعوانا على بكر مع إياس بن قبيصة أي الأمرين أعجب إليكم أن نطير تحت ليلتنا فنذهب أو نقيم ونفر حين تلاقوا القوم قالوا بل تقيمون فإذا التقى القوم انهزمتم بهم قال فصبحتهم بكر بن وائل والظعن واقفة يذمرن الرجال على القتال وقال يزيد بن حمّار السكوني الكندي وكان حليفا لبني شيبان يا بني شيبان أطيعوني وأكمنوني لهم كمينا ففعلوا وجعلوا يزيد بن حسان رأسهم فكمنوا في مكان من ذي قار قال ونادى الهامرز مرد ومرد فقال برد بن حارثة اليشكري ما يقول قالوا يدعو إلى البراز رجل ورجل قال وأبيكم لقد أنصف فبرز له فقتله برد فقال سويد بن أبي كاهل :
ومنا بريد إذ تحدى جموعكم ... فلم تقربوه المرزبان المسورا
أي لم تجعلوه ونادى حنظلة بن ثعلبة بن سيار يا قوم لا تقفوا لهم فيستغرقكم النشاب فحملت ميسرة بكر وعليها حنظلة على ميمنة الجيش وقد قتل برد منهم رئيسهم الهامرز وحملت ميمنة بكر وعليها يزيد بن مسهر على ميسرة الجيش وعليهم جلابزين وخرج الكمين من جب ذي قار من ورائهم وعليهم يزيد بن حمّار فشدوا على قلب الجيش وفيهم إياس بن قبيصة وولت إياد منهزمة كما وعدتهم وانهزمت الفرس قال سليط فحدثنا أسراءنا الذين كانوا فيهم يومئذ قالوا فلما التقى الناس ولت بكر منهزمة...الخ).انتهى
وقال المؤرخ إبن الاثير في تاريخه جزء1 ص169 :
( فلما دنت الفرس من بني شيبان قال هانئ بن مسعود: يا معشر بكر، إنه لا طاقة لكم في قتال كسرى فاركنوا إلى الفلاة، فسارع الناس إلى ذلك، فوثب حنظلة بن ثعلبة العجلي وقال: يا هانئ أردت نجاءنا فألقيتنا في الهلكة، ورد الناس وقطع وضن الهوادج، وهي الحزم للرحال، فسمي مقطع الوضن، وضرب على نفسه قبة، وأقسم أن لا يفر حتى تقر القبة، فرجع الناس واستقوا ماء لنصف شهر. فأتتهم العجم فقاتلتهم بالحنو، فانهزمت العجم خوفاً من العطش إلى الجبابات، فتبعتهم بكرٌ وعجلٌ وأبلت يومئذٍ بلاء حسناً، واضطمت عليهم جنود العجم، فقال الناس: هلكت عجل، ثم حملت بكر فوجدت عجلاً تقاتل وامرأة منهم تقول:
إن يظفروا يحرّزوا فينا الغرل ... إيهاً فداءٌ لكم بني عجل
فقاتلوهم ذلك اليوم، ومالت العجم إلى بطحاء ذي قار خوفاً من العطش، فأرسلت إياد إلى بكر، وكانوا مع الفرس، وقالوا لهم: إن شئتم هربنا الليلة وإن شئتم أقمنا ونفر حين تلاقون الناس. فقالوا: بل تقيمون وتنهزمون إذا التقينا. وقال يزيد بن حمّار السكوني الكندي وكان حليفاً لبني شيبان: أطيعوني واكمنوا لهم، ففعلوا ثم تقاتلوا وحرض بعضهم بعضاً، وقالت ابنة القرين الشيبانية:
ويهاً بني شيبان صفّاً بعد صفّ ... إن تهزموا يصبّغوا فينا القلف
فقطع سبعمائة من بني شيبان أيدي أقبيتهم من مناكبهم لتخف أيديهم لضرب السيوف، فجالدوهم وبارز الهامرز، فبرز إليه برد بن حارثة اليشكري فقتله برد، ثم حملت مسيرة بكر وميمنتها وخرج الكمين فشدوا على قلب الجيش وفيهم إياس بن قبيصة الطائي، وولت إياد منهزمة كما وعدتهم، فانهزمت الفرس واتبعتهم بكر تقتل ولا تلتفت إلى سلب وغنيمة. وقال الشعراء في وقعة ذي قار فأكثروا ).انتهى
وذكر إبن حمدون في تذكرته جزء1 ص289 عن يوم ذي قار فقال :
( وبات الفريقان يتأهبون للحرب. وأمر حنظلة بالظعن جميعاً فوقفها خلف الناس ثم قال: يا معشر بكر ابن وائل قاتلوا عن ظعنكم أو دعوا؛ وانصرفت بنو قيس ثعلبة فلم يشهدوها. وقال لهم ربيعة بن غزالة السكوني ثم التجيبي الكندي، وكان نازلاً في بني شيبان: أما إني لو كنت منكم لأشرت عليكم برأي مثل عروة العلم، فقالوا: فأنت والله من أوسطنا فأشر علينا، فقال: لا تستهدفوا لهذه الأعاجم فتهلككم بنشابها، ولكن تكردسوا لهم كراديس يشد عليهم كردوس كردوس، فإذا أقبلوا عليه شد الآخر، فقالوا إنك قد رأيت رأياً، ففعلوا ).انتهى
قلت : قال الزركلي في الاعلام جزء8 ص181 :
( يزيد بن حمار السكوني الكندي من فرسان الجاهلية شهد حرب " ذي قار " وكان حليفا لبني شيبان. وقام بحركة " عسكرية " كانت من أسباب هزيمة الفرس).
وقال إبن منظور في تاج العروس جزء1 ص1375 :
( وابن غزالة شاعر جاهلي من تجيب واسمه ربيعة بن عبد الله وأمه غزالة بنت قنان من إياد ).
يوم ذي قار كان من أعظم أيام العرب في الجاهلية وأبلغها في توهين أمر الأعاجم، و كان لبني شيبان بن بكر بن وائل ومن حالفهم على الفرس ، وهو أول يوم انتصرت فيه العرب على العجم. وكان سببه أن كسرى أبرويز غضب على النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وقد أوغر صدره عليه زيد بن عدي العباديّ لأنه قتل أباه عدي بن زيد، فلجأ النعمان إلى هانئ بن مسعود الشيباني فاستودعه أهله وماله وسلاحه، ثم عاد فاستسلم لكسرى، فسجنه ثم قتله. وأرسل كسرى إلى هانئ بن مسعود يطلب إليه تسليمه وديعة النعمان، فأبى هانئ دفعها إليه دفعاً للمذمة، فغضب كسرى على بني شيبان وعزم على استئصالهم، فجهّز لذلك جيشاً ضخماً من الأساورة الفرس يقودهم الهامرز و جلابزين، ومن قبائل العرب الموالية له من تغلب والنمر بن قاسط وقضاعة وإياد، وولى قيادة هذه القبائل إياس بن قبيصة الطائي. فلما بلغ بني شيبان الخبر استجاروا بقبائل بكر بن وائل، فوافتهم طوائف منهم، واستشاروا في أمرهم حنظلة بن سيّار العجلي، واستقر رأيهم على البروز إلى بطحاء ذي قار وهو ماء لبكر بن وائل قريب من موضع الكوفة. وقد تشرف بنو السكون من كندة بمشاركة أخوانهم بنو شيبان في هذا اليوم ونصرتهم دون غيرهم من العرب حتى أكرمهم الله بالنصر، وهذا جزء من أخبارهم في ذلك اليوم.
ذكر الامام الطبري رحمه الله في تاريخه جزء1 ص352 في معرض كلامه عن يوم ذي قار فقال:
( فقاتلوهم بالجبابات يوماً. ثم عطش الأعاجم فمالوا إلى بطحاء ذي قار، فأرسلت إياد إلى بكر سراً وكانوا أعواناً على بكر مع إياس بن قبيصة: أي الأمرين أعجب إلأيكم ؟ أن نطير تحت ليلتنا فنذهب أو نقيم ونفر حين تلاقوا القوم ؟ قالوا: بل تقيمون، فإذا التقى القوم انهزمتم بهم. قال: فصبحتهم بكر بن وائل، والظعن واقفة يذمرن الرجال على القتال. وقال يزيد بن حمّار السكوني الكندي وكان حليفاً لبني شيبان : يا بني شيبان، أطيعوني وأكمنوني لهم كميناً. ففعلوا، وجعلوا يزيد بن حمّار رأسهم فكمنوا في مكان من ذي قار، يسمى إلى اليوم الجب فاجتلدوا ، وعلى ميمنة إياس بن قبيصة الهامرز، وعلى مسيرته الجلابزين، وعلى ميمنة هانىء بن قبيصة رئيس بكر بن يزيد بن مسهر الشيباني، وعلى مسيرته حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي، وجعل الناس يتحاضون ويرجزون، فقال حنظلة بن ثعلبة:
قد شاع أشياعكم فجدوا ... ما علتي وأنا مؤدٍ جلد
والقوس فيها وترٌ عرد ... مثل ذراع البكر أو أشد
قد جعلت أخبار قومي تبدو ... إن المنايا ليس منها بد
هذا عميرٌ تحته ألد ... يقدمه ليس له مرد
حتى يعود كالكميت الورد ... خلوا بني شيبان واستبدوا
نفسي فداكم وأبى والجد
وقال حنظلة أيضاً:
يا قوم طيبوا بالقتال نفساً ... أجدر يومٍ أن تفلوا الفرسا
وقال يزيد بن المكسر بن حنظلة بن ثعلبة بن سيار:
من فر منكم فر عن حريمه ... وجاره، وفر عن نديمه
أنا ابن سيارٍ على شكيمه ... إن الشراك قد من أديمه
وكلهم يجري على قديمه ... من قارح الهجنة أو صميمه
قال فراس: ثم صيروا الأمر بعد هانىء إلى حنظلة، فمال إلى مارية ابنته وهي أم عشرة نفر، أحدهم جابر بن أبجر فقطع وضينها فوقعت إلى الأرض وقطع وضن النساء، فوقعن إلى الأرض، ونادت ابنة القرين الشيبانية حين وقعت النساء إلى الأرض:
ويهاً بني شيبان صفاً بعد صف ... إن تهزموا يصبغوا فينا القلف
فقطع سبعمائة من بني شيبان أيدي أقبيتهم من قبل مناكبهم؛ لأن تخف أيديهم بضرب السيوف، فجالدوهم. قال: ونادى الهامرز: مرد مرد، فقال برد بن حارثة اليشكري: ما يقول ؟ قالوا: يدعوا إلى البراز رجل ورجل، قال: وأبيكم لقد أنصف. فبرز له فقتله برد، فقال سويد بن أبي كاهل:
ومنا بريدٌ إذ تحدى جموعكم ... فلم تقربوه المرزبان المسورا
أي لم تجعلوه. ونادى حنظلة بن ثعلبة بن سيار: يا قوم لا تقفوا لهم فيستغرقكم النشاب، فحملت ميسرة بكر وعليها حنظلة على ميمنة الجيش، وقد قتل برد منهم رئيسهم الهامرز، وحملت ميمنة بكر وعليها يزيد بن مسهر عبلى ميسرة الجيش، وعليهم جلابزين، وخرج الكمين من جب ذي قار من ورائهم، وعليهم يزيد بن حمّار، فشدوا على قلب الجيش، وفيهم إياس ابن قبيصة، وولت إياد منهزمة كما وعدتهم، وانهزمت الفرس).انتهى
وذكر روايةّ أخرى في جزء1 ص 480 فقال :
( فقاتلوهم بالجبايات يوما ثم عطش الأعاجم فمالوا إلى بطحاء ذي قار فأرسلت إياد إلى بكر سرا وكانوا أعوانا على بكر مع إياس بن قبيصة أي الأمرين أعجب إليكم أن نطير تحت ليلتنا فنذهب أو نقيم ونفر حين تلاقوا القوم قالوا بل تقيمون فإذا التقى القوم انهزمتم بهم قال فصبحتهم بكر بن وائل والظعن واقفة يذمرن الرجال على القتال وقال يزيد بن حمّار السكوني الكندي وكان حليفا لبني شيبان يا بني شيبان أطيعوني وأكمنوني لهم كمينا ففعلوا وجعلوا يزيد بن حسان رأسهم فكمنوا في مكان من ذي قار قال ونادى الهامرز مرد ومرد فقال برد بن حارثة اليشكري ما يقول قالوا يدعو إلى البراز رجل ورجل قال وأبيكم لقد أنصف فبرز له فقتله برد فقال سويد بن أبي كاهل :
ومنا بريد إذ تحدى جموعكم ... فلم تقربوه المرزبان المسورا
أي لم تجعلوه ونادى حنظلة بن ثعلبة بن سيار يا قوم لا تقفوا لهم فيستغرقكم النشاب فحملت ميسرة بكر وعليها حنظلة على ميمنة الجيش وقد قتل برد منهم رئيسهم الهامرز وحملت ميمنة بكر وعليها يزيد بن مسهر على ميسرة الجيش وعليهم جلابزين وخرج الكمين من جب ذي قار من ورائهم وعليهم يزيد بن حمّار فشدوا على قلب الجيش وفيهم إياس بن قبيصة وولت إياد منهزمة كما وعدتهم وانهزمت الفرس قال سليط فحدثنا أسراءنا الذين كانوا فيهم يومئذ قالوا فلما التقى الناس ولت بكر منهزمة...الخ).انتهى
وقال المؤرخ إبن الاثير في تاريخه جزء1 ص169 :
( فلما دنت الفرس من بني شيبان قال هانئ بن مسعود: يا معشر بكر، إنه لا طاقة لكم في قتال كسرى فاركنوا إلى الفلاة، فسارع الناس إلى ذلك، فوثب حنظلة بن ثعلبة العجلي وقال: يا هانئ أردت نجاءنا فألقيتنا في الهلكة، ورد الناس وقطع وضن الهوادج، وهي الحزم للرحال، فسمي مقطع الوضن، وضرب على نفسه قبة، وأقسم أن لا يفر حتى تقر القبة، فرجع الناس واستقوا ماء لنصف شهر. فأتتهم العجم فقاتلتهم بالحنو، فانهزمت العجم خوفاً من العطش إلى الجبابات، فتبعتهم بكرٌ وعجلٌ وأبلت يومئذٍ بلاء حسناً، واضطمت عليهم جنود العجم، فقال الناس: هلكت عجل، ثم حملت بكر فوجدت عجلاً تقاتل وامرأة منهم تقول:
إن يظفروا يحرّزوا فينا الغرل ... إيهاً فداءٌ لكم بني عجل
فقاتلوهم ذلك اليوم، ومالت العجم إلى بطحاء ذي قار خوفاً من العطش، فأرسلت إياد إلى بكر، وكانوا مع الفرس، وقالوا لهم: إن شئتم هربنا الليلة وإن شئتم أقمنا ونفر حين تلاقون الناس. فقالوا: بل تقيمون وتنهزمون إذا التقينا. وقال يزيد بن حمّار السكوني الكندي وكان حليفاً لبني شيبان: أطيعوني واكمنوا لهم، ففعلوا ثم تقاتلوا وحرض بعضهم بعضاً، وقالت ابنة القرين الشيبانية:
ويهاً بني شيبان صفّاً بعد صفّ ... إن تهزموا يصبّغوا فينا القلف
فقطع سبعمائة من بني شيبان أيدي أقبيتهم من مناكبهم لتخف أيديهم لضرب السيوف، فجالدوهم وبارز الهامرز، فبرز إليه برد بن حارثة اليشكري فقتله برد، ثم حملت مسيرة بكر وميمنتها وخرج الكمين فشدوا على قلب الجيش وفيهم إياس بن قبيصة الطائي، وولت إياد منهزمة كما وعدتهم، فانهزمت الفرس واتبعتهم بكر تقتل ولا تلتفت إلى سلب وغنيمة. وقال الشعراء في وقعة ذي قار فأكثروا ).انتهى
وذكر إبن حمدون في تذكرته جزء1 ص289 عن يوم ذي قار فقال :
( وبات الفريقان يتأهبون للحرب. وأمر حنظلة بالظعن جميعاً فوقفها خلف الناس ثم قال: يا معشر بكر ابن وائل قاتلوا عن ظعنكم أو دعوا؛ وانصرفت بنو قيس ثعلبة فلم يشهدوها. وقال لهم ربيعة بن غزالة السكوني ثم التجيبي الكندي، وكان نازلاً في بني شيبان: أما إني لو كنت منكم لأشرت عليكم برأي مثل عروة العلم، فقالوا: فأنت والله من أوسطنا فأشر علينا، فقال: لا تستهدفوا لهذه الأعاجم فتهلككم بنشابها، ولكن تكردسوا لهم كراديس يشد عليهم كردوس كردوس، فإذا أقبلوا عليه شد الآخر، فقالوا إنك قد رأيت رأياً، ففعلوا ).انتهى
قلت : قال الزركلي في الاعلام جزء8 ص181 :
( يزيد بن حمار السكوني الكندي من فرسان الجاهلية شهد حرب " ذي قار " وكان حليفا لبني شيبان. وقام بحركة " عسكرية " كانت من أسباب هزيمة الفرس).
وقال إبن منظور في تاج العروس جزء1 ص1375 :
( وابن غزالة شاعر جاهلي من تجيب واسمه ربيعة بن عبد الله وأمه غزالة بنت قنان من إياد ).