مجرد ناقل
12-27-2014, 05:57 AM
قال الإمام اللغوي أحمد بن فارس في كتابه "الصاحبي في فقه اللغة " ص 28 :
باب القول في أفصح العرب
أخبرني أبو الحسين أحمد بن محمد مولى بني هاشم بقزوين ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن عباس الحشكي ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي عبيد الله قال : أجمع علماؤنا بكلام العرب ، و الرواة لأشعارهم ، و العلماء بلغاتهم و أيامهم و محالّهم أن قريشا أفصح العرب ألسنة و أصفاهم لغة . و ذلك أن الله جل ثناؤه اختارهم من جميع العرب و اصطفاهم ، و اختار منهم نبي الرحمة محمدا ـ صلى الله عليه و سلم ـ . فجعل قريشا قُطّان حَرَمِه ، و جيران بيته الحرام ، و ولاته . فكانت وفود العرب من حُجّاجها ، و غيرهم يَفِدون إلى مكة للحج ، و يتحاكمون إلى قريش في أمورهم . و كانت قريش تعلمهم مناسكهم و تحكم بينهم .
و لم تزل العرب تعرف لقريش فضلها عليهم و تسميتها (أهل الله ) لأنهم الصريح من ولد إسماعيل عليه السلام ، لم تشبهم شائبة ، و لم تنقلهم عن مناسبهم ناقلة ، فضيلة من الله جل ثناؤه لهم و تشريفا ؛ إذ جعلهم رهط نبيه الأدنين ، و عترته الصالحين.
و كانت قريش ، مع فصاحتها و حسن لغاتها و رقة ألسنتها ، إذا أتتهم الوفود من العرب تخيروا من كلامهم و أشعارهم أحسن لغاتهم و أصفى كلامهم . فاجتمع ما تخيروا من تلك اللغات إلى نحائزهم و سلائقهم التي طبعوا عليها . فصاروا بذلك أفصح العرب.
ألا ترى أنك لا تجد في كلامهم عنعنة تميم ، و لا عجرفية قيس ، و لا كَشْكَشَة أسد ، و لا كَسْكَسَة ربيعة ، ولا الكسر الذي تسمعة من أسد و قيس مثل : (تِعلمون ) و (نِعلم) و مثل : ( شِعير) و( بِعير) ؟ . "
إن يحسدوني فإنـي غـير لائِمِـهـم *** قبلي من الناس أهلُ الفَضل قَدْ حُسِدُوا
وقال في باب اللغات المذمومة ، فذكر منها العنعنة والكشكشة والكسكسة والحرف الذي بين القاف والكاف في لغة تميم والذي بين الجيم والكاف في لغة اليمن وإبدال الياء جيما في الإضافة نحو غلامج وفي النسب نحو بصرج وكوفج.
وقال الإمام السيوطي في " المزهر في علوم اللغة وأنواعها " (1/175):
قال الفراء : كانت العرب تحضر الموسم في كل عام وتحج البيت في الجاهلية وقريش يسمعون لغات العرب فما استحسنوه من لغاتهم تكلموا به فصاروا أفصح العرب وخلت لغتهم من مستبشع اللغات ومستقبح الألفاظ من ذلك : الكشكشة وهي في ربيعة ومضر يجعلون بعد كاف الخطاب في المؤنث شينا فيقولون : رأيتكش وبكش وعليكش فمنهم من يثبتها حالة الوقف فقط وهو الأشهر ومنهم من يثبتها في الوصل أيضا ومنهم من يجعلها مكان الكاف ويكسرها في الوصل ويسكنها في الوقف فيقول : منش وعليش.
ومن ذلك : الكسكسة وهي في ربيعة ومضر يجعلون بعد الكاف أو مكانها في المذكر سينا على ما تقدم وقصدوا بذلك الفرق بينهما.
ومن ذلك : العنعنة وهي في كثير من العرب في لغة قيس وتميم تجعل الهمزة المبدوء بها عينا فيقولون في أنك عنك وفي أسلم عسلم وفي أذن عذن.
ومن ذلك الفحفحة في لغة هذيل يجعلون الحاء عينا.
ومن ذلك : الوكم في لغة ربيعة وهم قوم من كلب يقولون : عليكم وبكم حيث كان قبل الكاف ياء أو كسرة.
ومن ذلك الوهم في لغة كلب يقولون : منهم وعنهم وبينهم وإن لم يكن قبل الهاء ياء ولا كسرة.
ومن ذلك العجعجة في لغة قضاعة يجعلون الياء المشددة جيما يقولون في تميمي تميمج.
ومن ذلك : الاستنطاء في لغة سعد بن بكر وهذيل والأزد وقيس والأنصار تجعل العين الساكنة نونا إذا جاورت الطاء كأنطي في أعطي.
ومن ذلك : الوتم في لغة اليمن تجعل السين تاء كالنات في الناس.
ومن ذلك : الشنشنة في لغة اليمن تجعل الكاف شينا مطلقا كلبيش اللهم لبيش أي لبيك
ومن العرب من يجعل الكاف جيما كالجعبة يريد الكعبة.
.
باب القول في أفصح العرب
أخبرني أبو الحسين أحمد بن محمد مولى بني هاشم بقزوين ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن عباس الحشكي ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي عبيد الله قال : أجمع علماؤنا بكلام العرب ، و الرواة لأشعارهم ، و العلماء بلغاتهم و أيامهم و محالّهم أن قريشا أفصح العرب ألسنة و أصفاهم لغة . و ذلك أن الله جل ثناؤه اختارهم من جميع العرب و اصطفاهم ، و اختار منهم نبي الرحمة محمدا ـ صلى الله عليه و سلم ـ . فجعل قريشا قُطّان حَرَمِه ، و جيران بيته الحرام ، و ولاته . فكانت وفود العرب من حُجّاجها ، و غيرهم يَفِدون إلى مكة للحج ، و يتحاكمون إلى قريش في أمورهم . و كانت قريش تعلمهم مناسكهم و تحكم بينهم .
و لم تزل العرب تعرف لقريش فضلها عليهم و تسميتها (أهل الله ) لأنهم الصريح من ولد إسماعيل عليه السلام ، لم تشبهم شائبة ، و لم تنقلهم عن مناسبهم ناقلة ، فضيلة من الله جل ثناؤه لهم و تشريفا ؛ إذ جعلهم رهط نبيه الأدنين ، و عترته الصالحين.
و كانت قريش ، مع فصاحتها و حسن لغاتها و رقة ألسنتها ، إذا أتتهم الوفود من العرب تخيروا من كلامهم و أشعارهم أحسن لغاتهم و أصفى كلامهم . فاجتمع ما تخيروا من تلك اللغات إلى نحائزهم و سلائقهم التي طبعوا عليها . فصاروا بذلك أفصح العرب.
ألا ترى أنك لا تجد في كلامهم عنعنة تميم ، و لا عجرفية قيس ، و لا كَشْكَشَة أسد ، و لا كَسْكَسَة ربيعة ، ولا الكسر الذي تسمعة من أسد و قيس مثل : (تِعلمون ) و (نِعلم) و مثل : ( شِعير) و( بِعير) ؟ . "
إن يحسدوني فإنـي غـير لائِمِـهـم *** قبلي من الناس أهلُ الفَضل قَدْ حُسِدُوا
وقال في باب اللغات المذمومة ، فذكر منها العنعنة والكشكشة والكسكسة والحرف الذي بين القاف والكاف في لغة تميم والذي بين الجيم والكاف في لغة اليمن وإبدال الياء جيما في الإضافة نحو غلامج وفي النسب نحو بصرج وكوفج.
وقال الإمام السيوطي في " المزهر في علوم اللغة وأنواعها " (1/175):
قال الفراء : كانت العرب تحضر الموسم في كل عام وتحج البيت في الجاهلية وقريش يسمعون لغات العرب فما استحسنوه من لغاتهم تكلموا به فصاروا أفصح العرب وخلت لغتهم من مستبشع اللغات ومستقبح الألفاظ من ذلك : الكشكشة وهي في ربيعة ومضر يجعلون بعد كاف الخطاب في المؤنث شينا فيقولون : رأيتكش وبكش وعليكش فمنهم من يثبتها حالة الوقف فقط وهو الأشهر ومنهم من يثبتها في الوصل أيضا ومنهم من يجعلها مكان الكاف ويكسرها في الوصل ويسكنها في الوقف فيقول : منش وعليش.
ومن ذلك : الكسكسة وهي في ربيعة ومضر يجعلون بعد الكاف أو مكانها في المذكر سينا على ما تقدم وقصدوا بذلك الفرق بينهما.
ومن ذلك : العنعنة وهي في كثير من العرب في لغة قيس وتميم تجعل الهمزة المبدوء بها عينا فيقولون في أنك عنك وفي أسلم عسلم وفي أذن عذن.
ومن ذلك الفحفحة في لغة هذيل يجعلون الحاء عينا.
ومن ذلك : الوكم في لغة ربيعة وهم قوم من كلب يقولون : عليكم وبكم حيث كان قبل الكاف ياء أو كسرة.
ومن ذلك الوهم في لغة كلب يقولون : منهم وعنهم وبينهم وإن لم يكن قبل الهاء ياء ولا كسرة.
ومن ذلك العجعجة في لغة قضاعة يجعلون الياء المشددة جيما يقولون في تميمي تميمج.
ومن ذلك : الاستنطاء في لغة سعد بن بكر وهذيل والأزد وقيس والأنصار تجعل العين الساكنة نونا إذا جاورت الطاء كأنطي في أعطي.
ومن ذلك : الوتم في لغة اليمن تجعل السين تاء كالنات في الناس.
ومن ذلك : الشنشنة في لغة اليمن تجعل الكاف شينا مطلقا كلبيش اللهم لبيش أي لبيك
ومن العرب من يجعل الكاف جيما كالجعبة يريد الكعبة.
.