مجرد ناقل
04-05-2014, 02:29 PM
بنو تجيب هم بطن من السكّون من قبيلة كندة، وهم بنو عَدي وسعد ابني أشرس بن شبيب. أسلم بنو تجيب ووفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة للهجرة وكانوا من أوائل وفود كندة قبل وفد الأشعث بن قيس في السنة العاشرة للهجرة. أتوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ثلاثة عشر راكبا من عليتهم فأكرمهم ودعا لغلام كان من ضمن الوفد كما ذكر الواقدي في السير فقال" قدموا سنة تسع، كانوا ثلاثة عشر رجلا، فأجازهم أكثر ما أجاز غيرهم، وأن غلاما منهم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما حاجتك؟». فقال: يا رسول الله أدع الله يغفر لي ويرحمني ويجعل غنائي في قلبي. فقال: «اللهم اغفر له وارحمه، واجعل غناه في قلبه». فكان بعد ذلك من أزهد الناس. ساقوا عند قدومهم صدقات أموالهم التي فرضى الله عليهم، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وأكرم مثواهم، وقالوا: يا رسول الله إنا سقنا إليك حق الله في أموالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ردوها فقسموها على فقرائكم، قالوا: يا رسول الله ما قدمنا عليك إلا بما فضل عن فقرائنا، فقال أبو بكر: يا رسول الله ما قدم علينا وفد من العرب مثل هذا الوفد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الهدى بيد الله عز وجل، فمن أراد الله به خيراً شرح صدره للدين".
الفتوحات الأسلامية
شارك بنو تجيب في كثير من الفتوحات الإسلامية ومن ضمنها فتح مصر وبلاد المغرب والأندلس، و ولى عمرو بن العاص مهمة تخطيط الفسطاط بمصر معاوية بن حديج التجيبي. وتولى القضاء إبان خلافة معاوية بن أبي سفيان سُليم بن عتر التُجيبي الذي بقي قاضيا طوال خلافة معاوية. وكان سُليم أول قاض نظر في الجراح وحكم فيها، وكان أول قاض بمصر سجل سجلاً بقضائه. وعبد الرحمن بن معاوية التُجيبي ولي القضاء من قبل والي مصر عبد العزيز بن مروان وكان أول قاض نظر في أموال اليتامى، وضمَّن عريف كل قوم أموال يتامى تلك القبيلة. وكان أشهر من تولى الشرط بمصر عبد الله بن عبد الرحمن التجيبي الذي أجمع الجند على توليته الشُرط عام 131 هـ إلى أن يأتي رأي الخليفة مروان بن محمد، ثم ولي الشرط في ولاية حميد بن قرطبة مصر عام 143 هـ بعد أن استشار الجند، واستمر على الشُرط في ولاية يزيد بن حاتم عام 144 هـ، وفي سنة 152 هـ ولَّى أبو جعفر المنصور عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية التُجيبي ولاية مصر وتوفي وهو واليها سنة 155 هـ، ثم وليها أخوه محمد بن عبد الرحمن باستخلاف أخيه له، فأقره أبو جعفر على صلاتها، وجعل على شُرطه العباس بن عبد الرحمن التُجيبي، وتُوفي محمد بن عبد الرحمن في شوال 155 هـ فكانت ولايته ثمانية أشهر ونصف.
وكان لبني تجيب دورا واضحا في فتح بلاد المغرب والأندلس، فقد شارك رجالها مع موسى بن نصير الذي ضمت حملته مجموعة كبيرة من القادة العسكريين من تجيب ومنهم سليمان بن قيس التجيبي، الذي كان واحداً من الشهود الذين شهدوا على توقيع معاهدة الصلح التي عقدت بين عبد العزيز بن موسى بن نصير وتدمير. ومن القادة أيضاً عميرة بن المهاجر وأخيه عبد الله بن المهاجر التجيبي ، وبعد فتح بلاد الأندلس استقروا في الثغر الأعلى و توزعوا في سرقسطة، ودروقة، وقلعة أيوب، ولبلة ، أراغون . وبرز منهم عدة رجال في عهد الإمارة والخلافة الأموية، وفي عهد ملوك الطوائف قامت لهم عدة دول وممالك من أبرزها دولة بني الأفطس في بطليوس، ودولة بني تجيب التي كانت بين أسرتين وهما بنو هاشم في سرقسطة و بنو صُمادح في المرية وأقيم عبد الرحمن التجيبي شيخاً رسمياً عليها، ومن ثم ظهر فيهم ملوك وأمراء بارزين.
دولة بنو هاشم
استطاع محمد بن عبد الرحمن التجيبي المكنى بأبي يحيى والمعروف ب"الأنقر" الاستيلاء على سرقسطة والقضاء على سلطة بني قسي توفي سنة 312 هـ.
1.هاشم بن محمد، خلف والده وأطلق على عائلته بنو هاشم. وتوفي عام 318 هـ فخصهم الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر بمعاملة حسنة.
2.محمد بن هاشم، حاكم سرقسطة قاعدة الثغر الأعلى في الأندلس في زمن الخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله. تولى ولاية سرقسطة من قبل عبد الرحمن الناصر خلفًا لأبيه هاشم بن محمد بن عبد الرحمن التجيبي الذي توفي عام 318 هـ،. إلا أنه خرج عن طاعته وتحالف مع راميرو الثاني ملك ليون وتودا النافارية ضد الناصر عام 324 هـ، فسيّر الناصر جيشًا عام 326 هـ لمعاقبته فإضطر التجيبي للتسليم وطلب السماح من الناصر، فأجابه الناصر لذلك وصفح عنه وحفظ له منصبه لما كان يتمتع به من مقدرة إدارية عالية ولما كان لبني تُجيب في الشمال من العصبة والأنصار.
شارك بعد ذلك محمد بن هاشم مع الناصر في معركة الخندق عام 327 هـ، التي هزم فيها جيش الناصر أمام تحالف الجيوش المسيحية، ووقع التجيبي في الأسر. وظل التجيبي في أسر راميرو الثاني ملك ليون إلى أن افتداه الناصر في صفر عام 330 هـ، بعد أن ظل في الأسر عامين وثلاثة اشهر. أكرم الناصر التجيبي بعد افتكاك أسره وقلده الوزارة وولاية سرقسطة حتى وفاته عام 338 هـ.
3.عبد الرحمن بن مطرَّف بن محمد بن هاشم، في أيام المنصور بن أبي عامر، دبَّر عبد الرحمن بن مطرَّف مكيدة للمنصور الذي كشف أمرها وأطاح رأس عبد الرحمن، بيد أنه ندب لحكم سرقسطة يحيى بن عبد الرحمن التُجيبي استبقاء لولاء الأسرة جرياً على سياسة أسلافه وذلك سنة 379 هـ.
4.يحيى بن عبد الرحمن التُجيبي، استمر يحيى التُجيبي في حكم سرقسطة وأعمالها بعد عبد الرحمن بن مطرف حتى وفاته سنة 408 هـ.
5.المنذر بن يحيى التُجيبي الأول، يمكن اعتبار المنذر بن يحيى التُجيبي أول أمير للثغر في عهد الطوائف، فحكم سرقسطة وأعمالها من سنة 411هـ حتى وفاته سنة 414 هـ.
6.يحيى بن المنذر، خلف أباه المنذر ولقب بالمظفر توفي سنة 420 هـ.
7.الحاجب معز الدولة (المنذر بن يحيى الثاني)، قُتل سنة 430 هـ من قبل أحد بني عمومته وقواده، ويدعى عبد الله بن حكيم لأنه رفض الاعتراف بذلك الدعي الذي نصبه القاضي ابن عبَّاد في إشبيلية وزعم أنه الخليفة المؤيد، وكان لمقتل المنذر بن يحيى اشتد الاضطراب في سرقسطة، وكادت تعصف بها الفتنة، لولا إسراع سليمان بن هود وصحبه إلى سرقسطة واستيلاؤهم عليها في غرة محرم 431 هـ وبذلك انتهت رياسة التجيبيين للثغر الأعلى بعد أن امتدت زهاء قرن ونصف.
دولة بني صمادح
يجتمع بنو صمادح مع بني هاشم في عبد الرحمن بن عبد الله جدهم الداخل إلى الأندلس، فطردهم أحفاد عبد الرحمن التجيبي من أراغون. وكان من أبرز حكامهم ما يلي:
1- معن بن محمد بن أحمد بن صمادح التجيبي، نجح سنة 433هـ في الاستحواذ على إمارة المرية الصغيرة التي كان قد أسسها عام 416 هـ اثنان من الصقالبة هما خيران وزهير، وتوفي معن عام 443 هـ.
2- أبو يحيى محمد بن معن بن صمادح، سمَّى نفسه معز الدولة، فلما تلقَّبت ملوك الأندلس بالألقاب السلطانية تلقَّب هو أيضاً باسمين من ألقابه، فسمّى نفسه المعتصم بالله والواثق بفضل الله ، كان جده محمد صاحب مدينة وشقة فحاربه ابن عمه الأمير منذر بن يحيى التجيبي فعجز عنه ، فترك له وشقة وهرب , وكان من دهاة الرجال , وكان ابنه معن مصاهرا لصاحب بلنسية عبد العزيز بن عامر , وكانت المرية قد صارت له , فاستناب عليها معنا هذا , فخافه وتملكها وتم له ذلك , وتملكها من بعده ولده المعتصم محمد , فكان حليما , جوادا , ممدحا , وقد داخل ابن تاشفين ونصره , ثم إن ابن تاشفين عزم على أخذ البلاد من ابن صمادح -وكان يملك المرية وبجانة والصمادحية- فأظهر العصيان لابن تاشفين , وكان فيه خير ودين وعدل وتواضع وعقل تام .روى عن أبيه عن جده كتابه : "المختصر في غريب القرآن ".
وقد سار السلطان أبو يحيى مع رجاله على أحسن سيرة في جنده ورعيته، فحسنت أيامه واستقرَّت دولته، وكان من أهل الأدب والمعارف فاضلاً عاقلاً، وكان لأهل الشعر عنده سوق نافقة، فقصده جمع منهم وأقام ملكاً بمدينة المرية دام إحدى وأربعين سنة.
3- أحمد بن ابن أبي يحيى، سرعان ما اعتزل العرش لقدوم المرابطين، وكان والده قد أوصاه إذا بلغه أن ابن عباد جرى عليه شيء من قبل المرابطين أن يركب البحر إلى قلعة بني حماد، فلما بلغه خلع المعتمد بن عباد، كاتب المنصور بن الناصر الحمَّادي صاحب قلعة بني حماد من عمل بجَّاية واستأذنه في الوصول إلى بلاده، فأذن له حيث بقي في مدينة تنس حتى وفاته.
دولة بني الأفطس
بنو الأفطس من ملوك الطوائف. قيل أنهم أمازيغ مستعربة لكن ذكر إبن خلدون أنهم من بنو تجيب ، كان مؤسس السلالة عبد الله بن الأفطس من كبار رجالات الحكم الثاني الخليفة الأموي. اقتطع لنفسه إمارة بطليوس بعد أفول الخلافة بقرطبة، تمكن بنو الأفطس بعدها لبعض الفترات من تملك غرب إسبانيا وجزء من البرتغال. على مدى ثلاثة أجيال من الحكام عبد الله ، والمظفر ثم عمر المتوكل. تمتع هؤلاء بثقافة عالية وكانوا من رعاة الآداب والعلوم. كانت بينهم وبين بني عباد حكام إشبيلية حروب انتهت باستيلاء الأخيرين على جزء كبير من مملكة بني الأفطس. أصبحوا في نهاية أمرهم يؤدون الجزية إلى مملكة قشتالة فكانوا أخر من ملوك الطوائف المسلمين إلى أن قضى عليهم المرابطين.
حكامهم
1.عبد الله المنصور 413هـ -437 هـ
2.محمد المظفر بن عبد الله المنصور 437هـ - 461هـ
3.يحيى المنصور بن محمدالمظفر 461هـ -464هـ
4.عمر المتوكل بن محمدالمظفر 464هـ -488هـ
موقف للمتوكل على الله بن الأفطس
كان الصراع القائم بين ملوك الطوائف المسلمين ابتداءا من سنة 422هـ تقريبا أمثال دولة بني عباد وبني رزين وبني الأحمر وبني غانية وغيرهم سببا لضعفهم مما جعلهم يدفعون الجزية لملك النصارى الفونسو السادس ومن معه لكن أمير مملكة بطليوس المتوكل بن الأفطس التجيبي كان الوحيد من ملوك الطوائف الذي امتنع عن دفع الجزية للنصاري، فأرسل له ألفونسو السادس رسالة شديدة اللهجة يطلب فيها منه أن يدفع الجزية كما يدفعها إخوانه من المسلمين في الممالك الإسلامية المجاورة فأرسل له رسالة يقول فيها :
"وصل إلينا من عظيم الروم كتاب مدع في المقادير وأحكام العزيز القدير يرعد ويبرق ويجمع تارة ثم يفرق، ويهدد بجنوده المتوافرة وأحواله المتظاهرة، ولو علم أن لله جنوداً أعز بهم الإسلام وأظهر بهم دين نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ،ولا يخافون، بالتقوى يعرفون، وبالتوبة يتضرعون، ولئن لمعت من خلف الروم بارقة فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليميز الله الخبيث من الطيب ويعلم المنافقين، أما تعييرك للمسلمين فيما هي من أحوالهم فبالذنوب المركومة.. ولو اتفقت كلمتنا مع سائرنا من الأملاك لعلمت أي مصاب أذقناك كما كانت آباؤك تتجرعه وبالأمس كانت قطيعة المنصور على سلفك لما أجبر أجدادك على دفع الجزية حتى أهدي جدك أحد بناته إليه، أما نحن إن قلت أعدادنا وعدم من المخلوقين استمدادنا فما بيننا وبينك بحر نخوضه ولا صعب نروده، ليس بيننا وبينك إلا السيوف تشهد بحدها رقاب قومك وجلاد تبصره في ليلك ونهارك وبالله وملائكته المسومين نتقوى عليك ونستعين ليس لنا سوي الله مطلب ولا لنا إلى غيره مهرب وما تتربصون بنا إلا إحدى الحسنيين نصر عليكم فيا لها من نعمة ومنة أو شهادة في سبيل الله فيا لها من جنة، وفي الله العوض مما به هددت وفرج يفرج بما نددت ويقطع بما أعددت".
وختم رسالته وأرسلها إلى ألفونسو السادس، الذي لم يستطع أن يرد، وما استطاع أن يرسل له جيشاً ليحاربه.
http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_06_1313718126613181.png
علماء وأدباء بنو تجيب الكنديون
•أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي، الأندلسي، القرطبي، الباجي، الذهبي من علماء أمازيغ الأندلس، كانا قاضياً و إماماً أشعرياً ، وفقيه مالكياً صاحب تصانيف. من تلامذته : ابن عبد البر وابن حزم وأبو بكر الخطيب وعلي بن عبد الله الصقلي وأبو عبد الله الحميدي وأحمد بن علي بن غزلون وأبو علي بن سكرة الصدفي وأبو بكر الطرطوشي وابنه الزاهد أبو القاسم بن سليمان وأبو علي بن سهل السبتي وأبو بحر سفيان بن العاص ومحمد بن أبي الخير القاضي وخلق سواهم. تفقه به أئمة، واشتهر اسمه، وصنف التصانيف النفيسة. قال القاضي عياض آجر أبو الوليد نفسه ببغداد لحراسة درب، وكان لما رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذهب للغزل، ويعقد الوثائق قال لي أصحابه: كان يخرج إلينا للإقراء وفي يده أثر المطرقة، إلى أن فشا علمه، وهيتت الدنيا به، وعظم جاهه، وأجزلت صلاته، حتى توفي عن مال وافر، وكان يستعمله الأعيان في ترسلهم، ويقبل جوائزهم، ولي القضاء بمواضع من الأندلس.
قال الأمير أبو نصر: أما الباجي ذو الوزارتين ففقيه متكلم، أديب شاعر، سمع بالعراق، ودرس الكلام، وصنف إلى أن قال: وكان جليلا رفيع القدر والخطر، قبره بالمرية.
وأما الحافظ ابن عساكر، فذكر أن أبا الوليد قال : كان أبي من باجة القيروان تاجرا يختلف إلى الأندلس. مات أبو الوليد بالمرية في التاسع عشر من رجب سنة 474 هـ.
•سعيد بن محمد بن محمد التُّجِيبي العقباني التلمساني، إمام تلمسان وعلامتها في عصره، قاض من أكابر فقهاء المالكية، والعقباني نسبة إلى قرية من قرى الأندلس، ولي القضاء ببجاية وتلمسان وسلا ومراكش وتوفي سنة 811هـ.
•أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبي، من أهل مرسية وصاحب الأحكام بها، كان فقيهاً حافظاً مدرساً يتقدم في معرفة الأحكام والشروط ويشارك في علم القرآن والآثار وله حظ من الآداب وتقلد خطة الشورى وأحكام القضاء ببلده سنين عدة بعد أن ولي قضاء شاطبة ثم صرف عنها محمود السيرة معروف التواضع والنزاهة.
•علي بن أحمد بن الحسن التجيبي الأندلسي. فقيه مالكي أصولي ومفسر وفيلسوف ومنطقي. ولد بمراكش، ونشأ بها وأخذ عن علمائها. ثم رحل إلى المشرق طلبًا للعلم ونشرًا له، ولقي كثيرًا من العلماء وناظرهم. كان كثير الاحتمال والصبر، هادئ الطبع لا يغضب لنفسه مهما استغضب. أخذ عنه العلم كثير من العلماء منهم: أبو العباس الغبريني الذي قال: تعلمنا عليه تفسير الفاتحة في نحو ستة أشهر. له في التفسير كتاب مفتاح الباب المقفل على فهم القرآن المنزل. وله كتاب الوافي في الفرائض. توفي بحماة سنة 637هـ.
•الإمام العالم الحافظ المحدث أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن سليمان التجيبي المرسي ، محدث تلمسان أخذ القراءات وجودها عن أبي أحمد بن معط المرسي ، وأبي الحجاج الثغري ، وابن الفرس ، وحج ، وطول الغيبة ، وأكثر عن أبي طاهر السلفي ، وكتب عن مائة وثلاثين نفسا ، وعمل " المعجم " وكان يقول : دعا لي السلفي بطول العمر ، وقال لي : تكون محدث المغرب إن شاء الله، توفي سنة 610هـ.
•أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ بن باجة التجيبي من أبرز الفلاسفة العرب، اهتم بالطب والرياضيات والفلك والادب والموسيقى، كان أحد وزراء وقضاة الدولة المرابطية. يعرف عند الغرب باسم (لاتينية: Avempace : آفيمبس)، توفي بمدينة فاس سنة 533هـ.
•القاسم بن يوسف بن محمد بن علي التجيبي البلنسي السبتي نسبة لمدينة سبتة بالاندلس. جغرافي ورحالة أندلسي، وله كتاب يسمى البرنامج يعد من أنفس الكتب واهم المراجع في عالم الرحلة. كان من بلنسية أصلا، كما أثبت هو ذلك في برنامجه، وقد سقطت بلنسية في يد المسيحيين سنة 488هـ على يد القشتاليين، ويبدو أن هذا سبب هجرته إلى سبتة التي نشأ فيها شأنه شأن العديد من الأسر الأندلسية، وقد أحيو التراث والتقاليد الأندلسية في سبتة. فقد خرج التجيبي في رحلته للحج منطلقا من سبتة حوالي سنة 695هـ , ومرّ بمراكز الثقافة الإسلامية المعروفة لعهده، فلقي بها العلماء وروى عنهم، ووصل سنده بأسانيدهم، ووثّق كتبه، وقدم لنا عن هذه الرحلة وثيقة على غاية من الأهمية، تلف منها الكثير، وبقى قسم نشر بعنوان (مستفاد الرحلة والاغتراب) توفي حوالي سنة 730 هـ عن عمر بلغ حوالي الستين.
•سعد بن أحمد بن إبراهيم التجيبي، أبو عثمان الشهير بإبن ليون التجيبي، من علماء الاندلس وأدبائها المقدمين. ولد بالمرية ونشأ بها ولم يخرج منها. وتوفي فيها شهيدا بالطاعون سنة 750هـ. له أكثر من مئة مصنف، منها في (الهندسة) و (الفلاحة) ومنها كتاب (كمال الحافظ) في المواعظ، و (أنداء الديم) في الحكم، و (لمح السحر من روح الشعر) اختصر به كتاب روح الشعر لمحمد بن أحمد بن الجلاب الفهري الشهيد، في خزانة الرباط (النصف الثاني من 1212 كتاني) و (النخبة العليا من أدب الدين والدنيا) اختصر به كتاب الماوردي، (الانالة العلمية)، اختصر به رسالة في أحوال فقراء الصوفية المتجددين، لعلي بن عبد الله الششتري، وصحح بعض ما فيه من الاحاديث وفسر المبهم من معانيه. و (الأبيات المهذبة في المعاني المقربة) و (نصائح الاحباب وصحائح الآداب) و (بغية الموانس من بهجة المجالس وأنس المجالس) ، انتقاه من (بهجة المجالس) لابن عبد البر. واختصر كثيرا من الكتب. وشعره كله حكم وعظات.
•محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبي، شاعر من أهل مرسية يكنى أبا القاسم. صحب القاضي أبا الوليد بن رشيد ولازمه بقرطبة وأخذ عنه علمه، ولي القضاء في الجزيرة الخضراء ومنها ولي قضاء شاطبة ثم صرف عنه عند محنة أبي الوليد وتتبع أصحابه ثم ولي قضاء دانية، وكان عالماً متفنناً أديباً ماهراً ناظماً ناثراً.
•صفوان بن إدريس بن إبراهيم التجيبي المرسيّ، أبو بحر أديب الأندلس وشاعرها ومن الكتاب الشعراء، من بيت نابه في مرسية مولده ووفاته بها، من كتبه (زاد المسافر) في أشعار الأندلسيين، وله مجموع شعره ونثره مجلدان (الرحلة)، وكتاب في (أدباء الأندلس)، لم يكمله.
•إدريس بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبي. من أهل مرسية في الأندلس يكنى أبا يحيى كان من أهل المعرفة بالوثائق والعقود والفقة والأدب ولي قضاء شاطبة بعد أبي بكر بن بيبش وخطب آخر عمرة بجامع بلده.
•إبراهيم بن يحيى التجيبي ويلقب بالزرقالي . عالم فلكي وصايغ أدوات ومخترع وجغرافي ورياضي عربي مسلم.ولد في قرطبة بالأندلس .تلقى الزرقالي تعليمه في العلوم التجريبية في مدينة طليطلة التي كانت في القرن الحادي عشر الميلادي مركزاً ثقافياً وعلمياً لبلاد الأندلس كلها .
يعد الزرقالي أكبر راصد فلكي في عصره ، بالإضافة إلى تميزه في الجانب العملي كصناعة الإسطرلابان . وكان له دور أساسي في أعداد الجداول الفلكية التي تبين حركات الكواكب السيارة وألحق بها شروطاً خاصة وأطلق على هذه الجداول ( الأزياج الطليطلية ) وقد اشتهرت هذه الأزياج بأكملها منذ القرن الثامن عشر .
اخترع الزرقالي آلات فلكية جديدة لضمان دقة رصد الكواكب والنجوم ، وقد ورد ذلك في كتابه) صحيفة الزرقالي) وتمت ترجمة هذا الكتاب إلى اللغات الأوربية ومنها اللاتينية والإيطالية في القرن الثاني عشر الميلادي واستفاد منه علماء الغرب ، إذ يشتمل هذا الكتاب على شرح لكيفية عمل الإسطرلاب على منهاج جديد والتحسينات التي أضافها إليه وكذلك معلومات في الفلك وحساب مواقع النجوم ، كان الزرقالي أول من قال أن الكواكب تدور في مدارات بيضوية أهليلجية وكان هذا الرأي غير مقبول في عصره فعرفه الغرب من عالم آخر وهو الألماني يوهانس كبلر ( 1571-1630م). وكان أيضاً أول من أثبت أن حركة ميل أوج الشمس هي 12.04 ثانية بالنسبة للنجوم الثوابت ، ويقدر الرقم الحقيقي 11.08.
أهم المراجع
1.الولاة والقضاة - للكندي.
2.البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب - لأبن عذاري.
3.دول الطوائف منذ قيامها حتى الفتح المرابطي - لمحمد عبد الله عنان
4.دولة الإسلام في الاندلس - محمد عبالله عنان
5.ديوان المبتدأ و الخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر - إبن خلدون
الفتوحات الأسلامية
شارك بنو تجيب في كثير من الفتوحات الإسلامية ومن ضمنها فتح مصر وبلاد المغرب والأندلس، و ولى عمرو بن العاص مهمة تخطيط الفسطاط بمصر معاوية بن حديج التجيبي. وتولى القضاء إبان خلافة معاوية بن أبي سفيان سُليم بن عتر التُجيبي الذي بقي قاضيا طوال خلافة معاوية. وكان سُليم أول قاض نظر في الجراح وحكم فيها، وكان أول قاض بمصر سجل سجلاً بقضائه. وعبد الرحمن بن معاوية التُجيبي ولي القضاء من قبل والي مصر عبد العزيز بن مروان وكان أول قاض نظر في أموال اليتامى، وضمَّن عريف كل قوم أموال يتامى تلك القبيلة. وكان أشهر من تولى الشرط بمصر عبد الله بن عبد الرحمن التجيبي الذي أجمع الجند على توليته الشُرط عام 131 هـ إلى أن يأتي رأي الخليفة مروان بن محمد، ثم ولي الشرط في ولاية حميد بن قرطبة مصر عام 143 هـ بعد أن استشار الجند، واستمر على الشُرط في ولاية يزيد بن حاتم عام 144 هـ، وفي سنة 152 هـ ولَّى أبو جعفر المنصور عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية التُجيبي ولاية مصر وتوفي وهو واليها سنة 155 هـ، ثم وليها أخوه محمد بن عبد الرحمن باستخلاف أخيه له، فأقره أبو جعفر على صلاتها، وجعل على شُرطه العباس بن عبد الرحمن التُجيبي، وتُوفي محمد بن عبد الرحمن في شوال 155 هـ فكانت ولايته ثمانية أشهر ونصف.
وكان لبني تجيب دورا واضحا في فتح بلاد المغرب والأندلس، فقد شارك رجالها مع موسى بن نصير الذي ضمت حملته مجموعة كبيرة من القادة العسكريين من تجيب ومنهم سليمان بن قيس التجيبي، الذي كان واحداً من الشهود الذين شهدوا على توقيع معاهدة الصلح التي عقدت بين عبد العزيز بن موسى بن نصير وتدمير. ومن القادة أيضاً عميرة بن المهاجر وأخيه عبد الله بن المهاجر التجيبي ، وبعد فتح بلاد الأندلس استقروا في الثغر الأعلى و توزعوا في سرقسطة، ودروقة، وقلعة أيوب، ولبلة ، أراغون . وبرز منهم عدة رجال في عهد الإمارة والخلافة الأموية، وفي عهد ملوك الطوائف قامت لهم عدة دول وممالك من أبرزها دولة بني الأفطس في بطليوس، ودولة بني تجيب التي كانت بين أسرتين وهما بنو هاشم في سرقسطة و بنو صُمادح في المرية وأقيم عبد الرحمن التجيبي شيخاً رسمياً عليها، ومن ثم ظهر فيهم ملوك وأمراء بارزين.
دولة بنو هاشم
استطاع محمد بن عبد الرحمن التجيبي المكنى بأبي يحيى والمعروف ب"الأنقر" الاستيلاء على سرقسطة والقضاء على سلطة بني قسي توفي سنة 312 هـ.
1.هاشم بن محمد، خلف والده وأطلق على عائلته بنو هاشم. وتوفي عام 318 هـ فخصهم الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر بمعاملة حسنة.
2.محمد بن هاشم، حاكم سرقسطة قاعدة الثغر الأعلى في الأندلس في زمن الخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله. تولى ولاية سرقسطة من قبل عبد الرحمن الناصر خلفًا لأبيه هاشم بن محمد بن عبد الرحمن التجيبي الذي توفي عام 318 هـ،. إلا أنه خرج عن طاعته وتحالف مع راميرو الثاني ملك ليون وتودا النافارية ضد الناصر عام 324 هـ، فسيّر الناصر جيشًا عام 326 هـ لمعاقبته فإضطر التجيبي للتسليم وطلب السماح من الناصر، فأجابه الناصر لذلك وصفح عنه وحفظ له منصبه لما كان يتمتع به من مقدرة إدارية عالية ولما كان لبني تُجيب في الشمال من العصبة والأنصار.
شارك بعد ذلك محمد بن هاشم مع الناصر في معركة الخندق عام 327 هـ، التي هزم فيها جيش الناصر أمام تحالف الجيوش المسيحية، ووقع التجيبي في الأسر. وظل التجيبي في أسر راميرو الثاني ملك ليون إلى أن افتداه الناصر في صفر عام 330 هـ، بعد أن ظل في الأسر عامين وثلاثة اشهر. أكرم الناصر التجيبي بعد افتكاك أسره وقلده الوزارة وولاية سرقسطة حتى وفاته عام 338 هـ.
3.عبد الرحمن بن مطرَّف بن محمد بن هاشم، في أيام المنصور بن أبي عامر، دبَّر عبد الرحمن بن مطرَّف مكيدة للمنصور الذي كشف أمرها وأطاح رأس عبد الرحمن، بيد أنه ندب لحكم سرقسطة يحيى بن عبد الرحمن التُجيبي استبقاء لولاء الأسرة جرياً على سياسة أسلافه وذلك سنة 379 هـ.
4.يحيى بن عبد الرحمن التُجيبي، استمر يحيى التُجيبي في حكم سرقسطة وأعمالها بعد عبد الرحمن بن مطرف حتى وفاته سنة 408 هـ.
5.المنذر بن يحيى التُجيبي الأول، يمكن اعتبار المنذر بن يحيى التُجيبي أول أمير للثغر في عهد الطوائف، فحكم سرقسطة وأعمالها من سنة 411هـ حتى وفاته سنة 414 هـ.
6.يحيى بن المنذر، خلف أباه المنذر ولقب بالمظفر توفي سنة 420 هـ.
7.الحاجب معز الدولة (المنذر بن يحيى الثاني)، قُتل سنة 430 هـ من قبل أحد بني عمومته وقواده، ويدعى عبد الله بن حكيم لأنه رفض الاعتراف بذلك الدعي الذي نصبه القاضي ابن عبَّاد في إشبيلية وزعم أنه الخليفة المؤيد، وكان لمقتل المنذر بن يحيى اشتد الاضطراب في سرقسطة، وكادت تعصف بها الفتنة، لولا إسراع سليمان بن هود وصحبه إلى سرقسطة واستيلاؤهم عليها في غرة محرم 431 هـ وبذلك انتهت رياسة التجيبيين للثغر الأعلى بعد أن امتدت زهاء قرن ونصف.
دولة بني صمادح
يجتمع بنو صمادح مع بني هاشم في عبد الرحمن بن عبد الله جدهم الداخل إلى الأندلس، فطردهم أحفاد عبد الرحمن التجيبي من أراغون. وكان من أبرز حكامهم ما يلي:
1- معن بن محمد بن أحمد بن صمادح التجيبي، نجح سنة 433هـ في الاستحواذ على إمارة المرية الصغيرة التي كان قد أسسها عام 416 هـ اثنان من الصقالبة هما خيران وزهير، وتوفي معن عام 443 هـ.
2- أبو يحيى محمد بن معن بن صمادح، سمَّى نفسه معز الدولة، فلما تلقَّبت ملوك الأندلس بالألقاب السلطانية تلقَّب هو أيضاً باسمين من ألقابه، فسمّى نفسه المعتصم بالله والواثق بفضل الله ، كان جده محمد صاحب مدينة وشقة فحاربه ابن عمه الأمير منذر بن يحيى التجيبي فعجز عنه ، فترك له وشقة وهرب , وكان من دهاة الرجال , وكان ابنه معن مصاهرا لصاحب بلنسية عبد العزيز بن عامر , وكانت المرية قد صارت له , فاستناب عليها معنا هذا , فخافه وتملكها وتم له ذلك , وتملكها من بعده ولده المعتصم محمد , فكان حليما , جوادا , ممدحا , وقد داخل ابن تاشفين ونصره , ثم إن ابن تاشفين عزم على أخذ البلاد من ابن صمادح -وكان يملك المرية وبجانة والصمادحية- فأظهر العصيان لابن تاشفين , وكان فيه خير ودين وعدل وتواضع وعقل تام .روى عن أبيه عن جده كتابه : "المختصر في غريب القرآن ".
وقد سار السلطان أبو يحيى مع رجاله على أحسن سيرة في جنده ورعيته، فحسنت أيامه واستقرَّت دولته، وكان من أهل الأدب والمعارف فاضلاً عاقلاً، وكان لأهل الشعر عنده سوق نافقة، فقصده جمع منهم وأقام ملكاً بمدينة المرية دام إحدى وأربعين سنة.
3- أحمد بن ابن أبي يحيى، سرعان ما اعتزل العرش لقدوم المرابطين، وكان والده قد أوصاه إذا بلغه أن ابن عباد جرى عليه شيء من قبل المرابطين أن يركب البحر إلى قلعة بني حماد، فلما بلغه خلع المعتمد بن عباد، كاتب المنصور بن الناصر الحمَّادي صاحب قلعة بني حماد من عمل بجَّاية واستأذنه في الوصول إلى بلاده، فأذن له حيث بقي في مدينة تنس حتى وفاته.
دولة بني الأفطس
بنو الأفطس من ملوك الطوائف. قيل أنهم أمازيغ مستعربة لكن ذكر إبن خلدون أنهم من بنو تجيب ، كان مؤسس السلالة عبد الله بن الأفطس من كبار رجالات الحكم الثاني الخليفة الأموي. اقتطع لنفسه إمارة بطليوس بعد أفول الخلافة بقرطبة، تمكن بنو الأفطس بعدها لبعض الفترات من تملك غرب إسبانيا وجزء من البرتغال. على مدى ثلاثة أجيال من الحكام عبد الله ، والمظفر ثم عمر المتوكل. تمتع هؤلاء بثقافة عالية وكانوا من رعاة الآداب والعلوم. كانت بينهم وبين بني عباد حكام إشبيلية حروب انتهت باستيلاء الأخيرين على جزء كبير من مملكة بني الأفطس. أصبحوا في نهاية أمرهم يؤدون الجزية إلى مملكة قشتالة فكانوا أخر من ملوك الطوائف المسلمين إلى أن قضى عليهم المرابطين.
حكامهم
1.عبد الله المنصور 413هـ -437 هـ
2.محمد المظفر بن عبد الله المنصور 437هـ - 461هـ
3.يحيى المنصور بن محمدالمظفر 461هـ -464هـ
4.عمر المتوكل بن محمدالمظفر 464هـ -488هـ
موقف للمتوكل على الله بن الأفطس
كان الصراع القائم بين ملوك الطوائف المسلمين ابتداءا من سنة 422هـ تقريبا أمثال دولة بني عباد وبني رزين وبني الأحمر وبني غانية وغيرهم سببا لضعفهم مما جعلهم يدفعون الجزية لملك النصارى الفونسو السادس ومن معه لكن أمير مملكة بطليوس المتوكل بن الأفطس التجيبي كان الوحيد من ملوك الطوائف الذي امتنع عن دفع الجزية للنصاري، فأرسل له ألفونسو السادس رسالة شديدة اللهجة يطلب فيها منه أن يدفع الجزية كما يدفعها إخوانه من المسلمين في الممالك الإسلامية المجاورة فأرسل له رسالة يقول فيها :
"وصل إلينا من عظيم الروم كتاب مدع في المقادير وأحكام العزيز القدير يرعد ويبرق ويجمع تارة ثم يفرق، ويهدد بجنوده المتوافرة وأحواله المتظاهرة، ولو علم أن لله جنوداً أعز بهم الإسلام وأظهر بهم دين نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ،ولا يخافون، بالتقوى يعرفون، وبالتوبة يتضرعون، ولئن لمعت من خلف الروم بارقة فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليميز الله الخبيث من الطيب ويعلم المنافقين، أما تعييرك للمسلمين فيما هي من أحوالهم فبالذنوب المركومة.. ولو اتفقت كلمتنا مع سائرنا من الأملاك لعلمت أي مصاب أذقناك كما كانت آباؤك تتجرعه وبالأمس كانت قطيعة المنصور على سلفك لما أجبر أجدادك على دفع الجزية حتى أهدي جدك أحد بناته إليه، أما نحن إن قلت أعدادنا وعدم من المخلوقين استمدادنا فما بيننا وبينك بحر نخوضه ولا صعب نروده، ليس بيننا وبينك إلا السيوف تشهد بحدها رقاب قومك وجلاد تبصره في ليلك ونهارك وبالله وملائكته المسومين نتقوى عليك ونستعين ليس لنا سوي الله مطلب ولا لنا إلى غيره مهرب وما تتربصون بنا إلا إحدى الحسنيين نصر عليكم فيا لها من نعمة ومنة أو شهادة في سبيل الله فيا لها من جنة، وفي الله العوض مما به هددت وفرج يفرج بما نددت ويقطع بما أعددت".
وختم رسالته وأرسلها إلى ألفونسو السادس، الذي لم يستطع أن يرد، وما استطاع أن يرسل له جيشاً ليحاربه.
http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_06_1313718126613181.png
علماء وأدباء بنو تجيب الكنديون
•أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي، الأندلسي، القرطبي، الباجي، الذهبي من علماء أمازيغ الأندلس، كانا قاضياً و إماماً أشعرياً ، وفقيه مالكياً صاحب تصانيف. من تلامذته : ابن عبد البر وابن حزم وأبو بكر الخطيب وعلي بن عبد الله الصقلي وأبو عبد الله الحميدي وأحمد بن علي بن غزلون وأبو علي بن سكرة الصدفي وأبو بكر الطرطوشي وابنه الزاهد أبو القاسم بن سليمان وأبو علي بن سهل السبتي وأبو بحر سفيان بن العاص ومحمد بن أبي الخير القاضي وخلق سواهم. تفقه به أئمة، واشتهر اسمه، وصنف التصانيف النفيسة. قال القاضي عياض آجر أبو الوليد نفسه ببغداد لحراسة درب، وكان لما رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذهب للغزل، ويعقد الوثائق قال لي أصحابه: كان يخرج إلينا للإقراء وفي يده أثر المطرقة، إلى أن فشا علمه، وهيتت الدنيا به، وعظم جاهه، وأجزلت صلاته، حتى توفي عن مال وافر، وكان يستعمله الأعيان في ترسلهم، ويقبل جوائزهم، ولي القضاء بمواضع من الأندلس.
قال الأمير أبو نصر: أما الباجي ذو الوزارتين ففقيه متكلم، أديب شاعر، سمع بالعراق، ودرس الكلام، وصنف إلى أن قال: وكان جليلا رفيع القدر والخطر، قبره بالمرية.
وأما الحافظ ابن عساكر، فذكر أن أبا الوليد قال : كان أبي من باجة القيروان تاجرا يختلف إلى الأندلس. مات أبو الوليد بالمرية في التاسع عشر من رجب سنة 474 هـ.
•سعيد بن محمد بن محمد التُّجِيبي العقباني التلمساني، إمام تلمسان وعلامتها في عصره، قاض من أكابر فقهاء المالكية، والعقباني نسبة إلى قرية من قرى الأندلس، ولي القضاء ببجاية وتلمسان وسلا ومراكش وتوفي سنة 811هـ.
•أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبي، من أهل مرسية وصاحب الأحكام بها، كان فقيهاً حافظاً مدرساً يتقدم في معرفة الأحكام والشروط ويشارك في علم القرآن والآثار وله حظ من الآداب وتقلد خطة الشورى وأحكام القضاء ببلده سنين عدة بعد أن ولي قضاء شاطبة ثم صرف عنها محمود السيرة معروف التواضع والنزاهة.
•علي بن أحمد بن الحسن التجيبي الأندلسي. فقيه مالكي أصولي ومفسر وفيلسوف ومنطقي. ولد بمراكش، ونشأ بها وأخذ عن علمائها. ثم رحل إلى المشرق طلبًا للعلم ونشرًا له، ولقي كثيرًا من العلماء وناظرهم. كان كثير الاحتمال والصبر، هادئ الطبع لا يغضب لنفسه مهما استغضب. أخذ عنه العلم كثير من العلماء منهم: أبو العباس الغبريني الذي قال: تعلمنا عليه تفسير الفاتحة في نحو ستة أشهر. له في التفسير كتاب مفتاح الباب المقفل على فهم القرآن المنزل. وله كتاب الوافي في الفرائض. توفي بحماة سنة 637هـ.
•الإمام العالم الحافظ المحدث أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن سليمان التجيبي المرسي ، محدث تلمسان أخذ القراءات وجودها عن أبي أحمد بن معط المرسي ، وأبي الحجاج الثغري ، وابن الفرس ، وحج ، وطول الغيبة ، وأكثر عن أبي طاهر السلفي ، وكتب عن مائة وثلاثين نفسا ، وعمل " المعجم " وكان يقول : دعا لي السلفي بطول العمر ، وقال لي : تكون محدث المغرب إن شاء الله، توفي سنة 610هـ.
•أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ بن باجة التجيبي من أبرز الفلاسفة العرب، اهتم بالطب والرياضيات والفلك والادب والموسيقى، كان أحد وزراء وقضاة الدولة المرابطية. يعرف عند الغرب باسم (لاتينية: Avempace : آفيمبس)، توفي بمدينة فاس سنة 533هـ.
•القاسم بن يوسف بن محمد بن علي التجيبي البلنسي السبتي نسبة لمدينة سبتة بالاندلس. جغرافي ورحالة أندلسي، وله كتاب يسمى البرنامج يعد من أنفس الكتب واهم المراجع في عالم الرحلة. كان من بلنسية أصلا، كما أثبت هو ذلك في برنامجه، وقد سقطت بلنسية في يد المسيحيين سنة 488هـ على يد القشتاليين، ويبدو أن هذا سبب هجرته إلى سبتة التي نشأ فيها شأنه شأن العديد من الأسر الأندلسية، وقد أحيو التراث والتقاليد الأندلسية في سبتة. فقد خرج التجيبي في رحلته للحج منطلقا من سبتة حوالي سنة 695هـ , ومرّ بمراكز الثقافة الإسلامية المعروفة لعهده، فلقي بها العلماء وروى عنهم، ووصل سنده بأسانيدهم، ووثّق كتبه، وقدم لنا عن هذه الرحلة وثيقة على غاية من الأهمية، تلف منها الكثير، وبقى قسم نشر بعنوان (مستفاد الرحلة والاغتراب) توفي حوالي سنة 730 هـ عن عمر بلغ حوالي الستين.
•سعد بن أحمد بن إبراهيم التجيبي، أبو عثمان الشهير بإبن ليون التجيبي، من علماء الاندلس وأدبائها المقدمين. ولد بالمرية ونشأ بها ولم يخرج منها. وتوفي فيها شهيدا بالطاعون سنة 750هـ. له أكثر من مئة مصنف، منها في (الهندسة) و (الفلاحة) ومنها كتاب (كمال الحافظ) في المواعظ، و (أنداء الديم) في الحكم، و (لمح السحر من روح الشعر) اختصر به كتاب روح الشعر لمحمد بن أحمد بن الجلاب الفهري الشهيد، في خزانة الرباط (النصف الثاني من 1212 كتاني) و (النخبة العليا من أدب الدين والدنيا) اختصر به كتاب الماوردي، (الانالة العلمية)، اختصر به رسالة في أحوال فقراء الصوفية المتجددين، لعلي بن عبد الله الششتري، وصحح بعض ما فيه من الاحاديث وفسر المبهم من معانيه. و (الأبيات المهذبة في المعاني المقربة) و (نصائح الاحباب وصحائح الآداب) و (بغية الموانس من بهجة المجالس وأنس المجالس) ، انتقاه من (بهجة المجالس) لابن عبد البر. واختصر كثيرا من الكتب. وشعره كله حكم وعظات.
•محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبي، شاعر من أهل مرسية يكنى أبا القاسم. صحب القاضي أبا الوليد بن رشيد ولازمه بقرطبة وأخذ عنه علمه، ولي القضاء في الجزيرة الخضراء ومنها ولي قضاء شاطبة ثم صرف عنه عند محنة أبي الوليد وتتبع أصحابه ثم ولي قضاء دانية، وكان عالماً متفنناً أديباً ماهراً ناظماً ناثراً.
•صفوان بن إدريس بن إبراهيم التجيبي المرسيّ، أبو بحر أديب الأندلس وشاعرها ومن الكتاب الشعراء، من بيت نابه في مرسية مولده ووفاته بها، من كتبه (زاد المسافر) في أشعار الأندلسيين، وله مجموع شعره ونثره مجلدان (الرحلة)، وكتاب في (أدباء الأندلس)، لم يكمله.
•إدريس بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبي. من أهل مرسية في الأندلس يكنى أبا يحيى كان من أهل المعرفة بالوثائق والعقود والفقة والأدب ولي قضاء شاطبة بعد أبي بكر بن بيبش وخطب آخر عمرة بجامع بلده.
•إبراهيم بن يحيى التجيبي ويلقب بالزرقالي . عالم فلكي وصايغ أدوات ومخترع وجغرافي ورياضي عربي مسلم.ولد في قرطبة بالأندلس .تلقى الزرقالي تعليمه في العلوم التجريبية في مدينة طليطلة التي كانت في القرن الحادي عشر الميلادي مركزاً ثقافياً وعلمياً لبلاد الأندلس كلها .
يعد الزرقالي أكبر راصد فلكي في عصره ، بالإضافة إلى تميزه في الجانب العملي كصناعة الإسطرلابان . وكان له دور أساسي في أعداد الجداول الفلكية التي تبين حركات الكواكب السيارة وألحق بها شروطاً خاصة وأطلق على هذه الجداول ( الأزياج الطليطلية ) وقد اشتهرت هذه الأزياج بأكملها منذ القرن الثامن عشر .
اخترع الزرقالي آلات فلكية جديدة لضمان دقة رصد الكواكب والنجوم ، وقد ورد ذلك في كتابه) صحيفة الزرقالي) وتمت ترجمة هذا الكتاب إلى اللغات الأوربية ومنها اللاتينية والإيطالية في القرن الثاني عشر الميلادي واستفاد منه علماء الغرب ، إذ يشتمل هذا الكتاب على شرح لكيفية عمل الإسطرلاب على منهاج جديد والتحسينات التي أضافها إليه وكذلك معلومات في الفلك وحساب مواقع النجوم ، كان الزرقالي أول من قال أن الكواكب تدور في مدارات بيضوية أهليلجية وكان هذا الرأي غير مقبول في عصره فعرفه الغرب من عالم آخر وهو الألماني يوهانس كبلر ( 1571-1630م). وكان أيضاً أول من أثبت أن حركة ميل أوج الشمس هي 12.04 ثانية بالنسبة للنجوم الثوابت ، ويقدر الرقم الحقيقي 11.08.
أهم المراجع
1.الولاة والقضاة - للكندي.
2.البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب - لأبن عذاري.
3.دول الطوائف منذ قيامها حتى الفتح المرابطي - لمحمد عبد الله عنان
4.دولة الإسلام في الاندلس - محمد عبالله عنان
5.ديوان المبتدأ و الخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر - إبن خلدون