مطرالثبيتي
03-20-2014, 02:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر خبر خروج المهدي
قال ابن عباس رضي الله عنهما : يبايع بين مكة والركن ، ويكون أول أمره على عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، وقيل : إنه يخرج (قبل هذا ولى) من قرية من قرى حرس في ثلاثين رجلا ، ثم يجتمع إليه المؤمنون من كل ناحية ، ثم ينكسف القمر ثلاث ليال متواليات ، ثم يظهر المهدي بمكة ويشيع أمره ، فيبلغ ذلك (الزهراني صاحب) السفياني ، فيبعث إلى المهدي جيشاً ثلاثين ألفا فينزلون في البرية ثم يخرج السفياني إلى البيداء ، فإذا استقر بالموضع خسف الله تعالى بهم الأرض ، فيأخذهم إلى أعناقهم حتى لا يفلت منهم إلا رجلان يخرجان بفرسيهما ، فإذا وصلوا إلى القوم رأوهم وقد خسف الله بهم ، فيخسف الأرض بواحد منهما ، ويحول الله وجه الآخر إلى قفاه ، فيبقى كذلك مدة حياته ، ثم يخرج المهدي بمن معه الى بلاد الروم فيسير حتى يسمع بهلاك السفياني وأصحابه ، قال : وذلك قوله تعالى : { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب } . فيحمد المهدي الله تعالى على ذلك ، ويخرج إلى بلاد الروم في نحو مائة ألف فيصل إلى القسطنطينية ، فيدعو ملك الروم إلى الإسلام فيأبى فيقاتله ، ويدوم القتال بينهم شهرين ، ثم ينهزم ملك الروم ، ويدخل المسلمون الى القسطنطينية فينزل المهدي على بابها ولها سبعة أسوار فيكبر سبع تكبيرات فينهدم كل سور منها بتكبيرة ويدخلها المهدي ويقتل خلقاً كثيرا ويقتل ملك الروم ، ثم يرفع عنهم السيف ويأخذ المسلمون الغنائم ما لا يحصى ، حتى إن الرجل ليأخذ من الجوهر ما يعجز عن حمله ، فبينما هم كذلك إذ يأتيهم الخبر من خليفة المهدي بخروج الدجال واجتماع الناس عليه ، فيتركون تلك الغنائم وينصرفون الى بلادهم مسرعين لمحاربة الدجال ، فيقال : إن المهدي يسير نحو الدجال وعلى رأسه عمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيلتقون ويقتتلون قتالا شديدا ، فيقتل من أصحاب الدجال أكثر من ثلاثين ألف ثم ينهزم الدجال فيمر نحو بيت المقدس فيأمر الله الأرض بإمساك قوائم خيله ، ويرسل عليهم ريحا حمراء فتقتل منهم أربعين ألف ، قال : ثم يقبل المهدي بجيشه زهاء مائة ألف في أيديهم الرايات البيض فيقول المهدي لعسكر الدجال : ويلكم ! اتشكون في هذا الأعور الكذاب أنه الدجال ؟ فيقولون : لا ، ولكنا نعيش في طعامه ، فيمسخون في الحال قردة وخنازير ، ثم ينزل عيسى بعد ذلك الى الأرض ويصلي خلف المهدي ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
قال كعب : إن الدجال رجل طويل ، عريض الصدر ، مطموس العين اليمنى واليسرى كأنها كوكب درى ، مكتوب بين عينيه ( كافر ) ، يقرؤه كل كاتب أو غير كاتب ، ويدعى أنه الرب ومعه يومئذ جبل من خبز ، وجبل من لحم وأجناس من الفواكه والخمور ومعه أصحاب الملاهي يمشون بين يديه بالطبول والطنابير والمعازف والعيدان والنايات والصنوج وغير ذلك ، فلا يسمعه أحد إلا وتبعه وفتنه إلا من عصمه الله ، ويكون معه نار وجنة ، وهو يقول : من أطاعني أدخلته الجنة ومن عصاني ولم يسجد لي ألقيته في النار ، قال : وعلامة خروجه أن تهب ريح مثل ريح قوم عادي ، وتسمع صيحة عظيمة مثل صيحة قوم صالح ، ويكون مسخا كمسخ أصحاب الرس ، وذلك عند ترك الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإذا أخذوا في سفك الدماء واستحلوا الربا وشيدوا البنيان وشربوا الخمور ، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، فعند ذلك يخرج الدجال من جهة المشرق من قرية يقال لها سيراباد بين الأهواز وأصفهان ، ويخرج على حمار له ، قال : وهو أحمر الحاجبين ، أشعر الأنف ، تخرج من خلل أسنانه رائحه لا يشمها أحد إلا إليه نتنه ، في جبهته قرن مكسور تخرج منه الحيات والعقارب ، محدوب الظهر ، قد صورت آلات السلاح في جسده حتى الرمح والفأس والسهم ، والدرق ، وهو يتناول السحاب بيده ، ويخوض البحار إلى كعبيه ، ويستظل في ظل أذان حماره خلق كثير من أولاد الزنا ، عليهم خفاف مخروطة لحافهم مناقير كمناقير العقبان ، لأصابعهم أظافير كالمناجل ، ومعه قوم من السحرة يقلبون الجبال خبزا والأنهار شراباً ، ولا يطعم ولا يسقى إلا من آمن به ، ومعه صاحب لوائه من قريته ينادي بأعلى صوته : هذا ربكم فاعرفوه ، فإذا سار الدجال سارت معه جبال طعامه وأنهار شرابه ، وإذا وقف وقفت ، يطوف الأرض شرقها وغربها حتى يدخل أرض بابل فيلقاه الخضر ، فيقول له الدجال : أنا رب العالمين ، فيقول له الخضر : كذبت يا دجال ! إن رب العالمين رب السموات والأرضين ، فيقتله الدجال ويقول : لو كان لهذا إله كما يزعم لأحياه ، فيحي الله الخضر من ساعته فيقوم ويقول : ها أنا يا دجال ، قد أحياني الله ربي ، ثم يقبل الخضر على أصحابه ويقول : ويلكم ! لا يفتننكم هذا الكافر ، ويقال : إنه يقتل الخضر ثلاث مرات ويحييه الله تعالى ، ثم يخرج الدجال نحو مكة ، فإذا دنا منها رأى الملائكة محدقين بالبيت الحرام قد نشروا أجنحتهم على الكعبة ، يخرج من خلل أجنحتهم مثل شرر النيران ، فلا يقدر على دخولها ، ثم يسير إلى المدينة فيجدها كذلك ثم إلى بيت المقدس فلا يقدر على دخوله لكثرة من حوله من الملائكة ، وأختلف في مدة إقامته في الأرض ، فقيل أربعين سنة ، وقيل أربعين يوماً ، على ما نورد ذلك من الحديث الصحيح النبوي الذي يشمل ذكر هذه الفتن كلها ، قال : وأما المسلمون فإنهم يصومون ويصلون كما كانوا غير أنهم في غم ، قد تركوا المساجد ولزموا البيوت ، وتطلع الشمس متلونة : مرة بيضاء ، ومرة صفراء ومرة حمراء ومرة سوداء ، وتكون الأرض في الزلزلة والرجفة ، ثم يكون بينه وبين المهدي ما قدمنا ثم ينزل عيسى بن مريم عليه السلام .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكر فتنة الدجال وما يلاقيه الناس منه ، قال : : " فبينما هم كذلك إذ بعث الله عيسى بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضع كفيه على أجنحة ملكين ، اذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفع رأسه يتحدر منه جمان كاللؤلؤ ، ولا يحل لكافر أن يجد ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فينطلق حتى يدرك الدجال فيقتله عند باب لُد ، قال : " ثم يأتي نبي الله عيسى عليه السلام قوما قد عصمهم الله فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة " والله أعلم .
المرجع
نهاية الأرب في فنون الأدب
تأليف
شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري
كتب الموضوع الاستاذ / مطر بن خلف الثبيتي
والسلام ختام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر خبر خروج المهدي
قال ابن عباس رضي الله عنهما : يبايع بين مكة والركن ، ويكون أول أمره على عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، وقيل : إنه يخرج (قبل هذا ولى) من قرية من قرى حرس في ثلاثين رجلا ، ثم يجتمع إليه المؤمنون من كل ناحية ، ثم ينكسف القمر ثلاث ليال متواليات ، ثم يظهر المهدي بمكة ويشيع أمره ، فيبلغ ذلك (الزهراني صاحب) السفياني ، فيبعث إلى المهدي جيشاً ثلاثين ألفا فينزلون في البرية ثم يخرج السفياني إلى البيداء ، فإذا استقر بالموضع خسف الله تعالى بهم الأرض ، فيأخذهم إلى أعناقهم حتى لا يفلت منهم إلا رجلان يخرجان بفرسيهما ، فإذا وصلوا إلى القوم رأوهم وقد خسف الله بهم ، فيخسف الأرض بواحد منهما ، ويحول الله وجه الآخر إلى قفاه ، فيبقى كذلك مدة حياته ، ثم يخرج المهدي بمن معه الى بلاد الروم فيسير حتى يسمع بهلاك السفياني وأصحابه ، قال : وذلك قوله تعالى : { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب } . فيحمد المهدي الله تعالى على ذلك ، ويخرج إلى بلاد الروم في نحو مائة ألف فيصل إلى القسطنطينية ، فيدعو ملك الروم إلى الإسلام فيأبى فيقاتله ، ويدوم القتال بينهم شهرين ، ثم ينهزم ملك الروم ، ويدخل المسلمون الى القسطنطينية فينزل المهدي على بابها ولها سبعة أسوار فيكبر سبع تكبيرات فينهدم كل سور منها بتكبيرة ويدخلها المهدي ويقتل خلقاً كثيرا ويقتل ملك الروم ، ثم يرفع عنهم السيف ويأخذ المسلمون الغنائم ما لا يحصى ، حتى إن الرجل ليأخذ من الجوهر ما يعجز عن حمله ، فبينما هم كذلك إذ يأتيهم الخبر من خليفة المهدي بخروج الدجال واجتماع الناس عليه ، فيتركون تلك الغنائم وينصرفون الى بلادهم مسرعين لمحاربة الدجال ، فيقال : إن المهدي يسير نحو الدجال وعلى رأسه عمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيلتقون ويقتتلون قتالا شديدا ، فيقتل من أصحاب الدجال أكثر من ثلاثين ألف ثم ينهزم الدجال فيمر نحو بيت المقدس فيأمر الله الأرض بإمساك قوائم خيله ، ويرسل عليهم ريحا حمراء فتقتل منهم أربعين ألف ، قال : ثم يقبل المهدي بجيشه زهاء مائة ألف في أيديهم الرايات البيض فيقول المهدي لعسكر الدجال : ويلكم ! اتشكون في هذا الأعور الكذاب أنه الدجال ؟ فيقولون : لا ، ولكنا نعيش في طعامه ، فيمسخون في الحال قردة وخنازير ، ثم ينزل عيسى بعد ذلك الى الأرض ويصلي خلف المهدي ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
قال كعب : إن الدجال رجل طويل ، عريض الصدر ، مطموس العين اليمنى واليسرى كأنها كوكب درى ، مكتوب بين عينيه ( كافر ) ، يقرؤه كل كاتب أو غير كاتب ، ويدعى أنه الرب ومعه يومئذ جبل من خبز ، وجبل من لحم وأجناس من الفواكه والخمور ومعه أصحاب الملاهي يمشون بين يديه بالطبول والطنابير والمعازف والعيدان والنايات والصنوج وغير ذلك ، فلا يسمعه أحد إلا وتبعه وفتنه إلا من عصمه الله ، ويكون معه نار وجنة ، وهو يقول : من أطاعني أدخلته الجنة ومن عصاني ولم يسجد لي ألقيته في النار ، قال : وعلامة خروجه أن تهب ريح مثل ريح قوم عادي ، وتسمع صيحة عظيمة مثل صيحة قوم صالح ، ويكون مسخا كمسخ أصحاب الرس ، وذلك عند ترك الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإذا أخذوا في سفك الدماء واستحلوا الربا وشيدوا البنيان وشربوا الخمور ، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، فعند ذلك يخرج الدجال من جهة المشرق من قرية يقال لها سيراباد بين الأهواز وأصفهان ، ويخرج على حمار له ، قال : وهو أحمر الحاجبين ، أشعر الأنف ، تخرج من خلل أسنانه رائحه لا يشمها أحد إلا إليه نتنه ، في جبهته قرن مكسور تخرج منه الحيات والعقارب ، محدوب الظهر ، قد صورت آلات السلاح في جسده حتى الرمح والفأس والسهم ، والدرق ، وهو يتناول السحاب بيده ، ويخوض البحار إلى كعبيه ، ويستظل في ظل أذان حماره خلق كثير من أولاد الزنا ، عليهم خفاف مخروطة لحافهم مناقير كمناقير العقبان ، لأصابعهم أظافير كالمناجل ، ومعه قوم من السحرة يقلبون الجبال خبزا والأنهار شراباً ، ولا يطعم ولا يسقى إلا من آمن به ، ومعه صاحب لوائه من قريته ينادي بأعلى صوته : هذا ربكم فاعرفوه ، فإذا سار الدجال سارت معه جبال طعامه وأنهار شرابه ، وإذا وقف وقفت ، يطوف الأرض شرقها وغربها حتى يدخل أرض بابل فيلقاه الخضر ، فيقول له الدجال : أنا رب العالمين ، فيقول له الخضر : كذبت يا دجال ! إن رب العالمين رب السموات والأرضين ، فيقتله الدجال ويقول : لو كان لهذا إله كما يزعم لأحياه ، فيحي الله الخضر من ساعته فيقوم ويقول : ها أنا يا دجال ، قد أحياني الله ربي ، ثم يقبل الخضر على أصحابه ويقول : ويلكم ! لا يفتننكم هذا الكافر ، ويقال : إنه يقتل الخضر ثلاث مرات ويحييه الله تعالى ، ثم يخرج الدجال نحو مكة ، فإذا دنا منها رأى الملائكة محدقين بالبيت الحرام قد نشروا أجنحتهم على الكعبة ، يخرج من خلل أجنحتهم مثل شرر النيران ، فلا يقدر على دخولها ، ثم يسير إلى المدينة فيجدها كذلك ثم إلى بيت المقدس فلا يقدر على دخوله لكثرة من حوله من الملائكة ، وأختلف في مدة إقامته في الأرض ، فقيل أربعين سنة ، وقيل أربعين يوماً ، على ما نورد ذلك من الحديث الصحيح النبوي الذي يشمل ذكر هذه الفتن كلها ، قال : وأما المسلمون فإنهم يصومون ويصلون كما كانوا غير أنهم في غم ، قد تركوا المساجد ولزموا البيوت ، وتطلع الشمس متلونة : مرة بيضاء ، ومرة صفراء ومرة حمراء ومرة سوداء ، وتكون الأرض في الزلزلة والرجفة ، ثم يكون بينه وبين المهدي ما قدمنا ثم ينزل عيسى بن مريم عليه السلام .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكر فتنة الدجال وما يلاقيه الناس منه ، قال : : " فبينما هم كذلك إذ بعث الله عيسى بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضع كفيه على أجنحة ملكين ، اذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفع رأسه يتحدر منه جمان كاللؤلؤ ، ولا يحل لكافر أن يجد ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فينطلق حتى يدرك الدجال فيقتله عند باب لُد ، قال : " ثم يأتي نبي الله عيسى عليه السلام قوما قد عصمهم الله فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة " والله أعلم .
المرجع
نهاية الأرب في فنون الأدب
تأليف
شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري
كتب الموضوع الاستاذ / مطر بن خلف الثبيتي
والسلام ختام