مطرالثبيتي
02-27-2014, 09:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أديـــــــــــان الـعــرب
كانت أديان العرب مختلفة بالمجاورات لأهل الملل ، والانتقال إلى البلدان والانتجاعات ، فكانت قريش وعامة ولد معد بن عدنان على بعض دين إبراهيم ، يحجون البيت ويقيمون المناسك ، ويقرون الضيف ويعظمون الأشهر الحرم وينكرون الفواحش والتقاطع والتظالم ويعاقبون على الجرائم فلم يزالوا على ذلك ما كانوا ولاة البيت .
وكان آخر من قام بولاية البيت الحرام من ولد معد : ثعلبة بن إياد بن نزار بن معد ، فلما خرجت إياد وليت خزاعة حجابة البيت ، فغيروا ما كان عليه الأمر في المناسك ، حتى كانوا يفيضون من عرفات قبل الغروب ، ومن جمع بعد أن تطلع الشمس .
وخرج عمرو بن لُحي ، واسم لُحي : ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر ، إلى أرض الشام وبها قوم من العمالقة يعبدون الأصنام ، فقال لهم : ما هذه الأوثان التي أراكم تعبدون ؟ قالوا : هذه أصنام نعبدها ، نستنصرها فننصر ونستسقي بها فنسقى ، فقال ألا تعطونني منها صنماً ، فأصير به إلى أرض العرب عند بيت الله الذي تفد إليه العرب ؟ فأعطوه صنماً يقال له هُبل ، فقدم بها مكة ، فوضعه عند الكعبة ، فكان أول صنم وضع بمكة ، ثم وضعوا به إساف ونائلة كل واحد منهما على ركن من أركان البيت ، فكان الطائف إذا طاف بدأ بإساف ، فقبله وختم به ، ونصبوا على الصفا صنماً يقال له مجاور الريح ، وعلى المروة صنماً يقال له مطعم الطير ، فكانت العرب إذا حجت البيت ، فرأت تلك الأصنام ، سألت قريشاً وخزاعة ، فيقولون : نعبدها لتقربنا إلى الله زلفى .
فلما رأت العرب ذلك اتخذت أصناماً ، فجعلت كل قبيلة لها صنماً يصلون له تقرباً إلى الله ، فيما يقولون فكان لكلب بن وبرة وأحياء قضاعة ود منصوباً بدومة الجندل بجرش ، وكان لحمير وهـمدان نسر منصوباً بصنعاء ، وكان لكنانة سواع وكان لغطفان العزى ، وكان لهند وبجيلة وخثعم ذو الخلصة ، وكان لطيء الفلس منصوباً بالحبس ، وكان لربيعة وإياد ذو الكعبات بسنداد ، من أرض العراق ، وكان لثقيف اللات منصوبا بالطائف ، وكان للأوس والخزوج مناة منصوباً بفدك ، مما يلي ساحل البحر ، وكان لدوس صنم يقال له ذو الكفين ، ولبني بكر بن كنانة صنم يقال له سعد وكان لقوم من عذرة صنم يقال له شمس ، وكان للازد صنم يقال له رئام .
فكانت العرب إذا أرادت حج البيت الحرام وقفت كل قبيلة عند صنما وصلوا عنده ثم تلبوا حتى تقدموا مكة فكانت تلبياتهم مختلفة :
وكانت تلبية قريش : لبيك اللهم لبيك ! لبيك لا شريك لك ، تملكه ، وما ملك .
وكانت تلبية كنانة : لبيك اللهم لبيك ! اليوم يوم التعريف ويوم الدعاء والوقوف .
وكانت تلبية بني أسد : لبيك اللهم لبيك ! يا رب أقبلت بنو أسد أهل التواني والوفاء والجلد إليك .
وكانت تلبية بني تميم : لبيك اللهم لبيك ! لبيك لبيك عن تميم قد تراها ، قد أخلقت أثوابها وأثواب من وراءها ، وأخلصت لربها دعاءها .
وكانت تلبية قيس عيلان : لبيك اللهم لبيك ! لبيك أنت الرحمن ، اتتك قيس عيلان راجلها والركبان .
وكان تلبية ثقيف : لبيك اللهم ! إن ثقيفاً قد أتوك وأخلفوا المال ، وقد رجوك .
وكانت تلبية هذيل : لبيك عن هذيل ، قد أدلجوا بليل في إبل وخيل .
وكانت تلبية ربيعة : لبيك ربنا لبيك لبيك ! إن قصدنا إليك ، وبعضهم يقول : لبيك عن ربيعة ، سامعة لربها مطيعة .
وكانت حمير وهـمدان يقولون : لبيك عن حمير وهـمدان ، والحليفين من حاشد وألهان .
وكانت تلبية الأزد : لبيك رب الأرباب ! تعلم فصل الخطاب ، لملك كل مثاب .
وكانت تلبية مذحج : لبيك رب الشعري ، ورب اللات والعزى .
وكانت تلبية كندة وحضر موت : لبيك لا شريك لك ! تملكه أو تهلكه أنت حكيم فاتركه
وكانت تلبية غسان : لبيك رب غسان راجلها والفرسان .
وكانت تلبية بجيلة : لبيك عن بجيلة في بارف ومخيلة .
وكانت تلبية قضاعة : لبيك عن قضاعة ، لربها دفاعة سمعاً له وطاعة .
وكانت تلبية جذام : لبيك عن جذام ذي النهى والأحلام .
وكانت تلبية عك والأشعريين : نحج للرحمن بيتاً عجبا ، مستتراً ، مضبباً ، محجبا .
وكانت العرب في أديانهم على صنفين : الحمس والحلة ، فأما الحمس فقريش كلها وأما الحلة فخزاعة لنزولها مكة ومجاورتها قريشاً ، وكانوا يشددون على أنفسهم في دينهم ، فإذا نسكوا لم يسلأوا سمناً ولم يدخروا لبناً ، ولم يحولو بين مرضعة ورضاعها حتى يعافه ، ولم يجزوا شعراً ، ولا ظفراً ولم يدهنوا ولم يمسوا النساء ولا الطيب ، ولم يأكلوا لحماً ، ولم يلبسوا في حجهم وبراً ولا صوفاً ولا شعراً ، ويلبسون جديداً ويطوفون بالبيت في نعالهم لا يطأون أرض المسجد تعظيماً له ، ولا يدخلون البيوت من أبوابها ، ولا يخرجون إلى عرفات ، ويلزمون مزدلفة ويسكنون في حال نسكهم قباب الأدم .
وكان الحلة ، وهي تميم ، وضبة ، ومزينة ، والرباب ، وعكل ، وثور ، وقيس عيلان – كلها – ما خلا عدوان وثقيفاً ، وعامر بن صعصة وربيعة بن نزار كلها ، وقضاعة وحضر موت ، وعك ، وقبائل من الأزد لا يحرمون الصيد في النسك ، ويلبسون كل الثياب ، ويسلأون السمن ن ولا يدخلون من باب بيت ولا دار ، ولا يؤويهم ما داموا محرمين ، وكانوا يدهنون ويتطيبون ويأكلون اللحم ، فإذا دخلو مكة بعد فراغهم نزعوا ثيابهم التي كانت عليهم ، فإن قدروا على أن يلبسوا ثياب الحمس كراء أو عارية فعلوا ، وإلا طافوا بالبيت عراة ، وكانوا لا يشترون في حجهم ولا يبيعون فهاتان الشريعتان اللتان كانت العرب عليهما .
ثم دخل قوم من العرب في دين اليهود ، وفارقوا هذا الدين ، ودخل آخرون في النصرانية وتزندق منهم قوم فقالوا بالثنوية فأما من تهود منهم فاليمن بأسرها ، كان تبع حمل حبرين من أحبار اليهود إلى اليمن ، فأبطل الأوثان ، وتهود من باليمن ، وتهود قوم من الأوس والخزرج بعد خروجهم من اليمن لمجاورتهم يهود خيبر وقريظة النضير ، وتهود قوم من بني الحارث بن كعب ، وقوم من غسان وقوم من جذام .
وأما من تنصر من أحياء العرب ، فقوم من قريش من بني أسد بن عبد العُزي ، منهم : عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزي ، وورقة بن نوفل بن أسد ، ومن بني تميم بنو امرئ القيس بن زيد مناة ، ومن ربيعة بنو تغلب ، ومن اليمن طيء ، ومذحج وبهراء ، وسليح ، وتنوخ ، وغسان ، ولخم ، وتزندق حُجر بن عمرو الكندي .
وكان للعرب حكام ترجع إليها في أمورها ، وتتحاك مفي منافراتها ومواريثها ومياهها ودمائها لانه لم يكن دين يرجع إلى شرائعها ، فكانوا يحكمون أهل الشرف والصدق والأمانة والرئاسة والسن والمجد والتجربة .
وكان أول من استقضي إليه ، فحكم : الأفعى بن الأفعى الجرهـمي وهو الذي حكم بين بني نزار في ميراثهم ، ثم سليمان بن نوفل ثم معاوية بن عروة ، ثم سخر بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن الدئل ، ثم الشداخ ، وهو يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، وسويد بن ربيعة بن حذار بن مرة بن الحارث بن سعد ، ومخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم ، وكان يجلس على سرير من خشب فسمي ذا الأعواد ، وأكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث بن مخاشن ، وعامر بن الظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن عدوان بن عمرو بن قيس ، وهرم بن قطبة بن سيار الفزاري ، وغيلا ن بن سلمة بن متعب الثقفي ، وسنان بن أبي حارثة المري ، والحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة ، وعامر الضحيان بن الضحاك بن المر بن قاسط ، والجعد بن صبرة الشيباني ، ووكيع بن سلمة بن زهير الإيادي ، وهو صاحب الصرح بالحزورة وقس بن ساعدة الإيادي ، وحنظلة بن نهد القضاعي ، وعمرو بن حممة الدوسي .
وكان في قريش خكام منهم : عبد المطلب ، وحرب بن أمية ، والزبير بن عبد المطلب ، وعبد الله بن جدعان ، والوليد بن المغيرة المخزومي .
وبعد هذا كله أقول سبحان الله العظيم رب العرش الكريم الذي بعث في الأميين رسولاً منهم ، ألا وهو محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام والذي جاء بالتشريع الحكيم من رب العالمين وهو القرآن الكريم والسنة المحمدية لجميع البشرية وأخرجهم من الظلمات إلى النور جيث قال تعالى : { ومن يدعو مع الله إله أخر فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } صدق الله العظيم ، وقال تعالى : { ومن يدع مع الله إلهاً أخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه... الآية }.
المرجع
تاريخ اليعقوبي وعلق عليه خليل المنصور
كتب الموضوع الاستاذ / مطر بن خلف الثبيتي
والسلام ختام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أديـــــــــــان الـعــرب
كانت أديان العرب مختلفة بالمجاورات لأهل الملل ، والانتقال إلى البلدان والانتجاعات ، فكانت قريش وعامة ولد معد بن عدنان على بعض دين إبراهيم ، يحجون البيت ويقيمون المناسك ، ويقرون الضيف ويعظمون الأشهر الحرم وينكرون الفواحش والتقاطع والتظالم ويعاقبون على الجرائم فلم يزالوا على ذلك ما كانوا ولاة البيت .
وكان آخر من قام بولاية البيت الحرام من ولد معد : ثعلبة بن إياد بن نزار بن معد ، فلما خرجت إياد وليت خزاعة حجابة البيت ، فغيروا ما كان عليه الأمر في المناسك ، حتى كانوا يفيضون من عرفات قبل الغروب ، ومن جمع بعد أن تطلع الشمس .
وخرج عمرو بن لُحي ، واسم لُحي : ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر ، إلى أرض الشام وبها قوم من العمالقة يعبدون الأصنام ، فقال لهم : ما هذه الأوثان التي أراكم تعبدون ؟ قالوا : هذه أصنام نعبدها ، نستنصرها فننصر ونستسقي بها فنسقى ، فقال ألا تعطونني منها صنماً ، فأصير به إلى أرض العرب عند بيت الله الذي تفد إليه العرب ؟ فأعطوه صنماً يقال له هُبل ، فقدم بها مكة ، فوضعه عند الكعبة ، فكان أول صنم وضع بمكة ، ثم وضعوا به إساف ونائلة كل واحد منهما على ركن من أركان البيت ، فكان الطائف إذا طاف بدأ بإساف ، فقبله وختم به ، ونصبوا على الصفا صنماً يقال له مجاور الريح ، وعلى المروة صنماً يقال له مطعم الطير ، فكانت العرب إذا حجت البيت ، فرأت تلك الأصنام ، سألت قريشاً وخزاعة ، فيقولون : نعبدها لتقربنا إلى الله زلفى .
فلما رأت العرب ذلك اتخذت أصناماً ، فجعلت كل قبيلة لها صنماً يصلون له تقرباً إلى الله ، فيما يقولون فكان لكلب بن وبرة وأحياء قضاعة ود منصوباً بدومة الجندل بجرش ، وكان لحمير وهـمدان نسر منصوباً بصنعاء ، وكان لكنانة سواع وكان لغطفان العزى ، وكان لهند وبجيلة وخثعم ذو الخلصة ، وكان لطيء الفلس منصوباً بالحبس ، وكان لربيعة وإياد ذو الكعبات بسنداد ، من أرض العراق ، وكان لثقيف اللات منصوبا بالطائف ، وكان للأوس والخزوج مناة منصوباً بفدك ، مما يلي ساحل البحر ، وكان لدوس صنم يقال له ذو الكفين ، ولبني بكر بن كنانة صنم يقال له سعد وكان لقوم من عذرة صنم يقال له شمس ، وكان للازد صنم يقال له رئام .
فكانت العرب إذا أرادت حج البيت الحرام وقفت كل قبيلة عند صنما وصلوا عنده ثم تلبوا حتى تقدموا مكة فكانت تلبياتهم مختلفة :
وكانت تلبية قريش : لبيك اللهم لبيك ! لبيك لا شريك لك ، تملكه ، وما ملك .
وكانت تلبية كنانة : لبيك اللهم لبيك ! اليوم يوم التعريف ويوم الدعاء والوقوف .
وكانت تلبية بني أسد : لبيك اللهم لبيك ! يا رب أقبلت بنو أسد أهل التواني والوفاء والجلد إليك .
وكانت تلبية بني تميم : لبيك اللهم لبيك ! لبيك لبيك عن تميم قد تراها ، قد أخلقت أثوابها وأثواب من وراءها ، وأخلصت لربها دعاءها .
وكانت تلبية قيس عيلان : لبيك اللهم لبيك ! لبيك أنت الرحمن ، اتتك قيس عيلان راجلها والركبان .
وكان تلبية ثقيف : لبيك اللهم ! إن ثقيفاً قد أتوك وأخلفوا المال ، وقد رجوك .
وكانت تلبية هذيل : لبيك عن هذيل ، قد أدلجوا بليل في إبل وخيل .
وكانت تلبية ربيعة : لبيك ربنا لبيك لبيك ! إن قصدنا إليك ، وبعضهم يقول : لبيك عن ربيعة ، سامعة لربها مطيعة .
وكانت حمير وهـمدان يقولون : لبيك عن حمير وهـمدان ، والحليفين من حاشد وألهان .
وكانت تلبية الأزد : لبيك رب الأرباب ! تعلم فصل الخطاب ، لملك كل مثاب .
وكانت تلبية مذحج : لبيك رب الشعري ، ورب اللات والعزى .
وكانت تلبية كندة وحضر موت : لبيك لا شريك لك ! تملكه أو تهلكه أنت حكيم فاتركه
وكانت تلبية غسان : لبيك رب غسان راجلها والفرسان .
وكانت تلبية بجيلة : لبيك عن بجيلة في بارف ومخيلة .
وكانت تلبية قضاعة : لبيك عن قضاعة ، لربها دفاعة سمعاً له وطاعة .
وكانت تلبية جذام : لبيك عن جذام ذي النهى والأحلام .
وكانت تلبية عك والأشعريين : نحج للرحمن بيتاً عجبا ، مستتراً ، مضبباً ، محجبا .
وكانت العرب في أديانهم على صنفين : الحمس والحلة ، فأما الحمس فقريش كلها وأما الحلة فخزاعة لنزولها مكة ومجاورتها قريشاً ، وكانوا يشددون على أنفسهم في دينهم ، فإذا نسكوا لم يسلأوا سمناً ولم يدخروا لبناً ، ولم يحولو بين مرضعة ورضاعها حتى يعافه ، ولم يجزوا شعراً ، ولا ظفراً ولم يدهنوا ولم يمسوا النساء ولا الطيب ، ولم يأكلوا لحماً ، ولم يلبسوا في حجهم وبراً ولا صوفاً ولا شعراً ، ويلبسون جديداً ويطوفون بالبيت في نعالهم لا يطأون أرض المسجد تعظيماً له ، ولا يدخلون البيوت من أبوابها ، ولا يخرجون إلى عرفات ، ويلزمون مزدلفة ويسكنون في حال نسكهم قباب الأدم .
وكان الحلة ، وهي تميم ، وضبة ، ومزينة ، والرباب ، وعكل ، وثور ، وقيس عيلان – كلها – ما خلا عدوان وثقيفاً ، وعامر بن صعصة وربيعة بن نزار كلها ، وقضاعة وحضر موت ، وعك ، وقبائل من الأزد لا يحرمون الصيد في النسك ، ويلبسون كل الثياب ، ويسلأون السمن ن ولا يدخلون من باب بيت ولا دار ، ولا يؤويهم ما داموا محرمين ، وكانوا يدهنون ويتطيبون ويأكلون اللحم ، فإذا دخلو مكة بعد فراغهم نزعوا ثيابهم التي كانت عليهم ، فإن قدروا على أن يلبسوا ثياب الحمس كراء أو عارية فعلوا ، وإلا طافوا بالبيت عراة ، وكانوا لا يشترون في حجهم ولا يبيعون فهاتان الشريعتان اللتان كانت العرب عليهما .
ثم دخل قوم من العرب في دين اليهود ، وفارقوا هذا الدين ، ودخل آخرون في النصرانية وتزندق منهم قوم فقالوا بالثنوية فأما من تهود منهم فاليمن بأسرها ، كان تبع حمل حبرين من أحبار اليهود إلى اليمن ، فأبطل الأوثان ، وتهود من باليمن ، وتهود قوم من الأوس والخزرج بعد خروجهم من اليمن لمجاورتهم يهود خيبر وقريظة النضير ، وتهود قوم من بني الحارث بن كعب ، وقوم من غسان وقوم من جذام .
وأما من تنصر من أحياء العرب ، فقوم من قريش من بني أسد بن عبد العُزي ، منهم : عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزي ، وورقة بن نوفل بن أسد ، ومن بني تميم بنو امرئ القيس بن زيد مناة ، ومن ربيعة بنو تغلب ، ومن اليمن طيء ، ومذحج وبهراء ، وسليح ، وتنوخ ، وغسان ، ولخم ، وتزندق حُجر بن عمرو الكندي .
وكان للعرب حكام ترجع إليها في أمورها ، وتتحاك مفي منافراتها ومواريثها ومياهها ودمائها لانه لم يكن دين يرجع إلى شرائعها ، فكانوا يحكمون أهل الشرف والصدق والأمانة والرئاسة والسن والمجد والتجربة .
وكان أول من استقضي إليه ، فحكم : الأفعى بن الأفعى الجرهـمي وهو الذي حكم بين بني نزار في ميراثهم ، ثم سليمان بن نوفل ثم معاوية بن عروة ، ثم سخر بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن الدئل ، ثم الشداخ ، وهو يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، وسويد بن ربيعة بن حذار بن مرة بن الحارث بن سعد ، ومخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم ، وكان يجلس على سرير من خشب فسمي ذا الأعواد ، وأكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث بن مخاشن ، وعامر بن الظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن عدوان بن عمرو بن قيس ، وهرم بن قطبة بن سيار الفزاري ، وغيلا ن بن سلمة بن متعب الثقفي ، وسنان بن أبي حارثة المري ، والحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة ، وعامر الضحيان بن الضحاك بن المر بن قاسط ، والجعد بن صبرة الشيباني ، ووكيع بن سلمة بن زهير الإيادي ، وهو صاحب الصرح بالحزورة وقس بن ساعدة الإيادي ، وحنظلة بن نهد القضاعي ، وعمرو بن حممة الدوسي .
وكان في قريش خكام منهم : عبد المطلب ، وحرب بن أمية ، والزبير بن عبد المطلب ، وعبد الله بن جدعان ، والوليد بن المغيرة المخزومي .
وبعد هذا كله أقول سبحان الله العظيم رب العرش الكريم الذي بعث في الأميين رسولاً منهم ، ألا وهو محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام والذي جاء بالتشريع الحكيم من رب العالمين وهو القرآن الكريم والسنة المحمدية لجميع البشرية وأخرجهم من الظلمات إلى النور جيث قال تعالى : { ومن يدعو مع الله إله أخر فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } صدق الله العظيم ، وقال تعالى : { ومن يدع مع الله إلهاً أخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه... الآية }.
المرجع
تاريخ اليعقوبي وعلق عليه خليل المنصور
كتب الموضوع الاستاذ / مطر بن خلف الثبيتي
والسلام ختام