المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابناء نزار العدناني


مطرالثبيتي
02-05-2014, 06:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبناء نزار العدناني
ولما حضرت نزار الوفاة قسم ميراثه على ولده الأربعة فأعطى مُضر وإيادًا وربيعة وأنمارًا ماله – فمضر وربيعة : الصريحان من ولد إسماعيل ، فأعطى مضر ناقته الحمراء وما أشبهها من الحمرة ، فسمي مضر الحمراء ، وأعطى ربيعة الفرس وما أشبهها فسمي ربيعة الفرس ، وأعطى إيادًا غنمه وعصاه وكانت الغنم برقاء فسمي إياد البرقاء ويقال إياد العصا ، وأعطى أنمارًا جارية له تسمى بجيلة فسمي بها ، وأمرهم إن تخالفوا أن يتحاكوا إلى الأفعى بن الأفعى الجرهمي فكان منزله بنجران فتحاكموا إليه .
فأما أنمار بن نزار فأنه تزوج في اليمن فانتسب ولده إلى الخؤولة فمنهم بجيلة وخثعم لم يخرج من ولد نزار غيرهم .
وأما ربيعة بن نزار فإنه فارق إخوته فصار مما يلي بطن عرق إلى بطن الفرات ، فولد له أولاد منهم : أسد وضبيعة وأكلب وتسعة بعدها ولا ينسبون في اليمن .
وانتشر ولد ربيعة بن نزار وولد ولده حتى كثروا وامتلأت منهم البلاد فجماهير قبائل ربيعة : بهثة بن وهب بن جُلي بن أحمس بن ضبيعة بن ربيعة ، وعنزة بن أسد بن ربيعة ، وعبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة ، ويشكر بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى ، وحنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط ، وعجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر ، وقيس بن ثعلبة بن عُكابة بن علي بن بكر ، وتيم اللات بن ثعلبة بن عكابة .
وكانت الحكومة والرئاسة من ربيعة في نبي ضبيعة ولد بهثة بن وهب بن جلي بن أحمس بن ضبيعة بن ربيعة ، ثم تحولت الحكومة والرئاسة في ولد عنزة بن أسد بن ربيعة ، ثم تحولت في عبد القيس بن أفصى بن دعُمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة ، ثم سارت عبد القيس ، حتى نزلت اليمامة بسبب حرب كانت بينهم وبين بني النمر بن قاسط ، وكان إياد باليمامة ، فأجلوهم ثم صارت الرئاسة في النمر بن قاسط ، ثم تحولت من النمر بن قاسط فصارت في بني يشكر بن صعب بن علي بن بكر ، ثم تحولت الرئاسة من يشكر بن صعب ، فصارت في بني تغلب ، ثم صارت في بني شيبان .
وكانت لربيعة أيام مشهورة وحروب معروفة ، فمن مشهور أيامهم : يوم السُلان ، فإن مذحج أقبلت تريد غزو أهل تهامة ومن بها من أولاد معد ، فاجتمع ولد معد لحرب مذحج ، وكان أكثرهم ربيعة ، فرأسوا عليهم ربيعة بن الحارث بن مرة بن زهير بن جشم بن بكر فالتقوا ومذحج بالسلان ، فهزموا مذحجًا وكان لهم الظفر .
وأما يوم خزار ، فإن اليمن أقبلت وعليهم سلمة بن الحارث بن عمرو الكندي ، فرأست ولد معد كليب بن ربيعة بن الحارث بن مرة فلما رأى سلمة كثرة القوم استجار ببعض الملوك فأمده فالتقوا بخزاز ، وعلى ولد معد كليب ، ففضت جموع اليمن .
وأما يوم الكُلاب فإن سلمة وشرحبيل ابني الحارث بن عمرو الكندي تحاربا ، فكان مع سلمة ربيعة ومع شرحبيل قيس ، فكثرت ربيعة قيسًا ، فقتلت شرحبيل بن الحارث بن عمرو وكان لهم العلو .
وأما أيام البسوس فإنها بين بني شيبان وتغلب بسبب قتل جساس بن مرة بن ذُهل بن شيبان كليب بن ربيعة بن الحارث بن مرة بن زهير بن جشم التغلبي ، فاشتبكت الحرب واتصلت حتى أفنتهم ودامت أربعين سنة .
وأما يوم ذي قار فإنه لما قتل كسرى أبرويز النعمان بن المنذر بعث هانئ بن مسعود الشيباني : أن ابعث إلي ما كان عبدي النعان استودعك من أهله وماله وسلاحه وكان النعمان أودعه ابنته وأربعة آلاف درع – فأبى هانئ وقومه أن يفعلوا ، فوجه كسرى بالجيوش من العرب والعجم فالتقوا بذي قار فأتاهم حنظلة بن ثعلبة العجلي ، فقلدوه أمرهم فقالوا لهانئ : ذمتك ذمتنا ولا نخفر ذممتنا ، فحاربوا الفرس فهزمهم ومن معهم من العرب ، وكان مع الفرس إياس بن قبيصة الطائي وغيره من إخوة معد وقحطان ، فأتى عمرو بن عدي بن زيد كسرى ، وأخبره الخبر فخلع كتفه فمات فكان أول يوم انتصرت فيه العرب على العجم .
وأما إياد بن نزار ، فإنه نزل اليمامة فولد له أولاد انتسبوا في القبائل فيقول الناسبون : إن ثقيفاً قسي بن النبت بن منبه بن منصور بن يقدم بن أفصى بن دعمي بن إياد وإنهم انتسبوا إلى قيس .
وكانت ديار إياد ، بعد اليمامة : الحيرة ، ومنازلهم الخورنق والسدير وبارق ، ثم أجلاهم كسرى عن ديارهم فأنزلهم تكريت ، مدينة قديمة على شط دجلة ، ثم أخرجهم عن تكريت إلى بلاد الروم فنزلوا بأنقرة من أرض الروم ورئيسهم يومئذ كعب بن مامة – ثم خرجوا بعد ذلك فجماهير قبائل إياد أربعة : مالك ، وحذاقة ، ويقدم ، ونزار ، فهذه بطون إياد ، وفيهم يقول الأسد بن يعفر التميمي :
أهل الخورنق والسدير وبارق x والقصر ذي الشرفات من سنداد
الواطئون على صدور نعالهم x يمشون في الدفني والأبراد
عفت الرياح على محل ديارهم x فكأنما كانوا على ميعاد
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم x ماء الفرات يـجئ من أطواد
بلد تخيرها لطول مقيلها x كعب بن مامة وابن أم دؤاد
وذكر أبو دؤاد الإيادي بعض ذلك وكان أبو دؤاد أشعر شعرائهم ، وبعده لقيط بالعراق ، فلما بلغه أن كسرى آلى على نفسه أن ينفي إيادًا من تكريت وهي من أرض الموصل ، كتب صحيفة بعث بها إليهم ، وفيها :
سلام في الصحيفة من لقيط x إلى من بالجزيرة من إياد
فإن الليث يأتيكم بياتاً x فلا يشغلكم سوق النقاد
أتاكم منهم سبعون ألفاً x يزجون الكتائب كالجراد
وأما مضر بن نزار ، فسيد ولد أبيه ، وكان كريماً حكيماً ، ويروي عنه أنه قال لولده :
من ييزرع شراً يحصد ندامة ، وخير الخير أعجله ، فاحملوا أنفسكم على مكروهها فيما أصلحكم ، واصرفوها عن هواها فيما أفسدكم ، فليس بين الصلاح والفساد إلا صبر ووقاية .
وروي أن رسول الله قال : (لا تسبوا مضر وربيعة ، فإنهما كانا مسلمين ) وفي حديث آخر : (فإنهما كانا على دين إبراهيم ) فولد مضر بن نزار إلياس بن مضر وعيلان بن مضر وأمهما الحنفاء بنت إياد بن معد – فولد عيلان بن مضر قيس بن عيلان ، فانتشر ولده وكثروا وصار فيه العدد والمنعة ، فجماهير قبائل قيس بن عيلان : عدوان بن عمرو بن قيس ، وفهم بن عمرو بن قيس ، ومحارب بن خصفة بن قيس ، وباهلة بن أعصر بن سعد بن قيس ، وفزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس ، وسليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس وعامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ، وسلول بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وثقيف ، وهو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن وثقيف ينسب إلى إياد بن نزار ، وكلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وعقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، وقشير بن كعب بن ربيعة ، والحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر وعوف بن عامر بن ربيعة بن عامر ، والبكاء بن عامر بن ربيعة .
وكانت الرئاسة والحكومة في قيس وانتقلت في عدوان ، وكان أول من حكم منهم ورأس : عامر بن الضرب ، ثم صارت في فزارة ، ثم صارت في عبس ، ثم صارت في بني عامر بن صعصعة ، ولم تزل فيهم .
وكانت لقيس أيام مشهورة وحروب متصلة منها : يوم البيداء ويوم شعب جبلة ويوم الهباءة ويوم الرقم ويوم فيف الريح ويوم الملبط ويوم رحرحان ويوم العُرى ويوم حرب داحس والغبراء بين عبس وفزارة .
وكان إلياس بن مضر قد شرف وبان فضله وكان أول من أنكر على بني إسماعيل ما غيروا من سنن آبائهم وظهرت منه أمور جميلة حتى رضوا به رضاً لم يرضوه بأحد من ولد إسماعيل بعد أدد ، فردهم إلى سنن آبائهم حتى رجعت سنتهم تامة على أولها وهو أول من أهدى البُدن إلى البيت ، وأول من وضع الركن بعد هلاك إبراهيم ، فكانت العرب تعظم إلياس تعظيم أهل الحكمة ، وكان لإلياس من الولد : مدركة واسمه عامر ، وطابخه واسمه عمرو ، وقمعة واسمه عُمير ، وأمهم جميعاً خندف واسمها ليلى بنت حُلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة .
وكان إلياس قد أصابه السل ، فقالت خندف امرأته : لئن هلك لا أقمت ببلد مات به ! ، وحلف ألا يظلها بيت وأن تسيح في الأرض ، فلما مات خرجت سائحة في الأرض حتى هلكت حزناً وكانت وفاته يوم الخميس فكانت تبكيه وإذا طلعت شمس ذلك اليوم بكت حتى تغيب فصارت مثلاً وقيل لرجل من إياد هلكت امرأته : ألا تبكيها ؟ فقال :
لو أنه أغنى بكيت كخندف x على الياس حتى ملها السرُ تندب
إذا مؤنس لاحت خراطيم شمسه x بكت غدوة حتى ترى الشمس تغرب
يعني بقوله مؤنس : يوم الخميس ، لأن العرب كانت تسمى الأيام بغير أسمائها في هذا الوقت ، فكانت تسمى الأحد : الأول ، والاثنين : أهون ، والثلاثاء : جُبار ، والأربعاء : دُبار ، والخميس : مؤنساً ، والجمعة : عروبة ، والسبت : شيار ، وكانوا يسمون أيام الشهر عشرة أسماء كل ثلاث ليال اسم ، فالثلاث التى أول الهلال الغرر ، ثم النفل ، ثم الُسع ، ثم العشر ، ثم البيض ، ثم الظلم ، ثم الخنس ، ثم الحنادس ، ثم المحاق ، والآخر ليلة السرار ، إذا استسر الهلال ، وكانا يسمون المحرم مؤتمراً ، وصفرا ناجراً ، وربيعا الأول خوان ، وربيعا الآخر وبصان ، وجمادي الأولى حنين ، وجمادي الآخرة رُبى ، ورجباً الأصم ، وشعبان العاذل ، ورمضان ناتقًا ، وشوالاً وعلاً ، وذا القعدة ورنة ، وذا الحجة بُركا ، وكان آخرون من العرب يسمون الثلاث ليال من أول الشهر هلالاً ، ثم ثلاث قمر حين يقمر ، ثم ثلاث بهر حين يضيء ويبهر لونه ، وثلاث نُقل ، وثلاث بيض ، وثلاث درع ، وثلاث ظلم ، وثلاث حنادس ، وثلاث دآدي ، وليلتان محاق ، وليلة سرار .
وولد لطابخة بن إلياس اد بن طابخة ، فتفرقت من ولد أد بن طابخة أربع قبائل ، وهي : تميم بن مر بن أد ، والرباب وهو عبد مناة بن أد – وضبة بن أد ، ومزينة بن أد ، وكان العدد في تميم بن مر بن أد ، حتى امتلأت منهم البلاد ، وافترقت قبائل تميم ، فمن جماهير قبائل تميم : كعب بن سعد بن زيد مناة ، وحنظلة بن مالك بن زيد مناة وهم يسمون البراجم – وبنو دارم ، وبنو زرارة بن عُدس ، وبنو أسد ، وعمرو بن تميم ، فهؤلاء ولد أد بن طابخة بن إلياس بن مضر ، وفيهم العدد والمنعة والبأس والنجدة والشعر والفصاحة ، وكانت الرئاسة في تميم ، وكان أول رئيس فيهم : سعد بن زيد مناة بن تميم ، ثم حنظلة بن مالك بن زيد مناة وكانت لهم أيام مشهورة وحروب معروفة ، فمنها يوم الكلاب ، ويوم المروت ويوم جدود ، ويوم النسار .
وكان مدركة بن إلياس سيد ولد نزار قد بان فضله وظهر مجده ، وخرج أخوه قمعة إلى خزاعة ، فتزوج فيهم ، وصار ينسب ولده معهم ، وكان ولده فيهم ، وكان من ولده عمرو بن لحي بن قمعة ، وهو أول من غير دين إبراهيم ، وولد مدركة بن إلياس خزيمة ، وهذيلاً ، وحارثة وغالباً وأمهم سلمى ابنة الأسود بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة ويقال : بنت أسد بن ربيعة بن نزار ، وأما حارثة فدرج صغيراً وأما غالب فانتسبوا في بني خزيمة وأما هذيل بن مدركة ، فإن العدد منهم في بني سعد بن هذيل شجعان أصحاب حروب وغارات ونجدة وفصاحة وشعر .
وكان خزيمة أحد حكام العرب ومن يعد له الفضل والسؤدد ، فولد خزيمة بن مدركة كنانة – وأمه عوانة بنت قيس بن عيلان – و أسد والهون – وأمهم برة بنت مر بن أد بن طابخة أخت تميم بن مر – فأما أسد بن خزيمة ، فإن ولده انشروا في اليمن ، وهم جذام ، ولخم ، وعاملة بنو عمرو بن أسد ، وكانت مضر تدعي جذاماً خاصة ، وبنو أسد مقيمون على أنهم منهم يواصلونهم على ذلك ويعدونهم منهم ، قال امرؤ القيس بن حجر الكندي :
صبرنا عن عشيرتنا فبانوا x كما صبرت خزيمة عن جذام

المرجع
تاريخ اليعقوبي
احمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب ابن واضح اليعقوبي البغدادي
المتوفي بعد سنة 292هـ
علق عليه ووضع حواشيه / خليل المنصور
كتبه الأستاذ / مطر بن خلف الثبيتي
وختام موضوعنا هذا قول الله تبارك وتعالى ( يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ... صدق الله العظيم .

إبن ثعلي
02-05-2014, 08:00 PM
لا هنت يا أخ مطر على هذا الإيضاح عن أبناء نزار
وتحياتي لك

عبدالعزيز بن حشيان
02-06-2014, 10:59 AM
تستاذ مطر

تسلم يمينك والله لايحرمنا تواجدك

مطرالثبيتي
02-06-2014, 02:50 PM
[quote=إبن ثعلي;1258254]لا هنت يا أخ مطر على هذا الإيضاح عن أبناء نزار
وتحياتي لك[/q

الأخ بن ثعلي سلمه الله
نشكر لك هذا الحضور المشرف
والسلام عليكم

مطرالثبيتي
02-06-2014, 02:52 PM
تستاذ مطر

تسلم يمينك والله لايحرمنا تواجدك

الاخ عبد العزيز بن حشيان
شكرا لك يا عزيزي على هذا الكلام الجميل والله يحفظ الجميع