مطرالثبيتي
06-01-2013, 08:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آل ســعـــود
آل سعود من قبيلة عنزة من فخذ المساليخ ، ويوجد هذا الفخذ الآن قرب حمص ، وعنزة من أكثر العشائر العربية أفخاذاً وبطوناً وأكبرهم عدداً ، فهم منتشرون في العراق وسوريا ونجد وهم لا يزالون يفتخرون بالملك عبد العزيز ، كما أن الملك عبد العزيز يكرم الوافدين عليه منهم ولا سيما من كان من المساليخ ، وعنزة من ربيعة .
في سنة 850 هـ قدم ربيعة بن مانع من بلدهم القديم المسمى (بالدرعية) قرب القطيف ، على ابن درع صاحب حجر والجزعة قرب الرياض وكان من عشيرته ، فأعطاه ابن درع المُليبيد وغصيبة المعروفين في الدرعية ، فنزل هنالك وعمرها هو وبنوه من بعده واتسع في العمارة ، وولد لمانع ربيعة وصار له شهرة واتسع ملكه ، ثم موسى وصار أشهر من أبيه ، وبعد موسى ابنه إبراهيم ، وإبراهيم هذا جد مُقرن ، وسعود جد عائلة السعود .
قبل سنة 1150 هـ وهي السنة التي وفد فيها الشيخ محمد بن عبد الوهاب المصلح الكبير على محمد بن سعود لم يكن لآل سعود شأن كبير في نجد ، ولم يكن لهم تأثير يذكر في شئون الجزيرة العربية بل كان شأنهم شأن غيرهم من شيوخ المقاطعات النجدية ، وكانت الجزيرة العربية مقسمة إلى مناطق عدة ، لكل منطقة أمير يمتد أو يقصر نفوذه حسب كفاءته الشخصية وهمته ، والأمراء البارزون في ذلك أشراف الحجاز : بنو خالد حكام الإحساء ، وما والاها ، من المنطقة الشرقية على خليج فارس ، و آل معمر في العيينة ، والسعدون في العراق ، وإمام صنعاء في اليمن ، والسادة في نجران ، والبوسعيد في مسقط وعمان ، وبعد أن تعاهد الأمير محمد بن سعود مع محمد بن عبد الوهاب على تظهير جزيرة العرب من البدع والخرافات ونشر كلمة التوحيد ، دخلت نجد أو بالأحرى الدرعية مع سائر الإمارات الأخرى في حرب دينية دامية ، كان النصر فيها لجيوش التوحيد ودعاة الإصلاح .
وربما كانت سنة 1178 هـ – 1765 م من أشد السنين على محمد بن سعود فقد تحالف فيها حاكم الإحساء عرعر الخالدي وحاكم نجران السيد حسن بن هبة الله وتواعدا على الزحف على الدرعية للقضاء على مهد الدعوة الدينية وكسر شوكة دعاتها ، وقد زادت همـوم محمد بن سعود عند ما رأى ولده وجيشه ينكسر في الحاير بين الخرج والرياض ، هذا وعرعر ومن معه من الجنود لم يصل بعد غير أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب شدد من عزيمة محمد بن سعود وذكره بما وقع للنبي في غزوة أحد كما أن زوجة محمد بن سعود وكانت من الصادقات المخلصات للدعوة ، كان له أثر لا ينكر في زوجها وقد تمكن محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب من الصلح مع صاحب نجران وإطلاق ما تحت أيديهم من أسرى ثم رجع صاحب نجران قبل أن تصل جنود بني خالد ، ولذا فإن جموع بني خالد ومن التف حولهم من عشائر العجمان قد رجعت بعد ما وصلت قرب الدرعية .
وفي سنة 1179هــ - 1766م توفي الإمام محمد بن سعود مؤسس دولة آل سعود ومؤيد الشيخ محمد عبد الوهاب في دعوته وتولى الأمر بعده أكبر أولاده عبد العزيز ، فسار على خطة أبيه في التعاون مع الشيخ على تجديد ما اندرس من معالم الدين وإعلاء كلمة الله ، كما أنه واصل غزواته على الإمارات والبلدان التي أظهرت التمرد ورفض الدعوة الدينية الجديدة ، ففي سنة 1208هــ فتح الإحساء جيش التوحيد فقضى على بني خالد ، كما أنه في سنة 1212هــ قضت هذه القوات على جيش الشريف غالب حول الخرمة وهو أقوى خصم لهم ، وقد قضت السياسة أن تعقد هدنة بين الفريقين ويفتح سبيل الحج للحجاج النجديين ، فحج سعود لأول مرة في سنة 1214هــ ، كما أنه حج في السنة التي تلتها ، غير أن الهدنة انقطعت ورمى كلا الجانبين الآخر بعدم احترامه لشروطها المتفق عليها ، وعلى كل حال فإن السياسة التي وضعها المصلحون النجديون هي : نشر علم التوحيد في كل جزيرة العرب والقضاء على القوات المعارضة ، حتى يسود الأمن سائر الجزيرة وحتى تأمن الدعوة شر الانتقاض والمعارضة .
ففي سنة 1215هــ ساعد آل خليفة على استرداد الزبارة والبحرين من سلطان مسقط وشمل آل خليفة بحمايته ، ولم تأت سنة 1217هــ حتى كان سعود في جوف الحجاز وفي 17 محرم سنة 1218هــ دخل سعود مكة بجيوشه بعد ما أمن أهلها وبعد ما أظهر العلماء قبولهم للإصلاح الجديد غير أن الشريف ما لبث أن استرد مكة بعد رجوع الأمير سعود إلى الدرعية .
وفاة الإمام عبد العزيز
في 10 رجب سنة 1218هــ اغتال أحد الأجانب الإمام عبد العزيز وهو في الصلاة ، وقد اختلف الرواة في جنسيته ويرجح أنه من شيعة كربلاء المتعصبين ، أراد الانتقام للبلدة وما أصابها وما أصاب أهلها من الأمير سعود في غزوته عليها سنة 1216هــ من هدم قبة الحسين ومصادرة أموال المقيمين في تلك البلدة
صفات الإمام عبد العزيز
اشتهر الإمام عبد العزيز بالتواضع والبعد عن زخارف الحياة ، لا يبالي بما يلبس ولا بما يأكل ، وكانت غايته الوحيدة هي مواصلة عمل أبيه العظيم من القضاء على البدع والخرافات ونشر دعوة التوحيد ، كان شديداً في الحق وتنفيذ أوامر الشريعة الإسلامية لا يبال بمن ينفذ عليه الحكم فمرضاة الله عنده مقدمة على كل اعتبار ، وكان قاسياً على قطاع الطرق والعابثين بالأمن من البادية ، لا يكتفي بالتعزير البدني بل يضيف إليه غالباً شيئاً من المصادرة المالية ، ومال البدوي هو الجمل والخيل والغنم ولذا فقد ساد الأمن جميع الطرق والبلدان التي امتد نفوذه إليها .
سعود بن عبد العزيز
بويع الأمير سعود بعد وفاة أبيه ( 1218هــ - 1830م) وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد أخذ له البيعة بعد أبيه في سنة 1202هــ لأنه كان أكبر أبناء عبد العزيز سناً وأشدهم بأساً وأنفذهم بصيرة وأكبرهم عقلاً وأكثرهم تفانياً في الدعوة إلى الله ، وقد كان في حياة أبيه هو القائد للجيش والفاتح لأكثر البلدان التي دانت لهم ، وقد استمر حكمه من سنة 1218 إلى 1229هــ فتح فيها الحجاز كله ، كما أنه واصل زحفه في الشمال إلى ضواحي دمشق ، فدانت له بادية الشام والعراق كما امتدت فتوحاته جنوباً إلى رأس الخيمة في عمان وزبيد في اليمن ، وقد بلغت الدولة في أيامه أوجها وغايتها
وقد توفى الأمير سعود في الدرعية في ربيع الثاني سنة 1229هــ - 1841م على أثر مرض حمى أصيب بها وقد بويع لابنه عبد الله بعده وكانت الحرب مستمرة بين نجد ومحمد علي باشا فلم يستطع عبد الله أن يمسك زمام المملكة بيد من حديد كما لم يستطع أن يدير الحرب بمهارة كما كان يديرها أبوه فسقطت أمارة آل سعود الأولى على عهده ودخل إبراهيم باشا الدرعية وقبض على عبد الله وأرسه إلى الأستانة حيث قتله الترك رحمه الله وعبد الله هذا ليس بعبد الله أبو تركي جد الملك عبد العزيز لأن كثيراً من الكتاب يخلط بينهما .
المراجع :-
جزيرة العرب في القرن العشرين
تأليف حافظ وهبه ، سفير المملكة العربية السعودية بلندن
مع تحيات أخيكم الأستاذ / مطر الثبيتي
والسلام ختام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آل ســعـــود
آل سعود من قبيلة عنزة من فخذ المساليخ ، ويوجد هذا الفخذ الآن قرب حمص ، وعنزة من أكثر العشائر العربية أفخاذاً وبطوناً وأكبرهم عدداً ، فهم منتشرون في العراق وسوريا ونجد وهم لا يزالون يفتخرون بالملك عبد العزيز ، كما أن الملك عبد العزيز يكرم الوافدين عليه منهم ولا سيما من كان من المساليخ ، وعنزة من ربيعة .
في سنة 850 هـ قدم ربيعة بن مانع من بلدهم القديم المسمى (بالدرعية) قرب القطيف ، على ابن درع صاحب حجر والجزعة قرب الرياض وكان من عشيرته ، فأعطاه ابن درع المُليبيد وغصيبة المعروفين في الدرعية ، فنزل هنالك وعمرها هو وبنوه من بعده واتسع في العمارة ، وولد لمانع ربيعة وصار له شهرة واتسع ملكه ، ثم موسى وصار أشهر من أبيه ، وبعد موسى ابنه إبراهيم ، وإبراهيم هذا جد مُقرن ، وسعود جد عائلة السعود .
قبل سنة 1150 هـ وهي السنة التي وفد فيها الشيخ محمد بن عبد الوهاب المصلح الكبير على محمد بن سعود لم يكن لآل سعود شأن كبير في نجد ، ولم يكن لهم تأثير يذكر في شئون الجزيرة العربية بل كان شأنهم شأن غيرهم من شيوخ المقاطعات النجدية ، وكانت الجزيرة العربية مقسمة إلى مناطق عدة ، لكل منطقة أمير يمتد أو يقصر نفوذه حسب كفاءته الشخصية وهمته ، والأمراء البارزون في ذلك أشراف الحجاز : بنو خالد حكام الإحساء ، وما والاها ، من المنطقة الشرقية على خليج فارس ، و آل معمر في العيينة ، والسعدون في العراق ، وإمام صنعاء في اليمن ، والسادة في نجران ، والبوسعيد في مسقط وعمان ، وبعد أن تعاهد الأمير محمد بن سعود مع محمد بن عبد الوهاب على تظهير جزيرة العرب من البدع والخرافات ونشر كلمة التوحيد ، دخلت نجد أو بالأحرى الدرعية مع سائر الإمارات الأخرى في حرب دينية دامية ، كان النصر فيها لجيوش التوحيد ودعاة الإصلاح .
وربما كانت سنة 1178 هـ – 1765 م من أشد السنين على محمد بن سعود فقد تحالف فيها حاكم الإحساء عرعر الخالدي وحاكم نجران السيد حسن بن هبة الله وتواعدا على الزحف على الدرعية للقضاء على مهد الدعوة الدينية وكسر شوكة دعاتها ، وقد زادت همـوم محمد بن سعود عند ما رأى ولده وجيشه ينكسر في الحاير بين الخرج والرياض ، هذا وعرعر ومن معه من الجنود لم يصل بعد غير أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب شدد من عزيمة محمد بن سعود وذكره بما وقع للنبي في غزوة أحد كما أن زوجة محمد بن سعود وكانت من الصادقات المخلصات للدعوة ، كان له أثر لا ينكر في زوجها وقد تمكن محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب من الصلح مع صاحب نجران وإطلاق ما تحت أيديهم من أسرى ثم رجع صاحب نجران قبل أن تصل جنود بني خالد ، ولذا فإن جموع بني خالد ومن التف حولهم من عشائر العجمان قد رجعت بعد ما وصلت قرب الدرعية .
وفي سنة 1179هــ - 1766م توفي الإمام محمد بن سعود مؤسس دولة آل سعود ومؤيد الشيخ محمد عبد الوهاب في دعوته وتولى الأمر بعده أكبر أولاده عبد العزيز ، فسار على خطة أبيه في التعاون مع الشيخ على تجديد ما اندرس من معالم الدين وإعلاء كلمة الله ، كما أنه واصل غزواته على الإمارات والبلدان التي أظهرت التمرد ورفض الدعوة الدينية الجديدة ، ففي سنة 1208هــ فتح الإحساء جيش التوحيد فقضى على بني خالد ، كما أنه في سنة 1212هــ قضت هذه القوات على جيش الشريف غالب حول الخرمة وهو أقوى خصم لهم ، وقد قضت السياسة أن تعقد هدنة بين الفريقين ويفتح سبيل الحج للحجاج النجديين ، فحج سعود لأول مرة في سنة 1214هــ ، كما أنه حج في السنة التي تلتها ، غير أن الهدنة انقطعت ورمى كلا الجانبين الآخر بعدم احترامه لشروطها المتفق عليها ، وعلى كل حال فإن السياسة التي وضعها المصلحون النجديون هي : نشر علم التوحيد في كل جزيرة العرب والقضاء على القوات المعارضة ، حتى يسود الأمن سائر الجزيرة وحتى تأمن الدعوة شر الانتقاض والمعارضة .
ففي سنة 1215هــ ساعد آل خليفة على استرداد الزبارة والبحرين من سلطان مسقط وشمل آل خليفة بحمايته ، ولم تأت سنة 1217هــ حتى كان سعود في جوف الحجاز وفي 17 محرم سنة 1218هــ دخل سعود مكة بجيوشه بعد ما أمن أهلها وبعد ما أظهر العلماء قبولهم للإصلاح الجديد غير أن الشريف ما لبث أن استرد مكة بعد رجوع الأمير سعود إلى الدرعية .
وفاة الإمام عبد العزيز
في 10 رجب سنة 1218هــ اغتال أحد الأجانب الإمام عبد العزيز وهو في الصلاة ، وقد اختلف الرواة في جنسيته ويرجح أنه من شيعة كربلاء المتعصبين ، أراد الانتقام للبلدة وما أصابها وما أصاب أهلها من الأمير سعود في غزوته عليها سنة 1216هــ من هدم قبة الحسين ومصادرة أموال المقيمين في تلك البلدة
صفات الإمام عبد العزيز
اشتهر الإمام عبد العزيز بالتواضع والبعد عن زخارف الحياة ، لا يبالي بما يلبس ولا بما يأكل ، وكانت غايته الوحيدة هي مواصلة عمل أبيه العظيم من القضاء على البدع والخرافات ونشر دعوة التوحيد ، كان شديداً في الحق وتنفيذ أوامر الشريعة الإسلامية لا يبال بمن ينفذ عليه الحكم فمرضاة الله عنده مقدمة على كل اعتبار ، وكان قاسياً على قطاع الطرق والعابثين بالأمن من البادية ، لا يكتفي بالتعزير البدني بل يضيف إليه غالباً شيئاً من المصادرة المالية ، ومال البدوي هو الجمل والخيل والغنم ولذا فقد ساد الأمن جميع الطرق والبلدان التي امتد نفوذه إليها .
سعود بن عبد العزيز
بويع الأمير سعود بعد وفاة أبيه ( 1218هــ - 1830م) وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد أخذ له البيعة بعد أبيه في سنة 1202هــ لأنه كان أكبر أبناء عبد العزيز سناً وأشدهم بأساً وأنفذهم بصيرة وأكبرهم عقلاً وأكثرهم تفانياً في الدعوة إلى الله ، وقد كان في حياة أبيه هو القائد للجيش والفاتح لأكثر البلدان التي دانت لهم ، وقد استمر حكمه من سنة 1218 إلى 1229هــ فتح فيها الحجاز كله ، كما أنه واصل زحفه في الشمال إلى ضواحي دمشق ، فدانت له بادية الشام والعراق كما امتدت فتوحاته جنوباً إلى رأس الخيمة في عمان وزبيد في اليمن ، وقد بلغت الدولة في أيامه أوجها وغايتها
وقد توفى الأمير سعود في الدرعية في ربيع الثاني سنة 1229هــ - 1841م على أثر مرض حمى أصيب بها وقد بويع لابنه عبد الله بعده وكانت الحرب مستمرة بين نجد ومحمد علي باشا فلم يستطع عبد الله أن يمسك زمام المملكة بيد من حديد كما لم يستطع أن يدير الحرب بمهارة كما كان يديرها أبوه فسقطت أمارة آل سعود الأولى على عهده ودخل إبراهيم باشا الدرعية وقبض على عبد الله وأرسه إلى الأستانة حيث قتله الترك رحمه الله وعبد الله هذا ليس بعبد الله أبو تركي جد الملك عبد العزيز لأن كثيراً من الكتاب يخلط بينهما .
المراجع :-
جزيرة العرب في القرن العشرين
تأليف حافظ وهبه ، سفير المملكة العربية السعودية بلندن
مع تحيات أخيكم الأستاذ / مطر الثبيتي
والسلام ختام