احمد العتيبي-1
12-01-2012, 02:05 PM
الشائعات تضرب مصر
27/11/2012 10:26:49 ص
مــــــــــــروة أنـــــــــور* ـــ* خـــالد المســـلمانى
http://www.dar.akhbarelyom.org.eg/files/photos/akhersaa/27112012102635.jpg
المقاهى أرض خصبة لانتقال الشائعات
لا يكاد يمر يوم علي مصر دون أن تظهر شائعة تكون محور حديث العامة والخاصة ليخرج أحد المسئولين بعد ساعات قليلة لينفيها، لكن في الآونة الأخيرة معظم ما يشاع من أخبار يتعلق بالأمن القومي المصري فتارة يتواتر الحديث عن قيام جهات سيادية بالبدء في إقامة المخيمات لمئات الآلاف من الفلسطينيين في سيناء وتعرض القناة الثانية الإسرائيلية تقريرا تقول فيه إن السلطات المصرية أتمت استعداداتها لإقامة ملاجئ ومخيمات للاجئين الفلسطينيين ليأتي محافظ سيناء وينفي تلك الأنباء تماماً.
وتارة أخري تظهر أنباء عن إصدار الرئيس محمد مرسي قرارين بتفويض الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، في قرارات التعبئة العامة للجيش، وتخفيف الأحكام العسكرية أو وقف تنفيذها نهائياً أو لفترة محدودة. ليأتي مصدر عسكري لينفي هذا الخبر جملة وتفصيلا. وتتردد بعد ذلك أنباء عن رحيل الدكتور هشام قنديل عن الوزارة وتشكيل حكومة جديدة خلال 48 ساعة ليخرج بعد ذلك مصدر داخل مجلس الوزراء وينفي هذه الأنباء.
شائعات كثيرة تخلق جوا من القلق الشديد علي مستقبل مصر.. وفي هذا التحقيق لا نناقش مدي صحة هذه الأخبار من عدمها ولكن ما يهمنا هل هذه الشائعات تدخل في إطار حرب نفسية تشن ضد الشعب المصري في هذه الفترة الصعبة التي تمر بها مصر، أم أنها مجرد بالونات اختبار لقياس رد فعل الشعب إزاء ما يثار من شائعات والسؤال الذي يهمنا الإجابة عنه بالدرجة الأولي: من المسئول عن إطلاق هذه الشائعات وما الفائدة التي قد تعود عليه بنشرها.
تقول الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها: هناك علاقة وطيدة بين الشائعة والحرب النفسية فهي تستخدم كوسيلة للحرب النفسية والهدف الأساسي من وراء استخدام فن الشائعة هو الحرب. كما أن فعاليتها أكبر وقت السلم فهي تعتبر حربا باردة تتميز بشدة تأثيرها علي عواطف الجماهير وقدرتها علي الانتشار وفعاليتها التي تبدأ من المكان الموجهة إليه إلي أن يتم تعزيزها عن طريق بعض الإضافات الأخري التي يروجها مستمعو الشائعة ويضيفون عليها ويبالغون فيها وربما يختلقون أشياء كثيرة مما يجعل الفائدة المقصودة من الشائعة أعظم وأقوي من أية وسيلة أخري، وتستخدم الشائعة وقت الحرب والسلم بين الدول بهدف معرفة معلومات سرية عن موضوع ما داخل أجهزة الدولة فتثار حولة الاكاذيب والشائعات إلي أن يضطر مسئول مختص في الجهاز المثارة حوله الشائعة إلي الظهور وتكذيب المعلومة أو تصحيحها وبالتالي تصل الدولة المثيرة للشائعة إلي هدفها المرجو.
وبالنسبة لفن الشائعة المثار علي الساحة حاليا،فالساسة وحدهم هم المسئولون عنها لجس نبض المواطنين تجاه قضية ما وهل يتقبلها المجتمع أم لا وعندما يصل إلي الهدف عند هذا الحد تنتهي الشائعة.
وتؤكد الدكتورة إيمان القماح أستاذ علم النفس، أن الشائعة تخلق أزمات لدي الشعوب وتؤثر علي المواطنين فهي من أقوي وسائل الحرب النفسية مثل غسل الدماغ والدعاية وافتعال الفتن ومن شأن الشائعة أن تثير البلبلة الفكرية والنفسية في الحرب والسلم كما أنها تمكن مفتعل الشائعة من تغيير الاتجاهات واللعب بالعقول ثم السيطرة ومن المرجح أنه يتم استخدمها ضد المواطنين المصريين بقصد زعزعة الوحده الفكرية والانتماء والتماسك المجتمعي حتي يسهل السيطرة علي فئات الشعب فهي تبث روح الفرقة واليأس والانتقام لنشر جو من الشك بين القادة والشعب، فكان الألمان بارعين أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) في استخدام الشائعات في الحرب النفسية لأنهم علموا أن حملات الشائعات من أقوي الحملات تأثيراً علي العدو فهي تصل إلي السامع دون أن يبدو أنها دعاية معادية لأنه يسمعها من أخيه أو صديقة أو زميلة في العمل فهو يسمعها من داخل مجتمعه فكانت أي أخبار تذاع علي الموجة القصيرة في ألمانيا أو أية قصة ينشرها عميل ألماني في صحيفة ببلدة محايدة سرعان ما تبدو وكأنها صادرة من العدو إذ يضيع أصلها الألماني تماما في عملية تداولها.
ويري د. سعيد عبدالعظيم أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن فن الشائعة واستخدامها كان رائجا في الحروب بين الدول ولكن تحول الأمر بعد ذلك إلي استخدمها داخل الدول بين المواطنين وأفراد المجتمع الذين يحاولون السيطرة علي بعضهم وتحطيم الأشخاص عن طريق الحرب النفسية ويدخل الإنسان بسببها في دائرة التفكير العميق كما أنها تؤدي إلي التخبط المجتمعي وعدم القدرة علي التركيز في الأحداث فهو يحاول فقط تحليل الشائعة الموجه إليه فيسعي إلي إبعاد أو نفي الشائعة عنه وبالنهاية مهما طال عمر الشائعة فهي تنتهي والمجتمع المصري أصبح يفهم جيدا هذه الأساليب فعلي مروجي الشائعة أن يتقوا الله وإلا علي الباغي تدور الدوائر. بينما يري د. سعيد المصري أستاذ علم الاجتماع، أن من يطلق الشائعة في المجتمع له هدف محدد يسعي للوصول إليه بدقة والشائعة ظاهرة موجودة منذ خلق الإنسان أشاعوا عنه أنه ساحر وكانت في عهد الرسول "شائعة حادثة الإفك" التي كادت أن تقسم المسلمين نصفين، وعادة ما يستخدم قادة الدول الشائعة داخلها لخلق البلبلة وعدم التركيز فيما يفعله القاده والشعوب التي تستخدم هذه الوسائل المتخلفة والضعيفة، ويحدث بها انفلاتا أمنيا كما هو الحال في مصر، لأن الشائعة لها عواملها السلبية؛ فمن شأنها الوعي السياسي والثقافي فهي من أخطر الآفات التي تهدد المجتمعات وتماسكها.
المصدر: آخر ساعة (http://www.dar.akhbarelyom.org.eg/issuse/detailze.asp?mag=ak&said=&field=news&id=7423)
27/11/2012 10:26:49 ص
مــــــــــــروة أنـــــــــور* ـــ* خـــالد المســـلمانى
http://www.dar.akhbarelyom.org.eg/files/photos/akhersaa/27112012102635.jpg
المقاهى أرض خصبة لانتقال الشائعات
لا يكاد يمر يوم علي مصر دون أن تظهر شائعة تكون محور حديث العامة والخاصة ليخرج أحد المسئولين بعد ساعات قليلة لينفيها، لكن في الآونة الأخيرة معظم ما يشاع من أخبار يتعلق بالأمن القومي المصري فتارة يتواتر الحديث عن قيام جهات سيادية بالبدء في إقامة المخيمات لمئات الآلاف من الفلسطينيين في سيناء وتعرض القناة الثانية الإسرائيلية تقريرا تقول فيه إن السلطات المصرية أتمت استعداداتها لإقامة ملاجئ ومخيمات للاجئين الفلسطينيين ليأتي محافظ سيناء وينفي تلك الأنباء تماماً.
وتارة أخري تظهر أنباء عن إصدار الرئيس محمد مرسي قرارين بتفويض الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، في قرارات التعبئة العامة للجيش، وتخفيف الأحكام العسكرية أو وقف تنفيذها نهائياً أو لفترة محدودة. ليأتي مصدر عسكري لينفي هذا الخبر جملة وتفصيلا. وتتردد بعد ذلك أنباء عن رحيل الدكتور هشام قنديل عن الوزارة وتشكيل حكومة جديدة خلال 48 ساعة ليخرج بعد ذلك مصدر داخل مجلس الوزراء وينفي هذه الأنباء.
شائعات كثيرة تخلق جوا من القلق الشديد علي مستقبل مصر.. وفي هذا التحقيق لا نناقش مدي صحة هذه الأخبار من عدمها ولكن ما يهمنا هل هذه الشائعات تدخل في إطار حرب نفسية تشن ضد الشعب المصري في هذه الفترة الصعبة التي تمر بها مصر، أم أنها مجرد بالونات اختبار لقياس رد فعل الشعب إزاء ما يثار من شائعات والسؤال الذي يهمنا الإجابة عنه بالدرجة الأولي: من المسئول عن إطلاق هذه الشائعات وما الفائدة التي قد تعود عليه بنشرها.
تقول الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها: هناك علاقة وطيدة بين الشائعة والحرب النفسية فهي تستخدم كوسيلة للحرب النفسية والهدف الأساسي من وراء استخدام فن الشائعة هو الحرب. كما أن فعاليتها أكبر وقت السلم فهي تعتبر حربا باردة تتميز بشدة تأثيرها علي عواطف الجماهير وقدرتها علي الانتشار وفعاليتها التي تبدأ من المكان الموجهة إليه إلي أن يتم تعزيزها عن طريق بعض الإضافات الأخري التي يروجها مستمعو الشائعة ويضيفون عليها ويبالغون فيها وربما يختلقون أشياء كثيرة مما يجعل الفائدة المقصودة من الشائعة أعظم وأقوي من أية وسيلة أخري، وتستخدم الشائعة وقت الحرب والسلم بين الدول بهدف معرفة معلومات سرية عن موضوع ما داخل أجهزة الدولة فتثار حولة الاكاذيب والشائعات إلي أن يضطر مسئول مختص في الجهاز المثارة حوله الشائعة إلي الظهور وتكذيب المعلومة أو تصحيحها وبالتالي تصل الدولة المثيرة للشائعة إلي هدفها المرجو.
وبالنسبة لفن الشائعة المثار علي الساحة حاليا،فالساسة وحدهم هم المسئولون عنها لجس نبض المواطنين تجاه قضية ما وهل يتقبلها المجتمع أم لا وعندما يصل إلي الهدف عند هذا الحد تنتهي الشائعة.
وتؤكد الدكتورة إيمان القماح أستاذ علم النفس، أن الشائعة تخلق أزمات لدي الشعوب وتؤثر علي المواطنين فهي من أقوي وسائل الحرب النفسية مثل غسل الدماغ والدعاية وافتعال الفتن ومن شأن الشائعة أن تثير البلبلة الفكرية والنفسية في الحرب والسلم كما أنها تمكن مفتعل الشائعة من تغيير الاتجاهات واللعب بالعقول ثم السيطرة ومن المرجح أنه يتم استخدمها ضد المواطنين المصريين بقصد زعزعة الوحده الفكرية والانتماء والتماسك المجتمعي حتي يسهل السيطرة علي فئات الشعب فهي تبث روح الفرقة واليأس والانتقام لنشر جو من الشك بين القادة والشعب، فكان الألمان بارعين أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) في استخدام الشائعات في الحرب النفسية لأنهم علموا أن حملات الشائعات من أقوي الحملات تأثيراً علي العدو فهي تصل إلي السامع دون أن يبدو أنها دعاية معادية لأنه يسمعها من أخيه أو صديقة أو زميلة في العمل فهو يسمعها من داخل مجتمعه فكانت أي أخبار تذاع علي الموجة القصيرة في ألمانيا أو أية قصة ينشرها عميل ألماني في صحيفة ببلدة محايدة سرعان ما تبدو وكأنها صادرة من العدو إذ يضيع أصلها الألماني تماما في عملية تداولها.
ويري د. سعيد عبدالعظيم أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن فن الشائعة واستخدامها كان رائجا في الحروب بين الدول ولكن تحول الأمر بعد ذلك إلي استخدمها داخل الدول بين المواطنين وأفراد المجتمع الذين يحاولون السيطرة علي بعضهم وتحطيم الأشخاص عن طريق الحرب النفسية ويدخل الإنسان بسببها في دائرة التفكير العميق كما أنها تؤدي إلي التخبط المجتمعي وعدم القدرة علي التركيز في الأحداث فهو يحاول فقط تحليل الشائعة الموجه إليه فيسعي إلي إبعاد أو نفي الشائعة عنه وبالنهاية مهما طال عمر الشائعة فهي تنتهي والمجتمع المصري أصبح يفهم جيدا هذه الأساليب فعلي مروجي الشائعة أن يتقوا الله وإلا علي الباغي تدور الدوائر. بينما يري د. سعيد المصري أستاذ علم الاجتماع، أن من يطلق الشائعة في المجتمع له هدف محدد يسعي للوصول إليه بدقة والشائعة ظاهرة موجودة منذ خلق الإنسان أشاعوا عنه أنه ساحر وكانت في عهد الرسول "شائعة حادثة الإفك" التي كادت أن تقسم المسلمين نصفين، وعادة ما يستخدم قادة الدول الشائعة داخلها لخلق البلبلة وعدم التركيز فيما يفعله القاده والشعوب التي تستخدم هذه الوسائل المتخلفة والضعيفة، ويحدث بها انفلاتا أمنيا كما هو الحال في مصر، لأن الشائعة لها عواملها السلبية؛ فمن شأنها الوعي السياسي والثقافي فهي من أخطر الآفات التي تهدد المجتمعات وتماسكها.
المصدر: آخر ساعة (http://www.dar.akhbarelyom.org.eg/issuse/detailze.asp?mag=ak&said=&field=news&id=7423)