احمد العتيبي-1
09-22-2012, 11:50 PM
'أخونة الإعلام'.. وأنا في قبضة الحلاق!
سليم عزوز*
2012-09-21
http://www.deretna.com/vb/attachment.php?attachmentid=59124&stc=1&d=1348384731
كنت أسير حرب عند 'الحلاق'، وقد علمت وانا في قبضته أن مظاهرة خرجت أمام مبنى التلفزيون المصري في الشمس الحارقة تندد بأخونة الإعلام، ولحظتها أطل علينا مفيد فوزي ببرنامجه 'حديث المدينة'، الذي حصل عليه منحة من الرائد متقاعد صفوت الشريف، فتأكد بظهوره سياسة الاخونة التي يتبعها وزير الإعلام الجديد!.
المذيعة التي قيل أنها تزعمت مظاهرة رفض الأخونة، كنا قد سمعنا عن وقف برنامجها بقرار من وزير الإعلام، لأنها هاجمت الإخوان، وبعد هذا قرأت أنها ظهرت على الشاشة، دون ان نتمكن من معرفة هل تم منعها بالفعل، أم أن ما نشر كان يستهدف تكريس زعامتها في المنطقة؟، وبعض الصحف التي تهتم بأخبار القوم يمكن ان تنشر أخباراً من باب الترويج للمذيعين والمذيعات، الأحياء منهم والأموات، كما يحدث مع الفنانات وعلى طريقة: أين ترعرعت سيدتي، دون اهتمام بدقة الخبر!.
احدى الصحف زفت الى الأمة بشرى عظيمة تتمثل في أن فضائية 'ام بي سي' ستسعين بخالدة الذكر منى الشاذلي في تأسيس قناتها الجديدة التي ستهتم بأحوال مصر والتي جاءت لتنافس 'الجزيرة مباشر مصر'، مع ان القناة الثامنة التي تبث ارسالها من جنوب البلاد بإمكانها ان تنافس الفضائية المذكورة، إن تخلي أحد المذيعين بها عن حالة الاندهاش التي تتملكه، فهو عندما يشاهد جاموسة مثلا يندهش، ويظل يشرح للمشاهدين طبيعة الجاموسة، وكيف انها بأربعة أرجل، وتدر لبنا، وتأكل من حشائش الأرض، وينظر إليها باعتباره من اكتشفها، وفي لحظة الاكتشاف هذه يبدو كما لو كان قد اكتشف طريق رأس الرجاء الصالح تواً.
التحاق منى الشاذلي بالفضائية سالفة الذكر ليس خبراً جديداً يستدعي الاحتفاء به في الصحيفة الكبرى، فقد أذيع قبل أسابيع، ومنذ ان قيل أنها غادرت 'العاشرة مساء' ليحتل وائل الأبرشي موقعها، والذي بدأ بخبطة تمثلت في حواره مع الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي السابق، ولا نعرف أسباب مغادرة الشاذلي لتلفزيون 'دريم'، لكن من الملاحظ ان الفتاة غادرتها بعد ان انتهى عمرها الافتراضي، فالثورة قد أذلت أقواماً وأعزت آخرين، ولم نعد نقرأ الآن لكاتب كبير وهو يتحدث عن اللحظة الفارقة.. لحظة استضافة الإعلامية المخضرمة له.
منى غادرت 'دريم' غير مستأنسة لحديث، فقد خرجت من المحطة دون اهتمام يُذكر سواء من القائمين على القناة، أو ممن نصبوا لها في السابق مقاماً وأخذوا يطوفون به، ولم يكن خبر رحيلها هو الجديد، فالجديد ما قرأناه من أنها لجأت الى واحد من اكبر بيوت الأزياء في باريس لكي يصنع لها ملابس وفق احدث خطوط الموضة، لتظهر بها في 'ام بي سي'، وقد أصبت وانا اقرأ الخبر بحالة دهشة كبرى، كتلك التي تملكت مذيع القناة الثامنة عندما رأى جاموسة لأول وهلة، هو دهش لغرابة ما رأى وأنا لغرابة ما قرأت، ذلك بأن 'الفرسنة'، على وزن 'السعودة' ليست خطوطاً ولكنها بالإضافة الى هذا 'عوداً'، ونحن نتحدث عن ' العود الفرنساوي'، حتى وان لبست صاحبته من 'وكالة البلح'، المتخصصة في بيع الملابس المستعملة.
قبل أن تأخذ الدهشة مجراها، قرأت في متن الخبر ان منى ولله الحمد تقوم الآن بالتردد على صالات الجمانيزم، حتى تنقص وزنها ليكون 'عودها' متسقاً مع الملابس الفرنسية التي ستخرج بها لتواجه جماهيريها بعد فترة انقطاع، وكأن نقص وزنها لكيلو جرام من شأنه ان يجعل قوامها فرنسياً كما ورد في الكتاب، وإلا لكانت شيرين عبد الوهاب حصلت على الجنسية الفرنسية!.
لا بأس فلا زلنا في زمن صحافة: أين ترعرعت سيدتي؟.. وهو السؤال الذي كان يسأله الصحافي في الفيلم القديم: 'سيدتي الجميلة'.
المشاهد كالأطرش
لا نعرف ما إذا كانت مذيعة التلفزيون المصري قد منعت بالفعل، أم أنها خافت ان تمنع فأخذت بالاحوط، وعلى طريقة 'الحقوني' سأنتحر، ولا نعرف ما إذا كان خبر منعها جاء من باب المجاملة لتكريس زعامتها في المنطقة، أم أنها منعت وعادت، فما اعرفه أنني استنكرت في مواجهة وزير الإعلام وعلي رءوس الأشهاد وقف برنامجها بعد الثورة، ورد الوزير بأن أحداً لم يُمنع في التلفزيون فقد انتهى زمن المنع.
لكن بات من الواضح ان المشاهد صار كالأطرش في الزفة، وقد نشر كثيراً عن وقف يسري فودة عن العمل في تلفزيون 'اون تي في' وبقرار من صاحبه نجيب ساويرس، وفي الأسبوع الماضي فوجئت به على الشاشة وفي حلقة جديدة، فقد عاد، فهل كان في إجازة وأعجبه ما نشر عن منعه لاسيما وانه جاء مقروناً بالحديث عن رفضه ة تنفيذ تعليمات 'صاحب الدكانة' باستضافة المرشح الرئاسي احمد شفيق، أم ان المنع حدث، وجرت المصالحة بين ساويرس وفودة؟.. ومهما يكن فقد كان من الضروري ان يوضع المشاهد 'في الصورة'، ولو من باب اللياقة.
لا بأس فقد اكتشفت وأنا في قبضة 'الحلاق' أن برنامج 'حديث المدينة' لا يزال يقدم على احدي محطات التلفزيون المصري، على الرغم من ان مقدمه المتحذلق مفيد فوزي ليس مسيحياً فقط، فهو بالإضافة الى ذلك من الفلول، الذين تهدمت دولتهم في غمضة عين، وكانوا وكنا نظن ان نظام مبارك قوي، فإذا به كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف.
لدينا فلولاً اختفوا وكأنهم لم يكونوا هنا، بمجرد ان سقط النظام البائد، فلم نعد نسمع لهم حساً ولا خبراً، ومن مفيد شهاب، الى على الدين هلال، الى احمد كمال، الى مصطفى علوي، وهم من قاموا بالتنظير، بحكم التخصص، لمرحلة الفكر الجديد التي بدأت ببزوغ نجم جمال مبارك على المسرح السياسي، فهم من المبشرين به، والأخير كان آخر من انتقدتهم هنا من رموز لجنة السياسات بالحزب الحاكم، عندما ظهر على شاشات التلفاز يتحدث عن عبقرية الحزب الكبير، الذي تمكن عن جدارة من الفوز بجميع مقاعد البرلمان، إلا اللمم، في الانتخابات التي جرت قبيل الثورة، وكان التزوير الفج فيها هو احد أسباب قيامها.
بعض الفلول اختفوا، وبعضهم بقي يلملم أشلاءه المبعثرة ومنهم مفيد فوزي الذي تشعر في كلامه وفي كتاباته انه مهزوم من داخله ، لكن هذا لا يمنع من انه يلمز ويغمز، وقد كان في الحلقة التي شاهدتها يحاور وزير السياحة.
أنا لست مذيعاً
مفيد فوزي لمن لم يعد يتذكر له طريقة خاصة في الحديث وتوجيه الأسئلة: 'فأنا لست مذيعاً أنا محاوراً'، فهو يتحذلق، ويتفذلق، وذات مرة حاور المأسوف على شبابه حسني مبارك، وفي النهاية سأله مفيد:-
- أريد ان أسألك يا أفندم سؤالاً محرجاً؟
ويبدو ان صيغة السؤال كان متفقاً عليها مسبقاً فتعامل معها 'الافندم' ببلاهة عرفت منه بالضرورة.
- اسأل يا مفيد
- سؤال محرج يا أفندم!
وعلى طريقة ولا يهمني؛ رد مبارك بعدم اكتراث: اسأل..
فعاد مفيد يطلب منه الأمان لكي يوجه سؤاله المحرج!.
أول ما يتبادر الى الذهن ان هذا السؤال المحرج سيكون مثلاً عن قضية التوريث الحساسة، وقد يتجاسر ويسأله سؤاله الذي وجهه لوزير داخلية سابق هو زكي بدر وكان رجلا سليط اللسان، ما ان يفتح فمه حتى تسيل على لسانه صفائح القاذورات، وقد كان لسانه سبباً في حمل مبارك على إقالته بعد ان نشرت جريدة 'الشعب' المعارضة ما تفوه به ضد كبار الكتاب وكبار السياسيين في خطاب عام.
أخذ مفيد فوزي شهيقا وزفيرا وتنفس من احشائه، وسأل وزير الداخلية: متى يستقيل زكي بدر؟!..
وكان رد فعل الوزير غير متوقعاً فقد اعتدي على المحاور، وطارده داخل الوزارة، وحطم الكاميرات، ولأنه يعمل 'محاوراً وليس مذيعاً' فقد أوكل الى نفسه من يومها مهمة تبيض وجه وزراء الداخلية، وفي كل عيد للشرطة يحاور الوزير ويأخذه على كفوف الراحة، وبطبيعة الحال فقد اجرى الحوار الأخير مع حبيب العادلي وزير داخلية مبارك قبل الثورة مباشرة.
بعد ان حصل مفيد فوزي على 'الأمان الرئاسي' سأل مبارك السؤال القنبلة:
حضرتك .. (وسكت من باب الإثارة والتشويق).. يا أفندم (وسكت من باب التشويق والإثارة).. بتلاعب .. (وسكت من باب الإثارة لا التشويق).. حفيد حضرتك..
وبعدها اخذ نفساً عميقاً وكأنه ألقى بهم ثقيل كان (كابساً) على أنفاسه ولم يتمكن من التخلص منه إلا بعد ان حصل من الرئيس على الأمان.
التمهيد للسؤال، وطريقة إلقائه، والمؤثرات الصوتية، وبراكين الشجن التي صاحبت خروج الكلمات من فم مفيد فوزي، كانت تستدعي ان تمتلئ عين مبارك بالدموع، وأن يتحشرج صوته، وان تلمع عيناه، لكن الذي حدث ان عينا مفيد فوزي هي التي لمعت، وكان رد مبارك روتينياً:
- أيوه طبعاً ألاعب حفيدي زي أي جد.. (عبقري من يومه هذا الرجل)!
الرئيس والسياحة
كان حديث مفيد فوزي مع وزير السياحة يسير روتينياً، إلا من طريقة 'المحاور' في إلقاء الأسئلة على نحو يوحي بأنه يخترع الذرة وليس يطرح سؤالا قد يكون بلا قيمة على الرغم من الافتعال الواضح في طرحه.
بدا لي مفيد فوزي باهتا.. منكسراً..مهزوماً من داخله، ومع هذا لم ينس ان يمارس عادته في وضع السم في ثنايا السطور، فقد انزعج بحسب قوله لان الرئيس محمد مرسي التقى في الأقصر بالسائحين، فأكد انحيازه لسياحة الآثار لكنه لم يذهب ليلتقي السائحين على 'الشواطئ' وهم بالشورتات.. طبعاً والسائحات لكنه لم يقل هذا، وذلك لكي يؤكد الرئيس اهتمامه بسياحة الشواطئ، وأردف: انه لم يذهب الى 'الجونة' مثلاً ليلتقي بهؤلاء السائحين، ولا نعرف لماذا 'الجونة' التي تذكر اسماً في برنامج إعلامي وليس في فقرة إعلانية؟!، وللعلم فان 'الجونة' مملوكة لواحد من آل ساويرس: نصيف وربما سميح!.
لم اهتم بإجابة الوزير، ولم أشبع غريزة 'الحلاق' في الاستماع الى ثرثرته، ويبدو لي أنها من 'مقتضيات العمل الوظيفي' فكل 'الحلاقين' هكذا، وانا لا أمكنهم من ممارسة هوايتهم معي، لأني لا أحب الكلام أو الاستماع الى اثنين: الحلاق وطبيب الأسنان، والأخير يحشو فمك بأجهزة الحفر والبناء والتشييد ليفرض عليك ان تستمع له دون أن تعلق أو تختلف، أو حتى تتفق.
كان ما يشغلني في هذه اللحظة قدرة الرجل في هذا العمر المتقدم على ان يمارس عادة إطلاق الأسئلة الملغمة، فاته انه ليس مطلوباً من الرئيس ان يتحول الى سائح ليزور السائحين في أي مكان ليثبت اهتمامه بالسياحة، فمبارك الذي راجت في عهده سياحة العراة، لم نشاهده قد زارهم ليثبت اهتمامه بهم.
ليس على الفلول حرج.
ارض- جو
*استمعت لأحدهم وهو يتحدث عن خطة تطوير التلفزيون المصري، فاستقر في يقيني انه يضع خطة لحل أزمة المرور بوسط القاهرة، فقد طالب بنقل العاملين به الى مدينة الإنتاج الإعلامي بالسادس من أكتوبر، كما لو كان بمجرد تغيير 'العتبة' سيتحقق النجاح.
*يقولون ان وزير الإعلام صلاح عبد المقصود سيفاجئنا بحركة تغييرات كبري داخل ماسبيرو، أتمنى ألا ينسى الإطاحة برئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون ثروت مكي، وإبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار.
*العاملون في قناة النيل للأخبار في انتظار قرار يعيد الأمور الى أصلها بفك الارتباط مع قطاع الأخبار، بعد ان مكن وزير الإعلام الأسبق انس الفقي عبد اللطيف المناوي من الجمع بين الأختين. القطاع والقناة.
*صحافي من مصر
سليم عزوز*
2012-09-21
http://www.deretna.com/vb/attachment.php?attachmentid=59124&stc=1&d=1348384731
كنت أسير حرب عند 'الحلاق'، وقد علمت وانا في قبضته أن مظاهرة خرجت أمام مبنى التلفزيون المصري في الشمس الحارقة تندد بأخونة الإعلام، ولحظتها أطل علينا مفيد فوزي ببرنامجه 'حديث المدينة'، الذي حصل عليه منحة من الرائد متقاعد صفوت الشريف، فتأكد بظهوره سياسة الاخونة التي يتبعها وزير الإعلام الجديد!.
المذيعة التي قيل أنها تزعمت مظاهرة رفض الأخونة، كنا قد سمعنا عن وقف برنامجها بقرار من وزير الإعلام، لأنها هاجمت الإخوان، وبعد هذا قرأت أنها ظهرت على الشاشة، دون ان نتمكن من معرفة هل تم منعها بالفعل، أم أن ما نشر كان يستهدف تكريس زعامتها في المنطقة؟، وبعض الصحف التي تهتم بأخبار القوم يمكن ان تنشر أخباراً من باب الترويج للمذيعين والمذيعات، الأحياء منهم والأموات، كما يحدث مع الفنانات وعلى طريقة: أين ترعرعت سيدتي، دون اهتمام بدقة الخبر!.
احدى الصحف زفت الى الأمة بشرى عظيمة تتمثل في أن فضائية 'ام بي سي' ستسعين بخالدة الذكر منى الشاذلي في تأسيس قناتها الجديدة التي ستهتم بأحوال مصر والتي جاءت لتنافس 'الجزيرة مباشر مصر'، مع ان القناة الثامنة التي تبث ارسالها من جنوب البلاد بإمكانها ان تنافس الفضائية المذكورة، إن تخلي أحد المذيعين بها عن حالة الاندهاش التي تتملكه، فهو عندما يشاهد جاموسة مثلا يندهش، ويظل يشرح للمشاهدين طبيعة الجاموسة، وكيف انها بأربعة أرجل، وتدر لبنا، وتأكل من حشائش الأرض، وينظر إليها باعتباره من اكتشفها، وفي لحظة الاكتشاف هذه يبدو كما لو كان قد اكتشف طريق رأس الرجاء الصالح تواً.
التحاق منى الشاذلي بالفضائية سالفة الذكر ليس خبراً جديداً يستدعي الاحتفاء به في الصحيفة الكبرى، فقد أذيع قبل أسابيع، ومنذ ان قيل أنها غادرت 'العاشرة مساء' ليحتل وائل الأبرشي موقعها، والذي بدأ بخبطة تمثلت في حواره مع الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي السابق، ولا نعرف أسباب مغادرة الشاذلي لتلفزيون 'دريم'، لكن من الملاحظ ان الفتاة غادرتها بعد ان انتهى عمرها الافتراضي، فالثورة قد أذلت أقواماً وأعزت آخرين، ولم نعد نقرأ الآن لكاتب كبير وهو يتحدث عن اللحظة الفارقة.. لحظة استضافة الإعلامية المخضرمة له.
منى غادرت 'دريم' غير مستأنسة لحديث، فقد خرجت من المحطة دون اهتمام يُذكر سواء من القائمين على القناة، أو ممن نصبوا لها في السابق مقاماً وأخذوا يطوفون به، ولم يكن خبر رحيلها هو الجديد، فالجديد ما قرأناه من أنها لجأت الى واحد من اكبر بيوت الأزياء في باريس لكي يصنع لها ملابس وفق احدث خطوط الموضة، لتظهر بها في 'ام بي سي'، وقد أصبت وانا اقرأ الخبر بحالة دهشة كبرى، كتلك التي تملكت مذيع القناة الثامنة عندما رأى جاموسة لأول وهلة، هو دهش لغرابة ما رأى وأنا لغرابة ما قرأت، ذلك بأن 'الفرسنة'، على وزن 'السعودة' ليست خطوطاً ولكنها بالإضافة الى هذا 'عوداً'، ونحن نتحدث عن ' العود الفرنساوي'، حتى وان لبست صاحبته من 'وكالة البلح'، المتخصصة في بيع الملابس المستعملة.
قبل أن تأخذ الدهشة مجراها، قرأت في متن الخبر ان منى ولله الحمد تقوم الآن بالتردد على صالات الجمانيزم، حتى تنقص وزنها ليكون 'عودها' متسقاً مع الملابس الفرنسية التي ستخرج بها لتواجه جماهيريها بعد فترة انقطاع، وكأن نقص وزنها لكيلو جرام من شأنه ان يجعل قوامها فرنسياً كما ورد في الكتاب، وإلا لكانت شيرين عبد الوهاب حصلت على الجنسية الفرنسية!.
لا بأس فلا زلنا في زمن صحافة: أين ترعرعت سيدتي؟.. وهو السؤال الذي كان يسأله الصحافي في الفيلم القديم: 'سيدتي الجميلة'.
المشاهد كالأطرش
لا نعرف ما إذا كانت مذيعة التلفزيون المصري قد منعت بالفعل، أم أنها خافت ان تمنع فأخذت بالاحوط، وعلى طريقة 'الحقوني' سأنتحر، ولا نعرف ما إذا كان خبر منعها جاء من باب المجاملة لتكريس زعامتها في المنطقة، أم أنها منعت وعادت، فما اعرفه أنني استنكرت في مواجهة وزير الإعلام وعلي رءوس الأشهاد وقف برنامجها بعد الثورة، ورد الوزير بأن أحداً لم يُمنع في التلفزيون فقد انتهى زمن المنع.
لكن بات من الواضح ان المشاهد صار كالأطرش في الزفة، وقد نشر كثيراً عن وقف يسري فودة عن العمل في تلفزيون 'اون تي في' وبقرار من صاحبه نجيب ساويرس، وفي الأسبوع الماضي فوجئت به على الشاشة وفي حلقة جديدة، فقد عاد، فهل كان في إجازة وأعجبه ما نشر عن منعه لاسيما وانه جاء مقروناً بالحديث عن رفضه ة تنفيذ تعليمات 'صاحب الدكانة' باستضافة المرشح الرئاسي احمد شفيق، أم ان المنع حدث، وجرت المصالحة بين ساويرس وفودة؟.. ومهما يكن فقد كان من الضروري ان يوضع المشاهد 'في الصورة'، ولو من باب اللياقة.
لا بأس فقد اكتشفت وأنا في قبضة 'الحلاق' أن برنامج 'حديث المدينة' لا يزال يقدم على احدي محطات التلفزيون المصري، على الرغم من ان مقدمه المتحذلق مفيد فوزي ليس مسيحياً فقط، فهو بالإضافة الى ذلك من الفلول، الذين تهدمت دولتهم في غمضة عين، وكانوا وكنا نظن ان نظام مبارك قوي، فإذا به كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف.
لدينا فلولاً اختفوا وكأنهم لم يكونوا هنا، بمجرد ان سقط النظام البائد، فلم نعد نسمع لهم حساً ولا خبراً، ومن مفيد شهاب، الى على الدين هلال، الى احمد كمال، الى مصطفى علوي، وهم من قاموا بالتنظير، بحكم التخصص، لمرحلة الفكر الجديد التي بدأت ببزوغ نجم جمال مبارك على المسرح السياسي، فهم من المبشرين به، والأخير كان آخر من انتقدتهم هنا من رموز لجنة السياسات بالحزب الحاكم، عندما ظهر على شاشات التلفاز يتحدث عن عبقرية الحزب الكبير، الذي تمكن عن جدارة من الفوز بجميع مقاعد البرلمان، إلا اللمم، في الانتخابات التي جرت قبيل الثورة، وكان التزوير الفج فيها هو احد أسباب قيامها.
بعض الفلول اختفوا، وبعضهم بقي يلملم أشلاءه المبعثرة ومنهم مفيد فوزي الذي تشعر في كلامه وفي كتاباته انه مهزوم من داخله ، لكن هذا لا يمنع من انه يلمز ويغمز، وقد كان في الحلقة التي شاهدتها يحاور وزير السياحة.
أنا لست مذيعاً
مفيد فوزي لمن لم يعد يتذكر له طريقة خاصة في الحديث وتوجيه الأسئلة: 'فأنا لست مذيعاً أنا محاوراً'، فهو يتحذلق، ويتفذلق، وذات مرة حاور المأسوف على شبابه حسني مبارك، وفي النهاية سأله مفيد:-
- أريد ان أسألك يا أفندم سؤالاً محرجاً؟
ويبدو ان صيغة السؤال كان متفقاً عليها مسبقاً فتعامل معها 'الافندم' ببلاهة عرفت منه بالضرورة.
- اسأل يا مفيد
- سؤال محرج يا أفندم!
وعلى طريقة ولا يهمني؛ رد مبارك بعدم اكتراث: اسأل..
فعاد مفيد يطلب منه الأمان لكي يوجه سؤاله المحرج!.
أول ما يتبادر الى الذهن ان هذا السؤال المحرج سيكون مثلاً عن قضية التوريث الحساسة، وقد يتجاسر ويسأله سؤاله الذي وجهه لوزير داخلية سابق هو زكي بدر وكان رجلا سليط اللسان، ما ان يفتح فمه حتى تسيل على لسانه صفائح القاذورات، وقد كان لسانه سبباً في حمل مبارك على إقالته بعد ان نشرت جريدة 'الشعب' المعارضة ما تفوه به ضد كبار الكتاب وكبار السياسيين في خطاب عام.
أخذ مفيد فوزي شهيقا وزفيرا وتنفس من احشائه، وسأل وزير الداخلية: متى يستقيل زكي بدر؟!..
وكان رد فعل الوزير غير متوقعاً فقد اعتدي على المحاور، وطارده داخل الوزارة، وحطم الكاميرات، ولأنه يعمل 'محاوراً وليس مذيعاً' فقد أوكل الى نفسه من يومها مهمة تبيض وجه وزراء الداخلية، وفي كل عيد للشرطة يحاور الوزير ويأخذه على كفوف الراحة، وبطبيعة الحال فقد اجرى الحوار الأخير مع حبيب العادلي وزير داخلية مبارك قبل الثورة مباشرة.
بعد ان حصل مفيد فوزي على 'الأمان الرئاسي' سأل مبارك السؤال القنبلة:
حضرتك .. (وسكت من باب الإثارة والتشويق).. يا أفندم (وسكت من باب التشويق والإثارة).. بتلاعب .. (وسكت من باب الإثارة لا التشويق).. حفيد حضرتك..
وبعدها اخذ نفساً عميقاً وكأنه ألقى بهم ثقيل كان (كابساً) على أنفاسه ولم يتمكن من التخلص منه إلا بعد ان حصل من الرئيس على الأمان.
التمهيد للسؤال، وطريقة إلقائه، والمؤثرات الصوتية، وبراكين الشجن التي صاحبت خروج الكلمات من فم مفيد فوزي، كانت تستدعي ان تمتلئ عين مبارك بالدموع، وأن يتحشرج صوته، وان تلمع عيناه، لكن الذي حدث ان عينا مفيد فوزي هي التي لمعت، وكان رد مبارك روتينياً:
- أيوه طبعاً ألاعب حفيدي زي أي جد.. (عبقري من يومه هذا الرجل)!
الرئيس والسياحة
كان حديث مفيد فوزي مع وزير السياحة يسير روتينياً، إلا من طريقة 'المحاور' في إلقاء الأسئلة على نحو يوحي بأنه يخترع الذرة وليس يطرح سؤالا قد يكون بلا قيمة على الرغم من الافتعال الواضح في طرحه.
بدا لي مفيد فوزي باهتا.. منكسراً..مهزوماً من داخله، ومع هذا لم ينس ان يمارس عادته في وضع السم في ثنايا السطور، فقد انزعج بحسب قوله لان الرئيس محمد مرسي التقى في الأقصر بالسائحين، فأكد انحيازه لسياحة الآثار لكنه لم يذهب ليلتقي السائحين على 'الشواطئ' وهم بالشورتات.. طبعاً والسائحات لكنه لم يقل هذا، وذلك لكي يؤكد الرئيس اهتمامه بسياحة الشواطئ، وأردف: انه لم يذهب الى 'الجونة' مثلاً ليلتقي بهؤلاء السائحين، ولا نعرف لماذا 'الجونة' التي تذكر اسماً في برنامج إعلامي وليس في فقرة إعلانية؟!، وللعلم فان 'الجونة' مملوكة لواحد من آل ساويرس: نصيف وربما سميح!.
لم اهتم بإجابة الوزير، ولم أشبع غريزة 'الحلاق' في الاستماع الى ثرثرته، ويبدو لي أنها من 'مقتضيات العمل الوظيفي' فكل 'الحلاقين' هكذا، وانا لا أمكنهم من ممارسة هوايتهم معي، لأني لا أحب الكلام أو الاستماع الى اثنين: الحلاق وطبيب الأسنان، والأخير يحشو فمك بأجهزة الحفر والبناء والتشييد ليفرض عليك ان تستمع له دون أن تعلق أو تختلف، أو حتى تتفق.
كان ما يشغلني في هذه اللحظة قدرة الرجل في هذا العمر المتقدم على ان يمارس عادة إطلاق الأسئلة الملغمة، فاته انه ليس مطلوباً من الرئيس ان يتحول الى سائح ليزور السائحين في أي مكان ليثبت اهتمامه بالسياحة، فمبارك الذي راجت في عهده سياحة العراة، لم نشاهده قد زارهم ليثبت اهتمامه بهم.
ليس على الفلول حرج.
ارض- جو
*استمعت لأحدهم وهو يتحدث عن خطة تطوير التلفزيون المصري، فاستقر في يقيني انه يضع خطة لحل أزمة المرور بوسط القاهرة، فقد طالب بنقل العاملين به الى مدينة الإنتاج الإعلامي بالسادس من أكتوبر، كما لو كان بمجرد تغيير 'العتبة' سيتحقق النجاح.
*يقولون ان وزير الإعلام صلاح عبد المقصود سيفاجئنا بحركة تغييرات كبري داخل ماسبيرو، أتمنى ألا ينسى الإطاحة برئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون ثروت مكي، وإبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار.
*العاملون في قناة النيل للأخبار في انتظار قرار يعيد الأمور الى أصلها بفك الارتباط مع قطاع الأخبار، بعد ان مكن وزير الإعلام الأسبق انس الفقي عبد اللطيف المناوي من الجمع بين الأختين. القطاع والقناة.
*صحافي من مصر