سُقياْ جُنونْ
08-31-2012, 05:47 AM
http://dc16.arabsh.com/i/02769/kwrvy8vgtu8d.jpg
هاجرت إليك، هاجرة لي ، وبادئة عمر غريب أبدده في تفحصّه و قراءة مسالكه بطريقة برايل. انظر انظر لرؤوس أصابعي كيف ذابت.
فيك حقول الموت مدى تضيّع عينيّ المنهكتين حياة ، و قصص الأولين تنتشر مدنًا على جنباتك، لم أعد أفهم تأريخك. دونت بدايتك ونهايتك ومع هذا لم أفهم. أيعقل أن رأسي ضيّق و تاريخك وسيع , وهل يفرق العقل عن العته في حضرتك ههـ ؟
أتعرف هجرتي خضعت تحت وطأة دهشتي بك و غفلتي لي , فحملت كل أحاديثي السعيدة , و جولاتي الريفية , و ملابس طفولتي الزاهية، و قصائدي المفضلة تركتها تحت سرير الليل , و خبئت ظلي كيلا يراقبني داخل وطني الجديد داخل وطنك , وأتيتك. يالي من عاقة لي فأنا استحققت عيشي بأنينك.
إنني طِوال سُكناك لم أشعر بُسكناك ، فسكّانك أعمارهم حادّة وملامحهم رؤوس ، ورؤوسهم ملامح لا يروني أبدًا. وأنا , أنا المزدحمة بالرؤى , والمخزّنة للحكايات لا يروني. رغم أنني وقفت على سقف منزل مواجهة , وأخبرتهم أنهم أشرار و حيواتهم داكنة , وصعد صوتي إلى السماء عاقدًا نهايته برحمة الله.
الانتماء لم يبايعك ، فكل شيء داخلك لا منتمي ، وكأنك محفلٌ للفوضى المؤكدة . دعك من كل هذا , أتعرف أنني ثقبت صدري بكفي الإبرة عندما فتشت تحت أراضيك ، وفتحت كل أدراج سماواتك عن الأنبياء؟ ديانات الله ، تخاريف المعتقدات ، مراحل الشك بدايات اليقين ، لا شيء أنت خالٍ من كل شيء. لا أستطيع الوثوق بطمأنينة وطنك و أنت مختّل الأركان ، فأنا كل الأنبياء أبائي ، و كل ديانات الله تعمّرني ، و تخاريف المعتقدات على رف مكتبتي تجلس تنتظرني أنظّرها في أصدق أوقات اليوم " قبل المنام ", وتأرجحي بين مراحل الشك ، وحضور كل ملامحي نقطة في دائرة وجهي باحثة عن انتصافات اليقين ونهاياتها. كيف عرفتك عندما غرقتك وأنت الخالي و أنا الممتلئة بكل شيء؟ قطفت أهدابي المآذن, وخلعت قسوة أقراطي الأجراس، وجفت ينابيع بكائي. تخيّل حتى بضرب عصى يدي على العيون لا تتفجر المياه المالحة. لماذا أحدّثك بعفوية جاعلة المبتدأ " تخيّل " يجب محوها بالمطر فأنت لا تحدث المعجزات عليك وفيك ، المطر صحيح متى آخر مرة بُليت بالمطر عذرًا لا تنظر إليّ هكذا ، نعم ابتلاء في حالتك ابتلاء لقد سمعت مثلي فكلنا آذاننا وسيعة أليس كذلك؟.سمعت بـ " يغرق في شبر ماء ", جيّد فأنا معك رأيت " يُمحى من رائحة مطرٍ ", وما السمع كالرؤية, أتُمحى بمطرٍ تعطّر لأجل مدينةٍ بعيدة؟.
ما أطولك أستغل أقدامي لأحرق الوقت وأتحرك حولك ، و حول نفسي , وأفاجأ أن وقتك مبلول وعليّ انتظار جفافه ، و أنت رجلٌ مائي لا تعرف للجفاف طريق رغم جفاف طريقك.
أكثر ما خلعني مني أنه لا أطفال هنا و فيني أطفال من دمٍ , و ورق , و شجر , و أرجوحة , و سفح, و نبع. لقد علمت مصادفة أنك ردمت كل الأطفال بدلائهم, و دُماهم , ودمائهم , ودراجاتهم. حتى الدراجات خلعتها من أكتاف طرقاتك , و بتّ معصورة ارتشفتني جدرانك اليتيمة زيتًا يضيء. ما أجفلك ، ما أجفاك. طقسك غليظ يسقط على أنفاسي , يكاد يزهقها صيفًا, و أرتجي بالنوارس أن تتغذى على رجاءاتي المحرشفة , و تنجدني بمساحات للنفس. أنسيت أنني مخلوقة الثلج، صديقة البطاريق ، وجاري الدب القطبي يبدو أنك نسيت بتعمّد منسي لتذيب حياتي بقيظك.؟ أجوائك سببت تساقط أفكاري , و شحوب نظراتي. لياليك أوروبيّة ، لا تُسمن عينيّ الشرقية.
نهاراتك كابتةً لا تتسع لخطواتي الثوريّة. أوسعت أمواتي القدماء نداء متأكدة أن كل المقابر متكررة الأسماء كحال الموت المتكرر ، وانصهر النداء متشكلاً قوالب تحمل اسمي , فلا أموات فيك لعدم وجود الأحياء أصلاً، و لو متّ ستكون المقبرة بحجم ضريحي.
وطنٌ لا مقابر فيه، وطنٌ تسحب منه جنسية اسمه و يدّك خارج الحياة. وبالرغم من كل هذا حاولت نفضك و ترتيب أسماء الحروب , فالسوّاد هنا ربما سوّاد حرب ما أدراني فأنا سليمة التاريخ أجهل مواصفات تلك الأيام ، و روائح البواريد لم تلتصق في جذور شعري ، وحتى الشهداء المبتسمين لم أزغرد فرحة بمكانتهم. في الحقيقة أنا لا أجيد الزغردة ولو أجدتها لا يمكن أن أنتهك قدسية الموت بكذبةٍ واضحة لم تتطلب استطالة أنف وأزغرد بطريقةٍ دراماتيكية، ويـالك من اكتشافات فأنت لا تعرف الكروب، و بكاء الأيتام ، وجنون الجنود الناقصين ، و ترمّل العرائس ، فهذه جغرافيتك. صصصهٍ لا تقل إنه خطأي وإنني لم أحفظك جيّدًا ، فأنا لم أدرسك ولم أعترف بوجودك في كتابٍ و السلام !.
هذا يكفي لقد توحّشت و أنا عدوة الوحشة، أرهبتني بالسكون وأنا التي تفزع الأموات إن قيل لي : اسكتي.
لم يعد مجالٌ للبقاء أكثر, ولست ممن يقتلعون أوطانهم لأجل بناء أوطانهم. سؤالٌ أمسك مرفق ذراعي الأضمن : أتعودين لك ؟ ربما فأنا رحبة , وأرحب بي لكنني سأجوب السماوات للسلام، للشفاء بالتمام.
هجرتي عنك بسيطة مثل قدومي إليك المنبسط :
فأنا جئتك عاريةً من الحقائب، غارقةً بأحلام الحقائب، وهذا سهلاً عليّ : المشي بخفةٍ خارجك ، فأنت تعرف أنني لا أحب حشو التفاصيل في فم الخوالي بحميمية " كعادة الأمهات " , لأرى ذاكرتي ممتلئة. اطمئن إنها بصحةٍ جيّدة , كما هو حذائي يتسع في الطرقات لدرجة الركض داخله ، و كل الطيور أصدقائي يصنعون لي طائرة محرّكها الشمس ، وجناحيها سمائين مستعارين ، والذيل دعاء أم مات وليدها قبل إتمام الرضاع.
حمدًالله على النفس الصافية المخلوقة داخلي ، حالتي لا تقلق شقيقتي ، أو تخيف المرآة عندما أنعكس عليها ، فأنا سليمة الروح ، اطمئناني جاري أغمس أطرافي الشائبة لتطهر ، و ضحكاتي لا زالت أناشيد رغم الغبار الغافي، وهذه نِعم جميلة.
وعليك ألا تقلق ، لن أحدّث أحدًا عنك ، ليس لأنك لا تستحق بالعكس , فأنا لولاك لجهلت الأوطان الخربة رغم أن كل الأوطان من حولنا خراب , لكن خراب الأرواح مختلف تمامًا , و رأسك الضخم يعيّ ما أعياني و أعني. لن أتحدث عنك لأسمح لغيري تجربة الهجرة إليك ، فربما تناسب أجسادهم المعلّبة أرضك المطاطية ، و ربما يكتشف أحدهم عظمة أوطانهم ، و حرارة قصص أقداح الشاي المسائية المنكّهة بالأعشاب السحرية , الجالبة للنوم والولد والشفاء ، ولذّة تكرار أحاديثهم المهترئة على عتبات الأبواب ، ويهاجرون عن هجرتهم.
هاجرت إليك، هاجرة لي ، وبادئة عمر غريب أبدده في تفحصّه و قراءة مسالكه بطريقة برايل. انظر انظر لرؤوس أصابعي كيف ذابت.
فيك حقول الموت مدى تضيّع عينيّ المنهكتين حياة ، و قصص الأولين تنتشر مدنًا على جنباتك، لم أعد أفهم تأريخك. دونت بدايتك ونهايتك ومع هذا لم أفهم. أيعقل أن رأسي ضيّق و تاريخك وسيع , وهل يفرق العقل عن العته في حضرتك ههـ ؟
أتعرف هجرتي خضعت تحت وطأة دهشتي بك و غفلتي لي , فحملت كل أحاديثي السعيدة , و جولاتي الريفية , و ملابس طفولتي الزاهية، و قصائدي المفضلة تركتها تحت سرير الليل , و خبئت ظلي كيلا يراقبني داخل وطني الجديد داخل وطنك , وأتيتك. يالي من عاقة لي فأنا استحققت عيشي بأنينك.
إنني طِوال سُكناك لم أشعر بُسكناك ، فسكّانك أعمارهم حادّة وملامحهم رؤوس ، ورؤوسهم ملامح لا يروني أبدًا. وأنا , أنا المزدحمة بالرؤى , والمخزّنة للحكايات لا يروني. رغم أنني وقفت على سقف منزل مواجهة , وأخبرتهم أنهم أشرار و حيواتهم داكنة , وصعد صوتي إلى السماء عاقدًا نهايته برحمة الله.
الانتماء لم يبايعك ، فكل شيء داخلك لا منتمي ، وكأنك محفلٌ للفوضى المؤكدة . دعك من كل هذا , أتعرف أنني ثقبت صدري بكفي الإبرة عندما فتشت تحت أراضيك ، وفتحت كل أدراج سماواتك عن الأنبياء؟ ديانات الله ، تخاريف المعتقدات ، مراحل الشك بدايات اليقين ، لا شيء أنت خالٍ من كل شيء. لا أستطيع الوثوق بطمأنينة وطنك و أنت مختّل الأركان ، فأنا كل الأنبياء أبائي ، و كل ديانات الله تعمّرني ، و تخاريف المعتقدات على رف مكتبتي تجلس تنتظرني أنظّرها في أصدق أوقات اليوم " قبل المنام ", وتأرجحي بين مراحل الشك ، وحضور كل ملامحي نقطة في دائرة وجهي باحثة عن انتصافات اليقين ونهاياتها. كيف عرفتك عندما غرقتك وأنت الخالي و أنا الممتلئة بكل شيء؟ قطفت أهدابي المآذن, وخلعت قسوة أقراطي الأجراس، وجفت ينابيع بكائي. تخيّل حتى بضرب عصى يدي على العيون لا تتفجر المياه المالحة. لماذا أحدّثك بعفوية جاعلة المبتدأ " تخيّل " يجب محوها بالمطر فأنت لا تحدث المعجزات عليك وفيك ، المطر صحيح متى آخر مرة بُليت بالمطر عذرًا لا تنظر إليّ هكذا ، نعم ابتلاء في حالتك ابتلاء لقد سمعت مثلي فكلنا آذاننا وسيعة أليس كذلك؟.سمعت بـ " يغرق في شبر ماء ", جيّد فأنا معك رأيت " يُمحى من رائحة مطرٍ ", وما السمع كالرؤية, أتُمحى بمطرٍ تعطّر لأجل مدينةٍ بعيدة؟.
ما أطولك أستغل أقدامي لأحرق الوقت وأتحرك حولك ، و حول نفسي , وأفاجأ أن وقتك مبلول وعليّ انتظار جفافه ، و أنت رجلٌ مائي لا تعرف للجفاف طريق رغم جفاف طريقك.
أكثر ما خلعني مني أنه لا أطفال هنا و فيني أطفال من دمٍ , و ورق , و شجر , و أرجوحة , و سفح, و نبع. لقد علمت مصادفة أنك ردمت كل الأطفال بدلائهم, و دُماهم , ودمائهم , ودراجاتهم. حتى الدراجات خلعتها من أكتاف طرقاتك , و بتّ معصورة ارتشفتني جدرانك اليتيمة زيتًا يضيء. ما أجفلك ، ما أجفاك. طقسك غليظ يسقط على أنفاسي , يكاد يزهقها صيفًا, و أرتجي بالنوارس أن تتغذى على رجاءاتي المحرشفة , و تنجدني بمساحات للنفس. أنسيت أنني مخلوقة الثلج، صديقة البطاريق ، وجاري الدب القطبي يبدو أنك نسيت بتعمّد منسي لتذيب حياتي بقيظك.؟ أجوائك سببت تساقط أفكاري , و شحوب نظراتي. لياليك أوروبيّة ، لا تُسمن عينيّ الشرقية.
نهاراتك كابتةً لا تتسع لخطواتي الثوريّة. أوسعت أمواتي القدماء نداء متأكدة أن كل المقابر متكررة الأسماء كحال الموت المتكرر ، وانصهر النداء متشكلاً قوالب تحمل اسمي , فلا أموات فيك لعدم وجود الأحياء أصلاً، و لو متّ ستكون المقبرة بحجم ضريحي.
وطنٌ لا مقابر فيه، وطنٌ تسحب منه جنسية اسمه و يدّك خارج الحياة. وبالرغم من كل هذا حاولت نفضك و ترتيب أسماء الحروب , فالسوّاد هنا ربما سوّاد حرب ما أدراني فأنا سليمة التاريخ أجهل مواصفات تلك الأيام ، و روائح البواريد لم تلتصق في جذور شعري ، وحتى الشهداء المبتسمين لم أزغرد فرحة بمكانتهم. في الحقيقة أنا لا أجيد الزغردة ولو أجدتها لا يمكن أن أنتهك قدسية الموت بكذبةٍ واضحة لم تتطلب استطالة أنف وأزغرد بطريقةٍ دراماتيكية، ويـالك من اكتشافات فأنت لا تعرف الكروب، و بكاء الأيتام ، وجنون الجنود الناقصين ، و ترمّل العرائس ، فهذه جغرافيتك. صصصهٍ لا تقل إنه خطأي وإنني لم أحفظك جيّدًا ، فأنا لم أدرسك ولم أعترف بوجودك في كتابٍ و السلام !.
هذا يكفي لقد توحّشت و أنا عدوة الوحشة، أرهبتني بالسكون وأنا التي تفزع الأموات إن قيل لي : اسكتي.
لم يعد مجالٌ للبقاء أكثر, ولست ممن يقتلعون أوطانهم لأجل بناء أوطانهم. سؤالٌ أمسك مرفق ذراعي الأضمن : أتعودين لك ؟ ربما فأنا رحبة , وأرحب بي لكنني سأجوب السماوات للسلام، للشفاء بالتمام.
هجرتي عنك بسيطة مثل قدومي إليك المنبسط :
فأنا جئتك عاريةً من الحقائب، غارقةً بأحلام الحقائب، وهذا سهلاً عليّ : المشي بخفةٍ خارجك ، فأنت تعرف أنني لا أحب حشو التفاصيل في فم الخوالي بحميمية " كعادة الأمهات " , لأرى ذاكرتي ممتلئة. اطمئن إنها بصحةٍ جيّدة , كما هو حذائي يتسع في الطرقات لدرجة الركض داخله ، و كل الطيور أصدقائي يصنعون لي طائرة محرّكها الشمس ، وجناحيها سمائين مستعارين ، والذيل دعاء أم مات وليدها قبل إتمام الرضاع.
حمدًالله على النفس الصافية المخلوقة داخلي ، حالتي لا تقلق شقيقتي ، أو تخيف المرآة عندما أنعكس عليها ، فأنا سليمة الروح ، اطمئناني جاري أغمس أطرافي الشائبة لتطهر ، و ضحكاتي لا زالت أناشيد رغم الغبار الغافي، وهذه نِعم جميلة.
وعليك ألا تقلق ، لن أحدّث أحدًا عنك ، ليس لأنك لا تستحق بالعكس , فأنا لولاك لجهلت الأوطان الخربة رغم أن كل الأوطان من حولنا خراب , لكن خراب الأرواح مختلف تمامًا , و رأسك الضخم يعيّ ما أعياني و أعني. لن أتحدث عنك لأسمح لغيري تجربة الهجرة إليك ، فربما تناسب أجسادهم المعلّبة أرضك المطاطية ، و ربما يكتشف أحدهم عظمة أوطانهم ، و حرارة قصص أقداح الشاي المسائية المنكّهة بالأعشاب السحرية , الجالبة للنوم والولد والشفاء ، ولذّة تكرار أحاديثهم المهترئة على عتبات الأبواب ، ويهاجرون عن هجرتهم.