سعد عيد
10-22-2011, 04:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد : القذافي ذلك الحاكم الذي أقام حكمه بثورة وسقط حكمه بثورة , قتله قبل أيام الثوار الليبيون ولكن ما أريد أن أتحدث عنه ليس الثورة والثوار بل عن القذافي وإختلاف الناس فيه .
فإن بعض الناس قال مات الطاغية المجرم الكافر , وقابلهم أقواماُ آخرون قالوا مات الشهيد البطل , والصنف الثالث قال مات رجلٌ مسلم ولكن قتل كثيراً , فإلى أي هذه الأقوال نذهب وأي الخيارات نختار , وقبل الإختيار لابد من وقفة تأمل لهذه الأقوال ثم نطبقها على ظاهر شخصية القذافي والتي تظهر لنا في أفعاله وأقواله ,لكي يتضح لنا باطنه من عقيدة وديانة .
فإن القذافي أشتهر بأقوال كثيرة شاذة وقد كفره العلماء من أجل تلك الأقول
1- تحريفه القرآن الكريم؛ وذلك بحذف جميع قول الله تعالى: (قل) التي جاءت في القرآن.. قال الله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون), وقال أيضاً: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد), قال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله: "من كفر بحرف من القرآن فقد كفر، ومن قال؛ لا أؤمن بهذه اللام فقد كفر".اهـ [مجموع فتاوى ابن تيمية؛ 4/182]
2- إنكاره للسنة النبوية جملة وتفصيلاً, وجعل التمسك بها طريقاً وباباً للشرك وعبادة الأوثان والأصنام.. قال الله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم), قال الإمام إسحاق بن راهوية رحمه الله: "أن من رد حديثاً صحيحاً عنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كفر".اهـ ["الفصل في الملل والنحل"، لابن حزم؛ 3/230]. فكيف بمن رد جميع الأحاديث؟!
3- قوله أن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم محصورة للعرب فقط وليست هي عامة لعموم الإنس والجن.. قال الله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين * قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون * فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون). عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة) [متفق عليه].
4- عدم تكفيره لأهل الكتاب؛ اليهود والنصارى.. قال الله تعالى: (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية), قال الشيخ أبو بطين: "وقد أجمع المسلمون على كفر من لم يكفر اليهود والنصارى، أو شك في كفرهم..". اهـ [الدرر السنية 12/69 ].
5- استهزاؤه بكثير من شعائر الإسلام؛ كقوله: "الكعبة آخر صنم", و"الحجاب من عمل الشيطان".. قال الله تعالى: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ(
قال الإمام ابن حزم رحمه الله: "فصح بما ذكرنا؛ أن كل من سب الله تعالى أو استهزأ به، أو سب مَلَكاً من الملائكة، أو استهزأ به، أو سب نبياً من الأنبياء أو استهزأ به، أو سب آية من آيات الله تعالى أو استهزأ بها - والشرائع كلها والقرآن من آيات الله تعالى - فهو بذلك كافر مرتد، له حكم المرتد، وبهذا نقول".اهـ ["المحلى" 12/438].
6- تحليله للحرام المجمع عليه, كتحليله للربا نصاً, قال الله تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله), قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه، أو حرم الحلال المجمع عليه، أو بدل الشرع المجمع عليه، كان كافراً مرتداً بالاتفاق".اهـ [مجموع الفتوى 3/267].
وهذه الأقوال التي ذكرتها هي قليلٌ من كثير وقد نقلتها من فتوى أحد المشائخ في القذافي .
ثم أنه بعد هذه الأقوال يتضح لنا أن القذافي حكمه شرعاً كافر , وبعد أن عرفنا أن هذا الطاغية كافر يأتي السؤال : هل يجوز للمسلم أن يفرح بموت الطاغية الكافر ؟
فلننظر في حياة نبي الله محمد - صلى الله عليه وسلم – هل فرح بموت عدو
فقد مُرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة ، فقال : مُسْتَرِيح ومُسْتَرَاح منه . قالوا : يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه ؟ فقال : العبد المؤمن يستريح مِن نَصَب الدنيا ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح يجمع لي الناس ليغزوني ، وهو بعرنة ، فأته فأقتله . قال : قلت : يا رسول الله أنعته لي حتى أعرفه . قال : إذا رأيته وجدت له قشعريرة .قال : فخرجت متوشِّحا بسيفي حتى وقعت عليه وهو بِعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلا ، فلما رأيته وجدت ما وَصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة ، فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي الركوع والسجود ، فلما انتهيت إليه قال: مَن الرجل ؟ قلت : رجل مِن العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل ، فجاءك لهذ ا.قال : أجل أنا في ذلك . قال : فمشيت معه شيئا حتى إذا أمكنني حملت عليه السيف حتى قتلته ، ثم خرجت وتركت ظعائنه مُكِبات عليه ، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني ، فقال : أفلح الوجه . قال : قلت : قتلته يا رسول الله . قال : صدقت . قال ثم قام معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل في بيته ، فأعطاني عصا ، فقال : أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس . قال : فخرجت بها على الناس ، فقالوا : ما هذه العصا ؟ قال : قلت : أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أمسكها . قالوا : أوَ لا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله عن ذلك ؟ قال : فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا ؟ قال : آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المتخصرون يومئذ يوم القيامة . فقرنها عبد الله بِسيفه ، فلم تزل معه حتى إذا مات أمَرَ بها فَصُبَّتْ معه في كفنه ، ثم دفنا جميعا . رواه الإمام أحمد .
قال المناوي : أفتى ابن عبد السلام بأنه لا مَلام في الفَرح بموت العدو من حيث انقطاع شَرِّه عنه وكفاية ضرره . اهـ .
ثم أنه بعد هذا القول الموجز يتضح أن القذافي كافر ولاضير في الفرح بموت العدو لإنقطاع شره وإجرامه .
وأخيراً هذه نصحية أوجهها للذي يخالف تيار الحق من أجل أن يقال , أن فلان قد قال كذا وكذا , وهذا من الاشتهار بالباطل , عافانا الله وإياكم من ذلك ورزقنا سمعة طيبه في الدنيا والآخرة .
وتقبلوا تحياتي
أخوكم : سعد عيد
مدونتي (http://sa11ad.blogspot.com/2011/10/blog-post.html)
الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد : القذافي ذلك الحاكم الذي أقام حكمه بثورة وسقط حكمه بثورة , قتله قبل أيام الثوار الليبيون ولكن ما أريد أن أتحدث عنه ليس الثورة والثوار بل عن القذافي وإختلاف الناس فيه .
فإن بعض الناس قال مات الطاغية المجرم الكافر , وقابلهم أقواماُ آخرون قالوا مات الشهيد البطل , والصنف الثالث قال مات رجلٌ مسلم ولكن قتل كثيراً , فإلى أي هذه الأقوال نذهب وأي الخيارات نختار , وقبل الإختيار لابد من وقفة تأمل لهذه الأقوال ثم نطبقها على ظاهر شخصية القذافي والتي تظهر لنا في أفعاله وأقواله ,لكي يتضح لنا باطنه من عقيدة وديانة .
فإن القذافي أشتهر بأقوال كثيرة شاذة وقد كفره العلماء من أجل تلك الأقول
1- تحريفه القرآن الكريم؛ وذلك بحذف جميع قول الله تعالى: (قل) التي جاءت في القرآن.. قال الله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون), وقال أيضاً: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد), قال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله: "من كفر بحرف من القرآن فقد كفر، ومن قال؛ لا أؤمن بهذه اللام فقد كفر".اهـ [مجموع فتاوى ابن تيمية؛ 4/182]
2- إنكاره للسنة النبوية جملة وتفصيلاً, وجعل التمسك بها طريقاً وباباً للشرك وعبادة الأوثان والأصنام.. قال الله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم), قال الإمام إسحاق بن راهوية رحمه الله: "أن من رد حديثاً صحيحاً عنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كفر".اهـ ["الفصل في الملل والنحل"، لابن حزم؛ 3/230]. فكيف بمن رد جميع الأحاديث؟!
3- قوله أن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم محصورة للعرب فقط وليست هي عامة لعموم الإنس والجن.. قال الله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين * قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون * فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون). عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة) [متفق عليه].
4- عدم تكفيره لأهل الكتاب؛ اليهود والنصارى.. قال الله تعالى: (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية), قال الشيخ أبو بطين: "وقد أجمع المسلمون على كفر من لم يكفر اليهود والنصارى، أو شك في كفرهم..". اهـ [الدرر السنية 12/69 ].
5- استهزاؤه بكثير من شعائر الإسلام؛ كقوله: "الكعبة آخر صنم", و"الحجاب من عمل الشيطان".. قال الله تعالى: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ(
قال الإمام ابن حزم رحمه الله: "فصح بما ذكرنا؛ أن كل من سب الله تعالى أو استهزأ به، أو سب مَلَكاً من الملائكة، أو استهزأ به، أو سب نبياً من الأنبياء أو استهزأ به، أو سب آية من آيات الله تعالى أو استهزأ بها - والشرائع كلها والقرآن من آيات الله تعالى - فهو بذلك كافر مرتد، له حكم المرتد، وبهذا نقول".اهـ ["المحلى" 12/438].
6- تحليله للحرام المجمع عليه, كتحليله للربا نصاً, قال الله تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله), قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه، أو حرم الحلال المجمع عليه، أو بدل الشرع المجمع عليه، كان كافراً مرتداً بالاتفاق".اهـ [مجموع الفتوى 3/267].
وهذه الأقوال التي ذكرتها هي قليلٌ من كثير وقد نقلتها من فتوى أحد المشائخ في القذافي .
ثم أنه بعد هذه الأقوال يتضح لنا أن القذافي حكمه شرعاً كافر , وبعد أن عرفنا أن هذا الطاغية كافر يأتي السؤال : هل يجوز للمسلم أن يفرح بموت الطاغية الكافر ؟
فلننظر في حياة نبي الله محمد - صلى الله عليه وسلم – هل فرح بموت عدو
فقد مُرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة ، فقال : مُسْتَرِيح ومُسْتَرَاح منه . قالوا : يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه ؟ فقال : العبد المؤمن يستريح مِن نَصَب الدنيا ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح يجمع لي الناس ليغزوني ، وهو بعرنة ، فأته فأقتله . قال : قلت : يا رسول الله أنعته لي حتى أعرفه . قال : إذا رأيته وجدت له قشعريرة .قال : فخرجت متوشِّحا بسيفي حتى وقعت عليه وهو بِعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلا ، فلما رأيته وجدت ما وَصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة ، فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي الركوع والسجود ، فلما انتهيت إليه قال: مَن الرجل ؟ قلت : رجل مِن العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل ، فجاءك لهذ ا.قال : أجل أنا في ذلك . قال : فمشيت معه شيئا حتى إذا أمكنني حملت عليه السيف حتى قتلته ، ثم خرجت وتركت ظعائنه مُكِبات عليه ، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني ، فقال : أفلح الوجه . قال : قلت : قتلته يا رسول الله . قال : صدقت . قال ثم قام معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل في بيته ، فأعطاني عصا ، فقال : أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس . قال : فخرجت بها على الناس ، فقالوا : ما هذه العصا ؟ قال : قلت : أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أمسكها . قالوا : أوَ لا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله عن ذلك ؟ قال : فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا ؟ قال : آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المتخصرون يومئذ يوم القيامة . فقرنها عبد الله بِسيفه ، فلم تزل معه حتى إذا مات أمَرَ بها فَصُبَّتْ معه في كفنه ، ثم دفنا جميعا . رواه الإمام أحمد .
قال المناوي : أفتى ابن عبد السلام بأنه لا مَلام في الفَرح بموت العدو من حيث انقطاع شَرِّه عنه وكفاية ضرره . اهـ .
ثم أنه بعد هذا القول الموجز يتضح أن القذافي كافر ولاضير في الفرح بموت العدو لإنقطاع شره وإجرامه .
وأخيراً هذه نصحية أوجهها للذي يخالف تيار الحق من أجل أن يقال , أن فلان قد قال كذا وكذا , وهذا من الاشتهار بالباطل , عافانا الله وإياكم من ذلك ورزقنا سمعة طيبه في الدنيا والآخرة .
وتقبلوا تحياتي
أخوكم : سعد عيد
مدونتي (http://sa11ad.blogspot.com/2011/10/blog-post.html)