آرويه
06-11-2011, 12:50 AM
العقل العربي ،،،،، العقل الجمعي مثالا
لقد طرح ايمانويل كانط ( قد الخص فلسفته لاحقا) نظرية ، تعتبر فتحا فلسفيا على جميع الإصعدة. فقام ايمانويل كانط ( سابقا كل المحاولات السيكولوجية و البيولوجية ) بنقد العقل بصفته كينونة مستقلة تماما عن الارادة. ان نظرية كانت طرحت العديد من الجوانب المهمة و التي تلخص علاقة العقل كجزء مرتبط بالإرتقاء الانساني. وشرح بعمق رؤي جميلة كانت واحدة من أهم اسباب نهضة أوربا لاحقا. ان المبدآ الاساسي و الذي اريد ان اخذه كمدخل بسيط هنا ،، هو اصرار كانط بأن العقل اداة مرتبطة تماما بالزمان - المكان الموجود فيه ذلك العقل. فقدرة العقل على الارتقاء مرتبطة تماما بمعطيات البيئة ، فلا يتجاوزها العقل متطورا ،، الا في حال وجدت الظروف المكانية و الزمانية ( على طريقة نسبية اينشتاين :rolleyes: ) المناسبة.
ونظرا لاهتمامي في الشآن التحليلي للعقل العربي رآيت ان اخذكم معي في نزهه سريعه لبعض الافكار التي خلصت اليها ، و هي مستمده من اعمال فلسفية عميقة ل محمد اركون ، هاشم صالح ، ادوارد سعيد ( في كتابه الاستشراق ، طبعه اجنبيه)، مع الفارق الشاسع في تآثير الاخير علي. و استمديت بعض الافكار من مقالات اخرى لهاني حلاوي.
ان جزئية ربط العقل العربي في محيطة هي من اكبر الجزئيات التي يجب ان تفهم من قبل مثقفينا و من قبل الانسان العادي. فالعقل العربي في تاريخه الطويل مر خلال مراحل متنوعه من النهضة و التطور الى الانحدار و التخلف. وكان التتالي المتتابع جدا في مسيرة الاحداث التي واجهها العقل العربي جعلت منه اداة معطلة تماما تفتقد خاصيتها المميزة و انها وسيلة تطور و رقي.
و العقل العربي يمكن وصفه و تحديد ملامحه كالتالي :
انه عقل يعجز عن تحديد مو قعه تماما ، يفتقد لما هو اساسي وما هو غير اساسي.
كذلك هو عقل رجعي ، لا يؤمن بطرح اي مشروع تقدمي يهتم بمعالجة الانسان ككينونة لها وجود مستقبل تتطور لو اريد لها التطور.
و العقل العربي مازال عقل ظلامي مازال يعول على الحلول الميتافيزيقيه للخروج من اي محاولة جادة للبحث عن كنهه الاشياء و تفسيرها ، و كمثال مناسب هنا ، نرى كثير من الناس تحليل فشلهم ، بسبب السحر او العين ، او تصديق كاهن او ساحر، في القرن الواحد و العشرين ( حتى مع ان الرسول صلى الله عليه و سلم ، كشخصية عظيمة في ثقافتنا، حارب كثيرا لاقتلاع مثل هذه الافكار الرجعية، لكن مازال قطاع عريض يمارسها). و ذكر هذا المثال لا يشرح فقط ظلامية العقل، بل و يلخص سبب القحط الشديد في افراز اي مخرجات تفكر بشكل علمي يجعل السبب مبني على المنطق المدرك و ليس الاحساس الغيبي. كذلك يعمد العقل العربي اعتباطا الي محاولة التجديد في الماضي، و محاولة بحث فكرة التطور من رحم الماضي المنتهي الذي نحن منبترين عنه. فمحاولة احياء الميت من التراث لم و لن تنجح لكثير من الاسباب ومن اهمها ان طبيعة ذلك العصر كانت اكثر قابلية للتاثر من الان.
و جمعية العقل العربي ، تقدس كثيرا النظر الي الفرد بآنه جزء مفقود في حال لم يكون منتسب الي مجموعة معينه تلخص طبيعته. فمن الجماعات الدينية ، الى الجماعات الفكرية الموسومة ، مرورا بالانقسامات العرقية المبنية على فكرة نقاوة العرق ( تماما كما في النازية و هيمنة العروق الآرية). و هذه النظرة سبب نوع من فلسفة احادية الرآي و التي تكفر و تقتل و تعزل و تدمر كل من يخالف التيار و اقامت فلسفة الرآي الاخر خارج المنافسة. و هذا ماقاد الى بروز نوع من الانفصال لا الاتصال في المعرفة العربية، فاصبحت التفسيرات تقام و تقعد لمجرد المصطلحات دون النظر في معانيها، و هذا ماقاد الى ظهور خلافات هي في غالبها اديولوجية مذهبية لا معرفية منطقية مبنية علي التحليل الصحيح. و لهيمنة العقل الجميعي ، اصبح القطر العربي مصدر اساسي لافراد مسلوبي الارادة لا يستطيعون التفكير الا من منظور من يقودهم ، و يعتبرونه المنظر الاساسي لهم ، وكمثال مناسب، سيطرة رجال الدين على طريقة تفكير اتباعهم.
و هذه الاشكالية هي من الخطورة في مكان ، و تاريخنا المحلي حافل بمسائل كثيرة تصف مثل هذه الورطات، فكلنا نذكر حرمة جوال الكاميرا، و تحريم تعليم البنات ، و فجور من يستخدم الاطباق الفضائية(الدش) . لكن الغريب انه بعد فتره ، تجد ان من كان يحرم هو من يباهي بجواله الاي فون ذو الكاميرتين ، و ابنته التي حازت اعلى الشهادات ، و برنامجه المفضل على قناة....... .
فمن خلال النظر الى السابق من الامثلة ، يبرز السؤال التالي، ماذا كان يمكن ان يكون لو كانت المرآة لهذا اليوم جاهله لم تتعلم ، او ماذا كنا سنعرف عن العالم لو لم نستخدم الاطباق الفضائية، او حتى من سيعرف ويعاقب اولئك المتحرشين بالفتيات في حادثة نفق النهضة؟. و الاعمق من ذلك ، ماهي الاشياء الاكثر مركزية و اساسية و التي نحن محرومون منها و التي تجعلنا في ركب الامم المتخلفة ،،،،،،،، سؤال عميق ،،، سنتحدث عنه لاحقا.
اخيرا، احب ان اقول اننا جميعا بحاجة الى بناء نظرة كونية شمولية عامه ، تتجاوزنا كعرب او كمسلمين ، بل تنظر لنا كمخلوقات جزء من مهمتها اعمار هذه الارض و اثبات تفوقها بذلك الشيء المسمى العقل. يجب ان نفهم ان خلق عقل جميل يحتاج الي بيئه متفتحة تشجع الابداع و حرة تماما. و ليس في بيئة قد تكون الكلمة تساوي حياة انسان . و حتى نفهم ذلك ،،، اتمنى لكم وقت ممتع.
الى اللقاء
لقد طرح ايمانويل كانط ( قد الخص فلسفته لاحقا) نظرية ، تعتبر فتحا فلسفيا على جميع الإصعدة. فقام ايمانويل كانط ( سابقا كل المحاولات السيكولوجية و البيولوجية ) بنقد العقل بصفته كينونة مستقلة تماما عن الارادة. ان نظرية كانت طرحت العديد من الجوانب المهمة و التي تلخص علاقة العقل كجزء مرتبط بالإرتقاء الانساني. وشرح بعمق رؤي جميلة كانت واحدة من أهم اسباب نهضة أوربا لاحقا. ان المبدآ الاساسي و الذي اريد ان اخذه كمدخل بسيط هنا ،، هو اصرار كانط بأن العقل اداة مرتبطة تماما بالزمان - المكان الموجود فيه ذلك العقل. فقدرة العقل على الارتقاء مرتبطة تماما بمعطيات البيئة ، فلا يتجاوزها العقل متطورا ،، الا في حال وجدت الظروف المكانية و الزمانية ( على طريقة نسبية اينشتاين :rolleyes: ) المناسبة.
ونظرا لاهتمامي في الشآن التحليلي للعقل العربي رآيت ان اخذكم معي في نزهه سريعه لبعض الافكار التي خلصت اليها ، و هي مستمده من اعمال فلسفية عميقة ل محمد اركون ، هاشم صالح ، ادوارد سعيد ( في كتابه الاستشراق ، طبعه اجنبيه)، مع الفارق الشاسع في تآثير الاخير علي. و استمديت بعض الافكار من مقالات اخرى لهاني حلاوي.
ان جزئية ربط العقل العربي في محيطة هي من اكبر الجزئيات التي يجب ان تفهم من قبل مثقفينا و من قبل الانسان العادي. فالعقل العربي في تاريخه الطويل مر خلال مراحل متنوعه من النهضة و التطور الى الانحدار و التخلف. وكان التتالي المتتابع جدا في مسيرة الاحداث التي واجهها العقل العربي جعلت منه اداة معطلة تماما تفتقد خاصيتها المميزة و انها وسيلة تطور و رقي.
و العقل العربي يمكن وصفه و تحديد ملامحه كالتالي :
انه عقل يعجز عن تحديد مو قعه تماما ، يفتقد لما هو اساسي وما هو غير اساسي.
كذلك هو عقل رجعي ، لا يؤمن بطرح اي مشروع تقدمي يهتم بمعالجة الانسان ككينونة لها وجود مستقبل تتطور لو اريد لها التطور.
و العقل العربي مازال عقل ظلامي مازال يعول على الحلول الميتافيزيقيه للخروج من اي محاولة جادة للبحث عن كنهه الاشياء و تفسيرها ، و كمثال مناسب هنا ، نرى كثير من الناس تحليل فشلهم ، بسبب السحر او العين ، او تصديق كاهن او ساحر، في القرن الواحد و العشرين ( حتى مع ان الرسول صلى الله عليه و سلم ، كشخصية عظيمة في ثقافتنا، حارب كثيرا لاقتلاع مثل هذه الافكار الرجعية، لكن مازال قطاع عريض يمارسها). و ذكر هذا المثال لا يشرح فقط ظلامية العقل، بل و يلخص سبب القحط الشديد في افراز اي مخرجات تفكر بشكل علمي يجعل السبب مبني على المنطق المدرك و ليس الاحساس الغيبي. كذلك يعمد العقل العربي اعتباطا الي محاولة التجديد في الماضي، و محاولة بحث فكرة التطور من رحم الماضي المنتهي الذي نحن منبترين عنه. فمحاولة احياء الميت من التراث لم و لن تنجح لكثير من الاسباب ومن اهمها ان طبيعة ذلك العصر كانت اكثر قابلية للتاثر من الان.
و جمعية العقل العربي ، تقدس كثيرا النظر الي الفرد بآنه جزء مفقود في حال لم يكون منتسب الي مجموعة معينه تلخص طبيعته. فمن الجماعات الدينية ، الى الجماعات الفكرية الموسومة ، مرورا بالانقسامات العرقية المبنية على فكرة نقاوة العرق ( تماما كما في النازية و هيمنة العروق الآرية). و هذه النظرة سبب نوع من فلسفة احادية الرآي و التي تكفر و تقتل و تعزل و تدمر كل من يخالف التيار و اقامت فلسفة الرآي الاخر خارج المنافسة. و هذا ماقاد الى بروز نوع من الانفصال لا الاتصال في المعرفة العربية، فاصبحت التفسيرات تقام و تقعد لمجرد المصطلحات دون النظر في معانيها، و هذا ماقاد الى ظهور خلافات هي في غالبها اديولوجية مذهبية لا معرفية منطقية مبنية علي التحليل الصحيح. و لهيمنة العقل الجميعي ، اصبح القطر العربي مصدر اساسي لافراد مسلوبي الارادة لا يستطيعون التفكير الا من منظور من يقودهم ، و يعتبرونه المنظر الاساسي لهم ، وكمثال مناسب، سيطرة رجال الدين على طريقة تفكير اتباعهم.
و هذه الاشكالية هي من الخطورة في مكان ، و تاريخنا المحلي حافل بمسائل كثيرة تصف مثل هذه الورطات، فكلنا نذكر حرمة جوال الكاميرا، و تحريم تعليم البنات ، و فجور من يستخدم الاطباق الفضائية(الدش) . لكن الغريب انه بعد فتره ، تجد ان من كان يحرم هو من يباهي بجواله الاي فون ذو الكاميرتين ، و ابنته التي حازت اعلى الشهادات ، و برنامجه المفضل على قناة....... .
فمن خلال النظر الى السابق من الامثلة ، يبرز السؤال التالي، ماذا كان يمكن ان يكون لو كانت المرآة لهذا اليوم جاهله لم تتعلم ، او ماذا كنا سنعرف عن العالم لو لم نستخدم الاطباق الفضائية، او حتى من سيعرف ويعاقب اولئك المتحرشين بالفتيات في حادثة نفق النهضة؟. و الاعمق من ذلك ، ماهي الاشياء الاكثر مركزية و اساسية و التي نحن محرومون منها و التي تجعلنا في ركب الامم المتخلفة ،،،،،،،، سؤال عميق ،،، سنتحدث عنه لاحقا.
اخيرا، احب ان اقول اننا جميعا بحاجة الى بناء نظرة كونية شمولية عامه ، تتجاوزنا كعرب او كمسلمين ، بل تنظر لنا كمخلوقات جزء من مهمتها اعمار هذه الارض و اثبات تفوقها بذلك الشيء المسمى العقل. يجب ان نفهم ان خلق عقل جميل يحتاج الي بيئه متفتحة تشجع الابداع و حرة تماما. و ليس في بيئة قد تكون الكلمة تساوي حياة انسان . و حتى نفهم ذلك ،،، اتمنى لكم وقت ممتع.
الى اللقاء