بنت الهيــــلا
05-15-2011, 03:42 AM
الفرق بين أجر النية وأجر العمل المعتاد بنية
عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري – رضي الله عنهما – قال : كنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في غزاة فقال : " إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً ، ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم ؛ حبسهم المرض " . وفي رواية : " إلا شركوكم في الأجر " [ رواه مسلم ] .
الرواية الأولى أخرجها مسلم – 1911 والرواية الثانية أخرجها البخاري – 2839 .
قوله " في غزاة " أي في غزوة .
فمعنى الحديث أن الإنسان إذا نوى العمل الصالح ، ولكنه حبسه عنه حابس فإنه يكتب له أجر ما نوى .
أما إذا كان يعمله في حال عدم العذر ؛ أي : لمَّا كان قادراً كان يعمله ، ثمَّ عجز عنه فيما بعد ؛ فإنه يُكتب له أجر العمل كاملاً ، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً " (1)
فالمتمني للخير ، الحريص عليه ؛ إن كان من عادته أنه كان يعمله ، ولكنَّه حبسه عنه حابس ، كتب له أجره كاملاً .
فمثلاً : إذا كان الإنسان من عادته أن يصلي مع الجماعة في المسجد ، ولكنَّه حبسه حابس ؛ كنومٍ أو مرضٍ ، أو ما أشبهه فإنه يُكتب له أجر المصلي مع الجماعة تماماً من غير نقص .
وكذلك إذا كان من عادته أن يصلي تطوعاً ، ولكنه منعه منه مانع ، ولم يتمكن منه ؛ فإنه يكتب له أجره كاملاً ، وكذلك إن كان من عادته أن يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، ثم عجز عن ذلك ، ومنعه مانع ؛ فإنه يُكتب له الأجر كاملاً .
وغيره من الأمثلة الكثيرة .
أما إذا كان ليس من عادته أن يفعله ؛ فإنه يُكتب له أجر النية فقط ، دون أجر العمل .
ودليلُ ذلك : أن فقراء الصحابة – رضي الله عنهم – قالوا : يا رسول الله سبقنا أهل الدثور بالدرجات العلى ، والنعيم المقيم – يعني : إن أهل الأموال سبقوهم بالصدقة والعتق – فقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه أدركتم من سبقكم ، ولم يدرككم أحد إلا من عمل مثل ما عملتم ؟ فقال : تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين " ففعلوا ، فعلِمَ الأغنياء بذلك ؛ ففعلوا مثلما فعلوا ، فجاء الفقراء إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – وقالوا : يا رسول الله سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلناه ؛ ففعلوا مثله ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " (2) والله ذو الفضل العظيم . ولم يقل لهم : إنكم أدركتم أجر عملهم ، ولكن لا شك أنَّ لهم أجر نية العمل .
ولهذا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام فيمن آتاه الله مالاً ؛ فجعل ينفقه في سُبل الخير ، وكان رجلُ فقير يقول : لو أن لي مال فُلان لعملت فيه مثل عمل فلانٍ ، قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " فهو بنيته ، فأجرهما سواء " (3)
أي سواءً في أجر النية ، أما العمل فإنه لا يُكتب له أجره إلا إن كان من عادته أن يعمله .
_____________
(1) البخاري – 2996
(2) البخاري – 843 . مسلم – 595 .
(3) الترمذي 2325 ـ 4228 وقال : حسن صحيح .
منقول من كتاب شرح رياض الصالحين للشيخ : محمد بن صالح العثيمين – ج 1 .
(م.ن)
عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري – رضي الله عنهما – قال : كنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في غزاة فقال : " إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً ، ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم ؛ حبسهم المرض " . وفي رواية : " إلا شركوكم في الأجر " [ رواه مسلم ] .
الرواية الأولى أخرجها مسلم – 1911 والرواية الثانية أخرجها البخاري – 2839 .
قوله " في غزاة " أي في غزوة .
فمعنى الحديث أن الإنسان إذا نوى العمل الصالح ، ولكنه حبسه عنه حابس فإنه يكتب له أجر ما نوى .
أما إذا كان يعمله في حال عدم العذر ؛ أي : لمَّا كان قادراً كان يعمله ، ثمَّ عجز عنه فيما بعد ؛ فإنه يُكتب له أجر العمل كاملاً ، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً " (1)
فالمتمني للخير ، الحريص عليه ؛ إن كان من عادته أنه كان يعمله ، ولكنَّه حبسه عنه حابس ، كتب له أجره كاملاً .
فمثلاً : إذا كان الإنسان من عادته أن يصلي مع الجماعة في المسجد ، ولكنَّه حبسه حابس ؛ كنومٍ أو مرضٍ ، أو ما أشبهه فإنه يُكتب له أجر المصلي مع الجماعة تماماً من غير نقص .
وكذلك إذا كان من عادته أن يصلي تطوعاً ، ولكنه منعه منه مانع ، ولم يتمكن منه ؛ فإنه يكتب له أجره كاملاً ، وكذلك إن كان من عادته أن يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، ثم عجز عن ذلك ، ومنعه مانع ؛ فإنه يُكتب له الأجر كاملاً .
وغيره من الأمثلة الكثيرة .
أما إذا كان ليس من عادته أن يفعله ؛ فإنه يُكتب له أجر النية فقط ، دون أجر العمل .
ودليلُ ذلك : أن فقراء الصحابة – رضي الله عنهم – قالوا : يا رسول الله سبقنا أهل الدثور بالدرجات العلى ، والنعيم المقيم – يعني : إن أهل الأموال سبقوهم بالصدقة والعتق – فقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه أدركتم من سبقكم ، ولم يدرككم أحد إلا من عمل مثل ما عملتم ؟ فقال : تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين " ففعلوا ، فعلِمَ الأغنياء بذلك ؛ ففعلوا مثلما فعلوا ، فجاء الفقراء إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – وقالوا : يا رسول الله سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلناه ؛ ففعلوا مثله ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " (2) والله ذو الفضل العظيم . ولم يقل لهم : إنكم أدركتم أجر عملهم ، ولكن لا شك أنَّ لهم أجر نية العمل .
ولهذا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام فيمن آتاه الله مالاً ؛ فجعل ينفقه في سُبل الخير ، وكان رجلُ فقير يقول : لو أن لي مال فُلان لعملت فيه مثل عمل فلانٍ ، قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " فهو بنيته ، فأجرهما سواء " (3)
أي سواءً في أجر النية ، أما العمل فإنه لا يُكتب له أجره إلا إن كان من عادته أن يعمله .
_____________
(1) البخاري – 2996
(2) البخاري – 843 . مسلم – 595 .
(3) الترمذي 2325 ـ 4228 وقال : حسن صحيح .
منقول من كتاب شرح رياض الصالحين للشيخ : محمد بن صالح العثيمين – ج 1 .
(م.ن)