همسات الليل
03-19-2004, 07:21 PM
ابدع الكثير من الشعرا في قصائد الرثاء ،، ولكن كيف يكون صدق احساس الشاعر وهو يرثي نفسه؟؟
هذه القصيدة للشاعر مالك بن الريب التميمي نظمها في عهد معاوية سنة 56 هجرية ، وهو شاعر مقل لم يشتهر من شعره سوى هذه القصيدة ومقاطع في الوصف والحماسة القتالية وردت في كتاب الاغاني.
كان مالك شابا شجاعا فاتكا لاينام الليل الا متوشحا سيفه. هجا الحجاج فطلبه فهرب وتصعلك واستغل قوته في قطع الطريق هو وثلاثة من اصدقائه. وفي يوم مر عليه سعيد بن عثمان بن عقان وهو متوجه لاخماد تمرد في خراسان فاغراه بالجهاد في سبيل الله بدلا من قطع الطريق ، فاستجاب مالك لنصح سعيد وذهب معه وابلى بلاء حسنا. وفي عودته الى وادي الغضا في نجد وهو مسكن اهله لدغته افعى في مرو بخراسان فمرض وراى نفسه مقبل على الموت وقال هذه القصيده الرائعة يرثى بها نفسه ويعطي تعليمات لرفيقيه كيف واين يدفناه. زعم بعض العرب لجودة القصيدة ان الجن وضعت الصحيفة التي فيها هذه القصيدة تحت رأسه بعد موته.
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً=بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه=وليت الغضى ماشى الركاب لياليا
لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى=مزار ولكن الغضى ليس دانيا
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى=وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
دعاني الهوى من أهل ودي وصحبتي=بذي الطبستين فالتفت ورائيا
أحب الهوى لما دعاني بزفرة=تقنعت منها أن ألام ردائيا
لعمري لئن غالت خراسان هامتي=لقد كنت عن بابي خراسان نائيا
فلله دري يوم أترك طائعا=بني بأعلى الرقمتين وماليا
ودر الظباء السانحات عشية=يخبرن أني هالك من ورائيا
ودر كبيري اللذين كلاهم=علي شفيق ناصح ما ألانيا
ودر الهوى من حيث يدعو صحابه=ودر لجاجاتي ودر انتهائيا
تذكرت من يبكي علي فلم أجد=سوى السيف والرمح الرديني باكيا
وأشقر خنذيذ يجر عنانه=إلى الماء لم يترك له الدهر ساقيا
ولكن بأطراف السمينة نسوة=عزيز عليهن العشية ما بيا
صريع على أيدي الرجال بقفرة=يسوون لحدي حيث حم قضائيا
ولما تراءت عند مروٍ منيتي=وحل بها سقمي وحانت وفاتيا
أقول لأصحابي ارفعوني فإنني=يقر بعيني أن سهيلٌ بدى ليا
ويا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا= برابيةٍ إني مقيمٌ لياليا
أقيما علي اليوم أو بعض ليلة=ولا تعجلاني قد تبين ما بيا
وقوما إذا ما سل روحي فهيئا=لي السدر والأكفان ثم ابكيا ليا
ولا تحسداني بارك الله فيكما=من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي=وردا على عينيّ فضل ردائيا
خذاني فجراني ببردي إليكما=فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
وقد كنت عطافا إذا الخيل أدبرت=سريعا لدى الهيجا إلى من دعانيا
وقد كنت محمودا لدى الزاد والقرى=وعن شتمي ابن العم والجار وانيا
وقد كنت صبارا على القرن في الوغى=ثقيلا على الأعداء عضبا لسانيا
وطورا تراني في رحى مستديرة=تخرق أطراف الرياح ثيابيا
وقوما على بئر الشبيك فأسمعا=بها الوحش والبيض الحسان الروانيا
بأنكما خلفتماني بقفرة=تهيل علي الريح فيها السوافيا
ولا تنسيا عهدي خليلي إنني= تقطع أوصالي وتبلى عظاميا
ولن يعدم الولدان بيتا يجنني =ولن يعدم الميراث مني المواليا
يقولون لا تبعد وهم يدفنونني =وأين مكان البعد إلا مكانيا
غداة غد يا لهف نفسي على غدٍ=إذا أدلجوا عني وأصبحت ثاويا
وأصبح مالي من طريف وتالد= لغيري وكان المال بالأمس ماليا
فيا ليت شعري هل بكت أم مالك=كما كنت لو عالوا نعيك باكيا
إذا مت فاعتادي القبور فسلمي =على الرمس أسقيت السحاب الغواديا
تري جدثا قد جرت الريح فوقه= غبارا كلون القسطلاني هابيا
رهينة أحجار وبئر تضمنت= قراراتها مني العظام البواليا
فيا راكبا إما عرضت فبلغا= بني مالكٍ والريب أن لا تلاقيا
وأبلغ أخي عمران بردي ومئزري= وبلغ عجوزي اليوم أن لا تدانيا
وسلم على شيخيّ مني كليهما= كثيرا وعمي وابن عمي وخاليا
وعطل قلوصي في الركاب فإنها= ستبرد أكبادا وتبكي بواكيا
أقلب طرفي فوق رحلي فلا أرى=به من عيون المؤنسات مراعيا
وبالرمل مني نسوة لو شهدنني =بكين وفديني الطبيب المداويا
فمنهن أمي وابنتاها وخالتي =وباكية أخرى تهيج البواكيا
وما كان عهد الرمل مني وأهله =ذميما ولا ودعت بالرمل قاليا
تحياتي/ همسات الليل
اتمنى تنال على اعجابكم كما نالت على كااااااامل اعجابي
--------------------------------------------------------------------------------
هذه القصيدة للشاعر مالك بن الريب التميمي نظمها في عهد معاوية سنة 56 هجرية ، وهو شاعر مقل لم يشتهر من شعره سوى هذه القصيدة ومقاطع في الوصف والحماسة القتالية وردت في كتاب الاغاني.
كان مالك شابا شجاعا فاتكا لاينام الليل الا متوشحا سيفه. هجا الحجاج فطلبه فهرب وتصعلك واستغل قوته في قطع الطريق هو وثلاثة من اصدقائه. وفي يوم مر عليه سعيد بن عثمان بن عقان وهو متوجه لاخماد تمرد في خراسان فاغراه بالجهاد في سبيل الله بدلا من قطع الطريق ، فاستجاب مالك لنصح سعيد وذهب معه وابلى بلاء حسنا. وفي عودته الى وادي الغضا في نجد وهو مسكن اهله لدغته افعى في مرو بخراسان فمرض وراى نفسه مقبل على الموت وقال هذه القصيده الرائعة يرثى بها نفسه ويعطي تعليمات لرفيقيه كيف واين يدفناه. زعم بعض العرب لجودة القصيدة ان الجن وضعت الصحيفة التي فيها هذه القصيدة تحت رأسه بعد موته.
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً=بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه=وليت الغضى ماشى الركاب لياليا
لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى=مزار ولكن الغضى ليس دانيا
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى=وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
دعاني الهوى من أهل ودي وصحبتي=بذي الطبستين فالتفت ورائيا
أحب الهوى لما دعاني بزفرة=تقنعت منها أن ألام ردائيا
لعمري لئن غالت خراسان هامتي=لقد كنت عن بابي خراسان نائيا
فلله دري يوم أترك طائعا=بني بأعلى الرقمتين وماليا
ودر الظباء السانحات عشية=يخبرن أني هالك من ورائيا
ودر كبيري اللذين كلاهم=علي شفيق ناصح ما ألانيا
ودر الهوى من حيث يدعو صحابه=ودر لجاجاتي ودر انتهائيا
تذكرت من يبكي علي فلم أجد=سوى السيف والرمح الرديني باكيا
وأشقر خنذيذ يجر عنانه=إلى الماء لم يترك له الدهر ساقيا
ولكن بأطراف السمينة نسوة=عزيز عليهن العشية ما بيا
صريع على أيدي الرجال بقفرة=يسوون لحدي حيث حم قضائيا
ولما تراءت عند مروٍ منيتي=وحل بها سقمي وحانت وفاتيا
أقول لأصحابي ارفعوني فإنني=يقر بعيني أن سهيلٌ بدى ليا
ويا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا= برابيةٍ إني مقيمٌ لياليا
أقيما علي اليوم أو بعض ليلة=ولا تعجلاني قد تبين ما بيا
وقوما إذا ما سل روحي فهيئا=لي السدر والأكفان ثم ابكيا ليا
ولا تحسداني بارك الله فيكما=من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي=وردا على عينيّ فضل ردائيا
خذاني فجراني ببردي إليكما=فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
وقد كنت عطافا إذا الخيل أدبرت=سريعا لدى الهيجا إلى من دعانيا
وقد كنت محمودا لدى الزاد والقرى=وعن شتمي ابن العم والجار وانيا
وقد كنت صبارا على القرن في الوغى=ثقيلا على الأعداء عضبا لسانيا
وطورا تراني في رحى مستديرة=تخرق أطراف الرياح ثيابيا
وقوما على بئر الشبيك فأسمعا=بها الوحش والبيض الحسان الروانيا
بأنكما خلفتماني بقفرة=تهيل علي الريح فيها السوافيا
ولا تنسيا عهدي خليلي إنني= تقطع أوصالي وتبلى عظاميا
ولن يعدم الولدان بيتا يجنني =ولن يعدم الميراث مني المواليا
يقولون لا تبعد وهم يدفنونني =وأين مكان البعد إلا مكانيا
غداة غد يا لهف نفسي على غدٍ=إذا أدلجوا عني وأصبحت ثاويا
وأصبح مالي من طريف وتالد= لغيري وكان المال بالأمس ماليا
فيا ليت شعري هل بكت أم مالك=كما كنت لو عالوا نعيك باكيا
إذا مت فاعتادي القبور فسلمي =على الرمس أسقيت السحاب الغواديا
تري جدثا قد جرت الريح فوقه= غبارا كلون القسطلاني هابيا
رهينة أحجار وبئر تضمنت= قراراتها مني العظام البواليا
فيا راكبا إما عرضت فبلغا= بني مالكٍ والريب أن لا تلاقيا
وأبلغ أخي عمران بردي ومئزري= وبلغ عجوزي اليوم أن لا تدانيا
وسلم على شيخيّ مني كليهما= كثيرا وعمي وابن عمي وخاليا
وعطل قلوصي في الركاب فإنها= ستبرد أكبادا وتبكي بواكيا
أقلب طرفي فوق رحلي فلا أرى=به من عيون المؤنسات مراعيا
وبالرمل مني نسوة لو شهدنني =بكين وفديني الطبيب المداويا
فمنهن أمي وابنتاها وخالتي =وباكية أخرى تهيج البواكيا
وما كان عهد الرمل مني وأهله =ذميما ولا ودعت بالرمل قاليا
تحياتي/ همسات الليل
اتمنى تنال على اعجابكم كما نالت على كااااااامل اعجابي
--------------------------------------------------------------------------------