فلان_999
02-22-2011, 07:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال /هل الاضطباع في الطواف في الحج أو في جميع نوافل العمرة، نرجو أن توجهونا؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب /بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: الاضطباع مشروع في الطواف الأول وهو طواف القدوم، في حق الحاج والمعتمر جميعاً، أول طواف يأتي به الحاج أو المعتمر أول ما يقدم يستحب له فيه الاضطباع، والاضطباع هو أن يجعل وسط ردائه تحت إبطيه الأيمن وطرفيه على عاتقه الأيسر، هذا هو الاضطباع، الرداء يكون وسطه تحت إبطه الأيمن ويكون طرفاه على عاتقه الأيسر، ويكون عضده مكشوف، عضده الأيمن يكون مكشوفاً، هكذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام، وإذا فرغ من الطواف عدَّل رداءه جعل اللي على العاتق على عاتقيه وجعل طرفيه على صدره قبل أن يصلي ركعتين، حتى يصلي ورداءه قد عدل، يعني قد جعل على عاتقيه ووسد على صدره، هذا هو السنة التي فعلها المصطفى عليه الصلاة والسلام، وهكذا في طواف القدوم يستحب له الرمل أيضاً، في طواف القدوم، في الحج والعمرة جميعاً، والرمل هو السرعة في الأشواط الثلاثة من طواف القدوم، كونه يهرول في طواف القدوم في الثلاثة الأولى، ويمشي في الأربعة هذا يقال له الرمل، فعله النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف الأول، في عمرته وفي حجه عليه الصلاة والسلام، يهرول في الثلاثة الأول، يعني يخب فيها خباً، وفي الأربعة الأخيرة يمشي إذا تيسر ذلك، أما إن كانت زحمة ما تيسر فلا حرج، تسقط، يسقط عنه الرمل، لكن إذا كان في سعة فإنه يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى ويمشي في الأربعة، أما الاضطباع فإنه يكون في جميع الطواف في السبع كلها، يضطبع في السبعة كلها في طواف القدوم خاصة، وهو أنه يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن، ويجعل طرفيه على عاتقه الأيسر، في جميع الطواف، فإذا فرغ من الطواف جعل رداءه على عاتقيه، وصلى في ردائه، هكذا صلاة الطواف وما بعدها.
(من فتاوي الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله)
حكمة الاضطباع والرمل
الحكمة في الاضطباع والرمل قد تؤخذ من سبب مشروعيتهما، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه- يريد إلى مكة معتمرين- فقال المشركون: إنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم حمى يثرب (المدينة) فأمرهم أن يرملوا الأشواط الثلاثة، وأن يمشوا ما بين الركنين، ولم يمنعهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم، وفي لفظ قال: (فأروهم من أنفسكم قوة) فإذا كان السبب في الرمل هو إظهار الجلد والقوة للأعداء المناوئين، فالحكمة فيه أن يشعر المسلم أنه ينبغي له أن يكون دائما قويا، وأنه لا يجوز له أن يضعف أمام أعدائه بحال، وأن عليه أن يوجد القوة الكافية التي ترهب عدوه وتجعله دائما يحترمه ويهابه في أي زمان ومكان.
وأما الاضطباع فهو كشف الضبع ليكون أدعى إلى سرعة المشي، وأنشط في السعي والحركة، فالحكمة فيه أن يعلم المسلم الذي يحتضن دون البشر راية الحق والعدل أنه ينبغي له أن يعيش دائما معبأ للجهاد مستعدا في كل أوقاته بما يضمن له النصر في سائر المعتركات، فليختر من اللباس في السلم والحرب ما يساعده على العمل بنشاط، ومن السلاح، أحده وأمضاه، ومن العتاد، أجوده وأقواه. ولكن ليس معنى هذا أن يلبس قبعة هي شعار الكافرين، أو يلبس ما لا يستر العورتين أو يتزيا بزي أعدائه الكافرين، وإنما عليه أن يوجد له لباسا خاصا يضمن له سرعة المشي وخفة الحركة، وهيئة خاصة تحفظ له شخصيته من التلاشي، وذاتيته من الاندماج في الغير، ومن أجل هذا حرم الإسلام على بنيه التشبه بأعدائهم، وأوجب مخالفتهم ومباينتهم، فكان نبيه صلى الله عليه وسلم يحذر ويقول: من تشبه بقوم فهو منهم ويقول: خالفوا المشركين لأنه يريد أن يبقي على شخصية المسلم وذاتيته لئلا تذوب في غيرها فيفقد الحق أنصاره، والخير أعوانه، فهذا سر المحافظة على شخصية المسلم، وهذا سر الرمل والاضطباع. فهل انتفع المسلمون اليوم بهذه الحكم والأسرار؟
منقول للفائده
السؤال /هل الاضطباع في الطواف في الحج أو في جميع نوافل العمرة، نرجو أن توجهونا؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب /بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: الاضطباع مشروع في الطواف الأول وهو طواف القدوم، في حق الحاج والمعتمر جميعاً، أول طواف يأتي به الحاج أو المعتمر أول ما يقدم يستحب له فيه الاضطباع، والاضطباع هو أن يجعل وسط ردائه تحت إبطيه الأيمن وطرفيه على عاتقه الأيسر، هذا هو الاضطباع، الرداء يكون وسطه تحت إبطه الأيمن ويكون طرفاه على عاتقه الأيسر، ويكون عضده مكشوف، عضده الأيمن يكون مكشوفاً، هكذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام، وإذا فرغ من الطواف عدَّل رداءه جعل اللي على العاتق على عاتقيه وجعل طرفيه على صدره قبل أن يصلي ركعتين، حتى يصلي ورداءه قد عدل، يعني قد جعل على عاتقيه ووسد على صدره، هذا هو السنة التي فعلها المصطفى عليه الصلاة والسلام، وهكذا في طواف القدوم يستحب له الرمل أيضاً، في طواف القدوم، في الحج والعمرة جميعاً، والرمل هو السرعة في الأشواط الثلاثة من طواف القدوم، كونه يهرول في طواف القدوم في الثلاثة الأولى، ويمشي في الأربعة هذا يقال له الرمل، فعله النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف الأول، في عمرته وفي حجه عليه الصلاة والسلام، يهرول في الثلاثة الأول، يعني يخب فيها خباً، وفي الأربعة الأخيرة يمشي إذا تيسر ذلك، أما إن كانت زحمة ما تيسر فلا حرج، تسقط، يسقط عنه الرمل، لكن إذا كان في سعة فإنه يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى ويمشي في الأربعة، أما الاضطباع فإنه يكون في جميع الطواف في السبع كلها، يضطبع في السبعة كلها في طواف القدوم خاصة، وهو أنه يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن، ويجعل طرفيه على عاتقه الأيسر، في جميع الطواف، فإذا فرغ من الطواف جعل رداءه على عاتقيه، وصلى في ردائه، هكذا صلاة الطواف وما بعدها.
(من فتاوي الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله)
حكمة الاضطباع والرمل
الحكمة في الاضطباع والرمل قد تؤخذ من سبب مشروعيتهما، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه- يريد إلى مكة معتمرين- فقال المشركون: إنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم حمى يثرب (المدينة) فأمرهم أن يرملوا الأشواط الثلاثة، وأن يمشوا ما بين الركنين، ولم يمنعهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم، وفي لفظ قال: (فأروهم من أنفسكم قوة) فإذا كان السبب في الرمل هو إظهار الجلد والقوة للأعداء المناوئين، فالحكمة فيه أن يشعر المسلم أنه ينبغي له أن يكون دائما قويا، وأنه لا يجوز له أن يضعف أمام أعدائه بحال، وأن عليه أن يوجد القوة الكافية التي ترهب عدوه وتجعله دائما يحترمه ويهابه في أي زمان ومكان.
وأما الاضطباع فهو كشف الضبع ليكون أدعى إلى سرعة المشي، وأنشط في السعي والحركة، فالحكمة فيه أن يعلم المسلم الذي يحتضن دون البشر راية الحق والعدل أنه ينبغي له أن يعيش دائما معبأ للجهاد مستعدا في كل أوقاته بما يضمن له النصر في سائر المعتركات، فليختر من اللباس في السلم والحرب ما يساعده على العمل بنشاط، ومن السلاح، أحده وأمضاه، ومن العتاد، أجوده وأقواه. ولكن ليس معنى هذا أن يلبس قبعة هي شعار الكافرين، أو يلبس ما لا يستر العورتين أو يتزيا بزي أعدائه الكافرين، وإنما عليه أن يوجد له لباسا خاصا يضمن له سرعة المشي وخفة الحركة، وهيئة خاصة تحفظ له شخصيته من التلاشي، وذاتيته من الاندماج في الغير، ومن أجل هذا حرم الإسلام على بنيه التشبه بأعدائهم، وأوجب مخالفتهم ومباينتهم، فكان نبيه صلى الله عليه وسلم يحذر ويقول: من تشبه بقوم فهو منهم ويقول: خالفوا المشركين لأنه يريد أن يبقي على شخصية المسلم وذاتيته لئلا تذوب في غيرها فيفقد الحق أنصاره، والخير أعوانه، فهذا سر المحافظة على شخصية المسلم، وهذا سر الرمل والاضطباع. فهل انتفع المسلمون اليوم بهذه الحكم والأسرار؟
منقول للفائده