المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير بخصوص قبائل نجد واحوالها في 29 جمادى الاولى 1255هـ


ذهلان
11-21-2010, 10:15 AM
تقرير بخصوص قبائل نجد واحوالهافي 29 جمادى الاولى 1255هـ

البند الحادي عشر:
معنى نجد قوة البدوى وقدرته، لأن أولئك البدو، اذا صار ادخالهم تحت اطاعة الحكومة كما يجب، يجبى منهم من الزكاة مبلغ سبعين إلى ثمانين ألف فرانسة، واذا سلمت القرى من شرهم، زادت عمرانا، ويحصل مقدار من الايراد من الحضر ومن البدو، وان البدو جميعهم، اذا كانوا اليوم تحت الأمان بصورة رسمية، ولكن الحقيقة أنهم يعطون المقدار الذي يريدونه، وما لا يريدونه يرفضونه، قائلين: لا يكون هذا، وهذا هو جوابهم الشافي، وهذه مناطة على ضبط وربط المصالح المذكورة، كما أن ضبط أمور البدو وربطها، تحتاج إلى القوة والوقت، لأن عرب قحطان عبارة عن عدة قبائل كبيرة، ومساكنهم من الرس حتى وادي الدواسر، إلى أن تصل إلى عسير، وهو المعبر عنه عندهم بالجنوب، أي الطرف القبلي لنجد، ويشاركون جهات رنية، والخرمه، وتربة، وبيشة، وطرف نجد القبلي، الذي هو الدلم، والعارض، ووادي الخرج، والحريق، والافلاج، ووادي الدواسر، فاذا لم يدخل أولئك العرب، تحت طاعة الحكومة الدخول اللائق، فلا يرجى منهم أي منفعة، فضلا عن الضرر الذي يعود على تلك الجهات، وهذا أمر معلوم.

وعتيبة أيضا قبيلة كبيرة، ولها توغل وتوسع حتى جهات مكة، والطائف، والمدينة، ومن جنوب نجد، إلى الرس وشقراء، والشعراء، وقرى الدوادمي، حتى ما يجاور مكة، والطائف، والمدينة، ولهم اشتراك مع أهلها في كل أمر، فضبط أمورهم، وأمور قحطان، وربطها لا يمكن أن يكون بقوة نجد فحسب، بل هو متوقف على معاونة أرض الحريق، فاذا حصلت المعاونة، فان المتعة تحصل، سواء كانت من جهة استخدام اهلها، او كانت من جهة أخذ الزكوات منهم.

وقبيلة مطير، قبيلة كبيرة أيضا، وهي وان لم يكن لهم جهة معينة في ارض نجد، ولكنه بسبب كونها من القبائل الكبيرة القوية فانها بقوة سواعدها تسير انعامها ومواشيها، في مراعي ديار قحطان، وعتيبة، وعنزة، وتأخذ الكيل من قرى نجد ومن الاحساء والبصرة، وتروح وتغدو مابينها، وهم يتقاتلون ويتضاربون مع أولئك القبائل من أجل المراعي والكيل، بمعاونة حكام نجد، فتارة يغلبون وتارة يغلبون، وكلاهما بمعاونة حاكم نجد، وهذا هو حالهم.

أما عنزة، فهي عبارة عن قبائل كثيرة، فيها من هو في جهة الشام، وفيها من هو في جهة بغداد، وقسم منها في نجد، ومساكن هذا القسم خيبر القريب من المدينة المنورة، والحناكية، ومن حدود جبل شمر، حتى القصيم، ولهم اشتراك في القصيم، لأن الحضريين يدعون أنهم من عنزة، وقاعدة قانونهم على هذا الوجه، وهم ينتقلون ما بين الجزيرة التي في جوار بغداد حتى تلك النواحي، على هذا المنوال، ويسمح لهم بذلك، واحوالهم هي عبارة عما ذكر، وحصول الفائدة منهم متوقفة على استيلائنا علىالشام والعراق بتعب زائد.

وقبيلة شمر قبيلة كبيرة أيضا، وهي اكثر عددا من عنزة، وموطنهم الاصلي، جبل شمر، ويسكنون في الطرف الشمالي من الجزيرة المسماة (صفوق) في جوار بغداد، وهم معدودون، أنهم في حكم بغداد، والتابعون إلى نجد هم أهل جبل شمر، ويبعد عن ذلك المحل (صفوق الجربة)، مسافة أربع عشرة مرحلة.
وحيث ان الساكنين، حتى منتصف الطريق، هم عرب جبل شمر، فانهم تحت حكم عبدالله بن رشيد، والنصف الآخر، تحت حكم شيخ (صفوق الجربة) وهو الذي جاء في هذه السنة من أستانبول، وبما أن العرب المذكورين، ينقسمون إلى قسمين، لا يصعب الهجوم عليهم، وحيث ان عبدالله بن رشيد منهم، فانه يأخذ منهم مقدار الزكاة، بمساعيه ويستفاد من استخدامه نوعا ما، وأولئك العرب، (عرب شمر)، وان كان يؤمل منهم منافع جمة، وفوائد كلية، ولكن من حيث أن ديارهم، مقسومة قسمين، فاذا طبقنا عليهم من هذا الطرف، انصرفوا ذاهبين إلى (صفوق الجربة) في الجزيرة المذكورة، واذا ضيقوا من تلك الجهة، شدوا رحالهم، وجاءوا إلى جبل شمر، وان مشيخة (صفوق الجربة) بسبب حصولها من استانبول، كما كانت عليه من قبل، فقد عاهد شيخها الدولة (العثمانية)، على ان يخدمها بعشرة آلاف جمل، وألف رأس من الخيل يقدمها، وبقي شيخا كما كان عليه من قبل، وجاء إلى محله، وطلب من عرب شمر، المقدار المطلوب، فلم تجب العرب طلبه، وقامت ثلاث قبائل منهم، وجاءوا إلى جبل شمر، الذي هو بطرفنا، وشرذمة منهم نزلوا على عيسى حاكم سوق الشيوخ، ومن أجل ذلك ما أمكن غير الحصول على ألف أو الفين جمل، ومئة رأس من الخيل، من أصل المطلوب، وسبب ذلك ما قد قلناه آنفا، وان قبيلة عنيزة قريبة منهم، فاذا ضيقنا عليهم لا يمكن ان نحصل منهم على فائدة تذكر، نظرا لعلاقتهم بالشام، والعراق.

وقبيلة السبيع والعجمان في سهول بني خالد، والدواسر، وبنو هاجر، هم من العارض، ومن وادي الخرج، والافلاج، في الطرف الشمالي من وادي الدواسر، وهم متقلبون غادرين رائحين في الوديان، والجهات التي في نهاية جزيرة البصرة، منتهين إلى الأحساء والقطيف والكويت، وهم معدودون من أهل تلك الجهات، وتعد تلك الديار ديارهم، وهؤلاء قبائل كبيرة، وهم أقوياء، ولكن جفاة غلاظ، ومحل معيشتهم في الاكثر، الاحساء والقطيف، وهم قائمون بالخدمة في تلك الجهات، ومنفعتهم لنجد قليلة، ولكن ضررهم كثير، وبما ان هذه الاجناس المتباينة، حكومات مختلفة، ما أمكن أخذهم تحت الطاعة، كما يجب، فاذا امكن الاستيلاء على تلك الجهات التي يحتلونها، فان الامل أن تكون الفائدة منهم كثيرة، ونحن نعاملهم بالمراوغة والحيلة، نظرا للمحذورات التي ذكرناها.
سيدي سني الهمم، صاحب الدولة والعاطفة:
بناء على المحذورات التي ذكرناها، في هذا التقرير، عن البدو والحضر، فانها وان تكن كلية، الا ان ايراد نجد منهم وبمعرفتهم حاصلة وحيث أن أحوالهم كما بسطناها، ما أمكن اعطاء تقدير حقيقي عن الايراد، لأنه بسبب بعض الضرورات محتاجة للوقت، وبعض الجهات يلزم ادخالها تحت ادراة الحكومة المصرية، حيث هذا محتاج للوقت، وعندها تحصل المنفعة وهذا ما بادرت لعرضه ملاحظا ما ذكرته سيدي).
في 29 جمادى الاولى 1255 / 10 أغسطس 1893 م
مير ميران خورشيد
ختم

الحصان
12-23-2010, 11:25 PM
بيض الله وجهك ياذهلان على إراد هذه الوثيقة المميزة

وجودك يكفي
12-23-2010, 11:31 PM
بيض الله وجهك ياذهلان ولآهنت

الجعفري العنزي
01-02-2011, 11:58 AM
ونعم با كل القبايل النجديه الحجازيه