سعد عيد
11-02-2010, 11:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التطرف و الإرهاب الخفي
جميعنا يعرف الإرهاب أو التطرف و من أشد أنواعه هو التشدد و الغلو , و هؤلاء المتشددين هم الذين يغالون في بعض الأحكام فيستبيحون دماء المسلمين و أموالهم ويقتلونهم , وذلك ليس لسبب إلا أنهم يغالون في الحكم على مرتكب الكبيرة فيستبيحون دمه و ماله , مع أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا زنا الرجل و هو غير محصن أقام عليه بالجلد مائة جلده و التغريب عام , و إذا زنا رجل محصن أقام عليه الحد بالرجم , و إذا سرق رجل أقام عليه الحد بقطع يده , و إذا شرب الخمر رجل أقام عليه الحد بالجلد , فأصحاب الكبائر كان يقيم عليهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – الحد لأنه في مقام ولي الامر و لم يستبح دمائهم و أموالهم .
ولكن هذا التشدد و الغلو الذي ذكرته سابقاً هو نوع واحد من أنواع التطرف و الإرهاب , وبالمثال يتضح المقال فالعصا أو القلم لهما طرفان و وسط , فالوسط هو الاعتدال أما الطرفان فإن أحدهما هو التشدد و الغلو , و الطرف الاخر هو التطرف و الإرهاب الخفي , فهو خفياً عن الإعلام و عن بعض الناس فهو بمعنى الإنفلات من الدين و الإنسلاخ منه , أي ما يقوم به العلمانيون و الليبراليون و الحداثيون و غيرهم من الداعين للإنفلات من الدين , الذين يريدون زعزعة الثوابت من قلوب الناس و عقولهم و إنسلاخهم من دينهم قبل كل شيء , فيريدون الدين يكون اسماً فقط , أما ثقافة المجتمع فهي غربية , و لغته غربية , و أخلاقه غربية , فيصبح بالاسم مجتمع مسلم و بالفعل و الثقافة و الاخلاق و العادات غربياً تابعاً للغرب , كما فعلوا مع قائدة العالم الإسلامي في العهد العثماني حتى أصبحت من أشد الدول في الحرب على الإسلام , و من قائده إلى ذنباً للغرب , و مع ذلك لم نفهم الدرس بل لدغنا من الجحر عدت مرات و ليس مرتان , فقد طبقت هذه المكيدة على المسلمين عدت مرات بنفس الفصول و لكن الوجوه و الاسماء تغيرت وبقي دستورهم واحد يطبقونه على المسلمين ومع ذلك لم نفهم الدرس , طبق في تركيا و مصر و كذلك تونس و غيرها الكثير , و الآن يحاولون تطبيقه على الدولة السعودية , فتركيا تمكن منها أهل العلمنة و الليبرالية حتى قادوا الدولة , و بعد قيادة الدولة قاموا بتضيق الخناق على الإسلام حتى يختزلونه في المساجد فقط , و لو استطاعوا نزعه من الدولة لفعلوا ولكن لا يستطيعون , فالحجاب ممنوع و العري مسموح , و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ممنوع و الامر بالمنكر و النهي عن المعروف مسموح .
فهكذا يريدون أهل العلمنة و الليبرالية يريدون أن يعيدوا الناس إلى عبادة الاجساد و عبادة الملوك و عبادة الاصنام أما عبادة رب الارض و السماء فلا يريدونها لأنها تقلل من صلاحيتهم , فإنهم يريدون يسلبوا مالك بنظام الدستور و يريدون أن يزينوا بعرضك بنظام الدستور فيصبح سلب مالك و الوقوع في عرضك غير مخالف للنظام , أما قطع الإشارة فجريمة لا تغتفر , فيريدون أن يجعلوا المجتمع مجتمعاً بهيمياً يعبد الشهوة و يعتقد في الشبهة و يجعل الكهنة و الدجالين أهل صدق و أمانة , فينتكس حال المجتمع حتى و لو كان من أغنى المجتمعات , فالصناعة و الطب و التعليم و القوة و التطور شيء و الدين شيء اخر و مع ذلك فالعلم و الدين لا يتعارضان في ديننا الإسلامي .
فالعلمانية و الليبرالية نجحت في العالم الغربي لأن الدين النصراني يعارض العلم , ولكن في المجتمعات الإسلامية لن تنجح بإذن الله لأن الدين الإسلامي لا يعارض العلم و لكن يعارض ما يعارضه العقل و الفطرة السليمة , فالذي يقول أن أصل الإنسان قرد فإن مقولته غير صحيحة بالعقل و الفطرة السليمة والأدلة و البراهين , إذاً تعارض الإسلام فلا تصح هذه المقولة , و مع ذلك تدرس هذه المقولة في إحدى أعظم دول العالم و هي أمريكا .
فالمجتمع الغربي كان مظلوماً من الكنسية و عقله محاصر في إطار لا يتجاوزه , و إذا تجاوزه كفر وحرم من الجنة و طاردوه و عذبوه و قتلوه إلا إذا تاب كما فعلوا مع مخترع التلسكوب جاليليو و قصته شهيرة , و كردة فعل لهذا الكبت و الظلم صنعت العلمانية و الليبرالية و غيرهما الكثير التي أعطتهم الحرية المطلقة في كل شيء في حرية العقل و حرية الاعتقاد و حرية الجنس و غير ذلك فأصبح المجتمع مجتمعاً فوضوياً فأحتاجوا لنظام يحفظ حقوق الناس فصنعوا الدساتير و القوانين و الاحكام حتى تقنن الحرية , فالمجتمع إذا أصبح حراً من كل شيء أصبح فوضوياً , إذاً لاتوجد حرية مطلقة بل لابد من حدود و قوانين و أحكام حتى يصبح المجتمع له نظام واضح يمشي عليه , و نحن في المجتمعات الإسلامية لدينا الحرية الكافية و كذلك لدينا الحدود و القوانين و الاحكام العادلة .
و لكن متى تطبق تطبيقاً صحيحاً ؟
قال تعالى [[ فاستقم كما أمرت ]] (سورة هود آية 122 )
هذا ما بوح فكري و قلمي فإن كان من صواب فمن الله و إن كان من خطأ فمني و الشيطان
و تقبلوا تحياتي
أخوكم : سعد عيد
التطرف و الإرهاب الخفي
جميعنا يعرف الإرهاب أو التطرف و من أشد أنواعه هو التشدد و الغلو , و هؤلاء المتشددين هم الذين يغالون في بعض الأحكام فيستبيحون دماء المسلمين و أموالهم ويقتلونهم , وذلك ليس لسبب إلا أنهم يغالون في الحكم على مرتكب الكبيرة فيستبيحون دمه و ماله , مع أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا زنا الرجل و هو غير محصن أقام عليه بالجلد مائة جلده و التغريب عام , و إذا زنا رجل محصن أقام عليه الحد بالرجم , و إذا سرق رجل أقام عليه الحد بقطع يده , و إذا شرب الخمر رجل أقام عليه الحد بالجلد , فأصحاب الكبائر كان يقيم عليهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – الحد لأنه في مقام ولي الامر و لم يستبح دمائهم و أموالهم .
ولكن هذا التشدد و الغلو الذي ذكرته سابقاً هو نوع واحد من أنواع التطرف و الإرهاب , وبالمثال يتضح المقال فالعصا أو القلم لهما طرفان و وسط , فالوسط هو الاعتدال أما الطرفان فإن أحدهما هو التشدد و الغلو , و الطرف الاخر هو التطرف و الإرهاب الخفي , فهو خفياً عن الإعلام و عن بعض الناس فهو بمعنى الإنفلات من الدين و الإنسلاخ منه , أي ما يقوم به العلمانيون و الليبراليون و الحداثيون و غيرهم من الداعين للإنفلات من الدين , الذين يريدون زعزعة الثوابت من قلوب الناس و عقولهم و إنسلاخهم من دينهم قبل كل شيء , فيريدون الدين يكون اسماً فقط , أما ثقافة المجتمع فهي غربية , و لغته غربية , و أخلاقه غربية , فيصبح بالاسم مجتمع مسلم و بالفعل و الثقافة و الاخلاق و العادات غربياً تابعاً للغرب , كما فعلوا مع قائدة العالم الإسلامي في العهد العثماني حتى أصبحت من أشد الدول في الحرب على الإسلام , و من قائده إلى ذنباً للغرب , و مع ذلك لم نفهم الدرس بل لدغنا من الجحر عدت مرات و ليس مرتان , فقد طبقت هذه المكيدة على المسلمين عدت مرات بنفس الفصول و لكن الوجوه و الاسماء تغيرت وبقي دستورهم واحد يطبقونه على المسلمين ومع ذلك لم نفهم الدرس , طبق في تركيا و مصر و كذلك تونس و غيرها الكثير , و الآن يحاولون تطبيقه على الدولة السعودية , فتركيا تمكن منها أهل العلمنة و الليبرالية حتى قادوا الدولة , و بعد قيادة الدولة قاموا بتضيق الخناق على الإسلام حتى يختزلونه في المساجد فقط , و لو استطاعوا نزعه من الدولة لفعلوا ولكن لا يستطيعون , فالحجاب ممنوع و العري مسموح , و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ممنوع و الامر بالمنكر و النهي عن المعروف مسموح .
فهكذا يريدون أهل العلمنة و الليبرالية يريدون أن يعيدوا الناس إلى عبادة الاجساد و عبادة الملوك و عبادة الاصنام أما عبادة رب الارض و السماء فلا يريدونها لأنها تقلل من صلاحيتهم , فإنهم يريدون يسلبوا مالك بنظام الدستور و يريدون أن يزينوا بعرضك بنظام الدستور فيصبح سلب مالك و الوقوع في عرضك غير مخالف للنظام , أما قطع الإشارة فجريمة لا تغتفر , فيريدون أن يجعلوا المجتمع مجتمعاً بهيمياً يعبد الشهوة و يعتقد في الشبهة و يجعل الكهنة و الدجالين أهل صدق و أمانة , فينتكس حال المجتمع حتى و لو كان من أغنى المجتمعات , فالصناعة و الطب و التعليم و القوة و التطور شيء و الدين شيء اخر و مع ذلك فالعلم و الدين لا يتعارضان في ديننا الإسلامي .
فالعلمانية و الليبرالية نجحت في العالم الغربي لأن الدين النصراني يعارض العلم , ولكن في المجتمعات الإسلامية لن تنجح بإذن الله لأن الدين الإسلامي لا يعارض العلم و لكن يعارض ما يعارضه العقل و الفطرة السليمة , فالذي يقول أن أصل الإنسان قرد فإن مقولته غير صحيحة بالعقل و الفطرة السليمة والأدلة و البراهين , إذاً تعارض الإسلام فلا تصح هذه المقولة , و مع ذلك تدرس هذه المقولة في إحدى أعظم دول العالم و هي أمريكا .
فالمجتمع الغربي كان مظلوماً من الكنسية و عقله محاصر في إطار لا يتجاوزه , و إذا تجاوزه كفر وحرم من الجنة و طاردوه و عذبوه و قتلوه إلا إذا تاب كما فعلوا مع مخترع التلسكوب جاليليو و قصته شهيرة , و كردة فعل لهذا الكبت و الظلم صنعت العلمانية و الليبرالية و غيرهما الكثير التي أعطتهم الحرية المطلقة في كل شيء في حرية العقل و حرية الاعتقاد و حرية الجنس و غير ذلك فأصبح المجتمع مجتمعاً فوضوياً فأحتاجوا لنظام يحفظ حقوق الناس فصنعوا الدساتير و القوانين و الاحكام حتى تقنن الحرية , فالمجتمع إذا أصبح حراً من كل شيء أصبح فوضوياً , إذاً لاتوجد حرية مطلقة بل لابد من حدود و قوانين و أحكام حتى يصبح المجتمع له نظام واضح يمشي عليه , و نحن في المجتمعات الإسلامية لدينا الحرية الكافية و كذلك لدينا الحدود و القوانين و الاحكام العادلة .
و لكن متى تطبق تطبيقاً صحيحاً ؟
قال تعالى [[ فاستقم كما أمرت ]] (سورة هود آية 122 )
هذا ما بوح فكري و قلمي فإن كان من صواب فمن الله و إن كان من خطأ فمني و الشيطان
و تقبلوا تحياتي
أخوكم : سعد عيد