..{غ ـير البشـ}ـر..
09-18-2010, 04:39 AM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
أما بعد..
أخي المسلم . اختي المسلمه/
ها هي مواسم الخير والطاعات تتوالى علينا.. فقد ودعنا بالأمس شهر الصيام والقيام والعتق من النيران، وبفضل الله سبحانه فإنّ أبواب الخير والطاعات تبقى مفتوحة لعباده المؤمنين في كل زمانٍ ومكان.
والصوم من تلك القُربات والطاعات التي تطهر القلوب وتهذّب النفوس، فهو جنّة من أدواء الروح والقلب والبدن ومنــافعه كثيرة لاتعد ولا تحصى.
وصيام ست من شوال بعد رمضان من مواسم الخير العظيمة تلك.. والعبد المؤمن من يغتنم هذه الفرص، ويبقى طيلة حياته يتقلب من طاعة إلى طاعة، ومن عبادة إلى أخرى، حتى يلقى ربّه سبحانه راجيًا بذلك عفوه ومغفرته.. وجنّة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
اعزائي:
نقدم لم هذه الخميه التوعويه عن صيام تلك الست الفضائل سائلين المولى سبحانه أن ينفعنا واياكم بها..
مشروعية صيام ست من شوال:
يُشرع للمسلم صيام ستة أيام من شوال وفي ذلك فضل عظيم وأجر كبير، كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر»..
وإنما كان صيام رمضان وإتباعه بست من شوال يعدل صيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، وقد جاء ذلك مفسراً من حديث ثوبان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «صيام رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام سنة»، يعني رمضان وستة أيام بعده، [صححه الألباني].
فوائد صيام ست من شوال:
وإليك هذه الفوائد نسوقها إليكم من كلام الحافظ ابن رجب - رحمه الله -:
-إن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله.
-إن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامة.. وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل، فيحتاج إلى ما يجبره من الأعمال.
-إن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها، كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها.
-إن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، كما سبق ذكره، وإن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذه النعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، « كان النبي صلى اله عليه وسلم إذا صلى، قام حتى تفطر رجلاه. قالت عائشة : يا رسول الله ! أتصنع هذا، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال : يا عائشة ! أفلا أكون عبدا شكورا » [ رواه مسلم ]
وقد أمر الله - سبحانه وتعالى - عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره، وغير ذلك من أنواع شكره، فقال: { وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [البقرة:185]
فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان، وإعانته عليه، ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكراً عقيب ذلك.
كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح في نهارها صائماً، ويجعل صيامه شكراً للتوفيق للقيام.
وكان وهيب بن الورد يُسأل عن ثواب شيء من الأعمال كالطواف ونحوه، فيقول: لا تسألوا عن ثوابه، ولكن سلوا ما الذي على من وفق لهذا العمل من الشكر، للتوفيق والإعانة عليه.
كل نعمة على العبد من الله في دين أو دنيا يحتاج إلى شكر عليها، ثم التوفيق للشكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثانٍ، ثم التوفيق للشكر الثاني نعمة أخرى يحتاج إلى شكر آخر، وهكذا أبداً فلا يقدر العباد على القيام بشكر النعم.
وحقيقة الشكر الاعتراف بالعجز عن الشكر.
إن الأعمال التي كان العبد يتقرب يها إلى ربه في شهر رمضان لا تنقطع بانقضاء رمضان بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حياً..
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عمله ديمة.. وسئلت عائشة - رضي الله عنها -: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص يوماً من الأيام؟ فقالت: لا ، كان عمله ديمة.
وقالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يزيد في رمضان و لا غيره على إحدى عشرة ركعة، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقضي ما فاته من أوراده في رمضان في شوال، فترك في عام اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، ثم قضاه في شوال، فاعتكف العشر الأول منه .
فتاوى تهمكم حول صيام ست من شوال:
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: هل صيام الأيام الستة تلزم بعد شهر رمضان عقب يوم العيد مباشرة، أو يجوز بعد العيد بعدة أيام متتالية في شهر شوال أو لا ؟
الجواب: (لا يلزمه أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما تيسر له، والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة).
[فتاوى اللجنة الدائمة: 10/391 فتوى رقم: 3475].
*****************
هل تبدأ المرأة بقضاء رمضان أو بستّ شوال؟
سؤال: بالنسبة لصيام ستة من أيام شوال بعد يوم العيد، هل للمرأة أن تبدأ بصيام الأيام التي فاتتها بسبب الحيض ثم تتبعها بالأيام الستة أم ماذا؟
الجواب: الحمد لله، إذا أرادت الأجر الوارد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» [رواه مسلم]، فعليها أن تتمّ صيام رمضان أولا ثم تتبعه بست من شوال لينطبق عليها الحديث وتنال الأجر المذكور فيه.
أمّا من جهة الجواز فإنه يجوز لها أن تؤخرّ القضاء بحيث تتمكن منه قبل دخول رمضان التالي.
الشيخ محمد صالح المنجد
*****************
لا يصح جمع قضاء رمضان مع ست شوال بنية واحدة:
سؤال: هل يجوز أن أصوم الستة أيام من شوال بنفس النية بقضاء الأيام التي أفطرت فيها في رمضان بسبب الحيض؟
الجواب: الحمد لله لا يصح ذلك، لأن صيام ستة أيام من شوال لا تكون إلا بعد صيام رمضان كاملاً.
قال الشيخ ابن عثيمين في (فتاوى الصيام، 438): "من صام يوم عرفة، أو يوم عاشوراء وعليه قضاء من رمضان فصيامه صحيح، لكن لو نوى أن يصوم هذا اليوم عن قضاء رمضان حصل له الأجران: أجر يوم عرفة، وأجر يوم عاشوراء مع أجر القضاء، هذا بالنسبة لصوم التطوع المطلق الذي لا يرتبط برمضان، أما صيام ستة أيام من شوال فإنها مرتبطة برمضان ولا تكون إلا بعد قضائه، فلو صامها قبل القضاء لم يحصل على أجرها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر» [رواه أبو داود وصححه الألباني]، ومعلوم أن من عليه قضاء فإنه لا يعد صائماً رمضان حتى يكمل القضاء" اهـ.
الشيخ محمد صالح المنجد
*****************
وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: بدأت في صيام الست من شوال، ولكنني لم أستطع إكمالها بسبب بعض الظروف والأعمال، حيث بقي عليّ منها يومان، فماذا أعمل يا سماحة الشيخ، هل أقضيها وهل عليّ إثم في ذلك؟
الجواب: (صيام الأيام الستة من شوال عبادة مستحبة غير واجبة، فلك أجر ما صمت منها، ويرجى لك أجرها كاملة إذا كان المانع لك من إكمالها عذرٌ شرعيٌ ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً » [رواه البخاري في صحيحه]، وليس عليك قضاء لما تركت منها. والله الموفق)
[مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز: 5/270].
*****************
لا يشترط التتابع في صيام ست شوال:
السؤال: هل يلزم في صيام الست من شوال أن تكون متتابعة أم لا بأس من صيامها متفرقة خلال الشهر؟
الجواب: "صيام ست من شوال سنة ثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويجوز صيامها متتابعة ومتفرقة؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أطلق صيامها ولم يذكر تتابعاً ولا تفريقاً، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: «من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر» [أخرجه الإمام مسلم في صحيحه]، وبالله التوفيق.
(مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- الجزء 15 ص 391).
*****************
الجمع في النية بين صيام الأيام البيض وصيام الست من شوال:
سؤال: هل يحصل الفضل لمن صام ثلاث من الست من شوال مع البيض بنية واحدة؟
الجواب: الحمد لله، سألت شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز عن هذه المسألة فأجاب بأنه يُرجى له ذلك لأنّه يصدق أنه صام الستّ كما يصدق أنه صام البيض وفضل الله واسع.
وعن المسألة نفسها أجابني فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين بما يلي:
نعم، إذا صام ست أيام من شوال سقطت عنه البيض، سواء صامها عند البيض أو قبل أو بعد لأنه يصدق عليه أنه صام ثلاثة أيام من الشهر، قالت عائشة رضي الله عنها: "لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم" [رواه مسلم]، و هي من جنس سقوط تحية المسجد بالراتبة فلو دخل المسجد وصلى السنة الراتبة سقطت عنه تحية المسجد… والله أعلم.
الشيخ محمد صالح المنجد
*****************
هل يلزم صيام الست من شوال كل سنة؟
سؤال: شخص يصوم ستة أيام شوال، أتاه مرض أو مانع أو تكاسل عن صيامها في إحدى السنوات هل عليه إثم لأننا نسمع أنه من يصومها في عام يجب عليه عدم تركها؟!
الجواب: صيام ستة أيام من شوال بعد يوم العيد سنة، ولا يجب على من صامها مرة أو أكثر أن يستمر على صيامها، ولا يأثم من ترك صيامها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
فتاوى اللجنة الدائمة 10/391
أخي المسلم/ اختي المسلمه:
تلك بعض الفتاوى التي تتعلق بصيام الست من شوال، فعلى المسلم أن يستزيد من الأعمال الصالحة، التي تقربه من الله تعالى، والتي ينال بها العبد رضا الله تعالى..
............................
واخيرا/
. نذكركم أن من صام يوماً في سبيل الله - أي طاعة لله وابتغاء وجهه ورجاء مثوبته- فإن الله سبحانه يجازيه على هذا الصيام بأن يباعد بينه وبين النار مائة عام، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام يوما في سبيل الله، بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا» [رواه البخاري ومسلم].
فهنيئًا لمن تقرب إلى الله تعالى بفعل النوافل وخشع قلبه ولانت جوارحه لله، فالأجر الجنة وما أعظمه من أجر...
رزقنا الله وإياكم الجنة وما قرب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأعاذنا من النار وما قرب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأعاننا الله وإياكِ على ذكره وشكره وحسن عبادته.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
منـقول
أما بعد..
أخي المسلم . اختي المسلمه/
ها هي مواسم الخير والطاعات تتوالى علينا.. فقد ودعنا بالأمس شهر الصيام والقيام والعتق من النيران، وبفضل الله سبحانه فإنّ أبواب الخير والطاعات تبقى مفتوحة لعباده المؤمنين في كل زمانٍ ومكان.
والصوم من تلك القُربات والطاعات التي تطهر القلوب وتهذّب النفوس، فهو جنّة من أدواء الروح والقلب والبدن ومنــافعه كثيرة لاتعد ولا تحصى.
وصيام ست من شوال بعد رمضان من مواسم الخير العظيمة تلك.. والعبد المؤمن من يغتنم هذه الفرص، ويبقى طيلة حياته يتقلب من طاعة إلى طاعة، ومن عبادة إلى أخرى، حتى يلقى ربّه سبحانه راجيًا بذلك عفوه ومغفرته.. وجنّة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
اعزائي:
نقدم لم هذه الخميه التوعويه عن صيام تلك الست الفضائل سائلين المولى سبحانه أن ينفعنا واياكم بها..
مشروعية صيام ست من شوال:
يُشرع للمسلم صيام ستة أيام من شوال وفي ذلك فضل عظيم وأجر كبير، كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر»..
وإنما كان صيام رمضان وإتباعه بست من شوال يعدل صيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، وقد جاء ذلك مفسراً من حديث ثوبان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «صيام رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام سنة»، يعني رمضان وستة أيام بعده، [صححه الألباني].
فوائد صيام ست من شوال:
وإليك هذه الفوائد نسوقها إليكم من كلام الحافظ ابن رجب - رحمه الله -:
-إن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله.
-إن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامة.. وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل، فيحتاج إلى ما يجبره من الأعمال.
-إن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها، كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها.
-إن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، كما سبق ذكره، وإن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذه النعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، « كان النبي صلى اله عليه وسلم إذا صلى، قام حتى تفطر رجلاه. قالت عائشة : يا رسول الله ! أتصنع هذا، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال : يا عائشة ! أفلا أكون عبدا شكورا » [ رواه مسلم ]
وقد أمر الله - سبحانه وتعالى - عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره، وغير ذلك من أنواع شكره، فقال: { وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [البقرة:185]
فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان، وإعانته عليه، ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكراً عقيب ذلك.
كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح في نهارها صائماً، ويجعل صيامه شكراً للتوفيق للقيام.
وكان وهيب بن الورد يُسأل عن ثواب شيء من الأعمال كالطواف ونحوه، فيقول: لا تسألوا عن ثوابه، ولكن سلوا ما الذي على من وفق لهذا العمل من الشكر، للتوفيق والإعانة عليه.
كل نعمة على العبد من الله في دين أو دنيا يحتاج إلى شكر عليها، ثم التوفيق للشكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثانٍ، ثم التوفيق للشكر الثاني نعمة أخرى يحتاج إلى شكر آخر، وهكذا أبداً فلا يقدر العباد على القيام بشكر النعم.
وحقيقة الشكر الاعتراف بالعجز عن الشكر.
إن الأعمال التي كان العبد يتقرب يها إلى ربه في شهر رمضان لا تنقطع بانقضاء رمضان بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حياً..
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عمله ديمة.. وسئلت عائشة - رضي الله عنها -: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص يوماً من الأيام؟ فقالت: لا ، كان عمله ديمة.
وقالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يزيد في رمضان و لا غيره على إحدى عشرة ركعة، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقضي ما فاته من أوراده في رمضان في شوال، فترك في عام اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، ثم قضاه في شوال، فاعتكف العشر الأول منه .
فتاوى تهمكم حول صيام ست من شوال:
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: هل صيام الأيام الستة تلزم بعد شهر رمضان عقب يوم العيد مباشرة، أو يجوز بعد العيد بعدة أيام متتالية في شهر شوال أو لا ؟
الجواب: (لا يلزمه أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما تيسر له، والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة).
[فتاوى اللجنة الدائمة: 10/391 فتوى رقم: 3475].
*****************
هل تبدأ المرأة بقضاء رمضان أو بستّ شوال؟
سؤال: بالنسبة لصيام ستة من أيام شوال بعد يوم العيد، هل للمرأة أن تبدأ بصيام الأيام التي فاتتها بسبب الحيض ثم تتبعها بالأيام الستة أم ماذا؟
الجواب: الحمد لله، إذا أرادت الأجر الوارد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» [رواه مسلم]، فعليها أن تتمّ صيام رمضان أولا ثم تتبعه بست من شوال لينطبق عليها الحديث وتنال الأجر المذكور فيه.
أمّا من جهة الجواز فإنه يجوز لها أن تؤخرّ القضاء بحيث تتمكن منه قبل دخول رمضان التالي.
الشيخ محمد صالح المنجد
*****************
لا يصح جمع قضاء رمضان مع ست شوال بنية واحدة:
سؤال: هل يجوز أن أصوم الستة أيام من شوال بنفس النية بقضاء الأيام التي أفطرت فيها في رمضان بسبب الحيض؟
الجواب: الحمد لله لا يصح ذلك، لأن صيام ستة أيام من شوال لا تكون إلا بعد صيام رمضان كاملاً.
قال الشيخ ابن عثيمين في (فتاوى الصيام، 438): "من صام يوم عرفة، أو يوم عاشوراء وعليه قضاء من رمضان فصيامه صحيح، لكن لو نوى أن يصوم هذا اليوم عن قضاء رمضان حصل له الأجران: أجر يوم عرفة، وأجر يوم عاشوراء مع أجر القضاء، هذا بالنسبة لصوم التطوع المطلق الذي لا يرتبط برمضان، أما صيام ستة أيام من شوال فإنها مرتبطة برمضان ولا تكون إلا بعد قضائه، فلو صامها قبل القضاء لم يحصل على أجرها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر» [رواه أبو داود وصححه الألباني]، ومعلوم أن من عليه قضاء فإنه لا يعد صائماً رمضان حتى يكمل القضاء" اهـ.
الشيخ محمد صالح المنجد
*****************
وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: بدأت في صيام الست من شوال، ولكنني لم أستطع إكمالها بسبب بعض الظروف والأعمال، حيث بقي عليّ منها يومان، فماذا أعمل يا سماحة الشيخ، هل أقضيها وهل عليّ إثم في ذلك؟
الجواب: (صيام الأيام الستة من شوال عبادة مستحبة غير واجبة، فلك أجر ما صمت منها، ويرجى لك أجرها كاملة إذا كان المانع لك من إكمالها عذرٌ شرعيٌ ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً » [رواه البخاري في صحيحه]، وليس عليك قضاء لما تركت منها. والله الموفق)
[مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز: 5/270].
*****************
لا يشترط التتابع في صيام ست شوال:
السؤال: هل يلزم في صيام الست من شوال أن تكون متتابعة أم لا بأس من صيامها متفرقة خلال الشهر؟
الجواب: "صيام ست من شوال سنة ثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويجوز صيامها متتابعة ومتفرقة؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أطلق صيامها ولم يذكر تتابعاً ولا تفريقاً، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: «من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر» [أخرجه الإمام مسلم في صحيحه]، وبالله التوفيق.
(مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- الجزء 15 ص 391).
*****************
الجمع في النية بين صيام الأيام البيض وصيام الست من شوال:
سؤال: هل يحصل الفضل لمن صام ثلاث من الست من شوال مع البيض بنية واحدة؟
الجواب: الحمد لله، سألت شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز عن هذه المسألة فأجاب بأنه يُرجى له ذلك لأنّه يصدق أنه صام الستّ كما يصدق أنه صام البيض وفضل الله واسع.
وعن المسألة نفسها أجابني فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين بما يلي:
نعم، إذا صام ست أيام من شوال سقطت عنه البيض، سواء صامها عند البيض أو قبل أو بعد لأنه يصدق عليه أنه صام ثلاثة أيام من الشهر، قالت عائشة رضي الله عنها: "لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم" [رواه مسلم]، و هي من جنس سقوط تحية المسجد بالراتبة فلو دخل المسجد وصلى السنة الراتبة سقطت عنه تحية المسجد… والله أعلم.
الشيخ محمد صالح المنجد
*****************
هل يلزم صيام الست من شوال كل سنة؟
سؤال: شخص يصوم ستة أيام شوال، أتاه مرض أو مانع أو تكاسل عن صيامها في إحدى السنوات هل عليه إثم لأننا نسمع أنه من يصومها في عام يجب عليه عدم تركها؟!
الجواب: صيام ستة أيام من شوال بعد يوم العيد سنة، ولا يجب على من صامها مرة أو أكثر أن يستمر على صيامها، ولا يأثم من ترك صيامها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
فتاوى اللجنة الدائمة 10/391
أخي المسلم/ اختي المسلمه:
تلك بعض الفتاوى التي تتعلق بصيام الست من شوال، فعلى المسلم أن يستزيد من الأعمال الصالحة، التي تقربه من الله تعالى، والتي ينال بها العبد رضا الله تعالى..
............................
واخيرا/
. نذكركم أن من صام يوماً في سبيل الله - أي طاعة لله وابتغاء وجهه ورجاء مثوبته- فإن الله سبحانه يجازيه على هذا الصيام بأن يباعد بينه وبين النار مائة عام، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام يوما في سبيل الله، بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا» [رواه البخاري ومسلم].
فهنيئًا لمن تقرب إلى الله تعالى بفعل النوافل وخشع قلبه ولانت جوارحه لله، فالأجر الجنة وما أعظمه من أجر...
رزقنا الله وإياكم الجنة وما قرب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأعاذنا من النار وما قرب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأعاننا الله وإياكِ على ذكره وشكره وحسن عبادته.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
منـقول