ملكة الأحساس
09-01-2010, 08:11 AM
في الأيام الأولى من زواجي إنه لا يحب أن تدخل الأطفال غرفة النوم لأن لها خصوصية، ولا ينام الأطفال على الفراش أيضًا، وإنما علي أن أعلمهم التواجد في غرفتهم وفي الأماكن التي تناسبهم في المنزل.
دهشتُ لهذا الكلام ولم يكن بعد عندنا أطفال .. وبعد مرور سنوات جاء فيها الأطفال أدركت قيمة ما تحمله هذه الكلمات من معانٍ.
نعم إن الزوجين يحبون أطفالهم حبًا تعجز الكلمات عن وصفه، ويحيطونهم بالحنان، ويكرسون حياتهم من أجلهم فهم يأتون على رأس أولوياتهم، ولكن في نفس الوقت فإن هناك خصوصية للزوجين، وحياة خاصة بهم أيضًا بمفردهم بعيدًا عن الأطفال.
ومن هذه الخصوصية غرفة النوم، أو قضاء بعض الوقت بمفردهما ليتجاذبا أطراف الحديث، ويعبر كل واحد عن حبه للآخر، يضحكان، يسكتان فهم شركاء الحياة، وكذلك خروج الزوجين بمفردهما في موعد يتم تحديده مسبقًا.
فلا تجعل عزيزي القارئ أي شيء يقف بينكما وإن كان أطفالكما.
عندما يأتي الأطفال:
يتبدل حال الزوجين عندما يأتي الأطفال، وتنتهي أيام الرومانسية والعطر الفواح وساعات التزين أمام المرآة 'للزوجة' ويولي زمن اللهفة والشوق والحب، وينشغل الزوجان بتدبير مصروفات الأطفال وتكاليف العيش، والغرق في مشاكل الدراسة والمعلمين، والعمل في أكثر من دوام لتوفير نفقات الأسرة.
ناهيك عن إهمال الزوجة لزوجها ولبيتها وذلك لفترة محدودة حتى يكبر الأطفال ويستطيعون الاعتماد على أنفسهم.
والنتيجة: بدن منهمك، وعقل مثقل، ومزاج عكر، وبالتالي يقل العطاء النفسي والجسدي لشريك الحياة.
الحب في صالح الأطفال:
لماذا لا يكون الأطفال سببًا في رابطة أقوى وأعمق بالرغم مما يجده الزوجان من عناء في تربية الأطفال.
وقد نغفل أحيانًا أن جفاف ينابيع الحب بسبب الانشغال بالأطفال والدوران في دوائر اليوم ومسئولياته والإرهاق المستمر هو ذاته ضد صالح الأطفال.
وقد نغفل أيضًا أن من حقوق الطفل المعنوية أن ينشأ في بيئة ليستشعر فيها دفء العلاقة بين الأب والأم بلمسة رقيقة ولفتة عطوف وكلمة ساحرة وفرحة بلقاء الحبيب، وهذا يظهر للطفل علاقة زوجية قوية يشعر في ثناياها بالأمن والدفء العاطفي.
وأفضل ما نقدم لأطفالنا هو القدوة الحسنة في الحب العميق المتبادل بين الزوجين، وتفضيل كل منهما للآخر على نفسه، وبالتالي سيشكل هذا انطباعًا حسنًا لدى أطفالنا عن علاقتهم بأزواج المستقبل.
أعط الأولوية لعلاقتك الزوجية:
إذا كنت ترغب أن يسود الحب علاقتك الزوجية فأعط لها الأولوية وامنحها قدرًا كبيرًا من الأهمية.
وقد يقول البعض: 'إن علاقتي بزوجتي ذات أهمية بالغة' بينما تتعارض أفعالك مع أقوالك؟ كأن لا تقضي بالفعل بعض الوقت مع زوجتك، أو تخرج للتنزه معها، فهذا ليس هو سلوك المحب لزوجته.
إنك تقضي أوقاتك في جلسات أسرية وبصحبة أطفالك وفي العمل أو في شراء المتطلبات المنزلية، أو مشاهدة أخبار العالم، فلماذا لا تقتطع جزءًا من وقتك لتقضيه مع من تطلق عليها حبيبتك؟
وإن كان لديكما أطفال وبرغم هذا فإنكما تقضيان بعض الوقت سويًا فإن هذه إشارة قوية يرسلها كل منهما للآخر بأن كليكما يهتم بالآخر وبطباع العلاقة الودية بينكما.
لذا ضع في الاعتبار أن تأتي علاقتك الزوجية في المقام الأول تحت أي ضغوط.
ثلاث قواعد لعلاقة زوجية حية:
1 الحوار والتخاطب بين الزوجين.
2 حل الخلافات وسوء التفاهم.
3 التعهد بالرعاية والحفظ.
وليس بمجرد الاقتناع عن السلبيات وإنما القيام بالواجبات والرعاية، وكل ما من شأنه أن ينم عن أن الواحد منهما يضع الآخر في أولوياته.
وهذه الثلاثة السابقة يرتبط تحقيقها بوجود خصوصية للزوجين وجلوسهما بمفردهما إما في المنزل، أو خارج المنزل بعد ترك الأطفال بمفردهم إن كانوا كبارًا، أو جعل أحد من الأقارب عندهم للحفاظ عليهم ومتابعتهم إلى حين عودة الزوجية إلى المنزل.
خصوصية غرفة النوم:
إن غرفة نوم الزوجين لها خصوصية، ولها جوها المنفرد والمختلف عن باقي أجزاء المنزل وإن لم يكن لها هذه الخصوصية ما ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم من الأمور التي تؤذي الزوج ويغضب على زوجته بسببها.
ففي حديث جابر بن عبد الله في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجته. قال فيه: 'ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه' [حدث صحيح أخرجه مسلم].
فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح.
وهذا الحكم سواء كان الزوج حاضرًا أو غائبًا.
قال النووي رحمه الله معناه أن لا يأذن لأحدٍ تكرهونه في دخول بيوتكم، والجلوس في منازلكم سواء كان المأذون له أجنبيًا، أو امرأة، أو أحدًا من محارم الزوجة فالنهي يتناول جميع ذلك.
وهذا حكم المسألة عند الفقهاء: أنها لا يحل لها أن تأذن لرجل أو امرأة ولا محرم ولا غيره في دخول منزل الزوج إلا من علمت أو ظنت أن الزوج لا يكرهه.
ويستفاد من هذا الحديث أيضًا إن كان الزوج يكره أن تكون غرفة نومه مشاعًا للجميع وفراشًا للأطفال فعلى الزوجة أن تستجيب لرغبة زوجها وتعلم الأولاد ألا يدخلون الغرفة إلا بإذن، وألا يستغرق مكوثهم فيها أكثر من بضع ثوان أو دقائق.
املئي نفسه:
إن من أجل أعمال المرأة بعد عبادة ربها أن تنجح في الدخول إلى قلب زوجها وأن تملأ نفسه بحيث يشعر في قرارة نفسه أنه سيعد باقترانه بها، هنيء في عيشه معها، منعم بصحبتها فتكون حينها خير متاع في الحياة الدنيا كما قال صلى الله عليه وسلم: 'الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة' [صحيح مسلم].
وتكيف الزوجة مع زوجها طاعة وقربى لله تعالى، بمعنى أنها تحب ما يحب، وتكره ما يكره، وتخرج معه إن اتفقا على الخروج، ويمكثا في البيت إن أرادا البقاء فيه، وهكذا يمكنك القياس على كل فعل من الأفعال اليومية التي تمر بالزوجين.
ومن حكمة الله العظيمة أن جعل حسن تبعل المرأة لزوجها واستمالة قلبه بكل الوسائل من الدين، لأن في ذلك عفة للرجل وتوطيد لدعائم الأسرة وسعادة للمرأة ولزوجها ولأولادها.
وكلا الزوجين مطالب بأن يحصن الآخر فيسكن القلب وتستريح النفس، وليس المقصود بالإحصان فراغ ما في الجسد من شدة فوران الشهوة واتقادها بل هو أعم من ذلك وأوسع لما يشتمل عليه من المناداة والملاعبة والمؤانسة والتواصل والقرب والعطاء وارتباط القلوب بعضها ببعض.
إن الزوجة الناجحة هي التي تستطيع أن تحظى بإعجاب الزوج ومحبته، والزوج الناجح هو الذي يستطيع أن يمتلك قلب زوجته.
وذلك لأن الإحسان يقود إلى الإحسان، وعطاء كل واحد منهما للآخر واهتمامه به يعينها على توطيد المحبة والعطف والحنان والتقدير والاحترام.
ومع مرور الأيام وتجدد الروابط التي تربط بين الزوجين تزداد العلاقة بينهما توثقًا ورسوخًا ونموًا.
تحيااااااااااتي
دهشتُ لهذا الكلام ولم يكن بعد عندنا أطفال .. وبعد مرور سنوات جاء فيها الأطفال أدركت قيمة ما تحمله هذه الكلمات من معانٍ.
نعم إن الزوجين يحبون أطفالهم حبًا تعجز الكلمات عن وصفه، ويحيطونهم بالحنان، ويكرسون حياتهم من أجلهم فهم يأتون على رأس أولوياتهم، ولكن في نفس الوقت فإن هناك خصوصية للزوجين، وحياة خاصة بهم أيضًا بمفردهم بعيدًا عن الأطفال.
ومن هذه الخصوصية غرفة النوم، أو قضاء بعض الوقت بمفردهما ليتجاذبا أطراف الحديث، ويعبر كل واحد عن حبه للآخر، يضحكان، يسكتان فهم شركاء الحياة، وكذلك خروج الزوجين بمفردهما في موعد يتم تحديده مسبقًا.
فلا تجعل عزيزي القارئ أي شيء يقف بينكما وإن كان أطفالكما.
عندما يأتي الأطفال:
يتبدل حال الزوجين عندما يأتي الأطفال، وتنتهي أيام الرومانسية والعطر الفواح وساعات التزين أمام المرآة 'للزوجة' ويولي زمن اللهفة والشوق والحب، وينشغل الزوجان بتدبير مصروفات الأطفال وتكاليف العيش، والغرق في مشاكل الدراسة والمعلمين، والعمل في أكثر من دوام لتوفير نفقات الأسرة.
ناهيك عن إهمال الزوجة لزوجها ولبيتها وذلك لفترة محدودة حتى يكبر الأطفال ويستطيعون الاعتماد على أنفسهم.
والنتيجة: بدن منهمك، وعقل مثقل، ومزاج عكر، وبالتالي يقل العطاء النفسي والجسدي لشريك الحياة.
الحب في صالح الأطفال:
لماذا لا يكون الأطفال سببًا في رابطة أقوى وأعمق بالرغم مما يجده الزوجان من عناء في تربية الأطفال.
وقد نغفل أحيانًا أن جفاف ينابيع الحب بسبب الانشغال بالأطفال والدوران في دوائر اليوم ومسئولياته والإرهاق المستمر هو ذاته ضد صالح الأطفال.
وقد نغفل أيضًا أن من حقوق الطفل المعنوية أن ينشأ في بيئة ليستشعر فيها دفء العلاقة بين الأب والأم بلمسة رقيقة ولفتة عطوف وكلمة ساحرة وفرحة بلقاء الحبيب، وهذا يظهر للطفل علاقة زوجية قوية يشعر في ثناياها بالأمن والدفء العاطفي.
وأفضل ما نقدم لأطفالنا هو القدوة الحسنة في الحب العميق المتبادل بين الزوجين، وتفضيل كل منهما للآخر على نفسه، وبالتالي سيشكل هذا انطباعًا حسنًا لدى أطفالنا عن علاقتهم بأزواج المستقبل.
أعط الأولوية لعلاقتك الزوجية:
إذا كنت ترغب أن يسود الحب علاقتك الزوجية فأعط لها الأولوية وامنحها قدرًا كبيرًا من الأهمية.
وقد يقول البعض: 'إن علاقتي بزوجتي ذات أهمية بالغة' بينما تتعارض أفعالك مع أقوالك؟ كأن لا تقضي بالفعل بعض الوقت مع زوجتك، أو تخرج للتنزه معها، فهذا ليس هو سلوك المحب لزوجته.
إنك تقضي أوقاتك في جلسات أسرية وبصحبة أطفالك وفي العمل أو في شراء المتطلبات المنزلية، أو مشاهدة أخبار العالم، فلماذا لا تقتطع جزءًا من وقتك لتقضيه مع من تطلق عليها حبيبتك؟
وإن كان لديكما أطفال وبرغم هذا فإنكما تقضيان بعض الوقت سويًا فإن هذه إشارة قوية يرسلها كل منهما للآخر بأن كليكما يهتم بالآخر وبطباع العلاقة الودية بينكما.
لذا ضع في الاعتبار أن تأتي علاقتك الزوجية في المقام الأول تحت أي ضغوط.
ثلاث قواعد لعلاقة زوجية حية:
1 الحوار والتخاطب بين الزوجين.
2 حل الخلافات وسوء التفاهم.
3 التعهد بالرعاية والحفظ.
وليس بمجرد الاقتناع عن السلبيات وإنما القيام بالواجبات والرعاية، وكل ما من شأنه أن ينم عن أن الواحد منهما يضع الآخر في أولوياته.
وهذه الثلاثة السابقة يرتبط تحقيقها بوجود خصوصية للزوجين وجلوسهما بمفردهما إما في المنزل، أو خارج المنزل بعد ترك الأطفال بمفردهم إن كانوا كبارًا، أو جعل أحد من الأقارب عندهم للحفاظ عليهم ومتابعتهم إلى حين عودة الزوجية إلى المنزل.
خصوصية غرفة النوم:
إن غرفة نوم الزوجين لها خصوصية، ولها جوها المنفرد والمختلف عن باقي أجزاء المنزل وإن لم يكن لها هذه الخصوصية ما ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم من الأمور التي تؤذي الزوج ويغضب على زوجته بسببها.
ففي حديث جابر بن عبد الله في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجته. قال فيه: 'ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه' [حدث صحيح أخرجه مسلم].
فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح.
وهذا الحكم سواء كان الزوج حاضرًا أو غائبًا.
قال النووي رحمه الله معناه أن لا يأذن لأحدٍ تكرهونه في دخول بيوتكم، والجلوس في منازلكم سواء كان المأذون له أجنبيًا، أو امرأة، أو أحدًا من محارم الزوجة فالنهي يتناول جميع ذلك.
وهذا حكم المسألة عند الفقهاء: أنها لا يحل لها أن تأذن لرجل أو امرأة ولا محرم ولا غيره في دخول منزل الزوج إلا من علمت أو ظنت أن الزوج لا يكرهه.
ويستفاد من هذا الحديث أيضًا إن كان الزوج يكره أن تكون غرفة نومه مشاعًا للجميع وفراشًا للأطفال فعلى الزوجة أن تستجيب لرغبة زوجها وتعلم الأولاد ألا يدخلون الغرفة إلا بإذن، وألا يستغرق مكوثهم فيها أكثر من بضع ثوان أو دقائق.
املئي نفسه:
إن من أجل أعمال المرأة بعد عبادة ربها أن تنجح في الدخول إلى قلب زوجها وأن تملأ نفسه بحيث يشعر في قرارة نفسه أنه سيعد باقترانه بها، هنيء في عيشه معها، منعم بصحبتها فتكون حينها خير متاع في الحياة الدنيا كما قال صلى الله عليه وسلم: 'الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة' [صحيح مسلم].
وتكيف الزوجة مع زوجها طاعة وقربى لله تعالى، بمعنى أنها تحب ما يحب، وتكره ما يكره، وتخرج معه إن اتفقا على الخروج، ويمكثا في البيت إن أرادا البقاء فيه، وهكذا يمكنك القياس على كل فعل من الأفعال اليومية التي تمر بالزوجين.
ومن حكمة الله العظيمة أن جعل حسن تبعل المرأة لزوجها واستمالة قلبه بكل الوسائل من الدين، لأن في ذلك عفة للرجل وتوطيد لدعائم الأسرة وسعادة للمرأة ولزوجها ولأولادها.
وكلا الزوجين مطالب بأن يحصن الآخر فيسكن القلب وتستريح النفس، وليس المقصود بالإحصان فراغ ما في الجسد من شدة فوران الشهوة واتقادها بل هو أعم من ذلك وأوسع لما يشتمل عليه من المناداة والملاعبة والمؤانسة والتواصل والقرب والعطاء وارتباط القلوب بعضها ببعض.
إن الزوجة الناجحة هي التي تستطيع أن تحظى بإعجاب الزوج ومحبته، والزوج الناجح هو الذي يستطيع أن يمتلك قلب زوجته.
وذلك لأن الإحسان يقود إلى الإحسان، وعطاء كل واحد منهما للآخر واهتمامه به يعينها على توطيد المحبة والعطف والحنان والتقدير والاحترام.
ومع مرور الأيام وتجدد الروابط التي تربط بين الزوجين تزداد العلاقة بينهما توثقًا ورسوخًا ونموًا.
تحيااااااااااتي