اوتار الرياض
08-29-2010, 04:58 AM
تتشبث القواقع والحلزونات بالصخور لتحتمي بها ؛
وبمرور الأيام تصبح كأنها من نسيج الصخرة حتى بعدما تفارق الحلزونة الحياة ! تلك هي ذاكرتنا ، تلتصق بها أسماء ووجوه وأطياف أبت إلا أن تبقى رغم السنين ،
وفي لحظة !
تُستَثار تلك الذكريات ، وتتقلب الشجون ، وتطلق الآهات ، ويئن الحنين لدفء الأشخاص وروح الزمان والمكان ، بسماع أغنية قديمة أو ذكرى عطر حميم أو صورة فوتوغرافية بهتت ألوانها داخل الألبومات الخاصة والصناديق المخفية التي طمرتها الأيام.
لكل عائلة ألبومات من الصور التي تحفظ ذكريات الطفولة والصبا والحب الأول واليوم الأول والسنوات الأولى من الزواج وإنجاب الأولاد والأحفاد وفي المناسبات وبلا مناسبات وفي الأعياد والسفر واجتماع الأحبة ، ويختلف الناس في التعاطي معها بحسب ثقافاتهم ؛ فمنهم من يقتني أفخم الألبومات ليضم فيها صوره لأنه يراها بعضا منه وجزءا من تاريخه وماضيه ؛ فتراه يسجل التواريخ ويوثق الأحداث أمام الصور ويحفظها مع المجوهرات والوثائق الهامة ، ومنهم من يضع الصور في حقائب ويقدف بها في المخازن ليعلوها التراب ، ومنهم من يحفظ بعض الصور القديمة المتناثرة بعشوائية هنا وهناك وقد طبعت عليها البصمات الملوثة والثنيات العابثة.
وغالبا ما تفتح تلك الألبومات بالصدفة عند البحث عن غرض ما ؛ فتقع أعيننا عليها وننشغل باسترجاع الخيالات والاستغراق في الذكريات وننسى ما كنا نبحث عنه ! وتتعالى الضحكات والتعليقات الساخرة على صور الأبيض والأسود للآباء والأمهات والأجداد ، أو الملونة القديمة لطفولتنا ، بالأجسام النحيلة والشعور المصففة والملابس غير المتناسقة والأثاث البسيط والأماكن الغريبة وأوضاع التصوير المضحكة ظنا منهم أنها الأجمل.
وكأني أرى الصور التي تحويها تلك الألبومات؛ فهذه الصورة لأولاد العم في الشارع يتراوحون من أربع سنوات إلى ست عشرة سنة يجتمعون للتصوير والسعادة تنضح من ملامحهم ؛ هذا حافي القدمين وهذا ثوبه مقطوع جيبه ، وذاك يبتسم وأسنانه ساقطة والصغير يرتدي ثوبا ضيقا جدا وقد وضع الشماغ خلف أذنيه وأكبرهم يرتدي معطف ابن الجيران الذي استعاره لتبدو عليه "الوجاهة" ! كانوا لا يفترقون في الشارع والبيت والمدرسة والآن لا يكاد يعرف أبناؤهم بعضا . وهذه الصورة للأخوات الخمس يوم العيد وكلهن يرتدين نفس لون وتصميم الفستان وكأنهن نسخ "قص ولصق" والمختلف المقاس فقط ، والآن لا يرتدين إلا للمصممين العالميين ، وتلك الصورة للعمة الملتزمة وزوجها قبل أربعين عاما في شهر العسل في بيروت ترتدي "الميني جوب والباروكة الشقراء" وغيرها كثير.
أزيحوا الأكوام عن ألبوماتكم وامسحوا عن وجهها الغبار واستمتعوا بذكرياتكم وصلوا أرحامكم وترحموا على موتاكم واصفحوا عن أقربائكم ؛ فقد كنتم صغارا وكبرتم ، كنتم جيرانا وتفرقتم ، كنتم أحبابا واختلفتم . الصغير يكبر والكبير يشيخ والشيخ يموت ، لا تخجلوا من صوركم القديمة ولا تمزقوها لأنها تفضح أعماركم! أو لا تليق بوضعكم الاجتماعي الحالي ؛ انظروا إلى إحساسها وصدقها وبراءتها وزمنها الجميل .
وربما صوركم التي تفخرون بها الآن سيأتي أحفادكم فيضحكون عليها كما ضحكتم !
" وعايزنا نرجع زي زمان قل للزمان ارجع يا زمان ".
وبمرور الأيام تصبح كأنها من نسيج الصخرة حتى بعدما تفارق الحلزونة الحياة ! تلك هي ذاكرتنا ، تلتصق بها أسماء ووجوه وأطياف أبت إلا أن تبقى رغم السنين ،
وفي لحظة !
تُستَثار تلك الذكريات ، وتتقلب الشجون ، وتطلق الآهات ، ويئن الحنين لدفء الأشخاص وروح الزمان والمكان ، بسماع أغنية قديمة أو ذكرى عطر حميم أو صورة فوتوغرافية بهتت ألوانها داخل الألبومات الخاصة والصناديق المخفية التي طمرتها الأيام.
لكل عائلة ألبومات من الصور التي تحفظ ذكريات الطفولة والصبا والحب الأول واليوم الأول والسنوات الأولى من الزواج وإنجاب الأولاد والأحفاد وفي المناسبات وبلا مناسبات وفي الأعياد والسفر واجتماع الأحبة ، ويختلف الناس في التعاطي معها بحسب ثقافاتهم ؛ فمنهم من يقتني أفخم الألبومات ليضم فيها صوره لأنه يراها بعضا منه وجزءا من تاريخه وماضيه ؛ فتراه يسجل التواريخ ويوثق الأحداث أمام الصور ويحفظها مع المجوهرات والوثائق الهامة ، ومنهم من يضع الصور في حقائب ويقدف بها في المخازن ليعلوها التراب ، ومنهم من يحفظ بعض الصور القديمة المتناثرة بعشوائية هنا وهناك وقد طبعت عليها البصمات الملوثة والثنيات العابثة.
وغالبا ما تفتح تلك الألبومات بالصدفة عند البحث عن غرض ما ؛ فتقع أعيننا عليها وننشغل باسترجاع الخيالات والاستغراق في الذكريات وننسى ما كنا نبحث عنه ! وتتعالى الضحكات والتعليقات الساخرة على صور الأبيض والأسود للآباء والأمهات والأجداد ، أو الملونة القديمة لطفولتنا ، بالأجسام النحيلة والشعور المصففة والملابس غير المتناسقة والأثاث البسيط والأماكن الغريبة وأوضاع التصوير المضحكة ظنا منهم أنها الأجمل.
وكأني أرى الصور التي تحويها تلك الألبومات؛ فهذه الصورة لأولاد العم في الشارع يتراوحون من أربع سنوات إلى ست عشرة سنة يجتمعون للتصوير والسعادة تنضح من ملامحهم ؛ هذا حافي القدمين وهذا ثوبه مقطوع جيبه ، وذاك يبتسم وأسنانه ساقطة والصغير يرتدي ثوبا ضيقا جدا وقد وضع الشماغ خلف أذنيه وأكبرهم يرتدي معطف ابن الجيران الذي استعاره لتبدو عليه "الوجاهة" ! كانوا لا يفترقون في الشارع والبيت والمدرسة والآن لا يكاد يعرف أبناؤهم بعضا . وهذه الصورة للأخوات الخمس يوم العيد وكلهن يرتدين نفس لون وتصميم الفستان وكأنهن نسخ "قص ولصق" والمختلف المقاس فقط ، والآن لا يرتدين إلا للمصممين العالميين ، وتلك الصورة للعمة الملتزمة وزوجها قبل أربعين عاما في شهر العسل في بيروت ترتدي "الميني جوب والباروكة الشقراء" وغيرها كثير.
أزيحوا الأكوام عن ألبوماتكم وامسحوا عن وجهها الغبار واستمتعوا بذكرياتكم وصلوا أرحامكم وترحموا على موتاكم واصفحوا عن أقربائكم ؛ فقد كنتم صغارا وكبرتم ، كنتم جيرانا وتفرقتم ، كنتم أحبابا واختلفتم . الصغير يكبر والكبير يشيخ والشيخ يموت ، لا تخجلوا من صوركم القديمة ولا تمزقوها لأنها تفضح أعماركم! أو لا تليق بوضعكم الاجتماعي الحالي ؛ انظروا إلى إحساسها وصدقها وبراءتها وزمنها الجميل .
وربما صوركم التي تفخرون بها الآن سيأتي أحفادكم فيضحكون عليها كما ضحكتم !
" وعايزنا نرجع زي زمان قل للزمان ارجع يا زمان ".