فلان_999
08-18-2010, 08:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
أما بعد :
فلقد وجهت الشريعة الإسلامية أفرادها إلى العمل، وحثتهم على التكسب وطلب الرزق، وبينت لهم أن الكسب باليد خيرُ ما يُجمع، وهو سبيل أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، وحذرت أشد التحذير من الاعتماد على التسول واستجداء الناس والتذلل لهم؛ لما يورثه من المذلة والمهانة في الدنيا والآخرة.
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((والذي نفسي بيده، لأن يأخذ أحدكم حبله، فيحتطب على ظهره، فيأتي به فيبيعه، فيأكل منه ويتصدق منه، خير له من أن يأتي رجلاً أعطاه الله من فضله فيسأله، أعطاه أو منعه)) متفق عليه، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم)) رواه البخاري ومسلم.
ولكن عندما يصبح التسول مهنة والاستجداء لما عند الناس وظيفة فهنا يتدخل الشرع ليعيد الأمور الى نصابها
فعن قبيصة بن مخارق الهلالي قال : تحملت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها . فقال : " أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها " . قال ثم قال : " يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجى من قومه . لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحتا يأكلها صاحبها سحتا " . رواه مسلم .
وعن مسعود بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتي برجل يصلي عليه فقال كم ترك قالوا دينارين أو ثلاثة قال ترك كيتين أو ثلاث كيات فلقيت عبد الله بن القاسم مولى أبي بكر فذكرت ذلك له فقال له ذاك رجل كان يسأل الناس تكثرا رواه البيهقي وحسنه الالباني .
وعن عبيد الله بن عدي بن الخيار قال : أخبرني رجلان أنهما أتيا النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حجة الوداع وهو يقسم الصدقة فسألاه منها فرفع فينا النظر وخفضه فرآنا جلدين فقال : " إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب " . رواه أبو داود والنسائي وصححه الالباني.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من سأل الناس أموالهم تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر). رواه مسلم.
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المسألة كدٌ يكد بها الرجل وجهه إلا أن يسأل الرجل سلطاناً أو في أمر لا بد منه ) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى إما برزق عاجل او آجل ) رواه أبو داود والترمذي وقال:حسن صحيح.
وعن أبي كبشة الأنماري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ثلاث أقسم عليهن ـ وذكر منها ـ ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر.(احمد والترمذي وصححه الالباني)
قال العثيمين في اللقاء المفتوح 40/14:
أما موضوع التسول، فالواقع أن الناس يفسد بعضهم على بعض، فمن المتسولين من يتسول -والعياذ بالله- وهو في غنى، وهذا يصدق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وما في وجهه مزعة لحم) فإذا علمت أنه غني وجب عليك أن تطرده، وأن تبين للناس غناه حتى لا يغتروا به، وإذا غلب على ظنك أنه غني فلا تعطه، وانصحه، وإذا شككت في الأمر فكِلْ أمره إلى الله، ولا يلزمك أن تقابله بشيء. ولكن يبقى النظر أن من المتسولين من يقوم أمام الجماعة، ويتكلم بصوت مرتفع، ويشوش على الناس أذكارهم بعد الصلاة، وقد يستمر في الكلام حتى يشوش بكلامه على من أراد أن يتنفل، فمثل هذا يُمنع ويقال له: اخرج إلى باب المسجد من الخارج.وقال ايضا: وكذلك سائل المال إذا علمت أن الذي سألك المال غني فلك الحق أن تنهره، ولك الحق أيضاً أن توبخه على سؤاله وهو غني. إذاً.. هذا العموم: (السائل فلا تنهر) مخصوص فيما إذا اقتضت المصلحة أن ينهر فلا بأس(اللقاء78/11).
وقال ايضا في اللقاء 233/10:
حسب علمي أن الدولة مانعة من هذا منعاً باتاً؛ لأن هؤلاء قد يكون بعضهم كاذباً، وإذا لم يكن كاذباً شوش على الذين يقضون الصلاة، ثم إن المساجد بنيت للصلاة والذكر وقراءة القرآن وما بنيت للسؤال، فيقال لهذا الرجل: اخرج عند الباب واسأل.ا.هـ.
ونقل ابن مفلح في الاداب الشرعية :
عن أبي مطيع البلخي الحنفي أنه قال : لا يحل أن يعطى سؤال المساجد . وقال خلف بن أيوب : لو كنت قاضيا لم أقبل شهادة من تصدق عليه : يعني في المساجد .
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية 22/106رضي الله عنه
عن السؤال في الجامع هل هو حلال أو حرام أو مكروه أو أن تركه أحب من فعله ؟ أجاب : الحمد لله .
أصل السؤال محرم في المسجد وخارج المسجد إلا لضرورة ,(1) فإن كان به ضرورة , وسأل في المسجد (2)ولم يؤذ أحدا كتخطية رقاب الناس ,(3) ولم يكذب فيما يرويه ويذكر من حاله , (4)ولم يجهر جهرا يضر الناس , مثل أن يسأل والخطيب يخطب , أو وهم يسمعون علما يشغلهم به ونحو ذلك , جاز والله أعلم .
أيها المسلمون : لقد أظهرت دراسة علمية سعودية أن غالبية المتسولين قدموا إلى المملكة بحجة أداء فريضة العمرة حيث بلغت نسبتهم 25.89 بالمائة وقد استقلوا الطائرات في قدومهم (الجزيرة 16/9/1429هـ)هذا بالطبع خلاف الموجود منهم هنا مسبقا.
ألا وان مما ابتليت به الأمة في بعض نواحيها تسولاً ولكن بطريقة جماعية تقال فيه ألفاظٌ شركية وأقوالٌ بدعية تصدت لها مشكورة اللجنة الدائمة للافتاء ولله الحمد فقد ورد اليها سؤال مفاده : إنه جرت العادة في دول الخليج وشرق المملكة أن يكون هناك مهرجان (القريقعان) ، وهذا يكون في منتصف شهر رمضان أو قبله ، وكان يقوم به الأطفال يتجولون على البيوت يرددون أناشيد ، ومن الناس من يعطيهم حلوى أو مكسرات أو قليلا من النقود ، وكانت لا ضابط لها ، إلا أنه في الوقت الحاضر بدأت العناية به ، وصار له احتفال في بعض المواقع والمدارس وغيرها ، وصار ليس للأطفال وحدهم ، وصار تجمع له الأموال .
ج : الاحتفال في ليلة الخامس عشر من رمضان أو في غيرها بمناسبة ما يسمى مهرجان القريقعان - بدعة لا أصل لها في الإسلام ، « وكل بدعة ضلالة » ، فيجب تركها والتحذير منها ، ولا تجوز إقامتها في أي مكان ، لا في المدارس ولا في المؤسسات أو غيرها . والمشروع في ليالي رمضان بعد العناية بالفرائض الاجتهاد بالقيام وتلاوة القرآن والدعاء .(فتاوى اللجنة2/259).
منقول
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
أما بعد :
فلقد وجهت الشريعة الإسلامية أفرادها إلى العمل، وحثتهم على التكسب وطلب الرزق، وبينت لهم أن الكسب باليد خيرُ ما يُجمع، وهو سبيل أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، وحذرت أشد التحذير من الاعتماد على التسول واستجداء الناس والتذلل لهم؛ لما يورثه من المذلة والمهانة في الدنيا والآخرة.
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((والذي نفسي بيده، لأن يأخذ أحدكم حبله، فيحتطب على ظهره، فيأتي به فيبيعه، فيأكل منه ويتصدق منه، خير له من أن يأتي رجلاً أعطاه الله من فضله فيسأله، أعطاه أو منعه)) متفق عليه، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم)) رواه البخاري ومسلم.
ولكن عندما يصبح التسول مهنة والاستجداء لما عند الناس وظيفة فهنا يتدخل الشرع ليعيد الأمور الى نصابها
فعن قبيصة بن مخارق الهلالي قال : تحملت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها . فقال : " أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها " . قال ثم قال : " يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجى من قومه . لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحتا يأكلها صاحبها سحتا " . رواه مسلم .
وعن مسعود بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتي برجل يصلي عليه فقال كم ترك قالوا دينارين أو ثلاثة قال ترك كيتين أو ثلاث كيات فلقيت عبد الله بن القاسم مولى أبي بكر فذكرت ذلك له فقال له ذاك رجل كان يسأل الناس تكثرا رواه البيهقي وحسنه الالباني .
وعن عبيد الله بن عدي بن الخيار قال : أخبرني رجلان أنهما أتيا النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حجة الوداع وهو يقسم الصدقة فسألاه منها فرفع فينا النظر وخفضه فرآنا جلدين فقال : " إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب " . رواه أبو داود والنسائي وصححه الالباني.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من سأل الناس أموالهم تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر). رواه مسلم.
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المسألة كدٌ يكد بها الرجل وجهه إلا أن يسأل الرجل سلطاناً أو في أمر لا بد منه ) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى إما برزق عاجل او آجل ) رواه أبو داود والترمذي وقال:حسن صحيح.
وعن أبي كبشة الأنماري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ثلاث أقسم عليهن ـ وذكر منها ـ ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر.(احمد والترمذي وصححه الالباني)
قال العثيمين في اللقاء المفتوح 40/14:
أما موضوع التسول، فالواقع أن الناس يفسد بعضهم على بعض، فمن المتسولين من يتسول -والعياذ بالله- وهو في غنى، وهذا يصدق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وما في وجهه مزعة لحم) فإذا علمت أنه غني وجب عليك أن تطرده، وأن تبين للناس غناه حتى لا يغتروا به، وإذا غلب على ظنك أنه غني فلا تعطه، وانصحه، وإذا شككت في الأمر فكِلْ أمره إلى الله، ولا يلزمك أن تقابله بشيء. ولكن يبقى النظر أن من المتسولين من يقوم أمام الجماعة، ويتكلم بصوت مرتفع، ويشوش على الناس أذكارهم بعد الصلاة، وقد يستمر في الكلام حتى يشوش بكلامه على من أراد أن يتنفل، فمثل هذا يُمنع ويقال له: اخرج إلى باب المسجد من الخارج.وقال ايضا: وكذلك سائل المال إذا علمت أن الذي سألك المال غني فلك الحق أن تنهره، ولك الحق أيضاً أن توبخه على سؤاله وهو غني. إذاً.. هذا العموم: (السائل فلا تنهر) مخصوص فيما إذا اقتضت المصلحة أن ينهر فلا بأس(اللقاء78/11).
وقال ايضا في اللقاء 233/10:
حسب علمي أن الدولة مانعة من هذا منعاً باتاً؛ لأن هؤلاء قد يكون بعضهم كاذباً، وإذا لم يكن كاذباً شوش على الذين يقضون الصلاة، ثم إن المساجد بنيت للصلاة والذكر وقراءة القرآن وما بنيت للسؤال، فيقال لهذا الرجل: اخرج عند الباب واسأل.ا.هـ.
ونقل ابن مفلح في الاداب الشرعية :
عن أبي مطيع البلخي الحنفي أنه قال : لا يحل أن يعطى سؤال المساجد . وقال خلف بن أيوب : لو كنت قاضيا لم أقبل شهادة من تصدق عليه : يعني في المساجد .
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية 22/106رضي الله عنه
عن السؤال في الجامع هل هو حلال أو حرام أو مكروه أو أن تركه أحب من فعله ؟ أجاب : الحمد لله .
أصل السؤال محرم في المسجد وخارج المسجد إلا لضرورة ,(1) فإن كان به ضرورة , وسأل في المسجد (2)ولم يؤذ أحدا كتخطية رقاب الناس ,(3) ولم يكذب فيما يرويه ويذكر من حاله , (4)ولم يجهر جهرا يضر الناس , مثل أن يسأل والخطيب يخطب , أو وهم يسمعون علما يشغلهم به ونحو ذلك , جاز والله أعلم .
أيها المسلمون : لقد أظهرت دراسة علمية سعودية أن غالبية المتسولين قدموا إلى المملكة بحجة أداء فريضة العمرة حيث بلغت نسبتهم 25.89 بالمائة وقد استقلوا الطائرات في قدومهم (الجزيرة 16/9/1429هـ)هذا بالطبع خلاف الموجود منهم هنا مسبقا.
ألا وان مما ابتليت به الأمة في بعض نواحيها تسولاً ولكن بطريقة جماعية تقال فيه ألفاظٌ شركية وأقوالٌ بدعية تصدت لها مشكورة اللجنة الدائمة للافتاء ولله الحمد فقد ورد اليها سؤال مفاده : إنه جرت العادة في دول الخليج وشرق المملكة أن يكون هناك مهرجان (القريقعان) ، وهذا يكون في منتصف شهر رمضان أو قبله ، وكان يقوم به الأطفال يتجولون على البيوت يرددون أناشيد ، ومن الناس من يعطيهم حلوى أو مكسرات أو قليلا من النقود ، وكانت لا ضابط لها ، إلا أنه في الوقت الحاضر بدأت العناية به ، وصار له احتفال في بعض المواقع والمدارس وغيرها ، وصار ليس للأطفال وحدهم ، وصار تجمع له الأموال .
ج : الاحتفال في ليلة الخامس عشر من رمضان أو في غيرها بمناسبة ما يسمى مهرجان القريقعان - بدعة لا أصل لها في الإسلام ، « وكل بدعة ضلالة » ، فيجب تركها والتحذير منها ، ولا تجوز إقامتها في أي مكان ، لا في المدارس ولا في المؤسسات أو غيرها . والمشروع في ليالي رمضان بعد العناية بالفرائض الاجتهاد بالقيام وتلاوة القرآن والدعاء .(فتاوى اللجنة2/259).
منقول