جان دارك
06-20-2010, 09:59 AM
أخطأ العبيكان فلا تخطئوا أنتم !!
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
كلنا تابع ويتابع القضايا الساخنة التي اندلعت في الوقت القريب , ومازال ضجيج تداعياتها يُسمع دويه في قنوات الفضاء وجرائد الأخبار وساحات الانترنت , فضلا عن مجالس الناس وتناقلهم تفاصيلها وإصدار الأحكام عليها ...
من تلك القضايا فتوى الشيخ عبدالمحسن العبيكان في مسألة رضاع الكبير, وأنا وإن كنت مختلفا مع الشيخ فيما ذهب إليه , إلا أني أقول : إن هذه المسألة ليست ببدعا من القول , والخلاف فيها من قديم , وخطأ الشيخ عبدالمحسن ليس فيما وصل إليه باجتهاده –وإن كنت مخالفا له في ذلك- , وإنما خطؤه في إذاعته له أمام الملأ , وعلى رؤوس الأشهاد , خصوصا وإن المسألة حساسة ,وقد تفهم بأفهام معوجة تفسر الفتوى بتفسير خاطئ , إضافة إلى مخالفة هذا الرأي لمذهب الجمهور , وما عليه المشهور من رأي مشايخنا الكرام.
حقيقة هالتني تلك الردود العنيفة –على القول نفسه لا على إذاعة الشيخ الحكم للناس- من أناس (ذبحوووونا) بحرية الرأي , وإعادة قراءة النص , والتسامح مع المخالف -حتى وإن خالفنا في المعتقد- , وتعددية الآراء , واتساع الأفق , والحوار, وغيرها من تلك الكلمات التي يلوكونها بألسنتهم لخداع السذج.
خلاف فقهي , قال به أجلاء سواء من الصحابة أو ممن دونهم , وله دليل قوي , ورجحه أئمة , يُتهكم به هذا التهكم التافه , من قبل أناس يعدون أنفسهم مثقفين, ومنفتحين , ومتقبلين للآراء , ومتحاورين ومتسامحين .... إلى غير ذلك من تلك الشعارات الكاذبة؟!
بل وزادوا على ذلك –والله حسيبهم- فجور في الخصومة , وافتراضات ما سبقهم بها أحد من العالمين , وهم على يقين من أن الشيخ يمنعها , ولكنها الخسة إذا سرت في عروق أحدهم ,, كيف يتوقف؟!
والأدهى والأمر : أنْ سقط في هذا الوحل بعض المنتسبين للعلم الشرعي , ففرح الصحفيون بذلك أشد الفرح , فأخذوا يضربون طلاب العلم بعضهم ببعض , شعارهم : اللهم اضرب السلفيين بالسلفيين وأخرجنا من بينهم سالمين غانمين!!
وهكذا هم الليبراليون , كذابون أفاكون متناقضون أشد التناقض
فإذا تكلم مشايخنا -مثلا- عن العقيدة , وأهمية المحافظة عليها , والولاء لها والبراء مما وممن خالفها , خرج علينا أولئك القوم يطنطون حول الحرية , وتعدد الآراء , والتسامح .........الخ
ثم يأتون بغبي من الأغبياء ممن يوصف بأنه (شيخ) يتباكى من ضيق العطن , وعدم قبول الرأي الآخر , و تشدد السلفيين , داعيا لهم إلى أن ينقعوا أنفسهم من الليل حتى الصباح في الماء رجاء أن يلينوا قليلا!!
وإن أخطأ سلفي في مسألة من مسائل الفروع , ضاق الأفق عند القوم , بل أطبق سماؤه على أرضه حتى أن رأس الإبرة تعجز عن الدخول , ويستحضر أولئك قاموس القذارة والدناءة , فيبثونه في كتاباتهم , غير آبهين بأدبيات البحث العلمي , أو أقدار أهل العلم.
ثم يأتون بذلك الغبي مرة أخرى, فيجعل هذه المسألة قضية العصر , وعجيبة الدهر , ويشنع ويلطم , فيضرب الرأس ويشق الجيب.
فياعجبي لأولئك الليبراليون ومن تبعهم من السذج:
بالأمس واسعوا الأفق , أما اليوم فلا أفق !!
بالأمس يقبلون تعدد الآراء , واليوم متحجرون!!
بالأمس متسامحون مع المخالف , واليوم سبابوا المخالف!!
بالأمس يبررون محبة الكافر !! والجلوس مع المبتدع !! والتقريب بين المذاهب والتيارات!!
واليوم يضيقون بفتوى في مسألة من مسائل الفروع قال بها أجلاء , ويصفونها وصاحبها بأقذع الأوصاف.
في الختام أقول : إن التعامل الصحيح مع فتوى الشيخ العبيكان , هو التنبيه على خطأ هذا القول ومجانبته للدليل بالحسنى , إن لم يكن لاحترام الشيخ العبيكان فاحتراما لأم المؤمنين عائشة , وابن حزم وشيخ الإسلام والشوكاني والالباني وغيرهم من اهل العلم الأكابر.
والتنبيه أيضا لمن رأى الأخذ بهذا القول عند الحاجة إلى الحكمة والتريث , والنظر في كل قضية بعينها , وعدم إشاعة الحكم على الناس ففيهم الجاهل والمريض والسفيه
أما ما زاد على ذلك فظلم نعوذ بالله من أن نقع فيه , والله المستعان وعليه التكلان وصلى الله وسلم على نبينا محمد
عبدالله الغامدي - كلية الشريعة بالرياض
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
كلنا تابع ويتابع القضايا الساخنة التي اندلعت في الوقت القريب , ومازال ضجيج تداعياتها يُسمع دويه في قنوات الفضاء وجرائد الأخبار وساحات الانترنت , فضلا عن مجالس الناس وتناقلهم تفاصيلها وإصدار الأحكام عليها ...
من تلك القضايا فتوى الشيخ عبدالمحسن العبيكان في مسألة رضاع الكبير, وأنا وإن كنت مختلفا مع الشيخ فيما ذهب إليه , إلا أني أقول : إن هذه المسألة ليست ببدعا من القول , والخلاف فيها من قديم , وخطأ الشيخ عبدالمحسن ليس فيما وصل إليه باجتهاده –وإن كنت مخالفا له في ذلك- , وإنما خطؤه في إذاعته له أمام الملأ , وعلى رؤوس الأشهاد , خصوصا وإن المسألة حساسة ,وقد تفهم بأفهام معوجة تفسر الفتوى بتفسير خاطئ , إضافة إلى مخالفة هذا الرأي لمذهب الجمهور , وما عليه المشهور من رأي مشايخنا الكرام.
حقيقة هالتني تلك الردود العنيفة –على القول نفسه لا على إذاعة الشيخ الحكم للناس- من أناس (ذبحوووونا) بحرية الرأي , وإعادة قراءة النص , والتسامح مع المخالف -حتى وإن خالفنا في المعتقد- , وتعددية الآراء , واتساع الأفق , والحوار, وغيرها من تلك الكلمات التي يلوكونها بألسنتهم لخداع السذج.
خلاف فقهي , قال به أجلاء سواء من الصحابة أو ممن دونهم , وله دليل قوي , ورجحه أئمة , يُتهكم به هذا التهكم التافه , من قبل أناس يعدون أنفسهم مثقفين, ومنفتحين , ومتقبلين للآراء , ومتحاورين ومتسامحين .... إلى غير ذلك من تلك الشعارات الكاذبة؟!
بل وزادوا على ذلك –والله حسيبهم- فجور في الخصومة , وافتراضات ما سبقهم بها أحد من العالمين , وهم على يقين من أن الشيخ يمنعها , ولكنها الخسة إذا سرت في عروق أحدهم ,, كيف يتوقف؟!
والأدهى والأمر : أنْ سقط في هذا الوحل بعض المنتسبين للعلم الشرعي , ففرح الصحفيون بذلك أشد الفرح , فأخذوا يضربون طلاب العلم بعضهم ببعض , شعارهم : اللهم اضرب السلفيين بالسلفيين وأخرجنا من بينهم سالمين غانمين!!
وهكذا هم الليبراليون , كذابون أفاكون متناقضون أشد التناقض
فإذا تكلم مشايخنا -مثلا- عن العقيدة , وأهمية المحافظة عليها , والولاء لها والبراء مما وممن خالفها , خرج علينا أولئك القوم يطنطون حول الحرية , وتعدد الآراء , والتسامح .........الخ
ثم يأتون بغبي من الأغبياء ممن يوصف بأنه (شيخ) يتباكى من ضيق العطن , وعدم قبول الرأي الآخر , و تشدد السلفيين , داعيا لهم إلى أن ينقعوا أنفسهم من الليل حتى الصباح في الماء رجاء أن يلينوا قليلا!!
وإن أخطأ سلفي في مسألة من مسائل الفروع , ضاق الأفق عند القوم , بل أطبق سماؤه على أرضه حتى أن رأس الإبرة تعجز عن الدخول , ويستحضر أولئك قاموس القذارة والدناءة , فيبثونه في كتاباتهم , غير آبهين بأدبيات البحث العلمي , أو أقدار أهل العلم.
ثم يأتون بذلك الغبي مرة أخرى, فيجعل هذه المسألة قضية العصر , وعجيبة الدهر , ويشنع ويلطم , فيضرب الرأس ويشق الجيب.
فياعجبي لأولئك الليبراليون ومن تبعهم من السذج:
بالأمس واسعوا الأفق , أما اليوم فلا أفق !!
بالأمس يقبلون تعدد الآراء , واليوم متحجرون!!
بالأمس متسامحون مع المخالف , واليوم سبابوا المخالف!!
بالأمس يبررون محبة الكافر !! والجلوس مع المبتدع !! والتقريب بين المذاهب والتيارات!!
واليوم يضيقون بفتوى في مسألة من مسائل الفروع قال بها أجلاء , ويصفونها وصاحبها بأقذع الأوصاف.
في الختام أقول : إن التعامل الصحيح مع فتوى الشيخ العبيكان , هو التنبيه على خطأ هذا القول ومجانبته للدليل بالحسنى , إن لم يكن لاحترام الشيخ العبيكان فاحتراما لأم المؤمنين عائشة , وابن حزم وشيخ الإسلام والشوكاني والالباني وغيرهم من اهل العلم الأكابر.
والتنبيه أيضا لمن رأى الأخذ بهذا القول عند الحاجة إلى الحكمة والتريث , والنظر في كل قضية بعينها , وعدم إشاعة الحكم على الناس ففيهم الجاهل والمريض والسفيه
أما ما زاد على ذلك فظلم نعوذ بالله من أن نقع فيه , والله المستعان وعليه التكلان وصلى الله وسلم على نبينا محمد
عبدالله الغامدي - كلية الشريعة بالرياض