الوجيه محمد
05-29-2010, 03:49 PM
إن التقلبات التي تصيب القلوب سببها الفتن ، فإذا تعرض القلب لفتن السراء والضراء فلا يثبت عندئذٍ إلا أصحاب البصيرة الذين عُمِرت قلوبهم بالإيمان .
والفتن - أيها الفضلاء - كثيرة متنوعة ومنها :
- فتنة المال : وكم من إنسان ضل عن الطريق بسبب الدرهم والدينار { ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ، فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون - فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ - أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} التوبة75-79.
- ومن الفتن فتنة الجاه والمنصب و الزوجةِ والولد .قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} التغابن14.
- ومن أشد الفتن وأخطرها فتنة النساء وقد قال - صلى الله عليه وسلم- :"ما تركت بعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء " .
وكم من رجل أغوته امرأة رآها مباشرة أو على شاشة تلفاز أو حاسوب فهوِيها وتعلق قلبه بها فكانت هذه النظرة بداية لانحرافه وضلاله ، نسأل الله لنا ولكم الثبات على دينه .
ثانياً : من مواطن الثبات : الثبات على المنهج الحق : منهجِ أهل السنة والجماعة ، فمهما تبدلت آراءُ الرجال وتلوّنت مبادئهم وتنكروا لمنهجهم الأصيل الذي ربما كانوا عليه في يوم من الأيام فيجب أن لا يفتّ ذلك في عضد المؤمن ؛ لأنه واثق من طريقه ، متيقنٌ من منهجه ، فهو يسير واثق الخطى يحدوه في ذلك قول ربه جل في علاه : " {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ}
إننا نلحظ اليوم تراجعا واضحا في صفوف كثيرين ممن كانوا موسومين بالأصالة في المنهج ، والتميزِ في السمت والصلاح ، وما ذاك إلا لعظم الفتن وكثرة الشبهات ، والموفق من عصمه الله .
ثالثا : من مواطن الثبات : الثبات عند الممات
إن أهل الكفر والفجور يُحرَمون الثبات في أشد الأوقات كربة وشدة وذلك عند الموت ، فربما بدت منهم -وهم في هذه الساعة الحرجة - بعض التصرفات التي تدل على سوء الخاتمة نعوذ بالله منها .وقد قرأنا وسمعنا كثيرا عن حال رجال ونساء لم يلهموا نطق الشهادة عند الموت ، كما قيل لرجل عند موته : قل لا إله إلا الله ، فجعل يحرك رأسه يميناً وشمالاً يرفض قولها !!
وآخر يقول عند موته : " هذه قطعة جيدة ، هذه مشتراها رخيص !! " ، وثالث يذكر أسماء قطع الشطرنج . ورابع يدندن بألحان الغناء ، أو ذكر معشوقِهِ الذي تعلق قلبه به !! عافانا الله وإياكم من سوء الختام .
وقد يُرى من هؤلاء سوادٌ في الوجه أو يُشم نتنُ رائحةٍ كريهة ، أو ربما صُرف عن القبلة عند خروج روحه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أما أهل الصلاح والسنة فإن الله يوفقهم للثبات عند الممات ، فينطقون بالشهادتين ، أو تقبض أرواحهم وهم على طاعة ، أو يرى في وجوههم أثر الفرح والسرور نسأل الله الكريم من فضله .
جاء في سيرة الإمام المحدث أبي زرعة الرازي – رحمه الله – ما ذكره أبو جعفر محمدُ بنُ علي قال : حضرنا أبا زرعة وهو في السَّوْق ( أي عند احتضاره ) وعنده أبو حاتم وابن وارَةَ الرازي والمنذرُ بن شاذان ، وكل هؤلاء من أئمة الحديث الكبار ، فذكروا حديث التلقين ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) واستحيوا من أبي زرعة أن يلقِّنوه وهو العالم الجليل القدر ، فقالوا تعالوا نذكر الحديث ، أي كأنهم يتذاكرون الحديث وسنده ، وقصدُهم بذلك أن يسمعوه ، فقال ابن وارة : حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح ، ثم تلكأ وجعل يقول ابنُ أبي... ابن أبي... - ولم يجاوزه - فقال أبو حاتم : حدثنا بُندار حدثنا أبو عاصم ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن صالح ... ثم توقَّف ، فقال عند ذلك أبو زرعة وهو في النـزع يعاني سكرات الموت : حدثنا بُندار حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد عن صالح ابن أبي غريب عن كثيّر بنِ مرة عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : " من كان آخرُ كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة " ثم فاضت روحه إلى بارئها رحمه الله وغفر له.
والفتن - أيها الفضلاء - كثيرة متنوعة ومنها :
- فتنة المال : وكم من إنسان ضل عن الطريق بسبب الدرهم والدينار { ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ، فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون - فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ - أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} التوبة75-79.
- ومن الفتن فتنة الجاه والمنصب و الزوجةِ والولد .قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} التغابن14.
- ومن أشد الفتن وأخطرها فتنة النساء وقد قال - صلى الله عليه وسلم- :"ما تركت بعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء " .
وكم من رجل أغوته امرأة رآها مباشرة أو على شاشة تلفاز أو حاسوب فهوِيها وتعلق قلبه بها فكانت هذه النظرة بداية لانحرافه وضلاله ، نسأل الله لنا ولكم الثبات على دينه .
ثانياً : من مواطن الثبات : الثبات على المنهج الحق : منهجِ أهل السنة والجماعة ، فمهما تبدلت آراءُ الرجال وتلوّنت مبادئهم وتنكروا لمنهجهم الأصيل الذي ربما كانوا عليه في يوم من الأيام فيجب أن لا يفتّ ذلك في عضد المؤمن ؛ لأنه واثق من طريقه ، متيقنٌ من منهجه ، فهو يسير واثق الخطى يحدوه في ذلك قول ربه جل في علاه : " {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ}
إننا نلحظ اليوم تراجعا واضحا في صفوف كثيرين ممن كانوا موسومين بالأصالة في المنهج ، والتميزِ في السمت والصلاح ، وما ذاك إلا لعظم الفتن وكثرة الشبهات ، والموفق من عصمه الله .
ثالثا : من مواطن الثبات : الثبات عند الممات
إن أهل الكفر والفجور يُحرَمون الثبات في أشد الأوقات كربة وشدة وذلك عند الموت ، فربما بدت منهم -وهم في هذه الساعة الحرجة - بعض التصرفات التي تدل على سوء الخاتمة نعوذ بالله منها .وقد قرأنا وسمعنا كثيرا عن حال رجال ونساء لم يلهموا نطق الشهادة عند الموت ، كما قيل لرجل عند موته : قل لا إله إلا الله ، فجعل يحرك رأسه يميناً وشمالاً يرفض قولها !!
وآخر يقول عند موته : " هذه قطعة جيدة ، هذه مشتراها رخيص !! " ، وثالث يذكر أسماء قطع الشطرنج . ورابع يدندن بألحان الغناء ، أو ذكر معشوقِهِ الذي تعلق قلبه به !! عافانا الله وإياكم من سوء الختام .
وقد يُرى من هؤلاء سوادٌ في الوجه أو يُشم نتنُ رائحةٍ كريهة ، أو ربما صُرف عن القبلة عند خروج روحه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أما أهل الصلاح والسنة فإن الله يوفقهم للثبات عند الممات ، فينطقون بالشهادتين ، أو تقبض أرواحهم وهم على طاعة ، أو يرى في وجوههم أثر الفرح والسرور نسأل الله الكريم من فضله .
جاء في سيرة الإمام المحدث أبي زرعة الرازي – رحمه الله – ما ذكره أبو جعفر محمدُ بنُ علي قال : حضرنا أبا زرعة وهو في السَّوْق ( أي عند احتضاره ) وعنده أبو حاتم وابن وارَةَ الرازي والمنذرُ بن شاذان ، وكل هؤلاء من أئمة الحديث الكبار ، فذكروا حديث التلقين ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) واستحيوا من أبي زرعة أن يلقِّنوه وهو العالم الجليل القدر ، فقالوا تعالوا نذكر الحديث ، أي كأنهم يتذاكرون الحديث وسنده ، وقصدُهم بذلك أن يسمعوه ، فقال ابن وارة : حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح ، ثم تلكأ وجعل يقول ابنُ أبي... ابن أبي... - ولم يجاوزه - فقال أبو حاتم : حدثنا بُندار حدثنا أبو عاصم ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن صالح ... ثم توقَّف ، فقال عند ذلك أبو زرعة وهو في النـزع يعاني سكرات الموت : حدثنا بُندار حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد عن صالح ابن أبي غريب عن كثيّر بنِ مرة عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : " من كان آخرُ كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة " ثم فاضت روحه إلى بارئها رحمه الله وغفر له.