تسنيم
05-26-2010, 12:45 PM
عرض كتابه الجديد" الملك عبدالله ..القائد المؤثر" في ندوة بواشنطن
الباحث الأميركي سبحاني: الملك عبدالله ملك فريد وقائد مؤثر وصانع سلام
http://www.alriyadh.com/2010/02/26/img/845357292719.jpg
واشنطن - أحمد اليامي، د.فوزي الأسمر ومفيد عبدالرحيم
وصف الباحث الأميركي روب سبحاني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بأنه «ملك مختلف وملك مؤثر وصانع سلام». وقال الباحث الأميركي إن الملك عبدالله وطني عربي مسلم وهو فوق ذلك رجل دين وتقوى ويريد معاملة الناس بشفافية وعدل ومساواة، وهو لذلك يحظى بكل هذا التأييد بين مواطنيه. وقال إن الملك عبدالله قام بخطوات لم يقم بها ملك سعودي من قبل، وهو ما سيسجله له التاريخ على أنه ملك «فريد بالفعل» وأردف ان الملك عبدالله قد غير لهجة وفحوى النقاش في العالم العربي والإسلامي، كما فتح حوارا جريئا في الداخل حث فيه مواطني المملكة على طرح أي شيء يريدون لمناقشة القضايا التي تهم المملكة ومواطنيها جميعاً. وقال ان الملك عبدالله هو «ملك مهم وما يفعله الملك عبدالله أو يقوله هو أمر مهم للعالم - من فلسطين، إلى العراق، إلى اليمن إلى أفغانستان، إلى مستقبل تعافي الاقتصاد العالمي.
وكان سبحاني يتحدث في ندوة حوار استضافها ليل أمس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن للتحدث عن كتابه الجديد الذي ألفه عن الملك عبدالله وهو بعنوان: "الملك عبدالله: القائد المؤثر"، وهو كتاب حافل عن سيرة الملك عبدالله يقع في حوالي ١٩٠ صفحة من القطع الكبير. وحضر الندوة حشد متميز من مختلف الأطياف في العاصمة الأميركية من خبراء سياسيين ودبلوماسيين ومفكرين وإعلاميين وطلبة جامعات. وقد حفلت الندوة بحوار ممتع ومثير وقام بتقديم السيد سبحاني فيها نائب رئيس المركز للعلاقات الخارجية أندرو شوارنز.
وقال سبحاني في مداخلته إن الملك عبدالله هو ملك «مختلف، فهو يتحدث عن نهضة إسلامية جديدة، عن بداية جديدة للعالم الإسلامي». وهو يقوم «بتغيير لهجة وفحوى النقاش الجاري في العالم العربي والإسلامي. وقال ان ما يقوم به الملك عبدالله مهم وله تبعات، سواء في مجال أمن الطاقة أو محاربة المتطرفين أو مستقبل التعافي الاقتصادي العالمي أو مستقبل العراق أو أفغانستان، وفلسطين واليمن. إن ما يفعله الملك عبدالله مهم للعالم».
وقال سبحاني انه يعتقد أن ليس هناك قائد سعودي قام بتحويل المملكة بالقدر الذي قام به الملك عبدالله، وهو ما يجعله ملكاً فريداً. وقال: ان المملكة العربية السعودية مهمة لأنها تحتوي على أكبر احتياطي مثبت من النفط، ولأنها موطن الحرمين الشريفين ولأنها الدولة ذات الثقل الكبير في العالمين العربي والإسلامي، ولكن ما هو مهم الآن هو من يحكم المملكة العربية السعودية اليوم؟ انه الملك عبدالله
http://www.alriyadh.com/2010/02/26/img/519537812409.jpg
ولخص سبحاني ستة عوامل قال انها تجعل الملك عبدالله ملكاً فريداً للمملكة العربية السعودية في وقتنا الحاضر، منها إطلاقه حواراً معمقاً داخل المملكة وخارجها؛ وأخذه على عاتقه تحدي المتطرفين وخطابهم وهذا فريد أيضاً لأن الملك عبدالله لديه الشجاعة لأن يقف أمام المتطرفين ويستعمل خطابهم ضدهم؛ جعل المملكة اليوم قائدة لمحور الاستقرار في الشرق الأوسط، الإصلاحات التي قام بها الملك عبدالله في المملكة جعلت المملكة بلداً أكثر شفافية؛ وتأكيد الملك على بناء التعليم في المملكة، وهو يشجع بناء المدارس والجامعات التي يسميها هو شخصياً «بيوت الحكمة».
وقال سبحاني انه في جولته على أرجاء المملكة العربية السعودية في العام ٢٠٠٧م قام بزيارة إلى عدة مدن فيها عدا عن الرياض، ومن بينها الطائف والدمام والخبر. وقال انه تحدث إلى طائفة منوعة من السعوديين الذين أجمعوا بالكامل على أن الحوار الذي أطلقه الملك عبدالله في المملكة كان هدية من الله عز وجل: وقال الكاتب الأميركي ان «فسحة الحوار الحر التي وفرها الملك عبدالله داخل المملكة ستكون بالتأكيد واحدة من أهم ما سيكتبه له التاريخ».
وعن أهمية تعيين الملك عبدالله التكنوقراط المتعلمين ذكر سبحاني تحديداً وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وسفير خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأستاذ عادل الجبير والدكتورة نورة الفايز، نائبة وزير التربية والتعليم في المملكة، كأمثلة على ذلك. وروى أنه في الليلة التي تم فيها تعيين الدكتورة الفايز في هذا المنصب، وهو الأول الذي تحتله سيدة في تاريخ المملكة، كان يستقل المصعد مع عدد من الطالبات السعوديات اللواتي كن فرحات. وقال: قلت لهن مبروك، ولكنهن رددن، بقولهن لا تهنئنا نحن، بل هنئ الملك عبدالله بدلاً من ذلك لأنه لولاه لما اتخذت هذه الخطوة. وقال ان النساء في المملكة يشعرن بأنهن محظوظات جداً في أن يكون الملك عبدالله هو ملك المملكة العربية السعودية اليوم.
ومن ناحية العلاقات الخارجية، قال سبحاني ان الملك عبدالله «هو صانع سلام» وضرب على ذلك مثلاً محاولات الملك عبدالله لإصلاح ذات البين بين تنظيمي حماس وفتح الفلسطينيين في مكة منذ سنتين. وقال إنه أبلغ انه حين كان يرى «الاخوة الفلسطينيين يتقاتلون بالسلاح في الأراضي الفلسطينية، دمعت عيناه وفكر فوراً في دعوة الطرفين إلى حوار مكة. وأضاف ان الملك عبدالله هو الذي عرض مبادرة السلام العربية في قمة بيروت عام ٢٠٠٢ التي اقترح فيها السلام على إسرائيل مقابل اعترافها بالحقوق العربية كاملة، بما فيها الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة بالكامل، بما فيها القدس
وفي حديثه عن تصدي الملك عبدالله للمتطرفين وخطابهم، قال سبحاني ان الملك عبدالله يستطيع أن يقف بشجاعة ضد الخط المتطرف لأنه رجل يمتلك الشجاعة ولأنه رجل تقي ورع وفي كل مكان تذهب إليه في المملكة يقول لك الناس إن الملك عبدالله رجل دين وتقوى وهو لهذا يستطيع أن يتصدى للمتطرفين الذين يسميهم في المملكة أو سواها بالفئة الضالة.
أما بالنسبة إلى الشفافية في المملكة، فقال سبحاني ان الملك عبدالله «أتى بمستوى من الشفافية والإصلاح لقطاع المال والاستثمار ففي المملكة لم يكن موجوداً من قبل وهو ما أدى إلى ثقة الناس بالنظام الاقتصادي لأنهم يعتقدون أن الملك عبدالله يحميه. «وقال إن هذا هو «ما يحرك القطاع الخاص في المملكة الآن» فسوق المال والأسهم في المملكة هو عاشر أكبر سوق مال وأسهم في العالم اليوم. وقال في هذا الصدد إنه لو كان يملك الأموال اليوم فإنه لن يضعها في مؤسسات بنكية أميركية كبيرة كسيتي بنك، بل سيستثمرها في المملكة. وقال ان ذلك بسبب «أنني لا أثق في سيتي بنك بل أثق في ملك السعودية بسبب الإصلاحات التي أدخلها الملك عبدالله على البلاد».
ولدى حديثه عن اهتمام الملك عبدالله بقطاع التعليم، قال سبحاني ان الملك عبدالله يغير التعليم في المملكة عن طريق «مأسسة الإصلاح التعليمي، سواء بالنسبة إلى إنشائه جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) التي يعتقد كثيرون أنها ستكون معهد مساتسوستس للتكنولوجي (أم.آي.تي) الشرق الأوسط أو غيرها، ولكن ما يقوم به الملك هو بناء ما يسميه ببيوت الحكمة في سائر أرجاء المملكة.
في ختام حديثه تحدث سبحاني عن جانب آخر لدى الملك عبدالله، وهو الجانب الإنساني، وروى في ختام مداخلته حكاية أثارت العواطف لدى مستمعيه. وقال انه حين كان في الخبر تحدث إلى أسرة سعودية كانت خارجة للتو من مطعم ، وبعد أن تجاذب معها أطراف الحديث أبلغه أفرادها أنهم يتلقون العون من المساعدات التي يأمر الملك عبدالله شخصياً بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين. وروى له أفراد تلك الأسرة أن الملك عبدالله يخرج في بعض الأحيان من مكتبه ويطوف خفية على بعض الأماكن التي يعرف أن بها مواطنين محتاجين وحين يقابل هؤلاء يحزن ويغضب جداً . وأضاف ان الذين يلتقيهم، مثل تلك الأسرة المحتاجة، تصبح مستفيدة من المساعدات التي يأمر بها الملك فوراً لمثل هذه الأسر.
وقال سبحاني ان الملك عبدالله لا يكتفي بمساعدة الفقراء والمحتاجين في المملكة، بل هو يساعد المحتاجين في كل مكان. ونوه بالتبرع السخي الذي تبرعت به المملكة العربية السعودية قبل سنتين لبرنامج الغذاء العالمي بمبلغ ٥٠٠ مليون دولار وهي أموال تصل إلى الكثير من الأرجاء، كما أنه قدم مؤخراً مساعدات إلى لبنان وهايتي وإلى الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولكن سبحاني قال ان سخاء الملك عبدالله لم يتوقف عند الدول الفقيرة بل إن سخاءه وصل إلى هنا، إلى قلب الولايات المتحدة. وقدم سبحاني في الاجتماع سيدة أميركية اسمها فيرونيكا نولين، وهي رئيسة مؤسسة تدعى «التحالف الحضري» التي تقدم المساعدات والغوث للمحتاجين من الأطفال الأميركيين، وقال ان «منظمتها تحصل على العون من الملك عبدالله لمساعدة الفقراء من الأطفال الأميركيين». وقال انه «بفضل مؤسسة فيرونيكا نولين والتبرعات السخية التي يقدمها الملك عبدالله لها فإن هناك أطفالاً في منطقة بلتيمور بولاية ماريلاند وواشنطن العاصمة اليوم ممن يعيشون حياة طبيعية بفضل هذه التبرعات. وقال هذا رجل «يشعر بألم الناس سواء كانوا في فلسطين أو لبنان أو هايتي أو حتى في الولايات المتحدة وهم مستعد دائماً لمد يد العون والمساعدة».
وقال سبحاني في ختام حديثه انه لو قام الرئيس أوباما «ومد يده مصافحاً الملك عبدالله وقال له انه يريد أن يكون شريكه، فإن الملك عبدالله سيمد يده مصافحاً بكل صدق وحينها يمكن للرجلين حل الكثير من المشاكل التي تعصف بالمنطقة والعالم اليوم ولهذا سميت هذا الكتاب «الملك عبدالله: القائد المؤثر».
وفي فترة الأسئلة والأجوبة، رد السيد سبحاني على سؤال حول كيف ينظر المحيطون بالملك عبدالله والمقربون منه إليه، فرد سبحاني ان «هذا الرجل قريب جداً من المحيطين به ورجل إنساني بالمعنى الكامل للكلمة». وروى قصة نقلاً عن أحد أحفاد الملك عبدالله، الذي قال فيها ان رجلاً أوقفته الشرطة مسرعاً فحاول إقناع رجل الشرطة بأنه «أمير»، فبلغت الحكاية الملك عبدالله الذي غضب وقال لذلك الأمير معنفاً: «أنت مثلك مثل الناس تماماً وفقط لأنك تحمل لقب أمير لا يجعلك مختلفاً عن أي شخص آخر».
وقال: ان المرء حين يقابل أسرة الملك عبدالله، فإن هذا هو الشعور الذي تشعر به. فحين تتحدث إلى ابنته أو حفيدته أو أي أحد آخر، فهم لا ينظرون إلى أنفسهم على أنهم مختلفون أو أفضل من الناس بل إنهم ينظرون إلى أنفسهم، كما قالوا لي، بأنهم سفراء الملك.
وقال سبحاني إن التاريخ سيسجل للملك عبدالله أنه رجل يسعى إلى المساواة ومعاملة الناس كما الآخرين دون تمييز. وقال، مستذكراً أحداث فيضانات جدة قبل عدة أشهر، إن الملك عبدالله غضب غضباً شديداً مما حدث وأقصى الكثير من مناصبهم في تلك المنطقة بمن فيهم مسؤولون مهمون. فشعاره هو إذا لم تقم بواجبك خير قيام فعليك أن تخلي منصبك لغيرك الأكثر كفاءة.
وقال في رده على سؤال ثان إن الملك عبدالله لا زال ينظر إلى الولايات المتحدة بسبب حجمها الاقتصادي والسياسي والعسكري على أنها دولة قائدة مهمة في العالم وبالتالي فإن «العلاقة الأميركية السعودية ستظل عنصراً مهماً في سياسة الملك عبدالله، ولكنه أضاف انه يعتبر الصين على أنها دولة مهمة أيضاً وهي دولة تلعب دوراً مهماً في تفكير الملك عبدالله.
وفي حديثه عن الملف الإيراني النووي والتوتر في المنطقة بسبب ذلك، قال سبحاني ان المملكة العربية السعودية وبقية دول منطقة الخليج «تفضل بالتأكيد حل المشكلة عبر الحوار الدبلوماسي»، مضيفاً أن »المنطقة بأسرها لا ترغب في رؤية حرب ثانية في فنائها».
وفي ختام حديثه، قال السيد سبحاني في رده على سؤال إن الملك عبدالله «وطني عربي مسلم يؤمن بالتنوير العربي.. هو يؤمن بالجهاد لبناء الطائرات وصنعها وليس برطمها بالمباني لتدميرها.. هذه هي عقلية الملك عبدالله».وفي رده على سؤال آخر حول مسألة البيعة في المملكة، قال سبحاني إن الملك عبدالله هو الذي أسس هيئة البيعة، وهي الهيئة التي تقوم باختيار أي ملك في المستقبل للمملكة بالتصويت والنقاش والمشاورة، وهي فكرة جديدة في المملكة فعلاً
الباحث الأميركي سبحاني: الملك عبدالله ملك فريد وقائد مؤثر وصانع سلام
http://www.alriyadh.com/2010/02/26/img/845357292719.jpg
واشنطن - أحمد اليامي، د.فوزي الأسمر ومفيد عبدالرحيم
وصف الباحث الأميركي روب سبحاني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بأنه «ملك مختلف وملك مؤثر وصانع سلام». وقال الباحث الأميركي إن الملك عبدالله وطني عربي مسلم وهو فوق ذلك رجل دين وتقوى ويريد معاملة الناس بشفافية وعدل ومساواة، وهو لذلك يحظى بكل هذا التأييد بين مواطنيه. وقال إن الملك عبدالله قام بخطوات لم يقم بها ملك سعودي من قبل، وهو ما سيسجله له التاريخ على أنه ملك «فريد بالفعل» وأردف ان الملك عبدالله قد غير لهجة وفحوى النقاش في العالم العربي والإسلامي، كما فتح حوارا جريئا في الداخل حث فيه مواطني المملكة على طرح أي شيء يريدون لمناقشة القضايا التي تهم المملكة ومواطنيها جميعاً. وقال ان الملك عبدالله هو «ملك مهم وما يفعله الملك عبدالله أو يقوله هو أمر مهم للعالم - من فلسطين، إلى العراق، إلى اليمن إلى أفغانستان، إلى مستقبل تعافي الاقتصاد العالمي.
وكان سبحاني يتحدث في ندوة حوار استضافها ليل أمس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن للتحدث عن كتابه الجديد الذي ألفه عن الملك عبدالله وهو بعنوان: "الملك عبدالله: القائد المؤثر"، وهو كتاب حافل عن سيرة الملك عبدالله يقع في حوالي ١٩٠ صفحة من القطع الكبير. وحضر الندوة حشد متميز من مختلف الأطياف في العاصمة الأميركية من خبراء سياسيين ودبلوماسيين ومفكرين وإعلاميين وطلبة جامعات. وقد حفلت الندوة بحوار ممتع ومثير وقام بتقديم السيد سبحاني فيها نائب رئيس المركز للعلاقات الخارجية أندرو شوارنز.
وقال سبحاني في مداخلته إن الملك عبدالله هو ملك «مختلف، فهو يتحدث عن نهضة إسلامية جديدة، عن بداية جديدة للعالم الإسلامي». وهو يقوم «بتغيير لهجة وفحوى النقاش الجاري في العالم العربي والإسلامي. وقال ان ما يقوم به الملك عبدالله مهم وله تبعات، سواء في مجال أمن الطاقة أو محاربة المتطرفين أو مستقبل التعافي الاقتصادي العالمي أو مستقبل العراق أو أفغانستان، وفلسطين واليمن. إن ما يفعله الملك عبدالله مهم للعالم».
وقال سبحاني انه يعتقد أن ليس هناك قائد سعودي قام بتحويل المملكة بالقدر الذي قام به الملك عبدالله، وهو ما يجعله ملكاً فريداً. وقال: ان المملكة العربية السعودية مهمة لأنها تحتوي على أكبر احتياطي مثبت من النفط، ولأنها موطن الحرمين الشريفين ولأنها الدولة ذات الثقل الكبير في العالمين العربي والإسلامي، ولكن ما هو مهم الآن هو من يحكم المملكة العربية السعودية اليوم؟ انه الملك عبدالله
http://www.alriyadh.com/2010/02/26/img/519537812409.jpg
ولخص سبحاني ستة عوامل قال انها تجعل الملك عبدالله ملكاً فريداً للمملكة العربية السعودية في وقتنا الحاضر، منها إطلاقه حواراً معمقاً داخل المملكة وخارجها؛ وأخذه على عاتقه تحدي المتطرفين وخطابهم وهذا فريد أيضاً لأن الملك عبدالله لديه الشجاعة لأن يقف أمام المتطرفين ويستعمل خطابهم ضدهم؛ جعل المملكة اليوم قائدة لمحور الاستقرار في الشرق الأوسط، الإصلاحات التي قام بها الملك عبدالله في المملكة جعلت المملكة بلداً أكثر شفافية؛ وتأكيد الملك على بناء التعليم في المملكة، وهو يشجع بناء المدارس والجامعات التي يسميها هو شخصياً «بيوت الحكمة».
وقال سبحاني انه في جولته على أرجاء المملكة العربية السعودية في العام ٢٠٠٧م قام بزيارة إلى عدة مدن فيها عدا عن الرياض، ومن بينها الطائف والدمام والخبر. وقال انه تحدث إلى طائفة منوعة من السعوديين الذين أجمعوا بالكامل على أن الحوار الذي أطلقه الملك عبدالله في المملكة كان هدية من الله عز وجل: وقال الكاتب الأميركي ان «فسحة الحوار الحر التي وفرها الملك عبدالله داخل المملكة ستكون بالتأكيد واحدة من أهم ما سيكتبه له التاريخ».
وعن أهمية تعيين الملك عبدالله التكنوقراط المتعلمين ذكر سبحاني تحديداً وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وسفير خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأستاذ عادل الجبير والدكتورة نورة الفايز، نائبة وزير التربية والتعليم في المملكة، كأمثلة على ذلك. وروى أنه في الليلة التي تم فيها تعيين الدكتورة الفايز في هذا المنصب، وهو الأول الذي تحتله سيدة في تاريخ المملكة، كان يستقل المصعد مع عدد من الطالبات السعوديات اللواتي كن فرحات. وقال: قلت لهن مبروك، ولكنهن رددن، بقولهن لا تهنئنا نحن، بل هنئ الملك عبدالله بدلاً من ذلك لأنه لولاه لما اتخذت هذه الخطوة. وقال ان النساء في المملكة يشعرن بأنهن محظوظات جداً في أن يكون الملك عبدالله هو ملك المملكة العربية السعودية اليوم.
ومن ناحية العلاقات الخارجية، قال سبحاني ان الملك عبدالله «هو صانع سلام» وضرب على ذلك مثلاً محاولات الملك عبدالله لإصلاح ذات البين بين تنظيمي حماس وفتح الفلسطينيين في مكة منذ سنتين. وقال إنه أبلغ انه حين كان يرى «الاخوة الفلسطينيين يتقاتلون بالسلاح في الأراضي الفلسطينية، دمعت عيناه وفكر فوراً في دعوة الطرفين إلى حوار مكة. وأضاف ان الملك عبدالله هو الذي عرض مبادرة السلام العربية في قمة بيروت عام ٢٠٠٢ التي اقترح فيها السلام على إسرائيل مقابل اعترافها بالحقوق العربية كاملة، بما فيها الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة بالكامل، بما فيها القدس
وفي حديثه عن تصدي الملك عبدالله للمتطرفين وخطابهم، قال سبحاني ان الملك عبدالله يستطيع أن يقف بشجاعة ضد الخط المتطرف لأنه رجل يمتلك الشجاعة ولأنه رجل تقي ورع وفي كل مكان تذهب إليه في المملكة يقول لك الناس إن الملك عبدالله رجل دين وتقوى وهو لهذا يستطيع أن يتصدى للمتطرفين الذين يسميهم في المملكة أو سواها بالفئة الضالة.
أما بالنسبة إلى الشفافية في المملكة، فقال سبحاني ان الملك عبدالله «أتى بمستوى من الشفافية والإصلاح لقطاع المال والاستثمار ففي المملكة لم يكن موجوداً من قبل وهو ما أدى إلى ثقة الناس بالنظام الاقتصادي لأنهم يعتقدون أن الملك عبدالله يحميه. «وقال إن هذا هو «ما يحرك القطاع الخاص في المملكة الآن» فسوق المال والأسهم في المملكة هو عاشر أكبر سوق مال وأسهم في العالم اليوم. وقال في هذا الصدد إنه لو كان يملك الأموال اليوم فإنه لن يضعها في مؤسسات بنكية أميركية كبيرة كسيتي بنك، بل سيستثمرها في المملكة. وقال ان ذلك بسبب «أنني لا أثق في سيتي بنك بل أثق في ملك السعودية بسبب الإصلاحات التي أدخلها الملك عبدالله على البلاد».
ولدى حديثه عن اهتمام الملك عبدالله بقطاع التعليم، قال سبحاني ان الملك عبدالله يغير التعليم في المملكة عن طريق «مأسسة الإصلاح التعليمي، سواء بالنسبة إلى إنشائه جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) التي يعتقد كثيرون أنها ستكون معهد مساتسوستس للتكنولوجي (أم.آي.تي) الشرق الأوسط أو غيرها، ولكن ما يقوم به الملك هو بناء ما يسميه ببيوت الحكمة في سائر أرجاء المملكة.
في ختام حديثه تحدث سبحاني عن جانب آخر لدى الملك عبدالله، وهو الجانب الإنساني، وروى في ختام مداخلته حكاية أثارت العواطف لدى مستمعيه. وقال انه حين كان في الخبر تحدث إلى أسرة سعودية كانت خارجة للتو من مطعم ، وبعد أن تجاذب معها أطراف الحديث أبلغه أفرادها أنهم يتلقون العون من المساعدات التي يأمر الملك عبدالله شخصياً بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين. وروى له أفراد تلك الأسرة أن الملك عبدالله يخرج في بعض الأحيان من مكتبه ويطوف خفية على بعض الأماكن التي يعرف أن بها مواطنين محتاجين وحين يقابل هؤلاء يحزن ويغضب جداً . وأضاف ان الذين يلتقيهم، مثل تلك الأسرة المحتاجة، تصبح مستفيدة من المساعدات التي يأمر بها الملك فوراً لمثل هذه الأسر.
وقال سبحاني ان الملك عبدالله لا يكتفي بمساعدة الفقراء والمحتاجين في المملكة، بل هو يساعد المحتاجين في كل مكان. ونوه بالتبرع السخي الذي تبرعت به المملكة العربية السعودية قبل سنتين لبرنامج الغذاء العالمي بمبلغ ٥٠٠ مليون دولار وهي أموال تصل إلى الكثير من الأرجاء، كما أنه قدم مؤخراً مساعدات إلى لبنان وهايتي وإلى الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولكن سبحاني قال ان سخاء الملك عبدالله لم يتوقف عند الدول الفقيرة بل إن سخاءه وصل إلى هنا، إلى قلب الولايات المتحدة. وقدم سبحاني في الاجتماع سيدة أميركية اسمها فيرونيكا نولين، وهي رئيسة مؤسسة تدعى «التحالف الحضري» التي تقدم المساعدات والغوث للمحتاجين من الأطفال الأميركيين، وقال ان «منظمتها تحصل على العون من الملك عبدالله لمساعدة الفقراء من الأطفال الأميركيين». وقال انه «بفضل مؤسسة فيرونيكا نولين والتبرعات السخية التي يقدمها الملك عبدالله لها فإن هناك أطفالاً في منطقة بلتيمور بولاية ماريلاند وواشنطن العاصمة اليوم ممن يعيشون حياة طبيعية بفضل هذه التبرعات. وقال هذا رجل «يشعر بألم الناس سواء كانوا في فلسطين أو لبنان أو هايتي أو حتى في الولايات المتحدة وهم مستعد دائماً لمد يد العون والمساعدة».
وقال سبحاني في ختام حديثه انه لو قام الرئيس أوباما «ومد يده مصافحاً الملك عبدالله وقال له انه يريد أن يكون شريكه، فإن الملك عبدالله سيمد يده مصافحاً بكل صدق وحينها يمكن للرجلين حل الكثير من المشاكل التي تعصف بالمنطقة والعالم اليوم ولهذا سميت هذا الكتاب «الملك عبدالله: القائد المؤثر».
وفي فترة الأسئلة والأجوبة، رد السيد سبحاني على سؤال حول كيف ينظر المحيطون بالملك عبدالله والمقربون منه إليه، فرد سبحاني ان «هذا الرجل قريب جداً من المحيطين به ورجل إنساني بالمعنى الكامل للكلمة». وروى قصة نقلاً عن أحد أحفاد الملك عبدالله، الذي قال فيها ان رجلاً أوقفته الشرطة مسرعاً فحاول إقناع رجل الشرطة بأنه «أمير»، فبلغت الحكاية الملك عبدالله الذي غضب وقال لذلك الأمير معنفاً: «أنت مثلك مثل الناس تماماً وفقط لأنك تحمل لقب أمير لا يجعلك مختلفاً عن أي شخص آخر».
وقال: ان المرء حين يقابل أسرة الملك عبدالله، فإن هذا هو الشعور الذي تشعر به. فحين تتحدث إلى ابنته أو حفيدته أو أي أحد آخر، فهم لا ينظرون إلى أنفسهم على أنهم مختلفون أو أفضل من الناس بل إنهم ينظرون إلى أنفسهم، كما قالوا لي، بأنهم سفراء الملك.
وقال سبحاني إن التاريخ سيسجل للملك عبدالله أنه رجل يسعى إلى المساواة ومعاملة الناس كما الآخرين دون تمييز. وقال، مستذكراً أحداث فيضانات جدة قبل عدة أشهر، إن الملك عبدالله غضب غضباً شديداً مما حدث وأقصى الكثير من مناصبهم في تلك المنطقة بمن فيهم مسؤولون مهمون. فشعاره هو إذا لم تقم بواجبك خير قيام فعليك أن تخلي منصبك لغيرك الأكثر كفاءة.
وقال في رده على سؤال ثان إن الملك عبدالله لا زال ينظر إلى الولايات المتحدة بسبب حجمها الاقتصادي والسياسي والعسكري على أنها دولة قائدة مهمة في العالم وبالتالي فإن «العلاقة الأميركية السعودية ستظل عنصراً مهماً في سياسة الملك عبدالله، ولكنه أضاف انه يعتبر الصين على أنها دولة مهمة أيضاً وهي دولة تلعب دوراً مهماً في تفكير الملك عبدالله.
وفي حديثه عن الملف الإيراني النووي والتوتر في المنطقة بسبب ذلك، قال سبحاني ان المملكة العربية السعودية وبقية دول منطقة الخليج «تفضل بالتأكيد حل المشكلة عبر الحوار الدبلوماسي»، مضيفاً أن »المنطقة بأسرها لا ترغب في رؤية حرب ثانية في فنائها».
وفي ختام حديثه، قال السيد سبحاني في رده على سؤال إن الملك عبدالله «وطني عربي مسلم يؤمن بالتنوير العربي.. هو يؤمن بالجهاد لبناء الطائرات وصنعها وليس برطمها بالمباني لتدميرها.. هذه هي عقلية الملك عبدالله».وفي رده على سؤال آخر حول مسألة البيعة في المملكة، قال سبحاني إن الملك عبدالله هو الذي أسس هيئة البيعة، وهي الهيئة التي تقوم باختيار أي ملك في المستقبل للمملكة بالتصويت والنقاش والمشاورة، وهي فكرة جديدة في المملكة فعلاً