.*إنـْسَـآن عَـآدِي*.
04-15-2010, 04:26 PM
السلام عليكم والرحمة
وبعد
مغبر عليكم بالموضوع صح :20:
والله انا خسرانين يوم شرينا المعقمات والكمامات ـــــــ> اخوكم طفران http://www.otaiby.com/vb/images/icons/icon10.gif
لمزيد من التفاصيل اقروا الموضوع :
في قناة الجزيرة اتنت حلقة عن هذا الوباء تابعوا تفاصيل الحلقة :
محمد كريشان: أقرت منظمة الصحة العالمية (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/71E1A7AA-1130-4E5F-9903-99ADF392A832.htm) بقصور شاب طريقة تعاملها مع إنفلونزا الخنازير التي أثارت ذعرا عالميا منذ انتشارها قبل عام، وبينما اعترفت المنظمة بالمبالغة في تصوير مخاطر المرض عادت إلى الواجهة تهم الفساد التي لاحقت المنظمة بعدما أظهر تحقيق أوروبي دور شركات إنتاج الأدوية في تضخيم مخاطر المرض. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه من زاويتين، هل ما شاب طريقة إدارة منظمة الصحة العالمية لمرض إنفلونزا الخنازير (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/8846C3A7-6A1F-4FA6-97F1-0C155EFA93E6.htm) مجرد قصور أم فساد؟ وما تداعيات هذه القضية على صدقية المنظمة لجهة إدارتها للأوبئة السابقة والمحتملة مستقبلا؟... السلام عليكم. حتى وقت قريب كان من يشكك في حقيقة إنفلونزا الخنازير يوصف بأنه من جوقة نظرية المؤامرة، لكن في مطلع العام الحالي وجدت نظرية المؤامرة هذه آذانا صاغية فبادر مجلس أوروبا لفتح تحقيق في القضية وتبين أن التحذيرات المتتالية لمنظمة الصحة العالمية من المرض كانت متأثرة بجشع شركات صناعة الأدوية، واليوم اعترفت المنظمة بأن المرض لم يكن بتلك الخطورة. كيجي فوغودا أكبر خبراء الإنفلونزا بمنظمة الصحة العالمية قال إن نظام الوكالة التابع للأمم المتحدة المكون من ست مراحل لإعلان الوباء أظهر التباسا فيما يتعلق بفيروس إنفلونزا الخنازير التي ثبت في نهاية المطاف أنها ليست بنفس الدرجة القاتلة مثل إنفلونزا الطيور. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في يوليو/ حزيران الماضي إنفلونزا الخنازير وباء عالميا ورفعت درجة التأهب إلى الدرجة السادسة وهي الدرجة القصوى على مقياس الوباء المكون من ست درجات، وهي مرحلة تتسم بتفشيه على الصعيد المجتمعي كما تشير إلى أن ثمة جائحة عالمية طور الانتشار. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية أودت الإنفلونزا الجديدة التي ظهرت في المكسيك والولايات المتحدة منذ عام تقريبا أودت بزهاء الـ 17 ألف و770 شخصا في 213 دولة، وستحتاج منظمة الصحة العالمية عاما آخر أو عامين بعد إعلان انتهاء الوباء لتحديد معدل الوفيات النهائي بالفيروس ولا تزال حالة الوباء سارية رسميا. معنا في هذه الحلقة من دمشق الدكتور دارم طباع خبير الصحة العامة، ومن القاهرة عبر الهاتف الدكتور وجدي عبد الفتاح سواحل الخبير في الوراثة الميكروبية، أهلا بضيفينا.
إشكاليات تعامل المنظمة مع قضية إنفلونزا الخنازير
محمد كريشان: لو بدأنا بالدكتور طباع في دمشق، بعد حالة كبيرة من الذعر الآن تقريبا شبه صمت والآن بدأت نقاط استفهام، هل هناك فعلا مشكلة فيما جرى؟
دارم طباع: أولا مساء الخير. هذه بالتأكيد الفترة الجميلة جدا التي تأتي بعد فترة الزوبعة، الحالة التي مرت بها منظمة الصحة العالمة والتي مر بها العالم هي أول زوبعة صحية بعد إعلان اللوائح الصحية الدولية وهي بمثابة التجريب لنظام جديد يطبق على مستوى العالم، حتى يعني جائحة السارز التي أتت لم تكن بعد إعلان اللوائح الصحية الدولية وبالتالي لم تطبق عليها هذه اللوائح بينما في إنفلونزا الخنازير وحتى في إنفلونزا الطيور لم تطبق اللوائح، أول ما طبقت هذه اللوائح هو على مرض إنفلونزا الخنازير وبالتالي نحن أمام تجربة دولية جديدة وما جرى في العالم هو تجربة ناجحة باعتقادي 100% وأهم شيء هو ما يتم الآن في جنيف بين 12 إلى 14 نيسان والذي تحدثت عنه هو الشفافية في عرض الموضوع، هناك لجنة خبراء مجتمعة معنا الآن في نفس الوقت والبارحة في 12 الشهر قامت رئيس المنظمة بعرض بكل شفافية تقريرها الأولي وقالت إنها ستقدم تقريرها الشامل في أيار 2010 وستنتهي من كافة التقرير المتضمن إنفلونزا الخنازير في أيار 2011 وباعتقادي هذه أول مرة لا يكون في هناك سلطة مطلقة في اتخاذ القرار في منظمة دولية كمنظمة الصحة العالمية، القرار اتخذ بلجنة استشارية مشكلة من كل دول العالم وهناك الآن لجنة استشارية مجمعة من كل دول العالم أن لديه قائمة 29 شخصا أصدرتها المنظمة ومعلنة منهم من كل دول العالم حتى من الدول العربية هناك بعض الشخصيات الهامة في مجال الصحة تقيم هذه التجربة وبالتالي لا يجوز أن نحكم بسرعة على فشل أو نجاح هذه التجربة التي أعتبرها أنا بمنظار الصحة العامة هي تجربة ناجحة فنحن لم ندخل في وباء لم ندخل في حالة ذعر، العالم مر بكل هدوء بهذه التجربة، الدول استجابت..محمد كريشان (مقاطعا): يعني عفوا قد لا يكون مر بكل هدوء لأنه في فترة من الفترات حالة من الهلع أصابت العالم خاصة عندما كان هناك نقاش حول اللقاح نستعمله أو لا نستعمله هل من الأفضل استعماله أو عدم استعماله، وهنا أسأل الدكتور عبد الفتاح، هذه الشفافية التي أشار إليها ضيفنا من دمشق ما الذي تفرضه علينا الآن لتقييم حقيقة أو نقاط الضعف فيما شهدناه في العام الماضي؟
وجدي عبد الفتاح سواحل: بسم الله الرحمن الرحيم، أعتقد أن هناك العديد من النقاط التي يجب على منظمة الصحة العالمية النظر إليها بدقة وإعادة صياغتها، ننظر على سبيل المثال الاتجاه الإعلامي في هذا الأمر من قبل منظمة الصحة العالمية أحيانا نحن نتحدث عن حقائق، في بداية ظهور إنفلونزا الخنازير ظهرت علينا منظمة الصحة العالمية قائلة إن الوقت قد تأخر على احتواء إنفلونزا الخنازير وإنه يتعين على الدول التركيز على الحد من آثاره وهذه تصريحات منظمة الصحة العالمية، حتى بعد الهدوء النسبي لإنفلونزا الخنازير فاجأنا أحد مسؤولي منظمة الصحة العالمية بعمل موجة أخرى من الرعب قائلا إن ثلث سكان العالم سيصابون بإنفلونزا الخنازير خلال عامين لو تحول إلى وباء، طبقا لحسابات مبنية على أوبئة قديمة، ومن قبله مسؤول أوروبي في منظمة الصحة العالمية يقول إن نصف سكان العالم سوف يصاب..محمد كريشان (مقاطعا): هنا أين المشكل دكتور؟ يعني عفوا أين كان المشكل؟ سوء تقدير فقط؟
وجدي عبد الفتاح سواحل: القضية هنا أنه يجب أن يكون الإعلام إعلاما مسؤولا، هنا كانت معظم حساباتهم على أوبئة قديمة كما قالوا في تصريحاتهم ولكن الإشكالية هنا كيف تقارن وباء في عام 2010 ومع وباء حدث في عام 1918 على سبيل المثال في أعوام كان ما قبل المضادات الحيوية أعوام ما قبل اللقاحات أعوام ما قبل الاكتشافات الحديثة في المجال الصحي، وضح هنا بما يدعو مجالا للشك أن على منظمة الصحة العالمية أن تعيد صياغة الخطاب الإعلامي لها..محمد كريشان (مقاطعا): على كل منظمة الصحة العالمية دكتور في تعاطيها مع هذه الأزمة مرت بمراحل متعددة، التقرير الذي سنتابعه الآن يلقي الضوء على كيفية تعاطي منظمة الصحة العالمية مع هذا الوباء في الأشهر الماضية.[تقرير مسجل]
أمير صديق: في أقصى شرق الأرض حبس الناس أنفاسهم خوفا من وباء جديد انفجر قبل أيام فقط في أقصى غربها وما بين قطبيها وفي وقت قياسي امتلأت الدنيا رعبا من ذلك المرض الغامض الذي شل المكسيك حيث انفجر حتى ظن كثيرون أن شهر فبراير من عام 2009 سيكون تاريخ فناء شعب كان يعيش في تلك البقاع، تناقلت وسائط الإعلام أنباء الوباء الغامض وقدرته الخارقة على الانتشار مع تذكيرها دائما بأن دواءه لم يكتشف بعد، ومما زاد رعب الناس وأشعرهم بالعجز التام أمام هذا الخطر الجديد الظهور المتكرر لمسؤولي منظمة الصحة العالمية وهم يعلنون وجها جديدا من وجوه خطورته رافعين درجة التحذير فيه من كل مرة حتى بلغوا فيه الدرجة السادسة على سلم الخطورة فأعلنوه بذلك وباء عالميا في غضون أربعة أشهر فقط من تاريخ ظهوره. أخذ الوباء المرعب أول مره اسم إنفلونزا الخنازير فدفعت الخنازير ومربوها أثمانا باهظة لربطها بهذا المرض، صناعة السياحة والسفر كانت كذلك من المتضررين مثلها مثل محال التسوق والترفيه وكافة المواقع التي تزيد فيها فرص انتقال العدوى عن طريق التنفس، تحول العالم بأسره وقتها إلى مسرح رعب تهيأ تماما لدفع أي ثمن نظير تخليصه من هذا الكابوس المرعب. مجموعة قليلة من العاملين في الحقل الصحي شككت فيما يروج عن هذا المرض وحذرت من أن شركات الأدوية هي التي تقف وراء ما وصفته بالمبالغة الكبيرة في تصوير خطره، لكن وفي ذلك الجو المشحون بالخوف ومع وجود منظمة الصحة العالمية في صف المؤكدين لخطورة الوباء لم يكن من المكن الاستماع إلى تلك التحذيرات رغم أن شركات الأدوية بدأت بالفعل حصد مخاوف الناس أرباحا مهولة ببيعها ما قيل إنها لقاحات تقي من المرض. والآن وبعد انحسار الرعب من فيروس h1in1 فإن مخازن الأدوية في كثير من الدول تكدست بلقاحات وعقاقير لا لزوم لها ليبقى الجدل قائما بين من يرون فيما جرى مؤامرة حيكت بعناية لابتزاز البشرية ومن يرى فيه تحوطا كان لا بد منه في وجه وباء كان من الممكن أن يتكشف عن مهدد يحصد ملايين البشر.[نهاية التقرير المسجل]
محمد كريشان: يعني هذه اللقاحات التي ظلت دون استعمال ومرمية بلغت مثلا في بريطانيا تقريبا مليار لقاح فائض ولم يقع استعماله. دكتور طباع في دمشق هذه التساؤلات المطروحة الآن بإلحاح فيما يتعلق بالفائدة التي كانت لشركات الأدوية من كل ما جرى كيف تنظر إليها؟
دارم طباع: بالتأكيد شركات الأدوية لا تستفيد فقط من إنفلونزا الخنازير، شركات الأدوية تعيش على كل الجوائح وهي تترصد الأمراض وتقوم بعملها لتطوير أدوية جديدة، أي دواء يصدر إلى العالم يحقق مرابح لشركات الأدوية، لا يجوز أن ننظر شركات الأدوية دائما لديها رغبة تجارية في أن تحقق مرابح كبرى ولكن في نفس الوقت هي شريك أساسي في صنع القرار المتضمن إيجاد دواء للمواطن، يعني تخيل لو أن هذه الشركات لم تستجب للمنظمة ولم يكن هناك مليار لقاح في إنجلترا وحدث الوباء، ماذا كان يحدث في إنجلترا؟ يجب دائما أن نتصور الناحية الإيجابية، عدم حدوث المرض لا يعني أنه كان بالأساس لن يحدث، قد تكون الإجراءات التي تحدثتم عنها الآن هي التي جعلت الناس في أهبة واستعداد لم يكن موجودا عام 1918 وبالتالي لم يحدث الوباء، يجب أن نقدر الآن أن العلوم الجديدة وأهمها كما ذكرت سابقا علم الوبائيات وعلم تنبؤ..محمد كريشان (مقاطعا): يعني برأيك دكتور أن نكون محتاطين أكثر من اللازم أحسن بأن نكون مقصرين أو مغفلين. هنا أسأل الدكتور عبد الفتاح في القاهرة، هل ما جرى كان فعلا من باب التحوط المبالغ فيه؟
وجدي عبد الفتاح سواحل: بالطبع كان هذا نوعا من التحوط ولكن أنا لا زلت أضع علامات استفهام أمام هذه التحوط، هذا التحوط أخي الفاضل جعلنا نقبل لقاحا وهو ما زال في مرحلة التجريب وهذا لا يجوز ولكن نظرا لأن منظمة الصحة العالمية رفعت الوباء إلى الدرجة النهائية وبالتالي أصبح من حق الشركات أن تنزل هذا اللقاح التجريبي الذي لم يختبر بطريقة علمية رصينة حيث لا بد من اختباره على عشرة آلاف على الأقل من الفئة المستهدفة وهي الأطفال والحوامل وكبار السن وهذا لم يحدث فبالطبع استفادت الشركات من هذا من أن منظمة الصحة العالمية رفعت إلى هذه الدرجة فكان من حق هذه الشركات أن تنزل بلقاح ما زال تجريبيا إلى الأسواق بالإضافة إلى إضافة بعض مواد هذه اللقاحات للأسف لأغراض تجارية ربحية خاصة، فعلا هذا حدث. المفاجأة الأخرى أن منظمة الصحة العالمية اليوم أقرت عن طريق أحد خبرائها أن هناك حاجة إلى جرعة واحدة فقط من اللقاح المضاد لتوفير المناعة في حين أنهم قالوا محتاجين جرعتين، سابقا قالوا جرعتين، هذا معناه أن هناك مكتبا تجاريا كبيرا جدا لأن كل دولة حاولت أن توفر جرعتين كما يقولون ولكن اليوم يقولون كان الأفضل أن يكن هناك جرعة واحدة. دعني أخي الفاضل أنقل لك ما قاله المستشار في الأمم المتحدة فام زيغلر -وهذا ليس كلامي- عندما قال من التبجح أن يظهر مسؤول من منظمة الصحة العالمية أمام وسائل الإعلام المختلفة قائلا إن فيروس h1in1 هدد ملياري إنسان، ومسؤولو المنظمة يتعاملون بشكل غير مسؤول مع التصريحات حول خطورة الفيروس..محمد كريشان (مقاطعا): وعلى ذكر مسؤولي منظمة الصحة العالمية فقط للتنويه حاولنا في سياق إعداد هذا البرنامج أن نتصل وأن يكون من بين ضيوفنا مسؤولين في منظمة الصحة العالمية ولكن للأسف لم نوفق في ذلك. على كل رئيسة منظمة الصحة العالمية قالت لا بد من القيام بمراجعة صريحة وحاسمة لما جرى استعدادا لربما بعض المسائل المتعلقة بضرورة الحفاظ على مصداقية المنظمة، هذا ما سنتوقف عنده بعد الفاصل نرجو أن تبقوا معنا.http://www.aljazeera.net/CHANNEL/KEngine/imgs/top-page.gif (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/AF9319E4-8233-477D-B4AE-AF8C23304405.htm#)[فاصل إعلاني]
التداعيات على مصداقية المنظمة وآفاق المراجعة والمحاسبة
محمد كريشان: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نتناول فيه إقرار منظمة الصحة العالمية بالمبالغة في تصوير أخطار إنفلونزا الخنازير. دكتور طباع في دمشق الآن في ضوء هذه المراجعة كيف يمكن لمنظمة الصحة العالمية أن تحافظ على مصداقيتها بالنسبة للمستقبل؟
الوآصل
:a2::a2::a2:
وبعد
مغبر عليكم بالموضوع صح :20:
والله انا خسرانين يوم شرينا المعقمات والكمامات ـــــــ> اخوكم طفران http://www.otaiby.com/vb/images/icons/icon10.gif
لمزيد من التفاصيل اقروا الموضوع :
في قناة الجزيرة اتنت حلقة عن هذا الوباء تابعوا تفاصيل الحلقة :
محمد كريشان: أقرت منظمة الصحة العالمية (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/71E1A7AA-1130-4E5F-9903-99ADF392A832.htm) بقصور شاب طريقة تعاملها مع إنفلونزا الخنازير التي أثارت ذعرا عالميا منذ انتشارها قبل عام، وبينما اعترفت المنظمة بالمبالغة في تصوير مخاطر المرض عادت إلى الواجهة تهم الفساد التي لاحقت المنظمة بعدما أظهر تحقيق أوروبي دور شركات إنتاج الأدوية في تضخيم مخاطر المرض. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه من زاويتين، هل ما شاب طريقة إدارة منظمة الصحة العالمية لمرض إنفلونزا الخنازير (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/8846C3A7-6A1F-4FA6-97F1-0C155EFA93E6.htm) مجرد قصور أم فساد؟ وما تداعيات هذه القضية على صدقية المنظمة لجهة إدارتها للأوبئة السابقة والمحتملة مستقبلا؟... السلام عليكم. حتى وقت قريب كان من يشكك في حقيقة إنفلونزا الخنازير يوصف بأنه من جوقة نظرية المؤامرة، لكن في مطلع العام الحالي وجدت نظرية المؤامرة هذه آذانا صاغية فبادر مجلس أوروبا لفتح تحقيق في القضية وتبين أن التحذيرات المتتالية لمنظمة الصحة العالمية من المرض كانت متأثرة بجشع شركات صناعة الأدوية، واليوم اعترفت المنظمة بأن المرض لم يكن بتلك الخطورة. كيجي فوغودا أكبر خبراء الإنفلونزا بمنظمة الصحة العالمية قال إن نظام الوكالة التابع للأمم المتحدة المكون من ست مراحل لإعلان الوباء أظهر التباسا فيما يتعلق بفيروس إنفلونزا الخنازير التي ثبت في نهاية المطاف أنها ليست بنفس الدرجة القاتلة مثل إنفلونزا الطيور. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في يوليو/ حزيران الماضي إنفلونزا الخنازير وباء عالميا ورفعت درجة التأهب إلى الدرجة السادسة وهي الدرجة القصوى على مقياس الوباء المكون من ست درجات، وهي مرحلة تتسم بتفشيه على الصعيد المجتمعي كما تشير إلى أن ثمة جائحة عالمية طور الانتشار. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية أودت الإنفلونزا الجديدة التي ظهرت في المكسيك والولايات المتحدة منذ عام تقريبا أودت بزهاء الـ 17 ألف و770 شخصا في 213 دولة، وستحتاج منظمة الصحة العالمية عاما آخر أو عامين بعد إعلان انتهاء الوباء لتحديد معدل الوفيات النهائي بالفيروس ولا تزال حالة الوباء سارية رسميا. معنا في هذه الحلقة من دمشق الدكتور دارم طباع خبير الصحة العامة، ومن القاهرة عبر الهاتف الدكتور وجدي عبد الفتاح سواحل الخبير في الوراثة الميكروبية، أهلا بضيفينا.
إشكاليات تعامل المنظمة مع قضية إنفلونزا الخنازير
محمد كريشان: لو بدأنا بالدكتور طباع في دمشق، بعد حالة كبيرة من الذعر الآن تقريبا شبه صمت والآن بدأت نقاط استفهام، هل هناك فعلا مشكلة فيما جرى؟
دارم طباع: أولا مساء الخير. هذه بالتأكيد الفترة الجميلة جدا التي تأتي بعد فترة الزوبعة، الحالة التي مرت بها منظمة الصحة العالمة والتي مر بها العالم هي أول زوبعة صحية بعد إعلان اللوائح الصحية الدولية وهي بمثابة التجريب لنظام جديد يطبق على مستوى العالم، حتى يعني جائحة السارز التي أتت لم تكن بعد إعلان اللوائح الصحية الدولية وبالتالي لم تطبق عليها هذه اللوائح بينما في إنفلونزا الخنازير وحتى في إنفلونزا الطيور لم تطبق اللوائح، أول ما طبقت هذه اللوائح هو على مرض إنفلونزا الخنازير وبالتالي نحن أمام تجربة دولية جديدة وما جرى في العالم هو تجربة ناجحة باعتقادي 100% وأهم شيء هو ما يتم الآن في جنيف بين 12 إلى 14 نيسان والذي تحدثت عنه هو الشفافية في عرض الموضوع، هناك لجنة خبراء مجتمعة معنا الآن في نفس الوقت والبارحة في 12 الشهر قامت رئيس المنظمة بعرض بكل شفافية تقريرها الأولي وقالت إنها ستقدم تقريرها الشامل في أيار 2010 وستنتهي من كافة التقرير المتضمن إنفلونزا الخنازير في أيار 2011 وباعتقادي هذه أول مرة لا يكون في هناك سلطة مطلقة في اتخاذ القرار في منظمة دولية كمنظمة الصحة العالمية، القرار اتخذ بلجنة استشارية مشكلة من كل دول العالم وهناك الآن لجنة استشارية مجمعة من كل دول العالم أن لديه قائمة 29 شخصا أصدرتها المنظمة ومعلنة منهم من كل دول العالم حتى من الدول العربية هناك بعض الشخصيات الهامة في مجال الصحة تقيم هذه التجربة وبالتالي لا يجوز أن نحكم بسرعة على فشل أو نجاح هذه التجربة التي أعتبرها أنا بمنظار الصحة العامة هي تجربة ناجحة فنحن لم ندخل في وباء لم ندخل في حالة ذعر، العالم مر بكل هدوء بهذه التجربة، الدول استجابت..محمد كريشان (مقاطعا): يعني عفوا قد لا يكون مر بكل هدوء لأنه في فترة من الفترات حالة من الهلع أصابت العالم خاصة عندما كان هناك نقاش حول اللقاح نستعمله أو لا نستعمله هل من الأفضل استعماله أو عدم استعماله، وهنا أسأل الدكتور عبد الفتاح، هذه الشفافية التي أشار إليها ضيفنا من دمشق ما الذي تفرضه علينا الآن لتقييم حقيقة أو نقاط الضعف فيما شهدناه في العام الماضي؟
وجدي عبد الفتاح سواحل: بسم الله الرحمن الرحيم، أعتقد أن هناك العديد من النقاط التي يجب على منظمة الصحة العالمية النظر إليها بدقة وإعادة صياغتها، ننظر على سبيل المثال الاتجاه الإعلامي في هذا الأمر من قبل منظمة الصحة العالمية أحيانا نحن نتحدث عن حقائق، في بداية ظهور إنفلونزا الخنازير ظهرت علينا منظمة الصحة العالمية قائلة إن الوقت قد تأخر على احتواء إنفلونزا الخنازير وإنه يتعين على الدول التركيز على الحد من آثاره وهذه تصريحات منظمة الصحة العالمية، حتى بعد الهدوء النسبي لإنفلونزا الخنازير فاجأنا أحد مسؤولي منظمة الصحة العالمية بعمل موجة أخرى من الرعب قائلا إن ثلث سكان العالم سيصابون بإنفلونزا الخنازير خلال عامين لو تحول إلى وباء، طبقا لحسابات مبنية على أوبئة قديمة، ومن قبله مسؤول أوروبي في منظمة الصحة العالمية يقول إن نصف سكان العالم سوف يصاب..محمد كريشان (مقاطعا): هنا أين المشكل دكتور؟ يعني عفوا أين كان المشكل؟ سوء تقدير فقط؟
وجدي عبد الفتاح سواحل: القضية هنا أنه يجب أن يكون الإعلام إعلاما مسؤولا، هنا كانت معظم حساباتهم على أوبئة قديمة كما قالوا في تصريحاتهم ولكن الإشكالية هنا كيف تقارن وباء في عام 2010 ومع وباء حدث في عام 1918 على سبيل المثال في أعوام كان ما قبل المضادات الحيوية أعوام ما قبل اللقاحات أعوام ما قبل الاكتشافات الحديثة في المجال الصحي، وضح هنا بما يدعو مجالا للشك أن على منظمة الصحة العالمية أن تعيد صياغة الخطاب الإعلامي لها..محمد كريشان (مقاطعا): على كل منظمة الصحة العالمية دكتور في تعاطيها مع هذه الأزمة مرت بمراحل متعددة، التقرير الذي سنتابعه الآن يلقي الضوء على كيفية تعاطي منظمة الصحة العالمية مع هذا الوباء في الأشهر الماضية.[تقرير مسجل]
أمير صديق: في أقصى شرق الأرض حبس الناس أنفاسهم خوفا من وباء جديد انفجر قبل أيام فقط في أقصى غربها وما بين قطبيها وفي وقت قياسي امتلأت الدنيا رعبا من ذلك المرض الغامض الذي شل المكسيك حيث انفجر حتى ظن كثيرون أن شهر فبراير من عام 2009 سيكون تاريخ فناء شعب كان يعيش في تلك البقاع، تناقلت وسائط الإعلام أنباء الوباء الغامض وقدرته الخارقة على الانتشار مع تذكيرها دائما بأن دواءه لم يكتشف بعد، ومما زاد رعب الناس وأشعرهم بالعجز التام أمام هذا الخطر الجديد الظهور المتكرر لمسؤولي منظمة الصحة العالمية وهم يعلنون وجها جديدا من وجوه خطورته رافعين درجة التحذير فيه من كل مرة حتى بلغوا فيه الدرجة السادسة على سلم الخطورة فأعلنوه بذلك وباء عالميا في غضون أربعة أشهر فقط من تاريخ ظهوره. أخذ الوباء المرعب أول مره اسم إنفلونزا الخنازير فدفعت الخنازير ومربوها أثمانا باهظة لربطها بهذا المرض، صناعة السياحة والسفر كانت كذلك من المتضررين مثلها مثل محال التسوق والترفيه وكافة المواقع التي تزيد فيها فرص انتقال العدوى عن طريق التنفس، تحول العالم بأسره وقتها إلى مسرح رعب تهيأ تماما لدفع أي ثمن نظير تخليصه من هذا الكابوس المرعب. مجموعة قليلة من العاملين في الحقل الصحي شككت فيما يروج عن هذا المرض وحذرت من أن شركات الأدوية هي التي تقف وراء ما وصفته بالمبالغة الكبيرة في تصوير خطره، لكن وفي ذلك الجو المشحون بالخوف ومع وجود منظمة الصحة العالمية في صف المؤكدين لخطورة الوباء لم يكن من المكن الاستماع إلى تلك التحذيرات رغم أن شركات الأدوية بدأت بالفعل حصد مخاوف الناس أرباحا مهولة ببيعها ما قيل إنها لقاحات تقي من المرض. والآن وبعد انحسار الرعب من فيروس h1in1 فإن مخازن الأدوية في كثير من الدول تكدست بلقاحات وعقاقير لا لزوم لها ليبقى الجدل قائما بين من يرون فيما جرى مؤامرة حيكت بعناية لابتزاز البشرية ومن يرى فيه تحوطا كان لا بد منه في وجه وباء كان من الممكن أن يتكشف عن مهدد يحصد ملايين البشر.[نهاية التقرير المسجل]
محمد كريشان: يعني هذه اللقاحات التي ظلت دون استعمال ومرمية بلغت مثلا في بريطانيا تقريبا مليار لقاح فائض ولم يقع استعماله. دكتور طباع في دمشق هذه التساؤلات المطروحة الآن بإلحاح فيما يتعلق بالفائدة التي كانت لشركات الأدوية من كل ما جرى كيف تنظر إليها؟
دارم طباع: بالتأكيد شركات الأدوية لا تستفيد فقط من إنفلونزا الخنازير، شركات الأدوية تعيش على كل الجوائح وهي تترصد الأمراض وتقوم بعملها لتطوير أدوية جديدة، أي دواء يصدر إلى العالم يحقق مرابح لشركات الأدوية، لا يجوز أن ننظر شركات الأدوية دائما لديها رغبة تجارية في أن تحقق مرابح كبرى ولكن في نفس الوقت هي شريك أساسي في صنع القرار المتضمن إيجاد دواء للمواطن، يعني تخيل لو أن هذه الشركات لم تستجب للمنظمة ولم يكن هناك مليار لقاح في إنجلترا وحدث الوباء، ماذا كان يحدث في إنجلترا؟ يجب دائما أن نتصور الناحية الإيجابية، عدم حدوث المرض لا يعني أنه كان بالأساس لن يحدث، قد تكون الإجراءات التي تحدثتم عنها الآن هي التي جعلت الناس في أهبة واستعداد لم يكن موجودا عام 1918 وبالتالي لم يحدث الوباء، يجب أن نقدر الآن أن العلوم الجديدة وأهمها كما ذكرت سابقا علم الوبائيات وعلم تنبؤ..محمد كريشان (مقاطعا): يعني برأيك دكتور أن نكون محتاطين أكثر من اللازم أحسن بأن نكون مقصرين أو مغفلين. هنا أسأل الدكتور عبد الفتاح في القاهرة، هل ما جرى كان فعلا من باب التحوط المبالغ فيه؟
وجدي عبد الفتاح سواحل: بالطبع كان هذا نوعا من التحوط ولكن أنا لا زلت أضع علامات استفهام أمام هذه التحوط، هذا التحوط أخي الفاضل جعلنا نقبل لقاحا وهو ما زال في مرحلة التجريب وهذا لا يجوز ولكن نظرا لأن منظمة الصحة العالمية رفعت الوباء إلى الدرجة النهائية وبالتالي أصبح من حق الشركات أن تنزل هذا اللقاح التجريبي الذي لم يختبر بطريقة علمية رصينة حيث لا بد من اختباره على عشرة آلاف على الأقل من الفئة المستهدفة وهي الأطفال والحوامل وكبار السن وهذا لم يحدث فبالطبع استفادت الشركات من هذا من أن منظمة الصحة العالمية رفعت إلى هذه الدرجة فكان من حق هذه الشركات أن تنزل بلقاح ما زال تجريبيا إلى الأسواق بالإضافة إلى إضافة بعض مواد هذه اللقاحات للأسف لأغراض تجارية ربحية خاصة، فعلا هذا حدث. المفاجأة الأخرى أن منظمة الصحة العالمية اليوم أقرت عن طريق أحد خبرائها أن هناك حاجة إلى جرعة واحدة فقط من اللقاح المضاد لتوفير المناعة في حين أنهم قالوا محتاجين جرعتين، سابقا قالوا جرعتين، هذا معناه أن هناك مكتبا تجاريا كبيرا جدا لأن كل دولة حاولت أن توفر جرعتين كما يقولون ولكن اليوم يقولون كان الأفضل أن يكن هناك جرعة واحدة. دعني أخي الفاضل أنقل لك ما قاله المستشار في الأمم المتحدة فام زيغلر -وهذا ليس كلامي- عندما قال من التبجح أن يظهر مسؤول من منظمة الصحة العالمية أمام وسائل الإعلام المختلفة قائلا إن فيروس h1in1 هدد ملياري إنسان، ومسؤولو المنظمة يتعاملون بشكل غير مسؤول مع التصريحات حول خطورة الفيروس..محمد كريشان (مقاطعا): وعلى ذكر مسؤولي منظمة الصحة العالمية فقط للتنويه حاولنا في سياق إعداد هذا البرنامج أن نتصل وأن يكون من بين ضيوفنا مسؤولين في منظمة الصحة العالمية ولكن للأسف لم نوفق في ذلك. على كل رئيسة منظمة الصحة العالمية قالت لا بد من القيام بمراجعة صريحة وحاسمة لما جرى استعدادا لربما بعض المسائل المتعلقة بضرورة الحفاظ على مصداقية المنظمة، هذا ما سنتوقف عنده بعد الفاصل نرجو أن تبقوا معنا.http://www.aljazeera.net/CHANNEL/KEngine/imgs/top-page.gif (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/AF9319E4-8233-477D-B4AE-AF8C23304405.htm#)[فاصل إعلاني]
التداعيات على مصداقية المنظمة وآفاق المراجعة والمحاسبة
محمد كريشان: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نتناول فيه إقرار منظمة الصحة العالمية بالمبالغة في تصوير أخطار إنفلونزا الخنازير. دكتور طباع في دمشق الآن في ضوء هذه المراجعة كيف يمكن لمنظمة الصحة العالمية أن تحافظ على مصداقيتها بالنسبة للمستقبل؟
الوآصل
:a2::a2::a2: