شموخ
10-07-2005, 07:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أكتب لكم أحبتي هذه الكلمات من أعمق أعماق قلبي ، أكتبها - بل أخطها بدمي وعبراتي - وتعتصر فؤادي مشاعر متناقضة من الحب والكره ، والألم والأمل ، والتفاؤل والتشاؤم ، والجنون والتعقل - وأنى لي بالتعقل - ، والميلان والثبات ، والصبر والجزع ... لست أدري أين موقفي .. فأنا أحير من ضب في حمّارة قيظ ..
كل المصائب قد تمر على الفتى وتهون غير شماتة الحساد
وأرجو ألا يكون أحدهم بين ظهرانينا ..
أحبتي ..
تمر بالمرء أحيان بل أحايين كثيرة يفتقد فيها إلى العقل الذي يرشده إلى الرأي الصائب السديد ، وتذوب شمعة العقل ساعة اتباع العاطفة ، وفي لحظة واحدة ، بل ربما تكون كلمة واحدة ، تحوي أحرفا قليلة ، تهوي بالرجل أو المرأة في بحر لجيّ من التيه والضياع ، لا يعلم إلا الله وحده قرار هذا البحر الخضم ..
هنا - وهنا فقط - تدور بالمرء رحى الوساوس ، وفي مثل هذه اللحظات تنتهبه الهواجس ، فلا يدري ما ذا يصنع ، وماذا يتّرك ويدع .. فلعل البعض يلوم نفسه ، والآخر يلوم الآخرين ، وهكذا دواليك ..
وبالنسبة لموضوع الآخرين فإني أذكر بيت شعر جميل قاله شاعر أجمل :
وهكذا كل خلق الله مذ خلقوا فلا يظن جهول أنهم فسدوا
أعود لما به بدأت ..
تظهر بعد هذه الوساوس وترهات التيه ، أفعال قد ندعوها بعزة النفس ، وبعض الناس لا يرى غضاضة في أن يشرئب إلى الذل بعينيه ، ويغوص في مستنقع الخسة حتى أخمص قدميه ، نعوذ بالله من خسة النفس ، ودناءة المقصد ، وسوء العاقبة ..
فأما عزيز النفس ، قوي الشكيمة ، واضح البرهان والأسلوب لا يرى بأساً في أن يقول بملء فيه - إذا سيم خطة ضيم - لا ..
لكني أرى أن كل شيء لا يؤخذ على أنه عزة نفس من عدمها ، خاصة في الحب ...
تذلل لها واخضع على القرب والنوى فما عاشق من لا يذل ويخضع
وأما في عداه في سائر الأمور فإن عزة النفس مطلوبة جدا جدا جدا ..
فبعزة النفس ، ونفي الضيم ، يعرف الحر من غيره ..
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا=فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة =وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه =ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة =فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله =ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده =ويظهر سرا كان بالامس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها= صديق صدوق صادق الوعد منصفا
ألقاكم أحبتي بخير في رسالة قادمة وموضوع قادم إن شاء الله ، فإلى لقاء .. محبكم
أكتب لكم أحبتي هذه الكلمات من أعمق أعماق قلبي ، أكتبها - بل أخطها بدمي وعبراتي - وتعتصر فؤادي مشاعر متناقضة من الحب والكره ، والألم والأمل ، والتفاؤل والتشاؤم ، والجنون والتعقل - وأنى لي بالتعقل - ، والميلان والثبات ، والصبر والجزع ... لست أدري أين موقفي .. فأنا أحير من ضب في حمّارة قيظ ..
كل المصائب قد تمر على الفتى وتهون غير شماتة الحساد
وأرجو ألا يكون أحدهم بين ظهرانينا ..
أحبتي ..
تمر بالمرء أحيان بل أحايين كثيرة يفتقد فيها إلى العقل الذي يرشده إلى الرأي الصائب السديد ، وتذوب شمعة العقل ساعة اتباع العاطفة ، وفي لحظة واحدة ، بل ربما تكون كلمة واحدة ، تحوي أحرفا قليلة ، تهوي بالرجل أو المرأة في بحر لجيّ من التيه والضياع ، لا يعلم إلا الله وحده قرار هذا البحر الخضم ..
هنا - وهنا فقط - تدور بالمرء رحى الوساوس ، وفي مثل هذه اللحظات تنتهبه الهواجس ، فلا يدري ما ذا يصنع ، وماذا يتّرك ويدع .. فلعل البعض يلوم نفسه ، والآخر يلوم الآخرين ، وهكذا دواليك ..
وبالنسبة لموضوع الآخرين فإني أذكر بيت شعر جميل قاله شاعر أجمل :
وهكذا كل خلق الله مذ خلقوا فلا يظن جهول أنهم فسدوا
أعود لما به بدأت ..
تظهر بعد هذه الوساوس وترهات التيه ، أفعال قد ندعوها بعزة النفس ، وبعض الناس لا يرى غضاضة في أن يشرئب إلى الذل بعينيه ، ويغوص في مستنقع الخسة حتى أخمص قدميه ، نعوذ بالله من خسة النفس ، ودناءة المقصد ، وسوء العاقبة ..
فأما عزيز النفس ، قوي الشكيمة ، واضح البرهان والأسلوب لا يرى بأساً في أن يقول بملء فيه - إذا سيم خطة ضيم - لا ..
لكني أرى أن كل شيء لا يؤخذ على أنه عزة نفس من عدمها ، خاصة في الحب ...
تذلل لها واخضع على القرب والنوى فما عاشق من لا يذل ويخضع
وأما في عداه في سائر الأمور فإن عزة النفس مطلوبة جدا جدا جدا ..
فبعزة النفس ، ونفي الضيم ، يعرف الحر من غيره ..
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا=فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة =وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه =ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة =فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله =ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده =ويظهر سرا كان بالامس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها= صديق صدوق صادق الوعد منصفا
ألقاكم أحبتي بخير في رسالة قادمة وموضوع قادم إن شاء الله ، فإلى لقاء .. محبكم