بنت الشريف
12-14-2009, 06:26 AM
ماذا تعرف عن الأغوات ؟
لم يتبق منهم في المدينة المنورة سوى عشرة فقط أصغرهم سنا
في الستين من العمر.. هم «الأغوات» الذين تلحظهم يتجولون ليلاً ونهاراً
في ارجاء المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف
وقد سخروا انفسهم لخدمتهما.. ويظل الأغوات «لغزاً» يتطلع الكثيرون لسبر أغواره..
أكتسب الأغوات من المسجد النبوي وأجوائه الروحانية
وقارا وحكمة في هدوء لافت.. فهم لا يتكلمون كثيراً تأدباً
في حضرة المكان.. وعلى «دكة الأغوات» التي تقع في جانب
من الحرم تراهم يجلسون جلوساً «متأهباً» مرتدين عمائم بيضاء
وشالات ملونة وأحزمة تلتف حول خصورهم واضعين انفسهم
رهن الاشارة اذا ما احتاج الأمر الى تقديم خدماتهم داخل المسجد النبوي و المكي.
تاريخ الأغوات :
يقال ان معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان أول
من استخدمهم لخدمة الكعبة الشريفة فيما ذهبت بعض
الآراء الى أن إبنه يزيد هو أول من أستخدمهم..
وأرجعت روايات أخرى تاريخهم الى أبي جعفر المنصور -الخليفة العباسي.
وتشير روايات أخرى الى أن ظاهرة «الأغوات» عرفت لدى
عدد من القبائل الحبشية التي كانت تخصي أبناءها وتقدمهم
هدية للحرمين الشريفين لخدمتهما وأصبح البحث عن الأغوات
يتم عن طريق العاملين في الحرمين الشريفين فعندما يسافرون
الى الحبشة يكلفون بالبحث عن أناس تنطبق عليهم مواصفات «الأغا»..
وعند حصولهم على «مخصي» يخبرون به شيخ الأغوات ليقوم بعد
ذلك بالرفع عنه حتى يتم إعتماده رسمياً للعمل في أي من
الحرمين الشريفين في مجالات التنظيف والترتيب وتفريق النساء
عن الرجال، وفي الحرم النبوي يقومون بتصريف النساء عند اغلاقه.
شيخ الأغوات :
رغم توافق مواصفات «الأغوات» إلا ان أعمالهم
تختلف من شخص لآخر. فلهم رئيس يسمى بشيخ «الأغوات»
ويأتي بعده (نقيب الأغوات) وهو الذي يخلف شيخ الأغوات
بعد موته ثم يأتي بعد ذلك (أمين الأغوات) ويليه مباشرة
(مشدي الأغوات) ومن ثم (الخبزي) ومن بعده يأتي
(نصف خبزي) ثم (شيخ بطال) بعد ذلك يأتي (ولد عمل) ليأتي
أخيراً (المتفرقة)، وهو آخر مرتبة لسلم الأغوات، والخمسة الأوائل
يسمون (خبزية) وهم المشرفون الذين يتولون الاشراف
على توزيع عمل الأغوات، وأقدم الأغوات يعين شيخاً
عليهم وهو المسؤول عن أوقاتهم وسير عملهم في
الحرم وبعد موت الشيخ يصبح النقيب شيخاً والأمين نقيباً،
وينوب النقيب عن الشيخ في حالة غيابه ويأمر كما يأمر
الشيخ والناظر.. واما الوكيل الشرعي فلا ينوب عنه وانما
يساعد الشيخ والناظر و(مشدي الأغوات) هو الاغا
المشرف على أوقافهم الى جانب الوكيل والأمين يأتي
من بعد (الخبزي) والخبزية يضعون على رؤوسهم (شوشة)
وهي عبارة عن شاش معمول من القصب يوضع على الرأس.
وبذلك يكون الأغا الذي لا يضع الشوشة على رأسه
من صغار الأغوات اما نصف الخبزي فلا يضع شوشة على رأسه
واذا مات الذي قبله يُرقى الأغا الى خبزي ويضع
الشوشة على رأسه. وأما (شيخ بطال) فيصبح نصف خبزي
اذا رُقي الذي قبله ويوزع العمل بين هؤلاء ويخبر
الشيخ بالذي لا ينفذ أمره ليتولى معاقبته.. وأما (ولد العمل)
فهو الذي ينام في الحرم طوال اليوم وبعد إنقضاء سبع
سنوات على هذا الحال يُرقى الى (شيخ بطال).. ليتولى
«المتفرقة» مكانه ويصبح «ولد عمل».. والمتفرقة قبل
الآغا الذي دخل من أولاد العمل بسنتين حيث ينظم الجديد للمتفرقة.
فالمتفرقة هم أصلاً أولاد العمل ويسمونهم المتفرقة.
وعن تسميتهم بهذه التسمية يُقال ان هذه الكلمة (فارسية)
وتطلق على الشيخ أو السيد أو الرجل الكبير أو رئيس الخدم.
ولعل هذه الكلمة أطلقت عليهم لجميع هذه الأسباب كونهم
خداماً وشيوخاً كباراً، وفي المدينة المنورة عرفوا بهذا
المسمى وقد نقلوها عن الأتراك.
وتعني هذه الكلمة في المدينة بالخصيان الذين يقومون
بخدمة الحرم النبوي الشريف. حتى أصبحت هذه الكلمة
خاصة بهم، وبرغم قلتهم الا أنهم معروفون في المدينة المنورة،
ومنهم متزوجون بأكثر من زوجة، وقد تقلص عددهم لان
القائمين على الحرم، اعتبروا ان هذا الاجراء قد توقف لكي
لا يشجعوا الناس على إخصاء ابنائهم فهي عادة تعارض
حقوق الانسان. وبسبب اغلاق المسجد النبوي ليلاً
اصبحت لهم حارة تعرف باسمهم وهي التي يقطنون
فيها بعد اغلاق المسجد.
وعرف الاغوات باعمال الخير ومنهم من عرف بالعلم
والتفقه في الدين، وكان من بين (أغوات) المدينة المنورة
من اشتهر بعمل الخيرات ومساعدة المحتاجين من الناس
فمنهم من بنى المساجد والأربطة والمدارس في المدينة
ويبقى مسجد (الآغا) في حي قباء خير شاهد على ذلك
ولا يزال المسجد موجوداً كما أوقف رباط على الفقراء
لايزال يحمل اسم الأغوات. ويعرفون بغناهم المادي لكنهم
لا يورثون ولا يحق لهم هبة أموالهم أو التصرف بها،
وبموتهم تنتقل ممتلكاتهم الى الأوقاف. ولانسل لهم
ولا أولاد وتنقطع سلالتهم بموتهم ورحيلهم عن الدنيا،
والسبب ان أهاليهم قدموهم هدية للحرمين بعد خصيهم.
هل يحق لهم الزواج ؟
يحق للآغا الزواج، ولكن زواجه ليس للمتعة ولكن من أجل ان يجد
امرأة ترعاه اذا مرض أو كبر في السن وترعى شؤون حياته.
وغالبيتهم يتزوجون من الخارج ويحضرها معه للمملكة
ويرعاها مع أولادها ويقوم بتربيتهم.
حارة الأغوات:
تعتبر حارة (الأغوات) من أشهر الحارات في
المدينة المنورة حيث يبدأ زقاق الحارة من امام باب جبريل من
الناحية الشرقية للمسجد النبوي ويتجه شرقاً الى باب الجمعة
في السور العثماني والذي كان يفضي الى البقيع وقد كانت
بيوت حارة الأغوات بشكل عام قديمة جداً مبنية من الطين والطوب
وهي على ارتفاع دورين وثلاثة أدوار،تحتوي على العديد من الأزقة
منها: زقاق اللبان وزقاق الحبسي وزقاق سيدنا اسماعيل وزقاق مظهر
وزقاق الخشب. كما كان يوجد فيها العديد من الأربطة كرباط مظهر
ورباط البقر ورباط البدوي ورباط العرجة ورباط حواء
ورباط المارداني ورباط خير الله، ورباط العشره (للعزاب فقط)،
ورباط العشرة للعازبات فقط. وقد كثرت الأربطة فيها لأن
غالبيتهم كانوا من الأغوات وأموال الآغا تتحول بعد موته
الى وقف وأربطة، كما كان في حارة الأغوات بئر ماء تسمى
عين الحارة وترجع تسميتها بهذا الاسم لأن أغلب
الأغوات يسكنون بها لقربها من المسجد النبوي
وهو ما يفسر ازدحام الأربطة والمدارس في هذه الحارة.
لم يتبق منهم في المدينة المنورة سوى عشرة فقط أصغرهم سنا
في الستين من العمر.. هم «الأغوات» الذين تلحظهم يتجولون ليلاً ونهاراً
في ارجاء المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف
وقد سخروا انفسهم لخدمتهما.. ويظل الأغوات «لغزاً» يتطلع الكثيرون لسبر أغواره..
أكتسب الأغوات من المسجد النبوي وأجوائه الروحانية
وقارا وحكمة في هدوء لافت.. فهم لا يتكلمون كثيراً تأدباً
في حضرة المكان.. وعلى «دكة الأغوات» التي تقع في جانب
من الحرم تراهم يجلسون جلوساً «متأهباً» مرتدين عمائم بيضاء
وشالات ملونة وأحزمة تلتف حول خصورهم واضعين انفسهم
رهن الاشارة اذا ما احتاج الأمر الى تقديم خدماتهم داخل المسجد النبوي و المكي.
تاريخ الأغوات :
يقال ان معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان أول
من استخدمهم لخدمة الكعبة الشريفة فيما ذهبت بعض
الآراء الى أن إبنه يزيد هو أول من أستخدمهم..
وأرجعت روايات أخرى تاريخهم الى أبي جعفر المنصور -الخليفة العباسي.
وتشير روايات أخرى الى أن ظاهرة «الأغوات» عرفت لدى
عدد من القبائل الحبشية التي كانت تخصي أبناءها وتقدمهم
هدية للحرمين الشريفين لخدمتهما وأصبح البحث عن الأغوات
يتم عن طريق العاملين في الحرمين الشريفين فعندما يسافرون
الى الحبشة يكلفون بالبحث عن أناس تنطبق عليهم مواصفات «الأغا»..
وعند حصولهم على «مخصي» يخبرون به شيخ الأغوات ليقوم بعد
ذلك بالرفع عنه حتى يتم إعتماده رسمياً للعمل في أي من
الحرمين الشريفين في مجالات التنظيف والترتيب وتفريق النساء
عن الرجال، وفي الحرم النبوي يقومون بتصريف النساء عند اغلاقه.
شيخ الأغوات :
رغم توافق مواصفات «الأغوات» إلا ان أعمالهم
تختلف من شخص لآخر. فلهم رئيس يسمى بشيخ «الأغوات»
ويأتي بعده (نقيب الأغوات) وهو الذي يخلف شيخ الأغوات
بعد موته ثم يأتي بعد ذلك (أمين الأغوات) ويليه مباشرة
(مشدي الأغوات) ومن ثم (الخبزي) ومن بعده يأتي
(نصف خبزي) ثم (شيخ بطال) بعد ذلك يأتي (ولد عمل) ليأتي
أخيراً (المتفرقة)، وهو آخر مرتبة لسلم الأغوات، والخمسة الأوائل
يسمون (خبزية) وهم المشرفون الذين يتولون الاشراف
على توزيع عمل الأغوات، وأقدم الأغوات يعين شيخاً
عليهم وهو المسؤول عن أوقاتهم وسير عملهم في
الحرم وبعد موت الشيخ يصبح النقيب شيخاً والأمين نقيباً،
وينوب النقيب عن الشيخ في حالة غيابه ويأمر كما يأمر
الشيخ والناظر.. واما الوكيل الشرعي فلا ينوب عنه وانما
يساعد الشيخ والناظر و(مشدي الأغوات) هو الاغا
المشرف على أوقافهم الى جانب الوكيل والأمين يأتي
من بعد (الخبزي) والخبزية يضعون على رؤوسهم (شوشة)
وهي عبارة عن شاش معمول من القصب يوضع على الرأس.
وبذلك يكون الأغا الذي لا يضع الشوشة على رأسه
من صغار الأغوات اما نصف الخبزي فلا يضع شوشة على رأسه
واذا مات الذي قبله يُرقى الأغا الى خبزي ويضع
الشوشة على رأسه. وأما (شيخ بطال) فيصبح نصف خبزي
اذا رُقي الذي قبله ويوزع العمل بين هؤلاء ويخبر
الشيخ بالذي لا ينفذ أمره ليتولى معاقبته.. وأما (ولد العمل)
فهو الذي ينام في الحرم طوال اليوم وبعد إنقضاء سبع
سنوات على هذا الحال يُرقى الى (شيخ بطال).. ليتولى
«المتفرقة» مكانه ويصبح «ولد عمل».. والمتفرقة قبل
الآغا الذي دخل من أولاد العمل بسنتين حيث ينظم الجديد للمتفرقة.
فالمتفرقة هم أصلاً أولاد العمل ويسمونهم المتفرقة.
وعن تسميتهم بهذه التسمية يُقال ان هذه الكلمة (فارسية)
وتطلق على الشيخ أو السيد أو الرجل الكبير أو رئيس الخدم.
ولعل هذه الكلمة أطلقت عليهم لجميع هذه الأسباب كونهم
خداماً وشيوخاً كباراً، وفي المدينة المنورة عرفوا بهذا
المسمى وقد نقلوها عن الأتراك.
وتعني هذه الكلمة في المدينة بالخصيان الذين يقومون
بخدمة الحرم النبوي الشريف. حتى أصبحت هذه الكلمة
خاصة بهم، وبرغم قلتهم الا أنهم معروفون في المدينة المنورة،
ومنهم متزوجون بأكثر من زوجة، وقد تقلص عددهم لان
القائمين على الحرم، اعتبروا ان هذا الاجراء قد توقف لكي
لا يشجعوا الناس على إخصاء ابنائهم فهي عادة تعارض
حقوق الانسان. وبسبب اغلاق المسجد النبوي ليلاً
اصبحت لهم حارة تعرف باسمهم وهي التي يقطنون
فيها بعد اغلاق المسجد.
وعرف الاغوات باعمال الخير ومنهم من عرف بالعلم
والتفقه في الدين، وكان من بين (أغوات) المدينة المنورة
من اشتهر بعمل الخيرات ومساعدة المحتاجين من الناس
فمنهم من بنى المساجد والأربطة والمدارس في المدينة
ويبقى مسجد (الآغا) في حي قباء خير شاهد على ذلك
ولا يزال المسجد موجوداً كما أوقف رباط على الفقراء
لايزال يحمل اسم الأغوات. ويعرفون بغناهم المادي لكنهم
لا يورثون ولا يحق لهم هبة أموالهم أو التصرف بها،
وبموتهم تنتقل ممتلكاتهم الى الأوقاف. ولانسل لهم
ولا أولاد وتنقطع سلالتهم بموتهم ورحيلهم عن الدنيا،
والسبب ان أهاليهم قدموهم هدية للحرمين بعد خصيهم.
هل يحق لهم الزواج ؟
يحق للآغا الزواج، ولكن زواجه ليس للمتعة ولكن من أجل ان يجد
امرأة ترعاه اذا مرض أو كبر في السن وترعى شؤون حياته.
وغالبيتهم يتزوجون من الخارج ويحضرها معه للمملكة
ويرعاها مع أولادها ويقوم بتربيتهم.
حارة الأغوات:
تعتبر حارة (الأغوات) من أشهر الحارات في
المدينة المنورة حيث يبدأ زقاق الحارة من امام باب جبريل من
الناحية الشرقية للمسجد النبوي ويتجه شرقاً الى باب الجمعة
في السور العثماني والذي كان يفضي الى البقيع وقد كانت
بيوت حارة الأغوات بشكل عام قديمة جداً مبنية من الطين والطوب
وهي على ارتفاع دورين وثلاثة أدوار،تحتوي على العديد من الأزقة
منها: زقاق اللبان وزقاق الحبسي وزقاق سيدنا اسماعيل وزقاق مظهر
وزقاق الخشب. كما كان يوجد فيها العديد من الأربطة كرباط مظهر
ورباط البقر ورباط البدوي ورباط العرجة ورباط حواء
ورباط المارداني ورباط خير الله، ورباط العشره (للعزاب فقط)،
ورباط العشرة للعازبات فقط. وقد كثرت الأربطة فيها لأن
غالبيتهم كانوا من الأغوات وأموال الآغا تتحول بعد موته
الى وقف وأربطة، كما كان في حارة الأغوات بئر ماء تسمى
عين الحارة وترجع تسميتها بهذا الاسم لأن أغلب
الأغوات يسكنون بها لقربها من المسجد النبوي
وهو ما يفسر ازدحام الأربطة والمدارس في هذه الحارة.