المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .. طــُوفان جـــــٍِدة .. عُودوا إلى الله ..


البّدر
11-28-2009, 11:05 PM
طبعا سنذكر اقول الشيخين العلامتين بن باز وابن عثيمين لثقة عموم المسلمين بعلمهم وتقاهم وورعهم في الفيضانات والزلازل والكوارث الطبيعية
طبعا قبل فترة بسيطة شهدنا احداث الزلازل العيص وقراها وكيف ان اهلها هجروها لاسابيع
وها هي جدة تغرق من امطار لم تشهدها منذ قرون وهو اشبه بالطوفان والسيل العرم
وكثرة الزلازل والكوارث الطبيعية هي علامة من علامات الساعة ولا يشك فيها الا جاهل أو فاسق !!
صحيح البخاري، ومسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه - قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ
حديث صحيح وواضح
وطوفان جدة قتل العشرات !!
وقبل ان ادخل في الفتاوي علينا ان نسأل هل الزلازل والطوفان والكوارث هي ابتلاء وعقاب من رب العالمين ام انها مجرد كوارث طبيعية لا دخل لها بذنوب العباد ومعاصيهم
جواب ابن باز كان واضحا وجليا ولا يحتاج شرح أو تأويل :
الزلازل والفيضانات تقع بقضاء الله وقدره وتدبيره
الزلازل والبراكين والصواعق والفيضانات.. هل هي جند من جنود الله؟[1]

كل هذه الأمور وغيرها مما يحدثه الله في الكون، كلها تقع بقضائه وقدره وتدبيره؛ لحكم بالغة وغايات حميدة، يعلمها سبحانه وإن خفيت على كثير من الناس، ويعذب الله بذلك أقواماً ويرحم آخرين، وله الحكمة البالغة في ذلك سبحانه وتعالى، وفق الله
http://www.binbaz.org.sa/mat/4251 (http://www.binbaz.org.sa/mat/4251)
فتوى بن باز رحمه الله واسكنه فسيح جناته :
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى كافة إخواني المسلمين وفقني الله وإياهم لفعل ما يرضيه وجنبني وإياهم أسباب سخطه وعقابه، آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فلقد أنعم الله علينا معشر المسلمين بنعم كثيرة وخيرات وفيرة، أهمها وأعظمها نعمة الإسلام، تلكم النعمة الكبرى التي لا يعادلها شيء، من عقلها وشكرها واستقام عليها قولاً وعملاً فاز بسعادة الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ[1]، ويقول سبحانه وتعالى: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ[2]؛ فالواجب على الجميع شكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعم والحذر من عدم الشكر، قال تعالى ممتنا على عباده: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[3]؛ فشكر الله على نعمه جملة وتفصيلاً قيد لها، ووسيلة لدوامها وسبب للمزيد منها، قال الله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ[4]، وقال تعالى: بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ[5]، وقال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ[6]، وقال تعالى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ[7].
وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه أن يدعو بهذا الدعاء في دبر كل صلاة: ((اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك))[8]، وبشكر الله على نعمه واستعمالها فيما يرضيه تستقيم الأمور وتقل الشرور.
وإن من خير ما تحلى به أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم من الصفات الفاضلة هو شكرهم للنعمة وطلبهم التوفيق لذلك، قال الله تعالى عن نبيه سليمان عليه الصلاة والسلام: رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ[9]، وقال مثنياً على نبيه نوح عليه الصلاة والسلام: إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا[10].
ومن علامات شكر النعمة استعمالها في طاعة الله سبحانه وتعالى، وعدم الاستعانة بها على شيء من معاصيه، وكذا التحدث بها على وجه الاعتراف بها لله والثناء عليه، لا تطاولاً وفخراً على من حرمها، ولا رياءً وسمعة، وعلى العكس من ذلك كفران النعمة وعدم شكرها فهو نكران للجميل وجحد لفضل المنعم وعامل من عوامل زوالها عمن أنعم الله بها عليه، وهو ظلم للنفس يجر عليها أسوأ العواقب، قال الله سبحانه وتعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا[11] أي دنسها بالمعاصي. وبتقوى الله سبحانه وتعالى وطاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه تحصل الخيرات وتندفع الشرور والمكروهات وتدوم النعم، قال الله تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[12]، وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ[13].
ومن حكمة الله سبحانه وتعالى أنه يختبر عباده فيبتليهم بالخير تارة وبالشر أخرى، فيزداد المؤمنون إيماناً على إيمانهم وتعلقاً بالله ولجوءاً إليه سبحانه وتعالى، ويصبرون على ما قدره الله وقضاه ليتضاعف لهم الأجر والثواب من الله، وليخافوا من سوء عاقبة الذنوب فيكفوا عنها، ( لذا على المسلم ان يتوب الى الله وان الا يطالب بما يغضب الله كالاختلاط والسينما والغاء شعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ) قال الله سبحانه وتعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[14]، وقال تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ[15]، وقال تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ[16]، وقال سبحانه وتعالى: الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ[17]، وقال تعالى: وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ[18]، وقال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ[19].
وكل هذه الآيات يبين الله سبحانه وتعالى فيها أنه لا بد أن يبتلي عباده ويمتحنهم كما فعل بالذين من قبلهم من الأمم، فإذا صبروا على هذا الابتلاء وأنابوا إلى الله ورجعوا إليه في كل ما يصيبهم عند ذلك يثيبهم الله رضاه ومغفرته، ويسكنهم جنته، ويعوضهم خيراً مما فاتهم، وما يحصل في هذا الكون من آيات تهز المشاعر والأبدان كالصواعق والرياح الشديدة والفيضانات المهلكة للحرث والنسل والزلازل، وما يسقط بسببها من شامخ البنيان وكبار الشجر، وما يهلك بسببها من الأنفس والأموال، وما يقع في بعض الأماكن من البراكين التي تتسبب في هلاك ما حولها ودماره، وما يقع من خسوف وكسوف في الشمس والقمر ونحو ذلك مما يبتلي الله به عباده هو تخويف منه سبحانه وتعالى وتحذير لعباده من التمادي في الطغيان، وحث لهم على الرجوع والإنابة إليه واختبار لمدى صبرهم على قضاء الله وقدره ولعذاب الآخرة أكبر ولأمر الله أعظم.
ولما كذبت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر الله نبيه أنه قد أهلك الأمم المكذبة للأنبياء والمرسلين السابقين عليه في قوله تعالى: وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ[20]. وأنزل بعدها قوله تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ[21]؛ فعلى المؤمنين جميعاً أن يتقوا الله ويراقبوه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وإذا ما حلت بهم نازلة من النوازل فعليهم أن ينيبوا إلى الله ويرجعوا إليه ويفتشوا في أنفسهم عن أسباب ما حصل؛ لأن الله يقول: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[22]، وعليهم أن يتوبوا إلى الله مما حصل منهم من نقص في الطاعات أو اقتراف للسيئات، فإن التوبة من أسباب رفع المصائب، وعليهم أن يصبروا ويحتسبوا أجر ما حصل لهم من مصائب عند الله، قال تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[23]، وقال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[24]، المعنى من أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله هدى الله قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، ويؤمن أن الله سيعوضه عما فاته في الدنيا هدى في قلبه ويقيناً صادقاً، وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه أو خيراً منه، وكون بعض الحقائق قد تبين أن شيئاً من الكسوف أو الخسوف وما أشبههما يعرف بالحساب أو ببعض الأمارات قد يحصل، فهذا لا ينافي قدرة الله سبحانه وتعالى وتخويف عباده فهو يوقعها متى شاء، قال الله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ[25].
وحينما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى بأصحابه صلاة الكسوف، خطب فيهم خطبة بليغة أخبرهم فيها أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يرسلهما يخوف بهما عباده، وأمرهم بالصلاة والصدقة والتكبير والذكر والاستغفار والعتق، وقال في خطبته: ((يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته, يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً))[26] الحديث، وإن واقع أكثر المسلمين اليوم يدل على استخفافهم بحق الله وما يجب من طاعته وتقواه، والمتأمل يسمع ويرى كثيرا من العقوبات للأمم والشعوب، تارة بالفيضانات وتارة بالأعاصير، وتارة بالهزات الأرضية، وتارة بالمجاعات، وتارة بالحروب الطاحنة التي تأكل الرطب واليابس، كما بين سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بعض أنواع العقوبات التي أنزلها بالعاصين والمنحرفين عن الصراط المستقيم من الأمم السابقة المكذبين لرسلهم ليتعظ الناس ويحذروا أعمالهم، قال تعالى: فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ[27].
وإن للمعاصي والذنوب من الآثار القبيحة المضرة بالقلب والبدن والمجتمع والمسببة لغضب الله وعقابه في الدنيا والآخرة ما لا يعلم تفاصيله إلا الله تعالى، فهي تحدث في الأرض أنواعاً من الفساد في الماء والهواء والثمار والمساكن، قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[28]، وقال تعالى: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ[29]، وإن فيما يقع من هذه الكوارث عظة وعبرة، والسعيد من وعظ بغيره، وبالجملة فإن جميع الشرور والعقوبات التي يتعرض لها العباد في الدنيا والآخرة أسبابها الذنوب والمعاصي، ( هنا يقول الشيخ العلامة جميع الشرور والعقوبات هي بسبب الذنوب والمعاصي ) وإن من علامات قساوة القلوب وطمسها والعياذ بالله أن يسمع الناس قوارع الآيات وزواجر العبر والعظات التي تخشع لها الجبال لو عقلت؛ ثم يستمرون على طغيانهم ومعاصيهم، مغترين بإمهال ربهم لهم، عاكفين على اتباع أهوائهم وشهواتهم، غير عابئين بوعيد ولا منصاعين لتهديد، قال تعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ[30].
كما أن الاستمرار على معاصي الله مع حدوث بعض العقوبات عليها دليل على ضعف الإيمان أو عدمه، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ[31]، وقال تعالى: قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ[32]، وقال تعالى: كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ * ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ[33].
أيها الإخوة في الله لقد حدث في الأيام القريبة الماضية حدث عظيم فيه عظة وعبرة لمن اعتبر، ومن واجب المؤمنين أن يعتبروا بما يحدث في هذا الكون، قال تعالى: فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ[34]، ما حدث هو ما سمعنا عنه في الإذاعة وقرأنا عنه في الصحف والمجلات، وما شاهده الناس على شاشة التلفاز، وتحدث به القريب والبعيد، ذلك هو ما تعرض له اليمن الشمالي من الزلازل والهزات التي اجتاحت كثيراً من مدنه وقراه، وما نتج عن ذلك من ذهاب كثير من الأنفس والأموال والممتلكات، وخراب الكثير من المساكن، وجرح الكثير ،وبقاء أسر كثيرة فاقدة أموالها ومساكنها، وأبناءها وأزواجها، فترمل الكثير من النساء، وتيتم الكثير من الأطفال، وكل هذا حصل في وقت قصير، وهو دليل على عظمة الله وقدرته، وأن العباد مهما تمكنوا في هذه الدنيا وكانت لهم قدرة وقوة وعظمة ضعفاء أمام قدرة الله تبارك وتعالى..

وإن من الواجب على جميع المسلمين أن يأخذوا العظة والعبرة مما حصل، وأن يتوبوا إلى الله وينيبوا إليه ويحذروا أسباب غضبه ونقمته، وندعو الله لموتى إخواننا اليمنيين بالمغفرة والرحمة، ولأحيائهم بالسكينة وحسن العزاء، وأن يجعل الله ما حصل لهم مكفراً لسيئاتهم ورافعاً لدرجاتهم وموقظاً لقلوب الغافلين منا ومنهم، كما يجب علينا أن نواسيهم بالتعاون معهم والعطف عليهم ببذل ما ينفعهم من أموالنا إحساناً إليهم وصدقة عليهم جبراً لمصيبتهم وتخفيفاً من عظمها عليهم، قال تعالى: وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا[35]، وقال تعالى: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ[36]، وقال سبحانه: وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[37]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))[38] رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته))[39]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)) وشبك بين أصابعه[40]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))[41] متفق عليه، فعلينا جميعاً المبادرة إلى مد يد العون لإخواننا في اليمن وبذل ما نستطيع ليتحقق معنى الأخوة الإسلامية التي أشار إليها الرسول في هذه الأحاديث الصحيحة، ولنحصل على الأجر العظيم الذي وعد الله به المنفقين والمحسنين، وفق الله المسلمين عموماً وإخواننا في اليمن خصوصاً للصبر والاحتساب، وضاعف لنا ولهم الأجر والثواب، وأنزل على المصابين السكينة والطمأنينة وحسن العزاء، ومن على الجميع بالتوبة النصوح والاستقامة على الحق والحذر من أسباب غضب الله وعقابه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
http://www.binbaz.org.sa/mat/8652 (http://www.binbaz.org.sa/mat/8652)



للأمانة منقول من أخ عزيز ..

البّدر
11-28-2009, 11:06 PM
وهذه فتوى الشيخ العلامة ابن عثيمين في كارثة السودان :
المواعظ الكونية (كارثة السودان)
الحمد لله الذي يقضي بالحق ويحكم بالعدل وهو العزيز الحكيم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً أرجو بها الفوز بدار النعيم المقيم وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أعظم الناس مراقبةً لله وأشدهم خوفاً من عذابه الأليم صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على هديهم القويم وسلم تسليماً كثيراً..
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى عباد الله لقد خلقتم من العدم بعد أن لم تكونوا شيئاً مذكوراً خلقكم الله تعالى وأمدكم بنعمه وأعدكم لقبول شرعه وشكره فاشكروا الله تعالى على نعمه واخشوا عقابه وعظموا ربكم وراقبوه وأعلموا أن الله تعالى جعل لكم موعظتين واعظتين إحداهما الموعظة الشرعية التي تضمنها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى )يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (يونس:57) وقال تعالى )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) (النساء:58) وأمر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقول لأمته إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنّه إن هو نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، وقال ابن مسعودٍ رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخوّلنا بالموعظة وقال العرباد بن سارية رضي الله عنه وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فالمواعظ الشرعية في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يشتمل عليه الكتاب والسنة من الأوامر والنواهي المشتملة على الحكم البالغة التي إذا تأملها البصير العاقل انقاد إليها انقياداً المذعن المطمئن لما فيها من الحق والعدل وما تتضمنه من المصالح والعواقب الحميدة وكذلك ما يشتمل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الترغيب والترهيب كل ذلك مواعظ ولكنه لا ينتفع به إلا المتقون الذين يتقون عقاب الله الذين يقومون بأمر الله ويتجنبون ما نهى الله عنه وكل ما كان الإنسان أتقى لله عز وجل كان انتفاعه بما يشتمل عليه الكتاب والسنة من المواعظ أقوى وأشد وأعظم فبالتقوى تكون الموعظة وبازديادها تزداد الموعظة أما الموعظة الثانية فهي المواعظ الكونية التي يعاقب الله تعالى بها من حاد عن سبيله ونكب عن صراطه والتي قال الله فيها )أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) (محمد:10) فالكافرون في أول الدنيا إذا عوقبوا بذنوبهم فإن ذلك لا يمنع عقوبة الكافرين في آخر الدنيا ) دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ )(محمد: من الآية10) أي على السابقين ) وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا)(محمد: من الآية10) من اللاحقين وقال الله تعالى )قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (الأنعام:11) وإنني أسألكم ماذا كان عاقبة المكذبين كانت عاقبة المكذبين الهلاك والدمار ولقد ضرب الله تعالى لهذا النوع أمثالاً متعددة فمن ذلك ما جرى لليهود الذين اعتدوا في السلف حيث تحيلوا على ما حرم الله عليهم فقد حرم الله عليهم العمل يوم السبت ومن ذلك صيد الحوت فابتلاهم الله تعالى بكون الحوت تأتي يوم السبت بكثرة ولا تأتي في غير يوم السبت فتحيلوا على ذلك فكانوا يضعون الشباك ويضعون البحيرات للحوت قبل يوم السبت فإذا أتى يوم السبت وقع فيها فسدوا الماء عن البحيرات ووقع الحيتان في الشبك فأخذوه منها بعد ذلك أيها المسلمون أتدرون بماذا عاقب الله هؤلاء استمعوا قال الله تعالى )وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (البقرة:65) يروى عن قتادة رحمه الله صار القوم قردةً تعاووا لها أذنابٌ بعد ما كانوا رجالاً ونساءً ثم ماذا قال الله عن هذه الواقعة قال الله تعالى )فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:66) قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما موعظة للمتقين الذين من بعدهم إلى يوم القيامة فهؤلاء اليهود لما فرض عليهم تعظيم يوم السبت وأن لا يصطادوا فيه ابتلاهم الله تعالى بهذا الابتلاء فما كان منهم إلا أن تحيلوا على محارم الله ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل) وإن بعض هذه الأمة يتحيلون على محارم الله إما على دولتهم وإما على إخوانهم من المواطنين يتحيلون على المحارم بأنواع الحيل فتصبح قلوبهم قلوب القردة في أجواف الأناسي فاتقوا الله عباد الله واحذروا الحيل على محارم الله فإن من تحيّل على محارم الله كان شبيهاً باليهود والعياذ بالله ومن ذلك ما جرى لآل فرعون الذين كذبوا موسى رسول الله صلى الله وهددوه بالسجن والقتل قال له فرعون لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين وقال ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد فبماذا عوقب هؤلاء؟ عوقبوا بالقحط ونقصٍ من الثمرات تارة وعوقبوا بالفيضانات تغرق زروعهم وتهدم أبنيتهم وبالجراد يأكل ما ظهر من الزروع والثمار وبالقمّل يفسد ما أدخر منها وبالضفادع تفسد المياه وبالدم ينزف من أبدانهم فيقضي عليها فعوقب آل فرعون الذين عتوا عن أمر الله وكذبوا رسله عوقبوا في المساكن والمطاعم والمشارب ومادة الحياة وهو الدم ينزف من أبدانهم قال الله تعالى )وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (لأعراف:130) وقال تعالى )فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ)(لأعراف: من الآية133) وهو الفيضانات المائية قال الله تعالى )فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ) (لأعراف:133) )وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائيلَ) (لأعراف:134) )فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ) (لأعراف:135) )فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) (لأعراف:136) أيها المسلمون إن في مثل هذه العقوبات الثابتة بأصدق الأخبار وهو خبر الله عز وجل لأكبر موعظة لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد وإن فيما يجر من أمثالها في عصرنا المنظور لموعظةً يعظ الله بها عباده المتقين ذوي البصائر والألباب.
فالفيضانات التي حصلت في أفريقيا وفي آسيا وفي غيرهما مما لا نعلمه كلها من جنس العقوبات التي عوقب بها آل فرعون )وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ )(لأعراف: من الآية96) والحروب الطاحنة وتفرق الكلمة واختلاف القلوب بين الأمة كلها من العقوبات التي خوّف الله منها في قوله )قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) (الأنعام:65) هكذا يقول الله عز وجل ) لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ)(الأنعام: من الآية65) لعلنا نفقه هذه الأمور القدرية وما تشتمل عليه من الحكم والإسرار فإن من كانت مثل هذه الأمور القدرية والكوارث العظيمة من كانت له موعظة فتاب إلى الله عز وجل وأناب إلى الله ورجع إلى دينه وجعله الحكم بين عباده فإنه يوشك أن يبدل الله هذه البأساء بل هذا البؤس أن يبدله الله تعالى رغداً وعيشاً طيباً أما إذا لم يتعظ الناس بذلك فإنه يوشك أن تسري هذه العقوبة إلى بلاد أخرى نجت منها ولكنها في خطر إذا لم تتعظ بما أصاب غيرها أسال الله تعالى أن يرزقنا الفقه في أحكامه وما تتضمنه من العبر والأسرار أيها المسلمون إننا والله لنشكوا إلى ربنا عز وجل لنشكوا قسوة القلوب وغفلتها فها هي الكوارث وهذه الحروب تمر ونسمع عنها من حولنا ولا تحدث فينا ليناً في القلب ولا توبةً إلى الرب تمر على القلوب وكأنها ظواهر طبيعية أو خلافاتٌ سياسيةٌ أو حدودية كأنها لم تكن بقضاء الله وقدره ولا بإرادته وحكمته نحن غافلون عن الحكمة في تقديرها غافلون عن كونها بقضاء الله وقدره وما ذاك إلا لقسوة قلوبنا وغفلتها وانشغالها بالدنيا وإعراضها عن الآخرة فنسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يلين قلوبنا إلى ذكره اللهم ألن قلوبنا إلى ذكرك ونسأله تعالى أن يرزقنا الاتعاظ بما جاء في شرعه وقدره وأن يهدينا صراطه المستقيم صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأن يجنبنا صراط المغضوب عليهم والضالين وأن يجعلنا أمةً متعظة وأن يجعلنا أمة متعاونةً على الخير وأن يجعلنا أمةً تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وأن يجعلنا أمة صادقةً مع الله عز وجل في الإخلاص له وصادقةً في إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يقينا شر أنفسنا إنه جوادٌ كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وله كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحبٍ ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسانٍ ما بدأ الفجر وأنور وسلم تسليماً كثيراً..
أما بعد
أيها المسلمون فإنه قد بلغكم ما أصاب إخوانكم في السودان وما أصاب إخوانكم في بنجلاديش من الفيضانات التي دمرت عليهم كثيراً من الزروع والمساكن وأصبح كثير منهم بلا مأوى ومثل هؤلاء ينبغي للإنسان أن يجود بما ييسر الله له مما يكون عوناً لهم على هذه المصيبة وأن يسأل الله لهم أن يوقظ قلوبهم حتى يعتبروا بهذه المصيبة ويرجعوا إلى دين الله عز وجل ويجعلوا شريعة الله تعالى هي العليا ويحكموا بها ولو كره النصارى واليهود وغيرهم من المشركين والكفار إننا نسأل الله لإخواننا الذين أصيبوا بهذه النكبة أن يجعل هذه النكبة عبرةً لهم يتعظون بها ويرجعون بها إلى الله ويحكمون شريعة الله ولو كره المشركون إننا نسأل الله تعالى أن يوقظ قلوبهم لما فيه صلاح دينهم ودنياهم للرجوع إلى الإسلام الحقيقي المبني على إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير ابتداعٍ ولا طرقٍ مخالفةٍ لطريق الرسول الله صلى الله عليه وسلم نسأل الله تعالى أن يهديهم وأن يهدي جميع الشعوب الإسلامية لما فيه صلاح دينها ودنياها وأن يعز جميع المسلمين بطاعته وأن يقوّيهم على جهاد أنفسهم وجهاد أعدائهم اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم اللهم وفقنا لما تحب وترضى يا رب العالمين عباد الله اتقوا الله عز وجل واحذروا أن يصيبكم ما أصاب غيركم إن أنتم انصرفتم عن طاعة الله ولتكن عبادة الله عز وجل هي أكبر همكم ولتكن الدنيا أمامكم تبعاً للدين وليس الدين تبعاً لها فإن هذا طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يستعينون برزق الله من الدنيا على طاعة الله التي تنفعهم في الآخرة يستخدمون الدنيا لمصالح الدين لا يستخدمون الدين لمصالح الدنيا وهذه هي الطريقة التي بها سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة اتعظوا أيها المسلمون بما جرى وبما يجري من هذه المصائب والكوارث العامة فإن فيها الذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وأعلموا أن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائلٍ عليما )إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم يعظم الله لكم بها أجراً فإن من صلى عليه مرةً واحدة صلى الله عليه بها عشرة اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد اللهم ارزقنا محبته وإتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك الذي يقاتلون لتكون كلمتك هي العليا يا رب العالمين اللهم كن معهم ولا تكن عليهم اللهم أنصرهم ولا تخذلهم اللهم ألقي في قلوبهم أعدائهم الرعب يا رب العالمين اللهم من أراد المسلمين بسوءٍ فأجعل كيده في نحره وشتت شمله وفرق جمعه وأهزم جنده وأجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون إن الله يعلم ما تفعلون إن الله يعلم ما تفعلون فاحذورا الله عز وجل أن يعلم ما في قلوبكم خلاف ما تقولونه بألسنتكم أو تفعلونه بجوارحكم واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون..
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_485.shtml (http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_485.shtml)

هنا يتضح ان الكوارث والزلازل والفيضانات هي ايات من عند الله يخوف بها عباده ( وهي ليست مجرد ظواهر طبيعية ) قال تعالى (وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً) ويحذرهم فان كانوا متقين مؤمنين فالله قد يبتليهم ليمتحن صبرهم وايمانهم وعليهم ان يصبروا ويصابروا ويتقوا الله كثيرا ( لا ان يطالبوا بمعصية الله كالسينما والاختلاط والتبرج والسفور وغيرها ) واذا كانوا عاصين فاسدين فاسقين ان يعودوا الى الله وان يتجنبوا ما يغضبه ولعل ( اكثر ما يغضب الله هي المعاصي كالاختلاط والسنما والتبرج والسفور والزنا والربا والسحر ):
قال الله عز وجل: ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) والرجوع يعني التوبة والانابة !!، وقال عز وجل: ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ )
للاسف انه انتشر السحر في جدة خصوصا وفي مدن المملكة عموما ولعل حادثة غرق الطفلة غاطمة كانت شاهد على وجود اطنان من اعمال السحر والشرك ، وللأسف ان الناس اصبحوا يتباهون بمعرفتهم بالسحر واستخدامهم للجن في اعمال الشعوذة والسحر هو شرك بالله ، كذلك انتشار الزنا والغزل والتبرج والسفور والاختلاط فاصبح الناس يتباهى بمعصية الله وأن جدة غير !!

وها هي الامطار تغرق مدينة حفر الباطن !!

فأتقوا الله قبل ان تغرقوا أو ان تهلكوا !!

الا اذا كنتم قد اخذتم عهدا من الله بأن لا يغضب عليكم أو ان تغرقوا

دمي عتيبي
11-29-2009, 04:05 AM
جزاك الله خير اخوي البدر .

قال الله عز وجل: ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )
والاوبئه المنتشرهـ ايضا كذلك فيهاعبره وعظه للملسمين ... فهل من متعظ !

تسلم يمناك ع النقل الهادف .. والله يرحمنا برحمته :rose:

البّدر
12-01-2009, 05:35 AM
جزاك الله خير اخوي البدر .

قال الله عز وجل: ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )
والاوبئه المنتشرهـ ايضا كذلك فيهاعبره وعظه للملسمين ... فهل من متعظ !

تسلم يمناك ع النقل الهادف .. والله يرحمنا برحمته :rose:




.
الله يسلمك يادمّي ..

..{غ ـير البشـ}ـر..
12-01-2009, 05:52 AM
جزآك الله خير يـآسر

غزال الرافدين
12-01-2009, 06:52 AM
جزاك الله خيرا

أعميتني بالأصفر عجزت أكمل الموضوع

البّدر
12-02-2009, 08:36 AM
جزآك الله خير يـآسر




العفو يامشعل

البّدر
12-02-2009, 08:37 AM
جزاك الله خيرا

أعميتني بالأصفر عجزت أكمل الموضوع



اعوذ بالله ..
هماه الخط كان ازرق وش قلبه اصفررر ...
ياليت يتعدل اللون من عند المشرفين .. :13: