ابوعبدالكريم
10-10-2009, 09:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين: ولا عدوان إلا على الظالمين,واشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد إن محمد عبده ورسوله عليه أفضل الصلاة والتسليم,يامن حافظت على صلاة الجماعة في رمضان,ويامن حافظت على صلاتك في رمضان,ويامن ارتديتي الحجاب في رمضان ويامن حافظتم على الطاعات
وابتعدتم عن المعاصي والمنكرات الأن ودعت الأمة الإسلامية شهر رمضان الأغر، فهل تودع صالح الإعمال والقربات ، والاحتساب والعزمات ، والذكر والتسبيح وعاطر التلاوات ، كلا فكلا ثم كلا وكلا ، يجب علينا مواصلة المسير الجاد ، والثبات على أعمار المساجد ، والازدلاف بالقربات ، وترتيل الآيات أناء الليل وأطراف النهار ، دون قطيعة أو هجران أو سئم ، بل صمود لتحقيق مقاصد الصيام على الوجه الأكمل ، فليس لنا غناء عن الافتقار إلى الله ، ورجاء مرضاته وتأييده ، ومغفرته ورحمته طرفة عين ، ولكن الداء العياء الذي هوى بكثير من الناس في الردى ، ما أشيعوا أيه من الازدواجية ، والثنائية ، والضعف المئن الخاسر ، ترى بعضهم أذا اقبل رمضان صام واستقام ، وإذا انقضى الشهر انثنى عن العبادة وأنهى لخسارة ، ولا أسف ، فغدة كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف،هذه أحوال بعض الناس هدنا الله وأيهم اللهم أهد ضال المسلمين والمسلمات يارحيم
الوصية الأولى : احذر شيطانك
فبعد شهر في عبادة طويلة مع الله، بعد إنتهاء رمضان وفي أول يوم العيد يحدث لك نوع من التراخى لكن في اللحظة التي يحدث فيها هذا التراخي يكون الشيطان مسرورا يسعى جهده لإيقاعك في أي ذنب حتى تيأس وتحبط بعد ما فعلته في رمضان من عبادة وصوم، فالشيطان يريد أن يضيع ما فعلته قرابة الشهر من عبادة وتذلل لله سبحانه وتعالى, ولذلك تقول الآية , وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ , سورة سبأ ,ولكن لن يصدق ظن إبليس علينا جميعا لأن تكملة الآية تقول وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ,فيا ترى أنت من أي فريق , هل أنت من فريق المؤمنين, أم من الذي صدق عليهم إبليس ظنه , يقول الله تبارك وتعالى , وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا , سورة النحل قول تعالى: ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها(
امرأة تغزل الصوف، وبعد أن تفلته وتبرمه وتحكمه تنقضه و تقطعه وهو مثل لمن ينقض عهده بعد توكيده , فهل ترضى أخي المسلم أن تنقض عهدك مع الله و أن يتراجع عملك بعد الزيادة و الإتقان في رمضان, إن العبادة أمر مستديم و ليس موسمي) واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )
وقد لفت النبي صلى الله عليه وسلم أنظارنا إلى ضرورة الحرص على الثبات على الطاعة بل الزيادة فيها بمثل هذا الدعاء: اللهم اني أسألك الثبات في الأمر و أسألك العزيمة على الرشد.
و عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت : و كان أحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يدوم عليه صاحبه, لا تكن رمضانياً فقط، وما يفعله الكثير من المسلمين بعد انقضاء الشهر الكريم من التكاسل عن الطاعات وتضييع الفرائض والواجبات والتساهل في الذنوب والسيئات فهذا كله من تبديل نعمة الله كفراً وفاعله كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً , يا كل شباب الأمة.. لا تضيعوا الغزل الجميل الذي تم غزله في رمضان .. لذلك فأول وصية أوصيك بها أن تمسك نفسك.. إياك والمعاصي بعد رمضان , خاصة المعاصي الكبيرة مثل المشاجرات وعقوق الوالدين ، والعلاقات المحرمة ..
اثبت ، والله إن مقاومة المعصية لها حلاوة في القلب تشعر بها , وتفرح بك الملائكة , ويفرح بك الله جل وعلا,لذلك حاول بقدر الإمكان أن تمنع نفسك من المعصية بعد رمضان.. أحفظ نفسك من أجل أمة الإسلام , فالأمة بحاجة لشباب ثابتين على طاعة الله , قاوم بشدة فى أول أسبوعين عملا المعصية وليكن شعارك لا للمعصية لا للشيطان وجنوده لا لشهوات والمنكرات لا لجولسا أسوء
ثانيا : إياك والهبوط من الهمة العالية ...
أنعم الله علينا بعبادة طويلة في رمضان , ليس من المعقول أن نترك كل هذا بعد رمضان , لقد عرفت أثر العبادة وذقت طعم الإيمان وحلاوة الطاعة ولذة المناجاة فعليك أن تحافظ على هذه المكاسب وتلك المنجزات فتحرص على الطاعة وتقبل على العبادة وتلزم الطريق المستقيم والهدي القويم , وفي نفس الوقت من المستحيل أن نرجع للعبادة التي كنا فيها أيام رمضان ,ولكن من الممكن أن نحافظ على الحد الأدنى الذي نبدأ به من يوم انتهاء رمضان ونحافظ عليه أول أسبوعين بعد رمضان , ماذا سنفعل
1-أبدا ختمة جديدة في القرآن : ولو صفحة واحدة في اليوم .
2- الدعاء يوميا ولو دقيقتان بعد صلاة العشاء.
3- ذكر الله يوميا ..أذكار الصباح والمساء .
4- الصلوات الخمسة في جماعة على الأقل بالنسبة للشباب 3 صلوات في المسجد.
5- وجود الصحبة الصالحة والحرص عليها حتى نعين بعض على الطاعة والثبات ونذكر بعض .
6- صيام الست من شوال، فعن أبي أيوب الأنصاري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله ) رواه مسلم
7اشغل نفسك بالإسلام مثل عمل تطوعي مساعدة في شيء اسلامى ملجأ, دار أيتام, معهد سرطان وما إلى ذلك
وكل الأعمال التي زكت فيها النفوس ورقت القلوب ودمعت الأعين وارتفعت فيها الأكف من الصيام والقيام والصدقة والإحسان والذكر والتلاوة والدعاء ليست مقتصرة على رمضان وليست مختصة بشهر الصيام بل هي من الأعمال والعبادات والقرب والطاعات التي تضاعف الحسنات وتكفر عن السيئات وترفع الدرجات ولكننا عنها غافلون.
ثالثا عليكم بالاستغفار والشكر لله العزيز الجبار
أكثروا من الاستغفار, فإنه ختام الأعمال الصالحة , كالصلاة , والحج , والمجالس , وكذلك يُختم الصيامُ بكثرة الاستغفار .
كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار : يأمرهم بختم شهر رمضان بالاستغفار والصدقة وقال :
قولوا كما قال أبوكم آدم , ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين .
وكما قال إبراهيم : والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين.
وكما قال موسى : ربي إني ظلمت نفسي فأغفر لي.
وكما قال ذو النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
أكثروا من شكر الله تعالى أن وفقكم لصيامه , وقيامه . فإن الله عز وجل قال في آخر آية الصيام { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون } البقرة 185 . والشكر ليس باللسان وإنما بالقلب والأقوال والأعمال وعدم الإدبار بعد الإقبال.
رابعا احذروا من العجب والغرور وألزموا الخضوع والانكسار للعزيز الغفار
الأحبة في الله : إياكم والعجب والغرور بعد رمضان ,ربما حدثتكم أنفسكم أن لديكم رصيد كبير من الحسنات ,أو أن ذنوبكم قد غُفرت فرجعتم كيوم ولدتكم أمهاتكم ,فما زال الشيطان يغريكم والنفس تلهيكم حتى تكثروا من المعاصي والذنوب ,ربما تعجبكم أنفسكم فيما قدمتموه خلال رمضان , فإياكم ثم إياكم والإدلال على الله بالعمل ,فإن الله عز وجل يقول) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ( المدثر 6 فلا تَمُنّ على الله بما قدمتم وعملتم .ألم تسمعوا قول الله تعالى : { وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } الزمر 47
فاحذروا من مفسدات العمل الخفية من , النفاق , والرياء , والعجب .
خامسا واعبد ربك حتى يأتيك اليقين
هكذا يجب أن يكون العبد , مستمر على طاعة الله , ثابت على شرعه , مستقيم على دينه , لا يراوغ روغان الثعالب , يعبد الله في شهر دون شهر , أو في مكان دون آخر , لا , وألف لا , بل يعلم أن ربّ رمضان هو ربّ بقية الشهور والأيام , قال تعالى : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَك.. } هود 112 , وقال : { فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ} فصلت 6
اللهم لك الحمد على أن بلغتنا شهر رمضان ، اللهم تقبل منا الصيام والقيام ، وأحسن لنا الختام ، اللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا ، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ، واجعله شاهداً لنا لا علينا ، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار ، واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين ,اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك هذا وصلوا وسلموا على البشير النذير نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه البررة الكرم وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبه نستعين: ولا عدوان إلا على الظالمين,واشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد إن محمد عبده ورسوله عليه أفضل الصلاة والتسليم,يامن حافظت على صلاة الجماعة في رمضان,ويامن حافظت على صلاتك في رمضان,ويامن ارتديتي الحجاب في رمضان ويامن حافظتم على الطاعات
وابتعدتم عن المعاصي والمنكرات الأن ودعت الأمة الإسلامية شهر رمضان الأغر، فهل تودع صالح الإعمال والقربات ، والاحتساب والعزمات ، والذكر والتسبيح وعاطر التلاوات ، كلا فكلا ثم كلا وكلا ، يجب علينا مواصلة المسير الجاد ، والثبات على أعمار المساجد ، والازدلاف بالقربات ، وترتيل الآيات أناء الليل وأطراف النهار ، دون قطيعة أو هجران أو سئم ، بل صمود لتحقيق مقاصد الصيام على الوجه الأكمل ، فليس لنا غناء عن الافتقار إلى الله ، ورجاء مرضاته وتأييده ، ومغفرته ورحمته طرفة عين ، ولكن الداء العياء الذي هوى بكثير من الناس في الردى ، ما أشيعوا أيه من الازدواجية ، والثنائية ، والضعف المئن الخاسر ، ترى بعضهم أذا اقبل رمضان صام واستقام ، وإذا انقضى الشهر انثنى عن العبادة وأنهى لخسارة ، ولا أسف ، فغدة كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف،هذه أحوال بعض الناس هدنا الله وأيهم اللهم أهد ضال المسلمين والمسلمات يارحيم
الوصية الأولى : احذر شيطانك
فبعد شهر في عبادة طويلة مع الله، بعد إنتهاء رمضان وفي أول يوم العيد يحدث لك نوع من التراخى لكن في اللحظة التي يحدث فيها هذا التراخي يكون الشيطان مسرورا يسعى جهده لإيقاعك في أي ذنب حتى تيأس وتحبط بعد ما فعلته في رمضان من عبادة وصوم، فالشيطان يريد أن يضيع ما فعلته قرابة الشهر من عبادة وتذلل لله سبحانه وتعالى, ولذلك تقول الآية , وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ , سورة سبأ ,ولكن لن يصدق ظن إبليس علينا جميعا لأن تكملة الآية تقول وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ,فيا ترى أنت من أي فريق , هل أنت من فريق المؤمنين, أم من الذي صدق عليهم إبليس ظنه , يقول الله تبارك وتعالى , وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا , سورة النحل قول تعالى: ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها(
امرأة تغزل الصوف، وبعد أن تفلته وتبرمه وتحكمه تنقضه و تقطعه وهو مثل لمن ينقض عهده بعد توكيده , فهل ترضى أخي المسلم أن تنقض عهدك مع الله و أن يتراجع عملك بعد الزيادة و الإتقان في رمضان, إن العبادة أمر مستديم و ليس موسمي) واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )
وقد لفت النبي صلى الله عليه وسلم أنظارنا إلى ضرورة الحرص على الثبات على الطاعة بل الزيادة فيها بمثل هذا الدعاء: اللهم اني أسألك الثبات في الأمر و أسألك العزيمة على الرشد.
و عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت : و كان أحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يدوم عليه صاحبه, لا تكن رمضانياً فقط، وما يفعله الكثير من المسلمين بعد انقضاء الشهر الكريم من التكاسل عن الطاعات وتضييع الفرائض والواجبات والتساهل في الذنوب والسيئات فهذا كله من تبديل نعمة الله كفراً وفاعله كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً , يا كل شباب الأمة.. لا تضيعوا الغزل الجميل الذي تم غزله في رمضان .. لذلك فأول وصية أوصيك بها أن تمسك نفسك.. إياك والمعاصي بعد رمضان , خاصة المعاصي الكبيرة مثل المشاجرات وعقوق الوالدين ، والعلاقات المحرمة ..
اثبت ، والله إن مقاومة المعصية لها حلاوة في القلب تشعر بها , وتفرح بك الملائكة , ويفرح بك الله جل وعلا,لذلك حاول بقدر الإمكان أن تمنع نفسك من المعصية بعد رمضان.. أحفظ نفسك من أجل أمة الإسلام , فالأمة بحاجة لشباب ثابتين على طاعة الله , قاوم بشدة فى أول أسبوعين عملا المعصية وليكن شعارك لا للمعصية لا للشيطان وجنوده لا لشهوات والمنكرات لا لجولسا أسوء
ثانيا : إياك والهبوط من الهمة العالية ...
أنعم الله علينا بعبادة طويلة في رمضان , ليس من المعقول أن نترك كل هذا بعد رمضان , لقد عرفت أثر العبادة وذقت طعم الإيمان وحلاوة الطاعة ولذة المناجاة فعليك أن تحافظ على هذه المكاسب وتلك المنجزات فتحرص على الطاعة وتقبل على العبادة وتلزم الطريق المستقيم والهدي القويم , وفي نفس الوقت من المستحيل أن نرجع للعبادة التي كنا فيها أيام رمضان ,ولكن من الممكن أن نحافظ على الحد الأدنى الذي نبدأ به من يوم انتهاء رمضان ونحافظ عليه أول أسبوعين بعد رمضان , ماذا سنفعل
1-أبدا ختمة جديدة في القرآن : ولو صفحة واحدة في اليوم .
2- الدعاء يوميا ولو دقيقتان بعد صلاة العشاء.
3- ذكر الله يوميا ..أذكار الصباح والمساء .
4- الصلوات الخمسة في جماعة على الأقل بالنسبة للشباب 3 صلوات في المسجد.
5- وجود الصحبة الصالحة والحرص عليها حتى نعين بعض على الطاعة والثبات ونذكر بعض .
6- صيام الست من شوال، فعن أبي أيوب الأنصاري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله ) رواه مسلم
7اشغل نفسك بالإسلام مثل عمل تطوعي مساعدة في شيء اسلامى ملجأ, دار أيتام, معهد سرطان وما إلى ذلك
وكل الأعمال التي زكت فيها النفوس ورقت القلوب ودمعت الأعين وارتفعت فيها الأكف من الصيام والقيام والصدقة والإحسان والذكر والتلاوة والدعاء ليست مقتصرة على رمضان وليست مختصة بشهر الصيام بل هي من الأعمال والعبادات والقرب والطاعات التي تضاعف الحسنات وتكفر عن السيئات وترفع الدرجات ولكننا عنها غافلون.
ثالثا عليكم بالاستغفار والشكر لله العزيز الجبار
أكثروا من الاستغفار, فإنه ختام الأعمال الصالحة , كالصلاة , والحج , والمجالس , وكذلك يُختم الصيامُ بكثرة الاستغفار .
كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار : يأمرهم بختم شهر رمضان بالاستغفار والصدقة وقال :
قولوا كما قال أبوكم آدم , ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين .
وكما قال إبراهيم : والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين.
وكما قال موسى : ربي إني ظلمت نفسي فأغفر لي.
وكما قال ذو النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
أكثروا من شكر الله تعالى أن وفقكم لصيامه , وقيامه . فإن الله عز وجل قال في آخر آية الصيام { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون } البقرة 185 . والشكر ليس باللسان وإنما بالقلب والأقوال والأعمال وعدم الإدبار بعد الإقبال.
رابعا احذروا من العجب والغرور وألزموا الخضوع والانكسار للعزيز الغفار
الأحبة في الله : إياكم والعجب والغرور بعد رمضان ,ربما حدثتكم أنفسكم أن لديكم رصيد كبير من الحسنات ,أو أن ذنوبكم قد غُفرت فرجعتم كيوم ولدتكم أمهاتكم ,فما زال الشيطان يغريكم والنفس تلهيكم حتى تكثروا من المعاصي والذنوب ,ربما تعجبكم أنفسكم فيما قدمتموه خلال رمضان , فإياكم ثم إياكم والإدلال على الله بالعمل ,فإن الله عز وجل يقول) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ( المدثر 6 فلا تَمُنّ على الله بما قدمتم وعملتم .ألم تسمعوا قول الله تعالى : { وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } الزمر 47
فاحذروا من مفسدات العمل الخفية من , النفاق , والرياء , والعجب .
خامسا واعبد ربك حتى يأتيك اليقين
هكذا يجب أن يكون العبد , مستمر على طاعة الله , ثابت على شرعه , مستقيم على دينه , لا يراوغ روغان الثعالب , يعبد الله في شهر دون شهر , أو في مكان دون آخر , لا , وألف لا , بل يعلم أن ربّ رمضان هو ربّ بقية الشهور والأيام , قال تعالى : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَك.. } هود 112 , وقال : { فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ} فصلت 6
اللهم لك الحمد على أن بلغتنا شهر رمضان ، اللهم تقبل منا الصيام والقيام ، وأحسن لنا الختام ، اللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا ، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ، واجعله شاهداً لنا لا علينا ، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار ، واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين ,اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك هذا وصلوا وسلموا على البشير النذير نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه البررة الكرم وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .