صانع الابداع
09-01-2009, 12:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قصه حب قديمه اعجبتني فأحببت ان اضعها هنا
بين أيديكم ...
قصة حب رائعه
هذه قصة من قصص الشعراء العرب الذين قضوا نحبهم عشقاً
وما أغرب قصة صاحبنا هذه المرة وما أمتعها
بطل القصه
فهو بشر الأسيدي من بنى عبد العزى.. شاعر إسلامي متوسط
في طبقته وأحد المتخلفين إلى رسول الله
بطلة القصه
فهي هند، فتاة من قومه وإحدى فواضل نساء عصرها حسناً
وجمالاً وأما حالتها الإجتماعية فمتزوجة من رجل يقال له
سعد بن سعيد، وأما حالتها العاطفية فعاشقة حتى الثمالة لبشر
بداية حب
نظرت هند إليه مرة يوم كان يجتاز بمنزلها قاصداً رسول الله ،
فلم تعد تملك إلاّ أن تنظر إليه دوماً، حتى أدمنت المكوث
كل غداة على دربه تنتظر إجتيازه. فإذا ما مر إضطرب كل
شيء فيها إلا النظرة الثابتة إلى وجهه إلى أن تطويه
المسافة بعيداً عنها، دون أن يكلف نفسه عناء رمي نظرة أو
إلقاء تحية أو القيام بأي حركة تحسسها بشغل حيز في حياته
فتناجي نفسها وتقول
أهواكَ يا بشرُ دون الناس كلهـم
وغيركَ يهواني فيمنَعُـهُ صـدّي
تمرُّ ببابي لست تعرفُ ما الـذي
أكابدُ من شوقي إليكَ ومن بُعدي
فياليتنـي أرضٌ وأنـتَ أمامهـا
تدوسُ بنعليك الكرامِ على خدّي
ويا ليتني نعلاً أقيكَ مـن الحَفَـا
ويا ليتني ثوباً أقيكَ مـن البَـرْدِ
تباتُ خليَّ البالِ من ألمِ الجَـوَى
وقلبي كواهُ الحبُّ من شدّةِ الوجدِ
وإنك إن قصَّرت عني ولـم تـزر
فلابُدَّ بعدَ الصدِّ أدفن في لحـدي
ولما تجاوز الحب حدّه، دمّر حدوده وتحول إلى شعر يدوَّن
ورسالة توجه إليه فكتبت ما يعتمر في داخلها، ثم أخذت
الجارية الكتاب وسارت به إلى بشر ولما وصلت إليه سلمت
عليه فرد عليها السلام وسألها عن حاجتها
فقالت الجارية: "إني جارية السيدة هند وقد أرسلتني إليك
بكتاب هذا هو فأخذه وقرأه وفهم معناه ثم إلتفت نحو
الجارية وسألها: هل سيدتك عذراء أم ذات بعل
فقالت الجارية بل متزوجة وزوجها موجود في المدينة
فرد بشر القول بالقول وواجه حبّها بالواجب المفروض عليها
تجاه زوجها ودعاها إلى الإعتصام بكلام الله وقال
عليكِ بتقوى الله والصَّبر إنّـه
نهى عن فجور بالنساءِ مُوَحّدُ
وصبراً لأمرِ الله لا تقربي الذي
نهَى الهُ عنـه والنبـيّ محمـدُ
فلا تطمعي في أن أزوركِ طائعاً
وأنت لغيري بالخنـاءِ معـوّدُ
وأخذت الجارية الكتاب وسلمته إلى سيدتها التي عزّت عليها
نفسها كثيراً فبكت بكاء مراً وكتبت إليه تقول
أما تخش يا بشر الإله فإنني لفي
حسرةٍ من لوعتـي وتسهـدي
فإن زرتني يا بشر أحييتَ مهجتي
وربي غفورٌ بالعطا باسطُ اليـدِ
ومرة أخرى عادت إليه الجارية برقعة من سيدتها وصعب على
بشر ما هي فيه فكتب لها هذه الأبيات
أيا هنـد هـذا لا يليـقُ بمسلـمٍ
ومسلمةٌ في عصَمة الزوج فابعـدي
أمـا تعلمـي أن السَفـاح محـرّمٌ
فحولي عن الفحشاءِ والعيبِ وارتدي
بهـذا نهـى ديـن النبـيِّ محمـدٍ
فتوبي إلى مولاكِ يا هنـدُ ترشـدي
لكن الكلمات كلها لم تكن لتكفيها في وصف ما تكابده من
حبه، وكل العادات والقوانين ما كانت لتثنيها. ولكنه لم
ييأس بل دأب على مراسلتها ليهديها فكتب
إن الذي منع الزيـارة فاعلمـي
خوف الفساد عليك أن لا تعتدي
وأخافُ أن يهواكِ قلبي في الهوى
فأكون قد خالفتُ ديـنَ محمـدِ
فلما وصلها هذا الكتاب انكمدت نفسها ومرضت فكتبت إليه
تقول
أيا بشر ما أقسى فؤادَك في الهوى
ما هكذا الحبُ في مذهبِ الإسلامِ
إني بُليت وقد تجافانـي الصفـا
فارحم خضوعي ثم زد بسـلامِ
ضاقت قراطيسُ التراسـل بيننـا
جفّ المدادُ وحفيـت الأقـلامُ
فلما وقف بشر على هذه الأبيات أجابها بقوله
لا والذي رفعَ السماءَ بأمـره
ودحى بساط الأرض باستحكامِ
وهو الذي بعثَ النبـي محمـداً
بشريعـة الإيمـان والإسـلامِ
لم أعصِ ربي في هـواك وإننـي
لمطهـر مـن سائـر الآثـامِ
وحلف أن لا يمر بباب هند ولا يقرأ لها كتاباً، فلما
إمتنع كتبت له
سألت ربي فقد أصبحتَ لي شجناً
أن تُبتلى بهوى مـن لا يُباليكـا
حتى تذوقَ الذي ذقتُ من نَصَبٍ
وتطلب الوصل ممن لا يواتيكـا
وتشتكي محنة في الحـب نازلـة
وتطلب الماء ممن ليس يسقيـكَ
بلاك ربـي بأمـراض مسلسلـةٍ
وبامتناع طبيـب لا يداويـكَ
ولا سروراً ولا يوماً ترى فرحـاً
وكل ضرٍ من الرحمـن يبليـكَ
فلما لج بشر وترك الممر ببابها أرسلت إليه بوصيفة لها
فأنشدته هذه الأبيات فقال للوصيفة لأمر ما لا أمر فلما
جاءت الوصيفة أخبرتها بقول بشر فكتبت وهي تقول
كفّر يمينك أن الذنبَ مغفـورُ
وأعلم بأنك أن كفّرت مأجورُ
لا تطردنّ رسولي وارثيـنّ لـه
إن الرسولَ قليلُ الذنبِ مأمورُ
واعلم بأني أبيتُ الليلَ ساهـرةً
ودمع عيني على خديَّ محـدورُ
أدعوه باسمِكَ في كربٍ وفي تعبٍ
وانت لاهٍ قريرُ العين مسـرورُ
وأما هندٌ فقد أصبحت بعدها موجة بشر بحرها وزهرة بشر
عطرها، تقطف من محياه كلما مرّ بعضاً من الحياة فكيف
تعيش إن حجب عنها؟؟
وأما بشر فقد خاف على نفسه من الفضيحة فارتحل إلى بطحاء
تراب ليلاً. ووقفت جارية هند على أمره فأعلمت سيدتها،
فاشتد عليها ذلك ومرضت مرضاً شديداً فبعث زوجها إلى
الأطباء فقالت له
لا تبعث إليّ طبيباً فإني عرفت دائي، قهرني جني في
مغتسلي فقال ليتحولي عن هذه الدار فليس لك في جوارنا خير
فأجابها الزوج ما أهون هذا فقالت إني رأيت في منامي أن
أسكن بطحاء تراب فقال اسكني بنا حيث شئت
فاتخذت هناك داراً على طريق بشر وجعلت تمضي الأيام في
النظر إليه كل غداة إذا غدا إلى رسول الله حتى برئت من
مرضها وعادت إلى حسنها، فقال لها زوجها إني لأرجو أن
يكون لك عند الله خير لما رأيت في منامك أن أسكني بطحاء
تراب فاكثري من الدعاء
وكانت مع هند في الدار عجوز فأفشت إليها أمرها وشكت
إليها ما أبتليت به وأخبرتها أنها خائفة أن يعلم بشر
بمكانها فيترك الممر ويأخذ طريقاً آخر فقالت لها العجوز
لا تخافي فإني أعلم لك أمر الفتى كله وإن شئت أقعدتك معه
ولا يشعر بمكانك فقالت ليت ذاك قد كان
ولما همّت العجوز بالإنصراف قالت لها هند
ساعديني واكشفي عني الكروب
ثم نوحي عند نوحي ياجنـوبْ
واندبي حظي ونوحـي علنـاً
إن حاليَ بَعْده شـيءٌ غريـبْ
ما رأت مثلي زليخـا يوسـفٍ
لا ولا يعقوب بالحزنِ العجيبْ
فقعدت العجوز على باب الدار حتى أقبل بشر فسألته أن يكتب
لها رسالة إلى إبنها في العراق فقعد وراحت تملي عليه
وهند تسمع كلامهما
فلما فرغ قالت العجوز لبشر يا فتى، إني أراك مسحوراً
فقال لها ما أعلمك بذلك؟
فأجابته ما قلت لك إلا وأنا متيقنة فانصرف عني اليوم حتى
أنظر في أمرك
ثم دخلت إلى هند وبشّرتها قائلة إني أراه فتى حدثاً ولا
عهد له بالنساء ومتى ما أتى وزيّنتك وطيّبتك وأدخلتك
عليه غلبت شهوته وهواه دينه
وفي مرة كانت قدإاتفقت فيها مع هند، دعته لتنظر له نجمه
فأدخلته إليها وأغلقت الباب عليهما فلم يشعر إلاّ والباب
أقفل ووقفت أمامه حسناء كأنها البدر وقد إرتمت عليه
وأخذته إليها وهي تقول
يا بشر واصلني وكنْ بي لطيفـاً
إني رأيتـك بالكمـالِ ظريفـا
وانظر إلى جسمي وما قد حلّ بي
فتراه صار من الغـرام نحيفـا
فلما رأها راعه جمالها وعلم ببراعته أنها هند التي هجر
مقره من أجلها فتباعد عنها متعطفاً وأنشد متلطفاً
ليس المليحُ بكاملٍ في حسنهِ
حتى يكونُ عن الحرامِ عفيفَا
فإذا تجنب عن معاصي ربه
فهنالك يدعى عاشقا وظريفا
فجاء زوج هند في غير عادته في كل يوم فوجد مع إمرأته
رجلاً في البيت فطلقها ولبب الفتى أي طوقه وجره وذهب به
إلى رسول الله فكبى بشر أمام الرسول وحلف بأنه ما كذبه
منذ صدقه وما كفر بالله منذ آمن به وقص على النبي قصته
فبعث النبي إلى العجوز وهند فأقرتا بين يديه فقال الحمد
لله الذي جعل من أمتي نظير يوسف الصديق فأدب العجوز
وأعاد هند إلى منزلها
بعد هذه الحادثة هاج بشر بحب هند وإنتظر إنتهاء عدتها
ليخطبها، لكن هند رفضت أن تتزوجه بعد أن فضحها عند رسول
الله ، فجاءها رسول من أهله يعلمها بأنه طريح الفراش وقد
يموت إن هي لم ترض به فقالت أماته الله فطالما أمرضني
فكتب إليها يقول
أرى القلب بعد الصبر أضحى مضيّعا
وأبقيت مالي فـي هـواك مضيّعـا
فلا تبخلي يا هندُ بالوصل وارحمـي
أسير هوى بالحبِ صـارَ مَضْيّعَـا
فلما وصلتها الأبيات كتبت تحتها تقول:
أتطلب يا غدَّار وصلـي بعدمـا
أسأت ووصلي منك أضحى مضيّعَا
ولما رجوتُ الوصلَ منك قطعتـه
وأسقيتني كأساً من الحزن مُتْرَعـا
واخجلتنـي عنـد النبـي محمـد
فكادت عيوني أن تسيل وتطلعـا
وزادت هذه الأبيات من لوعته وأضرمت نيران الحب في قلبه
فكتب إليها
سلام الله من بعـد البعـاد
على الشمس المنيرةِ في البلادِ
سلام الله يا هنـدُ عليـك
ورحمته إلى ييـومِ التنـادي
وحقِّ الله لا ينسـاك قلبـي
إلى يوم القيامةِ يـا مـرادي
فرقّي وارحمي مضنى كَئيبـاً
فبشر صار ملقى في الوسادِ
فداوي سقمه بالقرب يومـاً
فقلبي ذابَ من ألـم البعـادِ
لكن جرحها كان أكبر من أن تبلسمه الكلمات وفضيحتها كانت
أوسع من أن تحصرها الزفرات فردت عليه تقول
سلامُ الله من شمسِ البـلادِ
على الصبَّ الموسد في المهادِ
فإن ترجُ الوصال وتشتهيـه
فأنت من الوصالِ على بعادِ
فلست بنائلٍ منّي وصـالاً
ولا يدنو بياضك من سوادي
ولا تبلغ مرادك من وصالـي
إلى يوم القيامـةِ والتنـادي
فلما وصل إليه الكتاب إمتنع عن الطعام والشراب حتى إشتدت
علّته وكانت له أخت تواسيه فطلب منها أن تأتيه بهند
فلما علمت هند بأنه على آخر رمق من الحياة سارت معها
إليه فوجدته يقول
إلهي إني قـد بُليـت مـن الهـوى
وأصبحتُ ياذا العرش في أشغل الشغلِ
أكابد نفساً قد تولّـى بهـا الهـوى
وقد ملّ إخواني وقد ملّنـي أهلـي
وقد أيقنـتْ نفسـي بأنـي هالـكٌ
بهندٍ وأني قـد وهبـتُ لهـا قتلـي
وأنـي وإن كانـت إلـي مُسيـئـة
يشقُّ عليَّ أن تعـذّب مـن أجلـي
فبكت هند وبكى معها كل من كان حاضراً وأنشدت
أيا بشر حالك قد فنـى جسـدي
وألهب النار في جسمي وفي كبـدي
وفاض دمعي على الخدين منسكبـاً
وخانني الدهر فيكم وانقضى رشدي
ما كان قصدي بهذا الحال أنظركم
لا والذي خلقَ الإنسانَ من كمـدِ
فما سمع كلامها أوما إليها وأنشد:
أيا هند إذا مرّت عليك جنازتـي
فنوحي بحزنٍ ثم في النوح رنّمـي
وقولي إذا مرّت عليـك جنازتـي
وشيري بعينيك علـيَّ وسلّمـي
وقولي رعاكَ اللهُ يا ميَّّـتَ الهـوى
وأسكنكَ الفردوسَ إن كنتَ مسلم
ثم شهق شهقة وفارقت روحه الدنيا فلما رأته
إرتمت عليه وأنشدت
أيا عينُ نوحي على بشر بتغريـر
ألا ترويه من دمعـي بتقديـرِ
يا عينُ أبكي من بعد الدموعِ دماً
لأنه كان في الطاعـات محبـورِ
لفقدِ بشرٍ بكيتُ اليومَ من كمدٍ
لا خير في عيشةٍ تأتي بتكديـرِ
ألقاك ربك في الجناتِ في غُرَفٍ
تلقى النعيم بها بالخيـر موفـورِ
ثم ألقت بنفسها عليه وحركوها فإذا هي ميتة فغسلوهما
ودفنوهما معاً.
ஓ ◦°˚◦
/// /// /// ///ღ♥
/// ///ღ♥
////ღ♥
عسى ان اكون وفقت في إختياري
وأحضرت ما يليق بشموخكم
ღ لكم من ღ
ღღ
صانع الابداع
ღ ღ
كل الود ღ والمحبه ღ
قصه حب قديمه اعجبتني فأحببت ان اضعها هنا
بين أيديكم ...
قصة حب رائعه
هذه قصة من قصص الشعراء العرب الذين قضوا نحبهم عشقاً
وما أغرب قصة صاحبنا هذه المرة وما أمتعها
بطل القصه
فهو بشر الأسيدي من بنى عبد العزى.. شاعر إسلامي متوسط
في طبقته وأحد المتخلفين إلى رسول الله
بطلة القصه
فهي هند، فتاة من قومه وإحدى فواضل نساء عصرها حسناً
وجمالاً وأما حالتها الإجتماعية فمتزوجة من رجل يقال له
سعد بن سعيد، وأما حالتها العاطفية فعاشقة حتى الثمالة لبشر
بداية حب
نظرت هند إليه مرة يوم كان يجتاز بمنزلها قاصداً رسول الله ،
فلم تعد تملك إلاّ أن تنظر إليه دوماً، حتى أدمنت المكوث
كل غداة على دربه تنتظر إجتيازه. فإذا ما مر إضطرب كل
شيء فيها إلا النظرة الثابتة إلى وجهه إلى أن تطويه
المسافة بعيداً عنها، دون أن يكلف نفسه عناء رمي نظرة أو
إلقاء تحية أو القيام بأي حركة تحسسها بشغل حيز في حياته
فتناجي نفسها وتقول
أهواكَ يا بشرُ دون الناس كلهـم
وغيركَ يهواني فيمنَعُـهُ صـدّي
تمرُّ ببابي لست تعرفُ ما الـذي
أكابدُ من شوقي إليكَ ومن بُعدي
فياليتنـي أرضٌ وأنـتَ أمامهـا
تدوسُ بنعليك الكرامِ على خدّي
ويا ليتني نعلاً أقيكَ مـن الحَفَـا
ويا ليتني ثوباً أقيكَ مـن البَـرْدِ
تباتُ خليَّ البالِ من ألمِ الجَـوَى
وقلبي كواهُ الحبُّ من شدّةِ الوجدِ
وإنك إن قصَّرت عني ولـم تـزر
فلابُدَّ بعدَ الصدِّ أدفن في لحـدي
ولما تجاوز الحب حدّه، دمّر حدوده وتحول إلى شعر يدوَّن
ورسالة توجه إليه فكتبت ما يعتمر في داخلها، ثم أخذت
الجارية الكتاب وسارت به إلى بشر ولما وصلت إليه سلمت
عليه فرد عليها السلام وسألها عن حاجتها
فقالت الجارية: "إني جارية السيدة هند وقد أرسلتني إليك
بكتاب هذا هو فأخذه وقرأه وفهم معناه ثم إلتفت نحو
الجارية وسألها: هل سيدتك عذراء أم ذات بعل
فقالت الجارية بل متزوجة وزوجها موجود في المدينة
فرد بشر القول بالقول وواجه حبّها بالواجب المفروض عليها
تجاه زوجها ودعاها إلى الإعتصام بكلام الله وقال
عليكِ بتقوى الله والصَّبر إنّـه
نهى عن فجور بالنساءِ مُوَحّدُ
وصبراً لأمرِ الله لا تقربي الذي
نهَى الهُ عنـه والنبـيّ محمـدُ
فلا تطمعي في أن أزوركِ طائعاً
وأنت لغيري بالخنـاءِ معـوّدُ
وأخذت الجارية الكتاب وسلمته إلى سيدتها التي عزّت عليها
نفسها كثيراً فبكت بكاء مراً وكتبت إليه تقول
أما تخش يا بشر الإله فإنني لفي
حسرةٍ من لوعتـي وتسهـدي
فإن زرتني يا بشر أحييتَ مهجتي
وربي غفورٌ بالعطا باسطُ اليـدِ
ومرة أخرى عادت إليه الجارية برقعة من سيدتها وصعب على
بشر ما هي فيه فكتب لها هذه الأبيات
أيا هنـد هـذا لا يليـقُ بمسلـمٍ
ومسلمةٌ في عصَمة الزوج فابعـدي
أمـا تعلمـي أن السَفـاح محـرّمٌ
فحولي عن الفحشاءِ والعيبِ وارتدي
بهـذا نهـى ديـن النبـيِّ محمـدٍ
فتوبي إلى مولاكِ يا هنـدُ ترشـدي
لكن الكلمات كلها لم تكن لتكفيها في وصف ما تكابده من
حبه، وكل العادات والقوانين ما كانت لتثنيها. ولكنه لم
ييأس بل دأب على مراسلتها ليهديها فكتب
إن الذي منع الزيـارة فاعلمـي
خوف الفساد عليك أن لا تعتدي
وأخافُ أن يهواكِ قلبي في الهوى
فأكون قد خالفتُ ديـنَ محمـدِ
فلما وصلها هذا الكتاب انكمدت نفسها ومرضت فكتبت إليه
تقول
أيا بشر ما أقسى فؤادَك في الهوى
ما هكذا الحبُ في مذهبِ الإسلامِ
إني بُليت وقد تجافانـي الصفـا
فارحم خضوعي ثم زد بسـلامِ
ضاقت قراطيسُ التراسـل بيننـا
جفّ المدادُ وحفيـت الأقـلامُ
فلما وقف بشر على هذه الأبيات أجابها بقوله
لا والذي رفعَ السماءَ بأمـره
ودحى بساط الأرض باستحكامِ
وهو الذي بعثَ النبـي محمـداً
بشريعـة الإيمـان والإسـلامِ
لم أعصِ ربي في هـواك وإننـي
لمطهـر مـن سائـر الآثـامِ
وحلف أن لا يمر بباب هند ولا يقرأ لها كتاباً، فلما
إمتنع كتبت له
سألت ربي فقد أصبحتَ لي شجناً
أن تُبتلى بهوى مـن لا يُباليكـا
حتى تذوقَ الذي ذقتُ من نَصَبٍ
وتطلب الوصل ممن لا يواتيكـا
وتشتكي محنة في الحـب نازلـة
وتطلب الماء ممن ليس يسقيـكَ
بلاك ربـي بأمـراض مسلسلـةٍ
وبامتناع طبيـب لا يداويـكَ
ولا سروراً ولا يوماً ترى فرحـاً
وكل ضرٍ من الرحمـن يبليـكَ
فلما لج بشر وترك الممر ببابها أرسلت إليه بوصيفة لها
فأنشدته هذه الأبيات فقال للوصيفة لأمر ما لا أمر فلما
جاءت الوصيفة أخبرتها بقول بشر فكتبت وهي تقول
كفّر يمينك أن الذنبَ مغفـورُ
وأعلم بأنك أن كفّرت مأجورُ
لا تطردنّ رسولي وارثيـنّ لـه
إن الرسولَ قليلُ الذنبِ مأمورُ
واعلم بأني أبيتُ الليلَ ساهـرةً
ودمع عيني على خديَّ محـدورُ
أدعوه باسمِكَ في كربٍ وفي تعبٍ
وانت لاهٍ قريرُ العين مسـرورُ
وأما هندٌ فقد أصبحت بعدها موجة بشر بحرها وزهرة بشر
عطرها، تقطف من محياه كلما مرّ بعضاً من الحياة فكيف
تعيش إن حجب عنها؟؟
وأما بشر فقد خاف على نفسه من الفضيحة فارتحل إلى بطحاء
تراب ليلاً. ووقفت جارية هند على أمره فأعلمت سيدتها،
فاشتد عليها ذلك ومرضت مرضاً شديداً فبعث زوجها إلى
الأطباء فقالت له
لا تبعث إليّ طبيباً فإني عرفت دائي، قهرني جني في
مغتسلي فقال ليتحولي عن هذه الدار فليس لك في جوارنا خير
فأجابها الزوج ما أهون هذا فقالت إني رأيت في منامي أن
أسكن بطحاء تراب فقال اسكني بنا حيث شئت
فاتخذت هناك داراً على طريق بشر وجعلت تمضي الأيام في
النظر إليه كل غداة إذا غدا إلى رسول الله حتى برئت من
مرضها وعادت إلى حسنها، فقال لها زوجها إني لأرجو أن
يكون لك عند الله خير لما رأيت في منامك أن أسكني بطحاء
تراب فاكثري من الدعاء
وكانت مع هند في الدار عجوز فأفشت إليها أمرها وشكت
إليها ما أبتليت به وأخبرتها أنها خائفة أن يعلم بشر
بمكانها فيترك الممر ويأخذ طريقاً آخر فقالت لها العجوز
لا تخافي فإني أعلم لك أمر الفتى كله وإن شئت أقعدتك معه
ولا يشعر بمكانك فقالت ليت ذاك قد كان
ولما همّت العجوز بالإنصراف قالت لها هند
ساعديني واكشفي عني الكروب
ثم نوحي عند نوحي ياجنـوبْ
واندبي حظي ونوحـي علنـاً
إن حاليَ بَعْده شـيءٌ غريـبْ
ما رأت مثلي زليخـا يوسـفٍ
لا ولا يعقوب بالحزنِ العجيبْ
فقعدت العجوز على باب الدار حتى أقبل بشر فسألته أن يكتب
لها رسالة إلى إبنها في العراق فقعد وراحت تملي عليه
وهند تسمع كلامهما
فلما فرغ قالت العجوز لبشر يا فتى، إني أراك مسحوراً
فقال لها ما أعلمك بذلك؟
فأجابته ما قلت لك إلا وأنا متيقنة فانصرف عني اليوم حتى
أنظر في أمرك
ثم دخلت إلى هند وبشّرتها قائلة إني أراه فتى حدثاً ولا
عهد له بالنساء ومتى ما أتى وزيّنتك وطيّبتك وأدخلتك
عليه غلبت شهوته وهواه دينه
وفي مرة كانت قدإاتفقت فيها مع هند، دعته لتنظر له نجمه
فأدخلته إليها وأغلقت الباب عليهما فلم يشعر إلاّ والباب
أقفل ووقفت أمامه حسناء كأنها البدر وقد إرتمت عليه
وأخذته إليها وهي تقول
يا بشر واصلني وكنْ بي لطيفـاً
إني رأيتـك بالكمـالِ ظريفـا
وانظر إلى جسمي وما قد حلّ بي
فتراه صار من الغـرام نحيفـا
فلما رأها راعه جمالها وعلم ببراعته أنها هند التي هجر
مقره من أجلها فتباعد عنها متعطفاً وأنشد متلطفاً
ليس المليحُ بكاملٍ في حسنهِ
حتى يكونُ عن الحرامِ عفيفَا
فإذا تجنب عن معاصي ربه
فهنالك يدعى عاشقا وظريفا
فجاء زوج هند في غير عادته في كل يوم فوجد مع إمرأته
رجلاً في البيت فطلقها ولبب الفتى أي طوقه وجره وذهب به
إلى رسول الله فكبى بشر أمام الرسول وحلف بأنه ما كذبه
منذ صدقه وما كفر بالله منذ آمن به وقص على النبي قصته
فبعث النبي إلى العجوز وهند فأقرتا بين يديه فقال الحمد
لله الذي جعل من أمتي نظير يوسف الصديق فأدب العجوز
وأعاد هند إلى منزلها
بعد هذه الحادثة هاج بشر بحب هند وإنتظر إنتهاء عدتها
ليخطبها، لكن هند رفضت أن تتزوجه بعد أن فضحها عند رسول
الله ، فجاءها رسول من أهله يعلمها بأنه طريح الفراش وقد
يموت إن هي لم ترض به فقالت أماته الله فطالما أمرضني
فكتب إليها يقول
أرى القلب بعد الصبر أضحى مضيّعا
وأبقيت مالي فـي هـواك مضيّعـا
فلا تبخلي يا هندُ بالوصل وارحمـي
أسير هوى بالحبِ صـارَ مَضْيّعَـا
فلما وصلتها الأبيات كتبت تحتها تقول:
أتطلب يا غدَّار وصلـي بعدمـا
أسأت ووصلي منك أضحى مضيّعَا
ولما رجوتُ الوصلَ منك قطعتـه
وأسقيتني كأساً من الحزن مُتْرَعـا
واخجلتنـي عنـد النبـي محمـد
فكادت عيوني أن تسيل وتطلعـا
وزادت هذه الأبيات من لوعته وأضرمت نيران الحب في قلبه
فكتب إليها
سلام الله من بعـد البعـاد
على الشمس المنيرةِ في البلادِ
سلام الله يا هنـدُ عليـك
ورحمته إلى ييـومِ التنـادي
وحقِّ الله لا ينسـاك قلبـي
إلى يوم القيامةِ يـا مـرادي
فرقّي وارحمي مضنى كَئيبـاً
فبشر صار ملقى في الوسادِ
فداوي سقمه بالقرب يومـاً
فقلبي ذابَ من ألـم البعـادِ
لكن جرحها كان أكبر من أن تبلسمه الكلمات وفضيحتها كانت
أوسع من أن تحصرها الزفرات فردت عليه تقول
سلامُ الله من شمسِ البـلادِ
على الصبَّ الموسد في المهادِ
فإن ترجُ الوصال وتشتهيـه
فأنت من الوصالِ على بعادِ
فلست بنائلٍ منّي وصـالاً
ولا يدنو بياضك من سوادي
ولا تبلغ مرادك من وصالـي
إلى يوم القيامـةِ والتنـادي
فلما وصل إليه الكتاب إمتنع عن الطعام والشراب حتى إشتدت
علّته وكانت له أخت تواسيه فطلب منها أن تأتيه بهند
فلما علمت هند بأنه على آخر رمق من الحياة سارت معها
إليه فوجدته يقول
إلهي إني قـد بُليـت مـن الهـوى
وأصبحتُ ياذا العرش في أشغل الشغلِ
أكابد نفساً قد تولّـى بهـا الهـوى
وقد ملّ إخواني وقد ملّنـي أهلـي
وقد أيقنـتْ نفسـي بأنـي هالـكٌ
بهندٍ وأني قـد وهبـتُ لهـا قتلـي
وأنـي وإن كانـت إلـي مُسيـئـة
يشقُّ عليَّ أن تعـذّب مـن أجلـي
فبكت هند وبكى معها كل من كان حاضراً وأنشدت
أيا بشر حالك قد فنـى جسـدي
وألهب النار في جسمي وفي كبـدي
وفاض دمعي على الخدين منسكبـاً
وخانني الدهر فيكم وانقضى رشدي
ما كان قصدي بهذا الحال أنظركم
لا والذي خلقَ الإنسانَ من كمـدِ
فما سمع كلامها أوما إليها وأنشد:
أيا هند إذا مرّت عليك جنازتـي
فنوحي بحزنٍ ثم في النوح رنّمـي
وقولي إذا مرّت عليـك جنازتـي
وشيري بعينيك علـيَّ وسلّمـي
وقولي رعاكَ اللهُ يا ميَّّـتَ الهـوى
وأسكنكَ الفردوسَ إن كنتَ مسلم
ثم شهق شهقة وفارقت روحه الدنيا فلما رأته
إرتمت عليه وأنشدت
أيا عينُ نوحي على بشر بتغريـر
ألا ترويه من دمعـي بتقديـرِ
يا عينُ أبكي من بعد الدموعِ دماً
لأنه كان في الطاعـات محبـورِ
لفقدِ بشرٍ بكيتُ اليومَ من كمدٍ
لا خير في عيشةٍ تأتي بتكديـرِ
ألقاك ربك في الجناتِ في غُرَفٍ
تلقى النعيم بها بالخيـر موفـورِ
ثم ألقت بنفسها عليه وحركوها فإذا هي ميتة فغسلوهما
ودفنوهما معاً.
ஓ ◦°˚◦
/// /// /// ///ღ♥
/// ///ღ♥
////ღ♥
عسى ان اكون وفقت في إختياري
وأحضرت ما يليق بشموخكم
ღ لكم من ღ
ღღ
صانع الابداع
ღ ღ
كل الود ღ والمحبه ღ