التمسو
08-15-2009, 07:01 AM
شهد القرن السابع عشر الميلادي حركة ديمغرافية كبيرة في حركة السكان في العراق 0 وهو اندفاع قبائل شمر شمالا، بعد عبورها نهر الفرات ، قاصدة منطقة الجزيرة والموصل تحت مطاردة القوات العثمانية
وعبور قسم من القبائل نهر دجلة من منطقة سلمان باك سالكةطريق الضفة الشرقية للنهر حتى منطقة شادي لتشكل نواة لما يسمى الان (شمر طوكه) هذه المجموعة العابرة والفلول المنهزمة كانت من اصول شمرية متعددة ومختلفة وتمتهن الرعي ، ولم تظهر مشايخها بعد الا في وقت لاحق ، حيث صنعتها الاحداث وصقلتها التجربة ، وقادوا عشائرهم في معارك كبيرة مع العشائر المجاورة ومع السلطات العثمانية 00
في عام 1869 بعد تسلم الوالي مدحت باشا المسؤولية في بغداد ، حدث تحول كبير في الوضع الاجتماعي ، وتغير هائل فــــي البنية العشائرية بعد تطبيق خطتة في اسكان العشائر وتمليكهم الاراضي باقساط مريحة، وكانت مساحة الاراضي الممنوحة تتوقف على حجم العشيرة وقوةنفوذها ومدى تعاون شيخها مع السلطة0 ولنا في هذا الخبر الذى نشرته جريدة الزوراء في عددها 1183 من عام 1882 خير دليل على توضيح هذه الخطة، الخبر يقول00(( الشيخ بطيخ00 من رؤساء شمر طوكة طلب قبول دخالتة0 وكان مشهورا بقطع الطريق منذ 15 سنة0 فقبل الوالي دخالته على ان يركن وعشيرته للزراعة ))
بعد نهاية الحرب العالمية الاولى وفترة الحكم الملكي اتخذت العشائر وضعها الاجتماعي والاقتصادي المستقر ، وعرفت كل عشيرة حدودها0 واصبح الامر الواقع كما رسمتة السلطة العثمانية حتميا000وانتهت نهائيا عمليات الازاحة القبلية00وتميزت هذه المرحلة بتعزيز نظام المشيخة واشراك شيوخ العشائر في الحكم واصدار نظام خاص لحسم المنازعات المدنية والجزائية وفق العادات والتقاليد البدوية.
المشايخ
تاريخ مشايخ شمر طوكه المدون والموثق يبدأ عام 1818 بحاد ث كبير له تأثيراته وانعكاساته على مستقبل هذه العشائر، وهو اعدام ثلاثة من الرؤساء ، شاطي الخالد (بيت بردي ) ، رايط الدهله (المجابله ) ، ندا المصارع (الصدعان )،
في زمن الوالي داود باشا الكبير، على اثر وشاية من قبيلة الجعفرلوالي بغداد، بعد القضاء على امارة الزوين الجعفرية من قبل رجال شمر 0 يعني ذلك اختفاء ثلاث قمم كبيرة عن ساحة الرئاسة العشائرية في يوم واحد 0 هذا الحدث اوجد فراغا في المشيخة دام نصف قرن الا من حوادث متفرقة لحمد البردي يذكرها العزاوي في تاريخه 0 ثم استعادت هذه العشائر لقوتها وبرز منها
يمكن رسم خارطة المشيخة في تلك الفترة من عام 1868 الى نهاية القرن التاسع عشرعلى النحو التالي:ــ
1ــ الشيخ صبر المالح من المجابلة:ــ اثبت حضورة الرئاسي في مشيختة على قسم من عشائر شمر وعلى كافة العشائر المتحالفة 0 ركن الى الهدوء وعدم الخروج عن طاعة السلطة 0 وصداقته القوية مع ناصر باشا السعدون وسفرهما سوية الى اسطنبول عام 1874
وحصوله على (( الخلعة )) وحصول السعدوني على الوسام المجيدي من الدرجة الاولى0
2ــ الشيخ سيد الصفوك من بيت بردي : ـــ خلد الى الهدوء والسكينة واعلان الولاء والطاعة للسلطة بسط نفوذه على بعض عشائر شمر ، وكان لخؤولته من بيت العاصي من شيوخ العبيد له أثر في تقوية مركزه العشائري
0
3ــ الشيخ طرفة الصبر من المجابلة :ــ ورث المشيخة عن أبيه ، وكان علما بارزا بين الشيوخ وامتدت رايته الى قسم كبير من عشائر شمر والعشائر المتحالفة ، الا ان حادثا خطيرا ومهما وقع في فترة الشيخ ، ادى الى تقليص نفوذه وهو (( أنتفاضة القراغول )) بقيادة الشيخ حزام اليونس 0 واضطراره الى الرحيل من منطقة الدبوني الى العزيزية0 وبذلك انفصل القراغول وهم مكون رئيسي لما يعرف بـــــ(( الطبكات )) التي تشمل ايضا عتبه والخوالد والغشام ، واصبحت منذ ذلك الحين عشائرهم مستقلة ومتحررة من السيطرة الشمرية
4 ــ الصدعان 000 الضربة الموجعة التي وجهت اليهم في اعدام زعيمهم لم يصحوا منها بعد 000 لم تظهر فيهم زعامة بارزة0الذي ذكرناهم يمثلون جبهة الهدوء والطاعة والولاء ودفع الضرائب ( الكودة ) والمحافظة على طرق المواصلات من العابثين0في الجبهة الاخرى جبهة الخروج عن الطاعة وعدم تقديم الولاء والغزو المستمر للعشائر المجاورة وعدم دفع الضرائب والاغارة المستمرة على القوافل والسفن ، وهي معاصرة لجبهة الهدوء 000 يتزعمها الشيخ بطيخ الناهض ويسانده سيد المنصور من الشويفي ورغيف الداود من الدلابحة ، مما ارغم هؤلاء ومن تبعهم الى الهرب والرحيل الى مناطق البصرة والحويزة وجصان وتعرضهم للمطاردة والسجن من قبل القوات العثمانية0هذه صورة مشايخ شمر طوكة حتى نهاية القرن التا سع عشر ،
القيادات الثنائية
ما ان وضعت الحرب العالمية الاولى اوزارها واختفت من خارطة الوجود الدولة العثمانية ووفاة الشيح بطيخ والشيخ سيد الصفوك والشيخ طرفة الصبر ومعاصريهم ، حتى ظهر جيل جديد من المشايخ هم اولاد الشيوخ السابقين ، ولكن بدور آخر هو ( المشايخ المسيسة ) أي المشاركة في الحكم والفاعلة فية والمرتبطة مصيريا معه
0تتميز هذه المرحلة بصعود وبروز الشيخ فهد البطيخ وذلك لمشاركته في الثورة العربية وحصوله على رتبة مقدم و تسنمه منصب المستشار العشائري للملك واعتماده على قوة مسلحة بقيادة اخوته عكال وكامل وسويلم وحضوره عقد معاهدة (العقير)لترسيم الحدود بين السعودية والعراق وحقوق العشائر المتنقلة والموقعة مع الملك عبد العزيز بن سعود 0كان الشيخ فهد مع الشيخ جلوب الطرفة يشكلان ثنائيا قياديا مهما لما يتمتع به الشيخ جلوب بسعة المعرفة والاطلاع وسياسته الحكيمة و الذكية 0
وأبرز اعمالهما المشهورة في تلك المرحلة ، هو مشاركتهم الفاعلة في حل النزاع بين عشيرتي العزة والعبيد وحضورهم مجلس المصالحة وحل النزاع وحضور الملك فيصل الاول هذا المجلس حيث تم العمل بخطة الشيخ جلوب بعمل منطقة عازلة ومحرمة بين العشيرتين ، حيث حظيت هذه الخطة بمباركة الملك وموافقة الاطراف المتنازعةفي ايلول 1933 توفي الملك فيصل الاول وفي عام 1937 توفي الشيخ فهد ، وبذلك فقد الشيخ جلوب الطرفة احد اهم حلفائه ومسانديه مما أدى الى تقلص نفوذه ،
اضافة الى بروز شخصية منافسة قوية و جديدة على الساحة ، هو الشيخ حامد السيد الذي اكد حضوره الاجتماعي والسياسي ، والذي يتمتع بمؤهلات قيادية فذة ، ويمتلك شبكة واسعة من العلاقات مع ساسة بغداد والوزراء والنواب وشيوخ عشائر العراق 0 مع وجود عامل مضاف لهذا الشيخ ، هو القوة الاقتصادية والقدرة المادية العالية التي يمتلكها والتي كان يفتقر لها اغلب مشايخ شمر0كما ان عاملا آخر يمكن ان يكون ذا بال في تعزيز موقعة القيادي هو خؤولتة من أمارة زبيد واصهاره منهم0في الخمسينات من القرن الماضي كان الشيخ حامد السيد في ذروة تألقه، لاينازعه احد في نفوذه وسلطته ، لكونه محسوبا على رجالات الحكم الملكي آنذاك 0وكانت الحياة البرلمانية خاضعة للتأثير العشائري ،
فكان النائب خطاب الخضيري يحظى بدعم الشيخ حامد السيد ، في حين وقف الشيخ جلوب الطرفة بجانب النائب عبدالله المحمود ، لما بين الشيخين من تنافس وتزاحم 0 في الفترة ذاتها بدأ تشكل وتكون رمز جديد، ولكن من لون أخر ، ونمط مختلف ،
انه الشيخ حاتم علي البطيخ ، الرجل الكريم المتسامح المتواضع المحبوب المحترم ، الذي يحظى بتأييد شعبي لايرقى اليه أحد ، ويرتكز على قبيلة قوية ذات عدة وعدد ، تشكل الثقل الرئيسي في عشائر شمر وهم المجابلة، والعشائر والافخاذ المتحالفة من أصول وأعراق شتى ، كلها تدين بالولاء والاحترام والطاعة لهذا الشيخ الجليل0وضع الشيخ حامد السيد يده في يد الشيخ حاتم ، ليكمل بعضهما البعض وليشكلا ثنائيا قياديا فريدا من نوعه عادت منافعة على مجمل عشائر شمر طوكه0في مطلع السبعينات يتوفى الشيخ حامد السيد وبعده بـ اثنا عشر عاما يتوفى الشيخ حاتم وبذلك تغيب قمتان عاليتان ، ، لتبدء من جديد دورة التنافس والتسلق الى القمم ، مستعينة بعوامل عديدة مؤملة نفسها أن تأخذ موقعا متميزا في فضاءات مشيخة شمر
حديث الخاتمة
ثلاثة قرون عمر قبائل شمر طوكة في العراق ،بدايات صعبة ، فلول منهزمة ومنسحبة ، تعبر مانعا مائيا كبيرا ، برجالها ونسائها وعدتها ومواشيها ، وتزيح قبائل متوطنة ، وتأ سس كيانا اجتماعيا ، له مساحته واسهاماته في تاريخ العراق الحديث ، بسواعد رجال أشداء كانوا يلتحفون السماء ويتوسدون (( كنداغ الماطلي )) 0الغزو قانون الحياة في ذلك الزمن الغابر ، والحرية تسري في عروق البدوي0 لا ضرائب لاتجنيدولاقانون0 والعطوة والجلوة والنهوة والثار والتسيار والغانمة والنايرة مفردات في ثقافة البادية، تتكرر في الاحداث والاحاديث اليومية0ولكن حتمية التطور نحو التحضر وظهور الدولة المركزية القوية روضت هذا البدوي المشاكس ،بالترغيب والترهيب لتجعله اداة مطيعة تدور حول قطب رحى الدولة ولو بقدر معين0هؤلاء الرجال الذين صنعوا التجربة وعايشوها كان لابد لهم من قادة (( شيوخ ))وقانون المشيخة معروف (( الصحن والطعن )) ومادام الوصول الى قلوب الرجال عن طريق بطونها ، فأن للصحن تأثير فعال في صنع تلك القيادات ، وأن تعددت ألأساليب ولافرق بين صحن (( ابو العراوي )) يقدم تحت بيت الشعر في ذلك الزمان ، وصحن (( مسلفن )) يقدم في صالة المرديان في الوقت الحاضر، فكلها صحون وتؤدي نفس الغرض
0
وحاضر شمر طوكه ليس كأمسها فــ ((الفاصلة العمودية بين الشيخ بطيخ الناهض والشيخ نزهان حمدالله مبارك سلمان بطيخ الناهض ليست طويلة ، ولكنها أفقيا وحضارياً فاصلة كبيرة ومتسعة ))
ألأول في( خرجه) تميرات ورغيف شعير وكيس من الرصا ص ومتحفز للغزو وقطع الطريق0
والثاني يتأبط مصحفا ويرتقي منبرا ويدعو للفضيلة ويأمربالمعروف وينهى عن المنكر0
ألأول جد الثاني وكلاهما من شمر طوكة فتأمل 0
منقوووول ...................
شمر طوكه00 أضواء تاريخية واجتماعية للكاتب / لطيف الشيخ
وعبور قسم من القبائل نهر دجلة من منطقة سلمان باك سالكةطريق الضفة الشرقية للنهر حتى منطقة شادي لتشكل نواة لما يسمى الان (شمر طوكه) هذه المجموعة العابرة والفلول المنهزمة كانت من اصول شمرية متعددة ومختلفة وتمتهن الرعي ، ولم تظهر مشايخها بعد الا في وقت لاحق ، حيث صنعتها الاحداث وصقلتها التجربة ، وقادوا عشائرهم في معارك كبيرة مع العشائر المجاورة ومع السلطات العثمانية 00
في عام 1869 بعد تسلم الوالي مدحت باشا المسؤولية في بغداد ، حدث تحول كبير في الوضع الاجتماعي ، وتغير هائل فــــي البنية العشائرية بعد تطبيق خطتة في اسكان العشائر وتمليكهم الاراضي باقساط مريحة، وكانت مساحة الاراضي الممنوحة تتوقف على حجم العشيرة وقوةنفوذها ومدى تعاون شيخها مع السلطة0 ولنا في هذا الخبر الذى نشرته جريدة الزوراء في عددها 1183 من عام 1882 خير دليل على توضيح هذه الخطة، الخبر يقول00(( الشيخ بطيخ00 من رؤساء شمر طوكة طلب قبول دخالتة0 وكان مشهورا بقطع الطريق منذ 15 سنة0 فقبل الوالي دخالته على ان يركن وعشيرته للزراعة ))
بعد نهاية الحرب العالمية الاولى وفترة الحكم الملكي اتخذت العشائر وضعها الاجتماعي والاقتصادي المستقر ، وعرفت كل عشيرة حدودها0 واصبح الامر الواقع كما رسمتة السلطة العثمانية حتميا000وانتهت نهائيا عمليات الازاحة القبلية00وتميزت هذه المرحلة بتعزيز نظام المشيخة واشراك شيوخ العشائر في الحكم واصدار نظام خاص لحسم المنازعات المدنية والجزائية وفق العادات والتقاليد البدوية.
المشايخ
تاريخ مشايخ شمر طوكه المدون والموثق يبدأ عام 1818 بحاد ث كبير له تأثيراته وانعكاساته على مستقبل هذه العشائر، وهو اعدام ثلاثة من الرؤساء ، شاطي الخالد (بيت بردي ) ، رايط الدهله (المجابله ) ، ندا المصارع (الصدعان )،
في زمن الوالي داود باشا الكبير، على اثر وشاية من قبيلة الجعفرلوالي بغداد، بعد القضاء على امارة الزوين الجعفرية من قبل رجال شمر 0 يعني ذلك اختفاء ثلاث قمم كبيرة عن ساحة الرئاسة العشائرية في يوم واحد 0 هذا الحدث اوجد فراغا في المشيخة دام نصف قرن الا من حوادث متفرقة لحمد البردي يذكرها العزاوي في تاريخه 0 ثم استعادت هذه العشائر لقوتها وبرز منها
يمكن رسم خارطة المشيخة في تلك الفترة من عام 1868 الى نهاية القرن التاسع عشرعلى النحو التالي:ــ
1ــ الشيخ صبر المالح من المجابلة:ــ اثبت حضورة الرئاسي في مشيختة على قسم من عشائر شمر وعلى كافة العشائر المتحالفة 0 ركن الى الهدوء وعدم الخروج عن طاعة السلطة 0 وصداقته القوية مع ناصر باشا السعدون وسفرهما سوية الى اسطنبول عام 1874
وحصوله على (( الخلعة )) وحصول السعدوني على الوسام المجيدي من الدرجة الاولى0
2ــ الشيخ سيد الصفوك من بيت بردي : ـــ خلد الى الهدوء والسكينة واعلان الولاء والطاعة للسلطة بسط نفوذه على بعض عشائر شمر ، وكان لخؤولته من بيت العاصي من شيوخ العبيد له أثر في تقوية مركزه العشائري
0
3ــ الشيخ طرفة الصبر من المجابلة :ــ ورث المشيخة عن أبيه ، وكان علما بارزا بين الشيوخ وامتدت رايته الى قسم كبير من عشائر شمر والعشائر المتحالفة ، الا ان حادثا خطيرا ومهما وقع في فترة الشيخ ، ادى الى تقليص نفوذه وهو (( أنتفاضة القراغول )) بقيادة الشيخ حزام اليونس 0 واضطراره الى الرحيل من منطقة الدبوني الى العزيزية0 وبذلك انفصل القراغول وهم مكون رئيسي لما يعرف بـــــ(( الطبكات )) التي تشمل ايضا عتبه والخوالد والغشام ، واصبحت منذ ذلك الحين عشائرهم مستقلة ومتحررة من السيطرة الشمرية
4 ــ الصدعان 000 الضربة الموجعة التي وجهت اليهم في اعدام زعيمهم لم يصحوا منها بعد 000 لم تظهر فيهم زعامة بارزة0الذي ذكرناهم يمثلون جبهة الهدوء والطاعة والولاء ودفع الضرائب ( الكودة ) والمحافظة على طرق المواصلات من العابثين0في الجبهة الاخرى جبهة الخروج عن الطاعة وعدم تقديم الولاء والغزو المستمر للعشائر المجاورة وعدم دفع الضرائب والاغارة المستمرة على القوافل والسفن ، وهي معاصرة لجبهة الهدوء 000 يتزعمها الشيخ بطيخ الناهض ويسانده سيد المنصور من الشويفي ورغيف الداود من الدلابحة ، مما ارغم هؤلاء ومن تبعهم الى الهرب والرحيل الى مناطق البصرة والحويزة وجصان وتعرضهم للمطاردة والسجن من قبل القوات العثمانية0هذه صورة مشايخ شمر طوكة حتى نهاية القرن التا سع عشر ،
القيادات الثنائية
ما ان وضعت الحرب العالمية الاولى اوزارها واختفت من خارطة الوجود الدولة العثمانية ووفاة الشيح بطيخ والشيخ سيد الصفوك والشيخ طرفة الصبر ومعاصريهم ، حتى ظهر جيل جديد من المشايخ هم اولاد الشيوخ السابقين ، ولكن بدور آخر هو ( المشايخ المسيسة ) أي المشاركة في الحكم والفاعلة فية والمرتبطة مصيريا معه
0تتميز هذه المرحلة بصعود وبروز الشيخ فهد البطيخ وذلك لمشاركته في الثورة العربية وحصوله على رتبة مقدم و تسنمه منصب المستشار العشائري للملك واعتماده على قوة مسلحة بقيادة اخوته عكال وكامل وسويلم وحضوره عقد معاهدة (العقير)لترسيم الحدود بين السعودية والعراق وحقوق العشائر المتنقلة والموقعة مع الملك عبد العزيز بن سعود 0كان الشيخ فهد مع الشيخ جلوب الطرفة يشكلان ثنائيا قياديا مهما لما يتمتع به الشيخ جلوب بسعة المعرفة والاطلاع وسياسته الحكيمة و الذكية 0
وأبرز اعمالهما المشهورة في تلك المرحلة ، هو مشاركتهم الفاعلة في حل النزاع بين عشيرتي العزة والعبيد وحضورهم مجلس المصالحة وحل النزاع وحضور الملك فيصل الاول هذا المجلس حيث تم العمل بخطة الشيخ جلوب بعمل منطقة عازلة ومحرمة بين العشيرتين ، حيث حظيت هذه الخطة بمباركة الملك وموافقة الاطراف المتنازعةفي ايلول 1933 توفي الملك فيصل الاول وفي عام 1937 توفي الشيخ فهد ، وبذلك فقد الشيخ جلوب الطرفة احد اهم حلفائه ومسانديه مما أدى الى تقلص نفوذه ،
اضافة الى بروز شخصية منافسة قوية و جديدة على الساحة ، هو الشيخ حامد السيد الذي اكد حضوره الاجتماعي والسياسي ، والذي يتمتع بمؤهلات قيادية فذة ، ويمتلك شبكة واسعة من العلاقات مع ساسة بغداد والوزراء والنواب وشيوخ عشائر العراق 0 مع وجود عامل مضاف لهذا الشيخ ، هو القوة الاقتصادية والقدرة المادية العالية التي يمتلكها والتي كان يفتقر لها اغلب مشايخ شمر0كما ان عاملا آخر يمكن ان يكون ذا بال في تعزيز موقعة القيادي هو خؤولتة من أمارة زبيد واصهاره منهم0في الخمسينات من القرن الماضي كان الشيخ حامد السيد في ذروة تألقه، لاينازعه احد في نفوذه وسلطته ، لكونه محسوبا على رجالات الحكم الملكي آنذاك 0وكانت الحياة البرلمانية خاضعة للتأثير العشائري ،
فكان النائب خطاب الخضيري يحظى بدعم الشيخ حامد السيد ، في حين وقف الشيخ جلوب الطرفة بجانب النائب عبدالله المحمود ، لما بين الشيخين من تنافس وتزاحم 0 في الفترة ذاتها بدأ تشكل وتكون رمز جديد، ولكن من لون أخر ، ونمط مختلف ،
انه الشيخ حاتم علي البطيخ ، الرجل الكريم المتسامح المتواضع المحبوب المحترم ، الذي يحظى بتأييد شعبي لايرقى اليه أحد ، ويرتكز على قبيلة قوية ذات عدة وعدد ، تشكل الثقل الرئيسي في عشائر شمر وهم المجابلة، والعشائر والافخاذ المتحالفة من أصول وأعراق شتى ، كلها تدين بالولاء والاحترام والطاعة لهذا الشيخ الجليل0وضع الشيخ حامد السيد يده في يد الشيخ حاتم ، ليكمل بعضهما البعض وليشكلا ثنائيا قياديا فريدا من نوعه عادت منافعة على مجمل عشائر شمر طوكه0في مطلع السبعينات يتوفى الشيخ حامد السيد وبعده بـ اثنا عشر عاما يتوفى الشيخ حاتم وبذلك تغيب قمتان عاليتان ، ، لتبدء من جديد دورة التنافس والتسلق الى القمم ، مستعينة بعوامل عديدة مؤملة نفسها أن تأخذ موقعا متميزا في فضاءات مشيخة شمر
حديث الخاتمة
ثلاثة قرون عمر قبائل شمر طوكة في العراق ،بدايات صعبة ، فلول منهزمة ومنسحبة ، تعبر مانعا مائيا كبيرا ، برجالها ونسائها وعدتها ومواشيها ، وتزيح قبائل متوطنة ، وتأ سس كيانا اجتماعيا ، له مساحته واسهاماته في تاريخ العراق الحديث ، بسواعد رجال أشداء كانوا يلتحفون السماء ويتوسدون (( كنداغ الماطلي )) 0الغزو قانون الحياة في ذلك الزمن الغابر ، والحرية تسري في عروق البدوي0 لا ضرائب لاتجنيدولاقانون0 والعطوة والجلوة والنهوة والثار والتسيار والغانمة والنايرة مفردات في ثقافة البادية، تتكرر في الاحداث والاحاديث اليومية0ولكن حتمية التطور نحو التحضر وظهور الدولة المركزية القوية روضت هذا البدوي المشاكس ،بالترغيب والترهيب لتجعله اداة مطيعة تدور حول قطب رحى الدولة ولو بقدر معين0هؤلاء الرجال الذين صنعوا التجربة وعايشوها كان لابد لهم من قادة (( شيوخ ))وقانون المشيخة معروف (( الصحن والطعن )) ومادام الوصول الى قلوب الرجال عن طريق بطونها ، فأن للصحن تأثير فعال في صنع تلك القيادات ، وأن تعددت ألأساليب ولافرق بين صحن (( ابو العراوي )) يقدم تحت بيت الشعر في ذلك الزمان ، وصحن (( مسلفن )) يقدم في صالة المرديان في الوقت الحاضر، فكلها صحون وتؤدي نفس الغرض
0
وحاضر شمر طوكه ليس كأمسها فــ ((الفاصلة العمودية بين الشيخ بطيخ الناهض والشيخ نزهان حمدالله مبارك سلمان بطيخ الناهض ليست طويلة ، ولكنها أفقيا وحضارياً فاصلة كبيرة ومتسعة ))
ألأول في( خرجه) تميرات ورغيف شعير وكيس من الرصا ص ومتحفز للغزو وقطع الطريق0
والثاني يتأبط مصحفا ويرتقي منبرا ويدعو للفضيلة ويأمربالمعروف وينهى عن المنكر0
ألأول جد الثاني وكلاهما من شمر طوكة فتأمل 0
منقوووول ...................
شمر طوكه00 أضواء تاريخية واجتماعية للكاتب / لطيف الشيخ