نوف
09-14-2005, 10:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ باللّه إنه سميع عليم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه اجمعين أما بعد ...
فقد حذرنا الله تعالى من متابعة الشيطان وأمرنا بمعاداته ومخالفته فقال سبحانه (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) فالشيطان عدو لنا , ومن عداوته قيامه بالوسوسه للمصلى كى يذهب خشوعه ويلبس عليه صلاته
سبب الوسوسه
والوسوسه تعرض لكل من توجه بقلبه إلى الله بأى عباده , فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر ، ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة وغيره ولا يضجر ، فإنك بملازمة ذلك ينصرف عنك كيد الشيطان (إن كيد الشيطان كان ضعيفا)
فإنه لا بد لك من هذه الوسوسه فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق ، كلما أراد العبد السير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق عليه
وقيل لبعض السلف .. إن اليهود والنصارى يقولون لا نوسوس ... قال صدقوا وما يصنع الشيطان بالبيت الخرب
وقد مثل ذلك بثلاثة بيوت .. بيت للملك فيه كنوزه وذخائره وجواهره .. وبيت للعبد فيه كنوز العبد وذخائره وجواهره ... وبيت خال لا شيء فيه ، فجاء اللص يسرق من أحد البيوت ... فمن أيها يسرق ؟
وذكر رجل لبعض السلف . أنه دفن مالاً وقد نسي موضعه
فقال له ... قم فصل ، فقام فصلى فذكر موضع المال
فلما رأى العالم الرجل عرف أنه قد وجد ماله
فقال الرجل للعالم من أين علمت ذلك ؟
قال .. علمت أن الشيطان لا يدعك في الصلاة حتى يذكرك بما يشغلك ولا أهم عندك من ذكر موضع الدفن
فالعبد إذا قام في الصلاة غار الشيطان منه
فإنه قد قام في أعظم مقام وأقربه وأغيظه للشيطان
فهو يحرص ويجتهد كل الاجتهاد أن لا يقيمه فيه
بل لا يزال به يعده ويمنّيه وينسيه
ويجلب عليه بخيله ورجله حتى يهون عليه شأن الصلاة فيتهاون بها فيتركها
فإن عجز عن ذلك وعصاه العبد وقام في ذلك المقام
أقبل عدو الله تعالى حتى يحول بينه وبين قلبه
فيذكره في الصلاة ما لم يكن يذكر قبل دخوله فيها
حتى ربما كان قد نسي الشيء وأيس منه
فيذكره إياها في الصلاة ليشغل قلبه بها
ويأخذه عن الله عز وجل فيقوم فى الصلاة بلا قلب
فلا ينال من إقبال الله تعالى وكرامته وقربه ما يناله المقبل على ربه عز وجل الحاضر بقلبه في صلاته
فينصرف من صلاته مثلما دخل فيها بذنوبه وأثقاله لم تخفف عنه بالصلاة
فإن الصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها
وأكمل خشوعها ، ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقالبه
مكايد الشيطان وكيفية مواجهتها
من كيد الشيطان للمصلي أن يأتيه في صلاته فيلبسها عليه في النية يقول إنني لا أدري هل نويت أم لا ..
وإذا شرع في قراءة السور بعد الفاتحة قال له إنك لم تقرأ الفاتحة ..
ويأتيه أيضا في عدد الركعات يقول كأنك لم تصل إلا ركعة وهو قد صلى ركعتين ...
أو تكرار بعض الكلمات في الصلاة كتكبيرة الإحرام والتحيات فبعضهم يكررها للتأكد من الإتيان بها ، وربما رفع صوته بذلك , فيحصل إيذاء للآخرين ..
ولمواجهة كيد الشيطان وإذهاب وسوسته أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى العلاج التالي ..
فيما ورد عن أبي العاص رضي الله عنه قال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي ، فقال صلى الله عليه وسلم (ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا) قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني ... -والتفل هو إخراج هواء من الفم على هيئة البصق ولكن بدون بصق-
وعلاجه أيضاُ ... ما أخبرنا عنه صلى الله عليه وسلم فقال (إن أحدكم إذا قام يصلي جاء الشيطان فلبس عليه -يعني خلط عليه صلاته وشككه فيها- حتى لا يدري كم صلى فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين و هو جالس)
ومن كيد الشيطان للمصلي أن يشككه هل خرج منه ريح أو لم يخرج ...
وعلاج هذا ... من حديث أبي هريرة في الرجل يجد الشيء في بطنه ويشكل عليه هل خرج منه شيء أم لا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يخرج -أي من الصلاة- حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)
ومن كيده أيضاً للمصلي أن يجعله لا يصلي إلا على سجادة خاصة ظنًا واحتياطًا أن الأرض ليست طاهرة ..
والعلاج ... أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي في أي مكان ففي الحديث (جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا) وكان صلى الله عليه وسلم (يسجد على التراب تارة وعلى الحصى تارة وعلى الطين تارة)
علاج الوسواس
1- طلب العلم الشرعي .. فهو يمنع صاحبه من عمل ما ليس بوارد ولا أصل له بالشرع ، ويكون الشيطان منه أبعد فلو كنت على علم لما فعل ، ما فعل
2- تقوية الإيمان والمداومة على ذكر الرحمن ... فالذكر هو الحصن الحصين ، والسد المنيع ، والحافظ الملازم والسلاح الفتاك ضد الشياطين , وخص من جملة الأذكار أذكار الصباح والمساء وأذكار قبل النوم والدخول والخروج وغيرها
3- عدم الاسترسال مع الهواجس ومجاهدتها ... فلا يجعله شغله الشاغل لأنه إن تمادى به تمكن منه فإذا دافعه وجاهده زال عنه بإذن الله
4- الاستعاذة بالله تعالى والدعاء ... قال تعالى (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ باللَّه إنه سميع عليم) والدعاء من أقوى الأسباب في دفع الوساوس ، وليعلم أن الله يستحي أن يرد عبدًا سأله وقد وعد بالإجابة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
من عرف ربه اشتغل به عن هوى نفسهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
قال تعالى: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ باللّه إنه سميع عليم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه اجمعين أما بعد ...
فقد حذرنا الله تعالى من متابعة الشيطان وأمرنا بمعاداته ومخالفته فقال سبحانه (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) فالشيطان عدو لنا , ومن عداوته قيامه بالوسوسه للمصلى كى يذهب خشوعه ويلبس عليه صلاته
سبب الوسوسه
والوسوسه تعرض لكل من توجه بقلبه إلى الله بأى عباده , فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر ، ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة وغيره ولا يضجر ، فإنك بملازمة ذلك ينصرف عنك كيد الشيطان (إن كيد الشيطان كان ضعيفا)
فإنه لا بد لك من هذه الوسوسه فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق ، كلما أراد العبد السير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق عليه
وقيل لبعض السلف .. إن اليهود والنصارى يقولون لا نوسوس ... قال صدقوا وما يصنع الشيطان بالبيت الخرب
وقد مثل ذلك بثلاثة بيوت .. بيت للملك فيه كنوزه وذخائره وجواهره .. وبيت للعبد فيه كنوز العبد وذخائره وجواهره ... وبيت خال لا شيء فيه ، فجاء اللص يسرق من أحد البيوت ... فمن أيها يسرق ؟
وذكر رجل لبعض السلف . أنه دفن مالاً وقد نسي موضعه
فقال له ... قم فصل ، فقام فصلى فذكر موضع المال
فلما رأى العالم الرجل عرف أنه قد وجد ماله
فقال الرجل للعالم من أين علمت ذلك ؟
قال .. علمت أن الشيطان لا يدعك في الصلاة حتى يذكرك بما يشغلك ولا أهم عندك من ذكر موضع الدفن
فالعبد إذا قام في الصلاة غار الشيطان منه
فإنه قد قام في أعظم مقام وأقربه وأغيظه للشيطان
فهو يحرص ويجتهد كل الاجتهاد أن لا يقيمه فيه
بل لا يزال به يعده ويمنّيه وينسيه
ويجلب عليه بخيله ورجله حتى يهون عليه شأن الصلاة فيتهاون بها فيتركها
فإن عجز عن ذلك وعصاه العبد وقام في ذلك المقام
أقبل عدو الله تعالى حتى يحول بينه وبين قلبه
فيذكره في الصلاة ما لم يكن يذكر قبل دخوله فيها
حتى ربما كان قد نسي الشيء وأيس منه
فيذكره إياها في الصلاة ليشغل قلبه بها
ويأخذه عن الله عز وجل فيقوم فى الصلاة بلا قلب
فلا ينال من إقبال الله تعالى وكرامته وقربه ما يناله المقبل على ربه عز وجل الحاضر بقلبه في صلاته
فينصرف من صلاته مثلما دخل فيها بذنوبه وأثقاله لم تخفف عنه بالصلاة
فإن الصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها
وأكمل خشوعها ، ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقالبه
مكايد الشيطان وكيفية مواجهتها
من كيد الشيطان للمصلي أن يأتيه في صلاته فيلبسها عليه في النية يقول إنني لا أدري هل نويت أم لا ..
وإذا شرع في قراءة السور بعد الفاتحة قال له إنك لم تقرأ الفاتحة ..
ويأتيه أيضا في عدد الركعات يقول كأنك لم تصل إلا ركعة وهو قد صلى ركعتين ...
أو تكرار بعض الكلمات في الصلاة كتكبيرة الإحرام والتحيات فبعضهم يكررها للتأكد من الإتيان بها ، وربما رفع صوته بذلك , فيحصل إيذاء للآخرين ..
ولمواجهة كيد الشيطان وإذهاب وسوسته أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى العلاج التالي ..
فيما ورد عن أبي العاص رضي الله عنه قال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي ، فقال صلى الله عليه وسلم (ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا) قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني ... -والتفل هو إخراج هواء من الفم على هيئة البصق ولكن بدون بصق-
وعلاجه أيضاُ ... ما أخبرنا عنه صلى الله عليه وسلم فقال (إن أحدكم إذا قام يصلي جاء الشيطان فلبس عليه -يعني خلط عليه صلاته وشككه فيها- حتى لا يدري كم صلى فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين و هو جالس)
ومن كيد الشيطان للمصلي أن يشككه هل خرج منه ريح أو لم يخرج ...
وعلاج هذا ... من حديث أبي هريرة في الرجل يجد الشيء في بطنه ويشكل عليه هل خرج منه شيء أم لا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يخرج -أي من الصلاة- حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)
ومن كيده أيضاً للمصلي أن يجعله لا يصلي إلا على سجادة خاصة ظنًا واحتياطًا أن الأرض ليست طاهرة ..
والعلاج ... أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي في أي مكان ففي الحديث (جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا) وكان صلى الله عليه وسلم (يسجد على التراب تارة وعلى الحصى تارة وعلى الطين تارة)
علاج الوسواس
1- طلب العلم الشرعي .. فهو يمنع صاحبه من عمل ما ليس بوارد ولا أصل له بالشرع ، ويكون الشيطان منه أبعد فلو كنت على علم لما فعل ، ما فعل
2- تقوية الإيمان والمداومة على ذكر الرحمن ... فالذكر هو الحصن الحصين ، والسد المنيع ، والحافظ الملازم والسلاح الفتاك ضد الشياطين , وخص من جملة الأذكار أذكار الصباح والمساء وأذكار قبل النوم والدخول والخروج وغيرها
3- عدم الاسترسال مع الهواجس ومجاهدتها ... فلا يجعله شغله الشاغل لأنه إن تمادى به تمكن منه فإذا دافعه وجاهده زال عنه بإذن الله
4- الاستعاذة بالله تعالى والدعاء ... قال تعالى (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ باللَّه إنه سميع عليم) والدعاء من أقوى الأسباب في دفع الوساوس ، وليعلم أن الله يستحي أن يرد عبدًا سأله وقد وعد بالإجابة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
من عرف ربه اشتغل به عن هوى نفسهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ