راعي الدهماء
07-13-2009, 10:37 AM
كتب الشيخ من على سريره الأبيض الراجي لطف ربه الأوحد
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش أبو مالك
قينان والدجاجة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد :
فيذكر أن رجلاً أصيب بمرض نفسي , وكان يتخيل نفسه حبة قمح , وكان كلما رأى الدجاجة هرب منها , واختبأ عنها , فعرضه أهله على طبيب نفسي , فكان الطبيب يحاول إقناعه , تارة بكونه يتكلم , وحبة القمح لاتتكلم , ومرة بكونه يمشي , وحبة القمح ليس لها أقدام , ومازال به الطبيب حتى اقتنع تماماً أنه إنسان وليس حبة قمح , إلا أنه فاجأ الطبيب بقوله : لقد اقتنعت أيها الطبيب لكن من يقنع الدجاجة أني لست حبة قمح !!!! .
هذه الحادثة ذكرتني باعتراض الضريع قينان على موقف سمو أمير منطقة عسير – حفظه الله - , وزعمه أن تبرير منع الحفلات الغنائية وغيرها من المحرمات , للرغبة في عدم التقدم بين يدي الشهر الكريم ( رمضان ) بشيء من المعاصي , أمر غير مقنع , وذلك لطول الفصل بين نهاية تلك المناهي , وشهر القرآن , ولهذا فقد اندفع الضريع قينان متسائلاً , وكأن إبليس قد خوله للحديث عنه , ومراجعة سمو أمير المنطقة – حفظه الله – ومحاولة ثنيه عن قراره , الذي جاء متماشيا مع مافي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , ورأي أهل العلم والفضل , أولمحاولة الفتِّ من عزيمته بالإجلاب عليه برجل الشيطان وخيله .
حقيقة لقد عجبت من تلك البجاحة والصفاقة التي ربما لا أجد شبيها لها إلا واقع ذلك الذي أفسح له في مكان ضيق فجلس متربعا , أو الطفيلي الذي لحق بمدعوين لوليمة عرس فجلس في مكان الزوج .
الضريع قينان نسي أنه يخاطب رجلاً مؤدَّباً , لم يُرد أن يجرح مشاعر بعض الناس لاعتبارات يراها , وفي الوقت ذاته لايريد أن يحمل أوزاراً هو في غنى عنها , ولن ينجيه منها عندالله أن يمدحه الأفاكون أويثنوا عليه بارتكابها , ولهذا فقد أصدر توجيهاته ولسان حاله يقول :
أقضي قضائي وسعيي أن أنال به *** عفو الغفور وإنْ لم يقنعِ الحمرَ
بل كأني به حين أصدر قراره الحكيم المتزن أدرك بفطنته وحنكته أن هناك من لا يرضيه أن تستجيب الأمة لداعي الحق , بل يريدها غارقة في الشهوات والشبهات , حتى كأن لسان حال ذلك المفتون يقول :
وكان لي الشيطان أستاذ صنعةٍ *** فأصبحت فيما بعد أستاذ صنعته
ولهذا فظني بالأمير الفاضل كان يردد وهو يقرأ ماخطَّته بعض الأقلام المأجورة , أو المدفوعة من قبل بعض من تعني لهم تلك الشهوات والحفلات شيئاً :
عليَّ نحت القوافي من معادنها *** وماعليَّ إذا لم تقنعِ البقرُ
ومن هنا فإني أتوجه إلى سمو الأمير الكريم بالشكر والدعاء والثناء , وقد حاولت مراراً الاتصال به إلا أن ذلك لم يقدَّر لي , وإن كنت أجزم أنه لم يفعله طمعاً في شكر الناس , بل لعله أراد به شكر رب الناس وتلك والله المكرمة والرفعة , وهذا ليس بغريب على مثله , فهو سلالة ذلك الرجل الصالح , الذي لايختلف على حبه وصدقه وصلاحه الأضداد والفرقاء , لكن شكري له من باب " من لايشكر الناس لايشكر الله " , وهذا ما أوصي به أهل الفضل والخير , أن يتواصلوا مع سموه , وأن يشكروه على عظيم فعله , وجميل مواقفه , كما يسرني أن أقول له : حسناً فعلت , وخيراً أتيت , وللبرِّ هُديت , وقد عصمت نفسك من إثم , ومنعت عن الناس مآثم , وهذا عين الحكمة والعقل , ومسلك أهل الفضيلة والرشد .
وهو مقال وشكر موصول لكل أمراء المناطق الذين اتخذواحيال تلك التفاهات مواقف مشكورة مأجورة بفضل الله ومنته .
ثم أتوجه إلى وكلاء إبليس , أو إلى صاحب الدجاجة الضريع قينان , ومن لفَّ لفَّه , وأقول :
رويدكم أيها الحالمون فقَدَر هذه البلاد أن تبقى عزيزة بدينها بحول الله ومنته , ومهما حاول أحد خرق سفينتها , أو العبث بشيء من أدوات السلامة فيها , فسيجعل الله له من قادتها وأهل الفضل فيها من يردعه عن سفهه , ويوقفه عند حدِّه , ويردُّه إلى رشده , وإنه إن أتيح لبعض السفهاء فرصة العبث لأي سبب من الأسباب , فإن ذلك من قدر الله وحكمته , إذ الصراع بين الحق والباطل إلى أن تقوم الساعة , ولكن ثقتنا بانتصار الحق ولو بعد حين , أعظم من ثقة أهل الباطل بموعود الشيطان لهم ولاسواء .
ومهما طال ليل السفلة وتسيَّدوا في الإعلام , وروَّجوا الأراجيف والشائعات , فإن صبح الحق يجلو كلَّ ظلام , ومن بعده ترى القوارض قد أجحرت , كما أجحر صاحب الوطن حين احترق بشمس النائب الثاني – حفظه الله – وأيقن أنه قد أدركته شهبه , فبعد أن كان يصف نفسه بالوسطي , وينسب صحيفته لسماحة الإسلام واعتداله , خرج مؤذنا بفجر جديد واعد , تتغيَّر معه الحال مستقبلاً , ومع يقيني أن هذا الكلام منه للاستهلاك الرخيص المكشوف , إلا أني أثق أنه يعبث بالنار , لأن الذي انتقده رجل حازم إذا قال فعل , ولا تنطلي عليه حيل البطَّالين .
وبعد هذا كله :
هل لازال الضريع قينان بحاجة إلى من يُقنِعه , أم هو بحاجة إلى من يَقنَعه على أمِّ رأسه كما فعل عمر رضي الله عنه مع صبيغ , فإن من الناس من تكفيه الإشارة , ومنهم من لابدَّ من قرعه بالعصا , وفي ظني أننا سنحتاج إلى من سيحاول إقناع الدجاجة أن ذلك الرجل ليس حبة قمح , ليقنع الضريع قينان أن الحفلات الغنائية حرام وإثم وهي لاتجوز في كل السنة , وحرمتها في رمضان وبين يديه آكد , وأن الأمير – حفظه الله – لم يقتنع بعد أن قراراته تحتاج إلى قناعتك أو من هم خلفك أو بين يديك , فأبلغهم بذلك , حتى يسعى لإقناعك بضرورة ترك مانهى الشارع عنه .
اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين
اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصر مجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا
هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش أبو مالك
قينان والدجاجة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد :
فيذكر أن رجلاً أصيب بمرض نفسي , وكان يتخيل نفسه حبة قمح , وكان كلما رأى الدجاجة هرب منها , واختبأ عنها , فعرضه أهله على طبيب نفسي , فكان الطبيب يحاول إقناعه , تارة بكونه يتكلم , وحبة القمح لاتتكلم , ومرة بكونه يمشي , وحبة القمح ليس لها أقدام , ومازال به الطبيب حتى اقتنع تماماً أنه إنسان وليس حبة قمح , إلا أنه فاجأ الطبيب بقوله : لقد اقتنعت أيها الطبيب لكن من يقنع الدجاجة أني لست حبة قمح !!!! .
هذه الحادثة ذكرتني باعتراض الضريع قينان على موقف سمو أمير منطقة عسير – حفظه الله - , وزعمه أن تبرير منع الحفلات الغنائية وغيرها من المحرمات , للرغبة في عدم التقدم بين يدي الشهر الكريم ( رمضان ) بشيء من المعاصي , أمر غير مقنع , وذلك لطول الفصل بين نهاية تلك المناهي , وشهر القرآن , ولهذا فقد اندفع الضريع قينان متسائلاً , وكأن إبليس قد خوله للحديث عنه , ومراجعة سمو أمير المنطقة – حفظه الله – ومحاولة ثنيه عن قراره , الذي جاء متماشيا مع مافي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , ورأي أهل العلم والفضل , أولمحاولة الفتِّ من عزيمته بالإجلاب عليه برجل الشيطان وخيله .
حقيقة لقد عجبت من تلك البجاحة والصفاقة التي ربما لا أجد شبيها لها إلا واقع ذلك الذي أفسح له في مكان ضيق فجلس متربعا , أو الطفيلي الذي لحق بمدعوين لوليمة عرس فجلس في مكان الزوج .
الضريع قينان نسي أنه يخاطب رجلاً مؤدَّباً , لم يُرد أن يجرح مشاعر بعض الناس لاعتبارات يراها , وفي الوقت ذاته لايريد أن يحمل أوزاراً هو في غنى عنها , ولن ينجيه منها عندالله أن يمدحه الأفاكون أويثنوا عليه بارتكابها , ولهذا فقد أصدر توجيهاته ولسان حاله يقول :
أقضي قضائي وسعيي أن أنال به *** عفو الغفور وإنْ لم يقنعِ الحمرَ
بل كأني به حين أصدر قراره الحكيم المتزن أدرك بفطنته وحنكته أن هناك من لا يرضيه أن تستجيب الأمة لداعي الحق , بل يريدها غارقة في الشهوات والشبهات , حتى كأن لسان حال ذلك المفتون يقول :
وكان لي الشيطان أستاذ صنعةٍ *** فأصبحت فيما بعد أستاذ صنعته
ولهذا فظني بالأمير الفاضل كان يردد وهو يقرأ ماخطَّته بعض الأقلام المأجورة , أو المدفوعة من قبل بعض من تعني لهم تلك الشهوات والحفلات شيئاً :
عليَّ نحت القوافي من معادنها *** وماعليَّ إذا لم تقنعِ البقرُ
ومن هنا فإني أتوجه إلى سمو الأمير الكريم بالشكر والدعاء والثناء , وقد حاولت مراراً الاتصال به إلا أن ذلك لم يقدَّر لي , وإن كنت أجزم أنه لم يفعله طمعاً في شكر الناس , بل لعله أراد به شكر رب الناس وتلك والله المكرمة والرفعة , وهذا ليس بغريب على مثله , فهو سلالة ذلك الرجل الصالح , الذي لايختلف على حبه وصدقه وصلاحه الأضداد والفرقاء , لكن شكري له من باب " من لايشكر الناس لايشكر الله " , وهذا ما أوصي به أهل الفضل والخير , أن يتواصلوا مع سموه , وأن يشكروه على عظيم فعله , وجميل مواقفه , كما يسرني أن أقول له : حسناً فعلت , وخيراً أتيت , وللبرِّ هُديت , وقد عصمت نفسك من إثم , ومنعت عن الناس مآثم , وهذا عين الحكمة والعقل , ومسلك أهل الفضيلة والرشد .
وهو مقال وشكر موصول لكل أمراء المناطق الذين اتخذواحيال تلك التفاهات مواقف مشكورة مأجورة بفضل الله ومنته .
ثم أتوجه إلى وكلاء إبليس , أو إلى صاحب الدجاجة الضريع قينان , ومن لفَّ لفَّه , وأقول :
رويدكم أيها الحالمون فقَدَر هذه البلاد أن تبقى عزيزة بدينها بحول الله ومنته , ومهما حاول أحد خرق سفينتها , أو العبث بشيء من أدوات السلامة فيها , فسيجعل الله له من قادتها وأهل الفضل فيها من يردعه عن سفهه , ويوقفه عند حدِّه , ويردُّه إلى رشده , وإنه إن أتيح لبعض السفهاء فرصة العبث لأي سبب من الأسباب , فإن ذلك من قدر الله وحكمته , إذ الصراع بين الحق والباطل إلى أن تقوم الساعة , ولكن ثقتنا بانتصار الحق ولو بعد حين , أعظم من ثقة أهل الباطل بموعود الشيطان لهم ولاسواء .
ومهما طال ليل السفلة وتسيَّدوا في الإعلام , وروَّجوا الأراجيف والشائعات , فإن صبح الحق يجلو كلَّ ظلام , ومن بعده ترى القوارض قد أجحرت , كما أجحر صاحب الوطن حين احترق بشمس النائب الثاني – حفظه الله – وأيقن أنه قد أدركته شهبه , فبعد أن كان يصف نفسه بالوسطي , وينسب صحيفته لسماحة الإسلام واعتداله , خرج مؤذنا بفجر جديد واعد , تتغيَّر معه الحال مستقبلاً , ومع يقيني أن هذا الكلام منه للاستهلاك الرخيص المكشوف , إلا أني أثق أنه يعبث بالنار , لأن الذي انتقده رجل حازم إذا قال فعل , ولا تنطلي عليه حيل البطَّالين .
وبعد هذا كله :
هل لازال الضريع قينان بحاجة إلى من يُقنِعه , أم هو بحاجة إلى من يَقنَعه على أمِّ رأسه كما فعل عمر رضي الله عنه مع صبيغ , فإن من الناس من تكفيه الإشارة , ومنهم من لابدَّ من قرعه بالعصا , وفي ظني أننا سنحتاج إلى من سيحاول إقناع الدجاجة أن ذلك الرجل ليس حبة قمح , ليقنع الضريع قينان أن الحفلات الغنائية حرام وإثم وهي لاتجوز في كل السنة , وحرمتها في رمضان وبين يديه آكد , وأن الأمير – حفظه الله – لم يقتنع بعد أن قراراته تحتاج إلى قناعتك أو من هم خلفك أو بين يديك , فأبلغهم بذلك , حتى يسعى لإقناعك بضرورة ترك مانهى الشارع عنه .
اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين
اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصر مجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا
هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم