احمد العتيبي-1
05-17-2009, 12:59 PM
شركة طيران عربية 100%
بقلم محسن الصفار
بعد أن ذاق سعيد الأمرَّين في عمله كصحفي في مجلة سياسية وطرده من أكثر من عمل قرر أخيراً أن يترك السياسة وحصل على وظيفة كمحرر في مجلة إقتصادية وكانت أول مهمة له إعداد تقرير عن إحدى شركات الطيران العربية التي فازت بجوائز عالمية، وحسب الإتفاق فقد منحت شركة الطيران سعيد تذكرة مجانية كي يسافر إلى مقر الشركة وإجراء لقاءات مع مدرائها، عندما صعد سعيد إلى الطائرة تعجب لرؤية أن جميع المضيفات أجنبيات, شقراوات، سمراوات، ملامح آسيوية ولكن ولا واحدة منهن لها سحنة عربية أو تشبه العرب حتى !!!.
وقرب الإقلاع بثت رسالة قبطان الطائرة للترحيب بالمسافرين حيث قال بالإنجليزية:
- هنا قبطان الطائرة اريك ومساعده شارلز يرحبان بكم على متن طائرة البوينغ777 طاقم الطائرة يتحدث اللغات الانجليزية، الفرنسية، التايلندية، الاثيوبية، الروسية نتمنى لكم رحلة سعيدة.
ثم تم إعادة نفس النص باللغة العربية بشكل تسجيل.
إبتسم سعيد وقال في سره هكذا شركات الطيران العربية وإلا بلا يتحدثون كل لغات الأرض عدا العربية!!!
وصل سعيد إلى مقر الشركة حيث إستقبلته فتاة جميلة تتحدث الانجليزية بلكنة فرنسية وقالت:
- أهلاً بك يا سيد سعيد في شركتنا انا مديرة العلاقات العامة كيف نستطيع أن نسهّل مهمتك؟.
أجابها سعيد:
- والله أنا أريد أن أجري مقابلات مع الرؤساء والمدراء للشركة.
- جميل جداً هل تريد أن تقابل الرئيس التنفيذي؟
- نعم ما إسمه؟
- جايمس وهو أمريكي.
- لا لا، أريد أن تكون المقابلة مع شخص عربي ماذا عن نائب الرئيس؟
- إسمه يان وهو بريطاني.
- رئيس العمليات؟
- إسمه اندريه وهو فرنسي.
- المدير التجاري؟
- إسمه طوم وهو إسترالي.
- مدير الشحن؟
- إسمه كومار وهو هندي.
- سبحان الله هذه الشركة لا يوجد فيها ولا شخص واحد عربي؟.
- كيف ذلك؟ بالطبع لدينا عدد من العرب.
- جميل وما هي وظائفهم.
- لدينا العم أبو أحمد فراّش المدير العام ولدينا 3 سائقين عرب وساعي بريد.
- هذه تخصصات رفيعة جداً!!!.
- وهناك بالطبع رئيس مجلس الإدارة فهو عربي ومواطن.
- عظيم أريد مقابلته إذاً.
- لا مانع ولكن هناك مشكلة صغيرة, هو لا يتقن العربية فقد نشأ منذ الصغر في أمريكا.
أجاب سعيد متهكماً:
- لماذا لست متعجباً من ذلك!!!
وإستطرد:
- لا بأس أريد مقابلته على أي حال فهو يحمل إسماً عربياً على الأقل.
تم تنظيم المقابلة دخل سعيد على رئيس مجلس الإدارة وسلّم عليه وبدأ الحوار بالإنجليزية وسأله أول سؤال:
- ماذا تخبرنا عن شركتكم للطيران؟
- نعم شركتنا تعد فخر شركات الطيران العربية من حيث نوع الطائرات.
- هل هي طائرات من صنع عربي؟
ضحك الرئيس من سذاجة السؤال وأجاب:
- بالطبع لا فدولنا العربية لا تصنع دراجات حتى فما بالك بالطائرات العملاقة كلها طائرات أمريكية وأوروبية.
- هل خبراء صيانتها من المهندسين العرب؟
- بالطبع لا، لو ذهبت إلى شركة سيارات فستجد أنهم لا يسمحون لعربي بأن يفتح محركها فهل سيسمحون للعرب بصيانة الطائرات؟
- لماذا جميع المدراء عندكم من الأجانب؟
- لأنهم يمتلكون خبرة في هذا المجال غير موجودة عند العرب
- وماهي هذه الخبرة التي لم نستطيع أن نكتسبها منهم خلال نصف قرن من عمر الطيران في العالم العربي؟.
- هم أكثر مرونة وليونة في التعامل من العرب.
- ربما لأنهم يقبضون رواتب خيالية لا يحلم بها العربي حتى!!
بدت علائم الإنزعاج واضحة على وجه رئيس مجلس الإدارة الذي نهض فجأة من كرسيه وخاطب سعيد:
- أنت هنا لإجراء مقابلة أم إستجواب؟
- كلاهما فهذه وظيفة الصحفي.
- لا يا حبيبي وظيفتك كصحفي أن تكتب ما نريده منك بأن شركتنا هي فخر للعروبة وأننا حققنا ما لم يتمكن غيرنا من تحقيقه ثم تستلم مظروفاً فيه دولارات وتأخذك إحدى المضيفات الجميلات في نزهة بعد الظهر وترجع إلى بلدك مفهوم؟
- لا غير مفهوم فأنت تخلط بيني كصحفي وبين كاتب العرائض أمام باب المحكمة الذي يكتب كل ما يطلب منه.
- تفضل إخرج وليكن بعلمك إذا كتبت أي شيء لا يعجبنا فسنخرب بيتك وبيت المجلة التي تعمل بها.
كتب سعيد مقاله وسلّمه إلى رئيس التحرير حيث كتب:
شركة طيران عربية 100%
قال الشاعر:
بلاد العرب أوطاني
من الهند لتايوان
ومن باريس إلى لندن
ومن سيدني لليونان
هذا هو شعار شركة الطيران العربية التي تؤمن بأن العرب كحضارة لا تحدهم حدود وأن جميع شعوب الأرض كانت في يوم ما او ستصبح يوما ما دولاً عربية، وبالتالي فإن جميع مدراء وموظفي الشركة هم من الدول العربية أمريكا، وأستراليا، والهند، وفرنسا.
شركة الطيران هذه تمتلك طائرات أمريكية يقودها قباطنة إنجليز وتخدم على المسافرين حسناوات فرنسيات ويشحنها ويفرغها هنود ويقوم بصيانتها إستراليين ومع ذلك فهي شركة عربية 100% ودامت إنجازات العرب الحضارية.
نظر رئيس التحرير إلى المقال وقال لسعيد:
- الله يخرب بيتك ياسعيد , أنت مطرود بالثلاثة يا سعيد!!
بقلم محسن الصفار
بعد أن ذاق سعيد الأمرَّين في عمله كصحفي في مجلة سياسية وطرده من أكثر من عمل قرر أخيراً أن يترك السياسة وحصل على وظيفة كمحرر في مجلة إقتصادية وكانت أول مهمة له إعداد تقرير عن إحدى شركات الطيران العربية التي فازت بجوائز عالمية، وحسب الإتفاق فقد منحت شركة الطيران سعيد تذكرة مجانية كي يسافر إلى مقر الشركة وإجراء لقاءات مع مدرائها، عندما صعد سعيد إلى الطائرة تعجب لرؤية أن جميع المضيفات أجنبيات, شقراوات، سمراوات، ملامح آسيوية ولكن ولا واحدة منهن لها سحنة عربية أو تشبه العرب حتى !!!.
وقرب الإقلاع بثت رسالة قبطان الطائرة للترحيب بالمسافرين حيث قال بالإنجليزية:
- هنا قبطان الطائرة اريك ومساعده شارلز يرحبان بكم على متن طائرة البوينغ777 طاقم الطائرة يتحدث اللغات الانجليزية، الفرنسية، التايلندية، الاثيوبية، الروسية نتمنى لكم رحلة سعيدة.
ثم تم إعادة نفس النص باللغة العربية بشكل تسجيل.
إبتسم سعيد وقال في سره هكذا شركات الطيران العربية وإلا بلا يتحدثون كل لغات الأرض عدا العربية!!!
وصل سعيد إلى مقر الشركة حيث إستقبلته فتاة جميلة تتحدث الانجليزية بلكنة فرنسية وقالت:
- أهلاً بك يا سيد سعيد في شركتنا انا مديرة العلاقات العامة كيف نستطيع أن نسهّل مهمتك؟.
أجابها سعيد:
- والله أنا أريد أن أجري مقابلات مع الرؤساء والمدراء للشركة.
- جميل جداً هل تريد أن تقابل الرئيس التنفيذي؟
- نعم ما إسمه؟
- جايمس وهو أمريكي.
- لا لا، أريد أن تكون المقابلة مع شخص عربي ماذا عن نائب الرئيس؟
- إسمه يان وهو بريطاني.
- رئيس العمليات؟
- إسمه اندريه وهو فرنسي.
- المدير التجاري؟
- إسمه طوم وهو إسترالي.
- مدير الشحن؟
- إسمه كومار وهو هندي.
- سبحان الله هذه الشركة لا يوجد فيها ولا شخص واحد عربي؟.
- كيف ذلك؟ بالطبع لدينا عدد من العرب.
- جميل وما هي وظائفهم.
- لدينا العم أبو أحمد فراّش المدير العام ولدينا 3 سائقين عرب وساعي بريد.
- هذه تخصصات رفيعة جداً!!!.
- وهناك بالطبع رئيس مجلس الإدارة فهو عربي ومواطن.
- عظيم أريد مقابلته إذاً.
- لا مانع ولكن هناك مشكلة صغيرة, هو لا يتقن العربية فقد نشأ منذ الصغر في أمريكا.
أجاب سعيد متهكماً:
- لماذا لست متعجباً من ذلك!!!
وإستطرد:
- لا بأس أريد مقابلته على أي حال فهو يحمل إسماً عربياً على الأقل.
تم تنظيم المقابلة دخل سعيد على رئيس مجلس الإدارة وسلّم عليه وبدأ الحوار بالإنجليزية وسأله أول سؤال:
- ماذا تخبرنا عن شركتكم للطيران؟
- نعم شركتنا تعد فخر شركات الطيران العربية من حيث نوع الطائرات.
- هل هي طائرات من صنع عربي؟
ضحك الرئيس من سذاجة السؤال وأجاب:
- بالطبع لا فدولنا العربية لا تصنع دراجات حتى فما بالك بالطائرات العملاقة كلها طائرات أمريكية وأوروبية.
- هل خبراء صيانتها من المهندسين العرب؟
- بالطبع لا، لو ذهبت إلى شركة سيارات فستجد أنهم لا يسمحون لعربي بأن يفتح محركها فهل سيسمحون للعرب بصيانة الطائرات؟
- لماذا جميع المدراء عندكم من الأجانب؟
- لأنهم يمتلكون خبرة في هذا المجال غير موجودة عند العرب
- وماهي هذه الخبرة التي لم نستطيع أن نكتسبها منهم خلال نصف قرن من عمر الطيران في العالم العربي؟.
- هم أكثر مرونة وليونة في التعامل من العرب.
- ربما لأنهم يقبضون رواتب خيالية لا يحلم بها العربي حتى!!
بدت علائم الإنزعاج واضحة على وجه رئيس مجلس الإدارة الذي نهض فجأة من كرسيه وخاطب سعيد:
- أنت هنا لإجراء مقابلة أم إستجواب؟
- كلاهما فهذه وظيفة الصحفي.
- لا يا حبيبي وظيفتك كصحفي أن تكتب ما نريده منك بأن شركتنا هي فخر للعروبة وأننا حققنا ما لم يتمكن غيرنا من تحقيقه ثم تستلم مظروفاً فيه دولارات وتأخذك إحدى المضيفات الجميلات في نزهة بعد الظهر وترجع إلى بلدك مفهوم؟
- لا غير مفهوم فأنت تخلط بيني كصحفي وبين كاتب العرائض أمام باب المحكمة الذي يكتب كل ما يطلب منه.
- تفضل إخرج وليكن بعلمك إذا كتبت أي شيء لا يعجبنا فسنخرب بيتك وبيت المجلة التي تعمل بها.
كتب سعيد مقاله وسلّمه إلى رئيس التحرير حيث كتب:
شركة طيران عربية 100%
قال الشاعر:
بلاد العرب أوطاني
من الهند لتايوان
ومن باريس إلى لندن
ومن سيدني لليونان
هذا هو شعار شركة الطيران العربية التي تؤمن بأن العرب كحضارة لا تحدهم حدود وأن جميع شعوب الأرض كانت في يوم ما او ستصبح يوما ما دولاً عربية، وبالتالي فإن جميع مدراء وموظفي الشركة هم من الدول العربية أمريكا، وأستراليا، والهند، وفرنسا.
شركة الطيران هذه تمتلك طائرات أمريكية يقودها قباطنة إنجليز وتخدم على المسافرين حسناوات فرنسيات ويشحنها ويفرغها هنود ويقوم بصيانتها إستراليين ومع ذلك فهي شركة عربية 100% ودامت إنجازات العرب الحضارية.
نظر رئيس التحرير إلى المقال وقال لسعيد:
- الله يخرب بيتك ياسعيد , أنت مطرود بالثلاثة يا سعيد!!