رجل ستالينغراد
05-13-2009, 07:51 PM
وأنا أتصفح النت وبين رابط والأخر وقع نظري على هذا التصحيح للعلامه الفاضل والجليل أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري يرد فيه على السيد عبدالحميد زيني بن علوي بن صالح بن عقيل حيث ادعى ان نسبهم يعود إلى عقيل بن أبي طالب وهذا غير صحيح وتصحيح اخر لاحد الكتاب استند عليه الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في كتابه جمهرة أنساب الأسر المتحضرة رواية عن الشيخ محمد بن ناصر العبودي حفظه الله ان آل عقيل من الحفاة من عتيبه والشاهد لنقل هذا الموضوع هو للفائده للأعضاء و لتعليق الفاضل ابو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري حينا قال نبيع الرخيص والغالي لنكون من الاشراف او عتيبه
أَبْرَأُ إلى الله من هذا الكتاب
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَعْنُ من انتسب إلى غير أبيه، وحكم الفقهاء أن الناس مؤتمنون على أنسابهم ما لم يَدَّعُوا الشَّرفا (1)؛ لأنه يترتَّب على الشرف أحكام فقهية، وقد صدر عن الدار العربية للموسوعات ببيروت الطبعة الأولى عام 1429هـ. كتاب بعنوان (تراجم ونسب آل البيت/ النسب المحسوب لكل جد ......
....منسوب) تأليف السيد عبدالحميد زيني بن علوي بن صالح بن عقيل!!.
قال أبو عبدالرحمن: إن كان المؤلف ابن عم لي ومن أقربائي كما زَعَم: فأنا أبرأ إلى الله من هذا النسب المكذوب المفترى.. وإن كان من غير أبناء عمنا فلا علم لي بصحة الكتاب.. ولكنه أراد أبناء عمي؛ لأنه سرد جملة منهم، وفيهم من أجتمع معه في الجد الرابع (2)، وحجته وجود آل عقيل الأشراف - ولسنا منهم، بل هم أزكى نسباً بكثير -، ثم سرد بيوت الأُسَرِ الهاشمية التي يشاركها آل عقيل (من ذرية علي رضي الله عنهما) النسبَ، واستغرق بذلك معظم الكتاب (3) .
قال أبو عبدالرحمن: لا جديد تحت الشمس؛ فآل عقيل الأشراف - الذين لم نكن منهم - أشهر مِن عَلَمٍ على رأسه نار، ومشجرات الأشراف، ونقابتهم، وكُتبهم التي لا تُحصى كثرة كلها و كلهم معروفون، وأنسابهم مسلسلة، وهي تنفي من ليس منهم.. ثم بعد هذا التعب الفضولي ترك الأشراف والسادة من بني الحسن والحسين رضي الله عنهما، وسرد أبناء عمنا في نسب عقيل بن أبي طالب (أخي علي رضي الله عنهما)(4)؛ فلماذا إذن ذلك التعب والإفاضة في نسب الحسنيين والحسينيين ما دمنا في زعمه من ذرية عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه.. وسرد آل عقيل الذين أنا منهم (5) وفخوذهم معروفة عندي منذ خمسة عشر عاماً، وجدهم كلهم (عقيل بن عمر)، ولا نعلم مَنْ بَعْدَ عمر من الأجداد، وكثير من فخوذهم عجزنا عن وصلهم بعقيل بن عمر رحمه الله، وتورَّعتُ من الظَّنِّ؛ فلم أحاول ربطهم باسم يشترك فيه اسمُ أبعدِ جد لهم يتسلسلون إليه، ولم أُقَدِّر ما بينهم من السنين؛ بناء على قاعدة النسابين بأن يعطوا كل مئة عام ثلاثة آباء؛ لأنه لا يُعمل بهذه القاعدة إلا بالتسلسل غير المنقطع.. وأدخل معنا أُناساً من بني عقيل بن أبي طالب رضي الله عنهم لا شك في نسبهم ولكننا لسنا منهم، ولا صلة بيننا وبينهم ألبتة، وربط معهم أناساً من آل عقيل من ذرية علي بن أبي طالب من غير ذرية عقيل رضي الله عنهما؛ فما أعظم هذا الخلط، بل جاء بذكر الزبير بن العوام رضي الله عنه، ولا أدري ما المناسبة (6) ؟.
قال أبو عبد الرحمن: إن كان المؤلف السيد عبدالحميد زيني بن علوي بن صالح بن عقيل ليس ابن عم لنا فهنيئاً له هذا النسب الكريم، وعليه استبعاد أبناء عمي، فلسنا والله من ذرية علي ولا عقيل ابني أبي طالب ولا الزبير بن العوام رضي الله عنهم.. وإن كان ابن عم لنا فعليه أن يبرأ من هذا النسب، ويتوب إلى الله؛ فإن مدَّعي النسب إلى غير قبيلته ملعون بنص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فكيف الحال إذا كان الادِّعاء في أشراف قريش.. سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.. وهو لم يذكر برهاناً ألبتة إلا أن في خَلْقِ الله قرشيين يقال لهم: آل عقيل.. وهذا حق، ولكن المطلوب البرهان على علاقة أبناء عمي بهذا النسب الكريم!.
وقبله العم عقيل الحمد رحمه الله ركَّب لنا نسباً مسلسلاً إلى الحفاة من عتيبة، ونشره شيخنا حمد الجاسر رحمه الله في كتابه جمهرة أنساب الأسر المتحضرة رواية عن الشيخ محمد بن ناصر العبودي حفظه الله، وهذا كَذب.. قال أبو عبدالرحمن: نبيع الرخيص والغالي حتى نكون من الأشراف أو عتيبة، ولكن لا خير في ادعاء الباطل.
وقبله العم إبراهيم العقيل أخو المهندس محمد رحمهما الله نسبنا إلى تميم؛ لأن في تميم (آل فوزان) , ومن أفخاذ بني عمي (آل فوزان)، وليس هذا بصحيح الدلالة، وفوزاننا جَدٌّ قريب، وذكر لي أسطورة (وهيب وضبيب)، ونسيتها، واستأنس بأن مِن أبناء عمي مَن سكن أشيقر.. وليس هذا بصحيح الدلالة، ولو كنت من تميمٍ هضبةِ الجزيرة لخشيت على نفسي من البطر!!.
والذي أُحَقِّقه أننا من الخزرج من الأنصار رضي الله عنهم، وكان مجيئنا من المدينة المنورة منذ 264 هـ عاماً تقريباً بناء على أبعد جد عرفته من أهل نجد.
ولقد اطلعتُ على مشجَّر نسبنا المخطوط عام 1282هـ، وفيه نصّاً: ((ويقال: إنهم من الخزرج)).. وكلمة (يقال) كلمة تمريض وزعْم، ولكن حصل اليقين كما سأذكره.
وراحَمَ أجدادُنا الخضيرية، وتعاطوا حِرَفَهم؛ فكان عدادهم في الخضيرية.. والسرُّ في ذلك أن من انتسب عند أهل نجد إلى قبيلة غير معروفة في نجد كآل سري وآل كعب والمسارحة.. إلخ لم يعترفوا بنسبه؛ وإنما يعترفون بنسب من يعتزي إلى قبيلة نجدية أو مشهورة في نجد.
وخضيري بِعُرْفها الآن عامية، ووجه عاميتها اعتقاد العامة أن القبلي (ويسمونه شيخاً) أبيض البشرة، والعبد المملوك أسود البشرة، ومن لا يعرف أهو قبلي أو عبد أسود فهو خضيري.. أي بين الأبيض والأسود.. والخضيرية في نجد أنواع:
1- النوع الأول: عرب أصلاء من عرب نجد أخفوا نسبهم خوفاً من الثأر فأصهروا إلى الخضيرية؛ فضاع نسبهم.. ومنهم عرب أصلاء من غير عرب نجد لم يعترفوا بهم.. بل وُجِد بين من أصهر إلى الخضيرية وبين أبناء عمه القبيليين وثائق مشتركة، وأملاك مشتركة.. وأعرف أسراً كثيرة منهم آل حُمَيِّد إخوان إحدى أخواتي من أمها جاء جدهم القحطاني من الجنوب، وأظهر لهم القحطانيون سلسلة نسب أبيهم القريب (حميِّد)؛ فاعترف بهم القحطانيون.. وأذكر رحيماً لنا اسمه (ساسي) شريف من جيزان من السليمانيين، ولا يعرف عوام نجد السليمانيين؛ فتزوج بنت خالي عمر بن محمد العقيل رحمهم الله.
2- النوع الثاني: وافدون في حج أو غيره من بلاد عربية فيهم العربي نسباً، وفيهم غيره، ولكنهم لا يحققون ذلك.
3- والنوع الثالث: وافدون من البلاد الإسلامية، وأكثرهم غير عرب.
4- والنوع الرابع: وافدون من بلاد أجنبية، وهم غير عرب كلهم على ما يظهر والعلم عند الله.
5- والنوع الخامس: من يسمونهم عبيداً أو موالي، وهذه فرية عظيمة؛ لأن الولاء الشرعي كان قديماً منذ أرسل الخلفاء كمعاوية رضي الله عنه موالي إلى جزيرة العرب لاستثمارها، ولكن ردُّ من جُهِل نسبه إلى موالي من عهد سحيق دعوى كاذبة لا تصح إلا ببرهان كالشمس.. وأما العبيد فقد انقطع الرِّق الشرعي منذ فتح مكة في جزيرة العرب؛ فكل رِق بعد ذلك فهو غير شرعي، ولا يترتب عليه ولاء شرعي؛ لأنه استعباد أحرار محرَّم مخالف لمفهوم الرِّق في الإسلام، وهو عجز سببه الكفر؛ وبما أن النصوص الشرعية صحت وتواترت بتوعُّد العرب بالذِّلة ما أحْيَوا عنصريتهم وفخرهم وانتقاصهم للآخرين، وأخبر أنهم أقلُّ الأمم آخر الزمان، وبما أن التاريخ على مداره شهد بأن العرب فقدوا ملكهم للرقعة، وعادوا إلى الجاهلية كلما انتقلوا من مفهوم الأمة إلى مفهوم العشائرية ومثالب الآخرين بمثل خط (120)؛ مما يُعَقِّد النفوس، ويُعطِّل مواهبها؛ وبما أن العروبة التي تجعل العرب نسباً والعرب ولاءً في صف واحد: هي اللغة، والدين، والمنشأ والولاء (7)؛ وبما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ألحق فرداً مجهولاً بإحدى القبائل؛ حتى لا ينكسر خاطره مع إخوانه المسلمين - وعمر رضي الله عنه من أحرص الناس على عزِّ العرب -: فإنه يتحتَّم ديناً وأمانة إلغاء النَّبْز بخضيري، وعبد، وخط 120، وأزرق ظهر، وثمن الملح؛ لأنه لا يشك مسلم أن الله حرم في سورة الحجرات التنابز بالألقاب (وفيها ما هو دون ذلك)، وسماه فسقاً؛ فهل سيصرُّ أبناء أمتي على عصيان ربهم، وقد يحصل في الأمة (حالَ ضعفِ العرب) انقسامٌ لا تحمد عقباه؟!.. ونصوص الشرع فضَّلت العرب بالرسالة، ولم تفضل الرسالة بالعرب؛ ولكن لهذا السبب أعدَّهم الله بفضل دنيوي ذاتي بعضه كريم في جاهليتهم، وبعضه غير محمود؛ لأنه استُعْمل في غير موضعه، فلما دانوا بالإسلام كانت الرقعة العربية والإسلامية تحمل بصماتهم؛ لأن الله سبحانه نظَّم خصوصيتهم الذاتية بالإسلام؛ فكانت زكاء لهم، ويليهم في الفضل الدنيوي الفرس، وأما اليهود فلم ينفعهم تفضيل الله لهم بالنعم؛ بل شهد عليهم ربهم - بسبب كفرهم بالنعم - بالجبن والبخل والفساد والخسَّة والكذب، وميزهم بالمغضوب عليهم.. وجعل الله ميزان الفضل بالتقوى، وجعل الانقسام إلى قبائل للتعارف لا للتفاخر؛ ولما ذكر الله خير أمة أُخرجت للناس جعل الخطاب لعُموم المسلمين لا لخصوص العرب؛ لأن أساس الوصف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأما تأكُّد خزرجيَّتي في الأصل، وأن كلمة (ويقال) التي أسلفتها يمتنع أن تكون على معنى التمريض والزعم: فبرهانه أن الأشياخ من مدينتي شقراء (وبعضهم حي يرزق، وأبناؤهم موجودون) يداعبونني وأخي عبد الله رحمه الله بالخزرجي.. بل إن المؤرخ المعروف إبراهيم بن صالح بن عيسى رحمه الله تعالى دعاه جدي عبد الرحمن رحمه الله للإفطار (الريوق)، وموعده مع الشروق؛ لأن عندهم قهوة الفجر الأولى، ثم الريوق.. وقد مر الشيخ إبراهيم بالماقفة (سوق الجلب)؛ فوجد رجلاً من أهل القرائن يلقبونه الضبَّ معه حمل حطب للبيع، وكان جدي رحمه الله يحب اللحم، وكل دخله في شراء اللحم (الطريفة، أو الشرك)؛ فصار الشيخ إبراهيم يصعد الدرج، ويترنَّم بهذين البيتين من شعره مخاطباً جدي:
بَشِّر دُحيماً بأن الضبَّ قد قَدِما
له نفاخٌ يبتغي به لَحَما
يبيع للخزرجي ولا يماكِسُهُ
وحيثما حلَّ يلق الشحم والدَّسما
وروى لي الوالد رحمه الله أحد الأشطر مكسوراً فأقمتُ خلله.. هذا واقع الحال، وواجب على أبناء عمي تقوى الله، والبراءة من نسب الأشراف الكريم المختلق لنا وهو ينطبق على بني عقيلٍ غيرنا.
قال أبو عبد الرحمن: والأسرة الهاشمية المعاصرة التي تنتسب إلى جد اسمه (عقيل) إذا عَلِمَتْ بهذا الكتاب وما فيه من إلحاق طارئ لآل عقيل آخرين غيرهم ربما حاكموا المؤلف الذي لم يذكر مجرد شبهة (ودعك من البرهان) عن علاقة هؤلاء بهؤلاء، وأشهرهم مثل بيت بافقيه وأقاربهم من آل علوي وآل الحداد وآل محضار وآل السقاف الحسينيين، وفي بعضهم من له جد اسمه عقيل، وكل واحد منهم يملك نسبه مصدَّقاً عليه من نقابة الأشراف.. وأكثر هذه الأسر الهاشمية أعرفها أسراً وأفراداً.
وإن كان المؤلف يريد التأليف عن الأسر الهاشمية - مع خلوِّ كتابه من التوثيق، وفقدانه ثبتاً بالمصادر - فالتآليف فيهم الموثقة المطبوعة والمخطوطة لا تُحصى كثرة.. ولكنه يريد إلحاقنا بهم، فعليه أوَّلاً تعيين الجد الذي اسمه عقيل منهم؛ فما أكثر من اسمه عقيل في أجدادهم، ثم يذكر براهينه على أن عقيلنا نحن النجديين الذين لا يتكثَّرون بالباطل من ذرية إحدى هذه الأسر الهاشمية، وهو لم يذكر أدنى شبهة.
ولكنه ترك ما أتعب فيه نفسه من تلك الأسر التي استهلكت 220 صفحة، ونسبنا بجرة قلم، وبالدعوى المجردة إلى (محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب)، وهو من أعيان أول القرن الثاني الهجري، وبيننا وبينه ثلاثة عشر قرناً؛ أفتكون الدعوى بهذه السهولة؟!.
وليس لذرية عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه امتداد في العصور المتأخرة؛ وإنما أعقابهم قديماً في مصر وبلاد العجم (8)، وقد ذكر الإمام أبو محمد ابن حزم رحمه الله النَّسابة الحسين بن قمن بن محمد بن أحمد بن سليمان بن عبدالله بن محمد بن عقيل (9).. والكتاب بقفزته الدَّعَوِيَّة المجرَّدة غير العلمية ضرر علينا يجعلنا أضحوكة للناس وسخرية؛ فجمهور القُرَّاء لا يجدون برهاناً، وذوو المعرفة والتَّخصُّصِ يعرفون واقع الحال.. ولو كانت ذرية عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه موجودة الآن في نجد أو في المدينة المنورة التي جئنا منها لما كان هذا دليلاً على أننا منهم، بل لا بد من برهان خاص عن علاقتنا بهم، وقد قلت: إن بيننا وبين عبدالله بن محمد بن عقيل ثلاثة عشر قرناً فأين العلم المأثور؟! (10).
إنني أقول للمؤلف: ما دمت في سعة ف (يدكُ والحارُّ)، وأثبت في طبعة ثانية كل ما فيه بعد التوثيق سوى انتسابنا إليهم.
وكتبه لكم:
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
- عفا الله عنه -
(1) قال أبوعبدالرحمن: الصواب (الشرف)؛ فتفتح وصلاً، وتسكن وقفاً، ولا تُمَدُّ إلا في الشعر.. ولكن جرت عادة المدرسين وطلبة العلم مدَّها عن غير استذكار للخبرة اللغوية.
(2) انظر ص 235 .
(3) من بداية ص11 إلى نهاية ص220 .
(4) ص 221-244، وذكر ص222 أحد أبناء عمي نقيباً لنا ولا نقابة إلا بانتخاب، وليس لنا نقيب اليوم، ولكن استحق هذا اللقب العم عبدالعزيز بن محمد العقيل من أهل رويضة العرض، وهو مذكور مشهور بينهم، وقد توفي رحمه الله قريباً.
(5) ص221 .
(6) انظر ص 245-390، وذلك آخر الكتاب!.
(7) قال أبوعبدالرحمن: حقهم أن يُسموا (أفناء العرب).
(8) انظر التفصيل الأكثر عن ذرية عبد الله بن محمد بن عقيل تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب ص 357، وعمدة الطالب لابن عنبة ص 59 .
(9) جمهرة أنساب العرب ص 69 .
(10) انظر عن ذرية عقيل رضي الله عنه أنساب الأشراف للبلاذري 2-71-72 .
----------------
منقول
http://search.suhuf.net.sa/2008jaz/nov/20/ar4.htm
أَبْرَأُ إلى الله من هذا الكتاب
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَعْنُ من انتسب إلى غير أبيه، وحكم الفقهاء أن الناس مؤتمنون على أنسابهم ما لم يَدَّعُوا الشَّرفا (1)؛ لأنه يترتَّب على الشرف أحكام فقهية، وقد صدر عن الدار العربية للموسوعات ببيروت الطبعة الأولى عام 1429هـ. كتاب بعنوان (تراجم ونسب آل البيت/ النسب المحسوب لكل جد ......
....منسوب) تأليف السيد عبدالحميد زيني بن علوي بن صالح بن عقيل!!.
قال أبو عبدالرحمن: إن كان المؤلف ابن عم لي ومن أقربائي كما زَعَم: فأنا أبرأ إلى الله من هذا النسب المكذوب المفترى.. وإن كان من غير أبناء عمنا فلا علم لي بصحة الكتاب.. ولكنه أراد أبناء عمي؛ لأنه سرد جملة منهم، وفيهم من أجتمع معه في الجد الرابع (2)، وحجته وجود آل عقيل الأشراف - ولسنا منهم، بل هم أزكى نسباً بكثير -، ثم سرد بيوت الأُسَرِ الهاشمية التي يشاركها آل عقيل (من ذرية علي رضي الله عنهما) النسبَ، واستغرق بذلك معظم الكتاب (3) .
قال أبو عبدالرحمن: لا جديد تحت الشمس؛ فآل عقيل الأشراف - الذين لم نكن منهم - أشهر مِن عَلَمٍ على رأسه نار، ومشجرات الأشراف، ونقابتهم، وكُتبهم التي لا تُحصى كثرة كلها و كلهم معروفون، وأنسابهم مسلسلة، وهي تنفي من ليس منهم.. ثم بعد هذا التعب الفضولي ترك الأشراف والسادة من بني الحسن والحسين رضي الله عنهما، وسرد أبناء عمنا في نسب عقيل بن أبي طالب (أخي علي رضي الله عنهما)(4)؛ فلماذا إذن ذلك التعب والإفاضة في نسب الحسنيين والحسينيين ما دمنا في زعمه من ذرية عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه.. وسرد آل عقيل الذين أنا منهم (5) وفخوذهم معروفة عندي منذ خمسة عشر عاماً، وجدهم كلهم (عقيل بن عمر)، ولا نعلم مَنْ بَعْدَ عمر من الأجداد، وكثير من فخوذهم عجزنا عن وصلهم بعقيل بن عمر رحمه الله، وتورَّعتُ من الظَّنِّ؛ فلم أحاول ربطهم باسم يشترك فيه اسمُ أبعدِ جد لهم يتسلسلون إليه، ولم أُقَدِّر ما بينهم من السنين؛ بناء على قاعدة النسابين بأن يعطوا كل مئة عام ثلاثة آباء؛ لأنه لا يُعمل بهذه القاعدة إلا بالتسلسل غير المنقطع.. وأدخل معنا أُناساً من بني عقيل بن أبي طالب رضي الله عنهم لا شك في نسبهم ولكننا لسنا منهم، ولا صلة بيننا وبينهم ألبتة، وربط معهم أناساً من آل عقيل من ذرية علي بن أبي طالب من غير ذرية عقيل رضي الله عنهما؛ فما أعظم هذا الخلط، بل جاء بذكر الزبير بن العوام رضي الله عنه، ولا أدري ما المناسبة (6) ؟.
قال أبو عبد الرحمن: إن كان المؤلف السيد عبدالحميد زيني بن علوي بن صالح بن عقيل ليس ابن عم لنا فهنيئاً له هذا النسب الكريم، وعليه استبعاد أبناء عمي، فلسنا والله من ذرية علي ولا عقيل ابني أبي طالب ولا الزبير بن العوام رضي الله عنهم.. وإن كان ابن عم لنا فعليه أن يبرأ من هذا النسب، ويتوب إلى الله؛ فإن مدَّعي النسب إلى غير قبيلته ملعون بنص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فكيف الحال إذا كان الادِّعاء في أشراف قريش.. سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.. وهو لم يذكر برهاناً ألبتة إلا أن في خَلْقِ الله قرشيين يقال لهم: آل عقيل.. وهذا حق، ولكن المطلوب البرهان على علاقة أبناء عمي بهذا النسب الكريم!.
وقبله العم عقيل الحمد رحمه الله ركَّب لنا نسباً مسلسلاً إلى الحفاة من عتيبة، ونشره شيخنا حمد الجاسر رحمه الله في كتابه جمهرة أنساب الأسر المتحضرة رواية عن الشيخ محمد بن ناصر العبودي حفظه الله، وهذا كَذب.. قال أبو عبدالرحمن: نبيع الرخيص والغالي حتى نكون من الأشراف أو عتيبة، ولكن لا خير في ادعاء الباطل.
وقبله العم إبراهيم العقيل أخو المهندس محمد رحمهما الله نسبنا إلى تميم؛ لأن في تميم (آل فوزان) , ومن أفخاذ بني عمي (آل فوزان)، وليس هذا بصحيح الدلالة، وفوزاننا جَدٌّ قريب، وذكر لي أسطورة (وهيب وضبيب)، ونسيتها، واستأنس بأن مِن أبناء عمي مَن سكن أشيقر.. وليس هذا بصحيح الدلالة، ولو كنت من تميمٍ هضبةِ الجزيرة لخشيت على نفسي من البطر!!.
والذي أُحَقِّقه أننا من الخزرج من الأنصار رضي الله عنهم، وكان مجيئنا من المدينة المنورة منذ 264 هـ عاماً تقريباً بناء على أبعد جد عرفته من أهل نجد.
ولقد اطلعتُ على مشجَّر نسبنا المخطوط عام 1282هـ، وفيه نصّاً: ((ويقال: إنهم من الخزرج)).. وكلمة (يقال) كلمة تمريض وزعْم، ولكن حصل اليقين كما سأذكره.
وراحَمَ أجدادُنا الخضيرية، وتعاطوا حِرَفَهم؛ فكان عدادهم في الخضيرية.. والسرُّ في ذلك أن من انتسب عند أهل نجد إلى قبيلة غير معروفة في نجد كآل سري وآل كعب والمسارحة.. إلخ لم يعترفوا بنسبه؛ وإنما يعترفون بنسب من يعتزي إلى قبيلة نجدية أو مشهورة في نجد.
وخضيري بِعُرْفها الآن عامية، ووجه عاميتها اعتقاد العامة أن القبلي (ويسمونه شيخاً) أبيض البشرة، والعبد المملوك أسود البشرة، ومن لا يعرف أهو قبلي أو عبد أسود فهو خضيري.. أي بين الأبيض والأسود.. والخضيرية في نجد أنواع:
1- النوع الأول: عرب أصلاء من عرب نجد أخفوا نسبهم خوفاً من الثأر فأصهروا إلى الخضيرية؛ فضاع نسبهم.. ومنهم عرب أصلاء من غير عرب نجد لم يعترفوا بهم.. بل وُجِد بين من أصهر إلى الخضيرية وبين أبناء عمه القبيليين وثائق مشتركة، وأملاك مشتركة.. وأعرف أسراً كثيرة منهم آل حُمَيِّد إخوان إحدى أخواتي من أمها جاء جدهم القحطاني من الجنوب، وأظهر لهم القحطانيون سلسلة نسب أبيهم القريب (حميِّد)؛ فاعترف بهم القحطانيون.. وأذكر رحيماً لنا اسمه (ساسي) شريف من جيزان من السليمانيين، ولا يعرف عوام نجد السليمانيين؛ فتزوج بنت خالي عمر بن محمد العقيل رحمهم الله.
2- النوع الثاني: وافدون في حج أو غيره من بلاد عربية فيهم العربي نسباً، وفيهم غيره، ولكنهم لا يحققون ذلك.
3- والنوع الثالث: وافدون من البلاد الإسلامية، وأكثرهم غير عرب.
4- والنوع الرابع: وافدون من بلاد أجنبية، وهم غير عرب كلهم على ما يظهر والعلم عند الله.
5- والنوع الخامس: من يسمونهم عبيداً أو موالي، وهذه فرية عظيمة؛ لأن الولاء الشرعي كان قديماً منذ أرسل الخلفاء كمعاوية رضي الله عنه موالي إلى جزيرة العرب لاستثمارها، ولكن ردُّ من جُهِل نسبه إلى موالي من عهد سحيق دعوى كاذبة لا تصح إلا ببرهان كالشمس.. وأما العبيد فقد انقطع الرِّق الشرعي منذ فتح مكة في جزيرة العرب؛ فكل رِق بعد ذلك فهو غير شرعي، ولا يترتب عليه ولاء شرعي؛ لأنه استعباد أحرار محرَّم مخالف لمفهوم الرِّق في الإسلام، وهو عجز سببه الكفر؛ وبما أن النصوص الشرعية صحت وتواترت بتوعُّد العرب بالذِّلة ما أحْيَوا عنصريتهم وفخرهم وانتقاصهم للآخرين، وأخبر أنهم أقلُّ الأمم آخر الزمان، وبما أن التاريخ على مداره شهد بأن العرب فقدوا ملكهم للرقعة، وعادوا إلى الجاهلية كلما انتقلوا من مفهوم الأمة إلى مفهوم العشائرية ومثالب الآخرين بمثل خط (120)؛ مما يُعَقِّد النفوس، ويُعطِّل مواهبها؛ وبما أن العروبة التي تجعل العرب نسباً والعرب ولاءً في صف واحد: هي اللغة، والدين، والمنشأ والولاء (7)؛ وبما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ألحق فرداً مجهولاً بإحدى القبائل؛ حتى لا ينكسر خاطره مع إخوانه المسلمين - وعمر رضي الله عنه من أحرص الناس على عزِّ العرب -: فإنه يتحتَّم ديناً وأمانة إلغاء النَّبْز بخضيري، وعبد، وخط 120، وأزرق ظهر، وثمن الملح؛ لأنه لا يشك مسلم أن الله حرم في سورة الحجرات التنابز بالألقاب (وفيها ما هو دون ذلك)، وسماه فسقاً؛ فهل سيصرُّ أبناء أمتي على عصيان ربهم، وقد يحصل في الأمة (حالَ ضعفِ العرب) انقسامٌ لا تحمد عقباه؟!.. ونصوص الشرع فضَّلت العرب بالرسالة، ولم تفضل الرسالة بالعرب؛ ولكن لهذا السبب أعدَّهم الله بفضل دنيوي ذاتي بعضه كريم في جاهليتهم، وبعضه غير محمود؛ لأنه استُعْمل في غير موضعه، فلما دانوا بالإسلام كانت الرقعة العربية والإسلامية تحمل بصماتهم؛ لأن الله سبحانه نظَّم خصوصيتهم الذاتية بالإسلام؛ فكانت زكاء لهم، ويليهم في الفضل الدنيوي الفرس، وأما اليهود فلم ينفعهم تفضيل الله لهم بالنعم؛ بل شهد عليهم ربهم - بسبب كفرهم بالنعم - بالجبن والبخل والفساد والخسَّة والكذب، وميزهم بالمغضوب عليهم.. وجعل الله ميزان الفضل بالتقوى، وجعل الانقسام إلى قبائل للتعارف لا للتفاخر؛ ولما ذكر الله خير أمة أُخرجت للناس جعل الخطاب لعُموم المسلمين لا لخصوص العرب؛ لأن أساس الوصف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأما تأكُّد خزرجيَّتي في الأصل، وأن كلمة (ويقال) التي أسلفتها يمتنع أن تكون على معنى التمريض والزعم: فبرهانه أن الأشياخ من مدينتي شقراء (وبعضهم حي يرزق، وأبناؤهم موجودون) يداعبونني وأخي عبد الله رحمه الله بالخزرجي.. بل إن المؤرخ المعروف إبراهيم بن صالح بن عيسى رحمه الله تعالى دعاه جدي عبد الرحمن رحمه الله للإفطار (الريوق)، وموعده مع الشروق؛ لأن عندهم قهوة الفجر الأولى، ثم الريوق.. وقد مر الشيخ إبراهيم بالماقفة (سوق الجلب)؛ فوجد رجلاً من أهل القرائن يلقبونه الضبَّ معه حمل حطب للبيع، وكان جدي رحمه الله يحب اللحم، وكل دخله في شراء اللحم (الطريفة، أو الشرك)؛ فصار الشيخ إبراهيم يصعد الدرج، ويترنَّم بهذين البيتين من شعره مخاطباً جدي:
بَشِّر دُحيماً بأن الضبَّ قد قَدِما
له نفاخٌ يبتغي به لَحَما
يبيع للخزرجي ولا يماكِسُهُ
وحيثما حلَّ يلق الشحم والدَّسما
وروى لي الوالد رحمه الله أحد الأشطر مكسوراً فأقمتُ خلله.. هذا واقع الحال، وواجب على أبناء عمي تقوى الله، والبراءة من نسب الأشراف الكريم المختلق لنا وهو ينطبق على بني عقيلٍ غيرنا.
قال أبو عبد الرحمن: والأسرة الهاشمية المعاصرة التي تنتسب إلى جد اسمه (عقيل) إذا عَلِمَتْ بهذا الكتاب وما فيه من إلحاق طارئ لآل عقيل آخرين غيرهم ربما حاكموا المؤلف الذي لم يذكر مجرد شبهة (ودعك من البرهان) عن علاقة هؤلاء بهؤلاء، وأشهرهم مثل بيت بافقيه وأقاربهم من آل علوي وآل الحداد وآل محضار وآل السقاف الحسينيين، وفي بعضهم من له جد اسمه عقيل، وكل واحد منهم يملك نسبه مصدَّقاً عليه من نقابة الأشراف.. وأكثر هذه الأسر الهاشمية أعرفها أسراً وأفراداً.
وإن كان المؤلف يريد التأليف عن الأسر الهاشمية - مع خلوِّ كتابه من التوثيق، وفقدانه ثبتاً بالمصادر - فالتآليف فيهم الموثقة المطبوعة والمخطوطة لا تُحصى كثرة.. ولكنه يريد إلحاقنا بهم، فعليه أوَّلاً تعيين الجد الذي اسمه عقيل منهم؛ فما أكثر من اسمه عقيل في أجدادهم، ثم يذكر براهينه على أن عقيلنا نحن النجديين الذين لا يتكثَّرون بالباطل من ذرية إحدى هذه الأسر الهاشمية، وهو لم يذكر أدنى شبهة.
ولكنه ترك ما أتعب فيه نفسه من تلك الأسر التي استهلكت 220 صفحة، ونسبنا بجرة قلم، وبالدعوى المجردة إلى (محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب)، وهو من أعيان أول القرن الثاني الهجري، وبيننا وبينه ثلاثة عشر قرناً؛ أفتكون الدعوى بهذه السهولة؟!.
وليس لذرية عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه امتداد في العصور المتأخرة؛ وإنما أعقابهم قديماً في مصر وبلاد العجم (8)، وقد ذكر الإمام أبو محمد ابن حزم رحمه الله النَّسابة الحسين بن قمن بن محمد بن أحمد بن سليمان بن عبدالله بن محمد بن عقيل (9).. والكتاب بقفزته الدَّعَوِيَّة المجرَّدة غير العلمية ضرر علينا يجعلنا أضحوكة للناس وسخرية؛ فجمهور القُرَّاء لا يجدون برهاناً، وذوو المعرفة والتَّخصُّصِ يعرفون واقع الحال.. ولو كانت ذرية عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه موجودة الآن في نجد أو في المدينة المنورة التي جئنا منها لما كان هذا دليلاً على أننا منهم، بل لا بد من برهان خاص عن علاقتنا بهم، وقد قلت: إن بيننا وبين عبدالله بن محمد بن عقيل ثلاثة عشر قرناً فأين العلم المأثور؟! (10).
إنني أقول للمؤلف: ما دمت في سعة ف (يدكُ والحارُّ)، وأثبت في طبعة ثانية كل ما فيه بعد التوثيق سوى انتسابنا إليهم.
وكتبه لكم:
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
- عفا الله عنه -
(1) قال أبوعبدالرحمن: الصواب (الشرف)؛ فتفتح وصلاً، وتسكن وقفاً، ولا تُمَدُّ إلا في الشعر.. ولكن جرت عادة المدرسين وطلبة العلم مدَّها عن غير استذكار للخبرة اللغوية.
(2) انظر ص 235 .
(3) من بداية ص11 إلى نهاية ص220 .
(4) ص 221-244، وذكر ص222 أحد أبناء عمي نقيباً لنا ولا نقابة إلا بانتخاب، وليس لنا نقيب اليوم، ولكن استحق هذا اللقب العم عبدالعزيز بن محمد العقيل من أهل رويضة العرض، وهو مذكور مشهور بينهم، وقد توفي رحمه الله قريباً.
(5) ص221 .
(6) انظر ص 245-390، وذلك آخر الكتاب!.
(7) قال أبوعبدالرحمن: حقهم أن يُسموا (أفناء العرب).
(8) انظر التفصيل الأكثر عن ذرية عبد الله بن محمد بن عقيل تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب ص 357، وعمدة الطالب لابن عنبة ص 59 .
(9) جمهرة أنساب العرب ص 69 .
(10) انظر عن ذرية عقيل رضي الله عنه أنساب الأشراف للبلاذري 2-71-72 .
----------------
منقول
http://search.suhuf.net.sa/2008jaz/nov/20/ar4.htm