خيّال الهيلا
02-13-2009, 01:35 AM
http://www.otaiby.com/album/data/thumbnails/3/dhait2.jpg
كتب- يوسف العتيق:
مع أن خروج قائمة ال (85) مطلوباً عن التزاماتهم نحو الوطن أتت مزعجة لكل مواطن ومقيم في هذه البلاد الطاهرة، بل وكل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، إلا أنها أوضحت العديد من الجوانب التي يجب الوقوف عندها، ومن المهم تسليط الضوء عليها، ومن هذه الجوانب:
إن كثرة العدد ليست مؤشراً!!
قد يبدو للبعض أن العدد الكبير للمطلوبين في هذه القائمة مؤشر على تنامي هذه الظاهرة بين أفراد المجتمع السعودي في حين أن هذا ليس صحيحاً، فوجودهم جميعاً خارج الوطن وفي مواقع الصراع ودون إذن رسمي بهذه الصورة يعد أمراً مرفوضاً ويوجب المساءلة، كما أن بعض هؤلاء من المغرر بهم، فسرعة ويقظة الأجهزة الأمنية السعودية في تنبيههم يعد إنجازاً أمنياً، والكل يلامس أن هذه الظاهرة في انعدام - بحمد الله - في داخل وطننا العزيز، وانحسار في بعض المواقع مثل العراق كما صرح بذلك غير واحد من المسؤولين، وانقضاء هذه الظاهرة بالكامل يحتاج إلى وقت وعلاج، وقد يطول الوقت إلى سنوات طويلة كما صرح بذلك خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في أكثر من خطاب له في مناسبات سابقة حين قال إننا سنلاحق هذا الفكر وأصحابه لسنوات طويلة.
ومعلوم أن هذه الظاهرة قديمة وجذورها قديمة منذ وقت طويل، وقد وردت نصوص شرعية كثيرة بالتحذير من التشدد والغلو والتنطع، وكل هذا من جذور الفكر الضال والمنحرف.
جميعهم خارج الوطن
ليس سهلاً بل يعد إنجازاً كبيراً أن لا يجد أي فرد من هؤلاء الأشخاص في هذه الأرض على اتساع رقعتها الجغرافية بصحاريها وجبالها ومدنها وبحدودها الواسعة موطأ قدم له ولأعماله المتشددة فيضطر بالسفر إلى خارج هذه البلاد حيث مسرح أفكاره.
وليس سهلاً أن يكون هؤلاء خارج أرض الوطن ولا يكون منهم فئة ممن نص عليهم البيان وشملتهم القائمة في هذا الوطن، هذا يدل على ما يتمتع به المواطن والمقيم في هذا البلد من رفض للفكر الضال والفئة الضالة.
وكان معنا ضيفاً على صحيفة الجزيرة للتعليق على هذه القائمة وما تلاها من ردة فعل الشيخ بدر بن نايف الضيط أحد أعيان الوطن ووجهاء قبيلة عتيبة القبيلة الكريمة، حيث سعدت بمشاركته وتعليقه هنا على بعض الجوانب في هذا الموضوع الذي يشغل بال كل مواطن ومقيم وكل مسلم يهمه استقرار قبلة المسلمين المملكة العربية السعودية، حيث قال في البداية أن ما يشده عند النظرة الأولى للقائمة أنها اختلفت عن القوائم السابقة في أن جميع المطلوبين ال (85) موجودون خارج المملكة مما يدل على أن أبناء هذا الوطن متماسكون يداً واحدة ضد العنف والغلو والتطرف. وهذا ما يحسب للوطن قيادة وشعباً وللأجهزة الأمنية التي يقف على رأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية وسمو نائبه الأمير أحمد بن عبد العزيز وسمو مساعده للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وهم الذين يعملون تحت القيادة الرشيدة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
يضيف الضيط أن هذا بحد ذاته إنجاز وطني يحسب لكل مواطن ومقيم على أرض التوحيد والرسالة، فالمجتمع بكل شرائحه وصفوفه لم تعد تنطلي عليه الشعارت والخطابات ودغدغة العواطف، بل هذا الوطن بكل أطيافه متماسك تحت مظلة ولي الأمر، ويأخذ التوجيه في مثل هذه الأمور من العلماء الراسخين في الفتيا، وليس من مفتي الظلام والإنترنت.
ولاة الأمر: لا يعاقب المحسن
بجريمة المسيء
هذا لسان حال المواطنين بل ومقالهم؛ حين صدموا بأن بعضاً ممن وردت أسماؤهم في القائمة الحديثة هم من العائدين من معتقل غوانتنامو وممن استفادوا من برنامج المناصحة، بل وبعضهم قدمت لهم الدولة مساعدات مهمة في مجالات التوظيف والتأهيل الاجتماعي حتى ينخرطوا في المجتمع ويكونوا نواة صالحة، إلا أن هذه الفئة ينطبق عليهم قول الشاعر المتنبي:
إن أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ولن ينسى الموقوفون وذووهم ما صدر عن ولاة الأمر من تطمينات تؤكد أن برامج المناصحة مستمر، ولن يؤثر على هذا البرنامج الوطني أن بعضاً من هؤلاء الأشخاص أخلفوا وعدهم وتنكروا لتواقيعهم وعادوا للفئة الضالة، بل كل إنسان مسؤول عن نفسه ولا يضره انحراف الآخرين.
هذا ما يجب أن يستثمره من وردت أسماؤهم في قائمة ال (85) لصالحهم ويعودا إلى وطنهم وأهليهم قبل أن يتورطوا في الخارج في أعمال إرهابية فيكون وضعهم حرجاً وسيئاً للغاية.
بيت ابن جدلان لا يعبر عن الواقع!!
من أكثر القضايا سخونة وأهمية عند مناقشة المطلوبين خارج أرض الوطن هو تخوفهم من العودة لأن مصيرهم -بحسب تفكيرهم - سيكون مجهولاً أو مرعباً أو أسوأ من واقعهم في الخارج.
يروي لي قريب لشخص من هؤلاء ممن هم في الخارج في إحدى دوائر الصراع القائم الآن، إذ تلقى اتصالاً من أخيه من خارج أرض الوطن، فبادر أخوه ناصحاً له بالعودة إلى أرض الوطن والاستفادة من برنامج المناصحة والتأهيل الاجتماعي، فقال له أخوه من مقر هروبه خارج أرض الوطن: وضعنا ينطبق عليه ما قاله الشاعر ابن جدلان. فسأله عن بيت ابن جدلان، فقال له: عد إلى النت وستجد البيت. يقول هذا الشخص: فعدت إلى النت فوجدت بيتاً منسوباً للشاعر الشعبي سعد ابن جدلان (لا تصح نسبة البيت إليه) وفي هذا البيت يقول صاحبه:
غديت مثل العرب لفغان في قندهار
إن حاربوا مشكلة وإن عودوا مشكلة
ومع أن هذا البيت لا ينطبق على الواقع، بل هو جزء من قصيدة، ومع عدم الاعتراف بهذا البيت إلا أن فيه إشارة مهمة وهي أن كثيراً من هؤلاء الشباب يرون في بقائهم في الخارج (مشكلة) كما عبر عنه البيت، وهذا ما يجب أن يناقش، ومشكلة المواطن في الخارج هي أكبر بكثير من (مشكلته) في الداخل مهما كانت مشكلة الداخل وشكلها.
فهل يعي هؤلاء الشباب أن الايقاف والمحاسبة في هذه البلاد لا تقاس بما يتم في الخارج بخاصة المواقع التي تشهد صراعاً سياسياً وطائفياً لا يرجى من ورائه أي شكل من أشكال الخير؟!.
لكن المؤسف أن المراقب لحال الكثير من هؤلاء الشباب المقيمين في الخارج ممن يزعم الجهاد ضد أعداء الإسلام يجد أنه يتلقى كماً هائلاً من التهديد من أنه لو عاد إلى وطنه سيكون مصيره مرعباً ومجهولاً ومأساوياً. ومن دون شك فإن هذه الأفكار يغذى بها الشباب من أعداء الوطن حتى يضمنوا عدم عودتهم وتوبتهم من الفكر الضال لأن هؤلاء لهم مصالح واستخدامات مشينة وبينها أن يجعلونهم وقوداً لمعارك في العراق وأفغانسان ومواقع أخرى، وتبقى هذه القيادات الشيطانية سالمة بعيدة عن الأنظار. ودائماً ما يجد شباب (هذا الوطن بخاصة والشباب الخليجي بعامة) أنهم الوقود في هذه الحروب في حين أن العقل المدبر والمحرض يبقى بعيداً عن الأنظار. والكثير يعلم أن هذه العقول المدبرة هم أبعد الناس عن الجهاد، بل هم أبعد الناس عن التدين الصادق، بل هم أدوات مهمة في أجهزة مشبوهة.
وفند ضيفنا في هذا التحقيق الشيخ بدر الضيط الشكوك التي في أذهان بعض هؤلاء المطلوبين من تخوفهم من تسليم أنفسهم للسلطات الأمنية بأن مصيرهم سيكون مجهولاً أو مرعباً، حيث طمأن الشيخ الضيط بأن ولاة الأمر في غير مناسبة وعدوا من يسلم نفسه بأن هذا سيخدمه كثيراً، كما هو الحال بكثير ممن عادوا من معتقل غوانتناموا، وقد أوقفوا لفترة محدودة لاستفسار عن بعض المعلومات المهمة منهم، وهذا إجراء أمني طبيعي معهم ثم بعد فترة وجيزة ينخرطون في صفوف المجتمع، ومنهم من أُمنت لهم الوظائف ومنهم من قُدمت لهم مساعدات الزواج والمساعدات الصحية لهم ولعوائلهم، والجميع شاهد المواقف الصادقة من سمو الأمير محمد بن نايف في هذا المجال. وأكد الضيط أن عودتهم المبكرة ستساعد كل من يريد الوقوف معهم والشفاعة لهم حتى يعودوا إلى وطنهم ومجتمعهم في أفضل الصور بإذن الله.
خفافيش الظلام وأصحاب فتوى جهاد الآخرين!!
لم يتكلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في قصره بالرياض من فراغ حين استقبل سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ومعالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي والمشاركين في المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها الذي عقده المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي، واختتم أعماله في مكة المكرمة حين دعا - حفظه الله - إلى تأهيل المفتين والحذر من بعض من يفتي من دون علم أو بعاطفة، مع تأكيده على أهمية الفتوى لمحاربة الفكر الضال.
وكان من ضمن حديثه الكريم: إن تأهيل العلماء والمفتين مطلب ضروري، فالتصدي للفتوى له شروطه التي يجب أن تتوفر في أهلها، متمنياً على وسائل الإعلام أن لا تفتح الباب على مصراعيه للإفتاء لغير العلماء الثقاة العارفين بشرع الله وواقع أمتهم، (ولا شك أن دوركم أساسي في توعية الأمة ومحاربة الفكر الضال)، هذا ما قاله حفظه الله.
جل المتحركين في الخارج - إن لم يكن كلهم - لم يغادروا هذه البلاد وينخرطوا في هذه القضايا الشائكة في العراق وأفغانسات ولبنان إلا بفتوى من أشخاص لا يحملون صفات المفتي ولا يعرفون الفتوى وضوابطها الشرعية بل يحملون حماسة وغيرة غير منضبطة، أو أنهم يؤدون دوراً مشبوهاً لجهات خارجية لا تريد خيراً بهذا الوطن وأهله. والغريب والمحزن وما يدعو للريبة أن هؤلاء المفتين لا يرون بالعين المجردة، بل لا يرون إلا من خلال ضحاياهم.
يقول الشيخ الضيط أن محاسبة هؤلاء أهم وإيقافهم عند حدهم مطلب ضروري لأنهم هم الذين يشكلون القاعدة والأرضية لكل عمل إرهابي ومنحرف يستخدم فيه أبناء هذا الوطن.
أسئلة مشروعة وأجوبة ممنوعة!!
ألا يحق لنا أن نسأل هؤلاء الشباب مجموعة من الأسئلة المشروعة مع جزمنا أن الأجوبة لن تأتي منهم لأن هناك من قياداتهم من يراها أجوبة ممنوعة؟!
- مَنْ مِنْ هؤلاء الشباب أخبر والديه أو أحدهم قبل ذهابه إلى مواقع الصراع فضلاً عن أن يكون قد استأذنهم؟
- الكذب محرم بل كبيرة من كبائر الذنوب بإجماع العلماء، فكم كذبة قام بها هؤلاء الشباب حتى يصلوا إلى مواقع الصراع؟؟
- لماذا من يقوم بالعمليات الانتحارية أبناء السعودية والخليج في حين أن هناك قيادات معينة من دول أخرى دائماً ما تكون بعيدة عن هذا النوع من العمليات مع أنها محرضة ومعروفة، فهل هي غير راغبة في الأجر وتريد منحه لشبابنا السعودي والخليجي؟
- هذه القيادات الموجودة في دائرة الصراع، هل هي قيادات متمسكة بالدين والتقوى كما نجد ذلك من خلال أوصافها الإعلامية؟ فسيف الدين وأسد الجهاد.. هل هم كذلك أم أنهم يحملون الريموت كنترول لإحراق أبناء هذه البلاد؟
- سؤال أخير: هل هؤلاء الشباب يحملون في داخلهم قناعة بما يقومون به أم أنها ردات فعل على حوادث اجتماعية أو اقتصادية؟
هذه أسئلة تنتظر أجوبة عليها!!
فهل هناك من جواب؟
عودوا إلى وطنكم والكل يساندكم
وفي ختام هذا التقرير كان لنا عودة أخيرة مع ضيفنا بدر الضيط الذي ذكر جميع المطلوبين وبخاصة أبناء قبيلته الكريمة قبيلة عتيبة بما كان عليه آباؤهم وأجدادهم من مساهمة مشرفة في خدمة الدين والوطن وولاة الأمر، مذكراً لهم أن الصفح سنة نبوية سار عليها ولاة الأمر في هذا البلد مؤكداً أن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لهما مواقف سابقة ومشرفة في تفهم ظروف العائد والمساعدة قدر المستطاع في تخفيف العقوبة أو إلغائها متى ما توافرت في العائد إلى وطنه الصدق والإخلاص والرغبة في الانخراط مؤكداً أن الباب لا يزال مفتوحاً.
http://www.al-jazirah.com/355744/fe1d.htm
كتب- يوسف العتيق:
مع أن خروج قائمة ال (85) مطلوباً عن التزاماتهم نحو الوطن أتت مزعجة لكل مواطن ومقيم في هذه البلاد الطاهرة، بل وكل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، إلا أنها أوضحت العديد من الجوانب التي يجب الوقوف عندها، ومن المهم تسليط الضوء عليها، ومن هذه الجوانب:
إن كثرة العدد ليست مؤشراً!!
قد يبدو للبعض أن العدد الكبير للمطلوبين في هذه القائمة مؤشر على تنامي هذه الظاهرة بين أفراد المجتمع السعودي في حين أن هذا ليس صحيحاً، فوجودهم جميعاً خارج الوطن وفي مواقع الصراع ودون إذن رسمي بهذه الصورة يعد أمراً مرفوضاً ويوجب المساءلة، كما أن بعض هؤلاء من المغرر بهم، فسرعة ويقظة الأجهزة الأمنية السعودية في تنبيههم يعد إنجازاً أمنياً، والكل يلامس أن هذه الظاهرة في انعدام - بحمد الله - في داخل وطننا العزيز، وانحسار في بعض المواقع مثل العراق كما صرح بذلك غير واحد من المسؤولين، وانقضاء هذه الظاهرة بالكامل يحتاج إلى وقت وعلاج، وقد يطول الوقت إلى سنوات طويلة كما صرح بذلك خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في أكثر من خطاب له في مناسبات سابقة حين قال إننا سنلاحق هذا الفكر وأصحابه لسنوات طويلة.
ومعلوم أن هذه الظاهرة قديمة وجذورها قديمة منذ وقت طويل، وقد وردت نصوص شرعية كثيرة بالتحذير من التشدد والغلو والتنطع، وكل هذا من جذور الفكر الضال والمنحرف.
جميعهم خارج الوطن
ليس سهلاً بل يعد إنجازاً كبيراً أن لا يجد أي فرد من هؤلاء الأشخاص في هذه الأرض على اتساع رقعتها الجغرافية بصحاريها وجبالها ومدنها وبحدودها الواسعة موطأ قدم له ولأعماله المتشددة فيضطر بالسفر إلى خارج هذه البلاد حيث مسرح أفكاره.
وليس سهلاً أن يكون هؤلاء خارج أرض الوطن ولا يكون منهم فئة ممن نص عليهم البيان وشملتهم القائمة في هذا الوطن، هذا يدل على ما يتمتع به المواطن والمقيم في هذا البلد من رفض للفكر الضال والفئة الضالة.
وكان معنا ضيفاً على صحيفة الجزيرة للتعليق على هذه القائمة وما تلاها من ردة فعل الشيخ بدر بن نايف الضيط أحد أعيان الوطن ووجهاء قبيلة عتيبة القبيلة الكريمة، حيث سعدت بمشاركته وتعليقه هنا على بعض الجوانب في هذا الموضوع الذي يشغل بال كل مواطن ومقيم وكل مسلم يهمه استقرار قبلة المسلمين المملكة العربية السعودية، حيث قال في البداية أن ما يشده عند النظرة الأولى للقائمة أنها اختلفت عن القوائم السابقة في أن جميع المطلوبين ال (85) موجودون خارج المملكة مما يدل على أن أبناء هذا الوطن متماسكون يداً واحدة ضد العنف والغلو والتطرف. وهذا ما يحسب للوطن قيادة وشعباً وللأجهزة الأمنية التي يقف على رأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية وسمو نائبه الأمير أحمد بن عبد العزيز وسمو مساعده للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وهم الذين يعملون تحت القيادة الرشيدة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
يضيف الضيط أن هذا بحد ذاته إنجاز وطني يحسب لكل مواطن ومقيم على أرض التوحيد والرسالة، فالمجتمع بكل شرائحه وصفوفه لم تعد تنطلي عليه الشعارت والخطابات ودغدغة العواطف، بل هذا الوطن بكل أطيافه متماسك تحت مظلة ولي الأمر، ويأخذ التوجيه في مثل هذه الأمور من العلماء الراسخين في الفتيا، وليس من مفتي الظلام والإنترنت.
ولاة الأمر: لا يعاقب المحسن
بجريمة المسيء
هذا لسان حال المواطنين بل ومقالهم؛ حين صدموا بأن بعضاً ممن وردت أسماؤهم في القائمة الحديثة هم من العائدين من معتقل غوانتنامو وممن استفادوا من برنامج المناصحة، بل وبعضهم قدمت لهم الدولة مساعدات مهمة في مجالات التوظيف والتأهيل الاجتماعي حتى ينخرطوا في المجتمع ويكونوا نواة صالحة، إلا أن هذه الفئة ينطبق عليهم قول الشاعر المتنبي:
إن أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ولن ينسى الموقوفون وذووهم ما صدر عن ولاة الأمر من تطمينات تؤكد أن برامج المناصحة مستمر، ولن يؤثر على هذا البرنامج الوطني أن بعضاً من هؤلاء الأشخاص أخلفوا وعدهم وتنكروا لتواقيعهم وعادوا للفئة الضالة، بل كل إنسان مسؤول عن نفسه ولا يضره انحراف الآخرين.
هذا ما يجب أن يستثمره من وردت أسماؤهم في قائمة ال (85) لصالحهم ويعودا إلى وطنهم وأهليهم قبل أن يتورطوا في الخارج في أعمال إرهابية فيكون وضعهم حرجاً وسيئاً للغاية.
بيت ابن جدلان لا يعبر عن الواقع!!
من أكثر القضايا سخونة وأهمية عند مناقشة المطلوبين خارج أرض الوطن هو تخوفهم من العودة لأن مصيرهم -بحسب تفكيرهم - سيكون مجهولاً أو مرعباً أو أسوأ من واقعهم في الخارج.
يروي لي قريب لشخص من هؤلاء ممن هم في الخارج في إحدى دوائر الصراع القائم الآن، إذ تلقى اتصالاً من أخيه من خارج أرض الوطن، فبادر أخوه ناصحاً له بالعودة إلى أرض الوطن والاستفادة من برنامج المناصحة والتأهيل الاجتماعي، فقال له أخوه من مقر هروبه خارج أرض الوطن: وضعنا ينطبق عليه ما قاله الشاعر ابن جدلان. فسأله عن بيت ابن جدلان، فقال له: عد إلى النت وستجد البيت. يقول هذا الشخص: فعدت إلى النت فوجدت بيتاً منسوباً للشاعر الشعبي سعد ابن جدلان (لا تصح نسبة البيت إليه) وفي هذا البيت يقول صاحبه:
غديت مثل العرب لفغان في قندهار
إن حاربوا مشكلة وإن عودوا مشكلة
ومع أن هذا البيت لا ينطبق على الواقع، بل هو جزء من قصيدة، ومع عدم الاعتراف بهذا البيت إلا أن فيه إشارة مهمة وهي أن كثيراً من هؤلاء الشباب يرون في بقائهم في الخارج (مشكلة) كما عبر عنه البيت، وهذا ما يجب أن يناقش، ومشكلة المواطن في الخارج هي أكبر بكثير من (مشكلته) في الداخل مهما كانت مشكلة الداخل وشكلها.
فهل يعي هؤلاء الشباب أن الايقاف والمحاسبة في هذه البلاد لا تقاس بما يتم في الخارج بخاصة المواقع التي تشهد صراعاً سياسياً وطائفياً لا يرجى من ورائه أي شكل من أشكال الخير؟!.
لكن المؤسف أن المراقب لحال الكثير من هؤلاء الشباب المقيمين في الخارج ممن يزعم الجهاد ضد أعداء الإسلام يجد أنه يتلقى كماً هائلاً من التهديد من أنه لو عاد إلى وطنه سيكون مصيره مرعباً ومجهولاً ومأساوياً. ومن دون شك فإن هذه الأفكار يغذى بها الشباب من أعداء الوطن حتى يضمنوا عدم عودتهم وتوبتهم من الفكر الضال لأن هؤلاء لهم مصالح واستخدامات مشينة وبينها أن يجعلونهم وقوداً لمعارك في العراق وأفغانسان ومواقع أخرى، وتبقى هذه القيادات الشيطانية سالمة بعيدة عن الأنظار. ودائماً ما يجد شباب (هذا الوطن بخاصة والشباب الخليجي بعامة) أنهم الوقود في هذه الحروب في حين أن العقل المدبر والمحرض يبقى بعيداً عن الأنظار. والكثير يعلم أن هذه العقول المدبرة هم أبعد الناس عن الجهاد، بل هم أبعد الناس عن التدين الصادق، بل هم أدوات مهمة في أجهزة مشبوهة.
وفند ضيفنا في هذا التحقيق الشيخ بدر الضيط الشكوك التي في أذهان بعض هؤلاء المطلوبين من تخوفهم من تسليم أنفسهم للسلطات الأمنية بأن مصيرهم سيكون مجهولاً أو مرعباً، حيث طمأن الشيخ الضيط بأن ولاة الأمر في غير مناسبة وعدوا من يسلم نفسه بأن هذا سيخدمه كثيراً، كما هو الحال بكثير ممن عادوا من معتقل غوانتناموا، وقد أوقفوا لفترة محدودة لاستفسار عن بعض المعلومات المهمة منهم، وهذا إجراء أمني طبيعي معهم ثم بعد فترة وجيزة ينخرطون في صفوف المجتمع، ومنهم من أُمنت لهم الوظائف ومنهم من قُدمت لهم مساعدات الزواج والمساعدات الصحية لهم ولعوائلهم، والجميع شاهد المواقف الصادقة من سمو الأمير محمد بن نايف في هذا المجال. وأكد الضيط أن عودتهم المبكرة ستساعد كل من يريد الوقوف معهم والشفاعة لهم حتى يعودوا إلى وطنهم ومجتمعهم في أفضل الصور بإذن الله.
خفافيش الظلام وأصحاب فتوى جهاد الآخرين!!
لم يتكلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في قصره بالرياض من فراغ حين استقبل سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ومعالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي والمشاركين في المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها الذي عقده المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي، واختتم أعماله في مكة المكرمة حين دعا - حفظه الله - إلى تأهيل المفتين والحذر من بعض من يفتي من دون علم أو بعاطفة، مع تأكيده على أهمية الفتوى لمحاربة الفكر الضال.
وكان من ضمن حديثه الكريم: إن تأهيل العلماء والمفتين مطلب ضروري، فالتصدي للفتوى له شروطه التي يجب أن تتوفر في أهلها، متمنياً على وسائل الإعلام أن لا تفتح الباب على مصراعيه للإفتاء لغير العلماء الثقاة العارفين بشرع الله وواقع أمتهم، (ولا شك أن دوركم أساسي في توعية الأمة ومحاربة الفكر الضال)، هذا ما قاله حفظه الله.
جل المتحركين في الخارج - إن لم يكن كلهم - لم يغادروا هذه البلاد وينخرطوا في هذه القضايا الشائكة في العراق وأفغانسات ولبنان إلا بفتوى من أشخاص لا يحملون صفات المفتي ولا يعرفون الفتوى وضوابطها الشرعية بل يحملون حماسة وغيرة غير منضبطة، أو أنهم يؤدون دوراً مشبوهاً لجهات خارجية لا تريد خيراً بهذا الوطن وأهله. والغريب والمحزن وما يدعو للريبة أن هؤلاء المفتين لا يرون بالعين المجردة، بل لا يرون إلا من خلال ضحاياهم.
يقول الشيخ الضيط أن محاسبة هؤلاء أهم وإيقافهم عند حدهم مطلب ضروري لأنهم هم الذين يشكلون القاعدة والأرضية لكل عمل إرهابي ومنحرف يستخدم فيه أبناء هذا الوطن.
أسئلة مشروعة وأجوبة ممنوعة!!
ألا يحق لنا أن نسأل هؤلاء الشباب مجموعة من الأسئلة المشروعة مع جزمنا أن الأجوبة لن تأتي منهم لأن هناك من قياداتهم من يراها أجوبة ممنوعة؟!
- مَنْ مِنْ هؤلاء الشباب أخبر والديه أو أحدهم قبل ذهابه إلى مواقع الصراع فضلاً عن أن يكون قد استأذنهم؟
- الكذب محرم بل كبيرة من كبائر الذنوب بإجماع العلماء، فكم كذبة قام بها هؤلاء الشباب حتى يصلوا إلى مواقع الصراع؟؟
- لماذا من يقوم بالعمليات الانتحارية أبناء السعودية والخليج في حين أن هناك قيادات معينة من دول أخرى دائماً ما تكون بعيدة عن هذا النوع من العمليات مع أنها محرضة ومعروفة، فهل هي غير راغبة في الأجر وتريد منحه لشبابنا السعودي والخليجي؟
- هذه القيادات الموجودة في دائرة الصراع، هل هي قيادات متمسكة بالدين والتقوى كما نجد ذلك من خلال أوصافها الإعلامية؟ فسيف الدين وأسد الجهاد.. هل هم كذلك أم أنهم يحملون الريموت كنترول لإحراق أبناء هذه البلاد؟
- سؤال أخير: هل هؤلاء الشباب يحملون في داخلهم قناعة بما يقومون به أم أنها ردات فعل على حوادث اجتماعية أو اقتصادية؟
هذه أسئلة تنتظر أجوبة عليها!!
فهل هناك من جواب؟
عودوا إلى وطنكم والكل يساندكم
وفي ختام هذا التقرير كان لنا عودة أخيرة مع ضيفنا بدر الضيط الذي ذكر جميع المطلوبين وبخاصة أبناء قبيلته الكريمة قبيلة عتيبة بما كان عليه آباؤهم وأجدادهم من مساهمة مشرفة في خدمة الدين والوطن وولاة الأمر، مذكراً لهم أن الصفح سنة نبوية سار عليها ولاة الأمر في هذا البلد مؤكداً أن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لهما مواقف سابقة ومشرفة في تفهم ظروف العائد والمساعدة قدر المستطاع في تخفيف العقوبة أو إلغائها متى ما توافرت في العائد إلى وطنه الصدق والإخلاص والرغبة في الانخراط مؤكداً أن الباب لا يزال مفتوحاً.
http://www.al-jazirah.com/355744/fe1d.htm