الباحث و الكاتب
08-05-2005, 12:00 AM
--------------------------------------------------------------------------------
إلى جنَّة الخلد
باجد بن رفاع العضياني(*)
لقد هزني في بلد الغربة نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه، وأحسن مثواه، وخلَّد في الصالحات ذكراه.
كان خادم الحرمين الشريفين - رحمه الله - أمة وحده، وكان عالماً فسيح الأرجاء، بل كان دنيا من العلم والعمل، كان طاقة هائلة من النضال ومعالجة المشكلات والتعامل مع الأزمات، كان حصيف النظر، راجح الرأي، عميق الرؤية، تكاملت فيه كل المواهب لتجعل منه عبقرية فذة ومثالاً فذاً بين زعماء العصر.
عندما تولى - رحمه الله - وزارة المعارف عرف وآمن بأن التعليم هو الطريق الوحيد للنهوض بالأمة وتطوير المجتمعات. فكان له باع طويل في نشر الحركة العلمية والنهوض بالتعليم والثقافة وأصبحت بلادنا - بفضل الله ثم بفضله - من الدول المتقدمة في وقت وجيز في مجال التعليم والثقافة، ففي عهده فتحت جامعات جديدة حتى أصبحت إحدى عشرة جامعة، هذا غير الكليات العسكرية وكليات المعلمين والمعلمات وكليات المجتمع وكليات التقنية ومعاهد التعليم الفني والأهلي.. الخ.
وبدأت حركة الابتعاث للخارج، حيث أكتب لكم وأنا أحد المبتعثين منها، وفي عهده زاد الإنتاج الثقافي والعلمي وأنشئت وزارة خاصة تعنى بالثقافة والمثقفين. واهتمامه - رحمه الله - بقضايا التعليم والثقافة كثيرة ولا يمكن حصرها في مقالة أو مناسبة كهذه.
وفي عهده مرت على المملكة أزمات عديدة، فقاد أمته وشعبه إلى الدفاع عن المقدسات وتحرير أرض الوطن، ففي عام 1991م وقف - رحمه الله - بكل شجاعة أمام جبروت طاغية العراق - صدام حسين - وحرر الكويت وحفظ أمن بلده. فكان زعيماً لا كالزعماء، وهو عالم لا كالعلماء، اجتمع فيه ما تفرق في غيره. لقد أعطى - رحمه الله - الاهتمام الأكبر - بعون الله وتوفيقه - لقضايا التعليم والثقافة والشباب وقضايا الإنماء والازدهار.
إلا أن عزاءنا الوحيد في مصاب الأمة الإسلامية والعربية والعالم اجمع أن خليفته هو الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وأعزه بنصره وأبقاه ذخراً لهذا البلد العظيم ليكمل مسيرة والده واخوانه الميامين، التي قادها بصدق وإيمان والده المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز آل سعود، ثم اخوانه من بعد والده، الملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد عليهم رحمة الله أجمعين.
رحم الله خادم الحرمين الشريفين وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.
(*)باحث وكاتب سعودي - بريطانيا
http://www.suhuf.net/829248/fe16d.htm
إلى جنَّة الخلد
باجد بن رفاع العضياني(*)
لقد هزني في بلد الغربة نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه، وأحسن مثواه، وخلَّد في الصالحات ذكراه.
كان خادم الحرمين الشريفين - رحمه الله - أمة وحده، وكان عالماً فسيح الأرجاء، بل كان دنيا من العلم والعمل، كان طاقة هائلة من النضال ومعالجة المشكلات والتعامل مع الأزمات، كان حصيف النظر، راجح الرأي، عميق الرؤية، تكاملت فيه كل المواهب لتجعل منه عبقرية فذة ومثالاً فذاً بين زعماء العصر.
عندما تولى - رحمه الله - وزارة المعارف عرف وآمن بأن التعليم هو الطريق الوحيد للنهوض بالأمة وتطوير المجتمعات. فكان له باع طويل في نشر الحركة العلمية والنهوض بالتعليم والثقافة وأصبحت بلادنا - بفضل الله ثم بفضله - من الدول المتقدمة في وقت وجيز في مجال التعليم والثقافة، ففي عهده فتحت جامعات جديدة حتى أصبحت إحدى عشرة جامعة، هذا غير الكليات العسكرية وكليات المعلمين والمعلمات وكليات المجتمع وكليات التقنية ومعاهد التعليم الفني والأهلي.. الخ.
وبدأت حركة الابتعاث للخارج، حيث أكتب لكم وأنا أحد المبتعثين منها، وفي عهده زاد الإنتاج الثقافي والعلمي وأنشئت وزارة خاصة تعنى بالثقافة والمثقفين. واهتمامه - رحمه الله - بقضايا التعليم والثقافة كثيرة ولا يمكن حصرها في مقالة أو مناسبة كهذه.
وفي عهده مرت على المملكة أزمات عديدة، فقاد أمته وشعبه إلى الدفاع عن المقدسات وتحرير أرض الوطن، ففي عام 1991م وقف - رحمه الله - بكل شجاعة أمام جبروت طاغية العراق - صدام حسين - وحرر الكويت وحفظ أمن بلده. فكان زعيماً لا كالزعماء، وهو عالم لا كالعلماء، اجتمع فيه ما تفرق في غيره. لقد أعطى - رحمه الله - الاهتمام الأكبر - بعون الله وتوفيقه - لقضايا التعليم والثقافة والشباب وقضايا الإنماء والازدهار.
إلا أن عزاءنا الوحيد في مصاب الأمة الإسلامية والعربية والعالم اجمع أن خليفته هو الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وأعزه بنصره وأبقاه ذخراً لهذا البلد العظيم ليكمل مسيرة والده واخوانه الميامين، التي قادها بصدق وإيمان والده المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز آل سعود، ثم اخوانه من بعد والده، الملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد عليهم رحمة الله أجمعين.
رحم الله خادم الحرمين الشريفين وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.
(*)باحث وكاتب سعودي - بريطانيا
http://www.suhuf.net/829248/fe16d.htm