ابوعبدالكريم
01-12-2009, 05:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين ولا عدوان الا على الظالمين
إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه
* عن عبد الله بن عباس، قال: حدثني سلمان الفارسي ـ من فيه ـ قال: كنت رجلاً فارسياً من أهل أصبهان، من أهل قرية يقال لها جَيْ، وكان أبي دهان قريته، وكانت أحب خلق الله إليه، فلم يزل حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية.
واجتهدت في المجوسية، حتى كنت قَطَنَ النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة.
قال: وكانت لأبي ضيعة عظيمة، قال: فشغل في بنيان له يوماً فاق لي: يا بُني إني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي، فأذهب إليها فأطلعها، وأمرني فيها ببعض ما يريد. ثم قال: لي: ولا تحتبس عني فإنك إن احتبست عني كنت أهم إليّ من ضيعتي وشغلتني عن كل شيء من أمري.
قال : فخرجت أريد ضيعته التي بعثني إليها ، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى ، فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون ، وكنت لا أدري ما أمر الناس ، لحبس أبي إياي في بيته ، فلما سمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون ، فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم ورغبت في أمرهم ، وقلت : هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه .
فوالله ما برحتهم حتى غربت الشمس وتركت ضيعة أبي فلم آتها. ثم قلت لهم: أين أصلُ هذا الدين ؟ قالوا: بالشام.
فرجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلته عن أمره كله، فلما جئت قال: أي بني أين كنت ؟ ألم أكن أعهد إليك ما عهدته ؟ قال:قالت يا أبت مررت بأناس يصلون في كنيسة لهم، فأعجبني ما رأيت من دينهم، فوالله ما زلت عنهم حتى غربت الشمس.
قال : أي بني ، ليس في ذلك الدين خير ، دينك ودين آبائك خير منه .
قال:قلت: لا والله إنه لخير من ديننا.
قال : فخافني في رجلي قيدا ثم حبسني في بيته .
قال: وبعثت إلى النصارى فقلت لهم: إذا قدم عليكم ركب من الشام فأخبروني بهم . قال: فقدم عليهم ركب من الشام فجاءني النصارى فأخبروني بهم. فقلت إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني.
قال: فلما أردوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم، فألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام، فلما قدمتها قلت: من أفضل أهل هذا الدين علماً ؟ قالوا الأسقف في الكنيسة.
قال:فجئته فقلت له: إني قد رغبت في هذا الدين وأحببت أن أكون معك وأخدمك في كنيستك وأتعلم منك فأصلي معك. قال : أدخل . فدخلت: معه، فكان رجل سوء، يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها، فإذا جمعوا له شيئاً كنزه لنفسه ولم يعطه المساكين، حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق. قال : وأبغضته بغضاً شديداً لما رأيته يصنع .
ثم:مات واجتمعت له النصارى ليدفنوه، فقلت لهم: إن هذا كان رجل سوء، يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها، فإذا جئتموه بها كنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئاً.
قال : فقالوا لي : وما علمك بذلك ؟ قال: فقلت لهم أنا أدلكم على كنزه.
قالوا: فدُلَّنا. قال:فأريتهم موضعه، فاستخرجوا سبع قلال مملوءة ذهباً وورقاً، فلما رأوها قالوا: لا ندفنه أبداً. قال : فصلبوه ورجموه بالحجارة .
وجاءوا برجل آخر فوضعوه مكانه. قال:سلمان: فما رأيت رجلاً لا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه، وأزهد في أدنيا ولا أرغب في الآخرة، ولا أدأب ليلاً ونهاراً.
قال : فأحببته حباً لم أحب شيئاً قبله مثله .
قال:فأقمت معه زماناً، ثم حضرته الوفاة، فقلت له: إني قد كنت معك، وأحببتك حباً لم أحبه شيئاً قبلك، وقد حضرك ما ترى من أمر الله تعالى، فإلي من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟ قال: أي بني والله ما أعلم اليوم أحداً على ما كنت عليه، لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه، إلا رجلاً بالموصل، وهو فلان، وهو على ما كنت عليه فالحق به.
قال: فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل. فقلت:يا فلان، إن فلاناً أوصاني عند موته أن ألحق بك، وأخبرني أنك على أمره. قال:لي: أقم عندي فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه، فلم يلبث أن مات، فلما حضرته الوفاة قلت له: يافلان إن فلاناً أوصى بي إليك وأمرني باللحوق بك، وقد حضرك من أمر الله ما ترى، فإلى من توصي بي، وبم تأمرني "؟قال: يا بني والله ما أعلم رجلاً على مثل ما كنا عليه، إلا رجلاً بنصيبين، وهو فلان فالحق به.
فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين ، فأخبرته خبري وما أمرني به صاحباي ، فقال : أقم عندي فأقمت عنده ، فوجدته على أمر صاحبيه ، فأقمت مع خير رجل ، فوالله ما لبث أن نزل به الموت ، فلما حضر قلت له : يا فلان إن فلاناً كان أوصى بي إلى فلان ، ثم أوصى بي فلان إلى فلان ، ثم أوصى بي فلان إليك ،فإلى من توصي بي وبم تأمرني
قال: يا بني والله ما أعلمه بقي أحد على أمرنا آمرك أن تأتيه، إلا رجل بعمورية من أرض الروم، فإنه على مثل ما نحن عليه. فإن أحببت فائته، فإنه على أمرنا.
فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية، فأخبرته خبري، فقال: أقم عندي. فأقمت عند خير رجل على هدي أصحابه وأمرهم. قال: واكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة.
قال: ثم نزل به أمر الله، فلما حضر قلت له: يا فلان أين كنت مع فلان فأوصي بي إلى فلان، ثم أوصي بي فلان إلى فلان، ثم أوصي بي فلان إلى فلان، ثم أوصي بي فلان إليك، فإلى من توصي بي وبم تأمرني ؟ .
قال: أي بني، والله ما أعلم أصبح أحد على مثل ما كنا عليه من الناس آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظل زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب، مهاجره إلى أرض بين حرتين بينهما نخل، به علامات لا تخفى: يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوه، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل.
قال: ثم ما وغيب، ومكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث.
ثم مر بي نفر من كَلْب تجار، فقلت لهم احملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه. قالوا : نعم . فأعطيتموها وحملوني معهم، حتى إذا بلغوا وادي القرى ظلموني فباعوني من رجل يهودي عبداً، فكنت عنده، ورأيت النخل، فرجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي , ولم يحق في نفسي.
فبينا أنا عنده إذا قدم عليه ابن عم له من بني قريظة من المدينة، فابتاعني منه، فاحتملني إلى المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي لها، فأقمت بها.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام بمكة ما أقام، ولا أسمع له بذكر مما أنا فيه من شغل الرق؛ ثم هاجر إلى المدينة.
فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل فيه بعض العمل، وسيدي جالس تحتي إذا أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال: يا فلان قاتل الله بني قيلة. والله إنهم لمجتمعون الآن بقباء على رجل قدم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي.
قال سلمان: فلما سمعتها أخذتني الرعدة حتى ظننت أني ساقط على سيدي، فنزلت عن النخلة، فجعلت أقول لابن عمه ماذا تقول ؟ ماذا تقول ؟ .
قال : فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة . ثم قال مالك ولهذا ؟ أقبل على عملك .
قال:فقلت لا شيء إنما أردت أن استثبته عما قال.
قال : وقد كان عندي شيء قد جمعته ، فلما أمسيت أخذته ، ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء ، فدخلت عليه فقلت له : إنه قد بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة ، وهذا شيء كان عندي للصدقة ، فرايتكم أحق به من غيركم .
قال: فقربته إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (( كلوا )) وأمسك يده فلم يأكل.
فقلت في نفسي: هذا واحدة.
ثم انصرفت عنه فجمعت شيئاً، وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ثم جئته فقلت له: إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية أكرمتك بها. قال: فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وأمر أصحابه فأكلوا معه.
قال:فقلت في نفسي هاتان ثنتان. ( يتبع ذلك )
وبه نستعين ولا عدوان الا على الظالمين
إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه
* عن عبد الله بن عباس، قال: حدثني سلمان الفارسي ـ من فيه ـ قال: كنت رجلاً فارسياً من أهل أصبهان، من أهل قرية يقال لها جَيْ، وكان أبي دهان قريته، وكانت أحب خلق الله إليه، فلم يزل حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية.
واجتهدت في المجوسية، حتى كنت قَطَنَ النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة.
قال: وكانت لأبي ضيعة عظيمة، قال: فشغل في بنيان له يوماً فاق لي: يا بُني إني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي، فأذهب إليها فأطلعها، وأمرني فيها ببعض ما يريد. ثم قال: لي: ولا تحتبس عني فإنك إن احتبست عني كنت أهم إليّ من ضيعتي وشغلتني عن كل شيء من أمري.
قال : فخرجت أريد ضيعته التي بعثني إليها ، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى ، فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون ، وكنت لا أدري ما أمر الناس ، لحبس أبي إياي في بيته ، فلما سمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون ، فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم ورغبت في أمرهم ، وقلت : هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه .
فوالله ما برحتهم حتى غربت الشمس وتركت ضيعة أبي فلم آتها. ثم قلت لهم: أين أصلُ هذا الدين ؟ قالوا: بالشام.
فرجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلته عن أمره كله، فلما جئت قال: أي بني أين كنت ؟ ألم أكن أعهد إليك ما عهدته ؟ قال:قالت يا أبت مررت بأناس يصلون في كنيسة لهم، فأعجبني ما رأيت من دينهم، فوالله ما زلت عنهم حتى غربت الشمس.
قال : أي بني ، ليس في ذلك الدين خير ، دينك ودين آبائك خير منه .
قال:قلت: لا والله إنه لخير من ديننا.
قال : فخافني في رجلي قيدا ثم حبسني في بيته .
قال: وبعثت إلى النصارى فقلت لهم: إذا قدم عليكم ركب من الشام فأخبروني بهم . قال: فقدم عليهم ركب من الشام فجاءني النصارى فأخبروني بهم. فقلت إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني.
قال: فلما أردوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم، فألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام، فلما قدمتها قلت: من أفضل أهل هذا الدين علماً ؟ قالوا الأسقف في الكنيسة.
قال:فجئته فقلت له: إني قد رغبت في هذا الدين وأحببت أن أكون معك وأخدمك في كنيستك وأتعلم منك فأصلي معك. قال : أدخل . فدخلت: معه، فكان رجل سوء، يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها، فإذا جمعوا له شيئاً كنزه لنفسه ولم يعطه المساكين، حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق. قال : وأبغضته بغضاً شديداً لما رأيته يصنع .
ثم:مات واجتمعت له النصارى ليدفنوه، فقلت لهم: إن هذا كان رجل سوء، يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها، فإذا جئتموه بها كنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئاً.
قال : فقالوا لي : وما علمك بذلك ؟ قال: فقلت لهم أنا أدلكم على كنزه.
قالوا: فدُلَّنا. قال:فأريتهم موضعه، فاستخرجوا سبع قلال مملوءة ذهباً وورقاً، فلما رأوها قالوا: لا ندفنه أبداً. قال : فصلبوه ورجموه بالحجارة .
وجاءوا برجل آخر فوضعوه مكانه. قال:سلمان: فما رأيت رجلاً لا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه، وأزهد في أدنيا ولا أرغب في الآخرة، ولا أدأب ليلاً ونهاراً.
قال : فأحببته حباً لم أحب شيئاً قبله مثله .
قال:فأقمت معه زماناً، ثم حضرته الوفاة، فقلت له: إني قد كنت معك، وأحببتك حباً لم أحبه شيئاً قبلك، وقد حضرك ما ترى من أمر الله تعالى، فإلي من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟ قال: أي بني والله ما أعلم اليوم أحداً على ما كنت عليه، لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه، إلا رجلاً بالموصل، وهو فلان، وهو على ما كنت عليه فالحق به.
قال: فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل. فقلت:يا فلان، إن فلاناً أوصاني عند موته أن ألحق بك، وأخبرني أنك على أمره. قال:لي: أقم عندي فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه، فلم يلبث أن مات، فلما حضرته الوفاة قلت له: يافلان إن فلاناً أوصى بي إليك وأمرني باللحوق بك، وقد حضرك من أمر الله ما ترى، فإلى من توصي بي، وبم تأمرني "؟قال: يا بني والله ما أعلم رجلاً على مثل ما كنا عليه، إلا رجلاً بنصيبين، وهو فلان فالحق به.
فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين ، فأخبرته خبري وما أمرني به صاحباي ، فقال : أقم عندي فأقمت عنده ، فوجدته على أمر صاحبيه ، فأقمت مع خير رجل ، فوالله ما لبث أن نزل به الموت ، فلما حضر قلت له : يا فلان إن فلاناً كان أوصى بي إلى فلان ، ثم أوصى بي فلان إلى فلان ، ثم أوصى بي فلان إليك ،فإلى من توصي بي وبم تأمرني
قال: يا بني والله ما أعلمه بقي أحد على أمرنا آمرك أن تأتيه، إلا رجل بعمورية من أرض الروم، فإنه على مثل ما نحن عليه. فإن أحببت فائته، فإنه على أمرنا.
فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية، فأخبرته خبري، فقال: أقم عندي. فأقمت عند خير رجل على هدي أصحابه وأمرهم. قال: واكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة.
قال: ثم نزل به أمر الله، فلما حضر قلت له: يا فلان أين كنت مع فلان فأوصي بي إلى فلان، ثم أوصي بي فلان إلى فلان، ثم أوصي بي فلان إلى فلان، ثم أوصي بي فلان إليك، فإلى من توصي بي وبم تأمرني ؟ .
قال: أي بني، والله ما أعلم أصبح أحد على مثل ما كنا عليه من الناس آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظل زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب، مهاجره إلى أرض بين حرتين بينهما نخل، به علامات لا تخفى: يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوه، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل.
قال: ثم ما وغيب، ومكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث.
ثم مر بي نفر من كَلْب تجار، فقلت لهم احملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه. قالوا : نعم . فأعطيتموها وحملوني معهم، حتى إذا بلغوا وادي القرى ظلموني فباعوني من رجل يهودي عبداً، فكنت عنده، ورأيت النخل، فرجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي , ولم يحق في نفسي.
فبينا أنا عنده إذا قدم عليه ابن عم له من بني قريظة من المدينة، فابتاعني منه، فاحتملني إلى المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي لها، فأقمت بها.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام بمكة ما أقام، ولا أسمع له بذكر مما أنا فيه من شغل الرق؛ ثم هاجر إلى المدينة.
فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل فيه بعض العمل، وسيدي جالس تحتي إذا أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال: يا فلان قاتل الله بني قيلة. والله إنهم لمجتمعون الآن بقباء على رجل قدم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي.
قال سلمان: فلما سمعتها أخذتني الرعدة حتى ظننت أني ساقط على سيدي، فنزلت عن النخلة، فجعلت أقول لابن عمه ماذا تقول ؟ ماذا تقول ؟ .
قال : فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة . ثم قال مالك ولهذا ؟ أقبل على عملك .
قال:فقلت لا شيء إنما أردت أن استثبته عما قال.
قال : وقد كان عندي شيء قد جمعته ، فلما أمسيت أخذته ، ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء ، فدخلت عليه فقلت له : إنه قد بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة ، وهذا شيء كان عندي للصدقة ، فرايتكم أحق به من غيركم .
قال: فقربته إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (( كلوا )) وأمسك يده فلم يأكل.
فقلت في نفسي: هذا واحدة.
ثم انصرفت عنه فجمعت شيئاً، وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ثم جئته فقلت له: إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية أكرمتك بها. قال: فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وأمر أصحابه فأكلوا معه.
قال:فقلت في نفسي هاتان ثنتان. ( يتبع ذلك )