احمد العتيبي-1
01-08-2009, 07:50 PM
سَنَغْلبُهم
الشاعر تميم البرغوثي
إذا ارتاح الطغاة إلى الهوانِ =فذكِّرْهم بأن الموتَ دانِ
ومِنْ صُدَفٍ بقاءُ المرءِ حَيَّاً =على مرِّ الدَّقائقِ والثواني
وجثةِ طِفْلَةٍ بممرِّ مَشْفَىً= لها في العمر سبعٌ أو ثماني
على بَرْدِ البلاطِ بلا سريرٍ= وإلا تحتَ أنقاضِ المباني
كأنَّكِ قُلْتِ لي يا بنتُ شيئاً= عزيزاً لا يُفَسَّر باللسانِ
عن الدنيا وما فيها وعني= وعن معنى المخافةِ والأمانِ
فَدَيْتُكِ آيةً نَزَلَتْ حَدِيثاًَ =بخيطِ دَمٍ عَلَى حَدَقٍ حِسَانِ
فنادِ المانعينَ الخبزَ عنها =ومن سَمَحُوا بِهِ بَعْدَ الأوانِ
وَهَنِّئْهُم بِفِرْعَوْنٍ سَمِينٍ =كَثَيرِ الجيشِ مَعمورِ المغاني
له لا للبرايا النيلُ يجري= له البستانُ والثَمَرُ الدَّواني
وَقُل لمفرِّقِ البَحرَيْنِ مهما= حَجَرْتَ عليهما فَسَيَرْجِعَانِ
وإن راهنتَ أن الناسَ تنسى= فإنَّكَ سوفَ تخسرُ في الرِّهانِ
نحاصَرُ من أخٍ أو من عدوٍّ= سَنَغْلِبُ، وحدَنا، وَسَيَنْدَمَانِ
سَنَغْلِبُ والذي جَعَلَ المنايا= بها أَنَفٌ مِنَ الرََّجُلِ الجبانِ
بَقِيَّةُ كُلِّ سَيْفٍ، كَثَّرَتْنا= مَنَايانا على مَرِّ الزَّمَانِ
كأن الموت قابلة عجوز= تزور القوم من آنٍ لآنِ
نموتُ فيكثرُ الأشرافُ فينا= وتختلطُ التعازي بالتهاني
كأنَّ الموتَ للأشرافِ أمٌّ= مُشَبَّهَةُ القَسَاوَةِ بالحنانِ
لذلك ليس يُذكَرُ في المراثي= كثيراً وهو يُذكَرُ في الأغاني
سَنَغْلِبُ والذي رَفَعَ الضحايا= مِنَ الأنقاضِ رأساً للجنانِ
رماديِّونَ كالأنــــقاضِ شُعْثٌ= تحدَّدُهم خُيوطٌ الأرْجُـــــــوَانِ
يَدٌ لِيَدٍ تُسَلِّمُـــــــــــهم فَتَبْدُو= سَماءُ اللهِ تَحمِــــــــلُها يدانِ
يدٌ لِـــيَدٍ كَمِعـــــراجٍ طَــوِيلٍ= إلى بابِ الكريمِ المستعانِ
يَدٌ لِيَدٍ، وَتَحتَ القَصْفِ، فَاْقْرَأْ =هنالكَ ما تشاءُ من المعاني
صلاةُ جَمَاعَةٍ في شِبْرِ أَرضٍٍ =وطائرةٍ تُحَوِّم في المكانِ
تنادي ذلك الجَمْعَ المصلِّي= لكَ الوَيْلاتُ ما لَكَ لا تراني
فَيُمْعِنُ في تَجَاهُلِها فَتَرمِي= قَنَابِلَها فَتَغْرَقُ في الدُّخانِ
وَتُقْلِعُ عَنْ تَشَهُّدِ مَنْ يُصَلِّي= وَعَنْ شَرَفٍ جَدِيدٍ في الأَذَانِ
نقاتلهم على عَطَشٍ وجُوعٍ =وخذلان الأقاصي والأداني
نقاتلـهم وَظُلْمُ بني أبيــنا= نُعانِيــــــــــــــه كَأَنَّا لا نُعاني
نُقَاتِلُهم كَأَنَّ اليَــــــوْمَ يَوْمٌ =وَحِيدٌ ما لَهُ في الـدهر ثَانِ
بِأَيْــــــــدِينا لهذا اللَّيْلِ صُبْحٌ =وشَــــمْسٌ لا تَفِرُّ مِنَ البَنَانِ
الشاعر تميم البرغوثي
إذا ارتاح الطغاة إلى الهوانِ =فذكِّرْهم بأن الموتَ دانِ
ومِنْ صُدَفٍ بقاءُ المرءِ حَيَّاً =على مرِّ الدَّقائقِ والثواني
وجثةِ طِفْلَةٍ بممرِّ مَشْفَىً= لها في العمر سبعٌ أو ثماني
على بَرْدِ البلاطِ بلا سريرٍ= وإلا تحتَ أنقاضِ المباني
كأنَّكِ قُلْتِ لي يا بنتُ شيئاً= عزيزاً لا يُفَسَّر باللسانِ
عن الدنيا وما فيها وعني= وعن معنى المخافةِ والأمانِ
فَدَيْتُكِ آيةً نَزَلَتْ حَدِيثاًَ =بخيطِ دَمٍ عَلَى حَدَقٍ حِسَانِ
فنادِ المانعينَ الخبزَ عنها =ومن سَمَحُوا بِهِ بَعْدَ الأوانِ
وَهَنِّئْهُم بِفِرْعَوْنٍ سَمِينٍ =كَثَيرِ الجيشِ مَعمورِ المغاني
له لا للبرايا النيلُ يجري= له البستانُ والثَمَرُ الدَّواني
وَقُل لمفرِّقِ البَحرَيْنِ مهما= حَجَرْتَ عليهما فَسَيَرْجِعَانِ
وإن راهنتَ أن الناسَ تنسى= فإنَّكَ سوفَ تخسرُ في الرِّهانِ
نحاصَرُ من أخٍ أو من عدوٍّ= سَنَغْلِبُ، وحدَنا، وَسَيَنْدَمَانِ
سَنَغْلِبُ والذي جَعَلَ المنايا= بها أَنَفٌ مِنَ الرََّجُلِ الجبانِ
بَقِيَّةُ كُلِّ سَيْفٍ، كَثَّرَتْنا= مَنَايانا على مَرِّ الزَّمَانِ
كأن الموت قابلة عجوز= تزور القوم من آنٍ لآنِ
نموتُ فيكثرُ الأشرافُ فينا= وتختلطُ التعازي بالتهاني
كأنَّ الموتَ للأشرافِ أمٌّ= مُشَبَّهَةُ القَسَاوَةِ بالحنانِ
لذلك ليس يُذكَرُ في المراثي= كثيراً وهو يُذكَرُ في الأغاني
سَنَغْلِبُ والذي رَفَعَ الضحايا= مِنَ الأنقاضِ رأساً للجنانِ
رماديِّونَ كالأنــــقاضِ شُعْثٌ= تحدَّدُهم خُيوطٌ الأرْجُـــــــوَانِ
يَدٌ لِيَدٍ تُسَلِّمُـــــــــــهم فَتَبْدُو= سَماءُ اللهِ تَحمِــــــــلُها يدانِ
يدٌ لِـــيَدٍ كَمِعـــــراجٍ طَــوِيلٍ= إلى بابِ الكريمِ المستعانِ
يَدٌ لِيَدٍ، وَتَحتَ القَصْفِ، فَاْقْرَأْ =هنالكَ ما تشاءُ من المعاني
صلاةُ جَمَاعَةٍ في شِبْرِ أَرضٍٍ =وطائرةٍ تُحَوِّم في المكانِ
تنادي ذلك الجَمْعَ المصلِّي= لكَ الوَيْلاتُ ما لَكَ لا تراني
فَيُمْعِنُ في تَجَاهُلِها فَتَرمِي= قَنَابِلَها فَتَغْرَقُ في الدُّخانِ
وَتُقْلِعُ عَنْ تَشَهُّدِ مَنْ يُصَلِّي= وَعَنْ شَرَفٍ جَدِيدٍ في الأَذَانِ
نقاتلهم على عَطَشٍ وجُوعٍ =وخذلان الأقاصي والأداني
نقاتلـهم وَظُلْمُ بني أبيــنا= نُعانِيــــــــــــــه كَأَنَّا لا نُعاني
نُقَاتِلُهم كَأَنَّ اليَــــــوْمَ يَوْمٌ =وَحِيدٌ ما لَهُ في الـدهر ثَانِ
بِأَيْــــــــدِينا لهذا اللَّيْلِ صُبْحٌ =وشَــــمْسٌ لا تَفِرُّ مِنَ البَنَانِ