احمد العتيبي-1
01-05-2009, 05:17 PM
عذراً يا أطفال غزة ...
ابني ذو الثلاث سنوات يستيقظ فزعاً بسبب غزة ...
الدكتور تركي الظفيري*
هذه المحاولة الرابعة والتي أكتب فيها عن مجرزة غزة، وقد سبقها ثلاث محاولات لم أستطع إكمالها من هول ما رأيت.
وأنا أتابع أحداث غزة المؤلمة في مكتبتي أتفاجأ بصراخ مهند ذو الثلاث سنوات، ذهبت لأنظر الأمر فوجدته يبكي فزعاً، ضممته وقبلته ومسحت على ظهره ورأسه، وبعد أن هدأ البكاء قلت له :" وش فيك حبيبي"، وبعد تنهد وصعوبة تحدث قال: " بابا أنا خايف"، قلت له وأنا أضمه أكثر: " مَنْ خوَّفك وليش خايف يا بابا؟"، يبكي ويقول " بابا بابا بنام معك، بنام معك " فأخذته إلى سريري وأضجعته في مكاني فنام بعد أن اطمأن، تعاطف قلبي كثيراً مع ابني، كيف لا وهو جزء مني؟!.
كل هذه الأحداث مع مهند وأمه تسمع الحوار، قلت لها: تتوقعين مَنْ خوّفه؟! قالت: "كنت أشوف أخبار غزة على قناة المجد وشاف الجثث وبكاء الأطفال والجرحى، وخاف وأخذ مهند يلوم مقدم الأخبار:"
ليش ذبحهم وخلاهم بالشارع ".
عندما أقارن بكاء صغيري بسبب مشاهد مفزعة مع أبطال الحكاية الحقيقيين صغار غزة، تعجز الكلمات عن التعبير، وتتلعثم الأحرف عن بث المشاعر.
أطفال غزة يا أعزاء كما رأيناهم يضمون بعضهم بعد خروجهم من المدرسة خوفاً من صاروخ ينهي حياتهم.
أطفال غزة يا كرام يصمون آذانهم هلعاً من أصوات الانفجارات.
أطفال غزة يا أحبة يغمضون أعينهم ذعراً بسبب الأشلاء المتقطعة على قارعة الطريق.
أطفال غزة يبكون بجوار تلك الجثث المتفحمة، والتي كانت أجساداً لآبائهم.
أطفال غزة مصدومون نفسياً جراء العيش في الظلام ..
وتزداد الصدمة عندما يبصرون أنوار الانفجارات.
أطفال غزة لا يجدون الأب الذي يضمهم ويمسح على رؤوسهم ويسكن روعهم.
أطفال غزة محرمون من الأم التي تحاورهم وتمتص رعبهم .
أطفال غزة لا يطلبون من آبائهم النوم معهم على السرير؛ لأن التراب مأوى الجميع.
إن أقسى صورة أثرت فيَّ – شخصياً - ليست صور الجثث مع قساوتها، ولا صور البيوت المهدمة مع شدتها،أقسى صورة شاهدتها: صور الأطفال الذين يبكون مجتمعين ومعلموهم يحاولون طمأنتهم.
لكم الله يا أطفال غزة .. فنحن مشغولون بلقاءات نانسي عجرم وهيفاء وهبي ..
ولكم الله يا أطفال غزة .. فبعض قنواتنا لم تنقل معاناتكم لأنها تتراقص على أنغام محمد عبده وسهرات كاظم الساهر..
فعذراً يا أطفال غزة .. لا نستطيع التبرع لكم لأن شاعر المليون لم ينتهِ بعد، فأمجاد قبائلنا أولى من مأساتكم.
وعذراً يا أطفال غزة لا نستطيع تسمية آبائكم شهداء؛ لأنهم لم يمدوا اليد لأمريكا وإسرائيل..
وحذارِ يا أطفال غزة .. عندما تلعبون بمسدس من خشب سنسميكم حينها:
معتدون وإرهابيون، وتستحقون المجزرة، أتدرون لماذا؟!
لأنكم أرعبتم أطفال يهود.
*تركي الظفيري
المحاضر بجامعة الملك سعود (http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1086049&cnt=-2&Sec=1#0)
ابني ذو الثلاث سنوات يستيقظ فزعاً بسبب غزة ...
الدكتور تركي الظفيري*
هذه المحاولة الرابعة والتي أكتب فيها عن مجرزة غزة، وقد سبقها ثلاث محاولات لم أستطع إكمالها من هول ما رأيت.
وأنا أتابع أحداث غزة المؤلمة في مكتبتي أتفاجأ بصراخ مهند ذو الثلاث سنوات، ذهبت لأنظر الأمر فوجدته يبكي فزعاً، ضممته وقبلته ومسحت على ظهره ورأسه، وبعد أن هدأ البكاء قلت له :" وش فيك حبيبي"، وبعد تنهد وصعوبة تحدث قال: " بابا أنا خايف"، قلت له وأنا أضمه أكثر: " مَنْ خوَّفك وليش خايف يا بابا؟"، يبكي ويقول " بابا بابا بنام معك، بنام معك " فأخذته إلى سريري وأضجعته في مكاني فنام بعد أن اطمأن، تعاطف قلبي كثيراً مع ابني، كيف لا وهو جزء مني؟!.
كل هذه الأحداث مع مهند وأمه تسمع الحوار، قلت لها: تتوقعين مَنْ خوّفه؟! قالت: "كنت أشوف أخبار غزة على قناة المجد وشاف الجثث وبكاء الأطفال والجرحى، وخاف وأخذ مهند يلوم مقدم الأخبار:"
ليش ذبحهم وخلاهم بالشارع ".
عندما أقارن بكاء صغيري بسبب مشاهد مفزعة مع أبطال الحكاية الحقيقيين صغار غزة، تعجز الكلمات عن التعبير، وتتلعثم الأحرف عن بث المشاعر.
أطفال غزة يا أعزاء كما رأيناهم يضمون بعضهم بعد خروجهم من المدرسة خوفاً من صاروخ ينهي حياتهم.
أطفال غزة يا كرام يصمون آذانهم هلعاً من أصوات الانفجارات.
أطفال غزة يا أحبة يغمضون أعينهم ذعراً بسبب الأشلاء المتقطعة على قارعة الطريق.
أطفال غزة يبكون بجوار تلك الجثث المتفحمة، والتي كانت أجساداً لآبائهم.
أطفال غزة مصدومون نفسياً جراء العيش في الظلام ..
وتزداد الصدمة عندما يبصرون أنوار الانفجارات.
أطفال غزة لا يجدون الأب الذي يضمهم ويمسح على رؤوسهم ويسكن روعهم.
أطفال غزة محرمون من الأم التي تحاورهم وتمتص رعبهم .
أطفال غزة لا يطلبون من آبائهم النوم معهم على السرير؛ لأن التراب مأوى الجميع.
إن أقسى صورة أثرت فيَّ – شخصياً - ليست صور الجثث مع قساوتها، ولا صور البيوت المهدمة مع شدتها،أقسى صورة شاهدتها: صور الأطفال الذين يبكون مجتمعين ومعلموهم يحاولون طمأنتهم.
لكم الله يا أطفال غزة .. فنحن مشغولون بلقاءات نانسي عجرم وهيفاء وهبي ..
ولكم الله يا أطفال غزة .. فبعض قنواتنا لم تنقل معاناتكم لأنها تتراقص على أنغام محمد عبده وسهرات كاظم الساهر..
فعذراً يا أطفال غزة .. لا نستطيع التبرع لكم لأن شاعر المليون لم ينتهِ بعد، فأمجاد قبائلنا أولى من مأساتكم.
وعذراً يا أطفال غزة لا نستطيع تسمية آبائكم شهداء؛ لأنهم لم يمدوا اليد لأمريكا وإسرائيل..
وحذارِ يا أطفال غزة .. عندما تلعبون بمسدس من خشب سنسميكم حينها:
معتدون وإرهابيون، وتستحقون المجزرة، أتدرون لماذا؟!
لأنكم أرعبتم أطفال يهود.
*تركي الظفيري
المحاضر بجامعة الملك سعود (http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1086049&cnt=-2&Sec=1#0)